لأننا نعيش في أسرة خاصة اسمها "الوحدات نت"، ولاننا اعتدنا أن نبقى على تواصل فيما بيينا ، ولان التواصل في المنتدى الأدبي متصل بالقلم الذي ينسج الحروف ..ليشكل أجمل الصيغ في أرقى الصور ..فكان لا بد أن نكون في قلب القلم ..نحاور صاحبه و نرى الفكر الذي يوجِّه حروفه ، وينظم كلماته ...
في كل مرة سنستضيف أحد الأخوة أو الاخوات في منتدانا الادبي وممن ينزف قلمه هنا ، سيكون حوارنا واسئلتنا له موجه بشكل خاص حول كتاباته واهم الكتابات التي يفضلها وأي الشعراء المتأثر بهم وعن قراءاته وأي الكتابات يفضلها هنا كذلك ..وان لن يخلو الأمر من التعارف أكثر على شخصيته و هواياته الأخرى ...
تجلس تفكر ملياً :" أي قلب يملك صاحب هذا القلم،وتحتاج إلى القوانين الفيزيائية و الكيميائية حتى تفسر الحالة التي جعلته يخط هذه الحروف؟!"، هذا حال كل من يقرأ حروفه ،وهذه هي "هستيريا الرهبة" التي تصيبني شخصياً عندما أقرأ له ، لعلكم عرفتموه فقلمه يلمع ذهباً ويشع ضياءاً رغم أن دبابيسه كلسع النحل تؤلم و توجع ولكنك تعلم أن خلف هذا النحل عسلاً حقيقياً ،فالأدب الذي يقدمه يكفي لأن ييقظ الأموات،ولكنّه لا يعرف أن امواتنا نحن فقط لا يستيقظون أبداً، نعم يا أصدقائي ضيفنا هو صاحب الدبابيس الشهيرة الذي غاب عنّا فترة ولكنّه عاد ليوجع فرحاً !،فضيفنا هو الأستاذ الكبير "هشام ابراهيم الأخرس" صاحب القلم "غير العادي" والذي كان ينثر دبابيسه حروفاً "تنخز واقعنا المؤلم" فسطّر لنا هنا في المنتدى الأدبي و المنتدى الفلسطيني و المنتدى العام و حتّى الجماهير فله عدّة كتابات مميزة للغاية منها :
دبابيس حادة (1) ،(2) ....،خبايا الأعراس،دفتر الحب،ترتيل الفدائي - ملحمة الأرض،بين غزّة و ضحاها،على حين غزّة ،خاطرة لفوضى الجنون،كتابات خارج الزنزانة،التسكع في الحارة،ليالي الشتاء ... وغيرها الكثير و الكثير من الكتابات في غاية الروعة التي لم ينشرها هنا في هذا المنتدى فلديه الكثير من الكتابات،و المنشورات التي تعد ارث فلسطيني مقاوم .
..أترككم مع ثائر الأدب ورجل "وحي الواقع" الأوّل وصاحب ادب مقاوم يعتبر كنز ثمين ...لتحاوروه و لتناقشوه و تقتربوا أكثر فأكثر من شخصيته .
