مدينة القدس الشريف ... العاصمة المقدسة - مدينة القدس الشريف ... العاصمة المقدسة - مدينة القدس الشريف ... العاصمة المقدسة - مدينة القدس الشريف ... العاصمة المقدسة - مدينة القدس الشريف ... العاصمة المقدسة
تـاريخ مدينـة القـدس
يرجع تاريخ مدينة القدس إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وهي بذلك تعد واحدة من أقدم مدن العالم. وتدل الأسماء الكثيرة التي أطلقت عليها على عمق هذا التاريخ. وقد أطلقت عليها الشعوب والأمم التي استوطنتها أسماء مختلفة، فالكنعانيون الذين هاجروا إليها في الألف الثالثة قبل الميلاد أسموها "أورساليم" وتعني مدينة السلام أو مدينة الإله ساليم. واشتقت من هذه التسمية كلمة "أورشليم" التي تنطق بالعبرية "يروشاليم" ومعناها البيت المقدس، وقد ورد ذكرها في التوراة 680 مرة. ثم عرفت في العصر اليوناني باسم إيلياء ومعناه بيت الله ( و الذي سيأتي لاحقا تفسير مفصل لمعنى الاسم ). ومن أهم الأعمال التي قام بها الكنعانيون في القدس شق نفق لتأمين وصول المياه إلى داخل المدينة من نبع جيحون الذي يقع في وادي قدرون والذي يعرف اليوم بعين سلوان.و هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة، مسرح النبوات وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور.
سكان القدس الأصليون
سكنت قبيلة اليبوسيين -أحد البطون الكنعانية العربية- المدينة حوالي عام 2500 ق.م فأطلقوا عليها اسم يبوس.
القدس عبر العصور :
العصر الفرعوني (16 - 14 ق.م)
خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني بدءا من القرن 16 ق.م. وفي عهد الملك إخناتون تعرضت لغزو "الخابيرو" وهم قبائل من البدو، ولم يستطع الحاكم المصري عبدي خيبا أن ينتصر عليهم، فظلت المدينة بأيديهم إلى أن عادت مرة أخرى للنفوذ المصري في عهد الملك سيتي الأول 1317 – 1301 ق.م.
العصر اليهودي (977 – 586 ق.م)
دام حكم اليهود للقدس 73 عاماً طوال تاريخها الذي امتد لأكثر من خمسة آلاف سنة. فقد استطاع داود السيطرة على المدينة في عام 977 أو 1000 ق.م وسماها مدينة داود وشيد بها قصراً وعدة حصون ودام حكمه 40 عاماً. ثم خلفه من بعده ولده سليمان الذي حكمها 33 عاماً.
وبعد وفاة سليمان انقسمت الدولة في عهد ابنه رحبعام وأصبحت المدينة تسمى "أورشليم" وهو اسم مشتق من الاسم العربي الكنعاني شاليم أو ساليم الذي أشارت التوراة إلى أنه حاكم عربي يبوسي كان صديقاً لإبراهيم. (سفر التكوين- 14: 18-20، والرسالة إلى العبرانيين في الإنجيل 6:20،7:1-5).
العصر البابلي (586 – 537 ق.م)
احتل الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني مدينة القدس بعد أن هزم آخر ملوك اليهود صدقيا بن يوشيا عام 586 ق.م، ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه.
العصر الفارسي (537 - 333 ق.م)
ثم سمح الملك الفارسي قورش عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس.
العصر اليوناني (333 – 63 ق.م)
استولى الإسكندر الأكبر على فلسطين بما فيها القدس عام 333 ق.م، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون والبطالمة في حكم المدينة، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس وضمها مع فلسطين إلى مملكته في مصر عام 323 ق.م. ثم في عام 198 ق.م أصبحت تابعة للسلوقيين في سوريا بعد أن ضمها سيلوكس نيكاتور، وتأثر السكان في تلك الفترة بالحضارة الإغريقية.
القدس تحت الحكم الروماني (63 ق.م – 636م)
استولى قائد الجيش الروماني بومبيجي Pompeji على القدس عام 63 ق.م وضمها إلى الإمبراطوية الرومانية. وشهد الحكم الروماني للقدس والذي استمر حتى عام 636م حوادث كثيرة، ففي الفترة من 66 إلى 70م قام اليهود في القدس بأعمال شغب وعصيان مدني قمعها الحاكم الروماني تيطس بالقوة فأحرق المدينة وأسر كثيراً من اليهود، وعادت الأمور إلى طبيعتها في ظل الاحتلال الروماني للمدينة المقدسة. ثم عاود اليهود التمرد وإعلان العصيان مرتين في عامي 115 و132م وتمكنوا بالفعل من السيطرة على المدينة، إلا أن الإمبراطور الروماني هدريان تعامل معهما بعنف وأسفر ذلك عن تدمير القدس للمرة الثانية، وأخرج اليهود المقيمين فيها ولم يُبق إلا المسيحيين، ثم أمر بتغيير اسم المدينة إلى "إيلياء" واشترط ألا يسكنها يهودي.
كنيسة القيامة
نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطة، وأعلن المسيحية ديانة رسمية للدولة فكانت نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في القدس حيث بنيت كنيسة القيامة عام 326م.
عودة الفرس
انقسمت الإمبراطورية الرومانية عام 395 إلى قسمين متناحرين مما شجع الفرس على الإغارة على القدس ونجحوا في احتلالها في الفترة من 614 إلى 628م، ثم استعادها الرومان مرة أخرى وظلت بأيديهم حتى الفتح الإسلامي عام 636م.
الإسراء والمعراج (621م/ 10هـ)
في عام 621 تقريباً شهدت القدس زيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم صعد إلى السماوات العلى.
العصر الإسلامي الأول (636 إلى 1072م)
دخل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدينة القدس سنة 636 /15 هـ (أو 638م على اختلاف في المصادر) بعد أن انتصر الجيش الإسلامي بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، واشترط البطريرك صفرونيوس أن يتسلم عمر المدينة بنفسه فكتب معهم "العهدة العمرية" وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية. وغير اسم المدينة من إيلياء إلى القدس، ونصت الوثيقة ألا يساكنهم أحد من يهود.
واتخذت المدينة منذ ذلك الحين طابعها الإسلامي واهتم بها الأمويون (661 - 750م) والعباسيون (750 - 878م) وشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين. ومن أهم الآثار الإسلامية في تلك الفترة مسجد قبة الصخرة الذي بناه عبد الملك بن مروان في الفترة من 682 - 691م، وأعيد بناء المسجد الأقصى عام 709م، وشهدت المدينة بعد ذلك عدم استقرار بسبب الصراعات العسكرية التي نشبت بين العباسيين والفاطميين والقرامطة، وخضعت القدس لحكم السلاجقة عام 1071م.
القدس إبان الحملات الصليبية
سقطت القدس في أيدي الصليبيين عام 1099م بعد خمسة قرون من الحكم الإسلامي نتيجة صراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين وبين السلاجقة أنفسهم. وقتل الصليبيون فور دخولهم القدس قرابة 70 ألفاً من المسلمين وانتهكوا المقدسات الإسلامية. وقامت في القدس منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على المسيحيين الأرثوذكس مما أثار غضبهم.
العصر الإسلامي الثاني
استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الصليبيين عام 1187م بعد معركة حطين، وعامل أهلها معاملة طيبة، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، واهتم بعمارة المدينة وتحصينها.
الصليبيون مرة أخرى
ولكن الصليبيين نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الملك فريدريك ملك صقلية، وظلت بأيدي الصليبيين 11 عاماً إلى أن استردها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244م.
المماليك
وتعرضت المدينة للغزو المغولي عام 1243/1244م، لكن المماليك هزموهم بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259م، وضمت فلسطين بما فيها القدس إلى المماليك الذين حكموا مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517م.
العثمانيون
دخلت جيوش العثمانيين فلسطين بقيادة السلطان سليم الأول بعد معركة مرج دابق (1615 - 1616م) وأصبحت القدس مدينة تابعة للإمبراطورية العثمانية. وقد أعاد السلطان سليمان القانوني بناء أسوار المدينة وقبة الصخرة. وفي الفترة من عام 1831 - 1840م أصبحت فلسطين جزءًا من الدولة المصرية التي أقامها محمد علي ثم عادت إلى الحكم العثماني مرة أخرى. وأنشأت الدولة العثمانية عام 1880 متصرفية القدس، وأزيل الحائط القديم للمدينة عام 1898 لتسهيل دخول القيصر الألماني وليام الثاني وحاشيته أثناء زيارته للقدس. وظلت المدينة تحت الحكم العثماني حتى الحرب العالمية الأولى التي هزم فيها الأتراك العثمانيون وأخرجوا من فلسطين.
الاحتلال البريطاني (1917 - 1948م)
سقطت القدس بيد الجيش البريطاني في 8 - 9/12/1917 بعد البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي، ومنحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني (1920 - 1948). ومنذ ذلك الحين دخلت المدينة في عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور عام 1917.
