رسالة إلى مقبل على الزواج .. - رسالة إلى مقبل على الزواج .. - رسالة إلى مقبل على الزواج .. - رسالة إلى مقبل على الزواج .. - رسالة إلى مقبل على الزواج ..
رسالة إلى مقبل على الزواج ..~
أخي المبارك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه كلمات أبعثها إليك عطرتها لك بعطر حبي، وأخرجتها من قلب يتمنى لك الخير والتوفيق، تسبقها كلمات التبريك والاحتفاء بقرب زواجك، واقتراب موعد طالما تمناه كل شاب وفتاة، فأسعد الله أيامك وعطّر ساعاتك، وجعلك تنتقل من خير إلى خير ومن بستان لآخر.. أخي العريس : إن الزواج نعمة من نعم الله، وآية من آياته الدالة على حكمته وجميل صنعه وتدبيره، قال تعالى{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } فالزواج نعمة قد أتمها الله عليك، وهو قرار وحصن لك إن شاء الله، وإكمال لنصف دينك، فأوصيك أخي أولاً أن تستشعر هذه النعمة فتحمد الله أن وفقك ويسّر أمرك. واعلم أخي: أن الزواج مشروع كبير يبدأ من يوم العقد، وينتهي بانتهاء أجل الإنسان، لذا يجب على كل من أراد مرضاة الله أن ينوي في قرارة قلبه أن يجعل هذا المشروع وفق هدي الكتاب والسنة، وأن يسيّر حياته بأوامر الشرع المطهر؛ بدءاً من وليمة العرس وانتهاءً بشؤون الأسرة والبيت والذرية، فاجعل أخي الحبيب هذا الهدف وهذه الغاية نصب عينيك في كل أمورك وشؤونك.. أيها الداخل قفص الحب: أوصيك أن تدقق النظر كثيراً في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة في سيرته وشمائله ومواقفه مع زوجاته رضي الله عنهن، ففيها الكثير من الفوائد، وفيها الكثير من الحلول للمشاكل الزوجية التي تعترض أي زوجين. ولا تنس أن تستمع إلى أشرطة المشايخ والعلماء في هذا الباب، ففيها خير كثير وتنوير لدربك وحياتك . وأخيراً تذكر أخي المفضال أن البيت والأسرة لبنة في صرح أي مجتمع، والمجتمعات بمجملها تشكل هوية الأمة وشخصيتها، فاجعل بيتك وأسرتك محضناً للتقى والخير، وبستاناً فيه الرحمة والألفة، وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا - معاشر الرجال - بوصية عظيمة فقال عليه السلام: ( استوصوا بالنساء خيرا ) . فكن لزوجتك خير معين على طاعة الله، وأعطها حقوقها، وكن قدوة لها في الخير، وتحمل أخطاءها، بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما بخير، والسلام عليكم
أسوق إليك نصيحة أم لابنتها عند زفافها إلى زوجها وقد مزجتها بابتسامتها ودموعها: يا بنيتي: أنت مقبلة على حياة جديدة، حياة لا مكان فيها لأمك أو لأبيك، أو لأحد من إخوتك.. ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد أن يشاركه فيك أحد حتى لو كان من لحمك ودمك.. كوني له زوجة يا بنيتي، وكوني له أماً، اجعليه يشعر أنك كل شيء في حياته، وكل شيء في دنياه، اذكري دائماً أن الرجل – أيّ رجل – طفل كبير، أقل كلمة حلوة تسعده لا تجعليه يشعر أنه بزواجه منك قد حرمك من أهلك وأسرتك؛ إن هذا الشعور نفسه قد ينتابه هو، فهو أيضاً قد ترك بيت والديه، وترك أسرته من أجلك، ولكن الفرق بينك وبينه، هو الفرق بين المرأة والرجل، المرأة تحن دائماً إلى أسرتها؛ إلى بيتها الذي ولدت فيه ونشأت وكبرت وتعلمت فيه، ولكن لا بد لها أن تعوّد نفسها على هذه الحياة الجديدة لا بد لها أن تكيّف حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجاً، وراعياً، وأباً لأطفالها، هذه هي دنياك الجديدة. يا بنيتي: هذا هو حاضرك، ومستقبلك، هذه هي أسرتك التي شاركتما أنت وزوجك في صنعها، أما أبواك، فهما ماضٍ. إنني لا أطلب منك أن تنسي أباك، وأمك، وإخوتك، لأنهم لن ينسوك أبداً يا حبيبتي وكيف تنسى الأم فلذة كبدها؟! ولكنني أطلب منك أن تحبي زوجك، وتسعدي بحياتك معه. أختي العروس: أختم لك بهمسة في أذنك فاحفظيها جيداً: اعلمي أن مفاتيح قلب الرجل خمسة: البصر - السمع – الشم – اللمس - التذوق. وقد جمعت الأعرابية الحكيمة هذه المفاتيح، وزادت عليها عندما أوصت ابنتها ليلة الزفاف فقالت: "تفقدي مواضع عينه، وأنفه، فلا تقع عينه منكِ على قبيح، ولا يشمَّ منكِ إلا أطيب ريح، ولا يسمعن عنك إلا حسناً، وتفقدي وقت منامه، وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة، والاحتراس بماله، والإرعاء على حشَمه وعياله، ولا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرتِ صدره، وإن أفشيت سرّه لم تأمني غدره، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً!! أسأل الله لكِ حياة هانئة هادئة مستقرة، وذرية صالحة مباركة تقية ، دمتِ بخير والسلام عليكم.