أمي و المخيم .. - أمي و المخيم .. - أمي و المخيم .. - أمي و المخيم .. - أمي و المخيم ..
ارتدت ثوبها المطرز بعرق السنين...وتوشحت بملاءتها الملائكية... وانتظرت شعاع الشمس يطل من خلف مآذن المخيم...وانطلقت وفي يدها "ليرة يتيمة، وكثير من القروش الحمراء"... لقد كانت ابتسامتها المرسومة على الشفاه المقشرة تصافح صباحات المارين في الزقاق... وكانت أغاني الباعة هناك توقظ في أمومتها حاجة عصافيرها الصغار لقليل من القوت" حبة زهره، وحبات من البندوره، وسيكارتان للعجوز الممدد في حوش الدار".
كانت غاية حلمها أن تصنع من الطحين الممزوج بعرقها الأخضر رغيفات من الخبز المعتق بالصبر الجميل، والأمل بأن تصبح العصافير نسورا تحلق في سمائها، وتراها تملأ الأفق نجاحا.. وتفوقا.. وانتصارا.. وكان الحلم يكبر ويشرق كقرص الشمس... وتتمايل السنابل بحبات القمح الذهبي.. ويلد الأمل كل تلك الأمنيات من رحم المعاناة والغربة والشتات.
واليوم تحلق النسور حول مرقدها الأزلي.. وتشرق الشمس من جهة ذكراها الخالدة في صميم " الصغار" الذين أمسوا كبارا.. وها هم اليوم "وكل يوم" يلقون عليها تحيات الرحمة والجنان.. ويقبلون التراب الذي مرت من فوقه قدماها النحيلتان ويزينون مرقدها بالزهور... ويقرؤون عند رأسها فاتحة الكتاب.
ابدعت سلمت يمناك
وكل عام وجميع الامهات بخير
وتحية لكل امهات الشهداء في فلسطين الحبيبة
ولامهات غزة الابية وجنوبنا الصامد
ولكل امهات الثوار الاحرار في البلدان العربية