قلوب الشياطين
د. راغب السرجاني
مشاهد عجيبة يراها المتابع لأحوال مصر في هذه الأيام.. فالبلد المسلم يشهد سفكًا عجيبًا للدماء، وامتهانًا للكرامة نادر الحدوث، وظلمًا شديدًا يخرج عن تصورات البشر، اللهم ما رأيناه من بشار الأسد، ومِنْ قَبْله والده المقبور حافظ الأسد..
إن هذا القتل العام بهذا الدم البارد ليحتاج إلى تفسير، فنحن عادة نفهم أن الحكام والوزراء مفتونون بكراسيهم، ومن أجلها يفعلون أي شيء، ويرتكبون أشنع الجرائم؛ ولكن الذي يحيُّرنا دومًا هم الحاشية والجنود والأتباع؛ الذين يرتكبون أبشع المنكرات لصالح أسيادهم، فيبيعون دينهم بدنيا هؤلاء، ويرضون بحمل السلاح في وجه إخوانهم وأبنائهم وجيرانهم وأصدقائهم وأبناء بلدهم؛ وذلك من أجل أن يرضى عنهم قائد أو مدير يكيل لهم الشتائم والإهانات كل يوم، فمجتمعهم هذا لا يحب فيه أحد أحدًا، ولا يُخلص فيه أحد لأحد، إنما الرابط الوحيد بينهم هو القهر والتسلط والمصلحة والإرهاب.
عجيب حقًّا أمر هؤلاء الأتباع!!
عجيب حقًّا أمر الجنود والضباط الذين نراهم يُطلقون النيران على الشباب الأعزل؛ بل ويتمايلون ضحكًا وطربًا وهم يرونهم يسقطون غرقى في دمائهم..
عجيب أمر هذا الضابط الذي يُريد أخذ صورة له، وفي خلفيته مجموعة من جثث الشهداء..
عجيب أمر هذا القناص الذي يقف أعلى الكوبري يمضغ اللبان ويُطلق النيران على امرأة تحمل هاتفًا تُصَوِّر به، أو على شاب يحمل جريحًا يُحاول إنقاذه!
عجيب أمر هؤلاء المجرمين الذين يحرقون الخيام وفي داخلها بشر!
مَنْ هؤلاء العتاة الذين يحملون الأسلحة في وجوه إخوانهم وأهلهم؟!
كنت أتعجب من طبيعتهم وقدرتهم على إنكار مشاعرهم، حتى قرأتُ حديثًا يصف نوعية هؤلاء الرجال..
فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الوضع الخبيث بألفاظ عجيبة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جزء من حديث طويل يرويه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وهو يصف هذه الفئة العجيبة من البشر
"يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ" ! [1]
ما أعجب هذا الوصف؟
إن النصف الأول من الوصف يرسم صورة الحكام والوزراء.. فهم أئمة لا يهتدون بهدي
الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يستنُّون بسُنَّته، وهذا أمر مشتهر بين الحكام الظلمة أصحاب الهوى، فلن يهتم أحد منهم بالبحث عن سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الحرص على اتباعها؛ بل إن منهم مَنْ يُخالفها عمدًا خوفًا من أن يُنسَب إليه الدين أو الفضيلة.
ولكن النصف الثاني من الوصف يتحدَّث عن هذه الطائفة العجيبة التي تُثبِّث أقدام الظالمين في الحكم؛ فهي في واقع الأمر ليست طائفة بشرية عادية، بل إنَّ لهم -كما في الوصف النبوي- قلوب الشياطين، وإن كان الشكل الخارجي لهم شكل إنسان!!
إنهم شياطين إذن!
ولهذا ليس هناك معنى لكلمة الرحمة والشفقة في قواميسهم..
إن الأمر الذي يتلقَّوْنَه بالقتل هو أمر عادي تمامًا ليس فيه ما يُنَغِّص المشاعر، أو يُوقظ الأحاسيس، إنهم في الغالب يسعدون به ويبتهجون! لماذا؟! لأنهم شياطين! وهذا تعريف رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم.
