لا أدري من أين أتاني هذا التفكير ، منذ الصغر ، و منذ نعومة أظافري ، أحلم بها ، أعشقها ، أراهن عليها ، لم و لن تزول ثقتي بها و بـ قلبها يوماً ، عاشقة لـ تراب أخرجها على هذه الحياة ، تتنفس هواء بلاد سلبها إياها الأغراب ، و تخلى عنها الأعراب ، و وقف في وجهها أهل الدنيا ، فـ لم تأبه بهم ، و رفعت أكفها لـ رب من فوق سبع سماوات ، و دعت ربها أن يخلص أرضها من ظلم العدوان ، و يعيد لـ أمتها كرامتها التي أبت أن تأخذها بحد السيف ، و تركت أرضها تنازع بين يدي جلاديها ، فـ كان ما كان .
راهنوا على أن تنسى الـ " فلسطينيَة " أرضها و أصلها ، و أن تنجر وراء " الموضات " و المغريات ، و أن تنساق كما " إنساق غيرها " وراء عصور الظلام الحالية ، فـ صبروا .. و صبروا ، و لم يجدو إلا خيبةً تتلوها خيبة ، فـ لم يعلموا أن الـ " فلسطينيَة " ترتدي من الحياء كل ثوب و لباس ، و أن فيها من الأخلاق ما لم يره الناس ، و عزتها وشموخها هي الأساس ، فـ لم يعلموا أن المجد خلخال في أطراف جدائلها ، إنها الـ " فلسطينيَة " .. تَذبح ولا تْذبح ، تهوى الكرامة و الشهامة ، فلا تنحني لها هامة ، تربك الجحافل و تجفل ، و في كل بستان هي وردة لا تذبل ، و إحساسها شرقي متناقض يخلص إلى جملة من الحنان ، و قصيدة مطلعها سيدة الجنان ، لم تعرف للسوء طريقاً ، و كانت نبراساً للحق ، و مقصداً في العزة ، و مقدامةً في كل معضلة ، و في الشدائد أم و أب و أخت و كل ما يجب أن تكون .. نعم .. إنها أنت أيتها الـ " فلسطينيَة " .
فـ أنا عاشق يا سيدتي ، و فلسطيني الأصل ، شرقي الهوى ، إحساسي مقدسي معطر برائحة تربة أرضي في الخليل ، و هوائي غزي كما قال أهل يافا ، و لي في حيفا بلاد ضاعت ، و لن أنسى بلادي نابلس ، و أرضي طولكرم ، أنا عاشق لأرضي ، يا سيدتي .. كيف أثبت .. أنني رجل أمامك ..!؟ .. دون أن أعشق أرضي .. مثلما أعشقك حتى الشهادة ..!؟ ، فـ أنت البداية و النهاية ، و كنت .. و لا زلت إبنة بلادي البارة .. الحرة .. و ليس في الأرض أطهر من فتاة علمت أن بلادها ظلمت و واصلت على درب الثوار .
همسة : " تذبحني إمرأة من وطني .. تساوي ملك سليمان " ..
أعشق فلسطينية تحزّمت بحزام النار
توشّحت كوفية وتكللت بالغار
شهيدة هي...وحيدة في زمن العار
اخت الرجال هي لست أدري؟ام الرجال اخوتها!!
هي القعقاع والعنقاء وبنت الازور
هي درع حمزة وهبة غزة...
هي سيف خالد البتّار
تلك الفلسطينية التي تتحدث عنها هي ذاتها أمي وأمك وأم كل فلسطيني حر ، فهي حرة ولا بد لها من أن تنجب أحرارا.
هي ذاتها التي نعشقها جميعا ونحبها ونشتم رائحة الوطن الأصيل من حناء شعرها ومن تفاصيل وجهها الوضاء .
طوبى لكل حرة من أمثالها.
فلسطينية ..كانت ولم تزل....... فلسطينية ..اغلى من القبل
فلسطينية العينين
شعر/ محمد جعفر
فلسطينية العينين والكفين والمعصم ….. فلسطينية العينين والأحجار لن تهزم….. فلسطينية العينين والدار ….. جروح أنبتت ناراً على نارِ ….. دماء أشعلت في قلبي المحزون أشعاري … وإن صمتوا …وإن ناموا …وإن قاموا … فأنتِ لهيب إعصاري … وأنتِ حلاوة النار … وأنتِ ملاك هذا العصر … يا من فرتِ بالثار … فلسطينية العينين والخدين والمبسم ….. ألست "محمد الدرّة " … ألم أرسمْكِ لوحة حبيَ الغالي … وأشدو عشتِ يا حرّة … أما كانت يدا رجل تغطيني لأكبر … لأكمل ما بناه الدهر ..لا أنساه أو أهجر … فأعطيني وساما منكِ كي أعلو ولو مرّة … فلسطينية العينين والأحزان والمأتم … بحور تغرق اللاهين أمّا أنتَ فلتسلم … وتعلن في مدى الأحزان …هل ما زلت لا تعلم ..!! فلسطينية العينين والكفين والمعصم … فلسطينية العينين والأحجار لن تهزم … ولن تهزم… فربّ العرش يحمي من بذاك العرش قد أقسم .. ستبقى يا أخي حرّا وذاك العرش في الأعلى … ستبقى يا أخي حرّا وأرض القدس والمسرى … فهل تعلم .؟!! بأنك إن سكتّ الآن لن تعلم …
قرأت حروفك فشدتني المعاني الرائعة المترامية هنا وهناك...
أسرني هذا العشق لفلسطين أولاً ..ولكل ما هو فلسطيني ثانياً..
أما عن عشقك للفلسطينيه ...فسأقول لك ..بارك الله لك في هذا القلب ...وفي هذا العشق...فمن تحزم ابنها وترسله للموت ليكتب شهيداً عند ربه ما هي الا ملاك طاهر ويفتخر كل من تكون في بيته
ما أروع حروفك يا أبي ...أشعر بالسعادة البالغة فعلاً كلما قرأت لك حروفاً كهذه...
في قمة الروعة أخي ..بارك الله بقلمك الحر
ودمت بحفظ الرحمن