يا شعب مصر العظيم.. - يا شعب مصر العظيم.. - يا شعب مصر العظيم.. - يا شعب مصر العظيم.. - يا شعب مصر العظيم..
السبيل|
لأمر حكيم عظيم ذكر الله مصر في قرآنه الحكيم أكثر مما ذكر أي بلد آخر، وقلب قصص القرآن وأحسن القصص قصة يوسف التي تتحدث عن مصر، وكيف أنقذ القائد الصالح يوسف عليه السلام بمنهج السماء، أنقذ مصر من براثن مجاعة وقحط كان يمكن أن تعصف بمصر وتودي بها في مهاوي الردى. وبينت القصة ارتباط مصر بفلسطين، وفلسطين بمصر ارتباطاً عضوياً تلاحمياً منذ آلاف السنين، فلا تفك هذه العقدة التي وثقها الله في قرآنه العظيم وأرادها كذلك قديماً وحديثاً وإلى آخر الزمان!
ولأمر حكيم وقدري عظيم جعل الله أم العرب أم إسماعيل من مصر كما في قصة إبراهيم في المشهور المعروف.
ولأمر حكيم وعظيم ربط الله مصر بنبي الإسلام عليه الصلوات والسلام من خلال زواجه بمارية القبطية، وليدل على صلة خاصة بمصر وقبط بمصر، لو كان يعقل العلمانيون!
فيا شعب مصر العظيم هل عجيب أن تكون لكم في كل قلب عربي مسلم، وفي قلب كل مسلم وعربي أن تكون لكم منزلة خاصة ومحبة خاصة؟ هل غريب وعجيب أن يكون لمصر في العرب منزلة الرأس من الجسد؟
وكم كان العدو ماكراً وخبيثاً بحرصه الشديد على إخراج مصر من معادلة الصراع بين هذا العدو وبين العرب، لقد صار بعد إخراج مصر يتلاعب بالعرب تلاعب الرماة بالكرة!
وقد يقال لكم إن حب العرب لمصر وشعبها حب حاجة ومصلحة! لا وعلم الله أنه فوق ذلك وأعظم من ذلك وأدوم وأبقى من كل ذلك وأنقى من الارتباط بالمصالح، فهو حب ناشئ عن دين أعلى من شأن مصر، ومن تاريخ عمّق ما أصّله الدين، عمقه بالواقع والممارسة! وناشئ كذلك من فضل مصر على العرب في القرن العشرين برمته! فما من قضية من قضايا العرب إلا وكان لمصر فيها إسهام مشرف من غير منّ ولا أذى، حتى كان عهد السادات ومبارك الذي سعيا فيه جاهدين للنأي بمصر عن العالم العربي لاستجابة لمطالب الطامعين في مصر وفي العالم العربي. فبغير هذا التلاحم بين مصر ومحيطها تصبح هي وهم فريسة سهلة لكل طامح وطامع. فهو كذلك حب ناشئ بعد الوحي عن الوعي بمسألة نكون أو لا نكون! نحن بمصر نكون وتكون وبغير وحدتنا لا نكون ولا تكون!
أيها الأعزة الأحباب، كانت مصر لنا وللعالم العربي ولإفريقية كلها ولأندونيسيا وكل جنوب شرق آسيا، كانت مفتّحة الأبواب، فتلقى الجميع فيها ومنها طلاب العلم عادوا إلى بلادهم وقد حملوا حب مصر في قلوبهم قبل حمل شهاداتهم في أيديهم!
وفرحنا لثورات «الربيع العربي»، وفرحنا لكم أكثر من أي بلد من بلدان «الربيع العربي» لمنزلتكم في العالم العربي ودوركم الطليعي والطبيعي والتاريخي في العالم العربي، ولأن ما كانت ترسف فيه مصر كان حملاً أثقل من كل ما في العالم العربي. وكانت تجربة مصر في الثورة وعبور المآزق والمنحنيات التاريخية المفصلية والانتخابات مشرفاً بكل المقاييس ونبراساً لكل دول الربيع العربي وكل دول العالم العربي.
وظل الحال على هذا الوضع والمنوال حتى كانت الأيام الأخيرة أي العشر الأواخر من شهر نوفمبر مستغلة بعض القوى ما أعلن من إعلان دستوري لتصحيح وضع أنتم أعلم به منا، ولكنّا نتابع شؤونكم، علم الله، ربما أكثر مما نتابع شؤون بلادنا، لأهمية بلدكم بلدنا مصر.