مشروع تدويل القدس
أحيلت قضية القدس إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1947 بتدويل القدس.
إنهاء الانتداب البريطاني
في عام 1948 أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب في فلسطين وسحب قواتها، فاستغلت العصابات الصهيونية حالة الفراغ السياسي والعسكري وأعلنت قيام الدولة الإسرائيلية. وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول 1948 أعلن ديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، في حين خضعت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو/ حزيران 1967 التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.
التاريخ المعاصر
القدس المدينة الأكبر في الضفة الغربية، واقعة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الميت. القدس مدينة مقدّسة لأديان الرئيسية: الإسلام، والمسيحية.
في 1948 وقع جزء من القدس تحت الإحتلال الإسرائيل (القدس الغربية)، والأردن سيطرت على الجزء الأخر من القدس (القدس الشرقية) و يضم ذلك المدينة القديمة. في 1967 إحتلّت إسرائيل القدس الشرقية في حرب الأيام الستّة، منذ ذلك الحين، كلا الجزئين الغربي والشرقي للقدس أصبح تحت الإحتلال الإسرائيلي.
نقاط الإهتمام في مدينة القدس القديمة مقسّمة إلى إسلامية، أرمنية، مسيحية ويهودية. القسم المسيحي، في الشمالي الغربي، القسم الأرمني على الجنوبي الغربي، القسم الإسلامي على الشمال، القسم اليهودي يقع في الجنوب الشرقي، وتم توسيع الحي اليهودي على حساب المنطقة الإسلامية بضم حارة الشرفاء (أو حارة المغاربه) بعد الإحتلال الإسرائيلي في 1967 (كلّ البيوت والبناية في حارة المغاربه تم هدمها و أزالتها عن طريق القوات الإسرائيلية و تم بناء بيوت جديدة للمستوطنين اليهود الجدد).
حول المدينة القديمة المدينة الجديدة، المتطور منذ منتصف القرن التاسع عشر. سكان القدس تقريبا في سنة 1990 يبلغ حوالي 524,500 نسمة.
إنّ المدينة القديمة مقدّسة عند المسيحيين كونها المكان الذي أمضى السيد المسيح عيسى علية السلام الأيام الأخيرة لة على الأرض، وفي المدينة اماكن مقدّسة للمسلمين كموقع معراج النبي محمد صلى الله علية و سلم إلى سماء. من المواقع البارزة كنيسة القيامة المسيحية، مسجد قبة الصخرة ( بنى فوق الصخرة التي صعد منها سيدنا محمد إلى السماء)، المسجد الأقصى وهو واحد من أكثر المساجد في الإسلام قداسة، و عدد كبير أخر من المواقع الإسلامية.
المـوقـع :
تقع مدينة القدس على خط طول خمسة و ثلاثين درجة و ثلاث عشرة دقيقة شرقي خط جرينيتش,على خط عرض واحد وثلاثين درجة و سبعة و أربعين دقيقة شمالا, و قي تقع على سلسلة تلال ذات سفوح تميل من الغرب الى الشرق يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر ما بين سبعمائة و عشرين و ثمانمائة و ثلاثين مترا .
و تبعد المدينة في خطوط مستقيمة عن البحر المتوسط اثنين و خمسين كيلو مترا , وعن البحر الميت اثنين و عشرين كيلو مترا, و عن البحر الأحمر مائتين و خمسين كيلو مترا .
واما بالنسبة للطرق المعبدة التي تربط بين القدس وكل من المدن الفلسطينية و العواصم العربية فهي كما يلي:
عكا (150) , نابلس (65) , الخليل (36) , يافا (62) ,غزة (94) , عمان(88) , دمشق ( 290) , بيروت (388) , القاهرة (528) , بغداد(865) , و تشير الحفريات الأثرية الى أن النواة الأولى لمدينة القدس أسست على تلال الضهور (الطور أو تل أوفل ) التي تطل على قرية سلوان الى الجنوب الشرقي من الحرم القدسي الشريف , و مساحتها نحو 55 دونما , و أسهمت مياة عين أم الدرج التي تقع في الجنوب الشرقي من تلال الضهور في توفير المياه للسكان .
ومع مرور الزمن انتقلت النواة الأولى الى تلال أخرى , مثل مرتفع بيت الزيتون (بزيتا) في الشمال الشرقي و مرتفع ساحة الحرم (مدريا) في الشرق , و مرتفع صهيون في الجنوب الشرقي , و هي المرتفعات التي تقع داخل السور فيما يعرف اليوم بالقدس القديمة , و مساحتها حوالي كيلو متلرا واحدا و تقع فيها الأماكن المقدسة عند الأديان الثلاثة , و تتميز القدس بموقع جغرافي استراتيجي محمي بخطوط دفاعية طبيعية فمن جهة, تحيط بالمدينة مجموعة كبيرة من الأودية منها ثلاث أودية هي : وادي جهنيم من الشرق و يعرف أيضا بوادي سليمان , أو وادي يهوشافاط أو وادي ستنامريم و وادي الجهالين من الغرب ثم وادي الربابة من الجنوب الغربي و أما الجهة الشمالية , فيتصل المرتفع مع أرض الحرم الشريف بأرض مستوية لا يوجد بها عوائق طبيعية , لذلك كانت معظم الحملات العسكرية التي استهدفت المدينة تعسكر على جبل المشارف , في الجهة الشمالية من القدس, و تشن غاراتها انطلاقا منه كما أن جميع الفاتحين كنبخذ نصر , و الاسكندر و بومبي , و عمر بن الخطاب دخلوا المدينة من الشمال .
ومن جهة أخرى فان طبيعة العامل الطبوغرافي للقدس يجعلها قلعة حصينة , فهي محاطة بالجبال من جميع الاتجاهات و فائدة هذه الجبال تكمن في كونها مراصد للانذار المبكر , و تمنح المدفعين فرصة لملاقاة الغزاة قبل وصولهم المدينة..
فمن ناحية الشرق يقع جبل الزيتون (جبل الطور) الذي يرتفع نحو 830 مترا عن سطح البحر , مطلا على جميع المنطقة الشرقية و حتى وادي الأردن , ومن ناحية الغرب تحيط بالمدينة سلسلة من الجبال أعلاها جبل صموئيل الذي يشرف على المنحنيات الغربية و يطل على المنطقة الساحلية من فلسطين .
و يرتفع جبل المشارف (سكوبس) مطلا و مشرفا على منطقة تصل حتى مدينة رام الله في الجهة الشمالية من القدس و قد وعى بذلك لأنه يشرف على المدينة و الناظر لها من هذا الجبل يرى لها منظرا جميلا حيث يشاهد أيضا على الغور و البحر الميت و منطقة الكرك .
و أما الثغر الجنوبي للمدينة , فيقع على جبل المكبر الذي يشرف بدوره على المنطقة الجنوبية الى مسافة تتجاوز مدينة بيت لحم .
و سمي هذا الجبل بهذا الاسم لأن الخليفة عمر بن الخطاب <رضي الله عنه> وقف عليه و كبر ساعة أطل على بيت المقدس قادما من الحجاز ليستلم المدينة .
و مع تزايد عدد سكان المدينة باستمرار لم يعد موضع المدينة القديم يستوعب السكان و المباني داخل السور , فانتشر العمران خارج السور في جميع الاتجاهات , و ظهرت الأحياء الحديثة التي تعرف بالقدس الجديدة اضافة الى الضواحي التي ارتبطت بالمدينة و كانت في القديم قرى تابعة لها مثل قرى شعفاط و بيت حنينا , و سلوان , و عين كارم , و دير ياسين , و القسطل , كما زحف العمران على الجبال المجاورة فأقيمت عليها أحياء جبلية مثل حي المشارف على جبل المشارف و حي القطمون على جبل القطمون , و حي المكبر على جبل المكبر .
تتحلى أحداث القدس التاريخية في الأسماء العديدة التي أطلقت على المدينة فقد عمر العرب الكنعانيون بيت المقدس قبل نحو 5000 عام و دعوها (أورسالم ) نسبة الى سالم أو شالم بمعنى السلام , و أور كلمة سومرية تعني مدينة .
و قد انتقل هذا الاسم الى الأمم القديمة حيث حرف الى (يروشالايم) عند اليهود و (أوشامام) عند الفراعنة , و (هيرسوليما) عند اليونان و الرومان , و (جروسالم) عند الغربيين .
التأسيـس :
إن أقدم جذر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام -إيلياء أحد أسماء القدس- وقيل أن "مليك صادق" أحد ملوك اليبوسيين -وهم أشهر قبائل الكنعانيين- أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة (3000 ق.م) والتي سميت بـ "يبوس" وقد عرف "مليك صادق" بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه "ملك السلام"، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو "أور شالم" بمعنى دع شالم يؤسس، أو مدينة سالم وبالتالي فان أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين وسماها الإسرائيليون أيضا "صهيون" نسبة لجبل في فلسطين، وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ "بيت المقدس" الذي هو بيت الله.
التوسـعة والإعمـار :
1- في عهد النبي سليمان عليه السلام اتسعت القدس فبنى فيها الدور وشيد القصور وأصبحت عاصمة للدولة، امتدت من الفرات إلى تخوم مصر. ويعتبر هيكل سليمان أهم وأشهر بناء أثري ضخم، شيده الكنعانيون فيها ليكون معبداً تابعا للقصر.
2- قام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعدة إصلاحات فيها.
3- سنة 72 هـ بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وكان غرضه أن يحول إليها أفواج الحجاج من مكة التي استقر فيها منافسه عبد الله بن الزبير إلى القدس.
4- سنة 425 هـ شرع الخليفة الفاطمي السابع علي أبو الحسن في بناء سور لمدينة القدس بعد بناء سور الرملة، وفي العصر الفاطمي بني أول مستشفى عظيم في القدس من الأوقاف الطائلة.
5- سنة 651 هـ / 1253 م وفي زمن المماليك غدت القدس مركزا من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي.
6- سنة 1542 م جدد السلطان سليمان القانوني السور الحالي الذي يحيط بالمدينة القديمة والذي يبلغ طوله 4200 م وارتفاعه 40 قدماً.
المعـالـم :
كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية الغربية الأودية، أما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة وتحيط بها كذلك الجبال التي أقيمت عليها المدينة، وهي جبل موريا (ومعناه المختار) القائم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويرتفع نحو 770 م، وجبل اُكر حيث توجد كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود في الجنوب الغربي من القدس القديمة. وقد قدرت مساحة المدينة بـ 19331 كم، وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برج منتظم ولهذا السور سبعة أبواب وهي:
1- باب الخليل، 2- باب الجديد، 3- باب العامود، 4- باب الساهرة، 5- باب المغاربة، 6- باب الأسباط، 7- باب النبي داود عليه السلام.
صورة باب الاسباط
باب العامود
باب الخليل عام 1900
باب الحديد عام 1900
الأوديـة التي تحيط بالقـدس :
1- وادي جهنم: واسمه القديم "قدرون" ويسميه العرب "وادي سلوان".
2- وادي الربابة: واسمه القديم "هنوم".
3- الوادي أو"الواد": وقد يسمى "تيروبيون" معناه "صانعوا الجبن".
الجبـال المطلّـة على القـدس :
1- جبل المكبر: يقع في جنوب القدس وتعلو قمته 795 م عن سطح البحر، وعلى جانب هذا الجبل يقوم قبر الشيخ ـ أحمد أبي العباس ـ الملقب بأبي ثور، وهو من المجاهدين الذي اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين الأيوبي.
2- جبل الطور أو جبل الزيتون: ويعلو 826 م عن سطح البحر ويقع شرقي البلدة المقدسة، وهو يكشف مدينة القدس، ويعتقد أن المسيح صعد من هذا الجبل إلى السماء.
3- جبل المشارف: ويقع إلى الشمال من مدينة القدس، ويقال له أيضا "جبل المشهد" وهو الذي أطلق عليه الغربيون اسم "جبل سكوبس" نسبه إلى قائد روماني.
4- جبل النبي صمويل: يقع في شمال غربي القدس ويرتفع 885 م عن سطح البحر.
5- تل العاصور: تحريف "بعل حاصور" بمعنى قرية البعل ويرتفع 1016 م عن سطح البحر، ويقع بين قريتي دير جرير وسلود ، وهو الجبل الرابع في ارتفاعه في فلسطين.
ويصف مجير الدين الحنبلي القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ بقوله :
"مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو، وبعضه منخفض في واد وأغلب الأبنية التي في الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر، وفي أغلب الأماكن يوجد أسفلها أبنية قديمة، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء، لأن ماءَها يجمع من الأمطار".
الأماكـن المحكمة البنـاء في القـدس :
أسـواقها:
سوق القطـانين: المجاور لباب المسجد من جهة الغرب، وهو سوق في غاية الارتفاع والإتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد.
الأسواق الثلاثة: المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل، وهو من بناء الروم. وأول هذه الأسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية.
حـاراتها:
الحارات المشهورة في القدس هي:
حارة المغاربة، وحارة الشرف، حارة العلم، حارة الحيادرة، حارة الصلتين، حارة الريشة، حارة بني الحارث، حارة الضوية.
القـلعـة:
وهي حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب، وكان قديما يعرف بمحراب داود عليه السلام، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داود، وهو من البناء القديم السليماني، وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد.
عيـن سـلوان :
وهي بظاهر القدس الشريف من جهة القبلة بالوادي، يشرف عليها سور المسجد الجنوبي، وقد ورد في بعض الأخبار أهمية هذه العين ووصفها ومكانتها، وهي إحدى العيون الجارية التي ورد ذكرها في الكتاب العزيز:
{فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} (الرحمن/50).
آبـارهـا :
بئر أيوب، وهي بالقرب من عين سلوان نسبة إلى سيدنا أيوب عليه السلام، ويقال إن الله تعالى قال لنبيه أيوب عليه السلام:
{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (ص/42).
مسـاجدهـا :
1- المسجد الأقصى الشريف: والذي يقع في وسطه الصخرة الشريفة.
2- جامع المغاربة: وهو يقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب.
3- جامع النبي داود عليه السلام.
4- مسجد قبة الصخرة.
مقـابرهـا :
1- قبر النبي موسى عليه السلام: الواقع شرقي بيت المقدس.
2- مدفن النبي داود عليه السلام: في الكنيسة المعروفة "بالجيسمانية" شرق بيت المقدس في الوادي. وكذلك قبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام.
3- قبر مريم عليها السلام: وهو في كنيسة الجيسمانية، في داخل جبل طور خارج باب الأسباط.
4- مقبرة الساهرة: وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى "الساهرة" أرض لا ينامون عليها ويسهرون.
5- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الأقصى.
6-مقبرة الشهداء ـ مقبرة ماملا: وهي أكبر مقابر البلد تقع بظاهر القدس من جهة الغرب.
مـدارسـها :
في المدينة مدارس ومعاهد علمية ودينية وخيرية عديدة منها:
مدارس حكومية: وهي دار المعلمين، ودار المعلمات، والمدرسة الرشيدية، والمأمونية، والبكرية، والعمرية، والرصاصية، ومدرسة البقعة..... الخ.
مدارس قديمة: وهنالك نحو 70 مدرسة قديمة أهمها المدرسة النحوية، الناصرية، التذكرية، البلدية، الخاتونية، الأرغونية .... الخ.
مـكتـباتـها :
هنالك 34 اسماً لمكتبات مختلفة نذكر أقدمها:
1- مكتبة القديس المخلص: تأسست عام 1558 م.
2- مكتبة الخليلي: تأسست عام 1725 م.
3- مكتبة البطريركية الأورثوذوكسية: تأسست عام 1865 م.
4- مكتبة الجامعة العربية.
5- المكتبة الخالدية: تأسست عام 1900 م.
6- مكتبات خاصة تعود لبعض الأسر القديمة منها: المكتبة الفخرية ومكتبة آل البديري، مكتبة آل قطينة، ومكتبة آل الموقت.
متـاحـفها :
1- المتحف الحكومي للآثار: أنشئ عام 1927 م.
2- المتحف الإسلامي: أسسه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1341 هـ / 1923 م.
أماكنـها التاريخـية الأخـرى :
كنيسة قمامة، القيامة، المارستان أو الدباغة، حبس المسيح، الجتسيماني، طريق الآلام، الصلاحية، المتحف، جبل الزيتون.
ـ سنة 3000 ق.م هاجر العموريون العرب إلى فلسطين.
ـ سنة 1900 ق. م هاجر إبراهيم الخليل عليه السلام من أور إلى فلسطين.
ـ سنة 1785 ق.م هجرة الهكسوس وفي هذه الفترة، هاجر آل يعقوب إلى مصر نحو سنة 1740 ق. م.
ـ سنة 1290 ق.م خروج موسى عليه السلام وجماعته من مصر إلى فلسطين.
ـ سنة 1003 ق.م اتخذ داود عليه السلام أور شليم عاصمة له وخلفه ابنه سليمان عليه السلام.
ـ سنة 722 ق.م سقوط إسرائيل على يد سرجون الثاني الآشوري.
ـ سنة 586 ق.م سقوط يهودا على يد نبوخذ نصر البابلي.
ـ سنة 536 ق.م احتل كورش الاخميني بابل وسماحه لليهود بالنزوح إلى فلسطين.
ـ سنة 538 ق.م احتل الاخمينيون فلسطين، وقام كورش بتجديد هيكل سليمان وبناء المدينة.
