عيلبون وهي قرية عربية فلسطينية تقع في منطقة الجليل اقصى غرب بحيرة طبرية يسكنها كل من المسيحين والمسلمين ويبلغ عددهم 5000 نسمة وتبلغ مساحة اراضيها 4900 دونم .
تعتبر عيلبون قرية مسالمة, ذات ثقافة عالية بمجالات عديدة ومختلفة مميزة باهلها المنفتحين على العالم الخارجي بالرغم من الصعوبات التي واجهتها وتواجهها في المجال الاقتصادي والاجتماعي ومنطقة نفوذها على الارض التي اصبحت محدودة جدا.
احتلت بتاريخ 30/10/1948 حيث سجل التاريخ يوما مؤلما وقعت بة مجزرة عيلبون. قتل بها 14 شابا بدماء باردة, هجرسكانها مشيا على الاقدام مسافة تقارب 150 كم الى لبنان. وبعد مرور 50 يوما خارج الوطن بدأت مسيرة العودة الى القرية لبناء حياة جديدة تحت الاحتلال الاسرائيلي.
تقع قرية عيلبون في الجليل الأسفل الشرقي على تله صغيرة في القسم الشمالي الشرقي لسهل البطوف, ببعد 9 كم شمال مفرق جولاني (مسكنه) على شارع رقم 806.
هناك دلائل تشير إلى وجود القرية في سنة 200 ق.م والحقبة البيزنطية. وكما يبدو فقد هجرت القرية في مرحلة لاحقه لمدة مجهولة, ثم تجددت الحياة فيها في القرن الـ- 17 بواسطة عائلات قدمت من القرى المجاورة مثل عرابة، دير حنا، سخنين والمغار.
* اقدم الوثائق التي ذكرت قرية عيلبون هي وثائق من العهد الروماني ظهر فيها اسم القرية بدون حرف النون. عيلبو. أوائل العصور الوسطى ذكرت مخطوطة من ارشيف الكنيس اليهودي في القاهرة ايضا اسم عيلبون حيث حكت المخطوطة عن عائلات الكهنة اليهود الذين هربوا من القدس بعد خراب الهيكل الثاني واستوطنت هذة العائلات في قرى الجليل وفي عيلبون قد استوطنت عائلة " قوص ".
*كان امتلاك الاراضي واستصلاحها جماعيا في البداية حيث كان عدد سكان القرية لا يتجاوز بضع عشرات. اما في سنة 1892 وزعت الاراضي نهائيا على الفلاحين كانت فية كل حصة تتناسب كبر الحمولة وعدد افرادها.
*كان سكان القرية حتى سنة 1948 من المسيحين فقط وقد جاؤوا اليها من القرى المجاورة فعمروها بعد ان كانت خربة قرونا عديدة وكانت اكبر عائلتين في القرية هما زريق وسرور.
*بنيت الكنيسة الاولى في القرية لطائفة الروم الكاثوليك سنة 1879 بسعي الاب بولس اشقر وسكان القرية. في سنة 1911 انفصلت مجموعة من طائفة الروم الكاثوليك وتحولوا الى روم ارثوذكس , ولذلك اقيمت في سنة 1928 كنيسة جديدة لطائفة الروم الارثودوكس عند مدخل القرية الشمالي .
*بعد اقامة دولة اسرائيل جاء الى عيلبون مهجرون من قرية حطين كانت هذة العائلات الاولى من الطائفة الاسلامية. ثم بدات حملة توطين البدو فجاء الى عيلبون كثيرون ممن سكنوا بجوارها هكذا نشات الطائفة الاسلامية في عيلبون.
* غرفة التعليم الأولى بنيت في القرية بتمويل الكهنة الكاثوليكيين الألمان من كنيسة الطابغه سنة 1899, وتعلم فيها 24 طالبا من الذكور فقط. سنة 1905 بنيت غرفة تعليم مشابهة للبنات. وفي سنة 1943 ( فترة الانتداب البريطاني) بنيت في القرية مدرسة ابتدائية رسمية مكونة من غرفتين, وهاتان الغرفتان موجودتان حتى يومنا هذا وتستعملان كغرف للتعليم.
التزايد السكاني:
عدد السكان السنة
530 1945
93 1948
675 1949
1100 1961
4400 2007
مجزرة
مجزرة مروعة وقعت وربما لم تأخذ حقها في ذاكرة شعبنا، مجزرة نسيها وتناساها الكثيرون ممن حاولوا بكلماتهم وصف روعِ تلك الايام الغابرة، أيام النكبة التي حلت بأهل بلدتنا العزيزة عيلبون كما حلت على شعبنا الفلسطيني.