وهؤلاء الشياطين هم الذين يدعمون بقاء الظلم في الأرض؛ فالحكام الباطشون الظالمون لا يمارسون بأيديهم القتل أو السفك، إنما يرهبون الناس بهؤلاء الإجراميين؛ ولهذا فإنهم في العذاب مشتركون يوم الحساب، وما أكثر الآيات التي صوَّرت هذا المشهد الأليم يوم القيامة! حيث يتلاوم الأتباع مع قادتهم في محاولة لدفع العقوبة الرهيبة عن أنفسهم؛ ولكن هيهات! فبدونهم لم يكن للظلم أن يستشري في البلاد..
وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} [غافر: 47، 48].
لقد وَضَحَ في هذه الآيات أن الله عز وجل لا يخصُّ الكافرين بهذه العقوبة الأليمة؛ إنما هو يذكر أن المستكبرين في الأرض بشكل عامٍّ، ومن يدعمهم من الضعفاء -كالجنود والضباط الأقل رتبة- الذين "يمارسون" القتل والظلم "بأمر" الحاكم المتكبر، كلهم سيقابل هذا المصير الأسود..
وفي مشهد عجيب آخر في سورة سبأ، يقول الله تعالى: {... وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} [سبأ: 31]..
هذه هي اللقطة الأولى! الظالمون الواقفون أمام الله عبارة عن مستكبرين وضعفاء؛ فالآية تذكر أن الظالمين يتناقشون ويتلاومون، فيُلقي الجندي التبعة على قائده، أو وزيره، ويقول له: لولا أنت لكنتُ رجلاً صالحًا مؤمنًا صاحب قضية شريفة!!
فتأتي اللقطة الثانية: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ} [سبأ: 32]..
فهذه اللقطة تُوَضِّح أن المستكبرين يفهمون جيدًا طبيعة أتباعهم؛ فهم مجرمون على حدِّ وصفهم، ولهم قلوب الشياطين على حدِّ وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أُتيحت لهم سبل الهداية، وكذلك سبل الإجرام، فاختاروا الظلم على العدل، وقبلوا بسفك الدماء ودعم الفساد، فيكشف هنا المستكبرون التمثيلية القبيحة التي يُحاول أن يقوم بها المستضعفون يوم القيامة.
تأتي اللقطة الثالثة تُصَوِّر محاولة يائسة من المستضعفين بتحميل المستكبرين المسئولية.. قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا} [سبأ: 33]..
ثم تأتي اللقطة الرابعة وقد أعلن الجميع عن ندمه بعد فوات الأوان: {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} [سبأ: 33]..
ثم اللقطة الخامسة والأخيرة: {وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سبأ: 33]..
إن القضية بدأت بالحديث عن الظالمين، وانتهت بالحديث عن الكافرين؛ فطريق الدماء والظلم يحمل هذه النهايات، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محذِّرًا: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا" [2].
إنها رسالة أُوَجِّهُهَا بعد قراءة هذه الآيات والأحاديث لعموم مَنْ يُطلقون على أنفسهم: "عبد المأمور". ليُسَوِّغوا لأنفسهم قتل العزَّل من أبناء شعبهم، أقول لهم: أنقذوا أنفسكم من النار، فلن يتحمَّل عنكم أسيادكم شيئًا، والقتيل الواحد قد يحرمك من دخول الجنة أبدًا.. قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93].. لا تُبَرِّر لنفسك بأنك مسلم وموحِّد بالله، فالآية تتحدث عن القتلة بشكل عامٍّ.
ورسالة أُوَجِّهُهَا لأهل هؤلاء المشاركين في هذه الجرائم: أنقذوا إخوانكم وأزواجكم وأبناءكم وآباءكم.. تحدَّثوا معهم وانصحوهم؛ فالأجل يأتي فجأة، وهذا طريق نهايته مؤلمة.. لا تتركوهم على هذا المنكر؛ فالتوبة لا تكون إلا هنا في الحياة الدنيا، والموت يأتي بغتة.
