الدكتور أحمد نوفل نموذجاً - الدكتور أحمد نوفل نموذجاً - الدكتور أحمد نوفل نموذجاً - الدكتور أحمد نوفل نموذجاً - الدكتور أحمد نوفل نموذجاً
د. فوزي زايد السعود
نحفظ جميعاً قول النبي عليه السلام : «... وإنّ العلماء ورثة الأنبياء، وإنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ» (أبو داوود،3643)، فالعلماء حقيقة هم النجوم المضيئة في سماء مجتمعاتنا، حيث يهتدي بهم الناس في دروب الحياة، ويأخذون بأيديهم إلى سواء السبيل، فإذا غابوا عن مسرح الحياة قسْراً أو اختياراً، فقد ساد الجهل، واختلطت الأمور، وأصبح الخَلْق حيرى، فمن يقيهم من مزالق الانحراف عن الحق إن لم يؤدِّ العلماء رسالتهم ؟ ولا شك أن هذه الأيام العصيبة من تاريخ الأمة التي يُعلى فيها من شأن «علماء الضلال « أو «علماء السلطان « كما أطلق عليهم، فالناس بحاجة إلى وقفة علماء العزِّ والشرف، علماء ينطقون بهدْي الكتاب والسنة، ولا تغريهم الدولارات، ولا ترهبهم سياط الجلادين.
وإذا أردت أن أخصص الحديث عن بلدنا هذا، فلا ريْب أن د.أحمد نوفل بارك الله فيه وفي علمه يقف على رأس هذه القافلة المباركة التي مازالت تحافظ على اتصالها بالجماهير، عطاءً وهدياً لأكثر من نصف قرن، مابين التدريس الأكاديمي والإشراف العلمي في الجامعات وتربية الشباب والشابات، والولوج إلى عالم الصحافة والتأليف، والقنوات الفضائية وسائر المنابر التي توصل الفكرة لملايين الناس، وتحدِث تغييراً طيباً والحمد لله.
إن فضيلة الأخ د. أحمد نوفل أستاذنا وشيخنا الفاضل والذي عرفناه عن قرْب والذي نحسبه من أهل الصلاح والتقوى بإذن الله، يمثّل هذا الأمل عند الأمة، فهو بفضل الله لا يريد من أحد ثناءً ولا شكوراً، وأظنه فوق المطالب والمكاسب... وإنّما قياماً بالواجب وابتغاء ما عند الله تعالى.
نعم الأمة تريد العالم الداعية، المتمكّن الذي يخاطب العقل والفطرة، والوجدان، ويدخل إلى قلوب الناس بأسلوب سهل ميسور، ويربط هذا الدين بالحياة، ومشكلات الحياة، ويواكب مستجدات الأمور وعظائم الأحداث التي تعصف بالمجتمعات.
لقد استطاع الدكتور نوفل من خلال التحامه بالشرائح الشعبية على اختلافها، وتبنّي قضايا الأمة المصيرية، ومن خلال خبرته الطويلة في العمل الإسلامي، وإلمامه بعلوم كثيرة قديمة ومعاصرة كعلم النفس والاجتماع، وأساليب الخطاب والإقناع، واستخدام اللهجات المتنوعة... أن يكسب ثقة المستمعين والمريدين وتوصيل فكرته من القلب إلى القلب، والحديث يطول في هذا المقام، فقط أردت أن ألفت إلى هذا الجانب لأقول أن لدينا العديد من أساتذة الجامعات في الشريعة والتربية واللغة والإعلام... ولكن ربما اقتصر البعض منهم على الدرس الأكاديمي وكفى، وآثر السلامة والعافية حسب قناعته، وكذلك كم يتخرج لدينا سنوياً من طلبة الشريعة والدراسات الإسلامية والتربوية والإعلامية... ثم يذوب أغلبهم في ماديات المجتمع، ويعطلون رسالتهم، ويصبحون كعامة الناس هدفاً وأسلوباً وحياة وعيشة.
لا أريد أن أستعرض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وأقوال العلماء في وجوب الدعوة والنصيحة، وعدم كتم العلم، ومكانة العالم، ودوره في إحياء الأمة وتوجيهها... كل ذلك معلوم للجميع، ولكن المطلوب تماماً أن نتقدم خطوات جريئة في العمل والبناء، وإعلاء شأن الأمة ورفع معنوياتها محتسبين الأجر غداً، ولا ننسى أن البلاء قد عمَّ والفساد في أعلى صوره... والمغريات التي تفتك بشباب الأمة ومقدّراتها على قدمٍ وساق، إنها دعوة لاستنهاض الهمم والصدع بالحق ورفع الروح المعنوية، وربما يأتي زمان نندم فيه على تقصيرنا، ولات ساعة مندم.