الناشطة اليمنية توكل عبد السلام كرمان تفوز بجائزة نوبل للسلام
الناشطة اليمنية توكل عبد السلام كرمان تفوز بجائزة نوبل للسلام - الناشطة اليمنية توكل عبد السلام كرمان تفوز بجائزة نوبل للسلام - الناشطة اليمنية توكل عبد السلام كرمان تفوز بجائزة نوبل للسلام - الناشطة اليمنية توكل عبد السلام كرمان تفوز بجائزة نوبل للسلام - الناشطة اليمنية توكل عبد السلام كرمان تفوز بجائزة نوبل للسلام
أعلنت لجنة نوبل بالاكاديمية السويدية فوز الناشطة اليمنية توكل عبد السلام كرمان إلى جانب ألين جونسون سيرليف وليما غبواي بجائزة نوبل للسلام.وقالت اللجنة بأنها خصصت الجائزة هذا العام للنساء المدافعات عن حقوق الإنسان في بلدانهن.
وقالت توكل في تصريحات صحافية بأنها لم تكن تتوقع هذا الفوز وإنها تهديه لكل شباب الثورات العربية ، وأضافت توكل : بأنها تعد كل الشباب اليمني بأن تكون اليمن عضوا فاعلا في العالم. وبأها ستستمر مع شباب الثورة في اليمن من أجل تحقيق الثورة.
وأكدت توكل أن السلام هو الحل لانتزاع حقوقنا ، ولن يستطيع علي عبد الله صالح ولا بشار أن يجرنا للعنف، مضيفة بأنها سوف تسير في هذا النهج السلمي لانتزاع الحقوق.
ومن الجدير بالذكر أن توكل عبد السلام كرمان ولدت في السابع من فبراير 1979 بمحافظة تعز، اليمن وهي كاتبة صحافية وناشطة ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، وكانت قبل ذلك أديبة وشاعرة. وهي أحد أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن وهي ابنة السياسي والقانوني عبد السلام خالد كرمان.
وتنحدر من أسرة ريفية من منطقة مخلاف شرعب في محافظة تعز، وفدت أسرتها مبكرا إلى العاصمة صنعاء مهاجرة من محافظة تعز، تبعاً لعمل والدها القانوني والسياسي المعروف عبد السلام كرمان. تخرجت من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء بكالوريوس تجارة عام 1999 ،وحصلت على جائزة الشجاعة من السفارة الأمريكية، وتم اختيارها كأحد سبع نساء أحدثن تغيير في العالم من قبل منظمة مراسلون بلا حدود، حصلت على كثير من التكريم من قبل مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني محلية ودولية كما تم تكريمها كأحد النساء الرائدات من قبل وزارةالثقافة اليمنية.
د.ديمة طارق طهبوب
وأوتينا السلام من قبلهم..و كنا مسلمين
في جاهليتهم أقام العرب حروبا لأتفه الأسباب، و من أشهرها حرب البسوس التي استمرت أربعين عاما، و راح ضحيتها الالآف بسبب مقتل ناقة أشعلت الثارات بين قبيلتي بكر و تغلب، و في واقعة أخرى قتل عمرو بن كلثوم عمرو بن هند ملك المناذرة لأن أم الأخير طلبت من أم عمرو أن تناولها إناء، فخلد الحادثة في معلقته التي بلغ فيها كل مبلغ من الغطرسة و الكبر:
وَأَنَّا المَانِعُونَ لِمَا أَرَدْنَا وَأَنَّا النَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينَا
وَأَنَّا التَارِكُونَ إِذَا سَخِطْنَا وَأَنَّا الآخِذُونَ إِذَا رَضِينَا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِرَاً وَطِينَا
مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا وَمَاءَ البَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِينَا
إِذَا بَلَغَ الفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ تَخِرُّ لَهُ الجَبَابِرُ سَاجِدِينَا
