أبرز جهود العلماء المعاصرين في رد الشبهات عن الإسلام و نبوة سيدنا محمد و التصدي للمطاعن فيهما
أبرز جهود العلماء المعاصرين في رد الشبهات عن الإسلام و نبوة سيدنا محمد و التصدي للمطاعن فيهما - أبرز جهود العلماء المعاصرين في رد الشبهات عن الإسلام و نبوة سيدنا محمد و التصدي للمطاعن فيهما - أبرز جهود العلماء المعاصرين في رد الشبهات عن الإسلام و نبوة سيدنا محمد و التصدي للمطاعن فيهما - أبرز جهود العلماء المعاصرين في رد الشبهات عن الإسلام و نبوة سيدنا محمد و التصدي للمطاعن فيهما - أبرز جهود العلماء المعاصرين في رد الشبهات عن الإسلام و نبوة سيدنا محمد و التصدي للمطاعن فيهما
الدكتور راجح السباتين
أبرز جهود العلماء المعاصرين في ردّ الشّبهات عن الإسلام ونبوّة محمد والتصدّي للمطاعن فيهما
أولاً: الأستاذ الدّكتور محمد عمارة
لا يحتاج محمد عمارة( ) إلى مقدّمةٍ لنُعرِّفَ فيها بشخصيّته ومؤلّفاته؛ فهو من العلماء الأفذاذ ذوي الوزن العلمي الثقيل المُعْتَبَرِ في المشرق والمغرب. وقد كانت له صولاتٌ وجولاتٌ مع الكنيسة الغربيّة وأتباعها ورجالها، وذلك من خلال عشرات المؤتمرات والنّدوات التي أُقيمت تحت مُسمَّى "حوار الأديان" و"حوار الحضارات" و"ندوات التقريب بين الأديان"، إلى أن اعتزل ذلك أخيراً، في أواخر القرن الماضي وسجَّل تجربته في هذا الموضوع في المقدّمة التي خطّها لكتاب "مأزق المسيحيّة والعلمانيّة في أوروبا، تجربةٌ ألمانيةٌ"( ) الذي أَلّفهُ القس الدكتور "جوتفرايد كونزلن". ومن المعروف أنّ عمارة من المؤلّفين ذوي القلم السّيال، ويشهدُ لذلك مؤلّفاته الغزيرة التي زادت عن مائة وأربعةٍ وثمانين. وأكثر ما يهمنا في مؤلفات الأستاذ عمارة كتابه الأخير عن الفاتيكان والذي حمل عنوان "الفاتيكان والإسلام، أهي حماقةٌ؟ ... أم عداءٌ له تاريخ؟؟" والذي جاء ردّاً صريحاً وواضحاً وجريئاً على محاضرة البابا بنديكتيوس السادس عشر التي ألقاها في جامعة ريجنسبورغ بألمانيا بتاريخ 12/9/2006 وقد تقدّم معنا إيراد النصّ الكامل لهذه المحاضرة وتعليقات الأستاذ عمارة عليها في كتابه السابق، والذي كنّا قد استشهدنا به مرّاتٍ عديدةً في المبحث العاشر من الفصل الأول في دراستنا هذه.
يتكوّن كتاب الأستاذ عمارة السابق من مائةٍ وثلاثٍ وأربعين صفحةً شاملةً للفهارس. وقد قام فيه بالتحليل الكامل والردّ الشافي على محاضرة البابا بنديكتيوس السالف ذكرها وتناول فيه خمسة محاور رئيسية هي:
1. افتراء البابا على ربّ العالمين سبحانه وتعالى، والردّ على ذلك.
2. ثمّ افتراءه على رسول الله ، والردّ على ذلك.
3. ثم خلطه بين الجهاد وبين الحرب المقدّسة والردّ على ذلك.
4. ثم افتراءه على القرآن الكريم والردّ على ذلك.
وكان المحور الأول الذي انطلق منه الاستاذ عمارة إيراده لبعض الافتراءات والتحريضات التي قام بها بعض البابوات السابقين تجاه الإسلام وأهله. أثبتَ عمارةُ في هذا الكتاب بالوثيقة والدليل أنّ إساءة بابا الفاتيكان بنديكتيوس للإسلام لم تكن حماقةً ولا صدفةً ولا خطأً غير مقصودٍ، بل إنّها كانت حلقةً ضمن سلسلةٍ من الإساءات الفاتيكانية للإسلام وأهله. صحيحٌ أنّ الكثير من الردود صِيغت للردّ على محاضرة البابا بنديكتيوس السابقة، إلاّ أنّ أيّاً منها لم يرق للمستوى الذي قدّمه الأستاذ عمارة في هذا الكتاب. لم يكن مؤلَّفهُ السابق عن الفاتيكان والإسلام أول كتابٍ يدافعُ به عن هذا الدين ويَدْرَأُ عنه الشبهات والمطاعن، فقد كتب قبل ذلك كتاب "في فقه المواجهة بين الغرب والإسلام" وكان قد ضمّنه موقفه من حوار الأديان بعد تجربته المريرة فيه وأفرد له مبحثاً سمّاه "حوار الأديان ... هل هو هوار الطرشان؟!"( ) وفي هذا الكتاب تصدّى الأستاذ عمارة لتفنيد وتوضيح والردّ على كثير من القضايا التي شكّلت قنواتٍ معاصرةً للهجوم الحضاري والثقافي على الإسلام ورسوله الكريم ومنها "نظرية صدام الحضارات" ومنها "الحرب الثقافية على الإسلام" ومنها "صورة الإسلام في التراث الغربي".
ثانياً: الأستاذة الدكتورة زينب عبد العزيز
على خلاف كلَّ العلماء والأعلام والأساتذة القدماء والمعاصرين الذين عَرَّفتْ بهم هذه الدراسةُ لم تكن زينب عبد العزيز( ) من المتخصّصين في الشريعة أو علوم الدِّين، ولم تكن من الذين درسوا الفلسفة الإسلامية أو الذين برعوا في علم الكلام. فهي بالرغم من تخصّصها في اللغة الفرنسيّة ومن ثمّ في الحضارة وتاريخ الفن، وبالرغم من عملها كأستاذةٍ للأدب الفرنسيّ في الجامعات المصريّة إلاّ أنّها قدّمت فيما يتعلّق بموضوع الكنيسة والإسلام مؤلفاتٍ على درجةٍ عاليةٍ من الأهميّة والإبداع، وقد كان زوجها لطفي الطنبولي، رحمه الله تعالى، وراء تشجيعها لدراسة كلِّ ما كُتِبَ عن الإسلام باللغة الفرنسيّة.
