ضيف في الأدبي (17)... البعد الثالث "أبو زيد" - ضيف في الأدبي (17)... البعد الثالث "أبو زيد" - ضيف في الأدبي (17)... البعد الثالث "أبو زيد" - ضيف في الأدبي (17)... البعد الثالث "أبو زيد" - ضيف في الأدبي (17)... البعد الثالث "أبو زيد"
بسم الله الرحمن الرحيم
لأننا نعيش في أسرة خاصة اسمها "الوحدات نت"، ولاننا اعتدنا أن نبقى على تواصل فيما بيينا ، ولان التواصل في المنتدى الأدبي متصل بالقلم الذي ينسج الحروف ..ليشكل أجمل الصيغ في أرقى الصور ..فكان لا بد أن نكون في قلب القلم ..نحاور صاحبه و نرى الفكر الذي يوجِّه حروفه ، وينظم كلماته ...
في كل مرة سنستضيف أحد الأخوة أو الاخوات في منتدانا الادبي وممن ينزف قلمه هنا ، سيكون حوارنا واسئلتنا له موجهة بشكل خاص حول كتاباته واهم الكتابات التي يفضلها وأي الشعراء المتأثر بهم وعن قراءاته وأي الكتابات يفضلها هنا كذلك ..وان لن يخلو الأمر من التعارف أكثر على شخصيته و هواياته الأخرى وما يقربنا أكثر من شخصيته ...
ضيفنا في هذه الحلقة "السابعة عشر"هو :
البعد الثالث
الهواية :قراءة الأفكار ..عن قريب قراءة الفناجين ههههه
هو قارئ للأفكار ...يدخل في عمق الآخر فيختزل ذاته ليلخص و اقعه،ليكون اسماً على مسمّى ...يملك من الحب للوطن الذي نغيب عنه جميعاً ما يجعل قلمه يفيض شغفاًباللقاء ... قلمه يفوق التصور ولسنا نبالغ فالأحرف تشهد على ذاك السحر الذي يخطه دوماً ... أراد لنفسه أن يكون الروح الخفية التي تشعر بقضايا أمته و مجتمعه و ناسه ..فكان الحاسة السادسة للبشر ...
في منتدانا أبدع ابو زيد "البعد الثالث" في العديد من المجالات الثقافية و الأدبية و الرياضية ...الا أن مواضيعه جميعها اتخذت اسلوب واحد هو "البعد الثالث" فقد كان له بعد و رؤيا خاصة تميزه عن غيره من الكتاب ...فله عدة كتابات نشرها في عدة أقسام منها الجماهير ،الفلسطيني،العام،و الأدبي ...
ومن هذه الكتابات المميزة له :
أمي حالة العشق،رسالة إلى صديقي المغدور،غربة اللوز،خطبة جمعة،هجرة عودة،مخيم،تعالوا لنتعلم الأبجدية ،صمت...،نكبتنا عاناها الأباء..واحتفل بها الأبناء و الأحفاد !!.... وغيرها الكثير من الابداعات التي خطّت بقلم "البعد الثالث" ...
لن نطيل عليكم لاترككم تحاوروا صديقنا و ضيفنا العزيز ... في حلقة شتأخذ تميزاً بما تحتويه من ثقافة كبيرة لأخونا أبو زيد ....
يتسلل إلى اللامكان... يأتينا من خلف حدود الوقت... ينساب من اللازمان... يجتاح الأبواق الناعقة بأصناف الكلمات... يتغلغل في أعماق العمق... يبدد قهقهة الضحكات... في الأفق تنهار الشمس و ينسدل ظلام الليل كما شعر العذراء على كتفيها... فيأتينا على استحياء... ليحكم بسطوته إغلاق ستارته... ليؤكد حلكة المشهد... رويداً رويداً تتهاوى من شدة قبضته تلك الأفواه الزاعقة التي ماانفكت تعزف كل الألحان... و يُعكر صفو المشهد.. ضحكات صفراء تتراقص في شارعنا و أنين... لا تعرف ما حَلَّ ببيارتنا و لا تحصي عدد الكاسات...
هيبة زائرنا لا تسمح بمعارضةٍ في ظل سيادته.. و لا تسمح أيضا بتجاوز قوانين الليل... فيثور الصمت بهيبته و يدق نواقيس الحرب... و لكنها نواقيس لا صوت لها تعلو على أمواج الحرف فتلجمه... تنهار أمام ضجيج الصمت جيوش سيبويه فلا تنطق.... فا للصمت ضجيجٌ أحياناً .. يطحن عِظام الكلمات...!!!!! صوتٌ يعلمه يقيناًً من في أذنيه صممٌ.... و يخشاه من يسمع...!