ورسالة أخيرة أُوَجِّهُهَا إلى الصالحين الذين يُعانون من ظلم هؤلاء الظالمين؛ سواء كان ظلم المستكبرين أو أتباعهم من الضعفاء: احمدوا الله أنه لم يختر لكم هذا المصير، واحمدوه على ما عافاكم به من الشرِّ الذي وقع بهم، ونظرة واحدة إلى هذه النهايات تثلج صدوركم، وتخفف عنكم، فالآيات التي شرحتْ هذه المشاهد جاءت لردع الظالمين، وفي الوقت نفسه لتبشير المؤمنين، وتسكين قلوبهم..
والتعيس حقًّا من كان قلبه قلب شيطان!!
ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
________________________________________
[1] مسلم: كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم، (1847).
[2] مسلم: كتاب الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن، (118)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
شكرا شكرا أخي سامبا على حضورك الدائم
ألا ترى معي أن المقتول هنا يعي تماما لماذا قتل وأيضا القاتل يعي تماما لماذا قتل
هؤلاء يدافعون عن حقهم المغصوب ويريدون عودة الشرعية والرئيس المنتخب ويريدون أن يحكموا بالاسلام
والقتلة المجرمون انقلبوا على الشرعية وعلى حق الشعب في العيش بحرية وكرامة وهم مدعومون من اسيادهم للحيلولة دون أن يحكم الاسلام
المقتولون هنا أعظم الشهداء عند الله باذن الله تعالى لانهم لا يواجهون السلطان الجائر في بلادهم فقط بل يواجهون الصليبية الصهيونية الحاقدة ومن لف لفهم في العالم أجمع
وليكونن لهذا الحدث العظيم ما بعده على مستقبل البشرية جمعاء
هذا والله أعلم وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه الى يوم الدين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر، قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير، قال: نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر، قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك، قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. وقد رواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي والألباني. وللحديث رواية أخرى رواها الحاكم بسنده عن سبيع بن خالد قال: خرجت إلى الكوفة زمن فتحت تستر لأجلب منها بغالاً فدخلت المسجد فإذا صدع من الرجال تعرف إذا رأيتهم أنهم من رجال الحجاز، قال: قلت: من هذا، قال: فحدقني القوم بأبصارهم وقالوا: ما تعرف هذا هذا حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال: حذيفة رضي الله عنه إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر، قال: قلت: يا رسول الله أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله يكون بعده شر كما كان قبله، قال: نعم، قلت: يا رسول الله فما العصمة من ذلك، قال: السيف، قلت: وهل للسيف من بقية، قال: نعم، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم هدنة على دخن، قال جماعة على فرقة فإن كان لله عز وجل يومئذ خليفة ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع واطع وإلا فمت عاضاً بجذل شجرة، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: يخرج الدجال ومعه نهر ونار فمن وقع في ناره أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم إنما هي قيام الساعة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهبي في التلخيص.
والحديث دليل على وجوب طاعة الأئمة وإن ظلموا كما بوب الإمام النووي في صحيح مسلم فقال: باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة. وبوب كذلك في كتاب الإمارة فقال: باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق. وقد ورد فيه حديث علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أُمراءُ يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيسٍ، وقال: اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حلموا وعليكم ما حملتم.
وقال الشوكاني في النيل: قوله في جثمان إنس بضم الجيم، وسكون المثلث أي: لهم قلوب كقلوب الشياطين، وأجسام كأجسام الإنس، قوله: وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع فيه دليل على وجوب طاعة الأمراء وإن فعلوا في العسف والجور إلى ضرب الرعية وأخذ أموالهم، فيكون هذا مخصصاً لعموم قوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ. وقوله: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا. انتهى.
وقد ذكر شيخ الإسلام في منهاج السنة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر أنه يقوم أئمة لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان الإنس وأمر مع هذا بالسمع والطاعة للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فتبين أن الإمام الذي يطاع هو من كان له سلطان سواء كان عادلا أو ظالماً. انتهى.