ـ سنة 332 ق.م احتل الاسكندر المقدوني فلسطين، وحلت الفوضى البلاد بعد وفاته عام 322 ق.م.
ـ سنة 62 ق.م احتل الرومان فلسطين.
ـ سنة 37 ق.م نصب الرومان هيرو دوس الادومي ملكاً على الجليل والقدس، وظل يحكمها حتى سنة 4 م وفي زمانه ولد النبي عيسى عليه السلام في بيت لحم.
ـ سنة 70 م حدث شغب في مدينة القدس فحاصرها طيطوس الروماني وأحدث في المدينة النهب والحرق والقتل وأحرق المعبد الذي بناه هيرودوس.
ـ سنة 135 م أثار اليهود الشغب مرة أخرى إلا أن أل إمبراطور الروماني هديريان قام بالتنكيل بهم ودمر المدينة وحرث موقعها وحول القدس إلى مدينة وثنية وسمح للمسيحيين أن يقيموا فيها على أن يكونوا من أصل اليهود وسمى المدينة "الياكا بيتو لينا" مشتقة من أسرة هدريان المدعوة إليا.
ـ سنة 324 م أصبحت فلسطين تحت الاحتلال البيزنطي.
ـ سنة 614 م أحتل كسرى ابرويز فلسطين.
ـ في ليلة 27 من شهر رجب قبل الهجرة النبوية بسنة أَسرى الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
ـ في شعبان سنة 2 هـ صلّى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أول صلاته باتجاه القدس ثم حولت القبلة إلى الكعبة المشرفة في هذا التاريخ.
ـ سنة 7 هـ / 628 م استطاع الإمبراطور البيزنطي هرقل أن يطرد الفرس من القدس.
ـ سنة 8 هـ / 629 م وقعت معركة مؤتة.
ـ سنة 9 هـ / 630 م وقعت معركة تبوك.
ـ سنة 13 هـ / 634 م وقعت معركة أجنادين وانتصر المسلمون فيها على الروم.
ـ سنة 15 هـ / 636 م وقعت معركة اليرموك وانتصر المسلمون فيها.
ـ سنة 17 هـ / 638 م دخل عمر بن الخطاب القدس وصالح أهلها.
ـ سنة 40 هـ / 661 م أخذ معاوية بن أبي سفيان البيعة في القدس، واختار مدينة دمشق عاصمة لخلافته.
ـ سنة 65 هـ / 684 م وقعت ثورة فلسطين بزعامة نائل الجذامي تأييداً لعبد الله بن الزبير.
ـ سنة 72 هـ / 691 م أخذ سليمان بن عبد الملك البيعة في القدس، وبنى في الرملة قصراً له.
ـ في الفترة بين سنة ( 163 ـ 218 هـ ) زار فلسطين المهدي العباسي ومن بعده المأمون العباسي.
ـ سنة 264 هـ ضم أحمد بن طولون فلسطين إلى دولته في مصر.
ـ سنة 385 هـ / 968 م سيطر الفاطميون على فلسطين.
ـ سنة 417 هـ وقعت معركة عسقلان وانتصار حلف الأمراء العرب على الفاطميين.
ـ سنة 492 هـ استيلاء الوزير الفاطمي الأفضل بن بدر الجمالي على القدس.
ـ سنة 493 هـ احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مجاز دموية في ساحة المسجد الأقصى ورفعوا الصليب على الصخرة المقدسة.
ـ سنة 583 هـ / 1187 م استرداد بيت المقدس من الصليبين على يد صلاح الدين الأيوبي في أعقاب معركة حطين.
ـ سنة 586 هـ / 1190 م وقعت حملة ريشارد قلب الأسد ملك إنكلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا (الحملة الصليبية الثالثة) واستيلائه على فلسطين في معركة "أرسوف".
ـ سنة 637 هـ / 1239 م استولى الأيوبيون على القدس.
ـ سنة 651 هـ / 1253 م استولى المماليك على فلسطين.
ـ سنة 659 هـ / 1260 م وقعت معركة "عين جالوت" واندحار المغول.
ـ سنة 690 هـ / 1291 م أنهى السلطان "الأشرف بن قلاوون" مملكة بيت المقدس الصليبية.
ـ سنة 922 هـ / استولى السلطان "سليم العثماني" على القدس.
ـ سنة 1831 م سقطت القدس بأيدي "إبراهيم باشا العثماني".
ـ سنة 1854 م أقيم أول حي يهودي يدعى "حي مونتفيوري" في القدس نسبة إلى رجل يهودي استطاع شراء أرض فلسطينية بمساعدة السلطان العثماني.
ـ سنة 1920 م وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني من أجل إنشاء دولة اليهود فيها.
ـ سنة 1948 م اغتصبت فلسطين من قبل اليهود وطرد العرب الفلسطينيون منها.
ـ سنة 1967 م استكمل اليهود سيطرتهم على عموم فلسطين والقدس بعد نكسة حزيران، وعادوا يطلقون عليها اسم "أورشليم".
ـ سنة 1980 م تم إعلان ضم القدس سياسياً إلى دولة الاحتلال البريطاني تحت شعار توحيد القدس.
المصـادر :
- بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة تصنيف : محمد حسن شراب / ط1 / سنة 1994 م بيروت.
- موسوعة العتبات المقدسة / قسم القدس / جعفر الخليلي / ط2 / سنة 1987 م بيروت.
- تاريخ سورية ولبنان وفلسطين / فيليب حتي / ج2 / ص35.
- الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل / مجير الدين الحنبلي / ج1.
- مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / طه باقر / ج1 / ص209 / ط2 / سنة 1955 بغداد.
- تاريخ فلسطين في العصور الإسلامية الوسطى / د. فاروق عمر ـ د. محسن محمد حسين / سنة 1987 م بغداد.
- مصطفى مراد دباغ، بلادنا فلسطين.
- القدس.. قصة مدينة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، ط1، ص 24 والعسلي، الموسوعة الفلسطينية، المجلد...، ص 813.
- التغيرات الجغرافية والديمغرافية، مركز دراسات المستقبل، جامعة أسيوط، 1996، ص 833.
- التكوين التاريخي لفلسطين، التقرير الأسبوعي "قضايا دولية"، العدد 261، 2/1/1995.
- موقع منظمة التحرير الفلسطينية على الإنترنت.
- الموسوعة الفلسطينية، المجلد الثالث، القدس.
أرجو من جميع الاخوان و من لديه معلومات و صور جديدة و غير موجودة إضافتها للموضوع لتكوين موسوعة تاريخية عن العاصمة المقدسة
هذه المشاركة بواسطة الاخت ( شهد نابلس ) .. مع الشكر
أُطلق على مدينة بيت المقدس عبر تاريخها مجموعة من الأسماء، وأهم تلك الأسماء:
1-يبوس.
2- أورشليم.
3- شليم.
4- شالم.
5- أور – سالم.
6- قدس الأقداس.
7- إيليا كابيتولينا.
8- إيلياء.
9- القدس.
10- القدس الشريف.
11- بيت المقدس.
12- يورشاليم.
ولنبحث الآن في أصل كلمة (إيلياء) وتسمية بيت المقدس بها من الناحيتين؛ اللغوية والتاريخية:
كلمة (إيلياء) من الناحية اللغوية:
(إيلِياء) اسم أعجمي بوزن فِيعِلاء، ومنهم من يقصر فيقول: (إيليا)، وقد تشدَّد الياء الثانية[1].
وفي معجم البلدان: "(إيلياء) بكسر أوله واللام وياء وألف ممدودة اسم مدينة بيت المقدس، قيل: معناه بيت الله. وحكى الحفصي فيه القصر، وفيه لغة ثالثة: حذف الياء الأولى؛ فيقال: (إلياء). بسكون اللام والمد ... فإيلياء الهمزة في أولها فاء لتكون بمنزلة الجربياء والكبرياء، وتكون الكلمة مُلحَقة بطرمساء وجلخطاء وهي الأرض الحزن والياء التي بعد الهمزة لا تخلو من أن تكون منقلبة من الهمزة أو من الواو"[2].
اسم (إيلياء) من الناحية التاريخية:
(إيلياء) اسم أطلقه القائد الروماني (هادريان) على مدينة بيت المقدس عام 135م، وهو اسم جد عائلة الإمبراطور (إيلياء كابيتولينا).
ففي العام 64م ثار اليهود على الرومان، وبعد 6 سنوات حاصر (تيتوس) المدينة بجيش قوامه 60 ألف جندي، ثمَّ هاجمها وأحرق الهيكل، ودمّر المدينة تدميرًا كاملاً ونهائيًّا، وأباد معظم اليهود[3].
ثم جاء بعد (تيتوس) القائد (هادريان) فبنى على أنقاض المدينة مستعمرة لجنوده سمَّاها (إيلياء كابيتولينا)، أي (إيلياء الكبرى) و(إيلياء) من (إيليوس) لقب عائلة هادريان وكابيتولين (جوبيتر).