برزت الأستاذة زينب عبد العزيز في العديد من المؤتمرات والمحافل الدّولية. وكان لها فيما يتعلّق بتاريخ الكنيسة وحاضرها وبتعاملها مع الإسلام والمسلمين صولاتٌ وجولاتٌ لا يقدر عليها إلاّ الشديدُ المتمكِّنُ من الفرسان، الذين نذروا أنفسهم للذود عن هذا الدِّين وسُمعة الحبيب المصطفى . ولو ذكرنا من مآثر الأستاذة زينب فقط كونها صاحبة أحدث ترجمةٍ لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسيّة لكفاها ذلك فخراً، كيف لا وهي الترجمة التي كانت ثمرة تفرُّغٍ تامٍّ وجهدٍ متواصلٍ "دام ثماني سنواتٍ، بواقع خمسة عشر ساعة عملٍ يومياً حتّى تمّت"( )، فشفت بذلك صدر شيخ الأزهر السابق جاد الحق علي جاد الحق، رحمه الله، ومن بعده صدور كلّ المسلمين ممّا كان يتلجلج في صدروهم تجاه دراسة المستشرق الفرنسي "جاك بيرك" حول القرآن الكريم وما ألحقه بها من ترجمةٍ لمعاني القرآن الكريم للغة الفرنسيّة. لقد استدعت اللجنةُ التي ألّفها جاد الحق، رحمه الله، لحصر الأخطاء الواردة في ترجمة جاك بيرك ووضع بيانٍ بها مع التصويب، استدعت اللجنةُ الأستاذةَ زينب التي كانت خير سندٍ وعونٍ،وخرج الجميعُ بنتجةٍ مفادها: "إنّ بيرك جاهلٌ باللغة العربيّة ومغزاها ويتعمّدُ الإساءة إلى الإسلام والمسلمين، وأنه يفتقدُ إلى الأمانة العلميّة التي يجب أن يتحلّى بها عند تناول نصّ القرآن الكريم بالبحث والدراسة"( ). وقد كان ذلك حافزاً لوضعها فيما بعد لترجمتها التي حملت اسمها( ). نقول: لو كانت هذه الترجمةُ الجديدة عملَها الوحيد لكفاها ذلك فخراً وعزّاً ورفعةً، ولكنها أرادت المزيد فاجتهدت في الدراسة والبحث والتأليف وأبدعت في ردّ شبهات خصوم الإسلام عنه وعن الرسول الكريم ، فأخرجت سلسلة "صليبيّة الغرب وحضارته". وكان من أبرز أجزاء هذه السلسلة كتاب (تنصير العالم، مناقشة لخطاب البابا يوحنا بولس الثاني "روعة الحقيقية"). وكتاب (حربٌ صليبيّةٌ بكُلِّ المقاييس) وكتاب (محاصرةٌ وإبادة، موقف الغرب من الإسلام). وقد هدفت هذه السلسلة إلى توضيح أبعاد التعصُّبِ الكنسيّ وحربه ضدّ الإسلام والمسلمين في عصورٍ متواليةٍ، مع ذكر المؤلِّفة للشواهد على ذلك بالوثيقة والدليل، قديماً وحديثاً. كما هدفت إلى نقد الكثير من العقائد الكنسيةّ كالتثليث والأسرار السبعة، وهدفت إلى إبراز التناقضات العديدة بين الأناجيل، كما أفردت صفحاتٍ كثيرةً لتوضيح حقيقة النظرة الغربيّة للإسلام وللرسول محمد . ومع أنّ الأستاذة زينب أخرجت ما يزيد على ثمانية عشر مؤلَّفاً يتعلق بالإسلام إلاّ أنّ جديد إنتاجها من دراساتٍ وبحوثٍ ومقالاتٍ متوافرٌ فقط على شبكة الإنترنت وبالذات على موقعها الخاص( ).
يُعتبرُ موقع الأستاذة زينب من أهم المواقع الإلكترونية الموجودة على شبكة الإنترنت في العالم الإسلامي، وذلك راجعٌ إلى أهميّة الموادّ والموضوعات المعروضة فيه، وهو يحتوي على العديد من النوافذ منها نافذة "المؤسّسة الكنسيّة" ونافذة "الأناجيل" ونافذة "مخطوطات قمران" ونافذة "الفاتيكان" ونافذة "الحوار بين الأديان". وإنّ ابرز وأهمَّ الدراسات والمقالات الجديدة في هذا الموقع، فيما يتعلّق بموضوع دراستنا هذه ما يلي:
- وثيقة هبة قسطنطين.
- البابوات والإسلام من يوحنا العاشر إلى بنديكتيوس.
- شفرة دافنشي ومحاكم التفتيش والمؤسّسة الكنسيّة.
- حوار الأديان في هيئة الأمم.
- خطاب مفتوح إلى البابا بنديكتيوس السادس عشر حول محاضرة راتسبون.
- المتناقضات في الأناجيل.
- طوفان قادم.
- التبشير إجباري بأمر البابا.
- رسالة الفادي.
- وثيقة "في زماننا هذا" وعلاقات الكنيسة بالإسلام.
- توجيهات من أجل حوارٍ بين المسيحيين والمسلمين، للكاردينال موريللا.
- اعترافات القس جيروم بتحريف الكتاب المقدّس.
- التنصير عالمٌ خطيرٌ لا نرى منه إلا القليل.
- المسلمون ومُستنقع الفاتيكان.
- أفيقوا أيها المسلمون.
- خطاب أل 138 والفاتيكان.
إنّ كلَّ قارئٍ لهذه الدراسة لمنصوحٌ له أن يقرأ هذه المقالات والدراسات، ففيها من المفاجآت ما فيها، وفيها من الردود الشافية لصدور المؤمنين ما فيها. جزى اللهُ، الأستاذة زينب خير الجزاء وأكرَمَها، فإننا نرى فيها برهاناً على أنموذج المرأة المسلمة، الزوجة والأم والأستاذة والدّاعية والمفكِّرة والمجاهدة بقلمها ولسانها، التي لا تنفكُّ تدعو أبناء الأمّة للنهوض وللتعريف الصحيح بهذا الدِّين، وللذود عن الرسول المصطفى وتدعو المؤسّسات والمعاهد والجامعات المسلمة للقيام بدورها في هذا المجال دون تردّد وتقول( ):
والأمر ليس مرفوعاً إلى الإمام الأكبر للأزهر الشريف، وإلى خادم الحرمين الشريفين، وإلى كافّة علماء المسلمين فحسب، بل إلى أمّةِ محمّدٍ، صلوات الله عليه، لذلك أكّررُ الصيحة: أفيقوا أيها المسلمون، أينما كنتم وأياً كان مستواكم العلميّ أو المعرفيّ، أفيقوا للدفاع عن الدّين قبل أن تتفاقم الأحداث!. فالهجمة الشرسةُ على الإسلام باتت من القحّة والغطرسة المُعلنة، بوضوحٍ لا ريب فيه، بحيث يقتضي الردُّ عليها أن يكون قاطعاً حاسماً في الدّفاع عنه، ليضع هؤلاء القوم بتعصّبهم البغيض، والقائم بنيانهم على تلٍّ مِنَ الأكاذيب والنّصوص المزورة، المنسوجة عبر القرون، في المكان الذي يستحقّونه".
ولكي يقف القارئ على مدى حدّة وقوّة عبارات الأستاذة زينب وعدم خشيتها في الحقّ لومة لائمٍ، فإننا نقتطفُ المقطع الختاميّ من مقالتها الشهيرة المعنونة "خطاب أل 138 والفاتيكان"( ) والتي ردّت فيها على الكثير ممّا قاله البابا بنديكتيوس السادس عشر عن الإسلام ورسوله الكريم ومن ذلك:
وسؤالٌ أتوجَّهُ به إلى علماء الأزهر ومؤسّساته وإلى كلِّ المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي: أين أنتم مِن كلّ ذلك الذي يدور في حقّ الإسلام؟ أين أنتم حتّى مِن الذين ينتمون إليكم اسماً ويشاركون في مثل هذه المحافل الإجرامية في حقّ الدين؟! ألم يحن الوقت أن تنفضوا عن كاهلكم ذلك الدّورَ السلبيَّ غيرَ الكريم وتهبوا للدفاع عن الإسلام؟... أليس من الأكرم أنْ تشرحوا للعالم الغربيّ المسيحيّ المتعصبِ أسبابَ نزول آيات الجهاد الحربيّ في القرآن، بكل اللغات، بدلاً من ذلك الصمت الغريب؟!. وكلمةٌ أخيرةٌ أتوجَّهُ بها للبابا بنديكت السادس عشر، باسمي وباسم كلِّ الأُمناء في أمة محمّدٍ، عليه صلوات الله، الذين أعرفُ يقيناً أنهم لن يرضوا بذلك الهوان: إنّ القرآن الكريم، الذي تسعى كلُّ تلك المحاولات الحثيثة لتغييره وتبديله، هو النصّ الدينيّ المنزَّلُ الوحيدُ الذي لم يَعرفِ التحريف، وكلّها حقائقُ تعرفونها أكثرَ منيّ، فبدلاً من القيام بمزيدٍ من الإسقاطات على الإسلام، وإشعال الفتن والضّغائن بين الشعوب بالإصرار على تنصير العالم، أعيدوا النظر في موقفكم من التسامح، الذي طالبكم به عصرُ التنوير، وأوضحَ لكم في العديد من النصوص أن الإسلام لا يعرفُ الأسرارَ والغياهب، وقائمٌ على الاستقامة وأمانة علاقة الإنسان بربه.
... لا يا سيادةَ البابا المبجَّل: نحن لا نعبدُ نفسَ الإله، وهذا الخطاب المشبوه لا يمثل إجماع المسلمين، والإرهابُ ليس من الإسلام وإنّما من الضّغوط التي تُمارَسُ على المسلمين لاقتلاعهم من دينهم الذي أتى مُصَوِّباً لكلِّ ما قامت به مؤسّستكم على مرّ التاريخ: نحن نعبدُ اللهَ الذي ليس كمثله شيءٌ، الله خالق السموات والأرض والكون بأبعاده وكل ما فيه، ونؤمن بالرسالتين التوحيديتين قبل تحريفهما والحيادِ عن تعاليمهما، ونؤمنُ بجميع الرسل والأنبياء ومنهم عيسى عليه السلام، ونشهدُ بأنّ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، ونؤمن إيماناً يقينياً وقاطعاً بكامل سورة الإخلاص القائلة: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ(4)".
جزى اللهُ، هذه الخنساء المعاصرة خيرَ الجزاء فقد أجادت العرض والنقد،وكانت كلماتها الحرّةُ الصريحة انعكاساً واضحاً لاعتزازها بهذا الدِّين العظيم وبحضارته التي غيّرت وجه العالم. لم تقبل زينبُ على نفسها أن تخطَّ كتاباً أو رسالةً تفيضُ بالخوف من جرح مشاعر رجالات الفاتيكان أو تمتلئ بالتذلل لهم بُغيةَ الحصول على فتات الرّضا كما فعل بعضُ الذين صاغوا ردوداً وتعليقاتٍ خجلةً على محاضرة البابا، وكأنهم كتبوها على عُجالةٍ أو استحياءٍ خشيةَ أن يحلّ بهم الغضبُ والسَّخطُ!!! قالت زينبُ ما عجزت بعضُ الهيئات المسلمة عن قوله، وهي واحدةٌ وهم عشرات!!!.
ثالثاً: الدكتور إبراهيم عوض
لقد سخَّرَ اللهُ تعالى هذا الرجلَ الموسوعيّ المتبصِّرَ واسع القراءة والاطّلاع ليكون درعاً من الدروع التي تكسو صدر الإسلام وتردّ عنه رماح وسهام الطاعنين المُغرضين. وقد قدّم الدكتور إبراهيم( )، جزاه الله كلَّ خيرٍ، مجموعةً من الكتب الهامّة جدّاً التي تخصّصت في الردّ على المطاعن الكنسيّة الغربيّة والاستشراقية في الإسلام ونبوّة محمدٍ ، وكان من أكثر العلماء الذي وافقت أفكار هذه الدراسة أفكارهم، والتقت معهم في العديد من النقاط.
لقد خطّ هذا الأستاذ الكبير مجموعةً من الكتب والبحوث التي ذاد فيها عن الإسلام ونبوّة الحبيب المصطفى فقد كتب كتاباً بعنوان "هل أسّسَ محمدٌ دينه على الوثنيّة؟؟! ردّ فيه على شبهات وسخافات المدعو "سام شمعون". كما ألّف كتاباً بعنوان "لكنّ محمداً لابواكي له" ردّ فيه على شبهات المدعو خليل عبد الكريم صاحب كتاب "فترة التكوين في حياة الصادق الأمين". كما أَلَّفَ كتاباً هامّاً تصدّى فيه لبعض المستشرقين الذين سبق وأن ذكرناهم في دراستنا هذه مثل برنارد لويس وصاموئيل هنتنغتون ودانيال بايبس وعنون هذا الكتاب بـ "المستشرقون الجدد، دانيال بايبس وبقية أفراد العصابة". عرضَ فيه أبرز أفكارهم تجاه الإسلام ثمّ قام بتفنيدها والردّ عليها بالتفصيل. ولعلّ أبرز ما يخدم دراستنا هذه من مؤلفات هذا الأستاذ الكبير ثلاثٌ هي التالية:
أولاً: كتاب "مصدر القرآن، دراسة لشبهات المستشرقين والمبشّرين حول الوحي المحمدي"( ).
وهو كتابٌ يبينُ بالأسلوب العلميّ أنَّ الدراسة المدقّقة لشخصية الرسول وشخصيّة القرآن لا بدَّ أن تؤدّي إلى الإيمان الجازم بأنّ ذلك الكتاب يستحيل أن يكون من نتاج عقل محمدٍ ومشاعره أو أيِّ إنسانٍ آخر، وإنّما هو وحيٌ إلهيٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنَّ الرجل الذي جاء به لا يمكن أن يكون إلا نبيّاً رسولاً.
ويتَكوَّنُ هذا الكتاب من بابين أمّا الباب الأول فقد خُصِّصَ لدراسة شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام، وأمّا الباب الثاني فقد خصِّصَ لدراسة المحتوى القرآني وروحه. وقد قُسِّمَ الباب الأول بدوره إلى ثلاثةِ فصولٍ نوقشت فيها الشبهاتُ التي يفسِّرُ بها المستشرقون والمبشّرون المصدرَ الذي جاء منه القرآن. وقد رُتِّبتْ هذه الشبهات ترتيباً منطقياً بحيث أنه عندما يفرغ الدارس من مناقشة أولاها ويتبيَّن أنها غيرُ قائمةٍ على أساسٍ تاريخيٍّ أو علميٍّ يجد أنها تُسلمهُ تلقائياً إلى الشبهة التالية ... وهكذا. وهذه الشبهات تتلخَّصُ في أنَّ محمداً عليه السلام كان كذاباً مخادعاً، أو أنه كان واهماً مخدوعاً، أو أنه كان مريضاً بمرضٍ عصبيٍّ. وقد فنّدَ المؤلف هذه الشبهات واحدةً واحدةً ودَرَسَها دراسةً متأنيةً طرح فيها كلَّ لون من ألوان التحرُّج بغية الوصول إلى الحق الذي من شأنه أن يريح النفوس المتطلِّعةَ إليه والتي لا تألو في البحث عنه أيَّ جهد، وقد اعتمد المؤلفُ في ذلك كلّه على الروايات التاريخية الموثَّقة بعد أن مرّرها بما سمّاه (مصفاة المنطق الإنساني العام، والدراسات النفسية والطبية، وبخاصّةٍ تلك التي تتعلق بمكنونات اللاّوعي والأمراض النفسية والعصبية). أما الباب الثاني فقد قَسَّمَهُ المؤلف إلى ثلاثة فصولٍ، درسَ فيها شخصيّة القرآن ومحتواه، ووجدَ أنه لا يمكن أن يكون قد اسْتُقِيَ من أيِّ مصدرٍ بشريٍّ أو اقْتُبِسَ من أيّةِ ديانةٍ أخرى، وذلك بعد مقارنته بغيره من أديان عصره التي اتُّهِمَ الرسول بأنه قد أخذ عنها أفكاره عن وعيٍ أو عن غيرِ وعي.
