الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين ( سلسلة متتابعة ...)
الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين ( سلسلة متتابعة ...) - الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين ( سلسلة متتابعة ...) - الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين ( سلسلة متتابعة ...) - الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين ( سلسلة متتابعة ...) - الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين ( سلسلة متتابعة ...)
الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين
-1-
د. محمد أبو صعيليك
ورد في كتب السنة المشرفة أحاديث فيها بشارة بنصر الإسلام والمسلمين في حالات خاصة، ومواقع معينة، ولا بد من تقريب هذه الأحاديث لطالبيها في هذه الأيام، خاصة وأنها تكاد تكون بلسماً شافياً للأمة المسلمة من مرضها العضال الذي استشرى فيها وانتشر ألا وهو مرض اليأس، الذي يحاول أعداء الله تأجيج شعلته في نفوس أبناء الأمة حتى يكون لهم السيطرة عليهم، والقضاء على بذرة الخير فيها، ونهب مقدراتها.
ومن هنا؛ أرى من الواجب أن أذكر هذه الأحاديث الشريفة وفق الشرط الذي شرطت في المقدمة، وعلى أن أوزعها على مباحث تندرج تحتها تلك الأحاديث، وخاصة أن بعضها قريب الصلة بالناس في هذه الأيام، ويحتاج إلى من يدندن للناس حوله، ويجعله حديث المجالس، وعدة المدرس، ومحفوظ التلميذ، ذلك لأن فيه إحباطاً لمخططات أعداء الأمة، وإفساداً لما يريد هؤلاء منها، وتنبيهاً لأبناء الأمة المسلمة ليستيقظوا ويستعدوا للخطر الداه وأي خطر أشد من أن يحقق لأعداء الأمة في حياة الأمة أكثر مما يريدون، فيصبحوا أصدقاء بعد أن كانوا أعداءً، ويصبح مجاهدنا متطرفاً إرهابياً، ويصبح قتيلهم بريئاً، ويبقى قتلانا وشهدانا بلا بواكي، وتبقى دموع نساءنا لا تجد من يمسحها، وتبقى جراحاتنا لا تجد من يضمدها.
لا بد أن تصحو الأمة لتدرك ما فعل بها أعداؤها في الداخل والخارج وتعرف كيف تنتصف لنفسها منهم.
وحتى لا أطيل هنا أقول: يمكن أن تندرج المبشرات الخاصة هذه ضمن المباحث التالية:
أحاديث قتال اليهود
وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث صحيحة تخبر عن قتال يقع بين المسلمين واليهود، وأن المسلمين ينتصرون على اليهود في قتالهم ذاك.
وهذه الأحاديث تعد مبشراً من مبشرات النبوة لهذه الأمة، ومطمئناً من رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة بأنها ستنتصر بعون الله تعالى على اليهود.. هذا أمر مهم يغفل عنه كثير من المسلمين بسبب نظرهم إلى الواقع المرير الذي تتجلى في المكائد العالمية التي تحاك ضد أبناء هذه الأمة المسلمة، ويتجلى فيه الاستكبار اليهودي والاستعلاء الكافر الذي مكن له في بقعة غالية من بلاد المسلمين، بسبب تخلي المسلمين في هذه الأيام عن دينهم، وبعدهم عن هدي رسولهم صلى الله عليه وسلم في معالجة الأمور كلها ومنها مسألة السلم والحرب.
وقد يستغرب بعض الناس إيراد هذه الأحاديث، ولا يكاد يصدقها، بل يراها نوعاً من الخيال يخالفه الواقع، وهذا حسب اعتقادي يقع فيه كثير من المسلمين إن دل على شيء فإنما يدل على قلة اليقين بالله تعالى.
إننا يجب أن نعتقد أن الله ناصر هذه الأمة على اليهود كما نعتقد أن الله واحد، إذا شككنا في هذه، فقد شككنا في تلك، وهذه مسألة لا نحتاج إلا إلى يقين، وما مرض الأمة إلا في زعزعة يقينها.
الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين -2- - الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين -2- - الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين -2- - الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين -2- - الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين -2-
الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين
-2-
د. محمد أبو صعيليك
- حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقاتلكم اليهود، فتتسلطون عليهم حتى يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي، فاقتله».
- حديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبدالله، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود».
الغرقد: نوع من شجر الشوك معروف ببلاد المقدس، وهناك يكون قتل الدجال واليهود، قال أبو حنيفة الدينوري: إذا عظمت العوسجة صارت غرقدة.
شرح الحديثين: في هذين الحديثين بشارة عظيمة لهذه الأمة بالانتصار على اليهود، وهزيمتهم بعون الله تعالى، وهذا يكون في مرحلة الانتصار الأول على اليهود وهي مرحلة الهزيمة والإزالة دون الإبادة، وستكون الإبادة الشاملة أيام المسيح عليه السلام.
وفي التعقيب على هذين الحديثين يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله: «كما أن هذه النصوص فيها إشارات ضمنية من جملة إشارات كثيرة نجدها متفرقة في النصوص، تدل على أن اليهود الذين وفدوا إلى فلسطين، وقامت لهم دولة في عصرنا ليسوا هم اليهود الذين يقاتلهم المسلمون في نزول المسيح عليه السلام، إنما هم الذين يفدون مع المسيح الدجال، فعاصمة الخلافة وقت ذاك تكون القدس، وقبل ذلك ستكون دولة إسلامية عالمية، وكل ذلك يتنافى مع بقاء السلطان الحالي لليهود في فلسطين».
قلت: هذا ما نقوله لأمتنا بشارة من نبينا صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من حلكة الظلام المحيط بالمسلمين في هذه الأيام، والاستعلاء اليهودي وحالة الضعف التي يعيشها المسلمون، إلا أن نصوص الشرع تبشر بالنصر، وهي أصدق من الواقع الزائف، واستخزاء الجبناء، وضعف الضعفاء، وخيانة الخائنين، فالرسول يبشر ويعد، وكلامه وحي (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، ومحال أن يتخلف وعد الله، ومحال أن يخلف وعده على لسان رسول صلى الله عليه وسلم، هذا جزء من اعتقادنا، وأساس من أسس ديننا، يجب أن يلهج به عالمنا في مسجده ومعلمنا في مدرسته، وسياسينا في منبره السياسي، ونساؤنا في حجرهن حتى يكون ذلك عادة لصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وكل واحد منا، لأنه وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة، وبشارته المباركة لها، لترتفع على ضعفها وتعلو على جراحها، ولا تضعف أمام أعداءها، هذا ما نعتقد من دين الله تعالى، نقوله لأمتنا المسلمة تذكيراً ونصحاً وإرشاداً لتعلم أين هي؟ وما يراد لها؟ وما قد طرحت في واقعها؟ والله المستعان.
وبعد:
هذا ما وقفنا عليه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تبشر الأمة المسلمة بقتال اليهود، والانتصار عليهم، وهي مرحلة قادمة بعون الله تعالى، وهي أول المراحل من الصراع مع اليهود، وحيث أن بين المسلمين وبين اليهود مرحلتان من الصراع، وهذه المرحلة هي الأولى منهما، وهي مرحلة هزيمة وإزالة، وهي تكون بعون الله تعالى، قبل عيسى ابن مريم عليه السلام، وهي التي يرتقبها المسلمون الآن، وهناك مرحلة أخرى هي مرحلة الإبادة والإفناء لليهود، وهي تكون أيام عيسى بن مريم عليه السلام، والأمران قادمان بعون الله تعالى، وفي نصوص الشرع أن دولة اليهود الحالية إلى زوال.
ولا يفوتنا هنا أن نذكر هنا أن هذا القتال القادم لا بد له من إعداد الأمة لشرط النصر الذي شرطه ربنا سبحانه وتعالى فقال: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» ولا يجوز بحال أن تبقى الأمة تدندن حول حق بغير إعداد ولا قوة، فإن ما أخذ بقوة لا يرد إلا بها، كما أنه لا يصح أن يفهم أمر هذا القتال على أن يكون أيام عيسى، وعليه فلتنم الأمة نوماً عميقاً. بل هو أمر قادم بعون الله، ولا يتأخر إلى أيام عيسى عليه السلام بدلائل منها:
1- أن الخلافة ستنزل بيت المقدس كما في حديث ابن زغب - وسيمر بعون الله - ومقتضى هذا أن دولة اليهود تكون قد زالت قبل ذلك إذ كيف تكون خلافة القدس وفلسطين في أيدي اليهود، وهذا سيكون قبل عيسى عليه السلام.
