شوية زهزهة من وحي الثورات - شوية زهزهة من وحي الثورات - شوية زهزهة من وحي الثورات - شوية زهزهة من وحي الثورات - شوية زهزهة من وحي الثورات
طَفَتْ في الفترة القريبة الماضية على السطح - وليس المقصود سطح بيتنا طبعا – كثير من المفردات والعبارات التي رافقت ثورات الشعوب العربية المنتفضة، وقد تفننت وسائل الإعلام والإعلاميون والناس عامة في ترديدها- عالفاضي والمليان- لكن الماركة المسجلة ظلت باسم قائليها، "فزنقة زقنة" نالت النصيب الأكبر من الشهرة ، لا لارتباطها بقائلها – طبعا – وإنما لطرافة المفردة وغرابتها في قاموسنا المفرداتي اليومي،والذي فيه مفردة " زقة زقة" وهي تعني زنقة زنقة، وترادفها في المعنى.
ما أكثر ما ترى عيني اليوم من "زنقة" بل "زنقات الناس"، فهذا زميلي في العمل- يطلب عشرة دنانير دين- لأنه ( مزنوق) وآخر يخرج من زنقة مالية إلى زنقة اجتماعية حين لا يستطيع الوفاء لزوجته بخاتم - ذهبْ مع الريح- وعدَها به من أيام ما كان غرام الذهب - بنيرتين- والشعب كله من زنقة إلى زنقة،والله يبعد عنا الزنقات.
وإذا كان الشعب هنااااااااااااااااك- يريد إسقاط الحمام- فإن شعوبا هنا " تقدر النظام وتحترمه وتواليه " ولكنها تريد إسقاط- الغلاء، والجشع والفساد- فقد علت رؤوسنا الهموم، والالتزامات،وصرنا نجوب الميادين، كميدان التبرير، وميدان التوفير، وميدان التعتير، وميدان التشفير، والتزمير والتكعيب والتدوير - وغيرها من الميادين، لا من أجل إحداث (ثورة أو جمع ثروة- حاشا لله - فوحدتنا سلاحنا وأمننا وأماننا) ولا من أجل " ركوب الموجة" وهو أكثر المصطلحات استهلاكا بين الصحفيين " الموجهنين "وإنما للبحث فيها عن لقمة خبز - مشفر- على القمر الأرضي " هات هات".
يا الله لقد "هرمنا، هرمنا" ونحن ننتظر لحظات تاريخية، نصبح فيها أغنياء، وأثرياء، وأصحاب رؤوس أموال، وثرثارين، وكذابين، ولصوصا، وأحيانا- أمام الكاميرات- شرفاء.
ومن ضمن المفردات التي درجت على ألسنة الشعوب و زينتْ يافطاتهم كلمة " ثورية"أخافها وتجعلني أرتجف وأرتعد فزعا مجنونا ،ففي نهاية كل شهر، حينما يستعد صاحب البيت الذي أسكن فيه للسؤال عن إيجار البيت، وعادة ما أكون جاهزا للدفع" قرش قرش، شلن شلن، بريزة بريزة، ربع ربع، نص نص، ليرة ليرة" أخاف أن يرفع في وجهي يافطة مكتوبا عليها" ارحل ارحل ، زحلق زحلق، كرفِتْ كرفِتْ" عندها سأنام مع اولادي على الرصيف،واحمل يافطة أكتب عليها" سِلمية سِلمية سِلمية" حتى لا يفهم أحدٌ أنني ""معتصمٌ"""، لا والله أنا ياسر ذيب، أقسم بالله العظيم، وهااااااااااااااااااي هويتي.
هذه الأمّة لا بد لها درساً في الهزهزة ...!!
هذه الـأمة حتى في التقليد محبطة .. ..يعني لو كان التقليد يدخلهم الجنة لرفضوه بحجة التقليد ..واللي بسمع انها أمة مبدعة ..ما هو كل حياتها قائمة على التقليد حتى البندورة عنّا تقليد .. والخيار بشبه الخيار اللي عندهم !!
خليها على الله أخي ياسر ..وجعت القلب والله بمقال من شخص محترف أتفاجأ أن يكون هنا أمثالك من الكتبة المبدعين والرائعين ..ولا أجد هذا الاهتمام بكتاباتهم ..وللأمانة حدثني عنك قريبي صمت البشر ..وعن كتاباتك ..ولكن الواقع أجمل مما صوّر لي ..
بوركت أخي الكريم