ثانياً: بحث "ماذا تقول الموسوعة الكاثوليكيّةُ عن الإسلام ورسوله؟"
وهو بحثٌّ قيّم تناول فيه المؤلّف الكاتب إبراهيم عوض اللمز المقصود والمغالطات المتعلقة بالإسلام ونبوّته وردّ عليها ردّوداً شافيةً كافيةً. وكان من أبرز هذه المغالطات التي اشتملت عليها هذه الموسوعة الكاثوليكيّة ما يلي:
1. إنّ عنوان المقال الموجود في هذه الموسوعة عن الإسلام ليس كلمة إسلام كما كان يجبُ أن يكون بل هو محمد والمحمّديّة!!.
2. الغمز في أنّ محمداً قد تلقّى الإسلام من اليهود والنصارى الذين التقى بهم في رحلاته إلى الشام، مع قوافل قومه حيث حصّل معرفته الناقصة بدين هاتين الطّائفتين!!.
3. إنّ محمداً كان عُرضةً للإصابة بالصَّرع بين الحين والحين.
4. إنّ كتُبَ السّيرة النبّويّة ليست أهلاً للثقة، إذ تمتلئ بالخرافات والروايات المصنوعة!!.
5. إنّ كُتبَ السّيرة لم تُدوَّن إلاّ بعدَ نحو قرنٍ ونصفٍ من وفاة محمدٍ!!
6. إنّ محمداً كان انفعالياً ويخشى الألم الجسديّ لدرجةٍ غير معقولةٍ!!.
7. كان محمدٌ شديد القسوة مع اليهود!!.
ثالثاً: كتاب "عصمة القرآن وجهالات المُبشِّرين".( )
وهذا الكتاب مخصَّصٌ للردّ على كتاب "هل القرآن معصوم؟" لمؤلّفه المُسمَّى عبد الله الفادي أو عبد المسيح الفادي. وقد سبق لنا التعريف بكتاب الفادي هذا في المبحث الثالث من الفصل الرابع من دراستنا. ويقعُ كتاب الردّ "عصمة القرآن" في فصلين اثنين، تصدّى الأستاذ إبراهيم عوض في فصله الأوّل للردّ على الشّبهات اللغوية، وهي التي كان عبد الله الفادي قد سّماها بـ "الأسئلة اللغوية"، وهي خمسةٌ وعشرون سؤالاً، عقد لها فصلاً مستقلاً غطىّ صفحات الكتاب من 107 إلى 112، وكان الفادي يهدف من وراء ذلك إلى إيهام القُرّاء بأنّ القرآن الكريم مليءٌ بالأخطاء اللغوية!!.
أمّا في الفصل الثاني من كتاب الردّ "عصمة القرآن" فقد تصدّى الأستاذ إبراهيم عوض للردِّ على الشّبهات الخاصّة بمضمون ومحتوى القرآن الكريم، وردَّ فيه على شبهات وأوهام وأباطيل عبد الله الفادي وفنّدها بالتفصيل.
لقد أثبت الأستاذ إبراهيم من خلال مؤلّفه السابق حقيقةً مفادها أنّ عبد الله الفادي وأمثاله من المبشّرين على جهلٍ تامٍّ ومُطبقٍ بالقرآن الكريم وأنّ اعتراضاتهم كلّها ليسَتْ محلَّ اعتبارٍ ولا نظرٍ،ولكنّهم يحاولون الطعن وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم فقط لأنّه يخالف معتقداتهم ودينهم. ونحنُ بدورنا لا نرى في عبد الله وأمثاله إلاّ تكراراً ممجوجاً لأخلاق وأفكار رهبان العصور الوسطى، مع تغيُّرٍ في الشَّكل واللّغة والزمان والمكان فقط ...
لقد توفَّرت في الدكتور إبراهيم عوض مواهبُ متعدّدةٌ أبرزها أربعٌ هي التالية:
الأولى: موهبة إتقان اللغة الإنجليزيّة التي مَكَّنته من الاطّلاع على الكتب المسيحية والتراث المسيحي، وهي اللغة التي كان استاذنا قد أتقنها عند دراسته في بريطانيا لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة أكسفورد.
الثانية: موهبة نقد النّصوص، التي يحمل درجة الدكتوراة فيه.
الثالثة: موهبة كثرة القراءة وسعة الاطّلاع، التي تدلّنا عليها كتاباته في مواضيع متعدّدةٍ.
الرابعة: موهبة القلم السّيّال التي تدلّ عليها مؤلّفاتُه التي زادت عن المائة.
كلُّ هذه المواهب سخّرها هذا الرجل لخدمة دين الله والذّود عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
رابعاً: الأستاذ الدّكتور صلاح الخالدي
يُعدُّ الأستاذ الخالدي( ) من أشهر أساتذة تفسير القرآن الكريم في الكليّات الشرعيّة والجامعات في المملكة الأردنية الهاشمية، وهو من أبرز الذين عرُفوا بالكتابات المُدافعة عن القرآن الكريم والمبُيِّنة لمحاولات تشويهه والطّعن فيه. والخالدي من العلماء المشهود لهم بكثرة الاطلاع والكتابة، وتشهدُ لذلك مؤلّفاته التي زادت عن الأربعة والأربعين، وهو كذلك من العلماء المشهورين بعفّة اللسان وتقبُّلِ وجهات النظر المخالفة والحرص الكامل على نقل علمه وتجربته وما تربّى عليه إلى طلبة العلم من خلال لقاءاته الكثيرة بهم أو من خلال مؤلّفاته. وهذا ليس مُستغرباً من رجلٍ تخصَّص في "سيد قطب" ونحى منحاه في الكتابة والدّعوة والثبات على الحقّ.
ولعلّ أبرز ما يهمّنا في مؤلفات أستاذنا وشيخنا الخالدي آخر كتبه ومؤلّفاته والذي حمل عنوان "القرآن ونقض مطاعن الرهبان"( ). وقد خصّصه الخالدي للانتصار للقرآن الكريم والدّفاع عنه أمام هجمات أعدائه الذين حاولوا الانتقاص من شأنه وخطّؤوه مثيرين حوله كلَّ ما أمكنهم من شبهاتٍ واتهاماتٍ، باعثهم على ذلك العداوة له والجهل به. وقد سبق لنا التعريف بكتاب الفادي المسمّى "هل القرآن معصوم؟" في المبحث الثالث من الفصل الرابع في هذه الدراسة، وذكرنا في الصفحات القريبة الماضيّة جهود الدكتور إبراهيم عوض في الردّ عليه وعلى أبرز ما فيه من شبهات. ولعلّ تصدّي الأستاذ الخالدي هو الآخر للردّ على هذا الكتاب ليعكس مدى خطورته، لا لمستوى مضمونه ومحتواه لا، ولكن لأَنّهُ نُشرَ على الإنترنت بعد توزيعه مطبوعاً، فوصلَ بذلك إلى الكثيرين من ضعاف النفوس والجاهلين بالقرآن مما استدعى الردّ من جديدٍ لإزالة كلِّ شبهةٍ قد تعلقُ في النفوس ليزداد القرّاءُ يقينا بأنّ القرآن كلامُ الله وأنّه مُنزّهٌ عن الأخطاء والمطاعن كلّها. ويتألف كتاب الأستاذ الخالدي من فصولٍ عشرةٍ هي التالية:
الفصل الأول: نقض المطاعن الجغرافية.