و كان هذا حال العرب كما وصف جعفر بن أبي طالب"كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، يأكل القوي منا الضعيف" فلما جاءهم الاسلام،دين السلام، أمرهم الله ،و من أسماءه سبحانه السلام، أن يدخلوا في السلم كافة، و جعل السلام تحية المسلمين في الدنيا، و جعل إفشاء السلام على من عرفت و لم تعرف من خير الأعمال لما في ذلك من إشعار لمتلقي التحية بالقبول و الراحة، و جعل السلام كذلك تحية أهل الجنة "تحيتهم فيها سلام" و أسمى الجنة بدار السلام فقال سبحانه "و الله يدعو الى دار السلام"، و من خلق المؤمن أن الجاهل لا يستفزه ليقابل الإساءة بالإساءة"و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" و كان من خير دعاء السيدة خديجة "اللهم أنت السلام و منك السلام فحيينا ربنا بالسلام و أدخلنا الجنة دار السلام تباركت و تعاليت يا ذا الجلال و الإكرام" ،و هذه التعاليم لم تحفظ فقط في الصدور كقيم عليا و إنما مارسها المسلمون خلقا و طبقوها عملا في حياتهم فجاء في الحديث "المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده"، و هذه الأخلاق ديدن الاسلام في الحرب و السلم، في القوة و الضعف، و لما انتصر المسلمون في فتح مكة نصرا مؤزرا بعد سنين أذاقهم المشركون فيها كل صنوف العذاب صرخ سعد بن عبادة في وجه أبي سفيان"اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا" فغضب نبي السلام و نزع منه اللواء و قال قولته الخالدة" اليوم يوم المرحمة" و زاد على ذلك تطمينا و مراعاة لنفوس القرشيين "اليوم يعز الله قريشا و يعظم الكعبة"،أما صلاح الدين فعفى عفو المقتدر مثل نبيه و لم يعاقب في فتح بيت المقدس الصليبيين الذين مثلوا بالمسلمين و سبحوا في دماءهم و حولوا مقدساتهم الى مزابل و حظائر،بل أمنهم على نفوسهم و أهليهم و هم خارجون من القدس، و أرسل قبل ذلك لغريمه الملك ريتشارد أطباءه ليعالجوه في مرضه
هذه بعض تجليات السلام في الإسلام في تاريخ المسلمين الذي أصبح تاريخ عنف و تقتيل عندما زُور بيد شرذمة من المؤرخين المستشرقين و بيد أبناء جلدتنا من أتباعهم حتى أصبح الإِسلام و الإرهاب صنوان و وجهان لعملة واحدة، و نُسي تاريخ الغرب الذي يحفل بالممالك و العوائل المتناحرة و الفظائع االلإنسانية التي ما زلنا نرى بعض مظاهرها في بلادنا مع كل غزو يأتي متلبسا بثوب التحرير!!! هذا التاريخ نُسي و أصبح السلام و ثقافته صنيعة الغرب و حرفة الدول و المؤسسات الغربية التي توزع صكوك السلام على من تشاء و تحرم منها من تشاء!
و ليس هذا الانعكاس التاريخي من النقيض الى النقيض بمنفصل عن تاريخ نوبل و جائزته، فهو شريك أساسي في ما أصاب و يصيب العالم من دمار، و لما وخزه ضميره وهب بعض ماله الذي جمعه من اختراع مادة للقتل ليساهم في تخفيف عذابات الإنسانية بعد أن أشقاها و ما زال!!
و جائزة نوبل متهمة بالتحيز الغربي و بعدم اعتماد معايير دقيقة في الاختيار و مثال ذلك إعطاء الجائزة لهنري كيسنجر التي رفضها فيما بعد عن دوره في مفاوضات وقف إطلاق النار بين أمريكا و فيتنام في الوقت الذي ما زالت بلاده عندها منغمسة في الأعمال الحربية، و على إثرها نعته النقاد بأنه رسول حرب لا رسول سلام! و كذلك الأمر بالنسبة للرئيس أوباما الذي ما كاد يجلس على كرسي الحكم في أمريكا حتى اختير لتسلم الجائزة و هو بالكاد وقع مرسوما أو أصدر قانونا، و قال النقاد انه أعطي الجائزة بناء على حسن النوايا! !!
