الثقافة الفوز😉 - الثقافة الفوز😉 - الثقافة الفوز😉 - الثقافة الفوز😉 - الثقافة الفوز😉
لحظة الوصول إليها والتمتع بها تحدث الغبطة، بكونها مدعوة لامتلاك فلسفة ومعاني ومفاهيم ودلالات موجبات الوصول إليه، لماذا نبحث عنها وعن نظم مسالكها، وطرقها والحيرة أمام السبل الموصلة إليها، ودور الاجتهاد المادي المطلوب منّا لتحقيقها، وحضور اللامادي الروحي الكلّي المحيط في تعزيز ودعم من يريد إتمام مسيرته والتمتع بها، فما هي الرؤية المسبقة لقيمتها وأهميتها وانعكاسها على محققها لحظة تمتعه بها، وعلى محيطه الأسري والاجتماعي، وماهية دورها ضمن الحضور الأممي؟.
لذلك نجد أن من قُدِّر لهم حمْل أعبائها نراهم لاهثين خلفها، مَثلهم كمثل اللاعبين المدمجين بعقولهم وقلوبهم وطاقاتهم ضمن مثلث رغبة تحقيقها. حلُمَ الإنسان طيلة حياته بالفوز، طالبَ قلبه أن يفوز به كما طلب من عقله أن يتملّكه، وفي رحلته المعاشة لا يألو جهداً باحثاً عنه، وعن امتلاكه: الصغير والكبير، البالغ والراشد العاقل، والكهل، الذكر والأنثى، جميعهم امتلكوا حلم ثقافة الفوز بدراية أو بدونها، منهم من وصل إليها ومنهم من لم يصل، لتبقى حلماً لديه، فمضمونها الذي خلق رغبة الوصول إليها رآها كنكهة طيّبة شهدت شهد حصولها مع الآخر، فطالب ذاته بتحقيقها، وأطلق عليها لغة التحدي من أجل الفوز بالحياة أولاً، فإطلاق المتحدي (Challenger) أو المستكشف (discoverer) يعني لنا أنَّ ما نقوم به ضمن مسيرتنا المقدر علينا أن نسيرها بين نقطتي البداية والنهاية؛ هي لعبة حياتية وأحجية لا نعلم الفائز بها إلاّ لحظة إعلان النتيجة، وأشبِّهها بكرة القدم الوطنية التي تدعونا لفرح الفوز لها. كيف يحصل ذلك؟، بالطبع المجموع الإنساني يحتاج إلى التدريب والتعلّم والمعرفة من أجل اكتشاف المواهب وصقلها، والخطط والبرامج العلمية والممارسة العملية تحت مسمّى "النظرية تحتاج للتطبيق والتطبيق يحتاج للمكونات"، وكل ذلك يتهيأ لتحقيق آليات الوصول إلى الهدف وحمل شعار التنافس الشريف، فإذا نجحت هذه المعادلة حصدت النتائج الإيجابية، وامتلكت مفهوم: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فثقافة الفوز: مجموع يعلمون ويعملون، يخططون، ولعلمهم فاهمون، وثقافة الهزيمة: يعلمون لكنهم كسالى متباطئون، لاهون أو جياع غير مكتفين أو لا يعلمون ولا يعملون، بكونهم فاقدي الطموح، ولذلك نجدهم لا يفوزون ولا ينجحون، فمن طلب العلا سهر الليالي، وعمل طيلة ساعات النهار، ينسحب هذا القول على الأسرة والمجتمع والدولة، أي بدءاً من الفرد الإنسان وانتهاءً بمن يقوده والعكس صحيح، أي فوز المجتمع بأمته وقيادته التي يحلم بها أن تنصفه، كما هو فوز قيادته التي تحلم بأن تفوز به وبها وبهم، لتقوده ضمن فلسفة الحبِّ، وبدون ذلك لا فوز بينهما، ولا بناء، ولا حضارة ولا حضور .
الفوز يعني أن نتمسّك بالفرصة المتاحة، وأن نعمل عليها بكل ما أوتينا من قوة، وممنوع أن نتركها كي لا نصاب بالحزن على فقدها، فالحياة في جلّها حلمٌ يدعونا لتحويله إلى واقع من أجل الفوز بها، لكن ماهيّة الفوز وجوهره أن لا يسبّب عداوة أو تناحراً أو إساءة للآخر من جنسنا الإنسان، كم يفرح العصفور حينما ينجو فائزاً بحياته من طلقات بندقية الصياد، وكم يحزن الصياد لفقده قدرة الفوز باصطياده ؟!.
هل تستطيع تحقيق الفوز، ماذا تفعل إن خسرت، وأيّ إحساس ينتابك، هل تؤمن بثقافة الربح والخسارة، ماذا أعددت من أجل الفوز، وهل تعلمت نظمها ومتطلباتها كي لا تخسر، فإذا خسرت هل تعترف بأنك لم تعدّ العدة كي تفوز، وهل ستتناحر مع الآخر وتسيء لذاك الفائز، أم أنك سترفع له القبعة احتراماً بكونه اجتهد؟.
في المنطق الكلُّ يحلم بثقافة الفوز؛ لكن هل يمتلك الجمع موضوعية تعاليم الوصول إليه، ويتحمل الاعتراف بأنه قصَّر أو أخطأ في الوصول إليه، مما أدّى لحدوث خسارته دون أن يهيج ويغضب، ويهدم السدود التي بناها الآخرون من أجل الفوز بالحياة .
ثقافة الفوز تعني تعلّم لغة الصعود من أجل تحقيق موقف التعادل أولاً، ومن ثم الإصرار لمتابعة المسير، فالثقة بالنفس لا تحضر إلا من امتلاء، حيث التعادل يشبه النصر؛ لكنه لا يكفي لأن يكون لتحقيقه. حينما نبتعد عن العواطف والحماسة والاندفاع الفطري، وقوة الرجولة، ونستخدم تراتبية العلم ضمن ما نسعى إليه، سنحقق ثقافة الفوز