صباح الـ 30 من تشرين الاول عام 1948 والذي بدأ ككل صباح تسطع فيه شمس الكون تحول ليوم احمر قانِ في ذاكرة كل فرد من ابناء قريتنا عيلبون. فبالرغم من تناقل الكثيرين لأخبار اقتراب الجيش الاسرائيلي من البلدة وما صاحبه من تخويف وترهيب وخاصة الأخبار عن مجازر ارتكبها مختومة بقتله للعشرات من عشيرة مواسي جيران البلدة، صمد أهلنا ورفضوا النزوح عن القرية وتحدوا قدرهم.
دخل الجيش الاسرائيلي البلدة فوجد أهلها محتمين داخل الكنيسة رافعين الاعلام البيضاء. واقتاد الجنود بوحشية الجموع خارج الكنيسة وقتلوا بدم بارد وفي وضح النهار 14 من خيرة شباب البلدة وطرد الباقي شمالا الى لبنان. لم يكتف الجيش الاسرائيلي بما فعلت يداه داخل القرية ليقتل شخصا آخر خلال مسيرة التهجير شمالا ليصبح عدد الشهداء 15 اضافة الى عشرات الجرحى الذين نجوا من الموت بأعجوبة.
لم يكن حظ عيلبون بمختلف عن باقي أخواتها من قرى المنطقة التي وقعت في القسم اليهودي حسب خارطة التقسيم والتي انتكبت جميعاً خلال حملة التطهير العرقي.
روت لي جدتي والدمع يملأ عينيها:
«... في ذلك اليوم الاسود تجمعنا داخل كنيسة القرية عندما علمنا بقدوم الجيش الإسرائيلي ويداه ملطختان بالكثير من الدماء. دخل الجيش القرية فوصل الكنيسة واجبر الجميع على الخروج والتجمع في ساحة «الحارة»، تلك الساحة التي استعملت بشكل عام للأفراح حتى وطئتها قدم الجيش الاسرائيلي الهمجية وجعلتها ساحة للشهداء الأبرار.
اختار الجندي الطبراوي «حاييم بطاطا» عشوائياً 12 شاباً من خيرة شباب القرية بإشارة اصبع في حين كانت اليد الاخرى تمسك بالبندقية وتم اعدامهم بمجموعات رمياَ بالرصاص دون تردد.
في هذه الأثناء اعتقل العشرات من رجال القرية ومن ضمنهم زوجي وسيق الباقي من شيب وشباب ونساء واطفال امام الدبابات باتجاه قرية المغار. على مفرق البلدة حاول اثنان من الشباب الهرب فرميوا ايضاَ بالرصاص واستشهدوا ليصل عدد الشهداء الى 14 حتى هذه اللحظة.
مشت الجموع جوعى وعطشى مروراَ بقرية المغار وصولا الى مفرق كفرعنان، بالقرب من مفرق فراضية، حيث قتل رجل آخر من أهالي القرية برصاص الجيش الاسرائيلي، وجرح آخرون واعتقل أكثر من 40 رجلا إضافيا من رجال القرية. وكان قد نوى الجيش الاسرائيلي قتل 50 رجلا آخرين، ولكن حال دون ذلك افتداء احد مواطني البلدة واسمه ابراهيم حوا للرجال ب 100 ليرة فلسطينية.
مشيت حاملة طفلتي بنت الأربعين يوماً في حين امسكت بيدي الاخرى ولدي ابن السنتين وورائي ابنتاي في الثالثة والخامسة من العمر تمسكان بطرف ثوبي. ووصل بي الحال الى فقدان العزيمة حتى أنني فكرت بترك طفلتي بنت الاربعين يوماً لأنقذ اولادي الثلاثة الآخرين. إلا أن حمل والدتي لطفلتي حال دون ذلك، والتي بدورها كانت تجر امها المصابة فلم يكن لها الا استعمال اسنانها لحمل ابنتي الطفلة من قماطها.
كانت اياماً صعبة حفرت ذكراها عميقاً، ذكرى الإذلال الذي لحق بنا حتى اصبحنا نفتش عن قوتنا من نبات البيقيا في روث البقر ونشرب من المياه المعدة للخنازير في قرية البريذعة.
رأيت بأم عيني نساءً من البلدة ولدن خلال تهجيرنا شمالا ولم يسعهن الا ان يتركن مواليدهن تحت الشجر لانقاذ باقي اولادهن من الهلاك تحت جنازير الدبابات الاسرائيلية التي كانت تطارد المهجرين باستمرار.