تَزَلزَلتُ من هول المنظر... أغلقت الأبواب و نوافذ مهجعنا... لكن سرعان ما انكشفت حيلتنا... فرأيت جيوش الصمت تخترق جميع الجدران لا شيء يوقفها... تتسرب من خلف الأبواب و ترشح من بين الأجسام و تنبع من ظلمات النفس تتساقط علينا كما الأمطار.
رأسي على الوسادة.. و اتخذت ساتراً من وراء غطاء صوفّي يقيني برد الليل و لكنه لا يقيني من السكون... و تدور عجلة الوقت و تنتظم أنفاسي و تنتظم معها دورة الحياة... و يأخذني النوم بعيداً ليريني بُعداً أخر للأحداث... و يخبرني بأن الصمت عظيمٌ, تتجلى هيبته في بعض الأوقات... و يخبرني أيضاً بأن للصمت جيشان..!!! جيشٌ يُنصبُك حكيماً حين يخوض البعض في بحر التفاهات... و الأخر يجعلك وضيعاً عند سُكُوتك على نهب الاعراض... و في عالمنا و من قبل بضع ليالٍ و بضع شهور قَهَرَ الصمتُ الصمتَ..!!! و جعل من قطعان الاعراب أكباش فِداء... تتهاوى على عتابات مذابح أذناب الابواق الناعقه... يسلبهم و يسحقهم..! حتى باتت أصوات الامعاء المملؤة بالغازات أطواق نجاة...
فجأة و من صميم عمق الصمت تدوي كلمات... هي ليست كالكلمات بتاتاً.. تزمجر من أعماق صومعة تهتف بإسم الرحمن... و تزلزل كل عروش الصمت... تُدوّي " حي على الصلاة "... فأستيقظت و كان الفجر وليداً... يُبشرُ بتقهقر جيوش الصمت المخزي... و يحرك في كلٍ منّا براكين النخوة و الثأر... و يدفعنا لحمل معاولنا... لشق دروباً في الظلمات.
الجدار الأخير...... في رحيل أبو الثورة
رمضان يمضي و يُخلّف شهداء... يقولون من مات في رمضان شهيد...! حزينٌ هذا العيد... لا ندري ماذا نفعل لقد رحل الشرفاء ... نسمع عن أسد طوقته ضباع... زئير الليث المتألم صوت يخترق جدار الصمت المخزي.... لكن لا نملك حسن الإصغاء ...هم قالوا كافر, خائن, متطرف ..! لكن أخبروني من الشرفاء ..؟ يبنون قصوراً و ملاهي لا ندري من أين الأموال... يُهدون العِرض على أطباق من ذهب تنهشها ذئاب الغرب تهتكها في المحفل دون استحياء ... قولوا لي أين الشرفاء..؟! ليثٌ تعرف من عمق نظرته معنى الإصرار.. و تتدلى من كوفيته البيضاء خيوطاً تنسج تاريخاً ... تروي للأجيال قصة ثورة ... تنساب القبلة من شفتيه .. قنبلة لغماً تعطي للجيل القادم درساً.. و إشارة نصر ما انفكت تبارحه سيفاً في الكف يحمله ...