2- أن بيت المقدس ستعمر في آخر الزمان كما في حديث معاذ - وسيمر بعون الله - وعمرانها يكون بنزول الخلافة فيها، وهذا العمران سيكون قبل المهدي عليه السلام وقبل عيسى عليه السلام.
بعد هذا ننتقل إلى مبحث آخر في المبشرات الخاصة بعون الله تعالى، والحمد لله رب العالمين.
د. محمد أبو صعيليك
من الأحاديث النبوية المبشرة بالنصر والتمكين لهذه الأمة أحاديث تحدث عن فتوحات إسلامية مستقبلية لكل من القسطنطينية وروما، والهند، وهذه الأحاديث تلقي في النفس أملاً بعودة الأمة فتية فاتحة كما كانت، لتتعالى الأمة على ما هي فيه من ضعف في هذه الأيام، كما كانت ولذا نورد هذه الأحاديث المبشرات ليكون لها الدور الكبير في محاربة حالة اليأس التي سادت الناس على مختلف مستوياتهم، وشتى بقاع بلادهم حتى غلبت على عقولهم وقلوبهم ونفوسهم، ولذا نورد هذه الأحاديث المبشرات بالفتح كما يلي:
فتح القسطنطينية وروما
وردت أحاديث شريفة تخبر بفتح القسطنطينية وروما، ونورد هنا منها ما وافق شرطنا الذي شرطنا، وذلك كما يلي:
حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص، وسئل: أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية.
شرح الحديث: في هذا الحديث الشريف بشارتان لهذه الأمة بفتح القسطنطينية وقد فتحت، والثانية بفتح روما عاصمة إيطاليا، وهي قادمة بعون الله تعالى، وهذا يدلل على أن الأمة ستعود إلى دينها، وتكون فتية فاتحة يفتح الله تعالى عليها في قادمات الأيام بما شاء، وهذا يملأ نفس المؤمن بشراً وأملاً، ويدفعها إلى إعادة صقل نفسها من جديد لتعود إلى أيام مجدها السالفة لتعود فاتحة للبلاد والقلوب، توصل إليها دعوة الإسلام، وتسوس الناس بالقرآن لتصل ما كان فعله سلفها الصالح رضوان الله عليهم، ولتقيم الحجة على الناس بوصول هذا الدين إليهم، ولينعم الناس معها بظل دولة الإسلام، وبركة القرآن أسأل الله أن يحقق لأمتنا ما فيه الخير أنه على ما يشاء قدير.
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت بمدينة جانب منها في البر، وجانب في البحر، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني اسحق، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها، قال ثور: لا أعلمه إلا قال: الذي في البحر، ثم يقول الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقول الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها ويغنموا فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون.
شرح الحديث: في هذا الحديث بشارة عظيمة لهذه الأمة بفتح القسطنطينية ثانية، وعلى يد مسلمين من غير العرب، وفي التعقيب على هذا الحديث يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله: في هذا الحديث، كلام عن الفتح للقسطنطينية، وأن هذا الفتح سيكون بخارق للعادة وأن القائمين به ليسوا عرباً في أصولهم، بل أصولهم من بني إسحاق، والمعروف أن إسحاق له أكثر من ولد، فله غير يعقوب جد بني إسرائيل.
ويقول الحافظ عماد الدين ابن كثير رحمه الله تعالى: وهذا يدل على أن الروم يسلمون في آخر الزمان، ولعل فتح القسطنطينية يكون على أيدي طائفة منهم، كما نطق به الحديث المتقدم (يعني الحديث الذي ذكرناه) أنه يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، والروم من سلالة العيص بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، فهم أولاد بني إسرائيل: قلت في هذا بشارة للأمة المسلمة على اختلاف أجناسها وتباعد بقاعها بفتح جديد للقسطنطينية في آخر الزمان وعلى يد غير العرب وهذا يحفز المسلمين من أبناء العرب في هذه الأيام إلى تحمل مسؤولياتهم في حمل هذا الدين، والقيام بنصرته وإلا فإنهم سوف يستبدلون ويأتي الله تعالى بقوم آخرين خيراً منهم، كما قال (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
وفي هذا تحذير للخاملين عن الدعوة من أبناء العرب أنه إذا لم يقم هؤلاء بحمل هذا الدين ونصره فسيحمله سواهم من الأجناس، وسينصره الله تعالى بأقوام يعلي سبحانه ذكرهم. والله المستعان.
أحاديث فتح القسطنطينية وروما والهند (2) - أحاديث فتح القسطنطينية وروما والهند (2) - أحاديث فتح القسطنطينية وروما والهند (2) - أحاديث فتح القسطنطينية وروما والهند (2) - أحاديث فتح القسطنطينية وروما والهند (2)
الأحاديث المبشرات بنصر الاسلام والمسلمين
-4-
أحاديث فتح القسطنطينية وروما والهند (2)
د. محمد أبو صعيليك
- حديث عبدالله بن بسر المازني رضي الله عنه:
عن بشر بن عبدالله بن بسر قال: أخذ عبدالله بن بسر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني، فقال: يا ابن أخي لعلك تدرك فتح قسطنطينية، فإياك إن أدركت فتحها أن تترك غنيمتك فيها، فإن بين فتحها وبين خروج الدجال سبع سنين.
شرح الحديث: في هذا الحديث بشارة عظيمة للأمة بفتح القسطنطينية ثانية في آخر الزمان وهذا من بشائر نصر هذه الأمة، وعودتها إلى قوة بأسها وحياة أمرها حتى تعود تستنقذ من أعدائها ما سلب منها وهذا أمر مستقبلي يخبر عنه هذا الحديث الشريف وليكون مصدر أمل يملأ قلوب الأمة بالحماسة لحمل هذا الدين والقيام بتكاليفه، والجهاد في سبيله، والعمل على نشره في شتى بقاع الأرض فهل تقتنع الأمة في هذه الأيام بأمثال هذه الأحاديث فتعمل على تغير حالها من يأس إلى أمل ومن ضعف إلى قوة؟ نرجو الله ذلك، وهو المستعان.
فتح الهند
وعد المسلمون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح الهند لكن الذي يفهم من النصوص أنها تفتح مرتين مرة أيام المسلمين الأوائل، ومرة قبل قيام الساعة، وقد وردت أحاديث نبوية شريفة في هذا المقام، ولذا سنورد منها ما كان على شرطنا الذي شرطنا في مقدمة هذا البحث بعون الله تعالى، وما نورد منها وما يلي:
- حديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الهند، فإن استشهدت كنت من خير الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر.
- حديث ثوبان رضي الله عنه:
عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «:عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار، عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى بن مريم».
- حديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليغزون الهند لكم جيش، يفتح الله عليهم حتى يأتوا بملوكهم مغللين بالسلاسل، يغفر الله ذنوبهم، فينصرفون حين ينصرفون، فيجدون ابن مريم بالشام».
شرح على هذه الأحاديث
في هذه الأحاديث بشارة عظيمة للأمة المسلمة بفتح الهند وأسر ملوكها في الأيام القادمة وأيام المهدي عليه السلام وهذا يملأ نفس المسلم يقينا بوعد الله تعالى ويدفع عائلة اليأس والقنوط عن نفسه ويعيد إلى ذهنه سالف عهد المسلمين في الفتح والنصر ونشر الدعوة.
بهذا ننتهي من هذا المبحث المبشر بنصر الإسلام والمسلمين، لننتقل منه إلى مبحث آخر بعون الله تعالى.
أحاديث قتال الروم والملحمة الكبرى معهم - أحاديث قتال الروم والملحمة الكبرى معهم - أحاديث قتال الروم والملحمة الكبرى معهم - أحاديث قتال الروم والملحمة الكبرى معهم - أحاديث قتال الروم والملحمة الكبرى معهم
الأحاديث المبشرات بنصر الاسلام والمسلمين
-5-
أحاديث قتال الروم والملحمة الكبرى معهم
د. محمد أبو صعيليك
من الأحاديث المبشرات بنصر الأمة أحاديث تتحدث عن وقعة تكون بين المسلمين والروم، يحشدون فيها ضد المسلمين حشوداً عظيمة، لكن هذه الحشود تبوء بالفشل وينصر الله تعالى المؤمنين عليهم، فيغنمون منهم ويخرج الدجال عند اقتسامهم للغنائم ويسرعون إلى أهليهم وقد استغيثوا عليهم حيث خرج الدجال في أعقابهم.