الفصل الثاني: نقض المطاعن التاريخية.
الفصل الثالث: نقض المطاعن الأخلاقية.
الفصل الرابع: نقض المطاعن اللاهوتية.
الفصل الخامس: نقض المطاعن اللغوية.
الفصل السادس: نقض المطاعن التشريعية.
الفصل السابع: نقض المطاعن الاجتماعية.
الفصل الثامن: نقض المطاعن العلمية.
الفصل التاسع: نقض المطاعن الفنية.
الفصل العاشر: نقض المطاعن الموجَّهةِ إلى حياة الرسول .
وقراءةُ مقدّمة كتاب الخالدي على درجةٍ عاليةٍ من الأهميّة لكلِّ مقتنٍ له ففيها بيَّنَ المؤلِّفُ اسم الكتاب المختار للردّ عليه، وعرّف بكاتبه ووضّح السبب المباشر الذي دفعه للردّ عليه كما شخَّص في المقدّمة موطن الخلل عند الفادي وبيان ذلك ما يلي:
1. أمّا عن اسم الكتاب المختار للردّ عليه، وعن اسم مؤلفه فقال( ): "الكتابُ الذي خَصَّصنا كتابنا للردّ عليه وتفنيد شبهاته واتهاماته هو (هل القرآن معصوم؟) ونُسِبَ لرجلِ دينٍ نصرانيٍّ هو عبد الله الفادي، ويبدو أنَّ هذا الاسم مستعار. وصدر الكتابُ عن مؤسسةٍ تنصيريّةٍ في النمسا، اسمها ضوءُ الحياة، وظهرت طبعتُه الأولى عام 1994م وتوزِّعهُ هيئاتُ ومراكزُ التبشيرالنصرانية. ودعت مؤسسة ضوء الحياة إلى مراسلتها لإرسال الكتاب لمن يطلبونه كما أنها أنزلته على الإنترنت".
2. وأمّا عن السبب المباشر الذي دفعه للردّ على هذا الكتاب فقال( ): "وقد رأينا من المناسب أن نردَّ على كتاب الفادي "هل القرآن معصوم؟" وأن نُبيّنَ تهافة أسئلته، وتفاهة انتقاداته ... والذي دفعنا إلى الردِّ عليه أنه يُمَثِّلُ خلاصةَ جهودِ النصارى في فحص القرآن، وإثارة الأسئلة والشبهات حوله، فهناك كتبٌ كثيرةٌ لنصارى عديدين، تنتقدُ القرآن، وتثيرُ حوله الاعتراضات، وتزعم الوقوف على أخطاءٍ، ولقد قرأنا بعض تلك الكتب،ولدى مقارنتها بهذا الكتاب، وجدناه خلاصةً لها، فالردُّ عليه ردٌّ عليها.
3. وأمّا عن تشخيصه لموطن الخلل عند الفادي، فقد ذكره الأستاذ الخالدي بعد أن اقتبسَ بعض عبارات الفادي التي أوردها في مؤلّفه الطاعن في عصمة القرآن فقال: "رغبتُ منذ حداثتي أن أقومَ بخدمةٍ مُنتجةٍ دائمةِ الأثر للجنس البشري، وليس في مقدوري أن اكتشف قارّةً، مثل ما فعل كولمبس، ولا أن أخترعَ مذياعاً، مثلما فعل ماركوني، ولا أن أسخّر الكهرباء، مثل ما فعل أديسون، ولا أن أحلل الذرة، كما فعل أينشتاين، فليس شيء من هذا يدخل في دائرة اختصاصي ... ولكنني كرجل دين، رأيتُ أن أدرس القرآن"( ).
وقال الأستاذ الخالدي معلّقاً على عبارات الفادي السّابقة ومحدّداً موطن الخلل فيها بقوله( ): "لم يبق أمامه إلاّ الإسلامَ ليدرسَه، وبما أنَّ القرآن هو أساسُ الإسلام، فليوجه القسّيس الفادي نظراته الكنسية النصرانية إليه، ليدرسه دراسةً مفصّلةً، يقدم بها خدمة للبشرية!! فالفادي المسكين تراوده أحلام المجد وأن يكون في مصافّ أديسون وماركوني وأينشتاين، لهذا وضع هذا الكتاب "خدمةً للبشرية"!!! فالمسكين أسيرُ فكرةٍ عجيبةٍ استحوذت عليه وفرضت عليه المُضيَّ في هذه الطريق ... وطبعاً لن ينال المجد إن درس القرآنَ دراسةً منُصفةً مُحكمةً، بل لابدَّ أن تكونَ دراستهُ من منطَلقٍ نصرانيٍّ ضيِّقٍ ... كي ينال المجد الذي يحلم به!!! وهذا هو موطن الخلل: الأفكارُ المسبقةُ، والتحيُّزُ والتحاملُ.
لقد ردّ الأستاذ الخالدي على مطاعن وأكاذيب الفادي واحدةً تلو الأخرى، بتفصيلٍ مفيدٍ دون أن يترك شاردةً ولا واردةً ووضّح بما لا يدع مجالاً للشكّ كذب الفادي وغشَّه الذي تمثل في إخلاله المقصود بالأمانة العلميّة حيث كان يأخذ النصوص من كلام المفسّر البيضاوي، رحمه الله، ثمّ يزيدُ عليه ما لم يقله البيضاوي ويحذف منه الشيء الكثير.
وينبّه الأستاذ الخالدي في هذا المعرض إلى أنّ هذا التصّرف "الشائن" ليس خاصّاً بالفادي وحده بل هو نهجٌ عند أمثاله من أهل الكتاب في إحالتهم لكتب العلماء المسلمين التي يأخذون منها أحياناً ويستيعنون بها، حيث أنهم يفتقدون إلى الأمانة العلمية في النقل والنّسبة.
خامساً: الدكتور مُنقذ السّقّار
يُعتبرُ الدكتور السقّار( ) من الوجوه المشرقة التي برزت حديثاً في ساحة الدعوة إلى الله في السنوات الثماني الماضية. وهو بالرغم من حداثة ظهوره إلاّ أنّه شقّ طريقه في الدّعوة بقوّةٍ وعزيمةٍ وإصرارٍ، وسجّل حضوراً لافتاً للأنظار من خلال ألمعيّته في محاورة ومناظرة النصارى باللّغتين العربية والإنجليزيّة، وهذا واضحٌ معلومٌ لكلِّ متابعٍ للمواقع والمنتديات الإلكترونية المتخصّصة في محاورة ومناقشة النّصارى.
وهذا ليس مُستغرباً من هذا العَلَمِ الذي خطَّ العديد من المؤلفات في هذا الموضوع وأبرزها "هل العهد القديم كلمةُ الله؟" وكتاب "هل العهد الجديد كلمة الله؟" وكتاب "الله جلَّ جلالهُ واحدٌ أم ثلاثة؟" وكتاب "هل افتدانا المسيح على الصليب؟" وكتاب "هل بشَّرَ الكتاب المقدّسُ بمحمّدٍ ؟" وهذه الكتب جميعها قام السقّار بترجمتها إلى اللغة الإنجليزيّة.