يا ليثاً .. صلباً .. يا بيدر يجمع كل سنابله ينثرها فوق جراح الأرض الثكلى ... يعانقها .. يقبلها .. ينثرها فوق ترابك يا بيروت يا قائداً بطلاً ... يا جلموداً صلباً .. يا جبلاً لم يهززه هبوب الريح ... هو عربي المولد و المنشأ ... فلسطيني.. أقتحم حدود النار بلا تصريح... أحرَقَها .. فجّرَهَا .. ألهبها بحفنة رمل من ثرى حطين. يا صخراً يحلم بدغدغة نسيم الصبح لروحٍ تائهة بين ظلام المنفى و شعاع الوطن المسبي ... و على شاطئ بحر في حيفا يغسل كُل غبار السفر الثوري ... يحلم بحورية بحر شعرها المنساب يمتد كسهل المرج ... تنبعث منه رياح الشوق الممزوجة بعبق الإسراء الخالد .. في رام الله .. اااه يا رام الله ... يا درة تاجاً في غرة ثائر ... نعشقها . و عرينٌ في رام الله صامد.. شامخ يحضنه .. يؤويه من برد الليل القارص .. و يدافع عنه في وجه العدوان الزاحف ... و يشدد طوقه في بيروت ..! و في بيروت عرفته الخيمة و الشارع عرفته الجبهه عرفوه جميعاً .. صلبوه و أمه و أبوه ..! رجموه .. طعنوه .. مراراً تكراراً.. يستصرخ و يصيح فيهم أنتم أخواني...! أعدائي و قلنا أعلمهم ... أمّا أنتم فما تنوون ..؟!! و يأتي الصوت الخافت من صبرا و شاتيلا.. من تل الزعتر مبحوح .. ينبح ككلب موبؤ ..! يصرخ فينا .. أترك أفكارك الثورية .. أهجرها .. أترك هذا الأمر سريعاً .. نحن لها..! و الإ فأبوك سيُدفن في أعماق زنازننا .. سيُحرم من مأكلنا, مشاربنا ... و حتى من مجالسنا. و في رحم الأم الحبلى شيئاً نخشاهُ .. إصراراً, غضباً ... ثواراً ... سنفجر مهد الثوار .. نجعله دماراً ... سنسبي شرف الأم الثكلى قرب السيل .. وسط المخيم. وشَهِدَ المخيم حقدهم ... و نهض المخيم منتفضاً...و ثار المخيم غاضباً .. و أتى المخيم شامخاً .. و زحفت صروح القدس و الأسوار ..و تقدمت زهور جنين ثوار ... تحنو عليه و تصرخ في وجه الغاصب ..صبراً .. صبراً يا ياسر .. إن الموعد وطن غير الأوطان .. تحمله .. تصنعه .. تحميه بقلبك أغلى من كل الأوطان ..فيه بحور من خمر, عسل, لبن و دم .. من طبريا حتى الشمس ..يا ياسر يا من حملت رسالتنا أسرع .. فالقدس كمكه تنتظر بشارتك.
تبسّم و هو المصلوب .. غضِب, زمجر, صرّح و توعد ... سنجعل من كل سنابلنا ثواراً ... و نصيّر من شواطئ أبحُرنا إعصاراً... و رصاصاً نصنعه من ثمر الزيتون المتساقط .. و رماحاً من عظام أضلعنا و خناجر .. و نفجر من تنور الخبز ثورة ثائر .. تتوهج حتى طلوع الفجر.. منقوشة في عين الشمس ... علامة نصرِ و ثورة حتى النصر. و جاء الصوت عميقاً .. من أدغال الظلم البائد .. من أعماق الأرض الثكلى .. يا ختيار الثورة انهض ... هاقد طلعت شمس كبرى .. من حزن النهر و غضب البحر .. و امتدت راياتك بين جبال النار و بين الفجر .. انهض و أهزم في قبرك موتك .. اكسره كوهن حصار في رام الله ... و أخرج كالعنقاء شموخاً .. ألهب أرض الضفة جمراً .. .. إعصف من بين ثنايا كوفيتك البيضاء ريحاً صرصر .. تدمر فوق رؤوسهم الأبراج .. تُكنّس كل شوارعنا من صوت العملاء الأنجاس .. و تعيد البسمة لثغر الأطفال في عين الحلوة و تل الزعتر و صبرا و شاتيلا و برج البراجنه و الميه ميه و نهر البارد و الشمالي و صور و صيدا و اليرموك و عزم المفتي و اربد و البقعة و الحسين و الوحدات و سوف ... الخ , وتعيد البسمة لأهل النكبة..! انهض شعب الجبارين ينادي, في غزة .. في الضفة .. و في أرض المهجر ... يا حادي الركب و قائده .. إجعل من كل جماجمنا جسراً .. أوصله لأصغر طفل يمسكه في بيت المقدس .. اروي بدمنا الزيتون و أشعل نور الفجر.. أشعله كشمس منبثقة من مهد الصخرة ... إجعلها تنير مسيرتنا .. و تخترق كهوف البغي العربي .. و تبعثر كل خفافيش الأعراب المغتصبة ... و أرسم بالفتح الأحلام و أروي بالنصر الأحزان ... و أنشر أفراحك لا تخجل ... سيظل عرينك في رام الله هو المعقل.. و سيظل محجاً للثوار .. مفخرة فوق جباه الأحرار .