ولم يعد للمدينة القديمة وجود، فكما تغير اسمها، تغيّر العمران بها، وبنى معبدًا لـ"فينوس" و"جوبيتر"، وأخرج اليهود والنصارى منها، كما ترك منطقة الهيكل خارج البلدة الجديدة.
بيد أن هناك رواية أخرى عن سبب تسمية المدينة بهذا الاسم؛ فعن كعب أنه قال: "لا تُسَمُّوا بيت المقدس إيلياء ولكن سموه باسمه؛ فإن إيلياء امرأة بنت المدينة"[4].
وورد اللفظ في العديد من الأحاديث النبوية؛ منها – على سبيل المثال – ما رواه مسلم عن أبي هريرةَ – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَال: ((إنَّما يُسافَرُ إلى ثلاثةِ مساجدَ: مَسجدِ الكَعْبَةِ، ومسجدي، ومسجدِ إِيلِيَاءَ)).[5]
وجاء الفتح الإسلامي لبيت المقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سنة 15 للهجرة 638 من الميلاد، وكان سكانها الأصليون عربًا مسيحيين ووثنيين من الآراميين والعموريين والكنعانيين واليبوسيين، وكان لا يزال اسمها (إيلياء) حيث ورد في العُهدة العُمرية التي قدَّمها الخليفة لأهلها.
كما ورد هذا الاسم في شعر الفرزدق حينما قال:
وبَيتانِ بَيتُ اللَّهِ نَحْنُ وُلاتُهُ وبَيتٌ بِأَعْلَى إِيلِياءَ مُشَرَّفُ
وغيّر المسلمون العرب اسم المدينة من (إيلياء) إلى بيت المقدس - وهو المشهور - أو القدس أو دار السلام أو مدينة السلام، وامتاز المسلمون عن غيرهم من الفاتحين بأنَّهم لم يأخذوا المدينة عنوة بالحرب بل صلحًا، وحضر الخليفة بنفسه لتسلُّمها إكرامًا لأهلها وتأكيدًا على المكانة السامية التي تحتلها في الإسلام، وأمَّن أهلها على أنفسهم ومالهم وكنائسهم، ولم يهدم أماكن العبادة، وأعطى أهل المدينة عهدًا خطيًّا بذلك سمِّي"بالعهدة العمرية"، التي تُعتبر وثيقة مهمَّة تحترم حقوق الإنسان وتصلح أن تكون أساسًا لقواعد القانون الدولي.
تعتبر كنيسة القبر المقدس والمعروفة بكنيسة القيامـة ( أناستاسيس ) لدى المسيحيين الشرقيين أقدس وأقدم مكان مقدس مسيحي في العالم، ويقع بناء الكنيسة في الربع الشمالي غربي من القدس القديمة على موقع يضم الجلجثة أو الجمجمة وهو المكان الذي صلب فيه السيد المسيح وقام من بين الأموات.
الموثوقية Authenticit
بعض المواقع التاريخية المقدسة والتي تبين لاحقاً أنها مبنية على تقليد زائف وليس على الحقائق التاريخية فإن المؤرخين وعلماء الآثار يؤكدون أن كنيسة القبر المقدس متواجدة فوق القبر الفعلي للمسيح وما يلي أهم الإثباتات الداعمـة:_
· العناصر الطبوغرافية لموقع الكنيسة متساوقة ومتلائمة مع الوصف الإنجيلي والذي يقر أن يسوع المسيح صلب على صخرة تشبه الجمجمة خارج أسوا المدينة ( يوحنا17:19 ) ويحدث عن تواجد قبر على مقربة من موقع الصلب ( يوحنا 42-41:19 ) البساط الأخضر والذي يدعوه يوحنا في إنجيله بالحديقة ما هو إلا نتيجة الثرى والبذور المتطايرة بفعل الرياح والتي رويت ونبتت بفضل أمطار الشتاء.
· بالغم من أن موقع الكنيسة يتواجد الآن داخل أسوار المدينة إلا أنه وقت صلب المسيح كان بالتأكيد خارج أسوار المدينة والسبب في ذلك أنه في السنوات 44-41 قام هيرودوس أجريبا بتوسيع أسوار مدينة القدس وعندها فقط تم ضم موقع القبر المقدس ومنذ ذلك لم يعد خارج الأسوار بل داخلها.
· الطائفة المسيحية في القدس كانت تعقد طقوس عبادة في نفس الموقع المذكور حتى سنه 66م ، وحتى عندما أدخلت هذه المنطقة داخل أسوار المدينة سنه 43-41م فإن الكنيسة لم تبنى بعد.
· الموقع الذي تم إختيارة لبناء كنيسة القبر المقدس بمبادرة الإمبراطور قسطنطين سنه 326م كان مكلفاً وغير عملي: فالبناء يتطلب هدم مبان ضخمة من بينها المعبد الذي بناه الإمبراطور هايدريان لذا، فإنهم وقبل المباشرة بالهدم والبناء بالتأكيد تفحصوا، دققوا وأمعنوا النظر بالتقليد المحلي للجماعة المسيحية آنذاك بخصوص الموقع الفعلي لصلب وقبر المسيح، خاصة أنه على مقربة إلي الجنوب كان هناك موقع مثالي ( يدعى Hadrian Forum ) وأسهل جغرافياً ومعمارياً لناء الكنيسة والذي كان من الممكن أن يستغل لو كان هو المكان الفعلي والمتعارف عليه بين المسيحيين الأوائل على أنه موضع صلب ودفن المسيح.
· شاهد العيان المؤرخ يوسيبوس ( Husebius ) يشهد أنه أثناء عمليات الحفر والكشف عن الآثار، تم إكتشاف الموقع الأصلي.
بناءاً على النقاط المهمة المذكورة أعلاه فإن دليل إكسفورد الأرخيولوجي للأراضي المقدسة يلخص: " هل هذا هو المكان الذي فيه صلب مات وقبر المسيح؟ أغلب الظن، نعم! " ويتبين أن الجماعة المسيحية الأولى في القدس كانت تقيم إحتفالت ليتورجية عند قبر المسيح منذ وقت قيامته من بين الأموات وحتى سنه 66م عندما سيطر الرومان على المدينة. وبعد أقل من قرن سنه 135م قام الإمبراطور هايدريان ببناء معبد أفروديت، وقد كان هدفه من ذلك القضاء على موقع القبر ولكنه أدى في حقيقة الأمر إلي الحفاظ عليه ( بعد أن عرفنا هدفه الخبيث ).
وقد ظل الموقع مطموراً تحت المعبد الوثني حتى حوالي سنه 312م عندما إعتنق الإمبراطور قسطنطين العظيم المسيحية جاعلاً منها ديانة الإمبراطورية الرسمية وسرعان ما أظهر حماساً وإهتماماً بالمواقع المقدسة ذات الصلة بديانته الجديدة وقد قام بتمويل بناء كنائس عده في كل مكان من الأراضي المقدسة وأهمها كنيسة القبر المقدس، وقد كلف الإمبراطور قسطنطين القديس مكاريوس، أٍقف مدينة القدس آنذاك ببناء أجمل باسيليكا على ذلك الموقع وقد بوشر ببنائها سنه 326م بعد تدمير معبد هايدريان. وتم تكريسها رسمياً سنه 336م أثناء عمليات الحفر والتنقيب عثرت القديسة هيلانه والده الإمبراطور قسطنطين على الصليب الحقيقي الأصلي بجانب قبر المسيح في الواقع هي عثرت على ثلاثة صلبان صليب المسيح وصليبي اللصين ولتمييز الصليب الحقيقي أحضرت إمرأه ميته لتلامس كل صليب وقد قامت من بين الأموات عندما لامست أحدهم وهكذا عرفت القديسة هيلانه أن هذا هو صليب الرب يسوع.
وقد بنيت الكنيسة حول تله الصليب التي تم حفرها والتنقيب عنها (excavated hill of crucifixion ) وهي في الواقع عبارة عن ثلاث كنائس متصله بنيت على المواقع الثلاث المقدسة والتي ضمت: باسيليكا عظيمة، ردهة مطوقة بنيت حول صخرة الجلجثة، ومبنى مستدير ( rotunda ) والملقب بـ أناستاسيس ( قيامة ) والذي إحتوى بقايا الكهف/ القبر الذي تبين للقديس الأسقف مكاريوس والقديسة هيلانه على أنه موقع دفن المسيح وقد تم شق الصخرة المحيطة ووضع المسيح داخل هيكل صغير ( معروف بـ edicule ) وسط المبنى المستدير وقد تم الإنتهاء من بناية قبه المبنى المستدير مع نهاية القرن الرابع ولكن قبر المسيح لم يكن جاهزاً يوم تكريس الكنيسة سنه 336م وذلك بسبب الجهد والعمل الهائل الذي يتطلبه شق الجرف الصخري بهجف عزل القبر وقد نجحوا في إنجازه سنه 384م.
