الظلم حين يصبح خبزا يوميا ..... - الظلم حين يصبح خبزا يوميا ..... - الظلم حين يصبح خبزا يوميا ..... - الظلم حين يصبح خبزا يوميا ..... - الظلم حين يصبح خبزا يوميا .....
كتبت أثناء عملي مدرسا في احدى قرى محافظة الكرك .......
كان وجهها صافيا طبيعيا ...لم تستبحه صنوف الأصباغ ولم تزره مساحيق الزينة الزائفة ...ما ان تراها حتى تذهب بعيدا في اختيار اسم يتناسب مع هدوئها وحيائها .....غير أن هذا يتلاشى لتختلط الدهشة بالذهول ......انها كمثيلاتها في الريف ظلمت ظلما مجحفا زمن ذوي القربى وكان من ضمن هذا الظلم أن أسماها والدها " قطنه " ...... تكثر هنا الأسماء التي تقترن بالطبيعة كغيرها من المناطق فمن تولد في الشتاء فهي حتى قبل ولادتها وتوقع مجيئها - المشؤوم في أحاييين كثيرة - في أحد الكانونيين أو شباط فهي حتما " شتوه " !!!!!!!! ان من حق الابن على أبيه أن يختار له اسما مناسبا فلا يخجل منه حينما يكبر ولا يشعر أنه يحمل أوزارا أو أثقالا ....وليت الاجحاف توقف عند هذا الحد فوالد هذه الفتاة تاجر أغنام كبير ويمتلك متجرا ضخما مقارنة مع محلات القرية الصغيرة الوادعة .........
ان جل أعمال المنزل تقع على كاهلها .....علاوة على العناية باخوتها الصغار لكثرتهم حيث أن الأم وحدها - وليس بالضرورة أن تكون امها فالرجل هنا يتزوج عادة أكثر من امرأة - لا تستطيع القيام بهذه المهمة فانك تجدها قبل أن تعانق الشمس السماء وقد حملت وعاء كبيرا ومشت مسافة طويلة الى حيث يتواجد قطبع الماشية فتقوم بسكب المياه والغذاء ثم حلب الأغنام والعودة وقد امتلأ الوعاء فأصبحت المسكينة لا ترى موضع قدميها من ثقل حملها !!!!!!!!
تمضي الأيام بها وبكثيرات غيرها على هذا المنوال ....ان البنات هنا برغم كل هذه الأعباء يتزوجن باكرا جدا لكن والد هذه الفتاة يصر ّ على حرمانها من حقها الشرعي متذرعا بأنه يعتمد عليها في كل شيء ....حتى البنت الوسطى والتي كان حالها أفضل بأن حازت على التعليم الجامعي لكنها لم تنج من طقوس العمل ذاته فهي في غياب الأب تقوم بأعمال المحاسبة في البقالة وجمع الديون من الزبائن وبالطبع لا تستثنى من أعمال شقيقتها ...........
قد يكون واقع هؤلاء الفتيات مريرا لكنه يتكرر عند الكثيرات بصور أشد مرارة وربما أفظع وأعظم هولا ...
يظن الناس أن المرأة قد تحررت من الجور الجاثم على صدرها ...من أراد الصورة بكل ما تحمل من معاناة فليأت الى هنا ...
السلام عليكم
أصبت كبد الحقيقة فيما كتبت هنا أخي وللأسف نواجه الكثير من هذه القصص في حياتنا وبشكل شبه يومي...بعضهن يتمتعن بكامل الحرية في كل شيء ...فتنعم بتلك الحياة الفارهه فتركب أغلى السيارات وتلبس آخر موضة وتنعم بكل ما باستطاعتها حصده من ثقة وحرية ...ولا تحسن استخدام كل ما لديها فتغرق بالمعاصي...بالمقابل هنالك الفئة التي تحدثت عنها فتحرم من كل حقوقها حتى ما شرع الله منها وتظلم مرة واثنتان وثلاث ولا رادع لظالميها ...مع أن مثل هذه الفئة لو أعطيت قليلا من حقوقها وحريتها ربما تحسن التصرف ...ربما كانت الفئة الاولى هي أول من تحرم الفئة الثانية من حقوقها...سمعت أحاديثا كثيرة من فتيات يعانين الأمرين من الظلم فكان نقلهن عن عائلاتهن بأنهم يرون ما تفعل الفتاة إذا ما أعطيت الحرية لذلك يضغطون على بناتهم كي يبقين كالقطط فلا يفعلن ما تفعل بنات هذا الجيل ممن نلن جزءاً من الحقوق....فهل في هذا شيء من المنطق؟؟؟
أشكرك من أعماقي على هذا الطرح المميز والمحتوى الرائع ...
جزيت كل الخير أخي ودمت بحفظ الله
قرأتها مرارا وتكرارا
يا ترى هل لاخضرار دمك علاقة بما جاد قلمك هنا ؟؟!!
صديقي أتجول بمقلتي حائرا في برهات السكون عندما تستكين جوارحي وترقد إلى راحة أسترقها من أفواه الثواني والدقائق ,,, لست مشككا إطلاقا بعدالة الكون ,,, أشفق على الظالمين لأنفسهم قبل ظلمهم للناس ,,, أشفق على الظالمين من ذوي القربى شفقتي على المظلومين من ذويهم وأكثر ,,, أتراها تنام أعين الظلام قريرة ؟؟!!
يجتاحني سيل من الأفكار تتضارب هنا وهناك أي أجساد تلك التي تحمل قلوبا فظة غليظة ؟؟!! أتراها أجساد بشر ؟!!
لا أظنها كذلك ,,, يحدثني والدي عن ذلك الصداع الذي ينتابه فيتداعي له سائر جسده بالسهر والحمى عندما أصاب بمكروه ,,, أو عندما يحملني أعباء تفوق طاقتي !!!