مقالتي في الوحدات الرياضي والميدان الرياضي يوم الثلاثاء 20/8/2013
( بطاقة شحن )
خلال احدى المكالمات عبر الهاتف المحمول مع احد الاصدقاء المتخصصين بالشأن الرياضي المحلي وتحديدا في مجال كرة القدم . وأحد المتابعين الدائمين منذ عقود لبطولات كرة القدم المحلية ، تساءلنا عن أسباب انخفاض المستوى الفني للعديد من المباريات وكذلك عن أسباب تراجع مستوى الاداء في الكثير منها .
وتوصلنا عبر هذه المكالمة الى تلخيص الاسباب في عدة نقاط كان من أهمها :
رداءة وسوء الملاعب الرسمية وملاعب التدريب ، وغياب الدعم المالي الحكومي ، ودعم القطاع الخاص الخجول ، والعزوف الجماهيري عن غالبية المباريات ، وأسباب اخرى عديدة اختلفنا في الرأي على بعض منها . لكن السبب الرئيسي والأهم الذي اتفقنا عليه هو : غياب الانتماء النادوي لدى الغالبية العظمى من اللاعبين اصحاب الخبرة والذين نشأوا وترعرعوا عبر السنوات الطويلة بين جدران وتحت سقف ناد وحيد ، وكان لهم صولات وجولات حملت الكثير من الابداعات التي ما تزال عالقة في الذاكرة .
الى ان بدأ الإحتراف وسادت لغة المال واصبحت الأرقام هي من يحدد وجهة اللاعب والنادي الذي سيلتحق به من موسم الى آخر حتى وصلت الحالة عند بعضهم أن إختلطت ألألوان في ملابسهم الرياضية التي جمعها من الاندية التي لعب فيها .
قال لي صديقي بالحرف الواحد وبصوت بدأ يظهر مشوشا متقطعا متعبا : كيف سيحضر الإنتماء واللاعب أصبح كالهاتف المحمول لا ينطق بحرف الا إذا وفرت له بطاقة شحن برصيد محدد ، وأصبح لسان حال الكثير منهم كمن يقول : كلما زاد رصيد بطاقة الشحن كلما اتسعت مساحة الكلام وزادت المقدرة والجرأة على الحديث وتبادل الرسائل .
قال لي ايضا : ألم تلاحظ بأن اللاعب لا يغضب كثيرا عند استبداله وإخراجه من أرض الملعب ، وقد يخرج بعضهم ضاحكا غير مبال رغم خسارة فريقه عند لحظة الخروج .
وقال لي أشياء كثير اخرى عن حالات من الإنتماء التي شهدتها ملاعبنا في السابق والتي لا مجال لذكرها ولم نعد نشاهده في وقتنا هذا.
وقبل ان تنتهي المكالمة قال لي : لا بد من إعادة دراسة العديد من التعليمات واللوائح التي تحكم علاقات اللاعبين بأنديتهم المؤقتة لرفع درجة الإنتماء لدى اللاعبين وتقليص ظاهرة استحواذ المال وتحكمه بعطاء اللاعبين وتفرده بالتحكم بعواطفهم ومشاعرهم .
وعندما بدأ في الحديث عن هذه الحلول التي اعتقد انها من وجهة نظري ستكون مفيدة وناجعة ، لما يتميز به صديقي من خبرات ومؤهلات علمية في هذا المجال ، فجأة انقطع الإتصال وغاب صوت صديقي ولم تصلني ( زبدة الكلام ) .
وانحصرت كلماتي بعد ذلك عبر الهاتف بكلمات : ألو... ألو ... ألو ... دون أن اتلقى اي رد .
إلتقيت صديقي في اليوم التالي ، وحين سألته عن سبب انقطاع الإتصال قال لي : أعذرني يا صديقي ، فعندما كنت اتحدث معك نفذ رصيد بطاقة شحن هاتفي
وضعت يدك على الجرح استاذ غصاب... جميل ان ينظر اللاعب الى تأمين مستقبله و لكن الاجمل ان يمتزج هذا التأمين بشيئ من الانتماء للنادي الذي احتضن اللاعب و تعب عليه الى ان اصبح نجما....يجب اعادة النظر في قوانين الاحتراف ويجب العمل على مبدأ الثواب والعقاب
للاسف الشديد بطاقة الشحن اصبحت غيمة سوداء في سماء الكرة الاردنية و( لاعبي الاندية الاردنية ) والا كيف نفسر لعب بعض اللاعبين كل موسم لفريق ، منذ عصر الاحتراف فقدت الكرة الاردنية بعضا من رونقها
كلام جميل ،،
وأتمنى منك أن تضع لنا ما اقترحه صديقك من حلول والتي من الممكن ان تعيد الحال لوضعه الطبيعي
فباعتقادي المسألة بحاجة لجلسات مطولة بعيدا عن المكالمات الهاتفية لأن الحديث بهذا الأمر لا تكفيه بطاقة من فئة 100 دينار ...
يعطيك العافيه اخي ابو طارق الاحتراف اضر بالكره الاردنيه من جميع الاتجاهات وافقدها مصداقيتها ومنذ بدى الاحتراف لو يوجد لاعب يلعب للانتماء بل يلعب للمال والدليل هروب اكثر من لاعب من نادي معين الى نادي اخر وكل هذه من الاحتراف
وضعت يدك على الجرح استاذ غصاب... جميل ان ينظر اللاعب الى تأمين مستقبله و لكن الاجمل ان يمتزج هذا التأمين بشيئ من الانتماء للنادي الذي احتضن اللاعب و تعب عليه الى ان اصبح نجما....يجب اعادة النظر في قوانين الاحتراف ويجب العمل على مبدأ الثواب والعقاب