::..واحة القصص ,,6,,أبو عدي,,لا تهد من أحببت.:: - ::..واحة القصص ,,6,,أبو عدي,,لا تهد من أحببت.:: - ::..واحة القصص ,,6,,أبو عدي,,لا تهد من أحببت.:: - ::..واحة القصص ,,6,,أبو عدي,,لا تهد من أحببت.:: - ::..واحة القصص ,,6,,أبو عدي,,لا تهد من أحببت.::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكلٍ منا قصصٌ وذكريات.. يحتفظ بها في نفسه ...بعضها حصلت معه ....وبعضها مرت عليه في شريط حياته
بعضها تركت أثراً يعشقه ...وبعضها تركت حزناً لا تمحوه الأيام...
بعضها من السهل أن يتركها جانباً ....وبعضها يضعها أمامه ..يتفحصها ...يفكر بها..يتأمل ...عله يجد ما يحيره بتفاصيلها......
موضوعنا مختلف بعض الشيء هذه المرة...والفكرة بسيطة...حدثنا عن قصه حصلت معك...أو مرت عليك ..ترجمها بأسلوبك ...ولنتشارك النقاش في معطياتها ..أسبابها...
علنا نستفيد من تجارب الجميع هنا...علنا نتعلم شيئاً جديداً في حياتنا..
بعض روادنا الأعزاء...يملكون الكثير من تجارب الحياة ...وبعضهم بجعبته الكثير من قصص الماضي ...
فلنطرح ما بجعبتنا هنا..بأسلوب أدبي بسيط نتبادل من خلاله متعة النقاش الجاد والمفيد للمتلقي ..سنقوم بطرح قصة كل أسبوع إن شاء الله....
احكيلنا شو صار معك
أتمنى أن تروق لكم الفكرة وأن نتفاعل معها جميعاً
سأقوم بطرح الحلقة الأولى تبسيطاً للفكرة وحتى تطلعوا عليها ...
ومن جديد أجدد شكري وامتناني للأخ منيب ..وحداتي قريوتي على تصاميمه الرائعة التي يخص بها المنتدى الأدبي
تاريخ التسجيل : Jan 2011
المشاركات : 1,544
رقم العضوية : 13511
لا تهد من أحببت
ترددت كثيراً قبل أن أروي هذه القصة الحقيقية ولكني اسأل الله ان يكون فيها بعضاً من عبرة.
التحقت بسفينتي لأكمل ما تبقى لي من فترة تدريب لانهاء متطلبات دراستي البحرية وكانت هذا السفينة مملوكة لشركة اردنية ولكنها تُدار من شركة نرويجية وتعمل هذا السفينة في نقل البضائع السائبة (كالحبوب ، الفحم ، تراب الحديد) وكانت هذه السفينة تعمل على خطوط غير ثابتة اي تجول حول العالم ومعظم رحلاتها كانت ما بين استراليا اوروبا والامريكيتين ، كنت في بداية العشرينات.
لم أكن متدينا ابدا لا بل لم أُراجع نفسي بأي معصية اقترفتها مهما عظمت وكانت متعتي الجلوس الى السكارى بالرغم انني لم أعاقر الخمر بحياتي ابداً ، لم أكن أُصلي ولم يخشع لي قلب والعياذ بالله ، بأحد رحلاتي وكانت من جزر الفيجي (بالمحيط الهادي) الى لندن وفي ليلة كان البحر فيها سيئا جداوالسفينة تتراقص بنا كقشة لا وزن لها وكنت أنام على سريري المرتفع قليلا عن الارض ، في قمرتي نافذة تُطل على سطح السفينة تقع فوق سريري تماما ، في هكذا ظروف يصعب النوم ولكن الارهاق استبد بي فنمت كطفل رضيع ، وفجأة وجدتني قد وقعت من سريري وبلمح البصر نظرت من نافذة قمرتي فوجدتها قد غُمرت بالمياه ولم يكن عندي ادنى شك من اننا نغرق فقلت وبصوت متحشرج (أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) .... نعم نطقت بالشهادتين ولا أدري كيف ولماذا.
