حياتنا مفعمة بالحيوية.. لكن بنكهة سورية - حياتنا مفعمة بالحيوية.. لكن بنكهة سورية - حياتنا مفعمة بالحيوية.. لكن بنكهة سورية - حياتنا مفعمة بالحيوية.. لكن بنكهة سورية - حياتنا مفعمة بالحيوية.. لكن بنكهة سورية
محمد علاونة
في أحد المولات بعمان كان الشاب الثلاثيني يلتقط حبات البرتقال «أبو صرة» بشكل سريع وخاطف، ويضعها في الكيس وينثر أخرى يمينا وشمالا، مثل آلة فرز بذور القمح وقت الحصاد.
بسبب عدم خبرتي في انتقاء الجيد من الخضار والفواكه انتابني الفضول وسألته كيف تعرف الأفضل؟ أجاب بدون تردد وبلهجة شامية صرفة «بدها تكون متوسطة في الحجم واللون.. ترى الأصفر موزاكي ولا البردآني كتير»، فشكرته.
تلك كانت المرة الثانية التي أستفيد فيها من أحد السوريين النازحين بسبب ويلات الحرب، إذ كانت الأولى عندما كنت أبحث عن وصلة صوت لجهاز «دي في دي»، واستنفذت خياراتي بسبب نوعه غير المألوف، وإذ يجيبني شاب سوري بدون أسئلة إضافية بدأ العمل حديثا في محل للأجهزة الكهربائية «إي مو على عيني»، حتى تناوله بلحظات وقال تفضل.
الأردن اليوم يبدو مفعما بالحيوية، لكن هذه المرة بنكهة سورية، وأصبحنا نسمع الأحاديث في الشارع بتلك اللهجة التي يعرفها أهل البلد عندما كان يزور الشام مئات الآلاف لغايات السياحة والتسوق، بل إن محطات الوقود والحلاقين و»الدراي كلين» ومرافق حيوية أخرى اختلط السوريون بمن يعملون فيها، بل استبدل أرباب عمل محليين بهؤلاء الذين يملكون الخبرة في كل مجال.
صحيح أن شريحة من الناس تشكوا بين الحين والآخر من مزاحمة السوريين الذين اقترب عددهم من المليون نسمة، في المقابل يجب أن تسأل تلك الشرحة نفسها أين كانت وحظوظها بتلك الأعمال قبل أحداث سوريا؟
يقول بعضهم إن الوافدين السوريين يتقاضون أجورا أقل، وهذا غير صحيح بدليل أن كلفة المعيشة لا تسمح بتقاضي أجور أقل من قيمة المستلزمات اليومية، وكثير منهم يعيشون في شقق عادية، غير هؤلاء الذين يسكنون المخيمات موزعين في مدن البلد عمان والزرقاء وإربد، وهم بالمناسبة شعب متدبر لا يسرف ويعتمد على ذاته كثيرا.
كل الشعوب العربية مرحب بها على هذه الارض، ومن حقها بصرف النظر عن جنسيتها أن تطأ قدمها هذه البلاد دون تضييق أو استغلال، في نفس الوقت كل شعب يحظى بميزة أو اختلاف، والسوريون الذين لم يعتمدوا على الدولة قط هم أصحاب حرفة ومهنة ولديهم الكم الكبير من الحفاظ على الذات وعلى مسافة قريبة من الآخرين.
من يلقي باللوم على التغير الديموغرافي ولو بشكل مؤقت لا يعبر إلا عن عجز في مواجهة الواقع، وقلة ذكاء اجتماعي وسياسي حتى اقتصادي، وهو ما حدث خلال التسعينيات عندما استقبلت البلاد موجات الهجرات، بدأت أولها مع الاحتلال العراقي للكويت، وفي العام 2003، الذي سقط فيه العراق في قبضة الاحتلال الأمريكي، نزح مئات الآلاف من العراقيين.
قبل ذلك منذ منتصف السبعينيات حتى الأعوام الأولى من عقد الثمانينيات، كانت عمان مرة أخرى على موعد مع هجرة قسرية جديدة، استقبلتها هذه المرة من لبنان.
وللتاريخ شواهد كثيرة يمكن أن تكون ركيزة لواقع السوريين الحالي، ففي نهاية القرن الثامن عشر وتحديدا عمان كانت خرابا مهجورا وسيل ماء ترد إليه مواشي البدو المجاورين، حتى جاء الشركس، وبعدها كان الشوام مع مجموعات الأرمن والأكراد والشيشان والمقدسيين والحجازيين، الذين شكلوا جزءا مهما من النسيج المجتمعي الأولي للبلاد، غير الهجرات الأخرى في 1948 و1967 وكانت آلافا من الفلسطينيين.
ذلك يقود إلى أهمية الترحيب بمن حضر حتى لو شاركناه الملح والزاد، لعلنا نحتاجهم ذات يوم ويسجل لنا بأننا شعب مرحب مضياف، أو على الأقل يمكن في المرة المقبلة نستطيع أن نختار الجيد من العنب والتفاح.
البلاد العربية لكل العرب والكل اهل واخوان .. الحارة امتلئت بالاخوة السوريين ومكان العمل امتلئ بالمستثمرين السوريين
والعمال السوريين ايضا . اعتقد ان الحضارة السورية ستؤثر
على المجتمع الاردني بشكل ايجابي كونها حضارة متطورة
جدا لم تخضع للاضطهاد في التطور ومواكبة العصر.
هلا بالأبضايات
تسلمولي تنيناتكن ما أحلاكن وما أحلى مروركن
رحت عالوحدات ئبل شهر لإشتري غرض دخلت على محل وما طلعت منه إلا وأنا شرّا
دوخوني بشاطرتهن ومزاجهن الشيك هالحمصيه