نظر في مرآته طويلاً،أغلق عينيه ثم فتحهما، لم يتغير ما رآه ، أعاد الكرة مرة أخرى لكن بقيت الصورة نفسها. لم يكن وجهاً، أو حتى ملامحاً لما يشبه الإنسان، بل كانت مجموعة من اللحظات و الذكريات تتلاحق بما يشبه سلسلة لا تزال تبحث عن نهاية.
ضحكات و دموع، كلمات ضائعة، أشعة الشمس،ضوء القمر و نور الشموع. يرى لحظات فرحة فيبتسم و تتخلى عضلات وجهه عن إنقباضها و كانها تأخذ إستراحة محارب بعد معركة أسطورية خرجت منها منتصرة، لحظات حزينة فيصبح التنفس أصعب و كأن الأنفاس في مخاض عسير تأبى أن تخرج من صدر يمسك بها بكلتى يديه فتحتاج لعملية قيصرية تتكفل بها باقي الأعضاء حتى لا تحال قصراً على التقاعد.
الخوف يسيطر على الجسم كله مرة واحد فيستطيع المرء أن يرى أصغر خلية في جسمه تصرخ جزعاً و يتوقف الدم في عروقه فتخبو الحياه فيه و يتحول الى لون أصفر يشابه الجثث الهامدة. الغضب و الحقد، الكره و الندم و غيرها كثير، مشاعر و ذكريات تبقى معه رغم عنه حتى لو و ضعها في صندوق و حفر عميقا ليدفنها، فإنه عندما ينهي من طمر الحفرة سيجدها ما زالت معه.
الحب مثلاً، النظرة الأولى و كيف تحفر الشرايين وجه الحبيب على القلب كلوحة سرمدية لا تقدر السنين على محوها حتى لو تهالك الجسد و تهاوى لكنها تبقى هناك، لا يمحوها مطر الشتاء و لا تبعثرها ريح الخريف، و لا تبهت من شمس الصيف. الكلمة الأولى و ما يسبقها من توتر و كيف تتسارع دقات القلب حتى يكاد يخرج من مكانه و يسمعه بكل وضوح هو و كأنه ينبض في رأسه.
الحب وحده هو الشعور الذي يخلق هالة حول الإنسان تعزله عن عالمه و تأخذه الى عالم آخر من إختياره، يستطيع من حوله أن يحسوا انه يتمي لدنيا أخرى أرفع و أسمى من قباحة ما يسمونها الحياه.
تنتهى الصور و الذكريات فيحل ظلام حالك و يسود برد قارص فلا يعود يقوى على تحريك أطرافه، عبثاُ ينتظر الشمس، فهي وجدت مكان آخر تنشر ضوءها و دفئها فيه، و تناست أن تشرق عليه. يستجمع قوته و يمسك بيديه الإطار، ينزع مرآته من مكانها، يدقق فيها فيرى وجوهاً كثيرة يعرف بعضها، لكن أكثرها مجرد ظلال بلا ملامح، يصرخ بأعلى صوته:
" أنتم على الجانب الآخر، ألا من مجيب ........ ألا من مجيب"
يبقى يصرخ حتى يذهب صوته، لكن عبثاً يصرخ، عبثاً ينادي ...فقد أصبح حبيس عالمه ................
ما بعرف ... لكنني وجدت نفسي أمام مرآة .. في "الحوش" أو في "البرندة" الشمس من فوقي ..تعكس على عيناي من المرآة ضوءها ... كثيراً ما أجلس أحاكي "محياي" بعد القول "اللهم أدمها من نعمة واحفظها من الزوال" ... تعلم أخي أنني لا أكتفي بسرحان قصير ولكنني ربما أتخيل قصة كاملة لهذا الوجه البائس وربما أصبح يائس ... كلما انظر إلى هذا الوجه أتذكر قصصاً أليمة ... لا أدري أريد أن أتذكر قصة واحدة مفرحة رغم وجودها !!...
سئمت من هذا الوجه رغم أنه وجهي ...
لا أدري .... سأترك القلم .. أعجز عن التعبير ..
قلم مبدع ...الله يعطيك العافية
ما بعرف ... لكنني وجدت نفسي أمام مرآة .. في "الحوش" أو في "البرندة" الشمس من فوقي ..تعكس على عيناي من المرآة ضوءها ... كثيراً ما أجلس أحاكي "محياي" بعد القول "اللهم أدمها من نعمة واحفظها من الزوال" ... تعلم أخي أنني لا أكتفي بسرحان قصير ولكنني ربما أتخيل قصة كاملة لهذا الوجه البائس وربما أصبح يائس ... كلما انظر إلى هذا الوجه أتذكر قصصاً أليمة ... لا أدري أريد أن أتذكر قصة واحدة مفرحة رغم وجودها !!...
سئمت من هذا الوجه رغم أنه وجهي ...
لا أدري .... سأترك القلم .. أعجز عن التعبير ..
قلم مبدع ...الله يعطيك العافية
شكراً لك أخ دياب ... فكل ما يصبو إليه الكاتب أن يأثر بكلماته حتى لو انسان واحد
يكاد يشتعل قلبي نارا كلما أفكر بمثل هذه اللحظات .. ويطفئ نار آهات قلبي وتنهداته ذلك المقدار من الحب والاحترام الذي أكن لكل من وصل لتلك المرآة ,, لعل وعسى أن أجد من يكنه لي يوم عندما أصل إليها ,, في ذلك الوقت نحتاج لمن يأخذ بأيدينا كما كنا صغارا .. مشكوور اخي الكريم قلم رائع وأنامل ذهبية
يكاد يشتعل قلبي نارا كلما أفكر بمثل هذه اللحظات .. ويطفئ نار آهات قلبي وتنهداته ذلك المقدار من الحب والاحترام الذي أكن لكل من وصل لتلك المرآة ,, لعل وعسى أن أجد من يكنه لي يوم عندما أصل إليها ,, في ذلك الوقت نحتاج لمن يأخذ بأيدينا كما كنا صغارا .. مشكوور اخي الكريم قلم رائع وأنامل ذهبية