عمرة إلى غير مكة!! - عمرة إلى غير مكة!! - عمرة إلى غير مكة!! - عمرة إلى غير مكة!! - عمرة إلى غير مكة!!
عمرة إلى غير مكة!! ..
أنس قفيشة
البوصلة
انطلقوا بعد صلاة العشاء يقصدون بيت فلان ليهنئوه بسلامة العودة ويباركوا له أداءه مناسك العمرة.. ما أن استقبلهم صاحب البيت وأخذوا أماكنهم في حجرة الضيوف حتى بدأ المشهد يكرر نفسه كما يحدث في كل زيارة تهنئة لمعتمر أو حاج.. نفس التعليقات وذات المواضيع وربما أحياناً عين الكلمات والعبارات..
""والله إنها رحلة حلوة وربنا يطعمها للجميع، بس والله الجو كان حار. كيف كانت الشركة التي خرجت معها؟.. اختلف المعتمرون على المقاعد. هل كان السكن بعيد؟، الحدود أزمة، الأسواق مزدحمة، الأسعار غالية، شريت التمر من وسط البلد قبل أن أسافر لأنه أجود وأرخص، أحضرت خمسة حرمات فقط، يا رجل وين ما تروح مليان إيرانيين ومصريين!!..الخ"".
وحده كان غائباً بروحه عن حديثهم وإن كان جسده لم يفارق مجلسهم.. كان يستمع إليهم وهو شارد الذهن.. كان يأسف أن حديث الحج والعمرة غدا بيننا على هذه الصورة وهو الحديث الذي قيلت فيه أجمل القصائد وكتبت عنه أروع القصص، وأخذ أدب الحج والعمرة مكانه البارز في مجالات الأدب العربي والثقافة العربية الإسلامية.. أهكذا يكون الحديث عن واحدة من أجمل العبادات وأمتعها ومن أكثرها أثراً في النفس.. أهذه مشاهد ومرويات من حاز شرف رحلة هي حلم كل مسلم رحلة لا ككل الرحلات.. عجيب!! حقاً إنه أمر عجيب!!.. الحج الذي فرضه الله مرة واحدة فقط في العمر.. عبادة تغني عن العمر كله.. العمرة إلى العمرة مكفرة لما بينهما ما لم تغش الكبائر.. وغير ذلك الكثير الكثير من فضائل ومزايا العبادات المرتبطة ببيت الله الحرام وزيارته.. لماذا لا نتحدث عن أثرها في نفوسنا؟ وماذا غيرت وماذا ستغير؟
فجأة قطع عليه شروده صوت صاحب الدار وهو يقدم له كوب الزمزم وصحن التمر ويقول له.. "وينك عنا ما سمعنا صوتك الليلة".. وجدها فرصة فأخذ كوب الزمزم وقبل أن يشربه عدّل جلسته وشرع يقول هل تسمحون لي أن أخبركم عن آخر عمرة أديّتها قبل سنتين.. لم ينتظر جوابهم واندفع كالنهر المتدفق ينساب عذوبة وروعة.. وانطلق يقول:
أما أنا.. فلما ركبت الحافلة لم أحفل بأي موديل هي، جلست حيث انتهى بي المجلس كان رفيقي مصحفي وكتاب رياض الصالحين وكتاب الأذكار للإمام النووي؛ أتنقل بين ثلاثتهم وأرتوي خشوعاً وتقوى وإقبالاً على الله.. كلما نظرت من النافذة تذكرت أن هذا الطريق سلكه ملايين الملايين ممنّ لبّوا دعوة إبراهيم عليهم السلام واستجابوا لربهم.. كل محطة كانت عيناي تتحسس الجبال والتلال وأقول من هنا مرّ إبراهيم ومن ها هنا سار أبناؤه النبيون والصالحون والخاشعون والمذنبون التائبون.
في المدينة كنت أستشعر موضع قدمي فلربما وافقت موطئ قدم أبي بكر أو عمر.. أو حمزة أو سعد.. في الروضة شعرت أن الجنة هنا فعلاً لا قولاً.. تشرفت بالسلام على خير خلق الله كلهم صلى الله عليه وسلم.. أمامه نسيت الدنيا ومن فيها، تذكرت جهده وجهاده عبادته وزهده.. كادت روحي تمزق جسدي لتطير إليه وتقبل يديه.... غادرت المدينة إلى مكة وكنت كالعاشق المحتار بين حبيبتين .
في رحاب الكعبة غسلت ذنوبي بدموعي وأنا أرى الكون كله يختصر في هذا المكان.. الصغير والكبير، الغني والفقير، الشريف والوضيع كلهم في رحاب الله سواء.. ضمني الحرم وما وسع على رحابته فرحة قلبي.. تخيلت الحبيب صلى الله عليه وسلم عند الحجر الأسود وهو يقول لعمر.. هنا تسكب العبرات يا عمر.. جلست في خشوع أتأمل جبل النور.. يا أيها الصامت الوقور فوق ذراك الشامخة تنزلت الرحمة وعمّ النور أرجاء الدنيا.. عدت إلى بلادي وما عادت روحي ولا اشتفى قلبي ولا ارتوى.
هذه عمرتي أيها الأحبة.. فهل سافرتم أنتم إلى مكة أم إلى مكان آخر.. لتجيبني قلوبكم.. أنا لا أعيب حديثكم ولكن لا تقتصروا عليه وحده.. وليجعل كل واحد منّا لرحلته هذه هدفاً يحققه في نفسه وسلوكه؛ إما عيباً يحرص على إزالته أو خصلة حميدة يحرص على أن يكتسبها وترافقه لما بعد هذه الرحلة التي قد لا يتاح له تكرارها.. شرب الزمزم ثم قال: عمرة مقبولة إن شاء الله.
فعلا الناس اليوم لا يتحدثون الا عن مشترياتهم وطريقهم
والتعب الذي يواجهونه اثناء السفر والمعظم يذهب للتجارة
فقط وينسون ما هم ذاهبون لاجله والعمره او الحج ليس بتجارة مع
البشر وانما هي تجارة مع الله تباع فيها الدنيا وتشترى
بها الجنه تجارة العمره تزيل ما علق بك من ذنوب خلال
سنة كامله من الشقاء في الدنيا ولا انسى بان هناك اناس
يتمنون الذهاب لاداء مناسك العمره او الحج وكلهم شوق
لرؤية المكان الذي عاش فيه نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام
يااااااااا الله كم هو رائعٌ طرحك هذا ,,,
خطر ببالي قبل عامين عندما دعوت عند الكعبة لأخي بالبنين - وقد رزقه الله ولدان اثنان- وأني بإذن الله سأدعو له في رمضان عند الكعبة أن يغفر له ويرحمه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ,,,