وهذه الأحاديث النبوية المشرفة التي تصف هزيمة الروم وتبشر المؤمنين بالنصر عليهم، وتصف قدر الجموع التي تجمع لقتال المسلمين، وضخامة الحشد الذي يحشد ضدهم إنها لا تفت في عضد المؤمن، بل إنها لتدفعه إلى الأمل والعزة وقوة النفس في زمان استضعاف المسلمين في هذه الأيام وتعالي أبناء الروم (الغرب وأمريكا) على المسلمين، حتى إنهم أصبحوا يملون على أبناء المسلمين ما لا يريدون، ويتحكمون في ثرواتهم ومقدراتهم.. هذه الأحاديث تستنهض الهمم، وتستثير الحمية، وتوقظ الناس أن قوموا فاستعدوا فإن الملحمة العظيمة قادمة، يعدّ لها أولئك، أفلا يعدّ لها المسلمون؟ أوَلا يتأهب لها المؤمنون؟
لا أريد التطويل في التقديم للأحاديث، بل أترك القارئ معها، وأوردها كما يلي:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله كيف نخلي بينكم وبين إخواننا؟ فيقاتلوهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث، لا يفتنون أبداً فيفتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح الدجال قد خلفكم في أهاليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون صفوفهم، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم، فأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، يعني المسيح فيريهم دمه في حربته".
شرح الحديث:
يتحدث هذا الحديث عن بشارة عظيمة لهذه الأمة بانتصارها على تجمع الروم والنصارى وذلك قبل مجيء الدجال، وافتتاحهم للقسطنطينية ثانية، وفي هذا المقام يقول الأستاذ سعيد حوى رحمه الله: وفي هذا الحديث (حديث ابن مسعود) وسيأتي التفصيل للملحمة التي تكون بين يدي الساعة، وكلمة الروم تطلق على النصارى في عهد النبوة فالملحمة الكبرى ستكون بين النصارى والمسلمين ويكون النصر للمسلمين فهم يتابعون النصر فيفتحون القسطنطينية التي تكون وقتذاك بيد النصارى مرة ثانية، والذي يبدو أن ذلك سيكون بعد قيام دولة الإسلام العالمية التي تحدثنا عنها من قبل ويظهر الدجال وينزل عيسى بن مريم فيقتله في فلسطين عند باب لُد الشرقي.
أقول: هذا هو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق عن هذه الملحمة العظمى وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، تراها، أخبر فيها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن هذه المعركة الفاصلة كأنك تراها بعينيك مباشرة والمتتبع لما عند أعداء الإسلام من اليهود والنصارى يلحظ أمراً هاماً أن من المشتركة عند اليهود والنصارى عقيدة (الهرمجدون).
وعقيدة الهرمجدون هي الاعتقاد بمجيء يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير وقوى الشر، وقد استغل اليهود هذا الاعتقاد عند النصارى ليقنعوهم أن دولة لليهود على أرض فلسطين ستكون بمثابة موقع متقدم لليهود والنصارى لقتال المسلمين في هذه المعركة، والذين يمثلون في نظرهم قوس الشر. وبهذا الاعتقاد يحاولون تغطية محاولاتهم المتكررة لهدم المسجد الأقصى وإنشاء الهيكل المزعوم مكانه ومن ثم انتظارهم لمجيء المسيح المزعوم عندهم، وحدوث المعركة بين قوى الخير وقوى الشر وما يسمى بمعركة مجدو أو الهرمجدون في العقيدة عندهم، والمعروف أن بلدة مجدو التي تنسب إلى هذه المعركة هي بلدة في فلسطين، تقع في الجنوب الشرقي لمدينة حيفا وتبعد عنها 20 ميلا وعلى بعد 15 ميلا من شاطئ المتوسط وهذه دعوى عريضة عندهم لكنها مختلفة عن تلك المعركة المذكورة عند المسلمين أنها تقع في أرض الشام قرب تركيا.
قلت: وفي هذا الحديث بشارة عظيمة للأمة بانتصارها بذاك على تجمع النصارى ورغم كثرتهم وتأييد الله تعالى لها عليهم، هذا مما يجب أن يعلمه الناس عامة وخاصة لتكون شعلة الأمل بالنصر متقدمة في نفوسهم، وحية في قلوبهم، لكن ذلك مشروط بالأعداد والعمل ولا ينفع فيه الأحلام المحلقة، والله المستعان.
- حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
عن أسير بن جابر رضي الله عنه قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل، ليس له هجيرة (عادة) إلا: يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة: قال: فقعد وكان متكئاً، فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام، فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت: الروم تعني، قال: نعم، ويكون عند ذلك القتال ردّة شديدة، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع الأغالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجر بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نَهَدَ إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدائرة عليهم، فيقتتلون مقتلة إما قال إلا يرى مثلها، وإما قال: لم ير مثلها، حتى أن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتاً، فيتعاد بنو الأم كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح، أو أي ميراث يقسم فبينما هم كذلك إذا سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك، فجاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما بأيديهم، ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آباءهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو قال من خير فوارس.
شرح الحديث:
في هذا الحديث تفصيل لما أجمله الحديث السابق حيث يفصل مجريات الملحمة الكبرى التي تقع بين المسلمين والنصارى (الروم) وتكون نهايتها بانتصار المسلمين على النصارى ووقوع مقتلة عظيمة بينهم، وهذه بشارة عظيمة لهذه الأمة المسلمة التي كم نكبت من هؤلاء، فكم من دم لنا قد سفكوا؟ وكم من عرض لنا قد انتهكوا؟ وكم من حرمة لنا قد اعتدوا عليها؟ وكم من خيرات المسلمين قد أكلوا؟ وكم من مقدرات قد نهبوا؟ وسيأتي اليوم الذي ينتصف فيه منهم المسلمون، بعون الله تعالى بشارة قد بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته لتكون على ذكر أن الشدائد والمحن والبلايا والرزايا لا يمكن يحال أن تفني هذه الأمة، وأن وعد الله لا يتخلف، وإن وعده سبحانه النصر التمكين لهذه الأمة، هذا خبر عن جولة من جولاته، والله المستعان.
بهذا ننتهي من الحديث عن بشارة المسلمين بالانتصار على الروم في الملحمة الكبرى، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولننتقل إلى بشارة أخرى في مبحث قادم بعون الله تعالى وفق ما شرطنا في مقدمة هذه المقالات. والحمد لله رب العالمين.
أحاديث مبشرة بالنصر أيام المهدي عليه السلام - أحاديث مبشرة بالنصر أيام المهدي عليه السلام - أحاديث مبشرة بالنصر أيام المهدي عليه السلام - أحاديث مبشرة بالنصر أيام المهدي عليه السلام - أحاديث مبشرة بالنصر أيام المهدي عليه السلام
الأحاديث المبشرات بنصر الاسلام والمسلمين
-6-
أحاديث مبشرة بالنصر أيام المهدي عليه السلام
د. محمد أبو صعيليك
المهدي عليه السلام خليفة مسلم من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يأتي في آخر الزمان، فيملأ الأرض عدلا بعد ان ملئت جورا، ويفتح الله تعالى على يديه.
وقد وردت أحاديث كثيرة في المهدي عليه السلام حتى وصفت الأحاديث التي وردت فيه بالتواتر، لكننا هنا في هذا الباب لن نعرض الأحاديث المهدي كلها بل نعرض لأحاديث عن المهدي البشارة فيها بنصر الإسلام والمسلمين، وعلو شأن الدين لتكون بشائر للأمة في هذه الأيام التي بلغ فيها اليأس من الناس مبلغه، لتدفع الناس إلى عود حميد إلى الله وإلى تمسك بهديه وشرعه وإلى اقتفاء لأثر السلف رضوان الله عليهم.
ومن هنا فإننا سنورد من أحاديث المهدي عليه السلام ما يوافق شرطنا الذي شرطناه في مقدمة هذا البحث، وسيكون ما نورده من هذه الأحاديث النبوية الشريفة كما يلي:
- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا مني، أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا".