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
هنا سنبقى رغم انف الجنود
هنا سنبقى بذرة للخلود
هنا نحن منذ الامس
ومنذ اليوم
ومنذ كنعان
وسليمان
وداود
ومنذ زراعة الزيتون
والتفاح
والليمون
ومنذ ارتقاء المجد للشهداء
ومنذ تفتح الثورة والجنون
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
هنا سنبقى رغم الخطايا
ورغم الرزايا
ورغم الجرح
والملح
واشتياق الفجر للصبح
رغم الحب والكره
رغم رسائل الحب
رغم رسائل النصح
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
هنا سنرحل الى تلك الارض في يومها
هنا سنرحل
للزيتونة الجريحة في دمها
هنا سنرحل للبحر في حيفا
ونغسّل كل خطايانا
ونذيق محتل الكروم الويل
ونزرع في حلقه
شوكة من سمها
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
هنا ارض ارتوت من الاحمر القاني
هنا سنكون دوما الى الخلود
هنا التراب
هنا الهواء .. هنا السماء
هنا الأرض
هنا العرض
هنا الفرض
هنا الغياب
هنا العتاب
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
وهنا القدس مدينة لتوزيع القداسة
هي ارض الله
هي ملكـ الله
هي عروس عربية
تشكو النفوق وتشكو العناسة
هنا الاصل
هنا الفصل
هنا
كل القداسة
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
يا حبيبتي
يا مزروعة في انحاء شرايني ِ
يا جزء مني
استمري في عطائكـ
فكلنا فلسطيني
وأمنّا تطلب المهر دم
ولوناً احمر توشحت به سكاكين ِ
وتوشحت به الاسلحة
والخناجر والبنادق
والسواطير
والرماح
هو الدم
هو مطلب الملاينِ ِ
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
هنا الخليل
هنا دورا
هنا رايتي المنصورة
هنا اجمل وجه في المعمورة
هنا الثورة
ومنطق القوة
وشريعه الغاب
في الحرب
وحد العشق في الحب
وحد العودة
بالقوة
بالسلاح
بالخواطر المكسورة
الى
بلدتي
وخربتي المهجورة
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
هنا الضفة
هنا غزة
هنا اليرموكـ والوحدات
هنا البداوي
هنا العودة
هنا الارض في يوم الارض
هنا لا نوم لا سبات
هنا الجهاد
وهنا اشارة للشهادة
للممات
هنا الوحدات
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
هنا اللاجيء
الذي علم صغارة نقل الرصاص
وعلمهم ان الثورة
تولد في المخيم
وتكبر في السجون
وتتغذى على حد القصاص
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
هنا النازح
الثائر المكافح
العامل الذي يتعب
والجهد الذي يذهب
هنا النار
في الاغوار
في يافا
في جبل النار
هنا الثوار
هنا المجد
هنا العلو والكبرياء
هنا الدم السيار
هنا البارود
هنا الخلود
هنا النار
لا شيء غير النار
نهج
وحياة
وحب
في مغارة الثوار
هنا فلسطين
هنا اختلاف رفاق السلاح
هنا الجراح
هنا النجاح
اجمل ما في طفولتنا الذكريات و اتذكر كيف كنا نمارس لعبة كرة القدم في الحارة حيث كنا نجتمع في منتصف النهار بحثآ عن كرة قدم في مشهد درامي متكرر و لا ينتهي ، و حين نجد كرة عند فلان يخرج الينا مختالآ والله ابوي خباها فوق الخزانة و ما بعرف اطولها و فلان يقول والله طابتي منفسي اي فارغة من الهواء وبعد جهد وتعب نقنعه أننا سنحضر المنفاخ وبعد مفاوضات مع صاحب الطابه بأن يلعب معنا وان لا يقف حارس مرمى طوال اللعبه نأخذ الكرة و نتجه في رحلة بحث جديده عن المنفاخ و يتكرر المشهد بشكل مقزز و حين نجتمع اخيرآ و معنا كرة منفوخة و صاحب كرة يتحكم فينا نبدأ اللعب و يكون أذان المغرب قد قارب و يبدأ الليل بإرخاء ظلمته علينا .
ما أجمل الحديث عن ما يدور بيننا داخل الملعب من عصبية وشتم و نهر و لعن و تخبيص فيما يشبه الحركات الرياضية و على اساس انها مهارات فرديه تخرج من اقدامنا و خاصة صاحب الكرة حيث هو الوحيد المسموح له أن يكون أناني في التمرير و كنا نغض الطرف عن لمسة اليد له و عن الأوت وعن الفول خشية أن يحرد و يأخذ كرته معه .
ما أجمل النتائج النهائية في مبارياتنا التي يعرف ساعة بدئها و لا تعرف ساعة انتهائها لأنها كانت بمزاج صاحب الكرة وحسب نفسيته ، كانت النتائج دائمآ مريعه ومثيرة جدآ ولا أذكر أن انتهت مبارة لنا نتيجتها أقل من ٣٠-٢٠ او شيء من هذا القبيل و الاجمل أننا عند كل تعادل كنا نعيد تصفير المبارة و أعادتها لمرحلة الصفر خوفآ من النسيان و الغش و اذكر أنني كنت غشاشآ جدآ و كنت اسرق الأهداف زورآ و بهتانآ وكنت امشي في الملعب على نظرية خذوهم بالصوت و كنت احرص ان يكون في فريقي صاحب الكرة لأنه الكفة الراجحة في النهاية و لا أذكر أن انهزم صاحب كرة في كل تاريخي الرياضي و في كل الملاعب سواء على الأحجار او الرمال أو الأسفلت او أي مكان .
ملاعبنا كانت غريبة أيضآ و سهلة التحضير فبأربع احجار لكلا المرميين أنت كنت جاهز لإنشاء ملعب في أي مكان واذكر ملعبنا الذي اصبح الأن في خبر كان اذكره جيدآ و قد كان نصفه سهل و نصفه جبل و اذكر الطفولة الفقيرة جيدآ و اذكر الصراخ و التعب و الإرهاق و أذكر الغش و الحرد و الطوش و اذكر شخصآ كان يأتينا في نصف اللعبة وقد اخترق حصون ملعبنا قائلآ يا لعيب يا خريب و لا اذكر كم مشاجرة و طوشة عملت في حياتي الرياضية حيث كانت حياتي الرياضية كلها طوشات و خسارات و كسور و ملابس متسخة و غضب و تجهم و عضل صغير أنهكته الكرة التي تشبه الكرة في ملامحها الخارجية .
أذكر أنني عندما كنت اشتري بوت اصابع صيني جديد من بقالة أبو توفيق كنت اعتزل اللعب لمدة اسبوع كامل كي احافظ عليه قدر المستطاع و كنت اقف متفرجآ زاهيآ مفتخرآ متحسرآ.
و بقالة ابو توفيق كانت تبيع كل شيئ بدأ من الاحذية و انتهاء بالأسبرين والبنادول و الخبز و علب التوفي المعادة من مناسبات الناس ، كانت هذه البقالة تبيع كل شيئ إلا الكرات ! ! !
ما أجمل الطفولة برغم قساوتها و ما أجمل الذكريات
على حين غزة
يصيرُ الوقتُ أقصر
و بابَ السماءِ مليء بالطائرات
وكل شيء على الارض تفجر
فإنني رأيت العرب يبكون
ودمعهم في المأقي تفجر
ويصيحون ( في غزة .. عاشَ ذاتَ يومٍ قـيصـَر..)
يا غزة ..
كـُلُّ ما في هذه الدنيا معاركُـ..
ذكرياتٌ
ما استطعتُ بها إلا انتظاركِـ حينما أعجزُ أن أتذكر..
وغرامُكِـ ..
هذا الذي مهما ادّعيتُ لهُ بأنـّي دائماً أتنكـَر..
يا غزة
انتِ أكبرُ ما ادّعتهُ المدن الكبيرة .. وأكثر..
غرامُكِـ سيفي الخشبي الذي..
يختبئ من الموتَ بجُبنـِهِ
وفي احلامي .. يتكَـَسّر
جبناء نحن منذ اليوم
وسلاحنا تلفازنا وصراخنا ( الله اكبر )
يا غزة
لا تلومينا
فنحن على حين غزة اذا مشينا خطوة نتعثر
في المخيم, صور النساء اللواتي يحملّن على رؤوسهن الأشياء المتنوعة ومناظر الأطفال بنصف لباس وامرأة في السبعين تبيع الأعشاب الخضراء وبجانبها قطعة (خيش) لترطيب جذوع البقدونس والنعنع والجرجير. في المخيم خربشات فلسطينية تدعو للوحده على حائط دكان أبو محمد ودخلة غير معبّدة تؤدي لمدرسة الوكاله. في المخيم, يسكن الهندي والصيني والمصري والسوري, والنّوري, من أسكنهم هناك؟ وكيف أقتحموا المخيم؟ وأين اللاجئين الأصليين؟ عفواً...... هل أنا قلت لاجئين أصليين؟ لا أقصدها ربما!! في المخيم, كرم الأونروا وعليبات سردين وأرز لا يأكله بشر, وفي المخيم تعتّق الحب وثقافة الالتصاق بالوطن. في المخيم, سوق كبير لبيع كل شيء. في المخيم, وفي كل مخيم مخفر بالبابِ ومستشفى بالظهر, وكأن المخيم قطعة من جهنم, هو مخيم, هو كرت المؤن المؤقت, هو مخيم. في المخيم, إبتسامة طالبة تلبس مريولها الأخضر وتغني لسميح شقير بصوت مسموع, وطفلة بمريولها الأخضر تغني أغاني العاشقين وترسم على اللوح خارطة فلسطين, وطفل في صف الوكالة الثاني خط على