ولسنا نتدخل في شأنكم الداخلي، ولا نبصّر أهل مكة بشعابها، ولا أهل مصر بأحوالها وقضاياها، فهذا ما لا يخطر لنا ببال، ولكنا نحدث أنفسنا إذ نحدثكم، ونبثكم قلقنا إذ نناجيكم ونناديكم بأعلى الصوت: يا شعب مصر العظيم مزيداً من اليقظة، مزيداً من اللحمة، {ولا يستخفنكم الذين لا يوقنون}.
لقد شرِق الأعداء من ثورتكم وثبوتكم وفقدوا «كنزهم» الاستراتيجي الذي لا يعوض، فقاموا يشوشون على الثورة باسم الثورة! وأخطر الحرب وأمكر المكر ما كان من داخل الشيء! ولذا كان السرطان أخطر الأمراض!
فصار الأدعياء يحرقون مصر ويحرفون مسارها باسم الغيرة على مصر، هل يظنون الشعب بلا ذاكرة؟ هل يظنون أن الناس نسيت ما صنعت اليدان الآثمتان لمبارك والأعوان لشعب مصر الطيب العظيم؟ هل نسيت الجماهير حلف الشيطان بينه وبين «إسرائيل» والأمريكان؟
يا شعب مصر، وأنتم من علمتمونا اليقظة والوعي والانتباه! هل المتقلبون المصلحيون مؤتمنون على الثورة والبلاد والعباد؟ وهل مصر البلد الأكثر تديناً في العالم العربي، يعقل أن يقصى فيه الدين عن الحياة والمتدينون عن الواقع بحيث يقول عمرو موسى: إنه لن يسمح بأن تعود مصر بعد علمانيتها إلى عصور سيادة الدين؟
هل أقلية تلغي الأكثرية؟! إن هؤلاء هم الاستئصاليون باسم العلمانية والتنوّر! هل هذا يمثل نبض الشارع في مصر؟ هل هذا يمثل إلا شريحة المتغربين في مصر وحفنة المتأمركين والمتأسرلين؟ وهل تقبل مصر العظيمة دعوة البرادعي لأوروبا وأمريكا واستنجاده بهما للتدخل في مصر لمنع مرسي من إعلانه الدستوري؟ مصر التي مضى الآن على ثورة عرابي فيها على الإنجليز وأتباعهم في قصر عابدين قرابة المئة سنة، هل تقبل عودة التدخل الأجنبي؟ وهل الأمريكان يا أهلنا وشعبنا في مصر أقرب إلينا وإليكم من ابنكم الذي انتخبتموه بكامل إرادتكم؟ هل أوروبا أحرص علينا من ابن شعبنا حتى نستعين بها عليه؟
هل يعقل أن تتلاعب مجموعة من القضاة المعينين من الذي أفسد القضاء والقضاة والإعلام والاقتصاد والسياسة والاجتماع والحياة والعيش في مصر، هل يعقل أن يقول هؤلاء غداً بعد أن حلوا مجلس الشعب المنتخب من 32 مليوناً من المصريين، هل يعقل أن يقولوا غداً إذا عنّ لهم: الرئيس غير شرعي؛ لأنه من جماعة محظورة في قانون مبارك الذي أسقطه الشعب وأسقط دستوره وقانونه وقضاءه وفساده؟ هل يعقل أن يقول هؤلاء غداً: إن إجراءات حل المجلس العسكري غير دستورية ولا قانونية، فيعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء؟ هل هؤلاء السبعة أو الثمانية يلغون السلطة التشريعية والتنفيذية والشعب ويتركون البلد يتخبط في فراغ سياسي ودستوري رهيب وفوضى عارمة؟ هذه هي فوضى غوندا ليزا رايس الخلاقة والمدمرة!
يا أيها الأعزة الأحباب، إن شعار استقلال القضاء كقميص عثمان كلمة حق توظف للباطل ويراد بها الشر والفوضى والخراب والفراغ، فهل تمكنون هؤلاء من التلاعب بالبلد باسم القضاء واستقلال القضاء؟ وهل هؤلاء مبرأون منزهون عن الأهواء معصومون من الأخطاء نزلوا كالوحي من السماء؟ وهل يريدون رئيس الجمهورية «أراجوزاً» يرقصه أي واحد من هؤلاء كما يشاء؟ إن السفينة المصرية تعبر أرخبيلاً خطراً فدعوا السفينة تمر وتمخر البحر وتمضي نحو المستقبل المشرق والغد الباسم الأفضل ولا تديروا العجلة إلى الوراء! ولا تتركوا هؤلاء يرتطمون بجبال الجليد ويغرقوا السفينة!
