صلاح غنام،، اقبل اعتذاري! - صلاح غنام،، اقبل اعتذاري! - صلاح غنام،، اقبل اعتذاري! - صلاح غنام،، اقبل اعتذاري! - صلاح غنام،، اقبل اعتذاري!
اتفقت يومها مع صلاح ان نلتقي في مكتبي للحديث قليلا عن الهم الوحداتي،، جاء الرجل وكنت خارج المكتب، وغادر دون ان اتمكن من رؤيته، فقد كان مرتبطا بموعد اخر وكنت انا عالقا في ازمة سير خانقة، او انها ازمة عمر يا ابا الوليد، فلو كنت اعلم انك تنوي مغادرة هذه الحياة كلها وليس المكتب فقط لاخترقت كل الحواجز كي اودعك،، ولكن ولانها الحياة بمشاغلها وهمومها ودورانها الذي يسبب الصداع،، كان اخر الحديث على الهاتف (خلص بنرتبها وبنلتقي)، ولكن هذه المرة لم تكن ككل مرة، فلم نرتب شيئا ولم نلتق.
في الاحاديث التي جمعتنا،، حتى لو اختلفنا،، كنت دائما راقي الطرح،، حتى الكلمات القاسية كانت تخرج من فمك مختلفة،، كان الحديث يبدأ من الهم الشخصي ويمتد الى هم الوطن،، مرورا بالوحدات، الوحدات يا ابا الوليد، عشقك الازلي الذي امتزجت به وامتزج بك، شوارع المخيم التي تحفظها كخطوط كفيك، وعمان التي كانت متربعة في قلبك، وفلسطين التي كنت اراها في عينيك المرهقة دائما.
ارجوك يا صلاح،، اقبل اعتذاري عن عدم الحضور في ذلك اليوم،، فوالله لم اكن اعلم انه اللقاء الاخير
رحمه الله واحسن اليه
لا زلت اتذكر الامسية صيف عام 2008 التي جمعتنا به في منزل الاخ عبدالله الجمل في ذلك العشاء وكيف حضر ودار نقاش بين الحاضرين وبينه .. وكان صلبا مدافعا عن وجهة نظره بالرغم من الهجوم عليه في البداية الا انه قد اقنع الجميع بصحة وجهة نظره ..
وبلاشك ان الرباعية تحققت بعد ذلك اللقاء مرتين .. وعرفت جيدا هذا الرجل وبصماته على الفريق
رحمه الله واحسن اليه
اردت ان اكتب لصلاح و لم استطع يا اخي ,,, فاقتبست ما كتب صديق مشترك لنا :-
"ول" يا صلاح تغادر هكذا دون تلويحة وداع، دون أن أقول لك يا صديقي انتظرني، "ول" يا صلاح ابتعدت كثيرا هذا اليوم ..كثيرا وتركت لي رائحة الاختناق والموت الذي يحوم فوق الرؤوس ، انتهى يا صديقي كل شيء قلقك من الموت انتهى خاتلك كذئب وقطف ارواحنا، وكل شيء عيي يا صديقي الكلام الشوارع النوافذ عمان طريق مادبا جبل نبو مخيم الوحدات القويسمة وانا، كلنا عيي وجريح الروح لك الرحمة يا ابا الوليد يا رفيقي الجميل والبهي .... طارق مكاوي
في يوم الإنتخابات وقبل نهاية فرز الأصوات دار حديث جانبي بيني وبين المرحوم بحضور الأخ عبد الله الكعكه وما لمسته أنه يغار على الوحدات بشكل غير طبيعي وتطرق يومها لما حدث أثناء إحدى تدريبات الفريق عندما تهجم أحد الجماهير على باسم فتحي ,, وقال المرحوم يومها هل لو هو موجود كمدير للفريق هل سيمسح لأحد بالتهجم على لاعب وهل سيسمح لأحد بدخول الملعب بوجوده وهل سيسمح لأحد بإهانة لاعب وحداتي
اختلفت مع صلاح مرة واحدة قبل خمسة أعوام وتم إذابة الجليد في بيت الاخ زيد ابو حميد ،،، اتصلت به تلفونيا قبل خمسة اشهر فطلب بكل ادب ان اتصل به بعد ساعتين لانه في الطريق الى مقابلة تلفزيونية وطلب مني متابعتها ،، اتصلت به ودار حوار بيننا امتد لأكثر من ساعة ركز فيه على ضرورة الانضباط الإداري .. ضرورة ضبط اللاعبين ،، وضرورة الإحلال والتبديل بشكل تدريجي ،، يومها قال لي الجماهير لا ترحم يا زبدية ،، الجماهير متعطشة للبطولات ،، نحتاج للاعبين سوبر ستارز بالإضافة الى الشباب فالاحلال والتبديل يتم بشكل تدريجي ،،، اتفقنا على الحديث ثانية ولكن لم يحدث ذلك فمشاغل الحياة كثيرة ،،،، بكل امانة لم اجد اكثر منه جرأة في الدفاع عن الوحدات ولا زلت اذكر يوم هدد بمقاطعة الاي آر تي فأجبرهم على الحضور للنادي وعمل حلقة عن الرباعية ،،،، رحمك الله يا أبا الوليد ،، لقد فرضت احترامك على الجميع بحبك الكبير للوحدات الرمز .
اللهم ارحم اموات المسلمين جميعاً
والله ان العين لتدمع وأن القلب ليحزن وانا على فراقك يا ابو الوليد لمحزونون وانا لا نقول الا ما يرضي ربنا لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم