عجوز في الثالثة والستين !!!!! - عجوز في الثالثة والستين !!!!! - عجوز في الثالثة والستين !!!!! - عجوز في الثالثة والستين !!!!! - عجوز في الثالثة والستين !!!!!
كانت إمرأة طاعنة في السن .... قابلتها قرب ذلك الزقاق الضيق وسط المخيم .... وكانت الثلاثة وستون عاما من عمرها مختبئة خلف تجاعيد وجهها الأسمر ..... وحينما أرادتْ أن ترخي جدائلها قرب حدود الشمس... هناك ... ارتعشت بين يديها ملامح الأنوثة ... وأغمضت عينيها على مهل .... واستسلمت لتنهيدة مزقت حدود حلمها الوديع.
حاولت أن أتذكر أين رأيت تلك السيدة العجوز .... حاولت أن أقيس المسافة بين حلمي وطموحها ... وتحسست كل تلك الأمنيات التي رضعتها من صدر أمي ... وتنفستها من فحولة أبي الشهيد.... ولكن كل محاولاتي باجترار الذكريات باءت بالفشل ... فعاودتُ النظر إليها وهي تلقي بظلال يأسها على أرصفة الطريق .... وسمحت لها رغما عني بالمرور على شيب رأسي... وخيوط جبهتي الموسومة بالتعب والانتظار... عاودتها النظر والتأمل وقراءة حروف صمتها العنيف... وما لبثت أن نطقت بحروف مقطعة محترقة ... لم أستطع ان أفهما آنذاك... ولكنني أيقنتها حين جمعتها بعد حين ... " نَ ك ْ بَ ة " و ما عرفتُ بعدها أين غادرت السيدة العجوز .... ولكنني عرفت شيئا لم تقله... ولعلها كانت تريد ان تقول ... ما نسينا
رصيف الزقاق ...هو الملجأ الوحيد لسيدة المخيم
تنثر من خلاله شوائب حبات العدس ...على أرض الزقاق التي لم ترصف منذ ستين عاماً
لتقول لنا بكبرياء الواثقين:- سننثركم لتدوسكم أقدام أطفالنا العابرين
وستبقى حبات العدس
لتروي الحكاية
مشهد المرأة هذه....في صباحات المخيم...لوحة فنية
حزين من لا يعايشه...وفخر للمارين
ربما الكلمة تعجز فتكون الصورة أكثرة قدرة على النطق !!
أريد للبشر أن يأتو ويفتحوا قلبي فليطفؤوا النار فيه ان استطاعوا ...ولا حول ولا قوة الا بالله
مبدع كعادتك ... ولا حول ولا قوة الا بالله
مازالت تلك الصور شاهدة على معانة ذلك الشعب الجبار الذي شرد اهله في شتلى بقاع الدنيا
شاهدة على ذلك الشعب الذي سلبت منه ارضه لكنه ابى الاستسلام
في نظرة كل عجوز وشيخ كبير الاف القصص عن تلك المآسي والمعاناة
لكن بالرغم من كل ذلك يبقى الوطن حي في قلوبنا بالرغم من تلك النكبات مادامت تلك الارض الطاهرة على وجه الارض ومادام هناك قلب شيخ كبير او شاب او طقل صغير ينبض بالحياة