خليلي يحب الكرك والخليل وليبيا
د. طارق طهبوب*
قبل أسبوع طالبت بأن أرى بأسرع وقت الإصلاح السياسي الموعود والمنشود في بلدي؛ لأننا هرمنا (على رأي المواطن التونسي) وفي نقاط محددة طالبت بحل البرلمان وقانون انتخاب عادل وحكومة منتخبة تمثل رغبات الشعب، وتتصدى لمواجهة المشاكل السياسية والاقتصادية ومكافحة الفساد الذي خرب البلاد والعباد.
من قراءتي لبعض التعليقات أعترف بأن الإصلاحات السياسية أسهل بكثير من التصدي لثقافة الفرقة والفتنة المعششة في رؤوس البعض، ويستتر هؤلاء خلف جمل غريبة مثل: كركي يحب الجميد، وطفيلي يحب المنسف، وخليلي يحب الطبيخ، ونابلسي يحب الكنافة. حيث الموضة الآن تعدت الأبوات (مثل أبو الغضب وأبو الجماجم وأبو النوف) ولا يجرؤ أي من هؤلاء بالرد باسمه على المقال الذي يحمل صورتي واسمي.
كل هؤلاء أنعموا علي بالضيافة؟ في وطني (وهو كذلك شاء من شاء وأبى من أبى). وما كنت لأتطرق لأمور شخصية، وأرجو أن لا يذهب الأجر بالإعلان عن بعضها لكنني أذكرها حتى يفهم هؤلاء ما يقولون، لعل الله سبحانه وتعالي ينزع بذور الفتنة من قلوبهم:
* آخر عهدي بالخليل كانت في أوائل الستينات في زيارة بيت جدي لأمي الحاج، فطين طهبوب عضو مجلس النواب الأردني في ذلك الوقت وواضع حلقة مفاتيح الحرم الإبراهيمي في عنق الملك عبد الله الأول (راجع وثائق مؤتمر أريحا ومؤتمر جدة والضفتين).
* درست ونشأت في عمان التي انتقل إليها والدي المرحوم عبد الرحيم طهبوب عام 1950 عائدا من أرامكو في السعودية؛ ليكون من أوائل (إن لم يكن أول) مهندسي المساحة (surveying engineer) في أمانة العاصمة.
* كان والدي أحد مهندسي الطريق الصحراوي عمان- المدورة، ونتشفع إلى الله سبحانه وتعالى أن يرحمه بترسيمه إحداثيات منطقة بطن الغول (وقد سميت بذلك كثرة ما أكلت من الحجاج التائهين في الصحراء قبل إنشاء الطريق، وذلك لأن الباصات كانت تغرز في الرمل.
* بعد وفاة والدي علمنا بأن جمعية المركز الإسلامي في الكرك تنوي إنشاء مدرسة، فتبرع الورثة بإنشائها عن روح المرحوم، ولو كلف الكركي الذي يحب الخليل نفسه الذهاب إلى المدرسة لوجد اللوحة التذكارية التي تشهد بذلك (وشهدت المدرسة بعد ذلك عدة توسعات على حساب متبرعين آخرين).
* بعد وفاة والدتي قام الورثة بإنشاء مسجد ذات النطاقين في إسكان المعلمين في شفا بدران، وذلك حسب وصيتها عن روحها وروح والدي الحاج عبد الرحيم طهبوب رحمه الله، وأدعو الكركي الذي يحب الخليل إلى زيارته والصلاة فيه ليعلم أن المسلم أخو المسلم.
* كرمني الأطباء الأردنيون بانتخابي نقيباً لهم في دورة 1999- 2001 بأكثر من ألف صوت، وأثناء الحملة الانتخابية نقلني رئيس بلدية الكرك د.أحمد محادين بعد منتصف الليل لزيارة أطباء العقبة ليعود بي إلى عمان قبل الفجر (وهو الأصغر مني سناً والأكبر قدراً) وذلك بسيارته الخاصة وليس بسيارة البلدية.
* شغل الشيخ عارف طهبوب منصب قاضي الكرك الشرعي ما يقارب أربعين سنة قبل وفاته، وسمعت قصة طريفة عن تعويضه عن عدم دفع راتبه باقطاعه أرض في حوض الربة الزراعي (أخصب حقول الأردن) وأعتقد أن بعض ورثته لا زال يملك جزءاً منها هناك.