سمعت بعضهم في الإعلام يقول عن الدستور: ما بني على باطل فهو باطل، أي باطل الذي بني عليه الدستور؟!! وهل دستور مبارك الذي كان يفصل عند «ترزية القوانين» كان يبنى على حق وهو مفصل على مقاس مبارك ونجليه؟ وسمعت آخر يقول: حتى لو قام استفتاء فلن يقبل «جنابه» أن يمر الدستور إلا إذا حصل على 80% من أصوات الشعب! فمن أنتم حتى تتحكموا في البلاد والعباد؟
وهل لم تجرب مصر هؤلاء من أحمد شفيق إلى بقية الفرقة؟ وهل بيّن لنا عمرو موسى ما معنى كلام «إسرائيل» عن صداقته مع تسيبي ليفني؟ وهل بيّن البرادعي لنا دوره في تدمير العراق؟ ولماذا سكت عمرو موسى مثلاً عن كل مخازي مبارك، هل استيقظ عن غفوته أو سكرته اليوم؟ وما الذي جلبه مرسي على مصر من العار أو الإفقار؟ أليس هو من استقدم لمصر كذا وكذا مليار دولار من قطر وتركيا وأوروبا كاستثمار أو إيداع في البنوك؟ ألم يعد لمصر دورها ووزنها؟
يا أحباءنا، إخواننا، أهلنا! حذار أن يخدعوكم بحكاية فرعون والمتأله يقصدون مرسي، إن من يقرأ كلام الله عن فرعون ويؤمن بالله ملء قلبه لن يكون مثله الأعلى فرعون، ولن يكون هو نسخة عن فرعون إنما الذين لا يعرفون الله، ولم يقرأوا كلامه عن فرعون هم نسخ مبارك وفرعون!
يا شعب مصر العظيم، هل ضحيتم التضحيات الجسام والعظام وقمتم بهذه الثورة المجيدة العظيمة ليخرج مبارك والفساد من الباب ويعود رجاله ونظامه ونهجه من الشباك؟ فيم إذاً كانت التضحيات؟ وهل مبارك شخص؟ إنه نهج ونظام وعهد فاسد ورجال معاونون فاسدون وهؤلاء الذين لبسوا لبوس الثوار الآن في اللحظة الأخيرة هم رجاله فاحذروا!
يا شعبنا العربي المسلم العظيم في مصر العظيمة! الإسلام في مصر والعروبة في مصر منذ فجر الإسلام، وهل وجدت مصر نفسها إلا في ظلال الإسلام؟ وهؤلاء المتعلمنون يريدون اقتلاع شجرة العروبة والإسلام من مصر العروبة والإسلام، واقتلاع مصر من أرض العروبة والإسلام، فإلى أين؟ وهل كانت مصر إلا بمحيطها، وهل كان محيطها إلا بها؟ لا يغرنكم هؤلاء المنكفئون المطموسون الجاهليون.
أيها الأحباب، وكما يخاطبكم مرسي نخاطبكم، الأمر خطير وجلل ومثلكم لا يخدع بزخرف القول، يخوفونكم من الدكتاتورية وهم كانوا رجالها وأزلامها ولسانها الناطق وهم كانوا حارقي البخور في معبدها، والآن يعيدونها جذعة من خلال تغول القضاء أو من يقبعون وراء قناع القضاء يعيدون الدكتاتورية من جديد.
يا شعب مصر العظيم، الدنيا كلها عيون وآذان وأمتكم من محيطها إلى محيطها ترقبكم يا أملها يا فجرها يا مستقبلها الواعد فهل تخذلون العالم المتطلع إليكم؟ انصروا ثورتكم واحرسوا ثورتكم في مصر المحروسة حرسكم الله ونصركم، والسلام عليكم.
"بديع" بالأزهر: زوال الدنيا أهون على الله من قتل نفس ولو بشطر كلمة
ألقى الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، كلمة فى الجامع الأزهر، أثناء الاستعداد لتشييع جنازة الشهداء، الذين لقوا حتفهم فى أحداث محيط قصر الاتحادية.
وقال بديع باكياً، "زوال الدنيا أهون على الله من قتل نفس مؤمنة، ومن حرض على القتل مطرود من رحمة الله"، داعياً الله أن يرحم شهداء مصر والعالم الإسلامى.
وأضاف أن رب العزة يقول "ابنو لعبدى بيتا فى الجنة وسموه بيت الحمد"، داعياً أن يسكن الله الشهداء فى مصر وكافة البلاد العربية والإسلامية فسيح جناته، وأن ينزل البلاء رضا وسكينة على قلوب أهلهم ومحبيهم هم وكل شهداء مصر.
وتابع بديع، "اللهم اجمعنا على كلمة الحق، وخذ بيدنا واجعلنا هداة مهديين وألف بين قلوبنا ولا تجعل لباغ علينا سبيلا، وابرم لأمتنا إبرام خير ورشد، وأن تحكم فينا كتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم"، داعيا أن نخلص للشهداء الدعاء.