- حديث جابر وأبي سعيد رضي الله عنهما:
عن جابر وأبي سعيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ولا يعده".
- حديث أم سلمة رضي الله عنها:
عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة، فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من الشام، فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق، فيبايعونه بين الركن والمقام. ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب، فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال، ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويلقى الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيلبث في الأرض سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون".
شرح الحديث:
في الحديث بشارة عظيمة لهذه الأمة في أن أمر هذا الدين سوف يستقر ويستقيم في أيام قادمات بعون الله تعالى، وذلك بعد شدائد وظلمات تصيب الأمة، واستقرار الدين واستقامة أمره يتمثل في الأمور التالية:
- سيادة على الأرض كلها، وتحكيمه في حياة الناس ونبذ ما عداه من الأحكام.
- يشرع العدل بين الناس فيستقر معتنقوه وحملته بسبب العدل الذي يملأ الأرض أيام المهدي عليه السلام.
- يصل الإسلام إلى مناطق ما كان قد وصلها في فترات التاريخ السابقة، كتلك التي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتحها وكما تقدم في أحاديث سابقات.
- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف وزلازل، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحا"، فقال له رجل: ما صحاحا؟ قال: "بالسوية بين الناس، ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي، فيقول: من له في المال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل واحد فيقول: أنا، فيقول له: ائت السادن يعني الخازن، فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا، فيقول له: احث، فيحثي، حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفسا، أو عجز عني ما وسعهم، قال: فيرده فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثماني سنين، أو تسع سنين، ثم لا خير بالعيش بعده، أو قال لا خير في الحياة بعده".
شرح الحديث:
يتحدث هذا الحديث عن فترة مباركة من حياة الأمة في زمان المهدي عليه السلام حيث ينتشر فيها العدل والإنصاف، وتسود البركة والطمأنينة، ويعز الإسلام والمسلمين، وفي وصف أيام ذلك الرجل يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى: "من خلال ما مر نرى أن أهل التحقيق لا يختلفون في أن خليفة من آل بيت النبوة يكون في آخر الزمان، وهذا الذي اتفقوا عليه هو الذي درج التعبير عنه على لسان العامة والخاصة بأنه المهدي، وقد انطبع في أذهان الكثير من العلماء بسبب نصوص تحتاج إلى تحقيق في أسانيدها، ولكنها كثيرة أن المهدي ينزل في عهده عيسى عليه الصلاة والسلام، فإذا كان الأمر كذلك، فالأمر بيننا وبين المهدي بحسب الظاهر من نصوص أخرى لا زال فسيحا، لأن هناك بعض ما أخبر عنه رسول الله صلى الله وسلم لم يقع، فمثلا بين يدي نزول المسيح عليه السلام يفتح المسلمون القسطنطينية فتحا ثانيا، وتكون القسطنطينية وقت ذلك بيد النصارى، وهي الآن مسلمة وبيد المسلمين، والبشارة بفتح روما مرتبطة في الظاهر بفتوحات عالمية، وانتصار عالمي للإسلام، والنصوص الواردة في المهدي وعيسى عليهما السلام لا تدل على مثل هذا".
قلت: ما تشكك فيه الشيخ لا يسلم له، فالأحاديث المصرحة بنزول عيسى في عهد المهدي صحيحة، والأحاديث تصرح بانتصار عالمي زمان المهدي وعيسى، ومنه كسر الصليب، ووضع الجزية، وأن لا يدان لله إلا بالإسلام.
ووردت أحاديث كثيرة في المهدي عليه السلام حتى بلغت مبلغ التواتر، وفي هذا يقول العلامة أبو الحسين الأبري: "وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر المهدي، وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلا وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة، ويصلي عيسى خلفه".
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين على المسيح الدجال
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين على المسيح الدجال - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين على المسيح الدجال - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين على المسيح الدجال - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين على المسيح الدجال - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين على المسيح الدجال
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين
-7-
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين على المسيح الدجال
د. محمد أبو صعيليك
الدجال فتنة عظيمة حذرت منها الأنبياء عليهم السلام وتكون هذه الفتنة في آخر الزمان فهي إحدى علامات الساعة الكبرى، وقد كان من قدر الله تعالى في هذه الأمة المسلمة أنها تكتوي بنار هذه الفتنة، لكنها تخرج منها أقوى مما كانت، ولقد تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال في أحاديث كثيرة واصفاً له، ومحذراً من فتنته، نبحث هنا في هذه الاحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين في ظرف خاص، ومن هذا الصنف الأخبار التي تخبر عن انتصار المسلمين على الدجال وأعوانه اليهود وهذا ما نقوم بذكره بعون الله تعالى كما يلي:
- حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انه يطلع من آخر أمره على بطن الأردن على ثنية أفيق، وكل واحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن، وأنه يقتل من المسلمين ثلثاً، ويهزم ثلثاً، ويبقى ثلث ويجن عليهم الليل، فيقول بعض المؤمنين لبعض: ما تنتظرون أن تلحقوا بإخوانكم في مرضاة ربكم؟ من كان عنده فضل طعام فليعد به على أخيه صلوا حين ينفجر الفجر، وعجلوا الصلاة، ثم أقبلوا على عدوكم، فلما قاموا يصلون نزل عيسى بن مريم أمامهم فصلى بهم، فلما انصرفوا قال: هكذا أخرجوا بيني وبين عدو الله، فيذوب كما يذوب الملح في الماء، ويسلط عليهم المسلمين فيقتلونهم، حتى إن الشجر والحجر ينادي يا عبد الله يا عبد الرحمن يا مسلم هذا يهودي فاقتله، فيفنيهم الله تعالى ويظهر المسلمون فيكسرون الصليب ويقتلون الخنزير ويضعفون الجزية.
- حديث أبي أمامة رضي الله عنه:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،.. وفيه: فقالت أم شريك بنت أبي العكر: فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام لينكص ويمشي القهقرى، ليتقدم عيسى بن مريم يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامي، فإذا أنصرف قال عيسى عليه السلام: افتحوا الباب، فيفتح، ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب (أي الدجال) كما يذوب الملح في الماء، وانطلق هارباً ويقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب لد الشرقي، فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغردقة فإنها من شجرهم لا تنطق، إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله.
- حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه:
عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعثون سرحاً لهم فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، ويصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد، حتى أن أحدهم ليحرق وترقوسه فيأكله، فبينما هم كذلك، إذ نادى مناد من السحر: يا أيها الناس أتاكم الغوث ثلاثاً، فيقول بعضهم لبعض: إن هذا الصوت لصوت رجل شبعان، وينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر، فيقول له أميرهم: يا روح الله تقدم فصل، فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض، فيتقدم أميرهم فيصلي، فإذا قضى صلاته أخذ حربته، فيذهب نحو الدجال، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص، فيضع حربته بين ثندوته فيقتله، وينهزم أصحابه، فليس يوجد شيء يواري منهم أحدا، حتى أن الشجرة لتقول: يا مؤمن هذا كافر، ويقول الحجر: يا مؤمن هذا كافر.
- حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه:
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.. وأنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس، وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس، فيتزلزون زلزلاً شديداً، فيصبح فيهم عيسى بن مريم عليه السلام، فيهزمه الله وجنوده، حتى إن جذم الحائط وأصل الشجرة لينادي: يا مؤمن هذا كافر يستتر بي، فتعال أقتله.
- حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام فيأتيهم، فيحاصرهم، فيشتد حصارهم، ويجهدهم جهداً شديداً ثم ينزل عيسى بن مريم من السَحَر، فيقول: يا أيها الناس ما يمنعكم أن خرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جني، فينطلقون فإذا هم بعيسى بن مريم عليه السلام، فتقام الصلاة، فيقال له: تقدم يا روح الله، فيقول ليتقدم أمامكم، فليصل بكم، فإذا صلى الصبح خرجوا إليه، فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشي إليه فيقتله، وحتى إن الشجر والحجر ينادي: يا روح الله هذا اليهودي، فلا يترك مما كان يتبعه أحد إلا قتله.
- حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عيله وسلم: ثم يسلط الله المسلمين فيقتلونه ويقتلون شيعته، حتى إن اليهود ليختبئ تحت الشجرة والحجر، فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم: هذا يهودي تحتي فأقتله.
