عندما تستيقظ الأحزان ......... - عندما تستيقظ الأحزان ......... - عندما تستيقظ الأحزان ......... - عندما تستيقظ الأحزان ......... - عندما تستيقظ الأحزان .........
كتيت هذه القصة بتاريخ 2-4-1994
عندما تستيقظ الأحزان ........
اتفقت في أحد الأيام أنا والأصدقاء أن نقوم برحلة الى الأغوار نغير الأجواء ونستمتع بأول أيام نيسان النضرة ... لم أكن أعلم أن هذه الرحلة ستكتسي بدمعة تحرق الأحشاء وتدمي القلب رغم روعة الطبيعة والمرح الذي لم ينقطع للحظة ...فتارة نعرج الى جبال تكسوها الخضرةوطورا الى شلالات دافئة تبعث في الروح نشوة سرعان ما تبخرت عندما شاهدت ما جعل الدنيا كئيبة في عينيّ وما يبكي أقسى الأفئدة .........
رغم أنني أزور نهر الأردن لأول مرة الا أن الروح قفزت والعيون تسمرت وأنا أرى أشجار السرو باسقة شامخة شموخ الأهل غربي النهر .....
رأيت جبالا تعلوها الحسرة وأرضا سليبة سالت جراحها أمطارا سقت الأرض وأينعت ربيعا بائسا فالأرض لا تزهو الا بأصحابها والجنة لا تحلو دون الناس ..........
ان ما أدمى القلب ذلك السياج الملعون الذي فصل ضفتي النهر ومزق الوح حزنا ....يا ليتني أستطيع أن أتركهم وأركض الى أرض ممزقة ووطن مكلوم وأهل تذبحهم سكاكين الغدر ليل نهار .... تنهد تنهيدة عميقة وسرحت كثيرا وتدحرجت دمعة لسعت أوردتي سرعان ما اقتلعتها كي لا أنتزع البهجة من نفوس أصدقائي الذين لا أشك بحنينهم الجارف لوطنهم مثلي .......
هل يمكن لسياج هش أن يفصل أرواحنا ؟؟؟ وكيف يحرم الانسان من وطنه ؟؟ أية انسانية هذه ؟؟؟؟
هي بضع خطوات ولم أستطع أن ألثم ترابه ...لإاي عذاب ولوعة ويا لعارنا !!!! الوطن أمامنا وما تجرأنا أن نخترق السياج ونعدو في أرض هي كنزنا المغتصب .......
كيف يجرؤ عدو جبان أن يستبيح أرضا ما كان يوما جديرا بها وجنة لا يستحقها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أدركت الجواب من نشرة الأخبار التي صدح بها المذيع وهو يبشر باستئناف المفاوضات !!!!
أدرت وجهي ودفنت رأسي بين يدي ...خفت على نفسي لأن المنظر لا يقاوم والمشاعر متأججة لوطن اقتلعونا منه عنوة وعدوانا ....زحف الحزن مسرعا الى الأضلع ونخر العظام واكتسح الفؤاد تجهما .... سارعت المركبة تنهب الأرض نهبا وغادرنا المكان الذي أيقظ مشاعر حبيسة الروح ورهينة الكبت المقيت ......
غادرنا جسدا وتركت الروح تهيم عشقا بوطن رائع , وكم تمنيت لو أن الزمن توقف أو أنهم نسوني هناك !!!!!!!!!!
رفعت رأسي والتقطت أنفاسا عذبة من هواء بلدي مسحت عني غبار الشجن وملأتني حياة بعد أن كاد القلب يموت اختناقا .............
لا سامح الله من أضاع فلسطين وتآمر عليها ...
كلماتك تدمي القلوب وتستفز المشاعر
أبدعت في نسج حروفك ورقص الألم على أوتار حزنك
ما أروع ما قرات من نسج أدبي رائع هنا برغم ما فيه من ألم
ما شاء الله تبارك الرحمن أخي ...لديك قدرة رائعه على الكتابة
أتمنى أن أرى جديدك باستمرار
دمت بحفظ الله