المعذبون في الأرض و ثورة الجائعين... - المعذبون في الأرض و ثورة الجائعين... - المعذبون في الأرض و ثورة الجائعين... - المعذبون في الأرض و ثورة الجائعين... - المعذبون في الأرض و ثورة الجائعين...
الدكتور راجح السباتين
ثورة الجائعين ليست مغامرة و ليست تمثيلا .. و لا تعنيها النتائج
قدم لنا اليوم الأستاذ المبدع علاء الدين أبو زينة مقالا رائعا مفيدا يؤكد على احترامه لعقل القارئ العربي .. وقد حمل هذا المقال المنشور في جريدة الغد عنوان ( نريد التغيير الذي يعني الإصلاح )...وقبل أن أذكر تعليقي على مقالته فإنني أشكر له ( و بكل صدق و أمانة ) الرؤيا التي نقلها لنا من أفكار الراحل الطبيب النفسي و الفيلسوف الاجتماعي المناضل فرانز فانون , الذي وافاه الأجل في نفس السنة التي أتم فيها كتابه الرائع ( المعذبون في الأرض ) عام 1961 .... المعذبون في الأرض يبثون لأهل الأرض رسالة يعبرون فيها بأسلوب حضاري راق ، متمدن ، عن موقفهم من الربيع العربي و الحركات المطالبة بالإصلاح في الوطن العربي الكبير العزيز ، وفي غيره من أوطان العالم الذي قامت شعوبه لتطالب بحقوقها متأسية و مقتدية بالشعوب العربية المسلمة التي نامت و لكنها لم تمت ، والتي نهضت من كبواتها و عثراتها لتأخذ طريقها نحو النور و الأمل من جديد... أيها المناضل الحر فرانز فانون يا ليتك عشت حتى تشهد ثورات العالم الثالث التي لطالما تنبأت بوقوعها و تحدثت عنها ؛ لقد وقعت نعم لقد وقعت ,لا ضد الاستعمار الغربي ولكن ضد بعض الحكام الذين استعمروا شعوبهم و نهبوا رؤوس أموالها و كرامتها... المعذبون في الأرض يعلنون تأييدهم و دعمهم لكل ذي حق يطالب بحقه و مساندتهم الكاملة لكل الشباب الشرفاء الذين تولوا زمام القيادة للتغيير نحو الأفضل و لما فيه خير بلادهم و مستقبل شعوبها... كل ذلك بأسلوب حضاري راق، بعيد عن العنف و الصدام و التخريب و التكسير و إتلاف الممتلكات الخاصة و العامة و المرافق التي تسهل حياة الناس .... يقول المعذبون في الأرض ذلك و هم يعلمون تماما أن للإصلاح أعداء كثيرين من أزلام الفساد و رجالاته من البلطجية و المرتزقة و أشباه الرجال و لا رجال ، و من يدعمهم و يمولهم من سيوف الباطل و أقلامه المسمومة و وجوهه المشؤومة التي تحاول ( عبثا ) بث الفتنة و الفرقة و تأجيج مشاعر الكراهية ضد الشباب العربي المسلم و الشعوب العربية التي لم تعد تحتمل المزيد... إننا نبشر كل الشعوب العربية المسلمة أن البلطجية و المرتزقة عسكريين كانوا أم مدنيين حكاما أو محكومين في كل أركان الوطن العربي الكبير سيزولون كما زال بلطجية مصر و تونس و ليبيا بعونه تعالى . لقد شرف الله تعالى المعذبين في الأرض بأن أحياهم ليكونوا شاهدين على سقوط المزيد من الطغاة و الظالمين الجاثمين على صدور شعوبهم التي أشبعوها نهبا و تعذيبا و تقتيلا ... وليس ذلك على الله ببعيد و ليس ذلك على الله بعزيز... نعم لقد آن أوان سقوط كل أولئك الذين يشرقون على شعوبهم في صورة آلهة أو نصف آلهة متوهمين الخلود أو الأبدية متناسين و لو مجرد التفكير في الموت... لو كان هؤلاء آلهة لما زالت عروشهم و لما ذاقوا الموت و لما كان ختامهم بئس الختام و لما وردوا القبور و مرغت أنوفهم في ترابها... و لكنها حكمة الله تعالى في قهرهم و إذلالهم و جعلهم عبرة لكل ذي عقل سليم يقرأ التاريخ أو يعتبر... ها هم قد رحلوا و بقيت شعوبهم , ها هم قد غربت شمسهم و بقيت أقمار و شموس شعوبهم ( التي أرادت الحياة ) منيرة ساطعة لا تغيب ... ألم يتعظ هؤلاء الحمقى و من والاهم في ظلمهم من فرعون الذي قال ( أنا ربكم الأعلى ) فكانت النتيجة أن جعله الله تعالى آية لمن جاء خلفه بل آية للناس أجمعين ؟؟؟ أولستم أنتم و نحن من جئنا خلفه ؟ بلى ورب الكعبة نحن و أنتم ... ألا فلتهنؤوا بظلام قبوركم بعد أن غربت شمسكم ؛ شمس القهر و الظلم و الاستبداد , و دنوتم من ليل سرمدي حالك إلى يوم القيامة , و قبور تضيق فلا تتسع إلى يوم القيامة يوم الحسرة لكم و الندامة ... يوم تشهد أيديكم و أرجلكم و ألسنتكم و جلودكم عليكم و على ما قدمتموه لشعوبكم من سلخ لجلودها و قطع لأعضائها و نهب لخيراتها و تنكيل بها و بذراريها ألا فلتهنؤوا... لن تصل الشعوب العربية التي ثارت على بعض حكامها الظالمين إلى حال أسوأ مما كانت عليه ... كما أن وطأة الظلم و الجوع هي التي قادتها إلى ما قادتها إليه في أيامنا هذه ... الجائعون و المظلومون يا سيدي ليسوا ممثلين و ليسوا مغامرين و لكنها لقمة العيش التي يسعى المعذبون في الأرض لتحصيلها لعائلاتهم بشرف و كرامة مهما كانت النتائج ...