الدرج, في القدس قد نطق الحجر. في المخيم, ساتلايت يعلو الصفيح, ولجنة خدمات تبيع الخدمات, أو الخادمات لا فرق, ونادي عريق يشجعه الشباب والشيوخ والأطفال والنساء والبنات والرضّع, في المخيم رائحة فلسطين البعيدة. في المخيم, صوت جهوري لرجل كبير, قيل مرة أنه مختار, وقيل مرة أنه هزيز ذنب وقيل مرة وذات مظاهرة ضد البطيخ أنه من عشاق الكراسي السامبا والظهور, وفي المخيم فيلا أبو أسعد تاجر الخردة الكبير, وفيه حارة الضبع المقلدة وحي الاجانب والذهول. في المخيم من رحم المخيم يولد اللاجيء, لكن أين يذهب؟ كل شيء في المخيم إلا المخيم
مرت سنوات الدراسة متسارعة ولم تعطينا الفرصة لنحقق جزء من أحلامنا وأمانينا، بل زادت في جهلنا وكدست على عقولنا اليأس وعلمتنا النفور والهروب من على اسوار المدرسة صوب الحياة وتجاربها. كانت أمنيتي أن أدرس الأحياء والكيمياء بداخل مختبر مجهز بكافة أنواع المحاليل والمركبات وأشاهد تلك الزجاجات التي تخص العلماء والبحث العلمي، واقوم بتجارب لا تنتهي وأشاهد الدخان وغليان المحاليل الكميائية وأشاهد البكتيريا عن طريق المجهر، كانت أمنيتي أن تعطى لي الفرصة كي أقرأ كل كتب المكتبة التي لم تكن موجودة أصلاً، كانت أمنيتي أن تعطى لنا حصة الرياضة في صالة مخصصة فيها كرات كثيرة وسلة وشبكة وأرضية نظيفة ولباس خاص لممارسة الرياضة، كانت أمنيتي أن نعطى حصص عن الرياضيات والفلك وحسابات النجوم ونحن نشاهد الفضاء عبر تيلسكوب صغير من أعلى المدرسة، كانت أمنيتي أن اقوم بعمل التجارب في الأحياء وأشق بطون الضفادع والفئران والسحالي والأفاعي وتكون في مدرستنا عدة خاصة للجراحة، كانت أمنيتي أن يكون في مدرستنا أشرطة فيديو لتجارب علميه ومكتبة كبيرة فيها كل مصنفات الكتب. كانت أمنيتي أن لا يأتي مدرس التاريخ ليعلمنا الرياضيات في غياب المدرس المختص، ولا نتعلم الجغرافيا من مدرس الدين، ولا نثقف في اللغة العربية من مدرس الأحياء. كانت أمنيتي أن اكون مبدعاً مخترعاً وشيء مهماً في المجتمع، فأخترع رجل ألي عن طريق سيارة صغيرة تمشي على ريموت، وأكتشف مادة جديدة من بطون الغابات، وأستلهم الأفكار من وحي الكتب، وأصنع جهاز جديد يفيد ربات البيوت، وأسافر كي أشاهد الزملاء من الطلاب في دول اخرى. كانت أمنيتي وطوال سنين الدراسة أن أشترك في الكشافة، ونخرج خارج أسوار مدرستنا لتخرج مكنوناتنا ونغامر وننام في الخيم والهواء الطلق ونشارك في الأعياد ونلهو بالألعاب العسكريه. ضاعت أجمل سنواتنا بين جدران مدرسة ذات نوافذ مكسرة وحارس يربي الحيوانات في حماماتها ومدير لا يخرج من مكتب فوضوي وأساتذة يوزعون المواد التموينية بعد إنتهاء دوامهم، ومقصف يبيعنا ساندويش غير صالح للإستهلاك البشري. ضاعت سنين العمر ونحن نبحث عن ذاتنا، وتركت المدرسة متعلقا بأحلامي، عل وعسى أجد رب عمل يقبل أن يعطيني راتبا وأنا أعمل لديه في مختبر صغير، أمارس شغبي وطفولتي وفوضى الحواس التي تمكنت من النفس والروح، وأصحو من حلمي لأجد رب عمل لا يرحم وبالكاد يعطيك أجرك. طفولة من الأمنيات شباب من الأمنيات كهولة من الأمنيات حتى صرت من حملة الدكتوراه في الأماني
منذ زمن و وخزة في القلب ذات عملية بطولية في فلسطين و منذ زمن وذات سماع أغنية لسميح شقير كنت أشعر بأن كل عربي هو فلسطيني
وكل فلسطيني هو عربي وكل فلسطيني هو فلسطيني و ذلك بالفطرة أو ربما جاء هذا الإحساس من هول الثورة أو لفرط الأمل الذي كان مزروعاًّ بدواخلنا كما القمح وحبات الزقوم
كنت أبلهاَ جداَ و محسوب على فلسطين كل فلسطين وكنت مجنوناً لدرجة أني أوزع الحلوة بمجرد أن فتى فلسطينياً قام (بفشخ ) رأس جندي صهيوني بحجر
كنت أقوم مثل المجنون حين سماعي بعملية بطولية في مستوطنة تل أبيب و أخرِج من درجي العتيق أغاني العاشقين و الجذور و ما تبقى لدي من فرح
و أجعل كل من في الحارة يعلمون بأن ثمة خطب هناك .
كنت أبلهاً جداً و مجنون و غير سوي ربما
اليوم ومع إستواء ثمار الثورة وتساقطها ( حيث لم يكن هناك من يلقف الثمار ويلتقطها ) اليوم وعند سماعك خبر من هناك , تفقد النشوة ولا تجد تلك الوخزة التي
في القلب وتتسائل بخبث وتروي :
هل هي لحماس أم لفتح أم أنها جبهاوية الطابع أم أن هناك تنظيم جديد أسسه شاب يمتلك المال و أشترى بعض قطع السلاح و وزعها على الصحاب
لماذا لم يعد الفلسطيني فلسطيني ؟
من قتل روح الثورة فينّا ؟
بمّن ستتغنّى الفضائيات والإذاعات بلحظة غزو أو إجتياح ؟
حكومة غزة , حكومة رام الله , فلسطينيوا لبنان , فلسطينيوا سوريا , غزازوة الاردن , حتى فلسطينيوا تشيلي
تفرقة مقيتّة تلوح بالإفق و تقتل روح الثورة فينّا
مجنون هذا العالم , أه كم هو مجنون و يعبث فينّا
وتجار سياسة يخلطون الأوراق و يعبثون بإرواحنا و نحن بلهاء الى الحد الذي يريدوه و يتوقعوه
يا فجرنا المعشّق بالثورة و الأمل وصورة جيفارا تتوسط البيت و بجانبها حطة فلسطينية و صورة لطفل يقف أمام دبابة و يزرع فينا الشموخ
يا فجرنا المعتق بالشهداء و يا أيها الامل المزروع مثل حبّة القمح فينا ومثل الكستناء
متى سيعود الفلسطيني - فلسطيني ?
كان الشتاء في الماضي له وقع خاص في قلوبنا و كان يسحرنا بجمال لياليه و كنت أستمتع بتجمعنا حول مدفئة ( الفوجيكا ) و أختلافنا على الخبز المقرمش و البلوط و البطاطا ، صوت المطر يداعب الصفيح و الزجاج و أكياس قمامة تركت في الخارج على عجل ، و صوت الرعد يهز أركان غرفتنا الوحيدة و بركة ماء صغيرة تكونت عند الباب و أبن عم أتى للتو ليشاركنا الدفئ و البلوط .
التلفاز في زاوية الغرفة و غطته أمي خوفآ عليه من نقاط الماء التي تدلف من السقف و شاشة متعرجة ومشوشة تشير للقناة الأردنية و كنا لا نعرف غيرها في الشتاء حيث أن قناة ٦ كانت تتوقف مع حبات المطر و أصوات الرعد ، كانت نشرة الأخبار مملة و كنا ننتظر المسلسل بشغف مع أننا حفظنا مشاهده عن ظهر قلب لكثرة تكراره .