هو مرجنا الأخضر... هو عشقنا الأوحد... هو مجدنا الأتلد.... هو جرحنا الدامي.... هو نصرنا الغالي... هو رمزنا و عزنا و فخرنا... هو قصة تروينا... و أهزوجة تغنينا و نغنيها... هو طائر شوق تاه في صحاري الهجرة و لم و لن يلاقي عُشَّهُ إلا في قلبنا
هو ثورة على جميع الأقنعة... هو صرخة في كل محفل عزة يدوي أزيزه معلناً زمن اقتلاع الشرذمة
هو رحم أم مثقلة بنكباتها تنجب على مدار أعوامها مَرَدَةً... غيلان نصر هائجة لا تعرف إلا طريق السؤدد... حتى السفيه أذا دنا منا لبرهة وجدته فيما سيأتي لاحقا ملكا يسود أصقاع البلاد المقفرة
هو قيثارة نرنو على أنغامها.. نتراقص.. تصغي لنا آذان كل سامع و أطرش... لا نعرف التهديد و لا الوعيد.. نعلو على رقاب الذل الأرعن... نهتف معا من بعد اسم الله وحده يأتي على الترتيب اسم مخيما...كل زِقاقٍ فيه يصرخ... هبّوا لنفدي صخرة تجثو على جبين بيت المقدس... هذا الشعار الذي لطالما حاولوا استنساخه و تزويرهُ فما أفلحوا...
على المدرج ها هناك... لوحات مجد متقنة... سبحان راسمها.. فالزيت و الشمع و الفسيفساء و الألوان قاطبة... تجثو على أعتاب نادينا تستنجدُ... يا ويلنا أمسحتم الألوان كلها... ماذا فعلتم بفنِنا و لوننا و زهونا... للفن أضحى قبلة جديدة.. هو باختصار أخضر و أحمر... و أي فن غيره هو هرتقه.
لا تحزنوا فمصانع الأبطال هذا طبعها...يأتي أليها كل خام... بالي... مطمور... لا تميّز شكله... نصنعه, نغلفه, و ندمغه... بماركة الوحدات " ماركة مسجلة "... و نصدّر الأبطال هذا عهدنا... فمن رحم ويلات المخيم تسطع شمسنا... و لا يهمنا إن عض فينا ابننا... فلإبننا العاق ندعو و نستغفر... و في النهاية يا سادتي هي وقفة و عِبرةُ نقولها....
" حتى السفيه أذا دنا منا لبرهة وجدته فيما سيأتي لاحقا ملكا يسود أصقاع البلاد المقفرة "
أمي حالة عشق ...
أٌمي صبية جميلة رغم تقدم العمر بها ... هي فاتنة عذراء رغم أنها أنجبت العديد من الأبناء .. !! و ستبقى رغم تعاقب الدهر عليها, فاتنة أخّاذة جذّابة حنونة معطاءة ... عذراء ..
تجاعيد وجهها ترسم خارطة جغرافية .. سبحان الرحمن .. دقة إلهية ... أنفها جبل شامخ مطلٌ على أرجاء وجهها الغالي... يعانق كل خلاياه صباحا و يحنو عليه بقبلة نوم بعد العِشاء ... و جنتاها سهلٌ يكسوهُ مرجٌ تكسوه غابات ممتدة إلى شواطئ عينيها... التي إذا هاجت أمواجهُ لِخطْبٍ ما .. فاضت على السهل كعرق فلاح يودع زيتونته قُبيل غروب الشمس المشرقة أصلاً من جبهتها الموسومة بقبلة سجود ربانية .... و عند الغروب ينسدلُ شعرها الأسود المسترسل الممتد إلى اللامعلوم على تلك الآيات الإلهية ... معلنا حلول الليل ... فتعود طيور الشوق التي فقدت أعشاشها إلى حضنها الدافئ.. لتنام .!! فأمامها غداً يوم عصيب.
اشتقت إلى تضاريس وجهك يا حالة العشق التي لا تتكرر ابداً .. يا أُم الأًمهات ...
تحركت قافلتي بعد منتصف الليل بساعتين تجاه الشرق... لم أكن اعلم ما هو المصير... و لكن هناك هدف واضح على الأقل في مُخيلَتي ... و أثناء تجوالها في المدينة التي كنت أعيش فيها و قبل الخروج منها تأملت جنبات الطريق... و كأنني للوهلة الأولى أراها بِكراً ...!! حتى أشجارها كأنها لم تكن من قبل.. و بدأت رحلة المجد ... و خضنا غمار الصحراء .. و كل شي من حولي بدا لي غريبا.. جديدا... و كأن الحياة تريد أن تخبرني على استحياء بأنني طلقت الطفولة و ها هو عهد جديد...
