تأملات في صراعنا مع اليهود ..!! - تأملات في صراعنا مع اليهود ..!! - تأملات في صراعنا مع اليهود ..!! - تأملات في صراعنا مع اليهود ..!! - تأملات في صراعنا مع اليهود ..!!
مقدمة :
إن اكبر خدمة نقدمها للقضية الفلسطينية -في تصوري- هي اعادتها الى فضائها الإسلامي الواسع والتعامل معها على انها المسؤولية المشتركة بين جميع المسلمين على ان نتجاوز في تحركاتنا مسألة التفاعل السلبي وردود الافعال الى عملية طويلة وشاقة من إعادة بناء المقدرات وانتخاب الكفاءات التي تأتمنها الشعوب على اهدافها ولن يتأتى ذلك الا من خلال شحذ الهمم وتوجيه الطاقات لاصلاح نظم التعليم ومناهج التربية وسياسات الاعلام والسعي الى ايجاد البديل الحظاري الملائم من خلال تبصير الأمة بحقيقتها والغاية من وجودها ودعوتها للرجوع الى دينها على الصعيد الفردي والجماعي بجميع صوره ومظاهره واما على الصعيد الدولي فمن خلال إحياء فكرة السوق الاسلامية المشتركة التي اثارها يوما الزعيم السياسي التركي (اربكان) مع محاولة ايجاد تكتل عالمي مناهض للاستعمار توفر له كافة الوسائل الدبلوماسية والتمويلية والعسكرية ليشكل بديلا عمليا للامم المتحدة ومجلس الأمن ومساهمة مني في تقريب بعض المفاهيم ورسم تصور صحيح لطبيعة الصراع مع اليهود ذكرت كلاما مهما لفضيلة الشيخ المحدث سليم الهلالي في مقدمة كتابه حول الجماعات الإسلامية فخلصت إليه وقمت بنسخه على عجل لأزفه إليكم عسى أن يسهم في ردم شئ من الهوة الواسعة بين أبناء الإسلام والتي أعتقد جازما أنها أضحت أكبر عائق بين الأمة وغايتها فلتتفضلوه مشكورين :
الافساد الأول :
اليهود قوم اجتمعت فيهم عناصر تقنع الناس بأنهم أعداء للبشرية بأسرها, لأنهم يمثلون قمة التحريف في دين الله ، وزعموا : أنهم سادة البشر و من دونهم عبيد ، و هذا فحوى عقيدة شعب الله المختار .
فما من دولة أو أمة إلا أخرجتهم حينما كشفت فسادهم و حسدهم و ضغنهم و من شاء ان يعرف مستقبلهم مع الاسلام و مع الدنيا جميعا ، فليتدبر قول رب العزة " و إذ تأدن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " ( الأعراف 167) .
و ما عاشوا في أمة من الأمم إلا و كانوا منبوذين في اماكن و أحياء تعرف بأسمائهم ؛كما قال – تعالى- " ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحرب من الله و حبل من الناس و باؤا بغضب من الله و ضربت عليهم المسكنة" (آل عمران 112) .
إن تعبيرات القرآن عن اليهود في غاية الدقة ؛ لأن قائلها هو الله ، فلم يجد اليهود امانا في امة من الامم الا إذا اعطاهم دين من الأديان امانا ، و هذا معنى قول الله – تعالى - " وحبل من الله" ، أو اذا حالفوا قوما أقوياء و عاشوا في حمايتهم ، و هذا معنى قوله –تعالى- :"وحبل من الناس" ، فلا يدفع الذلة الى حبل من الله ، أو حبل من الناس .
وفي هذه الآية نكتة بلاغية ؛ فالله -سبحانه- عندما ذكر الذلة استثنى ، و لكنه لما ذكر المسكنة لم يستثن ؛ لأن المسكنة أمر ذاتي في نفوسهم لا يرفعه شيء ‘ فليس لهم عزة ذاتية تقابل الذلة ، بل عزتهم بحبل من الله ، أو حبل من الناس .
وكذلك تعبيرات القرآن غاية في الدقة حينما تصرفهم في البلاد التي عاشوا فيها ،فالله
- سبحانه- قال فيهم ما صدقه الواقع : " و قطعناهم في الأرض " ( الأعراف 178 ) مزقناهم شر ممزق ، فاصبحوا في كل بقعة من الأرض فئة ، وهذه الفئة كانت تعيش و كأنها أمة داخل أمة ، و لذلك قال الحق " و قطعناهم في الأرض أمما" ؛ فقد كانوا مجتمعين في البلاد التي سكنوها وسط أحياء تعرف باسمهم .
ولكن بعد أن شتتهم بنيانوس و تيطس لم تقم لهم قائمة ، إلا قليلة اتت إلى أرض العرب لأسباب كثيرة منها :
1- امنية : وذلك لانهم خافوا على أنفسهم من بطش الرومان .
2- و مستقبلية : لأنه يوجد في التوراة عندهم اوصاف نبي يظهر في أرض العرب ، فأتوا الى ارض العرب ظانين أن النبي صلى الله عليه وسلمسيكون منهم ، فلذلك كانوا يستفتحون على القبائل العربية في المدينة ، فكانوا يقولون : أنه سيأتي نبي ؛ لأن أدركناه ، لنقتلنكم به قتل عاد .
قال-تعالى- : " وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين" ( البقرة 89) .
وعندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لهم دولة ، فبعلمهم بالكتاب اخذوا الريادة الفكرية ، و بشغلهم بالدنيا المال أخذوا الزعامة الاقتصادية ، و كانت لهم سلطة سياسية ؛ لأنهم ورثوا العداوة و البغضاء بين الأوس و الخزرج .
و هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلمالى المدينة ، وكان اليهود قد استاثروا بخيرها ، وفرقوا اهلها ، وأوقدوا نار الحرب بينهم ن واشعلوا العداوة القاتلة في صفوفهم كلما خبا لهيبها ، فكانت الحروب قائمة على قدم و ساق ، فاستبدوا و كانت لهم مراكز السيطرة ، ومناطق النفوذ .
فلما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ظهر حقدهم فانقلب فرحهم ترحا ، و قوتهم ضعفا ، و سلطانهم ذلا و كان ينبغي ان يستبله اليهود بالإيمان ، لان الله جعل كلام اهل الكتاب حجة يواجه بها الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين : ( ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب ) " الرعد 43" .
و من العجب : انهم كانوا يستفتحون على الذين كفروا ... قالوا كلامهم .
وحماقتهم : انهم قالوه ؛ لأنهم لم يفيدوا منه بل أفاد منه قوم آخرون – و هم الأوس و الخزرج – قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : الرسول الذي توعدتكم به يهود ؛ فلنسبقهم الى الايمان به ...... إذن لا يعلم جنود ربك الى هو .... حتى الكافرين قد يكونون من جند الله و هم لا يعلمون .... وهذه غفلة من أعداء الله ؛ لينتصر عباد الله .
و لم يعتد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أحفاد الغدر و ارباب الخديعة نابذوه ، وحاولوا قتله، ونقضوا عهده ، و ألبوا القبائل ضده ، وبلغ الفساد ذروته بقولهم الفساد : إن عبادة الأوثان خير من دين التوحيد ، والسجود للأصنام اعز من السجود لله ؛ فبلغ السيل الزبا ، واستشرى فسادهم ، واعتدوا على عورات المسلمين ، وخانوا رسول الله في مواضع الحرج و الضيق ؛ كما قال-تعالى- الم ترى الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت و يقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولائك الذين لعنهم الله و من يلعن الله فلن تجد له نصيرا ام لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا
آل ابراهيم الكتاب والحكمة و آتيناهم ملكا عظيما ) " النساء 51-54 " .
فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ان جهز الجيوش و جاس خلال الديار ، فشتت شملهم ، ونكل بهم ، فاضمحلت قوتهم ، وفروا من جزيرة العرب خوفا من العطب ، وقضى على بقاياهم في جزيرة العرب الخليفة العادل عملاق الإسلام عمر ابن الخطاب – رضي الله عنه - ،طردهم من خيبر ؛ تنفيذا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فطهر أرض الإسلام من الرجس و النجس .
إذا ؛ فالافساد الأول وقع في عهد النبوة بدليل قوله – تعالى- مخاطبا اليهود : ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا غنما نحن مصلحون) " البقرة 11 " ، وقد اضطر رسول الله إلى تأديبهم ، ومعاقبتهم ، وإخراجهم من ديارهم ، واستئصال شأفتهم وفاقا لما جاء في فواتح سورة الإسراء : ( فجاسوا خلال الديار و كان وعدا مفعولا ) ؛ كما ورد في قوله – تعالى- : ( هو الذي أخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر) " الحشر 2" و قوله : ( و انزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم و قذف في قلوبهم الرعب) " الأحزاب 26 " .
وبهذا التاديب النبوي انقطع حبل الله عنهم ، فضربوا في الأرض بحثا عن قوم أقوياء يحالفونهم ؛ ليعيشوا في حمايتهم .... وهذا ما سنراه - إن شاء الله - في السطور القادمة .
و بهذا التفصيل تاتي الآيات منسجمة مع الأحداث التأريخية ؛ لان القرآن حينما يخبر يأتي الواقع التاـريخي حسب ما اخبر؛ لأن واقع الحياة يعلمه الحق ، و قائل الكلام هو الحق ؛ فلا تضارب و لا تعارض أبدا ، فالأخبار بـ ( إذا ) التي تفيد الظرفية و الشرطية في المستقبل تاكدت دلالته ، والذين جاسوا خلال الديار هم محمد صلى الله عليه وسلم وجنده المؤمنون المخلصون ، فانعم بهم من عباد لذي الجلال و الاكرام – سبحانه و تعالى- ؛ فصح وصفهم بـ ( عبادا لنا ) .
كرة بني اسرائيل
وانقضى عهد النبوة و الخلافة الراشدة و ابتعد المسلمون عن القرآن شيئا فشيئا ، فتفرقت بهم السبل ، وغرقوا في بحر الفرقة اللجب ، فاستوت بهم سفينة الافتراق على صخرة التنازع ، حتى بلغوا الفشل و ذهبت ريحهم .
و في غفلة من المسلمين و بُعد عن دينهم لملت فلول الشرذمة الخبيثة قواها المبعثرة ، واعاد الكرة على شر خلف لخير سلف ، فأذلوهم و اذاقوهم العذاب و التشريد و التنكيل و التضييق الوانا ، وانهالت المساعدات على دولة الصهاينة ، ذلك الطفل المدلل للمعسكرين الشرقي الشيوعي و الغربي الرأسمالي ، فالأول يمدها بالرجال ، والثاني يمدها بالأموال ، فأصبح يهود أكثرنفيرا من المسلمين الذين وصلوا في هذه الآونة الى حال لا نظير لها في تاريخهم الطويل ؛ فإن الخط البياني لوجودهم الروحي و العسكري يمس القاع .
ولدت دولة اليهود في وقت هان كثير من المسلمين فيه على الله ، و على الناس و على أنفسهم ، فالغرب الصليبي في عنفوان قوته ، وعندما قرر إقامة دولة يهود على أنقاض شعب فلسطين المسلم ، لم يحسب للعرب المسلمين أي حساب ، ولم يقدر لوجودهم أي قيمة ، أما الشرق الشيوعي الذي تبوات روسيا قمته ، فقد كان ينظر للمسلمين على انهم امة تافهة تائهة ، ويرمق حكامهم بازدراء و من ثم أيدت روسيا وجود دولة يهود و قررت إزالة أهل فلسطين ، وشاركت الغرب الصليبي في اقذر جريمة .
و لماذا نلوم أعداءنا على هذا المسلك؟ فهم قوم يخدمون مصالخهم و اهدافهم و قد استجابوا بهذه الفعلة مع طبيعتهم ، إنما تقع اللائمة على كثير من المسلمين الذين نسوا الله ، فأنساهم انفسهم ، الذين يأبون الاسلام شعارا لهم في المجال العالمي ، أو حياة لهم في الميدان الداخلي .
و قامت دولة المسخ اليهودي في فلسطين على قدميها وسط المسلمين المشدوهين ؛ ولذلك قد يقول قائل : إن عدد المسلمين اليوم يزيدون عن الف مليون نسمة ، و اليهود لا يتجاوزون بضعة ملايين .... نقول له : على رسلك فإن المراد ان بني اسرائيل يصبحون اكثر نفيرا من المؤمنين المخلصين ؛ لأن الصراع الحقيقي بين الفرقة الناجية التي تمثل الحق و بين جماهير الباطل مهما اختلفت ألوانهم و جنسياتهم.
عن عمران بن حصين – رضي الله عنهما - : " لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوئهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال "
ومن المعلوم: ان اليهود من اتباع المسيح الدجال .
و أمر آخر فإن كلمة (نفير) تعني : القوم الذين يتنافرون الى القتال ، واليهود من هذه الناحية قد فاقوا المسلمين من حيث القوة و التدريب و التجهيزات العسكرية و الاستعدادات الحربية مصداقا لقوله تعالى "وجعلناكم أكثر نفيرا"
و هذه الكرة تأديب لكثير من المسلمين الذين نسوا منهج الله و فتنوا بمناهج الأرض، فأرادوا التحليق في الدنيا بجناح المادة، فخذلهم جناخ الايمان، فكبكبوا على وجوههم، و يكبوا على مناخرهم، و الله إذا أراد تأديب قوم انسلخوا عن منهجه بعدما كانوا مؤمينن به،سلط عليهم قوما يرقبون فيهم إلا و لا ذمة.
و لكن هذه الكرة لن تطول بإذن الله ذي الحول و الطول، ففي هذه الآيات تعبير بحرف العطف (ثم) الذي يفيد الترتيب مع التراخي، و التاريخ أثبت بدون شك أن كرة بني إسرائيل حدثت بعد مدة طويلة بل بعد قرون من الإفساد الأول، و لكن التعبير القرآني عن الإفساد الثاني يستخدم حرف العطف (الفاء) الذي يفيد الترتيب مع التعقيب إعلاما للمسلمين أن الكرة و الزهو و الخيلاء لن تطول، إنما هي فترة محدودة وجيزة تم تمكنهم من التجمع في الأرض المباركة كي يلقوا مصارعهم هناك بإذن الله على يد جند الله من عباد الرحمن الذين يحققون في أنفسهم و مجتمعهم العبودية الخالصة لله وحده، و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
الإفساد الثاني
و أصبح لليهود في بيت المقدس واقع، فعاثوا في الأرض فسادا، و قتلوا النساء و الشيوخ و الولدان الذين لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلا، و خرقوا مسرى رسول الله و مزقوا كتاب الله، و عم الفساد و كم و بلغ ذروته حيث العهر و الفجور و الرذيلة، و القتل، و استباحة أعراض المسلمين، و سلبهم و التنكيل بهم و نقض العهود و المواثيق.
