أشكر المرور اللطيف منكم جميعاً وأقول يا أُمتي عليكي حسرتي صاقالله لمن كنتي بالعالي يوم كان فيكي ابو زيد الهلالي وما رح اكمل خلي إلي في بالي في بالي تحياتي
ذكرتني وصية الخروف لابنه بمقالة " نحن الموقعين بحوافرنا أدناه " للشاعر العربي نزار قباني ، وفيها يعري الشاعر واقع الأمة العربية " المخزي " الذي ولد ورضع وتربى على "لعق الأسفلت .. وتُقَرقِشُ المسامير .. والحجارة .. وعلب المالبورو الفارغة .." وفيها يقول: "نحن الأغنام العربية التي أطفأوا عيونها حتى لا ترى .. وقَصُّوا قرونَها حتى لا تنطح .. وغسلوا أدمغتها حتى لا تفكر ..
نحن الأغنام العربية المسافرة من رعب إلى رعب .. والممنوعة من استعمال الهاتف .. والذهاب إلى مركز البريد .. وشراء تذكرة سفر بالبحر أو بالبر أو بالطائرة ..
نحن الأغنام العربية التي يُستعمل لحمها مشوياً في المآدب الرسمية، ويُستعمل جلدها مدبوغاً لصناعة الأحذية ..
نحن الأغنام المكسورة الخاطر التي علّموها منذ طفولتها أن (الصبر مفتاح الفَرَج) ومفتاح فلسطين .. ومفتاح الفردوس، ومفتاح الوحدة العربية العتيدة، تأكد لنا بعد أن شابت فروة رؤوسنا .. أن مفتاح الصبر لا يفتح شيئاً، وأن كل الحِكَم العربية المأثورة التي حفّظونا إياها عن ظهر قلب ونحن صغار، لم تكن سوى وَصفات طبية مهدئة .. لقتل طموح الأغنام، وإبقائها في مرحلة أكل البرسيم .. وقشر البطيخ …
نواصل الكتابة بحوافرنا ..
طبعاً نحن نشعر برهبة عظيمة ونحن نكتب هذا الخطاب إلى مولانا السلطان وزوجته قمر الزمان ..
ولا نكتمكم أننا تبولنا على أنفسنا أكثر من مرة من شدة الخوف .. قبل إرسال هذا الخطاب المصيري ..
إننا غير متعودين على رفع الصوت أمام حكامنا وأولياء نعمتنا .. فالكلام في حضرتهم وقاحة وقلة أدب ..
أنتم بالنسبة إلينا أشباح .. نسمع عنها ولا نراها .."
وفي هذا النص المقتبس يوجه الشاعر اتهامه إلى أصحاب السلطة الذين أوصلوا هذه الأمة إلى ما هي عليه الآن .
أعرف أن أصحاب السلطة لعبوا دورا في ذلك ، لكن أفراد الأمة في غالبيتهم لهم الدور الأكبر في ذلك.