شرح الأحاديث السابقة:
في هذه الأحاديث الشريفة بشارة عظيمة للأمة المسلمة بانتصار المسلمين على الدجال وأتباعه وقتل سيدنا عيسى عليه السلام له، وقتل المسلمين لأتباعه اليهود، وهذه هي المرحلة الثانية من القتال مع اليهود حتى يباد فيها اليهود ولا يبقى منهم أحد في الأرض، وهذا ما يملأ قلوب المسلمين بالعزة في هذه الأيام حيث يتراءى للناس الاستعلاء اليهودي والغطرسة اليهودية، حتى ظن بعض الناس أن قوة هؤلاء لا تقهر وأنهم لا يهزمون، ولكن نصوص أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تبشر بقرب هزيمتهم، والقضاء عليهم قضاءً مبرماً والقضاء على منتظرهم الدجال بعون الله تعلى والله المستعان.
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام -1-
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام -1- - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام -1- - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام -1- - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام -1- - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام -1-
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين
-8-
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام -1-
د. محمد أبو صعيليك
نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان جزء من عقيدة المسلم وهو علامة من علامات الساعة الكبرى، وقد كثرت الأحاديث التي تتحدث عن نزوله عليه السلام في آخر الزمان حتى بلغت مبلغ التواتر عند أهل العلم، ويعد نزول عيسى عليه السلام مرحلة من مراحل انتصار الإسلام والمسلمين بعد حالات الضعف التي يمرون بها.
ولذا؛ نورد من أحاديث نزول عيسى بن مريم عليه السلام ما فيه إشارة الى نصر الإسلام والمسلمين وعلو الإسلام على الأديان، وسيكون ذلك وفق ما شرطناه في البداية.
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأنبياء أخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وأنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجلاً مربوعاً إلى الحمرة والبياض وعليه ثوبان ممصران، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، وتقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والثمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه.
شرح الحديث:
يتحدث هذا الحديث عن جملة من البشائر بالنصر والتمكين لهذه الأمة في فترة قادمة من فترات تاريخها، تتبدى هذه البشائر في: كسر الصليب، وقتل الخنزير ووضع الجزية، وإهلاك الأديان كلها إلا الإسلام، ووجود الأمن في حياة الناس.
هذه الأمور ستقع كلها في زمن عيسى عليه السلام، وزمانه آت بعون الله تعالى، وهذه تطمئن قلوب الأمة بالنصر القادم بعون الله، فلا يخفى أمل النصر تطاول أهل الصليب والهيكل، ولا تخاذل المسلمين ولا سلب المقدرات ولا تكالب الأعداء، فهذا وعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة بالتمكين لها ولدينها حتى لا يبقى في الأرض دين إلا الإسلام وحتى يحكم الإسلام وتندثر الأديان الأخرى سواء ما كان منها سماوياً محرفاً أو كان وضعياً من البشر، ولا يفهم من هذا الحديث أن الناس يجب أن يقعدوا حتى يأتي المهدي وعيسى عليهما السلام، كلا، لا بد من العمل لإعادة مجد هذه الأمة وعزها طالما أن أياماً ستأتي يكون للأمة فيها رفعة المكانة وعلو الشأن، وعز الجانب، ومهابة الأطراف، وهذا كله قادم بعون الله تعالى: (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً)، والله المستعان.
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (2)
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (2) - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (2) - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (2) - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (2) - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (2)
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين
-9-
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (2)
د. محمد أبو صعيليك
- حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:
عن جابر رضي الله عنه في قوله تعالى: (ليظهره على الدين كله)، قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني صاحب ملة إلا الإسلام، حتى تأمن الشاة الذئب، والبقرة الأسد، والإنسان الحية، وحتى لا تقرض فأرة جراباً، وحتى توضع الجزية، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، وذلك إذا نزل عيسى بن مريم عليه السلام.
- حديث أبي أمامة رضي الله عنه:
عن أبي أمامة رضي الله عنه في حديثه الطويل عن الدجال قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أكثر خطبته حديثاً حدثناه عن الدجال وحذرناه، فكان من قوله أن قال: قلت: وفيه: فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكما عدلاً، وإماماً مقسطاً يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض. وتنزع حمة كل ذي حمة، حتى يدخل الوليد- أي الطفل الصغير -يده في الحية- أي في فمها - فلا تضره، وتفر الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها.
- حديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك المسيح عيسى بن مريم أن ينزل حكماً مقسطاً وإماماً عدلاً فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، وتكون الدعوة واحدة، فأقرأوه أو اقرؤه السلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدثه فيصدقني، فلما حضرته الوفاة قال: أقرؤه منه السلام.
شرح الحديث:
تأمل رعاك الله عبارتي: "وتكون الدعوة واحدة"، و"تكون الكلمة واحدة" في الحديثين السابقين، لترى أن فيها بشارة لهذه الأمة بحفظ هذا الدين وزوال ما سواه من الأديان التي يدين بها النسا في حياتهم سواء ما كان منها سماوياً محرفاً أو ما كان وضعيفاً من وضع البشر، هذا يبشر الأمة بأنها صائرة الى التمكين والنصر بعون الله تعالى وأن عهود الظلام ستنقشع من حياتها إلى غير عودة، وأن الله تعالى سيعز جانبها، ولا يبقى على الأرض إلا الدين الذي تدين به وارتضاه لها، وهذا يتضمن أن أفواجاً من أهل الملل والأديان الأخرى ستدخل هذا الدين وستكون من حملته وستقف تحت رايته، وستحارب من عاداه وحاربه، وستدين الله تعالى بالعبودية به، وهذا فتح كبير تنتظره الأمة وبشارة عظيمة تقبل عليها الأمة، وتطمين لقلوب هذه الأمة بأن أمرها سيعود قوياً، وأن عودها سيرجع فتياً بعون الله تعالى، والله المستعان.
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (3)
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (3) - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (3) - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (3) - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (3) - الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (3)
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين
-10-
الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين أيام عيسى عليه السلام (3)
د. محمد أبو صعيليك
عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: ما يبكيك؟ قالت: يا رسول الله ذكرت الدجال، قال فلا تبكين فإن يخرج وأنا حي أكفيكموه، وإن أمت فإن ربكم ليس بأعور وإنه يخرج معه يهود أصبهان فيسير حتى ينزل بناحية المدينة، ولها يومئذ سبعة أبواب، على كل باب ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها، فيظل حتى يأتي لُداً فينزل عيسى فيقتله، ثم يمكن عيسى في الأرض أربعين سنة أو قريباً من أربعين سنة إماماً عدلاً وحكماً مقسطاً.
- حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما:
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه، فيهلكه، ثم يمكن الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة».
- حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه:
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء في دمشق بين مرودتين، واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان من اللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حين ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله، ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة.. ثم يرسل الله مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة ثم يقال للأرض انبتي ثمرتك، وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمان، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس.