وصل من بقي حياً الى مخيم «مية مية» في لبنان ليفترش الارض مسكناً في خيام من قماش ولتستقبلنا سماء تشرين الثاني مكفهرة بالامطار الغزيرة والبرد القارس. استمر حالنا هكذا لمدة 70 يوماً لاقينا فيها جوعاً وعطشاً والسكن في العراء حتى هلك بعض الاطفال ففضل بعض الاهل تسليم اولادهم للأديرة والملاجئ وما زال العديد منهم هناك.
وصلت الى المخيم بشرى الإذن بالرجوع الى القرية لتنهر الجموع بالرجوع الى البلدة. فعدنا الى ما كان بيوتنا لنجدها مفرغة من كل اثاث وثياب وحلال ومؤونة كانت معدة لبرد شتاء فلسطين القارس بعد تعرضها للسلب والنهب...».
لكن بحبنا لبلدنا وبعزيمتنا الموحدة استطعنا إعمار قريتنا من جديد. وفي هذه الذكرى نترحم على جميع شهدائنا الأبرار ونرفع أحلى الأمنيات الى من بقي من احبائنا خارج الوطن آملين ان يعودوا الى قريتهم لينعموا بدفء ومحبة بلادهم وطيب ترابها الغالي.
معالم القرية
عين عيلبون
تقع عين عيلبون في الجهة الغربية من القرية, غربي شارع عيلبون المغار. ويقال ان عين الماء كانت مستنقعا ومقرا للاوساخ ولكن قام اهل القرية في سنوات الثلاثين والاربعين بترميم العين فصارت تجري مياه العين عذبه صافيه موافقه للصحه, فكان ذلك اكبر عامل على انماء النسل. روت العين اهل القرية جميعهم ومواشيهم ودواجنهم, والان تعتبر العين احدى المعالم الاثرية لقرية عيلبون لكن للاسف لم تعد مياهها عذبه وصافيه كما اعتاد اهلنا على رؤيتها.
الكنيسة القديمة
تقع الكنيسة القديمة في مركز الجزء القديم من القرية, وقد بنيت هذه الكنيسة بسعي الاب بولس اشقر من مال السكان وبعملهم وجدهم, واكملت سنة 1879 وبلغت نفقات بنائها 130 ليرة ذهبا وحفر هذا التاريخ في شعر فوق بابها.
الحارة القديمة
وهي ساحة تتوسط القرية القديمة , لم تزد مساحتها على 160 مترا مربعا, كانت تجري فيها الحفلات الليلية للاعراس, وكانت تتم في الحارة لقاءات رجال القرية صباح كل يوم احد قبل توجههم الى الكنيسة لاداء الصلاة, وكانت هذه اللقاءات تقوي الروابط الاجتماعية بين السكان وتقارب بين انماط تفكيرهم وعاداتهم. تعرف ايضا بساحة الشهداء تخليدا لذكرى الشهداء الذين تم اختيارهم في هذة الساحة امام جميع سكان القرية.
ألمسجد
في سنة 1993 بدأ العمل في بناء المسجد الاول في الحارة الشرقية بتمويل من سكان عيلبون وبتبرعات من مواطنين خارج القرية. وقد تم تدشين المسجد بنفس السنة مع ان البناء لم يكتمل. ألبناء مكون من طابقين, تقام الصلاة في الطابق الارضي ومساحة كل طابق 225 مترا مربعا.
بيت التراث عيلبون
افتتح بتاريخ 12/ 2006 بمبادرة شخصية من السيد نايف سمعان. بدء تجميع المواد التي تعود إلى سنة 1961, يشمل البيت عدة زوايا تراثية منها : الطحين والخبز وتطورهما ,الأثاث,التوابل والأعشاب الطبية والمعتقدات ,الديوان,حرف ومهن,بيت المونه,مكايل- ميازين- قياسات,الموسيقى,المطبخ,العاب تراثية. تشمل جميع الزوايا قطع تراثية تنتمي إلى أعمار مختلفة.الهدف إحياء التراث والإلمام بمعرفة أنماط الحياة التي سادت في حينه وكذلك محاولة إحياء حرف مهن والعاب اندثرت والعودة إلى حياة الطبيعة.
قاعة العودة
في مركز البلدة بالقرب من المجلس المحلي اقيم سنة 2006 مبنى جديد يتسع الى حوالي 300 شخص مع مسرح كبير وعصري. احتضن المركز عدة فعاليات ثقافية. سمي المبنى بقاعة العودة بعد عرض الفيلم الوثاقئي "ابناء عيلبون" باخراج هشام زريق للتذكير بعودة اهالي القرية بعد تهجيرهم.