فالمراد من الحديث أنه تلزم طاعة الإمام وعدم الخروج عليه تفادياً لمنع تفرق المسلمين وحدوث ضرر أعظم ولا يعني ذلك الرضى بمعصية الحاكم أو ظلمه بل يجب إنكار ذلك حسب المستطاع لما في حديث مسلم: خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا: قلنا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك، قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، إلا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة.
ويجب على الراعي النصح للرعية والقيام بأمورهم والبعد عن ظلمهم فإن الظلم من كبائر الذنوب، وقد حذر الله عز وجل منه في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ {غافر:18}، وقال صلى الله عليه وسلم: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم... رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه تبارك وتعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا... والظلم من الكبير والمسؤول والراعي يكون أشد تحريماً وأعظم قبحاً، لأن المفروض فيه أن يحافظ على من جعله الله تعالى تحت يده ويحفظه من كل مكروه ويرعاه من كل ضرر، فإذا صدر الظلم من المسؤول كان ذلك أشد عقوبة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله تعالى رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة.
فالمراد من الحديث أنه تلزم طاعة الإمام وعدم الخروج عليه تفادياً لمنع تفرق المسلمين وحدوث ضرر أعظم ولا يعني ذلك الرضى بمعصية الحاكم أو ظلمه بل يجب إنكار ذلك حسب المستطاع لما في حديث مسلم: خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا: قلنا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك، قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، إلا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة.
كلام جميل وشكرا على النقل اخي العزيز واريد ان اعلق بالذات هذه الفقرة .. هكذا يتم فهم الحديث لان كتم اخره كما فعل السرجاني لا ينبغي
والسؤال :
لماذا لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم انه وجب الانكار ؟؟
ام ان كاتب الفقرة هذه اشد حرصا على المسلمين من رسول الله ؟؟!!
ولنفرض جدلا صحتها
نقول : حسب المستطاع ؟!
هل نحن باستطاعتنا ذلك ؟؟
طيب
ومن لم يستطع ؟؟
وقد ذكر شيخ الإسلام في منهاج السنة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر أنه يقوم أئمة لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان الإنس وأمر مع هذا بالسمع والطاعة للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فتبين أن الإمام الذي يطاع هو من كان له سلطان سواء كان عادلا أو ظالماً. انتهى.
اخشى ان يخرح علي شخص ويقلي ابن تيمية وهابي او حذيفه بن اليمان عالم سلطان !!
حول مجزرة أبي زعبل . - حول مجزرة أبي زعبل . - حول مجزرة أبي زعبل . - حول مجزرة أبي زعبل . - حول مجزرة أبي زعبل .
حول مجزرة أبي زعبل .
د. صلاح الخالدي
إلى هذا المستوى الوحشي انحدر هؤلاء المتوحشون :
حافلة عسكرية تقل مجموعة من الأسرى المخطوفين ، يساقون إلى سجن ابي زعبل ، وكأن المتوحشين استكثروا السجن عليهم ، وأرادوا القضاء عليهم ، فأوقف الضباط الحافلة وصوبوا رصاصهم إلى رؤوس المخطوفين المقيدي الأيدي من شبابيك الحافلة ، فأعدموهم ثم رموا عليهم القنابل الحارقة ، وحرقوهم وحرقوا الحافلة ، واستشهد العشرات ـ اعترفت الداخلية بستة وثلاثين ـ وتفحمت جثثهم الكثيرين ، وشهد على هذه المجزرة التي لا ترتكبها الوحوش مراسلون أجانب .
وأصدر الكاذبون في وزارة الداخلية ثلاث روايات متناقضة حول المجزرة ، كل رواية أكذب من أختها .
ولما جاء الأهل لاستلام جثث أبنائهم رفضوا تسليمها لهم إلا بعد توقيعهم على أنهم ماتوا خنقاُ بالغاز!!
هذا المتوحش الذي لا يفعله وحوش الغابات حصل على أيدي ضباط الأمن والشرطة والمخابرات ، في مصر العريقة بالحضارة وفي القرن الواحد والعشرين .
إلى هذه الدرجة يحقدون على الإسلاميين وينتقمون منهم ، ولا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة ، قاتلهم الله وصب عليهم لعناته المتتابعة حتى قيام الساعة .
يريد ان يثبت شيء مثبت منذ 1400 عاما .. ما فائدة ان نقول ان الشمس تشرق بالنهار وتغرب في الليل ؟؟
هذه حقيقة يعلمها الجميع .. ولا احد صغير فضلا عن كبير او عاقل لا يعرف هذا الكلام
الى ماذا يريد ان يصل ؟؟
سبحان الله !! كلام مكرر وبلا فائدة
قال متوحشين .. هو في حد مش عارف انهم متوحشين وانهم قلوبهم قلوب الشياطين ؟؟؟
الشيخ القرضاوي يقول للسيسي . - الشيخ القرضاوي يقول للسيسي . - الشيخ القرضاوي يقول للسيسي . - الشيخ القرضاوي يقول للسيسي . - الشيخ القرضاوي يقول للسيسي .
الشيخ القرضاوي يقول للسيسي .
ابتلي الامام المجاهد يوسف القرضاوي بمحنة عام *1954* ، وألف ملحمة شعرية سماها ملحمة الابتلاء ، وكانت أبياتها مائتين وأربعة وتسعين بيتاً خاطب منها الطاغية جمال عبد الناصر ، ونختار فيها هذه الأبيات التي تصلح خطاباً منه للخائن السيسي .
قل للذي جعل الكنانة كلها ** سجناً وبات الشعب شر سجين
يا أيها المغرور في سلطانه ** أمن النضار خلقت أم من طين ؟
يا من أسأت لكل من قد أحسنوا ** لك دائنين فكنت شر مدين
يا ذئب غدرٍ نصبوه راعياً ** يا ذئب لم يك ساعة بأمين
يا من زرعت الشر لن تجني سوى**شرٍ وحقدٍ في الصدور دفين
سيزول حكمك ياظلوم كما انقضت**دول أولات عساكر وحصون
ستهب عاصفةٌ تدك بناءه ** دكاً وركن الظلم غير ركين
ماذاكسبت وقد بذلت من القوى**والمال بالآلاف والمليون ؟
أرهقت أعصاب البلاد ومالها ** ورجالها في الهدم لا التكوين
وأدرت معركة تأجج نارها ** مع غير (جونبولٍ) ولا كوهين
وبنيت من أشلائنا وعظامنا ** جسراً به نرقى لعليين
وصنعت باليد نعش عهدك طائعاً**ودققت إسفيناً إلى إسفين
وظننت دعوتنا تموت بضربةٍ ** خابت ظنونك فهي شر ظنون
بليت سياطك والعزائم لم تزل ** منّا كحدّ الصارم المسنون
إنا لعمري إن صمتنا برهةً ** فالنار في البركان ذات كمون
تا لله ما الطغيان يهزم دعوةً ** يوماً وفي التاريخ برُّ يميني
ضع في يديّ القيد ألهب أضلعي**بالسوط ضع عنقي على السكّين
لن تستطيع حصار فكري ساعةً * أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدي ** ربي وربي ناصري ومعيني
عن أبي أمامة : أن رجلا قال : يا رسول الله ، أي الجهاد أفضل ؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة الأولى ، فأعرض عنه ، ثم قال له عند الجمرة الوسطى ، فأعرض عنه ، فلما رمى جمرة العقبة ووضع رجله في الغرز قال : " أين السائل " ؟ قال : أنا ذا يا رسول الله ، قال : " أفضل الجهاد : كلمة حق عند سلطان جائر " . أخرجه أبو عبد الله بن ماجه القزويني في كتابه . .
روي انه جاء خياط إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان، هل أنا من أعوان الظلمة ؟
فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط ..!!