لكلٍ منا قصصاً وذكريات.. يحتفظ بها في نفسه ...بعضها حصلت معه ....وبعضها مرت عليه في شريط حياته
بعضها تركت أثراً يعشقه ...وبعضها تركت حزناً لا تمحوه الأيام...
بعضها من السهل أن يتركها جانباً ....وبعضها يضعها أمامه ..يتفحصها ...يفكر بها..يتأمل ...عله يجد ما يحيره بتفاصيلها......
موضوعنا مختلف بعض الشيء هذه المرة...والفكرة بسيطة...حدثنا عن قصه حصلت معك...أو مرت عليك ..ترجمها بأسلوبك ...ولنتشارك النقاش في معطياتها ..أسبابها...
علنا نستفيد من تجارب الجميع هنا...علنا نتعلم شيئاً جديداً في حياتنا..
بعض روادنا الأعزاء...يملكون الكثير من تجارب الحياة ...وبعضهم بجعبته الكثير من قصص الماضي ...
فلنطرح ما بجعبتنا هنا..بأسلوب أدبي بسيط نتبادل من خلاله متعة النقاش الجاد والمفيد للمتلقي ..سنقوم بطرح قصة كل أسبوع إن شاء الله....
احكيلنا شو صار معك
أتمنى أن تروق لكم الفكرة وأن نتفاعل معها جميعاً
سأقوم بطرح الحلقة الأولى تبسيطاً للفكرة وحتى تطلعوا عليها ...
ومن جديد أجدد شكري وامتناني للأخ منيب ..وحداتي قريوتي على تصاميمه الرائعة التي يخص بها المنتدى الأدبي
تسمرت خلف مقودي أراقبه...لا أعرف ما الذي جعلني أتابع خطواته...كان ملفتا للنظر.....ركنت السيارة ليمين الشارع لشراء بعض الحاجيات ولكنه لفت نظري جدا...... راقبته وتمنيت لمس وجهه الجميل ...ملامحه رائعة ..يملك بشره سمراء مخملية ساحرة.....عيناه زرقاوان كموج البحر ووجهه كالملاك ...كم تمنيت لمس ذلك الوجه ... ما كنت أعلم أن تلك البشرة السمراء ستتحول بعد دقائق للون الأحمر .. كان يمشي حافيا ، ملابسه ممزقه كلياَ تقريبا ولكنه مع ذلك يملك سحراَ خاصا..... يحمل في ملامحه كل براءة الدنيا ... عيناه تائهتان هنا وهناك .... يبحث عن شيء ما ولكني أجهله ... ولكني لم أجهل ذلك طويلا ... فقد وجد ضالته أخيرا ... توقفت خطاه أمام محل للخضروات .. وبكل ما أوتي من براءة أمسك بحبة بندورة من ذلك الصندوق وهم بأكلها والابتسامة تعلو وجهه ....لا يتجاوز عمره الخمسة أعوام ومع ذلك لم تشفع له براءته ولم يشفع له جمال وجهه ولم تشفع له قدماه الحافيتان من تلقي تلك الصفعات الدامية التي قلبت اللون الأسمر الدافئ للون الأحمر فطارت حبة البندورة وغطاها التراب ومع ذلك ازداد الركل وازدادت الصفعات قوه وزاد السب والشتم واللعن ... فحبة البندورة غالية الثمن وستكسر ميزانية ذلك البائع الضخم..... احتار البائع بأي طريقه يأخذ حقه فلم تكفيه يديه لصفع ذلك الوجه بل استعان بقدميه للركل .... وبعد أن وجه له كل ما خطر ببالكم من شتائم عاد للداخل فالشمس ساطعة ولم يعد يحتملها فهو صائم ويخاف العطش .... والمحل مكيف... انهمرت دموعه وزادت وزادت وانهمرت دموعي معها .... وبالرغم من تلك الدموع الغزيرة على وجنتيه إلا أنه عاد والتقط تلك الحبة اللعينة المليئة بالتراب وبدأ بأكلها وكأنه لم يأكل قبل هذا اليوم .... نزلت واقتربت منه ... تناولت حبة تفاح من المحل المجاور وقدمتها له ... ولكنه رفض بقوه صارخا بوجهي وهو يبكي بحرقه ما بديي ...ما بدييييي.....قدمت له بعض النقود وقلت له ( خد حبيبي اشتري إلي بدك ياه) ولكنه عاد للصراخ المرافق للبكاء ما بدي ما بديييي.... وعاد لأكل البندورة ..... ما أعظم الظلم في هذه الدنيا وما أقسى قلوب البشر ... أوصلت بنا الحال لهذه الدرجة ...أماتت الإنسانية في داخلنا ؟ أأصبح المال كل شيء في حياتنا ؟تباَ لك...كيف لك أن تقوم بذلك وكيف لك أن توجه له هذه الصفعات المؤلمة من أجل حبة بندورة؟؟ .... أقسم بالله بأني كرهت رؤية هذا النوع من الخضروات في ذلك اليوم ..كرهت الصحن الذي عشقته دائما (السلطة) كرهت نفسي...يا الهي منك العفو ولك التوبة... يا الهي ارحم ضعفاءك في الأرض ... وعليك بالظالمين ..... دعه يتذوقها ..دعه يسد جوعه بها... . إنها ليست قصه من نسج الخيال ... نعم ... ليتها كانت كذلك...فقلبي يقطر ألما كلما تذكرت هذه الأحداث ...ما رويته الآن حصل في صبيحة أحد أيام شهر رمضان المبارك في عاصمتنا الحبيبة وتحديدا في منطقة القويسمة .. وكنت قد طرحتها في هذا الموقع بنفس يوم حدوثها
إذا دعتك قدرتك لظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك حسبي الله وأنت نعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
دخلت هنا لأقرأ ما تطرحينه من أفكار مميزة يا حنان .. ولأشكرك عليها ..