إذن، فالإفساد الثاني مستمر، و هو الآن – و الله أعلم- في قمة علوه و عربدته، لأن ليس بعد هذا الإفساد إفساد.
أيوجد إفساد أعظم في تحريق بيوت الله؟
أيوجد إفساد أشد من تمزيق كتاب الله و ركلته بالأرجل؟
أيوجد إفساد أكبر من إعلان الحرب جهارا نهارا على الاسلام و دعاته؟
إن هذا –وأيم الله- لهو قمة الفساد.
و جميع المحاولات التي طرحت لحل الخلاف العربي اليهودي، و لتسوية قضية مسلمي فلسطين باءت بالفشل الذريع و الخسران المبين، لأن الأمر كله بيد الله لا بقرارات (هيئة الأمم) و (مجلس الفتن).
و أمامنا اليوم بسطة من الأدلة و وفرة من البراهين تتيح القول: بأن قضية فلسطين غدت سلعة للمساومة و التراضي بعدما عجزت الأطراف المشاركة في (اللعبة) من التوصل الى حل يشبع رغبات و ميول الجميع، و لكن الأخطبوط الصهيوني لا يفتأ يمد أذرعه السامة بين الفينة و الفينة، ليجد فريسة يحقق على كاهلها مآربه التورانية – و مما هو جدير بالقول أن هذا ديدن اليهود قديما و حديثا، فلعل مسلمي فلسطين بخاصة يستفيقون من غفوتهم التي كبكبوا فيها، لأنهم تنكبوا جادة الحق و الصواب – و هاكم دليل من التأريخ المعاصر نسوقه للعبرة و التذكير .... فهل من مدكر؟
يعتمد الصهاينة الى رشوة الزعماء و الحكام لتحقيق أهدافهم التلمودية، و لبناء وطنهم في أرض الميعاد المزعومة على أنقاض الشعوب المغلوبة على أمرها ... و لكن المعصوم من عصمه الله،فعندما عقدوا مؤتمر (بال) و قررت الشرذمة المشرذمة أن تجمع فلولها في أرض الميعاد المزعومة، صمموا على إتباع السبل الشيطانية المغرية في البداية ليتجنبوا المواجهة المباشرة مع مسلمي فلسطين، فعرضوا على السلطان عبد الحميد – رحمه الله – مبالغ طائلة – و كان في مأزق اقتصادي- بشرط أن يسمح لهم بالهجرة الى فلسطين فرفض .
و في سنة 1941 حاولوا رشوة الملك عبد العزيز – رحمه الله- فأوفدوا الكولونيل (هوسكنس) من كبار موظفي القسم الشرقي في وزارة الخارجية الأمريكية في محاولة لإقناع الملك عبد العزيز بالتنحي عن قضية فلسطين مقابل عشرة ملايين جنيه استرليني ذهبا، فلما علم الملك عبد العزيز بذلك رفض أن يبحث مه (هوسكيس) الأمور التي تتعلق بفلسطين، فعاد (هوسكنس) من مهمته بخفي حنين.
و زعماء اليهود و أنصارهم ما انفكوا يعلمون منذ أعطاهم (بلفور) وزير خارجية الانجليز
ما لا يملك ووعدهم بإنشاء وطن قومي في فلسطين عام 1918 و بشتى الوسائل و مختلف الأساليب على تحقيق مآربهم و أهدافهم و غاياتهم/ و إن تغنوا بالسلم و السلام و حفظ الجوار و المعاملة بالمثل، فإن هذا كله شنشته عرفناها من أخزم.
و في الآيات لفتة لغوية رائعة فلم يذكر الله –سبحانه- دخول المسجد الأقصى في المرة الأولى منفصلا مستقبلا، لأنه كان طليقا منهم، و ذكره في المرة الثانية ملحقا مع ذكر الدخول....فما نكتة ذلك؟
الآيات تتحدث عن اذلال بني اسرائيل، و أن المؤمنين المخلصين لله سيتبرون ما علا اليهود، و سوءون وجوههم، فدخول المسجد الأقصى في المرة الأولى لم يكن اذلالا لبني اسرائيل لأنه كان تحت سيطرة الرومان، بينما في المرة الثانية سيكون اليهود فيه ودخوله و هم في اذلال و مسخ و هوان لهؤلاء المغضوب عليهم "و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة" لأن الآيات تدل على أن المسلمين المخلصين الممثلين في الفرقة الناجية سيهزمون اليهود، و ينكلون بهم، و سيدخلون المسجد الأقصى، ليستعيدوا هذه الضالة من الأمة الضالة، و هذا يعني : ان اليهود سيكونون في البيت المقدس حيث المسجد الأقصى، و ها هم اليوم اتخذوا القدس عاصمة أبدية لهم، كما يزعم سادتهم و كبراؤهم
القضاء على اليهود
و استمرت الآية ( و ليتبرو ما علو تتبيرا) ؛ فعباد الله سيهدمون قلاع الصهاينة ، ويدكون حصونهم ، ويدمرون مستوطناتهم ، وينسفونها ، ولم تعهد أرض فلسطين المباني الشامخة إلا في ظل الحكم الصهيوني ، حيث ناطحات السحاب و حيث المستوطنات تقام على كل بشر من الأرض المباركة .
و من خلال هذا الشرح و الاستنباط نعلن للبشرية بأسرها :أن بناء مستوطنات في فلسطين لن يتوقف ما دام يهود فيها و مهما أعلن قادة العدو عن وقف ذلك ؛ فإن كلامهم هراء و كذب و افتراء ، فها هي وكالات الانباء تنقل لنا أخبارا مفادها : أن اليهود مستمرون في بناء المستوطنات .
و نحن نقول : ابنوا يا بني الصهيون و ارتفعوا كما يشاء الله ، فإن مصارعكم فيها بإذن الله ، وقريبا عن شاء الله ستدمر عليكم ، وتخر فوق رؤوسكم ، و ما كان الله ليخلف وعده ( و كان وعدا مفعولا ) .
و ذكر المسجد الأقصى في المرة الثانية بينما لم يذكر في المرة الأولى ؛ لأن الدخول الأول سينقطع و لو لم ينقطع الدخول الأول لكان الثاني استمرارا له ، ولكن لما انقطع الدخول الأول و انتهى فإن الدخول إذا تجدد كان دخولا ثانيا استمرارا جديدا ، وهكذا ما حدث فعلا ؛ فإن الدخول الأول انقطع عندما استولى يهود على القدس مع البقية الباقية من فلسطين في هجوم شنوه عام 1967م سماه الخوالف : عام النكسة ، و من قبل سمى الخلوف عام 1948 م عام النكبة .
و الدخول الأول لن ينقطع الا بوجود عائق و حائل يمنع المسلمين من الدخول و يكون عدوا للإسلام و اهله ، وكفى باليهود عدوا لدودا مناهضا للإسلام ، و اهل الاسلام و أنصار الاسلام .
و لا بد من ان نحرر أرضنا المسلمة المغتصبة و ننتقم منهم ، ونصب جام غضبنا عليهم ، ونشوه وجوههم ، بحيث ترتسم على أساريرها آثار الكآبة و الذل ، و سندخل المسجد الأقصى – إن شاء الله – كما دخله سلفنا الصالح – رضي الله عنهم – اول مرة ؛ لأن وعد الآخرة الذي أشارت إليه الآية ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوههم و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ) مما ننتظر وقوعه تصديقا بموعود الله و تحقيقا لمصدوق خبر رسول الله .... ويومئذيفرح المؤمنون بنصر الله .