لم أكد اكمل الشهادتين الا وبالماء قد زال واستطعت ان ارى بعض النجوم فعرفت اننا لم نغرق ، نظرت من نافذتي واستطلعت الامر فتبين انها كانت عبارة موجة كبيرة اصطدمت بحافة السفينة ودفعت بمحتواها من المياه لتصعد الى نافذتي.
جلست بعدها أفكر في حالي ودنياي ، سؤال واحد لم أستطع الاجابة عليه ، ما الذي دفعني للنطق بالشهادتين وانا البعيد كل البعد عن التدين او حتى القيام بأي من العبادات المفروضة.
مرت بضع سنين وتخرجت ولظروف خاصة لم اجد العمل المناسب في مجال تخصصي ، نصحني قريب بالذهاب الى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية على أمل أن يساعدني بالحصول على عمل ، وكان السبيل الى ذلك أن أذهب برحلة (عمرة) ، وهكذا كان ، سجلت لرحلة عمرة برية وانطلقت بنا الحافلة وانا لا ألوي على شيء ولم اكن يومها حتى من المصلين وكنت أتهرب باستمرار عندما يحين موعد الصلاة واتذرع بحجج واهية مستغلا طيبة وحسن نوايا المعتمرين ، وصلنا منطقة الاحرام فاحرمت معهم ، وصلنا الى البيت الحرام وبدأ رفقائي المعتمرين اما بالبكاء او الدعاء وهذا القلب الصلف بين الحنايا لم يرتجف ، اواه ما اقساه ، وصلت أثناء الطواف الى الحجر الأسود ولمسته بيدي ولم يرتف لي قلب ، وتحللت من الاحرام كمن أدى العمرة تماما ، كان يرافقني شاب من اربد فيه من الطيبة والأُنس ما يكفي لنصف الكرة الارضية سالني لماذا لم تحضر معك (الحجة) فقلت له (الحجة) رحمها الله منذ زمن ، فقال اذا لماذا لم تعتمر عنها ...... وقفت ، تسمرت ، حدقت به أيُفكر هذا بأمي أفضل مني ويحي!! ماذا جرى لقلبي.
قررت أن أعتمر عن والدتي ولكن كنت أعود وأسأل نفسي كيف ؟ وهل تُقبل مني؟ قررت خوض التجربة وأعدت الأحرام وبدأت المناسك ، وأثناء السعي بين الصفا والمروة ..... يا الله ماذا حدث ؟ لقد بدأ رفع أذان العصر ، يا الله لا أدري للآن ماذا حل بي وقفت بمكاني واخذتني القشعريرة وبدأت أبكي وبدأت قواي تخور وبدأت ابكي بكاءً اقرب للعويل وجاء صديقي هذا وأمسك بي وأخذ يهدأ من روعي ولم أستطع الا البكاء والدعاء وبقيت على حالي هذا الى ما بعد صلاة المغرب .... بعدها عرفت طريقاً جديداً ومن بعدها والحمد بدأت طرقا جديداً.
رحمك الله يا أُمي الى جنات النعيم
ورغم علمي بأنك لم " تكبر " لتدرك رؤيتها أو سماع صوتها ولا حتى نيل شرف الإحسان بها .. إلا أنها كانت السبب في دخولك رحمة ربك .. غفر الله لك يا صديقي وتقبلك فيمن عنده ..
اللهم اجعلنا هداة مهتدين .. لا ضالين ولا مُضلين ..
اللهم اهدِنا للحق والهدى .. واجعلنا سببًا لمن اهتدى ..
سبحان الله دائما عندما نشعر بالخطر نلجأ الى الله لا شعوريا وهذا معناه ان الفطرة الانسانية باللوجوء الى الله دوما ما تظهر عند الخطر
الحمد لله الذي يسر لك طريق الهدية ورحمة الله على والدتك
سبحان ربي العظيم
انظر يا أخي الكريم ، كيف كانت أمك من الأسباب الرئيسة التي جعلتك تعود إلى الله،
الاقتراب الشديد من الغرق وفي عرض البحر لم يفعل ما فعلته أمك - رحمها الله - لك حتى في غيابها.
أسفي على كل من فقد أمه
اللهم ارحمهن جميعهن يا رب العالمين،،،