أما العرب فلم يحصل منهم الجائزة سوى خمسة أشخاص وافقوا معايير نوبل، ففي مجال السلام حصل أنور السادات الجائزة مكافأة له على توقيع كامب ديفيد مناصفة مع الرئيس الإسرائيلي مناحيم بيغين، و كذلك الأمر بالنسبة لياسر عرفات الذي أخذها مكافأة بعد توقيع أوسلو بالاشتراك مع صاحب سياسة تكسير عظام الفلسطينيين اسحق رابين و شمعون بيريز، أما محمد البرادعي الرئيس السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية فحصلها مكافأة له على الجهود التي لعبتها الهيئة التي رأسها في إتهام العراق بامتلاك أسلحة الدمار الشامل و تسهيل قبول الحرب على العراق عالميا، أما الدكتور أحمد زويل، المواطن الأمريكي، فلا اعتراض عليه سوى أن معظم خيره و انجازه و أبحاثه تصب في مصلحة أمريكا! و حصل نجيب محفوظ جائزة نوبل في الآداب بعد كتابة روايته أولاد حارتنا التي منعت من النشر بسبب اعتراض الأزهر عليها لتطاولها على الذات الإلهية!
و هذه الشخصيات لا تنحاز عن مسطرة نوبل الا ان الاختيار الجديد للناشطة اليمنية توكل كرمان، و هي معروفة بأفكارها و خلفيتها الدينية، يطرح علامات استفهام كثيرة لا يمكن التعامل معها ببراءة جوقة المصفقين و المحتفلين بالإنجاز! فهذه امرأة من اليمن، البلد الذي يدينه الغرب بهتانا بإيواء و تفريخ خلايا القاعدة التي يمثل اسمها كل صور البشاعة و الرعب للغرب، بل إن الغرب رفض تأييد الثورة اليمنية و يستخدم فزاعة امكانية استيلاء القاعدة على مقاليد الحكم بعد الثورة ليبرر موقفه! إذن أليس من الغريب أن ينتقي اليمن و مواطنتها كدولة ممثلة للسلام العالمي، و هو الذي ألبسها ثوب الإرهاب؟!
و على فضل كرمان فقد سبقتها العديدات في ثورة مصر بالذات و قدمن نفس الأداء و التضحية، فهل من رسالة ما بين السطور في اختيار امرأة يمنية من دولة محافظة ينظر الغرب لوضع المرأة فيها بعين الريبة و الرفض؟!
هل هناك خطة لاختراق الثورات العربية و استمالتها و هي التي فرضت نفسها على المشهد العالمي بوعيها و سلميتها و روحها الشبابية و أجبرت العالم على الاعتراف بها و تقديرها؟!
نبالغ نحن العرب في أفراحنا و أحزاننا و نتطلع بإكبار الى اعتراف الآخر بنا و كأننا متسولون على مادة العالمية ننتظر فتات الاعتراف و لا نصمد في الساحة بوجودنا المميز و بروحنا العربية، ماذا ستضيف نوبل لتوكل كرمان التي أثبتت و فرضت نفسها كممثلة و ناطقة باسم الثورة اليمنية بقوة الحجة في الحق و بالاستعداد للتضحية أمام العالم أجمع؟!
من بلاد اليمن خرجت توكل كرمان و أعطت درسا للعالم عن دينها، دين السلام الذي بشر به نبيها قبل أن تعرفه أوروبا، ودرسا عن بلدها الموصوف بالحكمة اليمانية
لن تزيد لها نوبل، و كلنا أمل أن لا تنقصها فبعض السفارات تغتال في السفراء ما أحبه الناس فيهم
قال قتادة يمتدح بلقيس ملكة سبأ" ما كان أعقلها في إسلامها و قبله" هكذا نرى توكل كرمان صاحبة عقيدة و فطنة قبل الجائزة و بعدها و هكذا ندعو أن تظل