كل إنسان يولد على فطرة الله تعالى وعبادته عبادة خالصة من كل إثم أو ذنب ، فلا يولد مولود يحمل في طياته ذرة من ذرات مخالفة حدود الله وارتكاب المحارم ، ومع مرور الزمن وانخلاط الإنسان في هذه الحياة تؤثر عليه امور ايجاببية وسلبية ، ولاشك من أخطرها عمل المحرمات واكتساب المآثم ..
طبيعة الإنسان خطاءة ومائلة إلى اتباع رغبات الهوى والحجود بالله تعالى بقوله -: (( إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ )) .. ومعنى الكنود أي الجاحد بنعم الله تعالى ، ولكن قد يغفل الإنسان أنه باصراره عالذنب ولوكان صغيرا يزيد من عصيانه أضعافا مضاعفة ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) الإصرار على الصغائر من الكبائر ) ، وكلنا يعلم ما أعده الله تعالى من عذاب للمذنبين والجاحدين ،
ألا يستطيع كل واحد منا أن يقف وقفة رجل مع نفسه ، ويسعى إلى مراقبة الباري عزوجل في جميع أعماله ! ، مبتعدا في ذلك عن محرماته وملتزما في طاعته ، فلو تخيل الإنسان العمل المشين صحراء جرداء والعمل الحسن أرضا خضراء تتوضح عنده قبح ماترتكب نفسه ، فكيف يمكن مقارنة أرض تخلو من ماء وزرع وحياة ، بأرض مليئة بالطبيعه الخضراء !