الرمل الذي يستر عورة الصحراء ... يتلاطم مع هبوب الريح يكاد يفضحها.. يراقص هودجنا حينا ... و يهدأ حينا أخر ( كأنه في عُرس ) ... و ما هي إلا لحظات و إذا بالكون يفتح باب الصباح..! و تتسرب من خلاله أشعه خفية على جسد الصحراء المُلقىٰ .. كأنه يحاذر أن يوقظها من نومها... في الأمس كان عرسها ... فأنا العريس القادم تجاه الشرق ... و إذا بذلك القرص الذهبي يطل برأسه من خلف الأفق بخجل ... يداعب بعينيه جسد الصحراء المُتَمَمد بلطفٍ ..و يكاد من خجله يحمر وجهه ... و لكنه في نفس الوقت يكاد يفضحني... فهي ليلة عرسي ..!!! ذهلت من سطوة المنظر .
تتقلب الصحراء على جنباتها ... تستعد للنهوض ... عبرنا خطاً وهميا ... و إذا بالحادي يخبرنا.. ننحن في صحراء أُخرى... قلت إذاً سنرى آيات ربانية و إبداعات أخرى ... غير تلك التي تركنا.... !! تعجبت و تأهبت لاستقبل روعة أخرى... و مضت سيارتنا نحو الشرق ... تلاحق ذاك القرص الذهبي المتعالي ... لا جديد... نمشي على ذلك الجسد الممتد.... فبقيت أمشي و أحمل صحرائي كأمتعتي و أمضي أُلاحق آمالي وأحلامي... فلم أتعب و لم أجزع .. فلي هدف هنالك خلف حدود الشمس ...
وفي الأفق ... و بعد ساعات مرت كما الدهر...رأيت كحل شفتيها شاخصاً ... ولاح بساطها الأخضر فهو شجر اللوز ... متطاير منثور غير مُنظّم .. كأنهُ شعرها المعجون مُزيَنٌ بالزهر.... فهي عروس ...!
ورغم تقدمي لم أُلاقي الشمس فهي بعيدةٌ ... لكنني و رغم خدعة خطهم الوهمي... فملمس الصحراء لم يخدع يديّ... فكل جسدك واحد يا حلوتي ... لا تأبهي لقولهم ولا لدناءة قصدهم .. فأنا سندباد فكرتي ومبادئي .. أعلو و تعلو بكل مَن في ساحتي... و هم قراصنة السطور ببغيهم ... و هم من قطعوا ثمار اللوز من الجذور... فلا تعجب إذا قالوا لك إن الرياح عدوة للّوز .. فيا عدو اللوز لا تُزايد... فما العدو إلا من يُزَايد ....!!!!!
هجرة عودة....
في جنتي خمسة عَشَرَ بيتاً .. و خمسةُ شوارع.. و ثماني و أربعون نسمة...قبل هذه السنة كانوا يعيشون حياة هادئة...صابر متزوج من صبرا... و أنجبا فالح و فلاح و فتحية.... صابر له جيران و أقارب .. و هو إنسان عصامي يملك بيتاً في المدينة و له قطع أراضي عدة... يزرع قمحاً .. يزرع خضرةً .. و كذلك يزرع برتقال و رمان و زيتون ..
صابر... يوقظه الديك صباحا ... يصلي ..و يصطحب معوله و حماره و يمضي... نحو الأرض يشقها بمعوله لتتنفس عبق البرتقال... و يرويها ببضع قطرات من عرقه –( الشمس ترتفع قليلا )– يأتي فالح و فلاح يكملون ما فلح أبوهم... يحركون كومة قش و يرمون ما لفظته التربة الحمراء من صخر ... و في زوايا الأرض المائلة قليلا ... يبنوا سلسلة ( سنسلة )...صابر يوقد نارا .. و يضع إبريق الشاي عليه ... فتحية تأتي من بعيد بيدها الزوادة ... فيها زيتون أخضر ( رصيص ) و زيتون أسود .. و قليل من زيت الزيتون ... بندورة ... خس ... خمس بيضات ( فالجاجات من العائلة ) زعتر بلدي بقليل من السمسم ...تعود فتحية لتساعد صبرا لطبخ >> الطبيخ <<.
و يستمر عناق الأرض حتى غروب الشمس ... يعود صابر و أولاده إلى البيت و ينتهي يوم عشق آخر.
و في ليلة ربيع جاءهم الطاعون ... مَرِضَتْ صبرا... و الأولاد عانوا المرض ... قَتَلَ الطاعون الأرض و الشجر و الحيوان... و مات صابر .. ضجت المدينة بصوت الهلع ... حل الخوف مكان الأمن ... و الموت يجول في ساحات الجنة ... يَخْطِفُ كلَ من يرى .. لا يفرّق بين طفلٍ, شابٍ, رجلٍ, شيخٍ.... حزنت الشمس و جف القمر من البكاء...
حملت صبرا ما بقي من عائلتها – فالح و فلاح و فتحية – و كان معهم بقرة و مفتاح و رحلوا ... فالطاعون أكل الأخضر و اليابس و لم يُبقِى جنة.... تاهت صبرا في ارض المنفى.. تعبت و شقت.. جاعت ظمئت ... لكن صبرا حرة .. و تموت الحرة و لا تتخلى ... كبر الأولاد في المنفى ... تزوج فالح بهاجر ... و فلاح بنكبة ... أما فتحية فتزوجت ثائر .... و أنجبوا لصابر أحفادا ... عودة.. و ثورة... نضال..عمار... جهاد... و فتح الله .. و فتح الرحمن .........
كبر الأحفاد و تربوا أن الجنة خلف الأفق ... و هي تقع ضمن المرمى .... و أن الروح مأسورة خلف القضبان.... و إن لكم جدا دُفن هناك... و أن لكم في الجنة بيارة .. و لكم فيها أيضا حنطة و سنابل... و لكم و لكم و لكم ...
عودة و نضال و عمار و جهاد و فتح الله و فتح الرحمن تبنوا ثورة... كبرت ثورة بسواعد إخوتها...كل أبناء الجنة اعتنقوا ثورة, عشقوها... فهي حفيدة صابر و الجدة صبرا ... نبتت من أفئدة الأحرار في بحر الغربة ... و ارتفعت فوق هام الأمة ... و انضوى تحت حفيف ورقها كل الثكلى ... و الجرحى... و الأسرى... و كل الذكرى.
اجتاحت ثورة قلوب العشاق... و صَلّت فرضاً ... و تلت في أول ركعاته و بعد الفاتحة قوله تعالى "" إذا جاء نصر الله و الفتح "" و قطعت و عدا للشهداء بأن تبقى... رغم الغدر و رغم الألم و رغم تأمر إخوتها.
ثورة ذات الستة الأربعين شتاءاً تزداد شباباً... رغم عناء المرض المستشري في أرجاء الجسد ... تسمو و تعانق شموس الأمل... و تنتظر وعد الله المحتوم بصلاة في كنف الأقصى.
أخي أبو زيد أرحب بك بين أخوتك في هذه الحلقة من حلقات ضيف في الأدبي ...
سؤالي سيبدأ ...
أي من التالية من شخصية البعد الثالث:
الهجرة ...
النكبة ....
المخيم ...
الثورة...
الفقر...
الغربة ...
والدتك ...
والدك ....
أبناؤك ...
الوحدات ..المخيم...النادي ... الجماهير... فريق الكرة ...
الوحدات نت ...
المنتدى الادبي ...
المنتدى الفلسطيني ...
دعني أخي دياب أكن ثاني المرحبين من بعدك بضيفنا صاحب الكلمة الرنانة ( البعد الثالث )
لم أخفِ يوما إعجابي باسمك ذي البعد الحقيقي وشخصك الراقي .. وكذلك الإنشداد لكل سطر من أسطرك الرنانة ذات الكلمات التي تضرب على وتر حساس فتصيب فينا ما تصيب
لن أثقل عليك بالأسئلة أخ أبو زيد
ما سبب اختيارك لاسمك ؟
هناك بعد ثالث فهل هناك بعد رابع ؟؟!! وإن كان كذلك فما هو ؟؟!!
هل لأبي زيد تجارب في كتابة الشعر أو القصة ؟؟!! وإن كان كذلك فهل اعتباره لخصوصياتها سر عدم إطلاعنا عليها لغاية الآن ؟؟!! أم هناك سبب آخر ؟؟!!
ما الذي يدفع أبو زيد للكتابة ؟؟!! وأي الأوقات يجد في نفسه ملكتها ؟؟!!
السلام عليكم ورحمة الله
صباح الخير اخي ابو زيد وجمعة مباركة ان شاء الله عليك وعلى الجميع...
اشكر بوح البشر على هذه الاستضافه الرائعه التي تمنيتها طويلا ..فمن يقرأ حروف البعد الثالث يعلم كم من التميز والابداع بين ثنايا اسطره...اصبت بالحيره مرات ومرات وانا اقرأ ....استغربت هذا الاسلوب ..واحترت كيف تستطيع جمع الشتات فتصنع منه قنبله من الكلمات...
اخي ابو زيد ...حياك الله دائما وكن على ثقه بأنك من المحبوبين بشده هنا وان اسلوبك مفضل للكثيرين سواء داخل المنتدى او خارجه...
حللت اهلا ونزلت سهلا بدايةً وسأعود ان شاء الله
دمت بحفظه
يطيب لي ان اكون من اوائل المرحبين بك ..كما يطيب لي ايضا ان اشكر مشرفنا الفاضل على هذه الاستضافة الجميلة
سابدأ ببعض الاسئلة الشخصية واعود لاحقا لاسالك عن الأدب
ماهي اهدافك في الحياة ؟
هل انت ديموقراطي في بيتك ؟
واي نوع من الانواع شخصيتك ؟ يعني هادئ او قلق او مزاجي ...
ما هي حدود حرية المرأة عندك ؟
هل تؤمن بوجود حب ابدي ؟ وما هي شروط ابديته ؟
تحياتي ابو زيد لقلبك
ولقلب فلسطين المحتلة النابض (يافا)
عروس البحر المتوسط
ولا واحد يزاود على فتح
فتح اسطورة وتاريخ
احنا اللي اول من قاوم واطعم لحمه للصواريخ
مهو منا اللي باع وساوم
روق بكفي صراحة شيخ
بمبادءنا الاقصى
وجبلك يا ما فلق صواريخ
احنا اللي خلينا الراية حرة ترفرف عالمريخ
ما رأيك؟؟
سألتني عن شخص قبل فترة ولكن للاسف لم استطع الوصول اليه
ولا يعرف عنه اي شيء حاليا
غادرنا طائر الفينيق في ديسمبر 2004 ومن بعدها لم ولن يعود
بل عادت الجراحات والاهات
عبر عن رأيك ؟؟؟
مع اقتراب 1-1-1965
ممزوجا بالذكرى ال 47 لانطلاقة المارد الاصفر
وجه كلمة بحلول هذه الذكرى العزيزة على القلوب
دخلت الموقع في هذه اللحظات فقط
اكراما لشواربك يا ابا زيد
سلام الله عليك وسنلتقي قريبا باذن الله في الخليل في يافا
تحت ظل الراية الفلسطينية المتفيئة بالراية الصفراء
بداية دعوني أهنئ نفسي أولاً و أهنئكم على ما يتمتع به منتدانا الغالي " الوحدات نت " من سمعه طيبة و مصداقية عاليه على أكثر من صعيد... هذا عامة
و على الصعيد الخاص يثلج صدري ذاك التنوع الفكري و الأدبي و الوطني و الرياضي في المنتدى، و الذي يزخر بشتى أصناف العلم و الادب و الرياضة و التحليل.. و هذا لا يتأتّى جُزافاً بل وراءه جيش لا يُستهانُ به من الادباء و النقاد و الشعراء و المتخصصين في شتى المجالات... و ما يقوّي اساسات هذا الصرح و يدعّم بنيانه ... الأخلاق التي تغلف جميع الإجراءات و العلاقات و المشاركات... حتى أضحى هذا المنتدى بيت للجميع و أصبحنا فيه أخوان... يسند بعضنا بعضاً و يغيث بعضنا الأخر
فلي الشرف أن أكون أحد عناصر هذا الصرح الأشم ... و لي الفخر أن أنثر ما يتلاطم في لج صدري على شواطئ المجد الأخضر لتحملها قوافل الشوق فيها و توردها أرض الأحلام " فلسطين ". راجياً من الله أن تصفح فلسطين عني لفراري الدائم.
أشكركم على دعوتكم الكريمة ... و أتمنى أن أرتقى في الإجابه لمستوى سؤالكم
و لي عودة .....