والدكتور السقّار واحدٌ من الأساتذة والدّعاة الذين يدركون تماماً أهميّة توظيف وسائل الاتصال المعاصرة في الدّعوة إلى الله تعالى، لذلك نرى مؤلّفاته كلّها متوفرةً، وبالمجّان، على شبكة الإنترنت والمواقع الإسلامية. كما أنّ له حلقاتٍ كثيرةً وسلاسل من الدروس الصوتيّة والمتلفزة في مناقشة النصارى وردّ شبهاتهم عن الإسلام. ومن أبرز هذه الدروس والمحاضرات والمناظرات ما يلي( ):
- سلسلة هل العهد القديم كلمة الله؟
- سلسلة مناظرة مع القس أسعد وهبة عن الصلب في التوراة.
- سلسلة مناظرة مع القس أسعد وهبة عن الصلب في العهد الجديد.
- سلسلة مناظرة مع القس رأفت مشرقي عن قدسية العهد القديم.
- سلسلة هل صُلِب المسيح عليه السلام.
- سلسلة محاضرات ومناظرات متعلقة بالنصرانية والكتاب المقدس.
- سلسلة من دلائل النبوّة.
- سلسلة مناظرات مع القس رافت مشرقي (تافار) عن إنجيل لوقا.
- سلسلة مناظرة مع القس جاكوبي حول الكتاب المقدس.
- سلسلة مناظرة مع المُنَصِّرِ بوس عن ألوهية المسيح.
- سلسلة تعالوا نتأسّى بمحمدٍ .
- مناظرة مع القس لف يوكي.
- ردّ على مغالطة البابا حول انتشار الإسلام.
- الإرهاب بين الإسلام والمسيحيّة.
- الردّ على شبهة أنّ ورقة بن نوفل هو مَن علَّمَ النبيّ القرآن.
- الردّ على شبهة حول الجزية في الإسلام.
- القرآن والإرهاب.
- الردّ على مَن زعم بأنّ القرآن منحولٌ من أشعار العرب وبحيرا.
- الردّ على فرية أنّ النبيّ كان مُصاباً بالصّرع.
- الردّ على شبهة الغرانيق.
- الردّ على مَن يقول بوجود أخطاءٍ نحويّةٍ في القرآن الكريم.
ومن الواضح ممّا سبق ذكره وتعداده من دروس ومحاضرات الدكتور السقّار أنّه كان يركّز على نقد ونقض الكثير من العقائد المسيحية لكنّه وفي الوقت ذاته كان يركّزُ على ردّ كلّ الشبهات التي يثيرها المسيحيون حول الإسلام ونبوّته .
ولعلّ أكثر ما يهّمنا في دراستنا هذه من مؤلفات الشيخ السقّار دراسته الأخيرة المطوّلة والهامّة، التي حملت عنوان "شبهات النصارى حول الإسلام" وهو بحثٌ يتكوّنُ من أربعة مطالب ويقعُ في صميم دراستنا.
وقبل البدء في استعراض أهمّ ما اشتملت عليه مطالب البحث الأربعة، نلفتُ إلى أنّ الشيخ السقّار قد أشار في مقدمة بحثه إلى أنّ أبرز الموضوعات التي ركّزتْ عليها الدراسات النصرانيّة المتعلّقة بالإسلام هي الستّةُ التالية:
1. التشكيك في مصدرية الإسلام.
2. الطعن في النبي .
3. الطعن في القرآن الكريم.
4. الطعن في سنّة النبي .
5. الطعن في تاريخ الإسلام على مر العصور.
6. الزعم بأن القرآن قد حوى في دفَّتيه ما يؤيد المعتقدات والكتب النصرانية.
أمّا عن مطالب بحث السقّار الهام جدّاً عن شبهات النصارى حول الإسلام فقد جرت على النحو التالي:
في المطلب الأول، والذي حمل عنوان "منهج النصارى في شبهاتهم عن الإسلام" لخَّص المؤلِّفُ المنهج في كذبهم وتلاعبهم بالنصوص وتحريفهم لها، ثمَّ تحدّث عن نماذج من ذلك وعن نماذج من المغالطات التي يقعون فيها عند استدلالهم على ما يقولون. وكانت أبرز كتب النصارى التي استخرج منها المؤلف ما يثبتُ صحّة كلامه كتاب "أديان العالم" لمؤلِّفه حبيب سعيد، وكتابات القس أنيس شروش.
وفي المطلب الثاني والذي حمل عنوان "شبهات النصارى المتعلّقة ببعض شرائع الإسلام" تصدّى الدكتور السقّار للردّ على شبهة انتشار الإسلام بالسيف وقدّم فيها المبررات التي لأجلها شرع الإسلامُ الجهاد، وردّ فيها كذلك مستعرضاً الاضطهاد الديني الذي رافق انتشار النصرانية في العالم. ثم ردّ على شبهة ظلم الإسلام للمرأة وهضمهِ لحقوقها وتشريعه لضرب النساء ولقوامة الرجال وللطلاق ولتعدد الزوجات ولإعطاء المرأة نصف ما للرجل في الميراث.
وفي المطلب الثالث الذي حمل عنوان "شبهات النصارى حول نبوّة نبينّا "، تصدّى السقّار لشبهة النصارى القائلة بأنّ محمداً لم يأتِ بمعجزاتٍ مُستدلِّين ببعض الآيات القرآنية الكريمة التي تأوّلوها على نحوٍ باطلٍ والتي أوردها وهيب خليل في كتابهٌ "استحالة تحريف الكتاب المقدس". ثم تصدّى الشيخ السقّار للردّ على الشبهات النصرانية المثارة حول تعدُّد زوجات الرسول .
وفي المطلب الرابع والذي حمل عنوان "شبهات النصارى عن القرآن الكريم" فنّد المؤلِّفُ كلّ شبهاتهم المتعلّقة بمصدر القرآن، وقولهم بأنّ مصدره يعود للكتاب المقدّس ولأشعار العرب وللعقائد النسطوريّة ولبحيرا الراهب. كما فنَّد المؤلفُ كذلك شبهاتهم المتعلّقة بصحّة ثبوت القرآن الكريم حيث يزعم هؤلاء أنّ القرآن الكريم عند وفاة النبيّ كان نصوصاً مُتنافرةً وَحّدَها عثمانُ بن عفان، ويزعم هؤلاء كذلك أنّ المسلمين بعد وفاة محمد اسقطوا بعض الآيات والسّور القرآنية كرجم الزاني وسورة الحفد والخلع، ويزعم هؤلاء أنَّ في القرآن الكريم تناقضاتٍ وأخطاءً تاريخيّةً ولغويّةً ... وأخيراً فقد زعم هؤلاء النّصارى أنّ القرآن أَيَّدَ المعتقداتِ المسيحيّة بألوهية المسيح وعقيدة التثليث!!! كلُّ هذه الشبهات تصدّى لها الشيخ منقذ، أنقذه الله، وفنّدها وردّها كلمةً كلمةً وجلّى الحقَّ والصواب. جزى الله هذا الشيخ خيراً عن هذه الأمّة العملاقة، وأطال سيفه في الحقّ والذبّ عن الإسلام وأهله ونبيّه المصطفى .
نأملُ أن تكون هذه الدراسة قد وُفِّقتْ في تقديم هذا الداعية لمن لا يعرفونه من طلبة العلم في بلادنا، فهو أسدٌ من أسود الله وسيفٌ من سيوفه التي تكتسي على الزمان مضاءً بعونه تعالى.
سادساً: الشيخ أكرم حسن مُرسي( )
مرّةً أخرى قدّمت إلينا استفزازات الرهبان والمنصّرين شخصّيةً مسلمةً متميّزةً ما كُنَّا لنعرفها لولا أن واجهتها استفزازات وامتحانات المنصّرين للمسلمين ومحاولة تشكيكهم في دينهم ونبوّة الحبيب المصطفى .
معلوماتنا عن هذه الشخصيّة، وهي الشيخ أكرم حسن مُرسي قليلةٌ جدّاً، ولكنّ العمل الذي أنجزه في الذبّ عن ديننا ورسولنا كبيرٌ جدّاً. كبيرٌ في مستواه وهدوئه وعقلانيّته وحُسن تعامله مع الكارهين المبُغضين لهذا الدِّين. ألَّف الشيخُ كتاباً ضخماً جاوزت صفحاته الستمائة وسبعاً وعشرين، وسمّاه "ردّ السّهام عن خير الأنام محمدٍ عليه الصلاة والسلام" وقد روى هذا الكاتبُ الشابُّ في مقدّمة كتابه المذكور سبب إقدامه على كتابته فقال( ):
"إنّ اثارة الشُّبهاتِ لتشكيكِ المسلمين في عقيدتهم، أخطرُ الحروبِ على الإسلام؛ لأن اصحابها يستهدفون البسطاء وذوي النفوس الضعيفة، وطالبي الدنيا ومتاعها الزائل؛ فالمغرياتُ كثيرةٌ، والشبهاتُ شديدةٌ على من تُلقى إليهم، فيتخبّطون حيارى، يريدون مَن يأخذ بأيديهم، فلا يجدون من يشفي صدورهم، ويريحُ قلوبهم، ويزيل ما بها من شكٍّ وريبةٍ ـ وأصدقكم القول ـ أنّي تعرضتُ لما تعرَّضوا، وفُتنتُ كما فُتنوا، وزلزلتُ زلزالاً شديداً، فقد ألمَّ بي طائفٌ منهم، تقرَّب إليَّ، وادّعى صداقتي لينال مأربه وما كان ذلك إلاّ صرفي عن ديني وتشكيكي في عقيدتي التي دَرَجتُ عليها، وقد وجد ضالَّته، وأصاب مني مأربَه، فقد كنت في ذلك الوقتِ ضائعاً، أتخبطُ في الشهوات .. واستطاع ـ رُغم عدمِ براعتِه في إلقاءِ الشبهةِ ـ أن يجعلني أسهرُ الليالي الطوالَ، وأبيتُ مفكراً فيما يقولُ، ولا أجدُ إجابةً شافيةً، فقد كنتُ خاوياً، عقلٌ ضالٌ وقلبٌ فارغٌ، ثم أراد اللهُ بي خيراً، وتغمَّدَني بواسعِ رحمتِه، وعظيم فضلهِ، فقد قَيَّضَ اللهُ لي مَن يأخذ بيدي، وينتشلني مما أنا فيه، شابٌ نجيبُ، له سمتُ العلماء وفطنة المفكّرين، فطرحتُ عليه تلك الأسئلة، وأخبرتُه بمكنونِ صدري،وما كان يموجُ في عقلي من شكوكٍ وضلالاتٍ، فأذهبَ ما في نفسي بالإقناعِ والحجّةِ، وليلتَها نمتُ مستريحَ البالِ، قريرَ العين، فقد كنتُ قبل ذلك تتنازعُني الوساوسُ والشكوكُ، وقد ولدتُ على يديه مولداً جديداً، وبعثتُ بعثاً آخرَ، وأوصاني هذا الأخُ الكريمُ ـ حفظه الله ـ بأنْ التمسَ العلمَ، وأتفقّه في الدين، وبدأتُ بسماعِ المحاضراتِ، وقراءةِ القرآنِ الكريم بتدبرٍ، وشئياً فشيئاً أصبحتُ شغوفاً بالعلمِ، أطلبُهُ أينما كان فليست العبرةُ بمَن سبق ولكنّ العبرةَ بمَن صدق. ومع مرور الأيام دخلت على "الإنترنت" بقدر الله وحاورتُهم وحاوروني، فأكسبني ذلك خبرةً بطرقهم ومسالكهم، فانكشفتْ لي ألاعيبُهم، وأظنني اليوم قادراً على مجاراتهم وردِّ كيدهم إلى نحورهم ـ بإذن الله ـ، ولعلّ فيما ذكرتُه خيراً يردُّ الأمةَ إلى ربها، ويوقظها من سُبَاتِها وما يرُادُ بها، فينقلبُ السحرُ على الساحرِ".
إنّه لمن الواضح تماماً خطورة الدّور الذي يلعبه المنصّرون في حربهم على الإسلام ورسول الله ومدى التشكيك الذي تُحدثهُ شبهاتهم لعامّة المسلمين. ولخطورة هؤلاء فقد أكَّدَ الكاتبُ أنّه يخاطبهم وحدهم في كتابه هذا ولا يخاطبُ أحداً غيرهم مُعِلماً إياهم بأنّه سيردُّ على شبهاتهم بعد عرضها بأسلوبهم، وأنّه لن يلجأ إلى السخرية والاستهزاء والهمز واللمز، كما فعلوا هم، مؤكِّداً على حقّه في الذّود عن الإسلام ودفع الشّبهات بالحجّة.
وقد وضّح الكاتبُ أنّه اعتمدَ في منهج كتابه هذا على جمعِ الشبهات التي تنالُ من الرسول والردّ عليها بأسلوبٍ هادئٍ بعيدٍ عن الانفعال والانسياق وراء العواطف وركوب الشطط والمغالاة، ولم يسلك مسلكَ هؤلاء بالتعمية على القارئ وإخفاء الحقائق التي لا يستطيعُ عاقلٌ أن ينكرها ومنصفٌ أن يجحدها. وذكَّرَ بأنّ أصحاب الشبهات يعتمدون في إثارة شُبُهاتهم حول الرسول على أحاديث ـ جلّها ـ ضعيفةِ الإسنادِ، أو صحيحةٍ لم يفهموها إمّا لجهلهم أو لسوء نِيّتهم، فيعمدون إلى الكذب والتدليس وبتر الأحاديث والاستدلال بما ليس فيها.
يتألَّفُ كتاب "ردُّ السّهام" من ستة أقسام. وفي القسم الأول الذي حمل عنوان "شبهاتٌ حول عصمته ورسالته" تصدّى الكاتب للردّ على العديد من الشبهات الخبيثة الخطيرة كان من أبرزها:
1. شبهة أن القرآن وصفَ محمداً بأنّه يرتكبُ الذنوب.
2. شبهة سحر الرسول.
3. شبهة الغرانيق.
4. شبهة عبادة محمدٍ للأصنام.
5. شبهة كاد محمدٌ أن يُفتن.
6. شبهة كان محمدٌ ضالاً.
7. شبهة محاولة محمدٍ الانتحار.
8. شبهة كان محمدٌ ينسى.
9. شبهة محمد يُعظِّمَ ويقِّبلُ الحجر الأسود.
10. شبهة كان محمدٌ يعبس ويتولى.
11. شبهة كان محمدٌ يحرّمُ ما أحله اللهُ.
12. أخطأ محمدٌ في علم السّاعة.
13. مات محمدٌ مسموماً بعد أكله من شاةٍ مسمومةٍ.
