( وحدات ) في الغربة ... وطن - ( وحدات ) في الغربة ... وطن - ( وحدات ) في الغربة ... وطن - ( وحدات ) في الغربة ... وطن - ( وحدات ) في الغربة ... وطن
ولد غريبا وبعيدا ... لم يجمعه الدهر بها .... كان لديه من الشوق جناحا يحمله قطرة ماء مع اسراب سحاب كي يبصر من اعلى نقطة عشق سحر مفاتنها.... كان اذا جن الليل يستشعر نار يديها تلثم خديه ويحس بدفء الأنفاس الحرى على وجنتيه ... يسمع اسمه يهتز على شفتيها كما لم يسمعه يوماً من قبل .. تحمله ريح اللهفة كل مساء ... يغفو بحب على موسيقى صوتها الخرافي ...
اختصر بعيد ولادته الوقت ... فقد ولد فتيا وقويا .... حفنة سنوات كانت تكفي كي تكتمل بطولته ورجولته ويبلغ في أرض البعد أشده .. ما زال يمارس بكامل حسرته ذات الشوق اليها ... هو أجمل عشق: ان تهوى وجها لم تعرفه، لكنك تعرف كيف تشكله عند الغفو بأرض الرؤيا والأحلام، ترسمه كيف تشاء على جدران الغرفة وتصب عليه مما اختمر من العشق بداخلك بضعة الوان تكفي كي يتلون هذا الكون بكل سواده ورماده من الوان عشقك وجذوة شوقك.
يكبر ومازال بعيدا مثل حقل زيتون حزين تتناثر اوراقه وحباته في كل مكان وزمان يحجب سوط الشمس عن وجه بنيه ويمنحهم ظلا يحميهم من حمم الغربة والوحشة واللاوطن.
في كل رحيل في اصقاع الغربة يأخذ صورتها من ارض الاحلام لكي تؤنس عتمة رحلته، يترك رسمتها فوق جدار الغرفة فحتى الحيطان تحن وتشتاق وتبكي ان حاولت الايام ان تمحو بعضا صار منها.
في عتمة ليل... جاء الحطابون يهرعون - والحطابون اولئك من امشاج شتى ، البعض لئيم وخبيث، والبعض الاخر نصفٌ ليس له في الدنيا رأي، وبعض البعض إما امعة أو مرتزق.. ولكن الاكثر ايلاما ذلك الحطاب المستلُ لفأسٍ يده سرقت من جذع ينبت في حقل الزيتون ... كان الحقل يظلله بالامس... ما أصعب ان يولد من جذع الزيتون ... عمل ليس بصالح يعق ظلالا كان ولا زال يفيء عليه ببرد حين الكون جميعا شمس محرقة.
يا هذا الزيتون ... كن نارا تحرق ايدي الحطابين... كن لهبا يشوي وجه الحطابين كوني شررا يمحق رزق الحطابين..
يا هذا الزيتون ... يا من تكبر في الغربة ان لم تقوِ اغصانك ان تمتد لتعانق من تهواها فاصعد فوق الغيمات عليا وقصيا فهناك ستلمحها ساجدة تدعو الله لتلقاك .
سلم بالشوق عليها ... وشوشها همسا: ان جذورك تمتد بصمت وبصبر تحت الارض، وحين يحين الزمن ستهب جذورك من تحت الارض لتحضنها ... وتقلع كل الاشواك واشجار الزينة ولصوص الطرقات، وستأخذ بطريقك كل الحطابين ومن سلخ يديك كي يصنع منها فأسا ستعود اليها يا وحدات ... فهذا وعد الله .. مهما استذئب قطّاع الطرقات ومهما يعلو صوت الحطابين
ستبقى نارك موقدة تحرق اوهام الحطابين ...
ستبقى يا وحدات لنا في الغربة ...( وطن)
الوحدات ليس مجرد نادي او اسم فقط , الوحدات قصة عشق وحب وحنين وغرام , يا الله ما اروعك يا وحدات , وشكرا اخي سائد على هذا الموضوع الرائع والذي خرج من انسان رائع