من وحي الآيات
أولا : القتال في فلسطين سيكون إسلاميا ، وهذا ثابت كما سلف ، فعلى الذين يتبنون قضية فلسطين ان يجعلوا ذلك نصب أعينهم .. لأنه لا نصر لهم إلا بالإسلام ، فأعدائهم اليهود يحاربون بعقيدة الثوراة و التلمود ، و لن نكون لهم إلا بالمرصاد إلا بعقيدة التوحيد ، كما هي في الكتاب و سنة وسول الله و فهم السلف الصالح ، وهذا ما يشير اليه قول الله –تعالى- في آخر الآيات البينات: ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) " الاسراء:9 "
ثانيا : القضية الفلسطينية لن تحل سلميا لأن الله قرر خلاف ذلك فعلى الذين يقامرون على مسرى النبي ، ويعرضونه في المزاد العلني : ان يتوبوا لرشدهم .. و يعلموا ان خط سيرهم سيؤدي بهم إلى الهاوية التي لا ترحم .
ثالثا : الهجرة اليهودية الى الديار المقدسة لن تتوقف، و اليهود سيأتون إلى الأرض التي تدر عسلا و لبنا زرافات ووحدنا باستمرار كي يلقوا فيها مصارعهم بإذن الله " فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ) ( الاسراء 104) ، و هاهم اليهود يهاجرون باستمرار و ازدياد الى فلسطين من كل حدب وصوب ، ومن كل فج عميق، يلبون حكم الله الذي قضى عليهم منذ الأزل .
رابعا : لعل المسلمين ألا ينخدعوا بأقاويل المعسكر الغربي الذي يتعلل بأنه يمد إسرائيل بالعدة و العتاد ، وأسلحة الدمار ، ليحافظ على ميزان القوى في المنطقة ، فاليهود يملكون أجهزة فتاكة كثيرة وحديثة ومعقدة أكثر من المسلمين ، و هذا صميم قوله تعالى : ( وجعلناكم أكثر نفيرا )
خامسا : لن يهدأ اليهود بال ، و لن يقر لهم قرار ، و لن يصلوا إلى الأمن المنشود، فهذا حلم صعب التحقق ، و أمر بعيد المنال ، لأن الله منعهم إياه، فكل المحاولات التي تسعى إلى ذلك ستبوء بالفشل الذريعة و الخسران المبين تحقيقا للوعد الالاهي و القضاء الرباني فيهم :
( وإذ تأدن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب) " سورة الأعراف 176 " .
هكذا يلفت القرآن أنظارنا الى اشد الحقائق ثقلا في قلب العالم المعاصر :
قضي فلسطين المسلمة التي حيرت البشرية، وإذا كان الله سبحانه و تعالى – قدير على تحقيق العجائب المشهودة في كل لحظة من الزمن ، وفي كل شبر من العالم... أفيعجز – و حاشاه – عن تحقيق الفصل نفسه على هذه الرقعة من البسيطة؟
ذلك ما يعلمنا إياه القرآن ، و هو يشير الى المستقبل الإسلامي الزاهر المتفجر بالحياة، لكي يضع العقل المسلم المعاصر أمام الحقائق العارية، المؤثرة، و المنظورة ..... بلا جدل سياسي ، و لا تعقيد فلسفي ، و لا أغاميض إعلامية مما تمارسه وسائل الإعلام التي تحركها الأيدي المشبوهة.
من أكثر من زاوية يتعامل القرآن مع المسلم، فمرة بالحقائق التأريخية معجزة ، ذات المعاني المتدفقة، والقيم التي لا تكف عن التمخض و العطاء ، فتسري في الكيان البشري و تنعشه وتسوي لجسم خائر صلبا ...
فلنستمر في الرحلة الطيبة ... وليكن مرورنا سريعا كي لا يطول بنا السَُرى ....ولكن عند الصباح يحمد القوم السُرى .
خلافة راشدة على منهج النبوة
إذا فدخول مسجد الأقصى مرة ثانية ، أمر حتمي مؤكد لا مفر منه فهو ثابت بنص القرآن الكريم.
و مما لاشك فيه إن هذه الانتصارات المؤزرة التي سيحققها الإسلام ، وهذه الفتوحات الرائعة التي تعم العالم بأسره ، تستدعي أن تعود الخلافة الراشدة الى الأمة الإسلامية، حيث تصبح الحاكمة الآمرة الناهية بكتاب الله و سنة رسوله الصحيحة، بفهم السلف الصالح ، وهذا مما بشرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح الصريح الفصيح :" تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون ، ثم يرفعها الله إن شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله ان تكون ، ثم يرفعها إذا شاء ان يرفعها ، ثم يكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله ان تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله ان يرفعها ، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله ان يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت " .
ظهور المهدي والنظام الاجتماعي العادل
أحاديث المهدي المتواترة تخبر بظهور مصلح في آخر الزمان: يحكم بالكتاب و السنة بفهم السلف الصالح ، و يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت جورا و ظلما ، يبيع و هو مكره ، يحكم ثماني او سبع حجج ، يكثر المال في زمانه و يحشوه و لا يعده ، اسمه محمد بن عبد الله ، من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ولد فاطمة من سلالة الحسن و هو إمام عادل تقي، و حاكم سلفي منصف .
وقد ورد في ظهور المهدي أحاديث صحيحة نورد بعضها على سبيل التدليل :
1- " يخرج المهدي في آخر أمتي : يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، و يعطى المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا او ثماني ؛ يعني: حجج .
2- " لا تذهب الدنيا، ولا تنقضي ، حتى يملك رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي.
3- " يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان، يحثوا المال و لا يعده"
و اعلم أخا الإيمان : أن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تعود قبل ظهور المهدي و ليس كما يعتقد بعض الناس ، وتزعم بعض الحركات الإسلامية : إن الخلافة يرجعها المهدي و هم ينتظرون ، فإن هذا مما لا دليل عليه ، بل هو وهم و خرص و تخمين .
و من الأدلة الدامغة على أن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ترجع قبل ظهور الخليفة الصالح المهدي : إن المسلمين يسترجعون بيت المقدس من اليهود ، كما سبق ذكره و تبيانه ، بينما المهدي يكون عند ظهوره في البيت المقدس ، حيث يكون في أيدي المسلمين ، و بيت المقدس الآن يرزخ تحت نير الاحتلال الصهيوني اليهودي البغيض ؛ فلابد من قيام الخلافة قبل المهدي ؛ لأنها هي السبيل الوحيد ؛ لاسترجاع مجد الإسلام التليد .
و مما يؤكد أن الخلافة الراشدة عائدة قبل ظهور المهدي قوله : " يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان " فهو يشير إلى أن المهدي خليفة في سلسلة الخلفاء الذين يحكمون بالكتاب و السنة بفهم سلف الأمة على منهاج النبوة في آخر الزمان.
و قرينة أخرى: أن المهدي يمثل - هو و عيسى عليه السلام – قمة الإصلاح الديني في آخر الزمان .
و قرينة أخرى: أن المهدي يمثل –هو و عيسى عليه الصلاة –قمة الإصلاح الديني في أخر الزمان، و من المعلوم بداهة أن هدا لا يتحقق جملة بل بالتدريج ، فدلك لا بد و جود مصلحين سابقين ، يوطؤون للمهدي قمة إصلاحه و حكمه ، و الله أعلم .
و جملة الأخبار السابقة و غيرها تنبئ بمستقبل أسلامي زاهر ، ناهيك عن تضافر المؤشرات العالمية التي تعد إرهاصات كونية لاستفاقة المسلمين من السبات العميق ، و هدا باعتراف أعدائنا ، و الفصل ماشهدت به الأعداء.
والحمد لله رب العالمين
===============
كتبه : نجيب بن منصور المهاجر
بارك الله فيك اخي الكريم
في تفسير اخر لكاتب ومفكر اسلامي لا يحضرني اسمه الان قرات ذات مرة ان الافساد الاول لبني اسرائيل بعد سيدنا سليمان. ومن المعروف ان نبي الله داوود وولده نبي الله سليمان قاما بانشاء دولة عظمى في فلسطين حكموها بما وهبهما الله من قوة وحكمة وباس. وبلغت هذه الدولة ذروة قوتها في عهد النبي سليمان عندما احضر له احد الجن عرش ملكة سبا ( بلقيس ) قبل ان يرتد اليه طرفه. وتجول معها في الصرح ( الهيكل) الذي كان اعجوبة في الهندسة والبناء.وهذا المقصود بالعلو الاول الكبير لبني اسرائيل في الارض فلم يكن وقتها من الامم من يجاريهم. وبعد وفاة سيدنا سليمان ضعفت دولة اليهود التي استمر عزها ومجدها وعلوها 70 عاما فقط وانقسمت الى دولتين جنوبية وشمالية. فاستغل الفرصة الملك البابلي نبوخذ نصر ( عباد لنا) وقام بهجمة شرسة بجيشه الكبير والمقاتل الشجاع ( اولي باس شديد ) فدمروا الصرح وقتلو الرجال وسبو النساء والاطفال وحرقوا بيت المقدس ( فجاسو خلال الديار ) وهذا الامر قضي وانتهى وقت تنزل الايات الكريمات ( وكان وعدا مفعولا )
لن تزول دولة القردة والخنازير إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة ( بفهم سلف الأمة )
لن تزول دولة القردة والخنازير إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة ( بفهم سلف الأمة ) - لن تزول دولة القردة والخنازير إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة ( بفهم سلف الأمة ) - لن تزول دولة القردة والخنازير إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة ( بفهم سلف الأمة ) - لن تزول دولة القردة والخنازير إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة ( بفهم سلف الأمة ) - لن تزول دولة القردة والخنازير إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة ( بفهم سلف الأمة )
أشكركم أخواني ....
والله ,,, وبالله .... وتا الله ....
لن تزول دولة القردة والخنازير
إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة
( بفهم سلف الأمة )
يحضرني كتاب "كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس للمؤلف: د. ماجد عرسان الكيلاني" فهذا كتاب مهم جداً لمن يريد ان يفهم كيف عادت القدس للمسلمين على يد صلاح الدين الأيوبي.
حقيقة ان اردت ان أعطي الحق لصاحبه، فان الامام ابو حامد الغزالي هو الاب الروحي الذي حرر القدس. الكتاب ليست قصة وإنما تأريخ و دراسة عميقة لكيفية ظهور جيل صلاح الدين الذي حرر القدس. أوضاع المسلمين كانت أسواء من أوضاع اليوم و فلسطين كانت محتله من جيش أشبه بجيش اليوم.
لي عودة بعد ان اجد الرابط للكتاب. ولمن يريد شراء الكتاب ، الذي باعتقادي انه يجب ان يكون بمكتبة كل بيت، فهو موجود بالمكتبة الاسلامية التي بجانب المسجد الحسيني وسط البلد (نسيت اسمها).
يحضرني كتاب "كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس للمؤلف: د. ماجد عرسان الكيلاني" فهذا كتاب مهم جداً لمن يريد ان يفهم كيف عادت القدس للمسلمين على يد صلاح الدين الأيوبي.
حقيقة ان اردت ان أعطي الحق لصاحبه، فان الامام ابو حامد الغزالي هو الاب الروحي الذي حرر القدس. الكتاب ليست قصة وإنما تأريخ و دراسة عميقة لكيفية ظهور جيل صلاح الدين الذي حرر القدس. أوضاع المسلمين كانت أسواء من أوضاع اليوم و فلسطين كانت محتله من جيش أشبه بجيش اليوم.
لي عودة بعد ان اجد الرابط للكتاب. ولمن يريد شراء الكتاب ، الذي باعتقادي انه يجب ان يكون بمكتبة كل بيت، فهو موجود بالمكتبة الاسلامية التي بجانب المسجد الحسيني وسط البلد (نسيت اسمها).
!!! ذنوبنا سبب مصائبنا !!! - !!! ذنوبنا سبب مصائبنا !!! - !!! ذنوبنا سبب مصائبنا !!! - !!! ذنوبنا سبب مصائبنا !!! - !!! ذنوبنا سبب مصائبنا !!!
!!! ذنوبنا سبب مصائبنا !!!
مرض الأمة هو (الذنوب):
قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)
سبب تسلط الأعداء على الأمة (الذنوب):
في الحديث: (ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم).
سبب تحكم الولاة الظالمين بالأمة وخيراتها هو (الذنوب):
قال تعالى: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون).
قيل للأعمش: ما سمعتهم يقولون في هذه الآية؟ قال: سمعتهم يقولون: إذا فسد الناس أمِّر عليهم شرارهم!!!
قال ابن القيم: ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم.
مرض الأمة هو (الذنوب):
قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)
سبب تسلط الأعداء على الأمة (الذنوب):
في الحديث: (ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم).
سبب تحكم الولاة الظالمين بالأمة وخيراتها هو (الذنوب):
قال تعالى: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون).
قيل للأعمش: ما سمعتهم يقولون في هذه الآية؟ قال: سمعتهم يقولون: إذا فسد الناس أمِّر عليهم شرارهم!!!
قال ابن القيم: ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم.
!! اتقي الله يا (زنجلون) !! - !! اتقي الله يا (زنجلون) !! - !! اتقي الله يا (زنجلون) !! - !! اتقي الله يا (زنجلون) !! - !! اتقي الله يا (زنجلون) !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زنجلون
لا أظن ذلك
"الذنب" ليس سبب هزيمة.
====================
!! اتقي الله يا (زنجلون) !!
فقولك السابق : لا أظن ذلك .... "الذنب" ليس سبب هزيمة.
فيه تكذيب لكلام الله في كثير من الآيات !!
وهذا إن كان نابع من القلب والإعتقاد فهو كفر (والعياذ بالله)!!!
====================
اليك بعض التفاصيل حول المعاصي وأثرها على الفرد والعائلة والمجتمع والأمة والعالم :
آثـار المعاصي على الفرد والمجتمـع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :
إنّ هذا الموضوع يبين خطر المعاصي على العبد في هذه الحياة وما بعدها وأنها سبب لهلاكه وضلاله وبُعده عن عفو ربه وطاعته وسبب لموالاته لإبليس وأعوانه ، وبترك المعاصي والبعد عنها وفعل الصالحات والطاعات يكون الإنسان من أولياء الله وحزبه المفلحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
*ولما للمعاصي من أخطارٍ وعواقبَ جسامٍ أحببتُ أن أذكِّر نفسي وإخواني لما يجب من العبد عن الآثام كبيرها وصغيرها حتى تحصل النجاةُ من عواقبها ، قال تعالى( وكلِّ صغيرٍ وكبيرٍ مستطر ) القمر (53).
يقول إبن المعتز
خلٍّ الذنوبَ صغيرها = وكبيرهــا ذاك التُّقـــى
واصنـع كماشٍ فوقَ = أرضٍ الشوك يحذرُ ما يرى
لاتحرقــنَّ صغيرةً = إنَّ الجبـال مـن الحصـى
* فما هو تعريف المعاصي ؟
وماهي أنواعها ؟
وأسباب الوقوع فيها ؟
وما هي آثار المعاصي على الفردِ والمجتمع في الدنيا؟
وما هي آثارُ وعقوبات المعاصي في الآخرة؟ في القبرِ وفي يوم القيامةِ وفي النَّارِ ؟
وكيف الوقاية والعلاجُ من المعاصي ؟
تعريف المعاصي وأنواعُها وأسباب الوقوع فيها :
المعاصي من العصيان وهو خلاف الطاعة ، عصى العبدُ ربَّه إذا خالف أمرهُ … اللسان(4/2981)
والمعاصي شرعاً : ترك المأموراتِ وفعلُ المحظورات ، أو ترك ما أوجب اللهُ ورسولهُ وارتكابُ ما نهى الله عنه أو رسولهُ من الأقوال والأعمال الظاهرة أو الباطنة ، قال تعالى ( ومن يعصِ اللهَ ورسولَه فإنَّ له نار جهنم خالدين فيها أبداً )الجن (23)
وقد جاء معنى العصيان بألفاظٍ كثيرةٍ في النصوص منها الذنبُ والخطيئة والسيئة والإثمُ والفسوقُ والفسادُ وغيرها . والمعاصي في بعض الأوقاتِ أعظم منها في وقتٍ آخر كالأشهر الحرم وغيرِها .
والمعاصي في بعض الأماكن أعظمُ منها في مكانٍ آخر كالحَرَمِ مثلاً .
*والمعاصي تنقسم إلى قسمين : كبائر وصغائر :
قال تعالى ( إن تجتنبوا كبائرَ ما تنهون عنه نكفِّر عنكم سيئاتِكم) النساء (31)
وقال صلى الله عليه وسلم “” الصلواتُ الخمسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ ، ورمضانُ إلى رمضان مكّفِراتٌ لما بينهنَّ ما لم تُغشَ الكبائر”" مسلم(233)
قال إبن القيِّم ( وقد دلَّ القرآن والسنة وإجتماعُ الصحابة والتابعين بعدهم والأمة على أنَّ الذنوب كبائر وصغائرُ) الجواب الكافي(صـ134)
*أماَّ تعريف الكبيرة :
فخلاصة كلام أهل العلم أنها كلُّ معصيةٍ دلّ الدليلُ على توكيدِ التحريم وتغليظهِ سواء توُعِّد عليها بلعنِ أو غضبٍ أو نارٍ أو عذابٍ أو حدٍّ أو غير ذلك .
*أما تعريفُ الصغيرة:
فهي خلاف الكبائر مما نهى عنه الشرعُ ولم يقترن به وعيدٌ أو لعنٌ أو غير ذلك .
فما خرج عن تعريفِ أو حدِّ أقل الكبائر فهي الصغائر مثل النظر إلى النساء والخروج من المسجد بعد الآذان وغيرها. والصغيرة مع الإصرار عليها تصيرُ كبيرة لأنه جاء الوعيد بالويل للمصرِّين عليها وهم يعلمون ، كذلك صح عن إبن عباس قوله ( لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار) ابن جرير الطبري ـ فتح الباري(12/183)
وقوله صلى الله عليه وسلم “” إيّاكم ومحقَّرات الذنوب ، فإنهنَّ يجتمعنَ على الرجل حتى يُهلِكْنَهُ… “” صحيح الجامع(2687)
فالصغائرُ قد تعظمُ وتصبح كبائر مع الإصرار والمداومةِ عليها أو الفرحِ بفعلها أو الإفتخار بها، أو استصغارها واحتقارها وكذلك إذا فعلها من يقتدي به.
*وأما أسباب الوقوع في المعاصي فمنها :
1- ضعف الإيمان ويدخل فيه ضعف اليقين بالله تعالى وضعف الخوف منه وضعف مراقبته وغيرها .
2- الشهوات والشبهات : وهما فتنتان تنشآن من إتِّباع الهوى وتقديم الرأي على الشرع ، فتنة الشهوات التي يرغبها البشر كفتنة النساءِ والمال والأولاد وغيرها ، وفتنة الشبهات بالإتباع للهوى وقلة الفقه في الدين ، قال إبن القيم ( وهذه الفتنة تنشأ تارةًّ من فهم فاسد وتارة من نقل كاذب وتارةًّ من حقٍّ ثابت خفي على الرجل فلم يظفر به وتارةً من غرضٍ فاسد وهوى متَّبع ، فهي من عمى في البصيرةِ وفسادٍ في الإرادةِ) إغاثة اللهفان(2/166)
3- الشيطان الذي يبغِّضُ إلى الناس كلِّ الطاعات والعبادات ، ويحبِّبُ إليهم كلَّ المعاصي ، كما في الحديث”" إنَّ الشيطان يحضر أحدكم عند كلِّ شيءٍ من شأنه …”" مسلم(2033)
*وأما الوقاية والعلاجُ من المعاصي :
فبالأمور التالية :
1- تقوى الله تعالى : وهي فعل الطاعات والصالحات واجتناب المحرمات والذنوب ، وإنَّ من تقوى الله أن يصحح المسلم معتقده وأن يعبد الله على بصيرةٍ وإخلاصٍ وسُنّةٍ .
2- أداء الفرائض والإكثار من النوافل : قال تعالى في الحديث القدسي (وما تقرَّب إلىَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه …) البخاري ـ فتح(11/340)
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : والمعروف هو كلِّ ما أمر به الشرعُ أو أقرَّه ، والمنكر هو كلُّ ما نهى عنه الشرعُ أو خالفه ، والقيام بهذا الواجب يقلِّل المعاصي والمنكرات في المجتمع .
4- اتِّخاذ القدوة الصالحة والرفقة الطيِّبة والصاحب الصالح فإنهم يعينون على الخير .
5- التوبة من الذنوب والمعاصي : والتوبة هي الندمُ على فعلِ المعصية ، والإقلاع عنها ، والعزم على أن لا يعودَ إليها ، وإذا تعلَّقت بحق آدمي فيجب التحللُ منه ، والتوبة فضائلها كثيرةٌ منها فرحُ الله تعالى بتوبة عبدة وكذلك تبديل السيئات حسنات وكذلك تَدخُل الجنَّة ، وغير ذلك من الفضائل.
أثر المعاصي في الدنيا والآخرة :
إنَّ للمعاصي آثاراً كثيرةً على مرتكبها أو على أسرتهِ ومجتمعهِ أو أمَّتهِ أو على الأرض والسماء والبحرِ والدوابِّ والطير وغيرها، قال تعالى : ( ظهر الفسادُ في البرِّ والبحر بما كسبت أيدي الناس) الروم (41)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “” … العبدُ الفاجرُ يستريح منه العبادُ والبلادُ والشَّجرُ والدوابَّ “” متفق عليه – فتح(11/362)مسلم (950)
*وللحديثِ عن آثار المعاصي لابد من تقسيمها إلى ثلاثةِ أقسامٍ :
أ-آثار المعاصي على الفرد في الدنيا .
ب-آثار المعاصي على المجتمع.