برد قارص ، ضباب ، التصاق ، وقوف بجانب الشباك لمشاهدة مناظر اندفاع الماء من قمة جبل يقابلنا ، و صوت خريره يداعب أسماعنا ويصدح فيها مثل صوت فيروز في صباحات عشقً , مراقبة حثيثة لتحركات الناس من حولنا حيث يزيد الطلب على الخبز و الكاز و الغاز والدفيء . في الصباح تنطلق العصافير من حولنا مطلقةً زقزقاتها الجميلة وباحثة عن رزقها بين أفنان حييّنا الفقير وننطلق نحن لتفقّد أطراف بيتنا و سطحه من أثار الأمطار و كل في يوم شتاء كان لابد لنا من تعديل مسار الشلالة التي تتدفق على باب بيتنا وتحضر معها الطين والأحجار والأشواك , وتتدفق المياة من المناهل و المصارف وتعج حارتنا بالفوضى و الذهول . تعطل المدارس و ينادي احد كبار المسؤولين عبر الاذاعة ( كل رئيس جامعة مسؤول عن دوام جامعته وحسب مقدار الشتاء ) و تعلن حالة الطواريء و يقف بك اب ذي نمرة حمراء مقابل بيتنا و فيه اربعة موظفين مناوبين لمراقبة الخلل الذي يحدث كل شتاء ويتكرر في الشتاء الذي يليه و تلف في شوارعنا سيارة اخرى حمراء لشركة الكهرباء و تنقطع الكهرباء . تنقطع أخبار العالم عنّا ولم نعد نشاهد التلفاز ولا ندري ما يحدث في وسط البلد أو حي نزال و نلملم ما نجد من بطاريات لمحاولة سماع الاخبار من راديو عتيق خبئناه لحاجة أو لحرب , وفي الصباح يصرح الناطق بأسم دائرة الارصاد الجوية بأن الأمطار التي هطلت على عمان كانت 20 ملم , ونصاب بالدهشة , لابد أنه يمزح , لابد يقصد 120 ملم , يا الله كم هي جميلة عمان وكم كان خدها ناعماً و يخدشه المطر .
اجمل ما في طفولتنا الذكريات و اتذكر كيف كنا نمارس لعبة كرة القدم في الحارة حيث كنا نجتمع في منتصف النهار بحثآ عن كرة قدم في مشهد درامي متكرر و لا ينتهي ، و حين نجد كرة عند فلان يخرج الينا مختالآ والله ابوي خباها فوق الخزانة و ما بعرف اطولها و فلان يقول والله طابتي منفسي اي فارغة من الهواء وبعد جهد وتعب نقنعه أننا سنحضر المنفاخ وبعد مفاوضات مع صاحب الطابه بأن يلعب معنا وان لا يقف حارس مرمى طوال اللعبه نأخذ الكرة و نتجه في رحلة بحث جديده عن المنفاخ و يتكرر المشهد بشكل مقزز و حين نجتمع اخيرآ و معنا كرة منفوخة و صاحب كرة يتحكم فينا نبدأ اللعب و يكون أذان المغرب قد قارب و يبدأ الليل بإرخاء ظلمته علينا .
ما أجمل الحديث عن ما يدور بيننا داخل الملعب من عصبية وشتم و نهر و لعن و تخبيص فيما يشبه الحركات الرياضية و على اساس انها مهارات فرديه تخرج من اقدامنا و خاصة صاحب الكرة حيث هو الوحيد المسموح له أن يكون أناني في التمرير و كنا نغض الطرف عن لمسة اليد له و عن الأوت وعن الفول خشية أن يحرد و يأخذ كرته معه .