سنه 614م غزا الفرس مدينة القدس وأضرموا حريقاً في مبنى الكنيسة مما ألحق أضراراً فادحه وقد قاموا أيضاً بسرقة الصليب الكريم الحقيقي ولكن سنه 629م دخل الإمبراطور هرقل القدس منتصراً وأعاد الصليب الحقيقي لكنيسة القبر المقدس التي أعيد بنائها على يد البطريرك موديستوس ولم يحو البناء الجديد أي تغيير جذري على الخارظة الأصلية.
سنه 638م أحبر المسيحيون على الخضوع وقام البطريرك القديس صفرونيوس بأخذ العهده العمرية وتسليم القدس للسيطرة الإسلامية بقياده الخليفة عمر بن الخطاب ولكن عمر رفض أن يصلي في كنيسة القبر المقدس قائلاً: " إذا صليت داخل الكنيسة سوف تخسرون الكنيسة لأن جماعة المؤمنين ( المسلمين ) سوف يأخذونها منكم زاعمين أن عمر صلى هنا ".ومع ذلك تبع هذا العمل النبيل عواقب وخيمة.
تابعت كنيسة القبر المقدس عملها وخدمته ككنيسة مسيحية وذلك تحت حماية عمر بن الخطاب والخلفاء المسلمين الأوائل ولكن هذا الواقع تغير في 18 تشرين أول سنة 1009عندما قام الخليفة الفاطمي منصور ( الحاكم بأمر الله ) وبكل وحشية بتدمير جميع كنائس القدس ومن ضمنها كنيسة القيامة العظيمة ومن منظار ساخر لو قام عمر بتحويل الكنيسة إلي جامع لترك ( الحاكم بأمر الله ) الكنيسة وشأنها ولكنه في الواقع أمر بهدم جدرانها وتهجم على قبر المسيح المقدس بالمثاقب والطارق، متوقفاً فقط عندما غطى الحطام بقايا ما تبقى من الكنيسة علماً بأن الجدران الشرقي والغربي هدما كلياً.
وقد منع المسيحيون آنذاك من زيارة حطام الكنيسة وإستغرق الإمبراطور البيزنطي قسطنطين التاسع مونوماخوس سنه 40 من المفاوضات مع خلفاء ( الحاكم بأمر الله ) لإبرام معاهدة سلام أعطته الإذن لإعاده بناء كنيسة القبر المقدس سنه 1048م ولكن الإعتمادات المالية لم تكن كافية لترميم الكنيسة الأصلية بشكل كامل فإضروا التخلي عن قسم كبير منها: الردهة والباسيليكا أما الفناء والمبنى المستدير فقد تم ترميمهم والأخير تم تحويله إلأي كنيسة بإدخال قبه كبيرة في واجهة المبنى المستدير.
في 15/07/1099م إستولى الصليبين على القدس وأعلن ققائدهم عن نفسه " حامي القبر المقدس " وقد باشروا بترميم الكنيسة على الطراز الرومانسكي في وقت متأخر نسبياً وذلك سنه 1112م وفي البداية قاموا ببناء دير بموقع الباسيليكا قسطنطين المدمرة ( أي التي بناها قسطنطين ) وفي سنه 1119م تم إستبدال الهيكل ( المبنى الصغير ) الذي يحوي كنيسة على الطراز الرومانسكي كرست سنه 1149م وأضيفف برج أجراس سنه 1170م وشكل الكنيسة الحالي يعود بالأساس الرميمات التي قام بها الصليبيون.
ولم تكن السنوات اللاحقة أق سوءاً لكنيسة القبر المقدس بل على العكس فقد عانت من الضرر، التدنيس، الإنتهاكات، والإهمال. ومحاولات الترميم جلبت الضرر أكثر منها فائدة أما في سنه 1555م قام الفرنسيسكان بإصلاحات وترميمات هامة ولكن إندلاع حريق سنه 1808م ألحق الضرر الكبير لمبنى الكنيسة: إنهيار قبه المبنى المستدير، محق المعالم الخارجية للهيكل ( المبنى الصغير المعروف بـ edicul ) الذي يحوي بداخلة القبر المقدس ولم تطل النيران الجزء الداخلي من هذا المبنى.
وفي 30/09/1808م وحسب الكثير من المراجع فإن الحريق الكبير إبتدأ من الجزء التابع لطائفة الأرمن في كنيسة القيامة وقد تم إعادة إعمار ما دمر في الحريق سنه 1810م أي ( المبنى الصغير المعروف edicul ) وما حوله وأعيد بناء الهيكل الجديد على نفقة كنيسة الروم الأرثوذكس بالرغم من إعتراضات الأرمن واللاتين.
ومن الجدير بالذكر أن هذا البناء يشمل صلوات عن الصليب والقيامة باللغة اليونانية مأخوذة من كتاب المعزي للقديس يوحنا الدمشقي وفي داخل القبر المقدس وفي داخل القبر المقدس وفي الجهة العليا تم توقيع إسم المهندس كالفاس كومندينوس ميتيلينيوس سنه 1810م الذي قام بهندسة البناء وكان السبب لهذا التوقيع في القبر المقدس لتأكيد حدث الحريق النابع من إدارة الأرمن وبنائه من كنيسة الروم الأرثوذكس وتم كتابة جملة واحدة في المدخل الخارجي وهي:
" ملك وتقديس للمسيح من الروم الأرثوذكس 1810م "
باللغة اليونانية والتاريخ باللغة العربية.
سنه 1959م إتفقت الطوائف الثلاثة ( كنيسة الروم الأرثوذكس واللاتين والأرمن ) على تطبيق خطة ترميم رسمية رئيسية وقد تم تدريب البنى المحليين على كيفية نقش وشذب حجارة المبنى المستدير ( الذي تعلوه القبة ) على طراز القرن الحادي عشر والكنيسة على طراز القرن الثاني عشر.
أعلى اصفحة
الساتوس كفو- الوضع الراهن Status Qui
منذ ترميمات 1555م ( التي قام بها الفرنسيسكان ) فإن السيطرة على كنيسة القيامة تأرجحت بين كنيسة الروم الأرثوذكس، وبين طائفة اللاتين ( الفرنسيسكان ) وهذا المر تعلق بقدرة كل طرف على تحصيل فرمان محاب لها من الباب العالي ( الإمبراطورية العثمانية ) يوسع سيطرتها، وفي سنه 1767م وبعد أن سئم الباب العالي من نشوب الشجارات، وكذلك من العنف المصاحب لها فرر إصدار فرمان يقسم الكنيسة بين الطوائف المدعية، وقد تم التأكيد على هذا بإصدار فرمان آخر سنه 1822م والذي مهد الطريق لوضع ستاتوس كفر مما جعل ترتيبات التقسيم بين الطوائف دائمة.
الحراس الثلاثة الرئيسيون لكنيسة القبر المقدس هم: كنيسة الروم الأرثوذكس، الأرمن، واللاتين. في القرن التاسع عشر حصل الأقباط الأرثوذكس، الأثيوبيون الأرثوذكس، والسريان الأرثوذكس على مسئوليات أقل من ضمنها مذاخر ومبان أخرى داخل وحول بناية الكنيسة، وتنظم إتفاقية أوقات وأماكن العبادة لكل واحدة من الكنائس.
الدخول لكنيسة القبر المقدس يكون عبر باب وحيد يقع في الجزء الجنوبي من الكنيسة ومفاتيح الدخول للكنيسة الآن موجودة بحوزة عائلتين مسلمتين محايدتين: عائلة نسيبة والتي وكلها صلاح الدين الأيوبي هذه المسئولية سنه 1192م وعائله جودة التي وكلتها السلطات العثمانية أن تساعد عائله نسيبة في فتح وإغلاق الباب الجنوبي بشكل يومي ومن المهم ذكره أن ما بين السنوات 1190-1187 بعدما هزم صلاح الدين الأيوبي الصليبيين حول قسم من بطريركية الروم الأرثوذكس إلي جامع ( لأن البطريركية كانت بقرب كنيسة القيامة ) ولكن بعد الإـفاقية التي أبرمت مع إمبراطور بيزنطة إيساخيوس إيجيليوس أعيد الوضع كما كان عليه سابقاً.
أعلى اصفحة
تقسيم الكنيسة من الداخل:
في مركز كنيسة القبر المقدس ومباشرة تحت القبة الكبرى ( والتي رممت مؤخراً ) يقع القبر المقدس تزينه الشمعدانات الضخمة ينقسم البناء من الداخل إلأي غرفتين الغرفة الخارجية عبارة عن دهليز لإعاد الميت ويقال لها كنيسة الملاك، أما المدخل الصغير المغطى بارخام فهو الباب الحقيقي للقبر الأصلي والذي تم إغلاقه بحجر إثر موت السيد المسيح كما يقول الإنجيل ( متى28 : 1-6 ) في وسط الدهليز نجد عموداً قصيراً يحمي تحت الزجاج قطعة أصلية من الحجر إلي اليمين مقعداً من الرخام يغطي الصخرة الأصلية التي وضع عليها جسد يسوع من مساء الجمعة وحتى صباح الفصح>
وتؤدي كل من كنيسة الروم الأرثوذكس، اللاتين والأرمن خدمة الليتورجيا داخل القبر المقدس. وفي سبت النور تجرى هناك خدمة فيض النور والتي يترأسها بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس. وخدمة صلاه فيض النور هي فقط لكنيسة الروم الأرثوذكس، أما الأرمن فلهم إشتراك محدود وليس لهم الحق بالدخول إلي القبر المقدس ولكن فقط لهم الدخول إلي القسم الأول قبل باب القبر.