ج-آثار المعاصي على العبد في الآخرة(في قبره ويوم القيامة وفي النار)
القسم الأول :
آثار المعاصي على الفرد في الدنيا : وهذه بعضها :
1- أنها تفسدُ القلبَ : فيضعف فيه تعظيم الربِّ عزّ وجلَّ فلا يخاف من الله تعالى ولا يراقبه، قال إبن القيم( إنَّ عظمة الله تعالى في قلب العبد تقتضي تعظيم حرماتهِ التي تحول بينه وبين الذنوب) الجواب الكافي(صـ74)
وكذلك فإن الذنوب تُذهب حياة القلب وغيرته وفي الحديث “” … إذا لم تستحي فاصنع ما شئت”" خ(3484)فتح(6/515)
وكذلك فإن المعاصي تنكِّسُ القلب و وتزيغه فيصبح القبيحُ لديه حسناً، والحسن قبيحاً،والمعروف منكراً والمنكر معروفاً،حتى يصدق فيه قوله تعالى( وطبع اللهُ على قلوبهم فهم لا يعلمون )التوبة(93)
كما أن الذنوب والمعاصي تورث الوحشة في قلب العاصي وضيق الصدر فيشعر بهذه الوحشة من في قلبه حياة وإيمان،وحشة بين العاصي وخالقة وبينه وبين الناس بل بينه وبين نفسه،أمَّا من مات قلبه فإنه قد لا يحس بها.
وكذلك فإن المعاصي توهن القلب وتظلمه فيشعر في قرارة نفسه بظلام بعكس الطائع
قال إبن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب = وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلـوب = وخير لنفسك عصيانهـا
2-ومن آثار المعاصي على الفرد في الدنيا:العقوبات الشرعية وهي الحدود والكفّارات والتعزيزات:
والحدود مثل حد الزنا وحد الخمر وحد القذف. وأما الكفارات فمنها كفارة المُجامع زوجته في نهار رمضان وكذلك كفارة الظهار. وأما التعزيرات فهي السجن والإهانة والجلد والضرب والقتل أحيانا.
3-العقوبات القدرية:وهي ما يصيب الإنسان في دينه أودنياه أو كليهما من الفتن والمحن والابتلاء بسائر المصائب على إختلاف أشكالها بسبب المعاصي قال تعالى( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) السجدة(21)
قال المفسرون ( يعني العذاب الأدنى مصائب الدنيا وأقسامها وآفاتها…) إبن كثير(3/462)
وهذه العقوبات للمسلم إما لرفع الدرجات أو لتكفير السيئات أو عقوبات على ظلمه ، وقال تعالى( ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) الشورى (30 )
4- ومن آثار المعاصي على الفرد في الدنيا : قال إبن عباس( … إن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب،ووهنا في البدن، ونقصانا في الرزق ، وبعضا في قلوب الخلق )
القسم الثاني :
آثار المعاصي على المجتمع :
كم أهلكت الذنوب من أمم ماضية وشعوب كانت قائمة فهل ترى لهم من باقية . قال تعالى ( وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا) الإسراء ( 17 )
فأين قوم نوح وأين قوم ثمود وقوم عاد وقوم لوط ، وهكذا باقي الأمم السابقة ، قال تعالى ( فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا بهم الأرض ومنهم من أغرقنا … ) العنكبوت ( 40 )
*وللذنوب والمعاصي عقوبات على المجتمعات منها :
1- أنها تزيل النعم بمختلف أنواعها ، وتحل النقم و المحن والفتن مكانها :
* ومن هذه النعم نعمة الإيمان : فلا يزال المجتمع يفعل الآثام والذنوب حتى يضعف الإيمان وتتغير القلوب فتتغير الأعمال ويلتحق المجتمع بركب الفجار .
* ومن النعم التي تزول بالمعاصي أو تنقص نعمة المال والرزق ، قال تعالى ( وضرب الله مثلا قرية آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) النحل (112)
وما أحسن قول القائل :
إذا كنت في نعمة فارعها = فإن المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد = فرب العباد سريع النقــم
* ومن النعم التي تزيلها الذنوب : نعمة الأمن في الأوطان : قال تعالى ( فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) النحل (112) وما يحصل في هذه الأيام من الحروب الطاحنة التي تزيل الأمن وتجعل الناس يعيشون في خوف ، كل ذلك بأسباب المعاصي والخطايا .
* ومن المعاصي التي تزيلها الذنوب : نعمة العافية والصحة في الأبدان : فالطاعون وسائر الأمراض عقاب وعذاب من الله بسبب ما اكتسب الناس من الإثم ، في الصحيحين عن أسامة قال رسول الله “” إن هذا الوجع أو السقم رجز عذب الله به بعض الأمم قبلكم ، وقد بقي بعد في الأرض فيذهب المرة ويأتي الأخرى …”" ح ( 60) كتاب الأنبياء / مسلم (2218 )
*وفي حديث إبن عمر مرفوعا “”…لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا …”" جه ك السلسلةالصحيحة (1/67) صحيح الجامع
2- ومن آثار الذنوب على المجتمعات :
نزع البركة من الأموال والأولاد والأرزاق والأجساد
ومنها : عدم استجابة دعاء المسلمين لأنفسهم ،
ومنها : منع القطر من السماء ،
وجور السلطان عليهم
وتسليط العدو عليهم فيأخذ بعض ما في أيديهم ،
عن إبن عمر قال : أقبل علينا رسول الله فقال “” يا معشر المهاجرين …. خمس إذا أبليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن ،
لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ،
ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ،
ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ،
ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوا من غيرهم فأخذ بعض ما في أيديهم ،
وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله ، إلا جعل الله بأسهم بينهم “” حه ك الصحيحة ( 1/67) وصحيح الجامع .
3- بل أن آثار الذنوب في المجتمعات تتعدى البشر إلى سائر المخلوقات :
قال تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) الروم ( 41 )
وقال تعالى ( لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) فاطر(45)
وقال إبن مسعود ( يريد جميع الحيوانات مما دب )
وقال قتادة ( وقد فعل ذلك زمن نوح عليه السلام ) القرطبي ( 7/2/361)
وقال أبو هريرة : ( والذي نفسي بيده إن الحبارى لتموت هزلا في وكرها بظلم الظالم ) القرطبي (7/2/361)
*وقال صلى الله عليه وسلم “” وأن العبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب “” مسلم ( 950)( 2/656)
وقال صلى الله عليه وسلم “” نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم “” احمد والترمذي –صحيح الترمذي ( 695 )
4-من آثار الذنوب على المجتمعات : كثرة الزلازل حيث يكثر الفساد وتظهر الفتن وكذلك الريح المدمرة والأعاصير الشديدة والسيول العارمة التي تدمر البلاد ، والفيضانات التي تغرق القرى و المدن . قال تعالى ( ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )الشورى ( 30)
القسم الثالث :
آثار المعاصي على العبد في الآخرة :
الدور ثلاثة : دار الدنيا – ودار البرزخ – ودار القرار والإنسان يمر بثلاثة مراحل هي :
1- القبر وما يتعلق به .
2- اليوم الآخر ( يوم القيامة )
3- الجنـة والنـار .
وسيكون الكلام عن هذه الأقسام ( المراحل ) الثلاث : ( القبر– يوم القيامة – النار ) وآثار المعاصي فيها
*أولا القبر وآثار المعصية على أهله :
عذاب القبر ثبت في النصوص المتواترة ومنها :
- قال رسول الله “” إن هذه الأمة تبتلى في قبورها “” مسلم ( 2867 ) ،
وقال تعالى ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) غافر (46 ) ،
وقال ابن عباس (مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال : إنهما ليعذبان ) متفق عليه – فتح( 3/242) مسلم ( 292)
- قال ابن تيمية : ( إن مذهب السلف أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب …) الفتاوي ( 4/284 )
*أما عقوبات المعاصي في القبر :
فمن الذنوب التي يبتلى أصحابها فيه ما يلي :
- النميمة وعدم التستر عن البول : ودليله حديث إبن عباس الذي مر معنا وفيه ( أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله …) متفق عليه .