مركز النحاس
يصنع فيه باليد منذ اخر سنوات السبعين , ادوات نحاسية تراثية مثل :الاباريق ,صواني مع كتابات و لوحات فنية.
بيت الاعشاب
منذ سنوات الثمانين يباع في المركز الاعشاب البرية والزيوت المستخلصة من الاعشاب واهم اعمال المركز زراعة الزعتر وطحنه و بيعه بالبلاد.
عسل ابو حنا
منذ 55 عاما يتم انتاج العسل لدى العائلة ويعتبر بيتهم مكانا للحصول على العديد من انواع العسل, عسل طبيعي, عسل مع اعشاب وعسل مع بروبوليس فهذة الانواع من العسل لها استعمالات عديدة ومتنوعة وخاصة ضد الامراض.
ثقافة ورياضة
المدرسة الابتدائية والاعدادية:
تمتاز قرية عيلبون بمستواها الرياضي الشعبي والمهني على المستوى الوسط العربي وكذلك على مستوى الدولة. خاصة بوجود عدة فروع رياضية مختلفة تخدم جميع اجيال المجتمع من الطفل حتى المسن.
تاسس سنة 1995 ويخدم أهالي القرية لتنمية موهبة العزف على كل من الات الشرقية والغربية ولدى المعهد جوقة موسيقية تقوم من فترة الى اخرى بعروض موسيقية.
افتتحت المدرسة يوم 1.9.1966 وكانت المدرسة الثانوية الوحيدة في المنطقة. كان عدد طلابها في السنة الاولى 50 طالبا.
اما اليوم فيبلغ عدد طلاب المدرسة ما يقارب ال 200 طالبا. تمتاز المدرسة بمستواها العلمي العالي ونسبة النجاح العالية في امتحانات البجروت.
موقع المدرسة
غرفة التعليم الأولى بنيت في القرية بتمويل الكهنة الكاثوليكيين الألمان من كنيسة الطابغه سنة 1899, وتعلم فيها 24 طالبا من الذكور فقط. سنة 1905 بنيت غرفة تعليم مشابهة للبنات. وفي سنة 1943 ( فترة الانتداب البريطاني) بنيت في القرية مدرسة ابتدائية رسمية مكونة من غرفتين, وهاتان الغرفتان موجودتان حتى يومنا هذا وتستعملان كغرف للتعليم.
اما اليوم يبلغ عدد طلاب المدرسة الابتدائية والاعدادية ما يقارب 950 طالبا وطالبة موزعون على 31 صفا و يتعلمون على يد 67 معلم ومعلمة.
التنس:
نادي الطبيعة:
كرة السلة:
كرة الطائرة:
هو مشروع عربي يهودي في رياضة التنس, يتم بين عشرين طالب وطالبة عرب من عيلبون و عشرين طالبا يهوديا من طبريا, يتدربون معا خلال 5 ايام في الاسبوع, يهدف هذا المشروع لبناء زوج عربي يهودي للوصول الى اعلى المستويات وكذلك للتقارب بين الشعبين من خلال الرياضة.
مشروع رياضي يهدف الى تشجيع رياضة المشي في الجبال والتعرف الى مناطق مختلفة وتقوية العلاقات الاجتماعية, تشترك فيه جميع الاجيال, ازواج عائلات متقاعدين, عدد المشتركين 120 , يتم ايام السبت والاحد من كل اسبوع بين شهر شباط حتى ايار من كل سنة في فترة الربيع.
يعتبر فرع كرة السلة ايضا من الفروع الشعبية في القرية ومن اهم انجازاته صعود فريق الاولاد والفتيات كذلك للدرجة الممتازة.
يعتبر فرع كرة الطائرة من ابرز المجالات الرياضية في البلد حيث حقق ومازال يحقق النادي انجازات قطرية بداية من كأس الدولة سنة 1984 وصولا الى الدوري الاعلى في اسرائيل سنة 2006 .
موقع كرة الطائرة في عيلبون.
نادي المسنين:
تاسس النادي عام 1982 ليكون اول نادي عربي للمسنين. يضم النادي اليوم 150عضو ويهدف للمحافظة على رفاهية المسن من خلال فعاليت متعددة مثل: جولات , نشاطات جسمانية وأشغال يدوية. من الجدير بالذكر ان عدد النساء اكثر من عدد الرجال في النادي.