تعقيب على هذه الأحاديث:
في هذه الأحاديث الشريفة بشارة عظيمة للأمة المسلمة بالنصر على أعدائها وعلى رأسهم المسيح الدجال، ويكون هذا النصر على زمان سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام، وبقيادته، وهذا أمر يملأ نفس المسلم عزة وأملاً، وفيه تفريج عن تلك القلوب التي أصابها الكرب والشدة بسبب ما أصاب المسلمين في هذه الأيام من شدائد وملمات ولكل كل هذا الذي أصابهم يزول بعون الله تعالى في أيام قادمات ولا يقال للناس انتظروا زمان عيسى عليه السلام، وتراخوا حتى يأتي، بللا بد من عمل وإقدام لأن الأمة سترى أيام خير ونصر وعزة قبل المسيح عليه السلام، كما تقدم وصفه سابقاً، وهذا يطلب من الأمة المسلمة الإعداد لذلك اليوم والعمل من أجله وألا يتعاملوا مع هذه النصوص الشريفة بروح التواكل والخنوع، بل لا بد لهم من عمل ولا بد لهم من تحقيق جهد البشر ليتم الله تعالى لهم بناءً على سنته سبحانه حيث يقول: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
وفي هذه الأحاديث وما سبق في باب الانتصار على الدجال؛ تنبيه إلى قضية مهمة هي أن عيسى بن مريم عليه السلام يأتي لينصر الأمة المسلمة، ويحكم بشرعها ويكون أحد حكامها وولاة الأمر فيها، وأن الأديان ستبطل أيامها ولا يبقى إلا الإسلام وحده، وأن الجزية لا تقبل بل لا يقبل من الناس حينئذ إلا الإسلام ومن لم يقبل الإسلام يقتل وهذا فيه إبطال للملل المنحرفة في حياة الناس، السماوي في أصله منها والوضعي، وهذا يدفع في صدورا أولئك الذين يدعون أنهم على دين المسيح عليه السلام بأن الرسول المرسل من الله تعالى إليكم في زعمكم ينصر سواكم وهم المسلمين، ويعمل بشريعتهم ويحكم وفق كتابهم، ويقاتل عدوهم، ويبشر الصالحين منهم بدرجاتهم عند الله، ويعمل بشعائرهم فيحج البيت الذين يحجون، ويصلي الصلاة التي يصلون وفي أيامه يرى أولئك النصر علي الأعداء والخير والبركة في الأرض، وعندما يموت يصلي عليه أولئك ويدفنون عند رسولهم صلى الله عليه وسلم، ولذا فما معنى الانتساب الزائف إلى عيسى بن مريم عليه السلام وإلى دينه، ومن أراد دينه الصحيح فإن دينه الصحيح يأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبشر به الإنجيل والذي يتبعه سوى النصارى وعندئذ فمن أولى الناس بعيسى بن مريم عليه السلام المسلمون أم سواهم؟ واقع الحال أن الأولى بعيسى عليه السلام أبناء هذه الأمة لأمور:
1- أنهم يؤمنون به كغيره من أنبياء الله تعالى ورسله.
2- أنه قد بشر برسولهم محمد صلى الله عليه وسلم.
3- أن نبيهم صلى الله عليه وسلم قد أخبرهم في أحاديث كبيرة أن عيسى عليه السلام سينزل في آخر الزمان ويقاتل معهم ويقتل الدجال ويكسر الصليب ويبطل الجزية، وأنه يحكم بالإسلام، وأنه يموت فيدفنه المسلمون، وعليه فلا حجة لغير المسلمين في الانتساب إلى عيسى بن مريم عليه السلام ولو تخلى أولئك عن حظوظ أنفسهم وتحرف كهنتهم لوجدوا أن الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى هو الدين الذي لا يقبل الله تعالى منهم سواه، ولا يجوز لواحد منهم اعتناق غيره هذا ما يقال لأولئك المنتسبين إلى دين عيسى المحرف، والحال أشد بالنسبة لغيرهم من أهل الأديان الأخرى الباطلة في الشرق والغرب، وفي نزول عيسى وحكمه بالإسلام تطمين لكل مسلم بأنه علي الحق الذي أنزله الله تعالى والحمد لله رب العالمين.
أقول: هذه أحاديث نبوية تتحدث عن فترة من فترات عز الأمة المسلمة ونصرها وتلك الفترة هي عند نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام وقتله للدجال ومن معه من اليهود وإبادتهم إبادة تامة وهي غيض من فيض من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، وهناك قدر من الاشتراك في هذه الأحاديث الشريفة التي ذكرناها هنا، وتلك التي ذكرناها في مبحث الانتصار على الدجال وأعوانه ففي هذه حديث عن جهد قائد جيوش المسلمين وحاكمهم في تلك الأيام، وفي تلك حديث عن نصر المسلمين الذين يؤيدهم الله تعالى بعيسى بن مريم عليه السلام وفي كلا المجموعتين بشارات عظيمة لهذه الأمة بالنصر في قادمات أيامها بعون الله تعالى.
تواتر أحاديث نزول عيسى عليه السلام - تواتر أحاديث نزول عيسى عليه السلام - تواتر أحاديث نزول عيسى عليه السلام - تواتر أحاديث نزول عيسى عليه السلام - تواتر أحاديث نزول عيسى عليه السلام
الأحاديث المبشرات بنصر الاسلام والمسلمين
-11-
تواتر أحاديث نزول عيسى عليه السلام
د. محمد أبو صعيليك
الإيمان بنزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان جزء من عقيدة المسلم ولا يتم إيمانه إلا به، وقد نطق بهذا الأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة تستعصي على الحصر، حتى إن أهل العلم قد نصوا على تواترها، وقد جمعها العلامة المحدث الشيخ محمد الكشميري رحمه الله في كتاب يحمل اسم "التصريح بما تواتر في نزول المسيح"، وقد طبعه الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله واستدرك عليه.
ولسنا هنا بصدد ذكر تلك الأحاديث إنما نذكر بعضها مما فيه تحديث صريح عن نصر الإسلام والمسلمين في تلك الفترة، ولكن لا بد لنا من ذكر نصوص قيمة لأهل العلم في التنصيص على تواتر أحاديث نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان، وهذا ما نذكره بعون الله تعالى كما يلي:
- يقول الإمام المفسر ابن عطية الغرناطي رحمه الله: وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال، ويفيض العدل، وتظهر به ملة محمد صلى الله عليه وسلم ويحج البيت ويعتمر.
- وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير الدمشقي في تفسيره: وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى بن مريم قبل يوم القيامة إماماً عادلاً مقسطاً.
- وقال الإمام أبو الوليد بن رشد رحمه الله: ولا بد من نزول عيسى عليه السلام لتواتر الأحاديث بذلك.
- ويقول الإمام الشوكاني في كتابه التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح: فتقرر أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة والأحاديث الواردة في الدجال متواترة والأحاديث الواردة في نزول عيسى بن مريم متواترة.
- وقال الشيخ محمد بن جعفر الكتاني رحمه الله تعالى: والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، وكذا الواردة في الدجال وفي نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام.
- ويقول الشيخ محمد بن زاهد الكوثري رحمه الله تعالى: والتواتر في حديث نزول عيسى عليه السلام تواتر معنوي حيث تشاركت أحاديث كثيرة جداً بينها الصحاح والحسان بكثرة في التصريح بنزول عيسى مع اشتمال كل حديث منها على معاني أخرى وهذا ما لا يستطيع انكاره أحد ممن شم رائحة علم الحديث.
- وقال أيضاً: وأما تواتر أحاديث المهدي والدجال والمسيح فليس بموضع ريبة عند أهل العلم بالحديث.
- ويقول الإمام السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى: أجمعت الأمة على نزول عيسى عليه السلام، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه، وقد انعقد الاجماع أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء.
- حديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوبى لعيش بعد المسيح، يؤذن للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات، حتى لو بذرت حبك على الصفا لأنبت: وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره، ويطأ على الحية فلا تضره، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض.
درجة الحديث: رجاله ثقات وسنده صحيح وقد صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
تعقيب على الحديث:
يبشر هذا الحديث بمرحلة مباركة قادمة يعم فيها الرخاء بلاد المسلمين ويعم فيها الأمن والأمان حتى يأمن المتعاديان ولا يكون هذا إلا في زمان عزة ومنعة لهذا الدين العظيم ولأهله وحملته، ويتم هذا بعد عهود من الاستضعاف والشدائد والمحن التي تلم بالأمة في فترات الضعف التي مرت بها أعقبها الله عز وجل بحالة من الرخاء والأمن والأمان والبركة التي تسود الأمة في فترة تلي سيدنا عيسى عليه السلام ويكون ذلك قبل مجيء الريح الطيبة التي تأخذ أرواح المؤمنين والله أعلم.
وفي التعقيب على هذا الحديث يقول العلامة الشيخ سعيد حوى رحمه الله: هذا دليل على أن بعد وفاة عيسى عليه السلام يبقى ويستمر السلام والبركة وأن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين كما يمر معنا تكون بعد ذلك.
بهذا؛ ننتهي من الأحاديث النبوية المبشرة بانتصار الإسلام والمسلمين أيام عيسى بن مريم عليه السلام، لننتقل بعد ذلك لبحث أحاديث المبشرات الخاصة، والله المستعان.
أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1)
الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين
-12-
أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1-3)
د. محمد أبو صعيليك
تحدثت بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عودة الخلافة الراشدة إلى الأرض بعد غياب طويل، وهذا النوع من الأحاديث يعد من المبشرات الخاصة التي بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها أمته بالنصر والتمكين في الأرض، وأن من دلائل هذا التمكين عودة الخلافة الإسلامية إلى الأرض، لينعم الناس في ظلها بالعدل، وليروا فيها الأمن والأمان، وليروا فيها دولة الإسلام التي اشتاقت قلوبهم للعيش في ظلها، وليتحقق لهم وعد الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين للأمة من هذا الجانب، حيث يرون الإسلام عزيزاً قوياً له دولة تحكم بالقرآن ويحسب لها أعداؤها ألف حساب، ويجد المؤمن فيها المنعة ولا يضام مؤمن في العالم في حال وجودها.. هذا ما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعده حق وصدق.
لذا؛ نورد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المبشرة بعودة الخلافة الإسلامية إلى الأرض في آخر الزمان، وذلك وفق الشرط الذي شرطنا في بداية هذه المقالات، وما نورده هو ما يلي:
- حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء رفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.
تخريج الحديث: روى هذا الحديث كل من الطيالسي في مسنده، وأحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، والبزار، والطبراني في الأوسط، والخطابي في غريب في الحديث.
درجة الحديث: رجاله ثقات، وسنده صحيح وقد صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
غريب الحديث:
- الملك العاض والعضوض: هو ملك فيه عنف وظلم.
- الملك الجبري: قال الخطابي: والمعنى أن المُلك يقضي إلى قوم يسوسون الناس بالدهاء والنكر.
تعقيب على الحديث:
يحدد هذا الحديث المراحل التي مرت بها الخلافة وستستمر في حياة المسلمين وتاريخهم، وهو يسجل أنواع الحكم التي مرت على الأمة المسلمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المراحل هي:
1- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة.
2- مرحلة المُلك العضوض.
3- مرحلة المُلك الجبري.
4- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة.
وبعد هذا يمكننا ان نحدد هذه المراحل كما يلي:
المرحلة الأولى: مرحلة الخلفاء الراشدين الأربعة.
المرحلة الثانية: مرحلة الخلفاء الأمويين.
المرحلة الثالثة: مرحلة ما بعد الأمويين إلى أيام الناس هذه.
المرحلة الرابعة: مرحلة الخلافة على منهج النبوة وهي التي ينتظرها الناس.
وفي الحديث عن هذه المراحل يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى: "وواضح أن الدور الأول والثاني انتهى بزوال الخلافة الراشدة، وأن الدور الثاني استمر حتى زوال الدولة العثمانية، وأن الدور الرابع هو الذي نحن فيه وأن الدور الخامس قادم بإذن الله".
قلت: والأدوار أربعة وليست خمسة كما قال الشيخ سعيد رحمه الله تعالى.
وفي هذا الحديث أن مرحلة خيرة ينتظرها الناس، وهي مرحلة الخلافة على منهاج النبوة، والتي تمسح عن الناس آلام الماضي، وشدة الحكم الجبري، وعوامل ضعف المسلمين، وهذه المرحلة المذكورة هنا قادمة بعون الله تعالى، وإن لم تدركها أعمار بعض السامعين للبشارة إلا أنها واقعة لا محالة ولا يحتج عليها بكثرة السنين لأن صعود الأمم إلى مدارج العلى والرفعة لا يرتبط بأعمار الأشخاص ولذا فقد يطول في نظر المتعجلين من الناس.
لكنه آت بعون الله تعالى ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً نسأل الله تعالى أن يمّن علينا بإدراك دولة الخلافة الإسلامية وأن يكرمنا بالعمل جنداً لها أنه على ما يشاء قدير وأن يمّن على المسلمين فتكتحل عيونهم بروية الإسلام عزيزاً.
تقوم دولته وتعلو رايته ويهاب الناس جانبه، ويحيا الناس حياة العدل والأمان في ظل الإسلام وتحت راية القرآن ليضرب للناس المثل الواقعي تحت تطبيق هذا الدين في واقع الناس وبعد أن مرت عليهم التجارب المختلفة التي ما رأوا فيها إلا الأذى والفساد والله المستعان.
أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (2 - 3) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (2 - 3) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (2 - 3) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (2 - 3) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (2 - 3)
الأحاديث المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين
-13-
أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (2 - 3)
د. محمد أبو صعيليك
- حديث عبدالله بن حوالة رضي الله عنه:
عن عبدالله بن زغب قال: نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا، فرجعنا فلم نغنم شيئاً، وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا وقال: اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم، وثم وضع يده على رأسي أو قال: أعلى هامتي، ثم قال: يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك.
درجة الحديث: رجاله ثقات وسنده صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في التلخيص، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
تعقيب على الحديث:
يحدث هذا الحديث عن بشارة عظيمة لهذه الأمة في مستقبل أيامها حيث إن بيت المقدس ستكون مقراً للخلافة الإسلامية في الأيام القادمة.
وفي التعقيب على هذا الحديث يقول العلامة المرحوم الشيخ سعيد حوى: "الظاهر أن الحديث في خلافة تكون عاصمتها القدس وإلى القدس يذهب المسيح عليه السلام بعد نزوله في دمشق وهذا يشير إلى أن فلسطين بيد المسلمين، وأن دولة اليهود الحالية ذاهبة منتهية. فإذا كان المراد في الحديث خلافة المهدي، وهو الاتجاه الأقوى عند العلماء؛ فهذا يدل على أن بيننا وبين المهدي عليه السلام أمداً.
والدليل على أن المراد بالحديث خلافة مقرها فلسطين وعاصمتها القدس؛ أن القرآن الكريم وصف فلسطين بالأرض المقدسة، فقال على لسان موسى عليه السلام (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) والمعروف أن الأرض التي رفضوا دخولها هي فلسطين، وأن يوشع بن نون خليفة موسى عندما بدأ تنفيذ أمر موسى كان ذلك بدخوله أرض فلسطين، وبلاد الشام إنما تأخذ قدسيتها من كونها محيطة بالمسجد الأقصى، وقال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) فالبركة مقرها المسجد الأقصى، وكل ما قرب منه فهو أكثر قدسية، ولذلك حملنا الحديث على أن المراد به خلافة تكون عاصمتها القدس، وقاعدتها أرض فلسطين، ومثل هذا لم يحدث من قبل.
والظاهر أن هذا سابق على نزول المسيح عليه السلام، لأن المسيح يأتي إلى القدس وهي بيد المسلمين ويخرج منها إلى الدجال فيقتله بباب لد، وأكثر جند الدجال من اليهود القادمين من الخارج بدليل الحديث الصحيح يخرج مع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصبهان عليهم الطيالسة، فهؤلاء اليهود الآتون من الخارج هم الذين يقتلهم المسلمون ويدل الحجر والشجر عليهم لأن الوقت وقت خوارق تكون بين يدي الساعة..
فهذا كله وغيره كثير يدلنا على أن دولة اليهود الحالية غير مستمرة إلى وقت نزول المسيح كما يظن كثيرون، ومما يدل على ذلك أن الحديث الصحيح يبشر بفتح روما، ولم تفتح روما حتى الآن، مما يدل على أن دولة عالمية للإسلام ستقوم، وهذا لم يحدث، ووجودها يتنافى مع بقاء دولة اليهود الحالية في قلب أقطار الأمة الإسلامية، والأمر كله بيد الله تعالى، وإذا أراد الله شيئاً هيأ أسبابه، أما متى تكون هذه الأمور فغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل" اهـ.
قلت: وإنما نقلنا كلام الشيخ سعيد رحمه الله على طوله لنفاسته ولمناسبته للحال، وبقي أن نقول بأن هذا الحديث مما يجب أن يلهج الناس بحفظه وترديده، ومما يجب أن يعملوا لأن يكونوا من جند الخلافة الإسلامية الراشدة التي تكون في بيت المقدس بعون الله تعالى، ومن بعد زوال دولة اليهود القائمة الآن، وقبل نزول المسيح عليه السلام..
