نستكمل فيما بعد كالعادة الغريبة التي تتملك بعض الأقلام الهاجرة كاللثة الهاجرة ليس هناك غداة بأن نرتضي بالقليل القليل من الجعلكة القائمة على وضع بعض الحلول لنا دونما أن نتوغل في ما يربك آخرين .. على كل أعترف بكل امتنان لذاتي أني في قمة الارباك حالياً !! وأستطيع أن أنزع الآخرين إلى هذا الارتباك دونما أن أخجل من شعورهم بالضيق ورغبة مكبوتة في الشتم .. ليس إلا على كل التنسيق التكملة بعد ما يقارب الساعة إن لم تكن أقل دعوا الشيء كما هو عليه حتى أكمل وأنسق وأرغب بالكلام قليلاً ..
نفخت كثيراً في كأس الصودا بواسطة القشة أو ما تسميه الفتيات حاليا " شلمونة " أو كما تدعوها جدتي لأمي " مصاصة " بغض النظر عن التسمية الباهتة نفخت فيها فكانت الفكرة بحجم فقاعات الهواء الناتجة، وكانت باختصار مبنية على الانسياق بطعم كأس صودا خالٍ من فلسفتي المجعلكة في الوقت الحالي..
بدأتها في قول موضوع اللاموضوع وجوه كثيرة تحيط بالواحد منا وهو ينتظر الحافلة وينتظر " زقة " ما حتى يستطيع أن يركب ويصل إلى مبتغاه، بكثرة الوجوه تتعدد الروائح ويتحد الجميع في الانتظار فقط، هنا وهناك الجميع ينتظر، شاب فتاة بغض النظر عن مكونات المنتظرين، الجميع يرغب في أن يصل إلى مبتغاه ذهاباً وإياباً، الأفكار تنتظر ونحن ننتظر لكن الحياة لا تنتظر بكل الأحوال لا شيء ينتظر في الحياة سوى الإنسان هو فقط من لديه ملكة الإنتظار، وملكة انتظاري تلبست طعم الصودا باقتادر، صودا تبيع بعضنا لبعض، ربما تحمل طعم اللحم المشوي بقرف نعم أحياناً تكون حفلة الشواء فكرة مقرفة بحد ذاتها إذا ما رافقها قليلاً من الأعداد البشرية، يقدمون على عجل تحت طائلة الاختبار هنا وهناك، ربما يكون الموضوع دعاية شرائية لأحد شركات الأدوية، وتجربة تخرج بالإيدز كتجربة تفتك بالقارة السمراء رغم كل شيء، كل شيء يتمحور حول الصودا وبطعمها تقدم تلك الأعداد القليلة على طبق من فضة إلى الرجل الأبيض !! يجب أن يرافق الصودا بعض اللحم، لا يهم إن تجاوز العدد مئة مليون قتيل فهذه أعداد لا تكفي شهية الرجل الأبيض... نعم فوضى هي فوضى تقدم للجميع تحت طائلة المسؤولية الفردية .. أنت يمتعك طعم الصودا إذاً لا تسأل عن الثمن المدفوع قبالة هذه الكأس التي ترتشفها هنا أو هناك، لا يهم أن تدرك حجم الخطورة التي تقدم عليها، وإن كان لحم شعبك أمك وأبوك هو الثمن، هل هناك قرابة مكنية بين الآسيوي والأفريقي !! الجغرافيا لا تكفي أحياناً كي نفهم أننا نجلس على بركة ماء ويبقى طعم العطش في حلوقنا دائم، مثلاً حوض الديسي قادر على توريد المياه الصالحة للشرب لأكثر من خمسة وعشرين عاماً قادمة لما ندعوه عاطفة الوطن العربي... لكن شركات الصودا أولى به منا، ونشكو الحر والظل بجانبنا.. لا داعي لأن نصفق لأنفسنا فنحن ولسنا نحن فقط كل أولئك الذين لا يسري في عروقهم الدم الأزرق هم رهن لتلك الشركات، ورهن لتجاربها،ومخطئ من قال أن الدم الأزرق هو للذباب فما زلنا تحت طائلة هذه النظرية ...
حسناً إذاً ... لم يتبقى لي إلا أن أشغل التلفاز وأشاهد المزيد من الصودا هنا وهناك، كذلك العرض الذي قدمه صنع الله إبراهيم حين تحدث بنفس ما أفعل الآن ونظر إلى داخل حافلة تضرب فيها إمرأة وهي الضحية، التحرش نعم كان السبب في هذا هو التحرش الذي تعرضت له، صرخت عالياً " يا ابن الكلب " فإذا بالمتحرش يضربها ويحملها الحق ويصفها بـ ...... والجميع يقف ويتفرج، هل هذا يحصل في الوطن العربي !! بالتأكيد وبلا شك هو يحدث دون أن تطرف عين بالرفض لذلك، فممثل القارة السوداء في الطرب أو كما يسمونه الآن مايكل جاكسون العرب " تامر حسني " ممثل شركات الصودا الأول كلتاهما يغني " أجمل حاجة شدتني ليكي هي دي طيبة قلبك " والجميع دون إستثناء يعرف التفسير الذي مرره تامر من خلال الفيديو كليب، في بلاد العم سام لو أريد أن يستخدم هكذا تعبير سوف يكون مباشراً لكن الغريب أنه سوف يوصف بوصفه الحقيقي " دوني ... مثير للإشمئزاز " أوبرا وينفري قالتها بصريح العبارة في موسم 2005 أن هذا يعبر عن ثقافة منحطة في مقابلة لها مع أحد منشدي الكنيسة وفي استطلاع عام أجرته أحد الصحف الفنية وافق الأمريكيين على تعبير أوبرا وينفري بنسبة تتجاوز الستين بالمئة.