14. مات محمدٌ وتحلّل جسده حتّى تعفَّن.
15. انتفخ جسدُ محمدٍ بعد موته.
وفي القسم الثاني الذي حمل عنوان "شبهات حول رحمته"، تصدّى الكاتب لمزيدٍ من الشبهات والافتراءات المتمثّلة في سوء فهم وتفسير الكثير من نصوص الحديث النبويّ الشريف، ومن ذلك:
1. محمدٌ يقول: أُمرتُ أن أُقاتلَ الناس.
2. محمد يقول: الجنّةُ تحت ظلال السّيوف.
3. محمدٌ يُرعبُ الناس ويُرهبهم رافعاً شعار "نُصِرْتُ بالرُّعب".
4. جُعِلَ رزقُ محمدٍ تحت ظلّ رمحه وأخذ الغنائم.
5. أمرَ محمدٌ بقتل النساء والصّبيان.
6. كان محمدٌ يحرقُ النخيل والزرع ويُفسدُ في الأرض أثناء حروبه وغزواته.
7. كان محمدٌ يأخذ الجزية.
وفي القسم الثالث والذي حمل عنوان "شبهاتٌ حول أخلاقه وسلوكه " فنَّدّ الكاتبُ وردَّ شبهاتٍ عظيمةً كان من أبرزها ما يلي:
1. كان محمدٌ يُكثر من اللعن والسبِّ كقوله: "ثكلتكَ أمُّكَ".
2. كان محمدٌ يكتحل مثل النّساء ويُحنّي شعره الطويل الذي يبلغُ كتفيه.
3. كان محمدٌ يتبوّلُ جالساً مثل النساء.
4. اضطجع محمدٌ مع فاطمة بنت أسد في قبرها وعاشرها وهي ميتّة.
5. كان محمدٌ عاشقاً للنساء يقول: حُبِّبَ إليَّ من دنياكم النّساء.
6. كان محمدٌ يلعقُ أصابعه بعد الأكل.
7. كان محمدٌ يحلل الكذب بحجة إصلاح ذات البين.
وفي القسم الرابع، الذي حمل عنوان "شبهات حول معجزاته" ردّ الكاتب على شبهاتٍ كثيرةٍ، كان من أبرزها قول المنصريّن ما يلي:
1. محمدٌ ليسَ له معجزات.
2. لو كان محمدٌ رسولاً لوردَ ذكرهُ في الكتاب المقدّس.
3. أخذَ محمدٌ القرآن وتعلّمهُ من البشر والناس مثل بحيرا الراهب، ومن بعده ورقة بن نوفل.
4. كان محمدٌ يعرفُ القراءة والكتابة.
وفي القسم الخامس، والذي حمل عنوان "شبهاتٌ حول أحاديث تتعلّقُ بالمرأة،وزوجاته "، ردَّ المؤلفُ على الافتراءات والشّبهات التي كان من أبرزها ما يلي:
1. حَكَمَ محمدٌ على المرأة بأنّها شؤم.
2. أمرَ محمدٌ المرأة أن تسجد لزوجها.
3. قال محمدٌ: إنّ الملائكة تلعن المرأة إن رفضت دعوة زوجها للفراش.
4. وصفَ محمدٌ النساء بأنّهن ناقصاتُ عقلٍ ودينٍ.
5. حقّرَ دينُ محمدٍ المرأة عندما جعل شهادتها نصفَ شهادة الرّجل.
6. وصلَ عددُ زوجات محمدٍ إلى إثنتي عشرةَ، مما يُثبتُ ولعه بالدّنيا.
7. تزوّج محمدٌ من طفلةٍ كان عمرها تسع سنوات اسمها عائشة.
8. أجبر محمدٌ ابنه بالتبنّي على تطليق زوجته زينب بن جحش ثم تزوّجها هو وذلك بعد أن رآها فأعجبته وقال: سُبحان مقلّب القلوب.
9. تّزوج محمدٌ ميمونة وهو محُرمٌ، وتزوّجَ صفيّة قبل انقضاء عدّتها وطلّق سودة لأنها أصبحت كبيرةً مُسِنَّةً.
وفي القسم السادس والأخير، والذي حمل عنوان "شبهات حول أصولٍ يزعمون أنّها خرافات"، ردّ المؤلف على شبهاتٍ كثيرةٍ كان من أبرزها ما يلي:
1. كيف يكون محمدٌ أوّلَ المسلمين، والقرآن يذكرُ أن النبيّ إبراهيم كان مُسلماً؟؟
2. كيف يُصلّي اللهُ على محمدّ؟؟
3. كيف أجرى الملاكُ جبريل عمليّةً جراحيَّةً لمحمدٍ وشقّ صدره وغَسَل قلبه؟؟
سابعاً: الدكتور سُليمان بن عبد الله الروّمي
لا تتوفر لدينا معلوماتٌ كثيرةٌ عن الدكتور سليمان الرومي( )، ولكن تتوفَّرُ لدينا معلوماتٌ وافرةٌ عن كتابه "دعوة المسلمين للنّصارى في عصر الحروب الصليبية"( )، والذي كان في أصله رسالة دكتوراه خطّها أستاذنا الرومي وهو على مقاعد الدراسة، وأخرجها إلى النور عام 2007م في كتابٍ من مجلدين بواقع تسعمائة صفحةٍ. وفي هذا الكتاب الضخم تصدّى المؤلف لمعتقدات النصارى كالتثليث والقول بالاتّحاد والتجسُّد وألوهية المسيح والصلب والفداء، وفندّها واحدةً تلو الأخرى، بالأدلة العقليّة والنقلية، وكذا فعل عندما ناقش شعائر النصارى وطقوسهم كالمعموديّة والصلاة والصوم وترك الختان وتعظيم الصور والتماثيل. ولكنّه وقبل أن ينتقل لردّ شبهات النصارى عن الإسلام ونبوّة الحبيب المصطفى نراه، جزاهُ اللهُ خيراً، قد أفردّ مبحثاً من خمسة مطالب عنّون له بـ" الدّعوة إلى العقيدة الإسلامية"، وكان من مطالب هذا المبحث الدعوة إلى اعتناق الإسلام من خلال بيان محاسنه، ومن خلال ردّ الشُّبَه عنه وعن تشريعاته، وكان من مطالب هذا المبحث كذلك الدعوة إلى الإيمان بالقرآن والدّعوة إلى الإيمان بنبوّة محمدٍ . واستعرض المؤلِّفُ جهود أبرز الولاة والقادة والعلماء والدّعاة في تلك العصور الذين قاموا بدعوة النصارى لاعتناق الإسلام. وقد أفرد المؤلِّفُ كذلك مبحثاً هامّاً تصدّى فيه للرّد على شبهات النصارى ومطاعنهم في الإسلام ونبوّة محمدٍ وكانت أبرز هذه الشبهات والدّعاوى ما يلي:
1. دعوى خصوصيّةِ رسالة النبي بالعرب.
2. دعوى أنَّ القرآن ورد بتعظيم النصارى والثناء عليهم.
3. شبهة تعدّد الزوجات في الإسلام.
4. دعوى انتشار الإسلام بالسيف.
5. دعوى عدم جزم المسلمين بصحّة القرآن لاختلاف الصحابة في جمعه وتعدّد قراءاته.
6. دعوى أنَّ القرآن يشتمل على ما ليس بصحيحٍ.
7. انتقادهم الطّلاق في الإسلام.
8. دعوى أنّ المسلمين وثنيُّون وكُفّارٌ.