ما أجمل النتائج النهائية في مبارياتنا التي يعرف ساعة بدئها و لا تعرف ساعة انتهائها لأنها كانت بمزاج صاحب الكرة وحسب نفسيته ، كانت النتائج دائمآ مريعه ومثيرة جدآ ولا أذكر أن انتهت مبارة لنا نتيجتها أقل من ٣٠-٢٠ او شيء من هذا القبيل و الاجمل أننا عند كل تعادل كنا نعيد تصفير المبارة و أعادتها لمرحلة الصفر خوفآ من النسيان و الغش و اذكر أنني كنت غشاشآ جدآ و كنت اسرق الأهداف زورآ و بهتانآ وكنت امشي في الملعب على نظرية خذوهم بالصوت و كنت احرص ان يكون في فريقي صاحب الكرة لأنه الكفة الراجحة في النهاية و لا أذكر أن انهزم صاحب كرة في كل تاريخي الرياضي و في كل الملاعب سواء على الأحجار او الرمال أو الأسفلت او أي مكان .
ملاعبنا كانت غريبة أيضآ و سهلة التحضير فبأربع احجار لكلا المرميين أنت كنت جاهز لإنشاء ملعب في أي مكان واذكر ملعبنا الذي اصبح الأن في خبر كان اذكره جيدآ و قد كان نصفه سهل و نصفه جبل و اذكر الطفولة الفقيرة جيدآ و اذكر الصراخ و التعب و الإرهاق و أذكر الغش و الحرد و الطوش و اذكر شخصآ كان يأتينا في نصف اللعبة وقد اخترق حصون ملعبنا قائلآ يا لعيب يا خريب و لا اذكر كم مشاجرة و طوشة عملت في حياتي الرياضية حيث كانت حياتي الرياضية كلها طوشات و خسارات و كسور و ملابس متسخة و غضب و تجهم و عضل صغير أنهكته الكرة التي تشبه الكرة في ملامحها الخارجية .
أذكر أنني عندما كنت اشتري بوت اصابع صيني جديد من بقالة أبو توفيق كنت اعتزل اللعب لمدة اسبوع كامل كي احافظ عليه قدر المستطاع و كنت اقف متفرجآ زاهيآ مفتخرآ متحسرآ.
و بقالة ابو توفيق كانت تبيع كل شيئ بدأ من الاحذية و انتهاء بالأسبرين والبنادول و الخبز و علب التوفي المعادة من مناسبات الناس ، كانت هذه البقالة تبيع كل شيئ إلا الكرات ! ! !
ما أجمل الطفولة برغم قساوتها و ما أجمل الذكريات
هشام إبراهيم الأخرس
**************************************** *****
منسف طوال الشهر
بقلم : هشام ابراهيم الأخرس
يشكو المواطن الفقر و ضيق الحال و تدني الأجور و مصاريف فوق الطاقة المحتملة و إيجارات و فواتير و أقساط و قروض و بنزين السيفيا و بطاقات الشحن و مدارس و رياض أطفال و مولات تأكل الأخضر و اليابس . عندما كنت أقف لحساب المصاريف أجد أن هناك فوضى جديدة دخلت حياتنا و شتت أموالنا ، و بعثرت أوقاتنا و هي الاتصالات حيث أصبح الهاتف النقال جزء لا يتجزأ من حياتنا ،حيث أن هناك خلوي لرب الأسرة و خلوي للمدام و خلوي لكل أبن و خلوي لكل بنت وخلوي للأم و خلوي للجدة و خلوي للجد ، بطاقات شحن ، فواتير ، حبيبات كثر ، رسائل ، مصائب ، مشاكل ، فوضى غريبة و عجيبة . رسالة من المدام : هات معك سردين من وسط البلد أرخص لأنها في السوبر ماركت ب ٣٠ وفي السوق ب ٢٨ و نسيت المدام ثمن الرسالة ، عشر اتصالات مع البنت البكر و هي في طريق عودتها من الجامعة عن طريق الأب : وين صرتي ، لسه مطوله لو أخذت البنت تكسي أوفر و أحسن و أسرع ، فوضى تقنية لا نجيد استخدامها و شركات للاتصالات لا تجيد سوى الكسب و بيعنا الهواء و جرنا لمسابقات لا تنتهي و سحب الأرصدة بطرق ذكية في ظل غياب واضح للرقابة الحثيثة . ما أريد قوله أن هناك سببين لفقرنا و ضيق حالنا ، أولهما الخلوي الذي لا تقل تكلفة تشغيله عن عشرة دنانير شهريا و لا أعرف بيت في الأردن لا يوجد به خلوي ، بل خمسة و عشرة أحيانا و بإمكانك عزيزي القارئ أن تحسب بنفسك هذه التكاليف . ومن الأسباب الأخرى لفقرنا هو الدخان و الذي يتصاعد سعرا و يقل جودة يومآ بعد يوم . أجزم أننا لو تركنا المفاخرة بالهواتف الخلوية و التي بلا فائدة و تركنا الدخان ، أجزم بأننا سنأكل المنسف طوال الشهر .