جليٌ هو التفكير بالرابط بين تامر حسني الفار من الخدمة العسكرية والمعاقب عليها بالسجن وبين مباشرته بتمثيل شركات الصودا في حملات إعلانية كانت الأضخم والأكثر ثمناً على الإطلاق في تاريخ أي ماركة تجارية في الوطن العربي، كتبتها في مكان آخر مالرابط بين تقديم نماذج منحطة وارتفاع أسهمها وبين تراجع التفكير في القضية الفلسطينية !! أعلم هناك من سيقول " أوووف زهقتينا وحلي عنا وقرف وإلخ " لكن أليس بهذا واقع يعرفه الجميع، لأقل شيئاً آخر لا علاقة له بتامر مايكل جاكسون العرب، كيف يصبح هذا المتحرش بفيديو كليباته ممثلاً وأفضل مطرب في القارة السمراء وجميع مبيعاته في مشواره ككل لم يتعدى مبيعات محمد منير في ألبوم واحد حتى الآن في القارة السمراء وحدها !! وهل موسيقى القارة السمراء هي البوب !!! ألا يوجد فن أفريقي مستقل في موسيقاه ومحبب من الأفارقة وشعبي جداً بينهم رغم كل آلامهم اليومية ويصبح البوب العربي هو المستحق لجائزة أفريقا الموسيقية !!
إذاً ليس من بدٍ أن نقفز إلى القليل من النماذج التي تمثل شركات الصودا في مخيلتنا الخصبة والتي إن ما قورنت بمخيلة شركات الصودات ستكون ضئيلة ضآلة وجودنا نفسه في اعتبارات الشماليين، ولكن قبل ذلك قال لي صديق في الإعلان التجاري الخاص ببسي يوجد هناك صوت مخفي يأمر المستمع أو المشاهد بشرب ببسي بصوت غير مسموع في الوضع الطبيعي بحيث إن مر الشخص من أمام ثلاجة ببسي سيقفز إلى ذهنه أنه يريد أن يشرب الببسي، بالمناسبة هذا واقع حقيقي في صناعة الإعلان الأمريكي وليس حصراً على ببسي وكوكا كولا، وقد تعرض له أكثر من مخرج سينمائي أمريكي بالنقد اللاذع من ممثلي التيار الماركسي الجديد أو ما يسمون بالماركسيين الجدد، وبالعودة إلى النماذج التي تمرر من خلال شركات الصودا فهو إما شاب وسيم جداً وعريض المنكبين مفتول العضلات يذهل الفتيات بمنظره أو فتاة ممشوقة القوام تحت طائلة " باربي " تذهل الشبان، والجهتين مهما شربت من لترات الصودا وفي أي وقت كان فإن أجسامهم تحافظ على رشاقتها المعهودة ومنظرها الجناني وليس الأرضي، وأسنانهم بيضاء مصطفة تماماً ولا تأثير للصودا عليها بأي حال من الأحوال مما يذكر بإعلانات الدخان التجارية وجمال المدخنين، ويندرج ذلك على أن يكون شعار الشركة علامة لنجاح الممثل التجاري، فأنت لا بد قادر على كل شيء طالما أن مشروبك المفضل هو مشروب كوكا كولا أو ببسي كولا، فبريجييت ياغي مثلاً كان حلمها النجومية وتحقق ولا بد مع ببسي دايت، ,وجي مور يستحث جاكي شان على فعل المستحيل حتى يحظى بالببسي، إذاً يجب أن نبذل الجهد للحفاظ على هذه النعمة المقدمة من قبل شركات الصودا، الغريب في كل هذا أن الذوق العام بدء بالانحطاط في السينما والموسيقى مقارنة مع تكيثف الإعلانات التجارية من قبل شركات الصودا، والهزلي منها يكثر بنفس النماذج ونفس الرؤيا، وينتشر لدى الجميع ثقافة هذا النموذج ويتم تعريض الأفراد غير القادرين على الوصول لهذا النموذج جسمانياً للسخرية بشكل أكبر بكثير من ذي قبل ، ويتم رفض النموذج المحلي لشكل المرأة والرجل، على حد سواء من قبل المتلقي ويصبح الحلم هو الوصول لهذا النموذج مفتولي العضلات وباربي !!!