نقول هذا لأننا هذه الأيام وعلى الرغم من حالة الضعف التي نمر بها، وعلى الرغم من كثرة كيد الكائدين لها، وتفريط المفرطين من أبنائها، ويأس اليائسين فيها، وعلى الرغم من استعلاء اليهود واستكبارهم، وعلى الرغم من المكائد الدولية التي تحاك لها من أعدائها، وعلى الرغم من تخاذل المسلمين في هذه الأيام؛ إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الشريفة يبشر الأمة المسلمة بخلافة مسلمة راشدة؛ تكون في فلسطين قاعدتها والقدس عاصمتها، وهذا في الأيام القادمة، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حق، ووعده أمته صدق، هذا ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن نتحدث عنه، وهذا وعد منه صلى الله عليه وسلم للأمة وهو وعد من الله تعالى ولن يخلف الله وعده، ولن تتخلف بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيحقق كل ما وعد الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الصحيحة.. هذا ما نقول لأمتنا، وهذا ما نؤمن به، ولا يتم لنا إيمان إلا بذلك، وهو من مقتضى الإيمان بالرسول وتصديقه، فمن صدق خبره فقد آمن به، ومن شكك في خبره فقد شكك في نبوته، والله أعلم.
أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (3 - 3) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (3 - 3) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (3 - 3) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (3 - 3) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (3 - 3)
الأحاديث المبشرات بنصر الاسلام والمسلمين
أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (3 - 3)
-14-
د. محمد أبو صعيليك
- حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال".
روى هذا الحديث: الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، والإمام أبو داود السجستاني في سننه، والإمام الطبراني في كتاب المعجم الكبير وفي كتاب مسند الشاميين، والإمام الضياء المقدسي في كتاب فضائل بيت المقدس، والإمام الحاكم النيسابوري في كتاب المستدرك، وقال: هذا الحديث وإن كان موقوفاً فإن اسناده صحيح على شرط الرجال والداني في السنن الواردة في الفتن.
درجة الحديث: رجال الحديث ثقات وسنده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني في كتاب صحيح الجامع.
تعقيب على الحديث:
يتحدث هذا الحديث عن أمرين هامين: الأول: خراب المدينة المنورة في آخر الزمان، وهو أمر مؤسف، لكنه قدر الله تعالى ولا راد لقدره، والثاني: عمران بيت المقدس حيث أنها ستكون عاصمة لدولة الخلافة الإسلامية في آخر الزمان، وهذا يتضمن أموراً:
أولاً: زوال سيطرة اليهود على فلسطين بعامة، والقدس بخاصة، واندثار ملكهم وزوال دولتهم.
ثانياً: قيام دولة الخلافة الإسلامية العالمية في الأرض وستكون عاصمتها القدس بعون الله تعالى.
ثالثاً: انقشاع حالة الضعف والذل والفرقة التي أرخت ذيولها في واقع المسلمين في هذه الأيام.
رابعاً: كبح جماح الاستعلاء الكافر بشقيه الصليبي واليهودي وكسر شوكته.
خامساً: وجود حالة من العزة والمنعة يكون عليها أبناء الإسلام في شتى الأقطار في قادمات الأيام بعون الله.
هذه كلها أمور نفهمها من هذا الحديث الذي بشر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمران بيت المقدس في آخر الزمان حيث تكون داراً ومقراً للخلافة الإسلامية التي ستحكم الأرض والذي يلقى في نفوس أهل الإيمان الطمأنينة إلى تحقق وعد الله تعالى للأمة بالنصر على أعدائها في المستقبل القريب وعلى الرغم من الظلام الشديد الذي يلف النفوس، وعلى الرغم من استعلاء غطرسة الكفر وأهله إلا أن وعد الله آت بعونه تعالى، والله المستعان.
بهذا ننتهي من الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين بعودة الخلافة الراشدة إلى الأرض بعد غياب طويل في واقع الناس وذلك وفق الشرط الذي شرطنا فيما قدمنا به مقدمته هذا الكتاب وقد أعرضنا عما لم يكن صحيحاً أو حسناً في هذا الباب، وقد قصدنا بهذا إشاعة الأمل وإيقاد شعلته في نفوس الناس في هذه الأيام حيث هم في أمس الحاجة إلى الخلافة الإسلامية التي ترد الحقوق إلى أصحابها وترفع الظلم عمن وقع عليه، ويأمن فيها الناس على أموالهم وأنفسهم وأعمالهم ويسود فيها الأمن والأمان تحت راية الإسلام وما هذا بالأمر البعيد ولا بالشيء المستنكر الغريب، بل هو قادم بعون الله تعالى، وفق وعده على لسان رسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
الأحاديث المبشرة بالرخاء الذي يصيب المسلمين في آخر الزمان (1-3)
د. محمد أبو صعيليك
من أبواب المبشرات الخاصة بنصر الإسلام والمسلمين في حالة وظرف معين؛ الأحاديث التي تتحدث عن فترة من الرخاء الاقتصادي التي تصيب المسلمين وهي فترة نصر اقتصادي، ورخاء معاشي يساير الرخاء والانتصار العسكري والسياسي، إذ هما متلازمان، فمن قويت شوكته وتحقق له النصر العسكري؛ رُجي له الرخاء الاقتصادي، وبحبوحة العيش، وكثرة المال.
وهذا مبحث قد عقدناه لذكر هذه الأحاديث التي تتحدث عن الرخاء الذي يصيب المسلمين في آخر الزمان، وهذه الأحاديث التي نذكرها هنا وفق الشرط الذي شرطنا بقصد التبشير بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة المسلمة بالرخاء المادي والاقتصادي في حياتها بعد النصر السياسي والعسكري لها على أعدائها بعد أن كان أعداؤها يعملون على حربها في رزقها ومقدراتها، وابتزاز خيراتها حتى لا تكون مستقلة في أرزاقها ليسهل لهم أن يقودوها حيث شاؤوا، وأن يفعلوا بها ما شاؤوا، فإن من لا يملك أن يملأ بطنه لا يملك قراره السياسي ولا العسكري، ولا يستقل برأيه.
ومن هنا؛ نذكر هذه الأحاديث لتكون محركة للأمل بالخلاص من التبعية الاقتصادية للأعداء، والتحرر من رقبة تحكم أولئك في مقدرات المسلمين حتى يكون سوانا أقدر منا في إمكاناته وأكثر منا في موارده على الرغم من كثرة موارد بلاد المسلمين، لكن ابتزها أعداء الأمة حتى أوصلوها إلى درجة الكفاف، فإذا بك ترى بلاد المسلمين التي كانت جنات خضراء وأرفه الظلال فيما مضى صحراء قاحلة، ترى البلاد التي كانت تصدر لغيرها من محاصيلها ومنتوجاتها أسيرة الاستيراد من الغرب والشرق، تنتظر بفارغ الصبر ما يجودون به عليها، والله المستعان.
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرجل بزكاة ماله، فلا يجد أحداً يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً).
تخريج الحديث: روى الحديث: الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده.
تعقيب على الحديث:
في هذا الحديث عدة بشارات لهذه الأمة المسلمة في مجال الاقتصاد والمال، حيث يكثر المال ويفيض حتى لا تؤخذ الزكاة، وهذا يدل على الرخاء الاقتصادي الذي سينعم به الناس في دولة الخلافة الراشدة القادمة بعون الله تعالى كما في أخبار عن الخصب وكثرة المزروعات والمياه التي تكون في جزيرة العرب القاحلة، مما يرى الناس مقدماته هذه الأيام، ويزيد الأمر فيه في قادمات الأيام بعون الله تعالى، وهذا يبشر الأمة المسلمة المغلوبة على أمرها في هذه الأيام والتي تحارب في قوتها لأن من سلبت قوته سُلب قراره.
نعم؛ يبشر هذه الأمة بأيام رخاء قادمة عليها تتفيأ فيها ظلال حكم الإسلام ويكون لها القرار في قوت نفسها ومقدراتها وقرارها السياسي على كافة المستويات حيث أنها ستعود إلى مرحلة قيادة البشرية بالخير، وريادتها إلى الحق كما كانت في أيام عزها، ويومها ينجلي من واقعها حال الضعف والخور والاستكانة والاحتياج إلى الآخرين؛ لأن ريادة الناس تقتضي بالضرورة الاستغناء عما في أيديهم حتى يكون للرائد أن يكون مستقلاً في قراره، متبوعاً من غيره، وإلا كان تابعاً له، والأمة المسلمة في تلك الأيام تلقي من أعناقها صفة التابعية للآخرين، وتحمل بيدها زمام الأمم لتكون رائدة لها في كافة المجالات بتمسكها بدينها الذي به عرفت وعلى هداه قادت، ولأجله قاتلت، وعليه عادت ووالت، وعندما تتحقق لها بشائر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بعون الله تعالى.