أعلى اصفحة
أعجوبة فيض النور
تسهد كنيسة القبر المقدس كل سنه وقبل أحد الفصح المجيد حدثاً رائعاً وملهماً للغاية فعند ظهر سبت النور يدخل بطريرك القدس للروم الأرثوذكس إلأي القبر المقدس، وينتظره في الخارج الأساقفة وباقي الإكليروس وبعد الإنتهاء من الصلوات والأفاشين التي يتلوها البطريرك يظهر نور أعجوبي ويقوم البطريرك بإيضاء شمعتين ويخرج من القبر المقدس لتضاء باقي الشموع في الخارج، ويصل النور إلي معظم الكنائس الأرثوذكسية.
وفي سنه 1579م منع بطريرك الروم الأرثوذكس من الدخول إلي القبر المقدس على السلطات التركية، وأعطى الدخول إلي طائفة الأرمن لتقوم بالخدمة وقام بطريرك الروم الأرثوذكس ولفيف من الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين بصلاه فيض النور خراج كنيسة القيامة. فما أعظم أعمالك يا رب، لقد إنشق العمود الأوسط من الناحية اليسرى لباب الكنيسة الرئيسي وفاض النور منه.إلي الخلف وداخل مبنى قفصي حديدي يتواجد الهيكل التابع للأقباط الأرثوذكس مروراً بذلك وداخل كنيسة صغيرة يحتفل السريان الأرثوذكس بالليتروجيا أيام الآحاد.
إلي يمين الناظر إلي القبر المقدس تتواجد منطقة اللاتين والتي تضم كنيسة كبيرة مربعة الشكل ومصلى منعزل للرهبان الفرنسيسكان. مباشرة أمام القبر المقدس نجد الكنيسة التابعة للروم الأرثوذكس والتي تحتل الجزء المركزي من البازيليك كلها، وتضم أيقونسطاساً كبيراً وعرشان أحدهم للبطريركية والآخر للتالي مقاماً.
مروراً بذلك ومباشرة أمام المدخل يتواجد حجر الطيب وهو حجر من الجير الأحمر مزين بالشمعدانات والمصابيح، وهو الموضع الذي تم فيه تحضير جثمان يسوع للدفن ( يوحنا 19، 38 ) وإلي اليمين نجد سلماً يحملنا إلي كنيسة الجلجة وهو موضع صلب المسيح وتدير هذه المنطقة كنيسة الروم الأرثوذكس في واجهة الكنيسة هيكل وفوقة صورة ليسوع المسيح المصلوب وعلى جانبية القديس يوحنا والعذراء أمه وتحت الهيكل نجد قرصاً مفتوحاً يشير إلي الموقع حيث رفع صليب يسوع وتسمح لنا الفتحة بإدخال اليد ولمس الصخرة وإلي الجانب الأيمن هناك مذبح تابع لطائفه اللاتين.
وهناك كنيسة تحت أرضية يديرها الأرمن والتي تحيي ذكرى العثور على الصليب الحقيقي.
وفي القسم السفلي تحت الجلجثة وقرب مكتب رئيس القيامة للروم الأرثوذكس يوجد هيكل صغير حيث دفن فيها أدام الأول وفي هذا المكان عند صلب المسيح تم إيجاد جمجمة آدام الذي سقط بالخطيئة فأتى المسيح ( آدام الجديد ) ليعيد الجبله من جديد عن طريق إماته الموت بالموت لذلك نرى الجمجمة الموضوعة في أسفل الصليب والتي تشير إلي جمجمة آدام. كما ويوجد في مكتب رئيس القيامة للروم الأرثوذكس جزء أصلي وحقيقي من خشبة الصليب التي عثرت عليها القديسة هيلانه.
هناك الكثير من بقايا وذخائر القديسين منها يد القديس باسيليوس ويد القديسة مريم الجدلية ورأس جمجمة ثيودوسيوس الناسك، وذخائر للقديس يوحنا الذهبي الفم، ويد للقديسة ماكرينا أخت القديس باسيليوس الكبير وهناك عدد كبير من الذخائر المقدسة نتركها لزيارة القارئ ليتبارك منها.
بنيت هذه الكنيسة فوق صخرة الآلام التي يعتقد أن المسيح صلى وبكى عليها قبل أن يعتقله الجنود الرومان. وهي أيضاً المكان الذي اختبأ يسوع وتلاميذه في حديقتها قبل اعتقاله وأخذه إلى القدس.
ويعود تاريخ الكنيسة الأولى في الموقع إلى الفترة البيزنطية، عام 389 بعد الميلاد، دمر الفرس الكنيسة أثناء غزوهم لفلسطين عام 614م، ولكن الصليبيين أعادوا بناءها في القرن الثاني عشر.
وبنيت الكنيسة الحالية التي تعتبر من أجمل الكنائس في الأراضي المقدسة عام 1924م، وقد أسهمت ستة عشرة دولة بتمويل بنائها ولذلك صارت تعرف باسم "كنيسة كل الأمم". وتضم حديقتها ثماني أشجار زيتون من الفترة الرومانية.
واللوحة المرسومة على واجهة الكنيسة هي لوحة (يوم القيامة) للرسام الشهير (ليوناردو دافنشي) .
شعار البطريركية اللاتينية في القدسكنيسة اللاتين في القدس هي كنيسة تتبع الكنيسة الكاثوليكية الممثلة بشخص بابا الفاتيكان، يرأسها بطريرك يلقب ببطريرك القدس على اللاتين له السلطة الروحية على لاتين دولة إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن وقبرص، وهذه الكنيسة ليست كنيسة مستقلة عن الكنيسة الكاثوليكية الأوربية بل هي بالأحرى أشبه بأسقفية أو مطرانية يحظى رئيسها بلقب بطريرك على غرار بطريرك فينيسيا وبطريرك لشبونة وبطريرك شرقي الهند.
لمحة تاريخية
في عام 1099 م سقطت القدس بيد الصليبيين، وأسسوا فيها ما عرف بمملكة أورشليم التي استمرت قرابة المئتي عام وتزامن تأسيس تلك المملكة مع تأسيس الصليبيين لبطريركية لاتينية كاثوليكية فيها، وبعد انقضاء أيام مملكة أورشليم الصليبية وفقدانهم للسيطرة على القدس لصالح المماليك عام 1291 م زالت أسباب وجود تلك البطريركية اللاتينية وانتهى حضورها في جميع نواحي بلاد الشام، ولكن الكنيسة الكاثوليكية استمرت بتنصيب رجال دين برتبة بطريرك أورشليم كمنصب فخري وكان مقر البطريرك في بازيليك سان لورينزو فوري لومورا في مدينة روما.
وخلال فترة وجود المملكة الصليبية في الأراضي المقدسة كانت البطريركية اللاتينية تُقسم إلى أربع مطرانيات أو أسقفيات كبرى، وكان روؤساءها يحملون لقب رئيس أساقفة وتلك الأسقفيات كانت :
أسقفية صور.
أسقفية قيصرية.
أسقفية الناصرة.
أسقفية البتراء.
وكان للبطريرك اللاتيني السلطة الروحية المباشرة على مدينة القدس ومحيطها (القبر المقدس – قبر المسيح – والمقدسات المحيطة به)، وعلى أساقفة اللد والرملة وبيت لحم وحبرون وغزة، وعلى الأديرة المنتشرة في الهيكل وفي جبل صهيون وفي جبل الزيتون.
البطريركية اللاتينية اليوم
عاد بطاركة القدس اللاتين إلى فلسطين عام 1847 م عندما أُقيم المطران جوزيف فاليرجا بطريركا للكنيسة اللاتينية في أورشليم، والبطريرك اليوم هو بمثابة أسقف لللاتين الكاثوليك المتواجدين في الأراضي المقدسة والأردن وقبرص، مقر البطريرك هو مدينة القدس القديمة ويتبع لها معهد كهنوتي انتقل إلى مدينة بيت جالا عام 1936 م، البطريرك العربي الأول لهذه الكنيسة هو ميشيل صباح بطريرك اللاتين الأول الذي يحمل الجنسية الفلسطينية والوجه المسيحي البارز على الساحة العربية والمعروف بمواقفه الوطنية وفي دفاعه عن حقوق واستقلال الشعب الفلسطيني، أما بطريركها الحالي فهو فؤاد طوال. كنيسة اللاتين هي عضو في مجلس كنائس الشرق الأوسط وهي اليوم كنيسة وطنية من كنائس العالم العربي تلعب دورا هاما بنقل وجهات النظر بين العالمين الإسلامي والغربي.
