هو بالواقع ليس صديقي لأنه بعمر أبنائي ...خلع قلبي من أركانه واستحوذ على انتباهي عندما شاهدته لأول مرة ...انه يسكن بجوار عملي يأتي كل مساء ليشتري ....طعنتني ضحكته الدافئة ولهجته الحمصية الفاتنة في مقتل طعنة نجلاء استقرت في أعماقي .....
انه من الخالدية ...لا أعتقد أن أحدا لم يسمع بها فهي النار والعلم والشمعدان هذه الأيام ...انها حديث الذين يمضغون انسانيتهم ويجترون مشاعرهم البليدة وهم يشاهدون الدم يراق ويسفك ببلاهة تماما مثلما يتابعون أفلام اسماعيل ياسين القديمة !!!!!!!!!
اسماعيل .... ذلك الجرح الذي يسيطر علي ولا يترك جفني تهنأ بغفوة قصيرة .... كيف لها تلك الغبية أن تهيم في نوم أخرق والأطفال يذبجون ؟؟؟؟؟
مليئة حياتنا بالمصائب والنكبات والمجازر لكن ما يحدث في أرض الشام ولأهلها فاق كل الأحقاد ولا يضاهيه اجرام .......
صديقي كان يهتف في الحي مع عبد الباسط ...هرب وأهله خوفا من انتقام الطغاة من حمص الصامدة المرابطة الثائرة على الظلم ....
أتصدقون أنهم أنجزوا هروبهم من مهبط ذكرياتهم وموئل أرواحهم مشيا على الأقدام ؟؟؟
لكم أن تتخيلوا المأساة وهم عزل الا من ايمانهم وحبهم لوطنهم الذي ما هجروه الا عنوة ....
أيام وليال حتى تسنى لهم أن ينجون بأجسادهم لكنهم تركوا الأرواح هناك .........
لسعتني ابتساماته التي سلبها من المعاناة التي سترافقه طوال عمره ........
دائما ما أقول لأصدقائي ان محبتي للثورة السورية لا تنبع فقط من صدقها ومشروعية مطالبها بل من شدة البطش والظلم ولعلي أجزم أن آبائنا وأجدادنا في فلسطين على شدة ما ذاقوا وفظاعته لم يلاقوا هذا الكم من السادية والهمجية والتعطش للدماء ........
تحاصرني ضجكتك المسلوبة من القهر يا اسماعيل أراك فيك أطفال الحولة ودرعا وحماة ودير الزور وأرى المنسيين في غزة .........
سامحني يا بني فنحن نبيعكم كلاما ....أغفر لي تقصيري ولعل كلماتي تجد عندك قبولا ...
قلباً وقالباً نحن مع اخوتنا في سورية
ونحن حزينون لما يحصل لاهلنا في سوريا
لا نملك سوى الدعاء لهم
الله يخلص ازمتهم على خير وينتقم من قتلة الاطفال والكبار والذين شردو اناس لا ذنب لهم سوى انهم عبرو عن ارائهم
اللهم فرج كربهم وانصرهم فليس لهم سواك من معين يارب العالمين
برغم ما بهذه الحروف من ابداع وتمكن إلا أنها تنبش الجرح لابل تحفر به وتزيد ألمه
أعاود قراءة حروفك حتى أكتب ما يليق ولكن يعلم الله بأن الحزن تغلب على قلمي الآن أخي ولا أدري بأي الحروف أنطق فسامحني
بوركت يمناك وجزيت كل الخير
هذا النص رائع بشقيه الشكل والمضمون
فقد استطاع الكاتب أن يترجم أحاسيسه ومشاعره على ما يحدث لإخواننا في سوريا بشكل واضح وجلي وأخّاذ، والشاهد قوله " خلع قلبي من أركانه" ، فهو حقا كذلك ، فالقلب بحاجة إلى قوة هائلة حتى يخلع من مكانه. كما نرى قوله :"طعنتني ضحكته الدافئة " ، وكأن الضحكة هنا أصبحت سكينا يؤذي الجسد على الرغم من أنها مجرد ضحكة ولكنها أية ضحكة؟!!
قرأت العنوان " صديقي إسماعيل" ، وعندما تحدث الكاتب عن مشاهداتنا اليومية لما يحدث لإخواننا في سوريا - فرج الله كربهم وهمومهم - قال:"وهم يشاهدون الدم يراق ويسفك ببلاهة تماما مثلما يتابعون أفلام اسماعيل ياسين القديمة !!!!!!!!!"
وعندما قال :"اسماعيل .... ذلك الجرح الذي يسيطر علي " ، هنا نسيت أنا العنوان وذهبت بذاكرتي إلى إسماعيل الممثل ، وعندما انتهيت من قراءة هذا النص الجذّاب أدركت بأن الكاتب شبه إسماعيل الطفل السوري بالجرح وليس إسماعيل الممثل.
هنا أدركت بأن الأخ دمي أخضر مشروع كاتب ألق ، ولا أقولها للتحفيز ؛ لأنك بحق أخي الكريم فرضت نفسك هنا بقلمك لا بشيء آخر.
لن آتي على الإملاء والنحو ، فقد قرأته مصوبا وخاليا من أي خطأ كوني دارسا للغة العربية ، لذا أدعوكم جميعا يا رواد الأدبي للانتحار على عتبات هذه الصفحة ، وكأنها نقية تماما إلا من عمق مشاعر الكاتب.