- الذي يجر ثوبه خيلاء : عن إبن عمر قال : قال رسول الله “” بينما رجل يجر إزاره إذ خسف به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة “” البخاري ( 5790) –(10/258)
- ومن المعاصي التي يعذب صاحبها في قبره : إذا أوصى أهله بالنياحة عليه أو علم أنهم سينوحون عليه ثم لم ينههم : في الصحيحين من حديث إبن عمر رفعه ( الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ) فتح (3/161) مسلم(2/639)
قال إبن المبارك ( إذا كان ينهاهم في حياته ففعلوا شيئا من ذلك بعد وفاته لم يكن عليه شيء) أحكام الجنائز (ص29)
- ومن المعاصي التي يعذب أصحابها في القبر : الشرك بالله والنفاق والنوم عن الصلاة المكتوبة والكذب ، والزنا وأكل الربا والغلول وغيرها ، وكل ذلك ثابت في الأحاديث الصحيحة .
*ثانيا : آثار المعاصي وعقوباتها يوم القيامة :
ومن المعاصي التي يعاقب أصحابها يوم القيامة :
1- الظلم : قال تعالى ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) إبراهيم ( 42 )
ولذلك حثنا رسول الله على المبادرة إلى التوبة ورد المظالم إلى العباد : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله “” من كانت له مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم … “” البخاري-فتح (5/101) ، كذلك حديث المفلس عند مسلم(2581)
2-الرياء: في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة قال:سمعت رسول الله يقول”" إنَّ أول الناس يقضي يوم القيامة عليهم…وذكر الشهيد والعالم والمتصدق “” الحديث، فلابد من الإخلاص في جميع الأعمال.
3-التصوير: في حديث عائشة قالت:قال رسول الله “” من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله”" متفق عليه-فتح(10/368)مسلم(3/1667)
4-منع الزكاة: مانع زكاة الذهب والفضة تصفح له صفائح من نار فيحمى عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجنبيه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه،وكذلك مانع زكاة الإبل والبقر والغنم… في حديث رواه مسلم(987)وغيره.
5-التكبر والخيلاء : عن إبن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال “” لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء “” متفق عليه –فتح (10/216) مسلم(2085)
6-المن وإنفاق السلعة بالحلف الكاذب : عن أبي ذر عن النبي قال “” ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، قال أبو ذر :خابوا وخسروا من هم يا رسول الله ؟ قال : المسبل ، والمنان ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب “” رواه مسلم (106) شرح النووي(2/114)
7-ومن المعاصي التي يعذب صاحبها يوم القيامة : عقوق الوالدين ، والتشبه بالنساء وتشبه النساء بالرجال والدياثة ،عن إبن عمر قال : قال رسول الله”" ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجل ،والديوث …”" أحمد والنسائي – الصحيحة (674) وصحيح الجامع (3066)
8- النياحة : عن أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله علي وسلم قال “” …النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب “” مسلم (934)(2/644)
*وغيرها من المعاصي التي يعاقب أصحابها إذا لم يتوبوا إلى الله ولم يتداركهم الله برحمته.
ثالثا : آثار وعقوبات المعاصي على أهلها في النار :
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقو دها الناس والحجارة عليه ملائكة غلاظ شداد )التحريم (6)
قال تعالى ( إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا) الفرقان (12)
أما المعاصي التي يعاقب أصحابها في النار فمنها :
* الشرك بالله والنفاق و الاستهزاء بالله وآياته ورسوله وشرعه أو أحدها وترك الصلاة أو التهاون فيها.
* قتل النفس المؤمنة بغير حق ، قال تعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا)النساء(93)
*أكل الربا : قال تعالى ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) البقرة(275)
* الكلام بما يسخط الله … في الحديث “” إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم “” رواه البخاري -فتح (11/308)
* المرأة تكثر اللعن وتكفر العشير : في حديث إبن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال”" يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الإستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار ،
فقالت إمرأة منهن جزلة : ومالنا يا رسول الله أكثر أهل النار ؟
قال : تكثرن اللعن تكفرن العشير …”" مسلم (79)(1/86)
* قال رسول الله “” صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر ،يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها “” مسلم (2028) (2128)(3/1680)
إلى غير ذلك من العقوبات التي يعذب أهلها عليها في النار .
هذه بعض آثار المعاصي التي على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة
فعلينا بالتوبة إلى الله عز وجل من جميع الذنوب والمعاصي .
وأسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
==================
من اثار المعصية:-
1- نكتة سوداء في القلب
2- وان تتولو يستبدل قوما غيركم
3- لعنة قلوب المؤمنين للعاصي
4- اصابة العاصي بالغم
5- حرمانة العلم
6- حرمانة الرزق
7- وحشة في القلب بينة وبين الله
8- وحشة بينة وبين الناس
9- تعسير اموره
10- ظلمة يجدها العاصي في قلبه
11:15- اثار السيئة عند ابن عباس
قال عبدالله بن عباس :<ان للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق وان للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق>.
16- المعصية تضعف القلب والبدن
17- العاصي يحرم الطاعة بمعصيتة
18- المعصية تمحق بركة العمر
19- تكاثر المعاصي وتوالدها
20- تكاثر الشياطين حول العاصي لتعينة على غيرها
21- المعصية تضعف القلب عن ارادتة
22- الف المعصية وعدم استقباحها
23- المعاصي مواريث امم اهلكت بها
24- الذلة والصغار على العاصي
25- هوان العاصي على ربة
26- هوان العاصي على المعاندين المصرين
27- شؤم المعصية على العاصي وغيرة
28- المعصية تورث الذل
29- المعاصي تفسد العقل
30- المعاصي تجلب الران على القلب وتطبع علية
31- المعاصي قد تدخل صاحبها تحت لعنة رسول الله
32- المعاصي قد تدخل صاحبها تحت لعنة الله
33- المعاصي تحرم صاحبها دعوة رسول الله والملائكة ....
======================
الله يرضى عليك يا شيخ لا ترتكب ذنب الحكم على الآخرين وتكفيرهم.
كل ما تفضلت به على عيني وراسي
اخي الكريم فهمنا الخاطيء للنصوص و للدين أدى الى هكذا اختلاف في الرأي. ففي ظل الفهم الخاطيء فلنعطل محاكمنا ولندع امر التكفير والعقاب والثواب لله وحده. عدا عن ذلك لكل رايه وفهمه.
انت تقول اننا خسرنا فلسطين من 60 سنة بسبب ذنوب جدودنا الأوغاد!!
ونصر الله أبناء الزنا والمثليين و السكرجيين و المشركين والكافرين لانه اذنبنا!!!
وإحنا ورثنا الذنوب والآن علينا ان ندفع فاتورة ذنوب أجدادنا ومن ثم فاتورة ذنوبنا ليتحقق النصر؟
من شان الله شو هالمنطق؟
طب ليش مغلبين حالنا بغزة؟ فلنعترف بذنوبنا وان ما يحصل لنا هو بسبب ذنوبنا ونسأل الله المغفرة! ونقضي ما تبقى من العمر في اعمال الخير وتكفير ذنوب اجيال من المعاصي... وللبيت رب يحميه.
تناقض غريب عجيب --- وطبعا انا هنا لا أقصدك شخصك الكريم، ومقامك ولقبك محفوظ أستاذي ... وإنما اقصد الفكرة ---