كنيسة القدس الأرثوذكسية (باليونانية Πατριαρχεῖο Ἱερουσολύμων Patriarcheîo Hierousolýmōn)، وتعرف أيضاً بكنيسة الروم الأرثوذكس في القدس، ويعتبرها المسيحيون الأرثوذكس الكنيسة المسيحية الأم، فهي الكنيسة الأولى في التاريخ والتي أسست في أورشليم يوم العنصرة مع حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح وذلك بحسب القصة المذكورة في الكتاب المقدس (أعمال 2: 1- 41). ومن أورشليم انتشرت بشارة المسيح إلى كل العالم. تعتبر هذه الكنيسة جزء من الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.
في مجمع خلقيدونية (451) اعتبر أسقف أورشليم كبطريرك شرعي ذو صلاحيات بطريركية كاملة، وجاء ترتيب كرسي أورشليم بعد كرسي روما والقسطنطينية والإسكندرية وأنطاكية.
البطريرك الحالي لهذه الكنيسة هو ثاوفيلس الثالث وهو البطريرك الأرثوذكسي الـ 141 على كرسي أورشليم.
تضم البطريركية الأورثوذوكسية في القدس الرعايا في كل من الأردن وإسرائيل وفلسطين إذ يبلغ العدد التقريبي لرعاياها يقارب ال 400,000 مسيحي يعيش الجزء الأكبر منهم في الأردن.
هو أولى القبلتين، وثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام بمكة، وثالث مسجد تشد إليه الرحال بعد المسجدين الحرام والنبوي. إليه أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم، ومنه بدأ معراجه إلى السماء، وفيه أم الأنبياء. وهو الذي قال فيه رب العزة “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير”.
هذا المسجد المبارك تعرض ويتعرض لاعتداءات كثيرة طالت الإنسان والبنيان، بزعم أنه في موضع “الهيكل the Temple”! غير أن أعظم خطر يهدده هو جهل المسلمين بحقيقته, هذا الجهل الذي يشدّ على أيدي الصهاينة-عليهم لعنة الله- والذي زادت وسائل الإعلام منه بقصد منها أو بغير قصد, حتى بات المسلمون في حيرة من أمر مسجدهم المقدّس: ما هو المسجد الأقصى؟
إن الأقصى هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة, فوق جبل موريا- أحد الجبال ا؟لأربعة التي تقوم عليها القدس، ويمتد الأقصى على مساحة شبه مربعة تبلغ 144 ألف متر مربع، تضم، فضلا عن الساحات المكشوفة، أكثر من 200 مبنى تاريخي بين مساجد، وقباب، وسُبُل، وأبواب، ومدارس، وبوائك، ومصاطب، وآبار، وغيرها. وهو المسجد الذي يسميه العامة “الحرم القدسي الشريف”، ولكنها تسمية خاطئة لا تصح, ففي الإسلام حرمان فقط متفق عليهما هما: المسجد الحرام والمسجد النبوي.
فهو ليس المبنى الثماني الشكل ذو القبة الذهبية المسمى بقبة الصخرة فقط …
كما أنه ليس المسجد ذو القبة الرصاصية الذي يسمى بالجامع القِبليّ ويسميه البعض جامع المسجد الأقصى، فقط ….
بل كلاهما جزء منه .. جزء من كامل مساحة الأقصى المحاطة بالسور، والتي ما تغيّرت منذ عهد آدم عليه السلام - أول من بنى الأقصى على أرجح الأقوال (دون أن يكون قبله كنيس ولا هيكل ولا معبد). ثم تتابعت بعده عمليات الترميم وإعادة البناء .. فقد عمره سيدنا إبراهيم عليه السلام حوالي العام 2000 قبل الميلاد، وعمره أبناؤه إسحاق ويعقوب عليهم السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد.
وفي العهد الإسلامي، باشر الأمويون بناء الأقصى بشكله الحالي، فبنوا قبة الصخرة، والجامع القبلي، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاما من 66 هـ/ 685 م - 96 هـ/715 م. ثم توالت عمليات التعمير والترميم على يد العباسيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين.
وللأقصى عشرة أبواب مفتوحة هي: باب الأسباط، وباب حطة، وباب شرف الأنبياء (فيصل)، وباب الغوانمة (الخليل)، وباب الناظر، وباب الحديد، وباب القطانين، وباب المتوضأ (المطهرة)، وباب السلسلة، وباب المغاربة، كما أن له خمسة أبواب مغلقة.
ومن دخل الأقصى فأدى الصلاة، سواء في داخل قبة الصخرة، أو الجامع القبلي، أو تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، فصلاته مضاعفة الأجر.
المعلمان الرئيسيان بالأقصى
1- الجامع القبلي:
يطلق عليه الناس تجاوزا اسم “المسجد الأقصى المبارك”، وما هو إلا الجزء الجنوبي المواجه للقبلة من الأقصى، ومن هنا جاءت تسميته بـ”القبلي”. وهو موضع صلاة الإمام في المسجد الأقصى المبارك.
بني هذا المسجد في المكان الذي صلى فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لدى الفتح الإسلامي للقدس عام 15هـ/ 636م. شرع ببنائه الخليفة عبد الملك بن مروان، وتم البناء في عهد ابنه الوليد بن عبد الملك بين عامي 86 - 96هـ/ 705- 715م.
يبلغ طول الجامع القبلي من الداخل 80م، وعرضه 55م، وله قبة مغطاة بألواح الرصاص، ويتسع لـ 5500 مصل.
وعندما احتل الصليبيون القدس، غيروا معالم الجامع القبلي، فاتخذوا جانبا منه كنيسة، وجانبا آخر سكنى لفرسانهم ومستودعا لذخائرهم. ولما حرر صلاح الدين الأيوبي القدس في 19- 4- 538هـ/4– 7- 1187م، أمر بإعادة المسجد إلى ما كان عليه، ووضع فيه المنبر الرائع الذي كان نور الدين محمود بن زنكي قد أمر بصنعه أثناء الاحتلال الصليبي.
وبقى هذا المنبر إلى أن أحرقه اليهود في 21/8/1969م، عندما حرقوا الجامع القبلي، ضمن سلسلة اعتداءات استمرت لليوم، وشملت الحفريات تحت الجامع وحوله بزعم البحث عن الهيكل المزعوم.
2- قبة الصخرة
قبة الصخرة هي المبنى المثمن الذي تعلوه قبة ذهبية، وتقع في موضع القلب من المسجد الأقصى المبارك تقريبا، وهي أقدم وأعظم أثر معماري إسلامي، والمعلم المميز لمدينة القدس حتى اليوم.
أقامها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بين عامي 66-86 هـ / 685-705م، لإظهار عظمة الخلافة الإسلامية، وذلك فوق الصخرة المشرفة التي كانت قبلة أنبياء بني إسرائيل، والتي يرجح أن تكون الموضع الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء.
وتمثل الصخرة أعلى بقعة في المسجد الأقصى، وهي عبارة عن شكل غير منتظم، ويوجد أسفل جزء منها مغارة فوقها ثقب، لكنها غير معلقة، ولا يصح فيها كثير من المرويات، كما يحذر من تعظيمها، حيث لم يرد بذلك شرع، فلا يجوز تقبيلها أو التمسح أو التبرك بها.
تقارب مساحة قبة الصخرة ثلاثة دونمات (الدونم = ألف متر مربع)، وهي مخصصة حاليا لصلاة النساء في المسجد الأقصى المبارك.
أثناء الاحتلال الصليبي للقدس، جرى تحويل هذا المكان إلى كنيسة، كما أنشئ مذبح فوق الصخرة، ورفع الصليب فوق القبة إلى أن تحررت القدس على يد صلاح الدين عام 583 هـ- 1187م.
صلاة فجر يوم الواحد والعشرين من شهر آب عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين ميلادية الموافق للثامن من جمادى الثاني عام ألف وثلاثمائة وتسعة وثمانين هجرية، شبَّ حريق في المسجد الأقصى، وأتى الحريق على جزء كبير من منبر " نور الدين زنكي " الذي كان بداخله.
شكرا شكرا أخي الكريم على هذا الجهد الرائع فالقدس والأقصى وفلسطين هي قضية كل المسلمين الاولى في هذا العصر وفي هذه الايام وأعظم نصر نقدمه لهذه القضية المقدسة هو بالمحافظة على تعاليم ديننا العظيم لأننا ان نصرنا الله العزيز الكريم باتباع ما جاء في كتابه العظيم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نصرنا الله عز وجل على أعدائنا وأكرمنا وأعزنا بالاسلام
" يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "