صوت منبه الصباح يرن في أذني ككل يوم إنها السابعة كلمات أرددها بداخلي وما زال المنبه يرن وأغوص ككل صباح بحوار داخلي من نوع أحبه فأبدأ بقول : "يلا قوم خليك تلحق الدوام , قوم بلاش تتأخر" وأنهض كالعادة بطقطقة عظامي وأقوم بتشغيل حاسوبي وأذهب لأغتسل .
أقوم بتشغيل آيات بصوت أحد القرّاء ككل صباح فانسابت عيناي الى ساعة الحاسوب إنها الثامنة والربع فانطلقت الى هاتفي إنها السابعة والربع يا لهذا الهاتف الذي لم يعي بعد بأن التوقيت قد تغيَّر وأصبحنا نبعد بمقدار ثلاث ساعات عن التوقيت العالمي بدلاً من الساعتين كالعادة فكلما قمت بضبطه قام لوحده بتغيير التوقيت ,
لقد تأخرت عن عملي يا له من صباح مزعج بدأت أتمتم قليلاً على هاتفي الغبي وعلى من أدخلنا في دوامة التواقيت المختلفة وعلى هذا النهار كيف سيكون .
انطلقت مسرعاً مرتدياً ملابسي وانطلقت الى الشارع لأوقف أول سيارة أجرة أجدها ركبت مع سائق كهل ترى النور من وجهه فسلمت بتحية الإسلام ,
واستغربت من الرد فلقد كان رده : "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كيف حالك يا ابني ؟؟"
استغربت من كلامه وقلت له : "الحمد لله تمام "
فرد قائلاً :"سبحانه الذي لا يحمد على مكروه سواه "
لقد أخجلني بكلماته فما كان مني إلا الهدوء وشعرت بأن النار التي كانت تشتعل في صدري قد طُفأت ونسيت العمل ونسيت أي شيء في الدنيا وفقط ابتسمت .
لقد وصلت الى مكان عملي وهممت بالنزول فزاد حيرتي ما قال لي هذا السائق فعندما فتحت باب المركبة قال : "الله يوفقك يا ابني وييسر أمرك بكل خطوة سلامة ان شاء الله" .
انطلقت مسرعاً الى مكان عملي وانا أتذكر أمي وكلماتها في كل صباح فكلمات هذا السائق تشبه إلى حد كبير كلمات أمي فابتسمت وأصبحت مليئاً بالتفاؤل وعند وصولي أوقفني مدير العمل وقال : "الساعة تسعة ونص وين لهسة"
ما كان لي الا الالتفات اليه والابتسامة تملأ وجهي وقلت : "اهلاً باحلى مدير والله بصراحة راحت علي نومة واتأخرت ما رح تتكرر ان شاء الله سمعنا صباح الخير"
لم اعي ما كنت أتكلم به فلقد كنت أضحك ولا أدري لماذا هذا الضحك فنظر الي وبدأ هو الاخر بالضحك وقال : "انا مش عارف ليش بس اشوفك بتضحك بصير اضحك صباح الخير روح على مكتبك الحمد لله على سلامتك وحاول ما تتأخر تاني مرة"
انطلقت الى مكتبي وأنا مبتسم فرددت السلام على الموظفين وبدأنا بالمزاح الصباحي وتداول الاستهزاء بالاندية التي يشجعونها فهذا محور حديث الصباح فيومها كان بارما قد هزم الانتر فدخلت ضاحكا مسلماً على مشجعين نادي الانتر بكلمات "بارما ما تخافوا الله بارما!!!!" فالكل بدأ بالضحك فالكل يقول لي بانني فاكهة الصباح بابتسامتي المعتادة ومزاح الصباح .
بعد جلوسي تذكرت قبل عدة أشهر عندما تأخرت عن عملي وقام يومها نفس المدير بتوبيخ عالي اللهجة ويومها لوحت بإستقالتي وغادرت الدوام تذكرت ردي الذي رددته عليه عندما سألني لماذا تأخرت فيومها كنت عابس الوجه وقلت يومها: "هاد الي أجاك اتأخرت شو ما بدك تعمل اعمل"
سرحت بالفرق الشاسع بين الردين على نفس السؤال وقررت من يومها ان الابتسامة سر النجاح في الحياة وان التفاؤل واجب لا بد من الجميع اتخاذه كرفيق في حياته
وتذكرت كلمات ابو نواس التي دائماً تلوح في مخيلتي وهي:
يا نواسي توقر وتجمل وتصبر
ساءك الدهر بشيٍء وبما سرَّك أكثر
طيب ممتاز الي هيك بصير معك أنا بكون صاحية بكير
وفجأه بتأخر نفسي أفهم ليش بس
الحمدلله الي اتخرجت على شان أنام على راحتي :P
صباحكم تفاؤل ورضا من الرحمن جميعا ,,,
لما كنت ادرس كنت احكي متى رح اتخرج عشان ارتاح من الصحية بدري ويس تخرجت واشتغلت وبالذات شغلي بالامارات حكيت يا ريت ارجع لايام الدراسة بالدراسة ان راحت عليك نومة بتروح عليك محاضرة تنتين بس بالشغل ان اتأخرت بروح خبرك وبتوكل اسفين رباعي بجيبك كتاف