لا يسعني سوى السؤال سريعاً ما هي تركيبة حروفك ... وما سرها ؟!
ما هي الأحزان التي تملك أم الأوجاع لتوجع؟!
ما هو همّك يا أخي ؟!
لي عودة وربما الاف المرات
اهلا وسهلا بالاخ هشام واستضافة مميزة لصاحب دبابيس موجعة...
سؤال على الماشي من بعد اذن اخي دياب ولي عودة... الدكتور جمال والدكتور غسان و المهندس بلال اخوة من عائلة الاخرس و هم اصدقاء الروح فهل تربطك معهم علاقة قرابة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اقدم الشكر الجزيل لأصدقائي في هذا الصرح
واخص الأخ صمت البشر والأخت حنان عز
وكافة الصديقات والأصدقاء
يشرفني وجودي بينكم واتشرف بأن اكون ضيفكم وأنا صاحب داركم وأنتم أخوتي
شكراً من القلب
شكراً جزيلاً لكم
لا يسعني سوى السؤال سريعاً ما هي تركيبة حروفك ... وما سرها ؟!
ما هي الأحزان التي تملك أم الأوجاع لتوجع؟!
ما هو همّك يا أخي ؟!
لي عودة وربما الاف المرات
صديقي الجمـيل "صمت البشر"
(الكاتب الذي يخرج من الأحياء الفقيرة هو "قنبلة موقوتة")
يخرج من رحم المعاناة
من زقاق المخيم
من جوانب "البسطات"
من هروب من الأمانة إلى هروب من الشرطة
من قسوة الحيـاة
كل هذا يصقل الحـرف ويجعله قريباً
يصقله بصدق الأحساس
وهمّي هم اصدقائي الشحادين وتجار العلكة على الأشارات وبائعي البسطات وبائعي التذاكر والأعلام والشبر على باب الأستاذ وصاحب عربة على باب الحسبة
انا من هناك وهم رفاقي
وهم يملكون قلمي
اهلا وسهلا بالاخ هشام واستضافة مميزة لصاحب دبابيس موجعة...
سؤال على الماشي من بعد اذن اخي دياب ولي عودة... الدكتور جمال والدكتور غسان و المهندس بلال اخوة من عائلة الاخرس و هم اصدقاء الروح فهل تربطك معهم علاقة قرابة؟
هشام يسير في المخيم وفي سوقه وطفل "يتعربش" على بسطة يحاول أن يخطف تفاحة فانهال عليه صاحب البسطة فضربه فبكى هذا الطفل ...ماذا يفعل هشام ؟....
لي عودة"وربما عودات"
السلام عليكم واسعد الله اوقاتك اخ هشام ..
واهلا وسهلا بك واتمنى لك اقامة سعيدة ..
اولا ..شعرت من خلا كتاباتك انك يساري الفكر..لا ادري مصيب ام مخطئ احساسي على كل حال ..
1-هل اثبتت تجربة اليسار فشلها عالميا خصوصا بعد انهيار الجدار الهش الذي كانت تستند عليه(الاتحادالسوفييتي)؟؟
2-وفلسطينيا تراجع مهول لقوى اليسار فلقد انقسم هذا التيار بين من جزأ الوطن وجعل من نفسه تابعي لهم بلاحول ولاقوة؟؟
ثانيا..بمن تاثرهشام بالكتاب والشعراء ..ان كان على الصعيد الفلسطيني او العربي؟؟
ثالثا..باختصار ..الى اين يتجه المشروع الوطني التحرري الفلسطيني ..وكيف السبيل للخروج من النفق المظلم الذي يمره ذلك المشروع؟؟
رابعا ..بكلمات ماذ تقول بــــــــــ:
ياسر عرفات
خالد الحسن(ابوالسعيد)
ماجد ابوشرار
محمود درويش
غسان كنفاني
لبنان
الجزائر
الخريف العربي