لكن القصة التي ألحقتيها بالموضوع .. بعثرت كلماتي ..هزّت كياني ..
تباً لحبة البندورة تلك .. لا أدري ان كانت هي تستحق اللوم ام ذاك البائع ..
كيف هان له ذلك ؟؟!! لو فكّر قليلاً ولو تخيل أن هذا الولد هو ابنه ..
أستكون هذه ردة فعله ؟؟!
يارب كن مع جميع امثال ذلك الطفل .. يا رب ارزقهم فالرزق بيديك أنت ..
ولا تجعلهم تحت رحمة ذلك البائع وامثاله ..
دخلت هنا لأقرأ ما تطرحينه من أفكار مميزة يا حنان .. ولأشكرك عليها ..
لكن القصة التي ألحقتيها بالموضوع .. بعثرت كلماتي ..هزّت كياني ..
تباً لحبة البندورة تلك .. لا أدري ان كانت هي تستحق اللوم ام ذاك البائع ..
كيف هان له ذلك ؟؟!! لو فكّر قليلاً ولو تخيل أن هذا الولد هو ابنه ..
أستكون هذه ردة فعله ؟؟!
يارب كن مع جميع امثال ذلك الطفل .. يا رب ارزقهم فالرزق بيديك أنت ..
ولا تجعلهم تحت رحمة ذلك البائع وامثاله ..
جزيت الجنة عزيزتي ..
حياكِ الله أخيتي وأبعدنا الله وإياكِ عن أمثاله
كان يوم من أيام رمضان المبارك...وسمعت أحدهم يخاطب ذلك الظالم ويقول له ...دخن دخن ..بتفكر هيك بيجوزلك صيام...
أعماه إدمانه على تلك السيجارة عن رؤية الإنسان بداخله ...أعماه إدمانه عن رؤية هذا الجائع كطفلٍ له...
وللهِ لن أنسى ذلك المشهد ما حييت
حسبي الله ونعم الوكيل
للأسف .. كثيرة هي قصص الظلم والاضطهاد .. شاهدنا وربما بعضنا عاشها
وكثير من ضحاياها اطفال لم يبلغوا الحلم .. او ممن لم تدس قدميه ارض مدرسة
قصتك .. فيها مرارة وأسف على عقول ورؤوس ملأها الجشع وحب المال واصبحت لا تدرك الخير من الشر
اصحابها .. كثروا - للأسف- في زمننا هذا
الطفل دفعه الجوع لالتهام حبة البندورة .. ولو كانت هذه الحبة بقرب حاوية لالتقطها ..
فالمهم عند الطفل حال وقع نظره عليها انه وجد ما يسد جوعه .. لم يلتفت ولم يدرك ان لهذه البندورة ثمن وصاحب
وفي المقابل لم يدرك - البائع- ان هذا الطفل جائع لأن حبة البندورة عنده لها ثمن ويجب ان يحصل
اعمته بصيرته وغاب احسا الانسانية لديه حاجة هذا الطفل الجائع الذي ربما يلتحف السماء غطاءا في الليل
الحمد لله على جزيل نعمه علينا
قصة رائعة اخت حنان ... فيها الكثير لنقول ... واكتفي بما قلت .. والاروع .. فكرة الموضوع
أتعلم أخي منيب...بحكم دراستي للقانون ..قرأت الكثير من القضايا وتعمقت في قصص الظلم والشر ...لكن لم أتوقع يوما أن أواجه مثل هذا المشهد...
للأطفال في قلبي مكان كبير ...أعشقهم وأشفق عليهم ..وأراد الله أن يبتليني برؤية هذا المنظر البشع والحمد لله ...أدركت بعدها أن بحياتنا الكثير من الظلم ..والكثير من الألم..أدركت أن بعضنا أصبح عبداً للمال بشكل يدعو للاشمئزاز فعلاً
إنسان ..كلمة اشتقت من الإنسانية ..فأين نحن منها الآن؟...
أشكرك على مداخلتك الرائعه وأشكرك على جهدك المبذول من أجلنا وسلمت يمناك أخي
تحية لك أخت حنان عبد الرحمن عز ولكل الحاضرين، لا شك بأن الفكرة رائدة وتثري المنتدى بما هو مفيد ، ولعل من الرائع أن يكتب من يحب الكتابة عن تجربة مر بها أو شعور ما انتابه ففي التجارب الانسانية مساحة واسعة للتأمل