* شغل المرحوم محمد زين أبو الفيلات (شقيق المرحوم الحاج عبد الكريم أبو الفيلات زوج ابنة خالتي) منصب نائب رئيس بلديه الكرك ورئيس الغرفة التجارية فيها عشرات السنين في القرن الماضي قبل أن يولد المستترون وراء الجمل الحركية، وكما هو معروف توجد عائلة الكركي في الخليل وعائلة الخليلي في الكرك، فضلاً عن الكثير من أبناء الكرك أصولهم تميمية، نسبة إلى الصحابي تميم الداري صاحب وقف الخليل وما حولها.
* وفد الكرك أكبر الوفود الذي حضر لتعزيتنا بوفاة والدي ووالدتي واستشهاد طارق أيوب زوج ابنتي الدكتورة ديمة (لم تحرك الحكومة الأردنية ساكناً لتحريك قضيته، وانظر الفرق مع قضية الصحفي سمير القصير التي تبنتها الأمم المتحدة وحكومة بلده لتعرف أن هناك دم القصير ودم قصير في عرف بعض الحكومات).
* يجهل المعلقون أن عاصمة جند فلسطين هي الكرك.
* من كانت له خصومة معي في قضية المواطنة والأصالة، فإني ألفت انتباه نظره إلى أن خصومته الحقيقية هي مع الدستور الأردني وسيد البلاد.
* أكتب هذا المقال وأنا أعد للسفر إلى ليبيا من بريطانيا دفاعا عن الكرك والخليل ونصرة للشعب الليبي المظلوم ومحبة لكل ذرة تراث عربي، محاكيا أبطال المستشفى الميداني في غزة، حيت تشرفت بجوارهم عندما قطعت خمسة آلاف ميل لأنضم إلى الوفد الثالث من نقابة الأطباء الأردنيين لنصرة غزة، حيث عملت وأنا النقيب السابق تحت إمرة د.نور الدين علاونة المرشح الحالي لمنصب النقيب.
* آن للأمة أن تستيقظ والفرقة (التي تبدأ من التعصب للـ"الزنقة" ما غيرها بتاعة مدمر القذافي) إلى الحارة إلى القبيلة مرورا بنظام الكفيل والذي آذى آلاف العاملين الأردنيين في الخليج وأخرجهم من أعمالهم ومصادر رزقهم دون وجه حق.
تواصل مفاهيم التفرقة والانحطاط في تعبير "الضيافة" لمخترعه الأنبا بيشوي (وأقباط مصر الشرفاء إخوان الصمود في ميدان التحرير منه براء) ومقلديه من أصحاب تواقيع الجمل الحركية.
وأختم بقولي إنه على رأس نقاط إصلاح الإعلام أن يكشف كل عن اسمه ووجهه، وأن يعرض بضاعته على الناس وأن يتحلى على الأقل بشجاعة الكوز الذي أدلى بدلوه وحقق الوحدة الوطنية بإرساله كافة المتظاهرين إلى جسر الملك حسين الذي سيكافئه ناخبوه هو ومجلس ثقة وطبشة الذي تحول بعد أن شرب حليب المعارضة إلى ثقة بصعوبة. والقول المأثور: إن أسبوعا هو مدة طويلة في عالم السياسة فما بالك بأربعين يوما أو خمسين بين حكومتين. وبين حكومة الكاز (اختصار الكازينو) ومجلس الكوز يا قلبي لا تحزن، واقترح بعض الظرفاء أن نولع الكاز بالكوز في احتفال على جسر العودة.
لن يجدي بعد اليوم أن يختبئ دعاة الفتنة وراء المنسف والجميد والكنافة والمقلوبة والملوخية والهنود الحمر.
وليؤمّن أصحاب التواقيع الحركية معي على الدعاء للمولى أن ينصر الله كل من أراد بالإسلام والعروبة والأردن وفلسطين خيرا، ومن أراد غير ذلك أن يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، ومن لم يفهم ولن يفهم بعد كل هذا فلن نقول له إلا سلاما.
* نقيب الاطباء الأردنيين السابق
والله بدها الشغل لسه ما كمل السنه وبدى يحكي متلهم
خسارته .....
اقتباس:
ينصر الله كل من أراد بالإسلام والعروبة والأردن وفلسطين خيرا، ومن أراد غير ذلك أن يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين