يا بنتي!!!!!!! - يا بنتي!!!!!!! - يا بنتي!!!!!!! - يا بنتي!!!!!!! - يا بنتي!!!!!!!
من أجمل ما قرأت من الكتب كتيب "يا بنتي" لعلي طنطاوي ، وأذكر من 3 سنوات أعطاني اياه دكتور في الجامعة -الله يجزيه الخير-عن كل واحد رح يقرأه ، هذا لكنّ أخواتي المسلمات والى اخواني أكيد كل واحد عنده أخت أوبنت ياريت تقرأوه جميعاً وربنا يهدينا جميعاً
يا بنتي ، أنا رجل يمشى إلى الخمسين قد فارق الشباب و ودع أحلامه و أوهامه ثم إني سحت في البلدان و لقيت الناس و خبرت الدنيا ، فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من سني و تجاربي لم تسمعيها من غيري.
لقد كتبنا و نادينا ندعو إلى تقويم الأخلاق و محو الفساد و قهر الشهوات حتى كلت منّا الأقلام و ملَّت الألسنة و لا أزلنا منكراً بل إن المنكرات لتزداد و الفساد ينتشر و السفور و التكشف تقوى شِرَّته و تتسع دائرته و يمتد من بلد إلى بلد حتى لم يبق بلد إسلامي -فيما أحسب- في نَجْوَة منه . حتى الشام التي كانت فيها الملاءة السابغة و فيها الغلو في حفظ الأعراض و ستر العورات قد خرج نساؤها سافرات حاسرات كاشفات السواعد و النحور!
ما نجحنا و ما أظن أننا سننجح ! أتدرين لماذا؟ لأنا لم نهتد إلى اليوم إلى باب الإصلاح ، و لم تعرف طريقة إن باب الإصلاح أمامك أنت يا بنتي و مفتاحه بيدك ؛ فاذا آمنت بوجوده وعملتِ على دخوله صِلِحِت الحال .
صحيح أن الرجل هو الذي يخطو الخطوة الأولى في طريق الإثم لا تخطوها المرأة أبداً ، و لكن لولا رضاك ما أقدم، و لولا لينك ما اشتدَّ ؛ أنت فتحت له وهو الذي دخل ، قلت للص: تفضل! فلما سرقك اللص صرخت: أغيثوني يا ناس ، سٌرقت !
لو عرفت إن الرجال جميعاً ذئاب و أنت النعجة لفررت منهم فرار النعجة من الذئب و أنهم جميعاً لصوص لاحترست منهم احتراس الشحيح من اللص .و إذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها فالذي يريده من الرجل أعز عليك من اللحم على النعجة، و شر عليك من الموت عليها، يريد منك أعز شيءٍ عليك : عفافك الذي به تَشْرُفين و به تفخرين ، و به تعيشين . و حياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها .
و ما رأى شاب فتاة إلا جردها بخياله من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب ،اي والله ، أحلف لك مرة ثانية لا تصدقي قول الرجل إنهم لا يرون في البنت إلا خلقها و أدبها ، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق و يودونها ود الصديق كذبٌ و الله , و لو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم لسمعت مهولاً مرعباً . و ما يبسم لك الشاب بسمة ولا يلين لك كلمة و لا يقدم لك خدمة إلا وهي عنده تمهيد لما يريد أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها تمهيد!
و ماذا بعد؟ماذا يا بنت ؟ فكري :
تشتركان في لذة ساعة، ثم ينسى هو، تظلين أنت أبداً تتجرعين غصصها ، يمضى (خفيفا) يفتش عن مغفلَّة أخرى يسرق منها عرضها، و ينوء بك أنت ثِقَلُ الحمل في بطنك ، و الهم في نفسك و الوصمة على جبينك ، يغفر له هذا المجتمع الظالم، و يقول :شاب ضل ثم تاب، تبقين أنت في حمأة الخزي و العار طول الحياة ، لا يغفر لك المجتمع أبدا.
و لو أنك -إذا لقيته- نصبت له صدرك، و زويت عنه بصرك، و أريتِه الحزم و الإعراض ، فاذا لم يصرفه عنك هذا الصدد ، واذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد ، نزعت حذاءك من رجلك ونزلت به على رأسه ... لو أنك فعلت هذا لرأيت مِن كل مَن يمر في الطريق عوناً لك عليه ولما جرؤ بعدها فاجر على ذات سِوار ، ولجاءك -ان كان صالحاً-تائباً مستغفراً يسأل الصلة بالحلال ؛ جاءك يطلب الزواج .
والبنت - مهما بلغت من المنزلة و الغنى و الشهرة و الجاه - لا تجد البنت أملها الأكبر و سعادتها إلا في الزواج ، في أن تكون زوجاً صالحة و أماً موقرة و ربة بيت .
الزواج أقصى أمانيّ المرأة ، و لو صارت عضوة البرلمان و صاحبة السلطان . و المستهترة لا يتزوجها أحد حتى الذي يغوى البنت الشريفة بوعد الزواج إن هي غوت و سقطت تركها و ذهب - إذا أراد الزواج - فتزوج غيرها من الشريفات لأنه لا يرضى أن تكون ربه بيته و أم بنته امرأة ساقطة !
و الرجل إن كان فاسقاً داعراً ، إذا لم يجد في سوق اللذات بنتاً ترضى ان تريق كرامتها على قدميه و أن تكون لعبة بين يديه ، إذا لم يجد البنت المغفَّلة التي تشاركه في الزواج على دين إبليس و شريعة القطط في شباط ، طلب من تكون زوجته على سنة الاسلام . فكساد سوق الزواج منكن يا بنات ، لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور... فلماذا لا تعملن ، لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء؟ انتن أولى به و أقدر عليه منا لأنكن أعرف بلسان المرأة و طرق إفهامها ، و لأنه لا يذهب ضحية هذا الفساد إلا أنتن : البنات العفيفات الشريفات البنات الصينات الدينيات .
في كل بيت من بيوت الشام بنات في سمن الزواج لا يجدن زوجا لأن الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات،
فألفنّ جماعات منكن من الاديبات والمتعلمات ومدرسات المدرسة وطالبات الجامعة تعيد أخواتكن الضالات الى الجادة ، خوفوهنّ الله ، فان كنّ لا يخفنه فحذِّرنهنّ المرض ، فان كنّ لا يحذرنه فخاطبوهنّ بلسان الواقع قلن لهن :إنكن صبايا جميلات فلذلك يقبل الشباب عليكن ، و يحومون حولكن ، و لكن هل يدوم عليكن الصبا و الجمال ؟ و متى دام في الدنيا شيء حتى يدوم على الصبية صباها و على الجميلة جمالها ؟ فيكف بكنّ إذا صرتن عجائز محنيات الظهور مجعدات الوجوه ؟ من يهتم يومئذ بكن ؟ و من يسأل عنكن ؟ أتعرفن من يعتم بالعجوز و يكرمها و يوقرها ؟ أولادها و بناتها، و حفدتها و حفيداتها.هنالك تكون العجوز ملكة في رعيتها و متوجة على عرشها على حين تكون "الاخرى"أنتن أعرف بما تكون عليه !
فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام؟ و هل تشتري بهذه البداية تلك النهاية ؟
وأمثال هذا الكلام لا تحتجن الى من يدلكن عليه ، ولا تعدمن وسيلة الى هاية أخواتكن الضالات ، فان لم تستطعن ذلك معهن فاعملن على وقاية السالمات من مرضهن ، والناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن.
********************
وأنا لاأطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة الى ما كانت عليه المرأة المسلمة حقاً ، لا ، واني لاعلم الطفرة مستحيلة في العادة ، ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة . انكن قصرتن الثياب ورفعتنّ الحجاب شعرة شعرة ، وصبرتن الدهر الاطول تعملن لهذا الانتقال ، والرجل الفاضل لا يشعر به ، والمجلات الداعرة تحثّ عليه والفسّاق يفرحون به ، حتى وصلنا الى حال لا ترضى به النصرانية ولم يعملها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ ، الى حال تأباها الحيوانات .
ان الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها و ذودا عنها ، و على الشواطئ في الإسكندرية و بيروت رجال مسلمون لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهنّ الأجنبي.
و في النوادي و السهرات رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلمات ليراقصهن الأجنبي ، وفي الجامعات المسلمة شباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات ، و لا ينكر الآباء والآمهات !
إن دعاة المساواة و الاختلاط باسم المدنية قوم كذابون من جهتين : كذابون لأنهم ما أرادوا من هذا كله إلا إمتاع جوارحهم و إرضاء ميولهم و إعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر و ما يأملون به من لذائذ أخر و لكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به فلبسوه بهذا الذي يهرفون به من هذه الألفاظ الطنانة التي ليس وراءها شيء : التقدمية و التمدن والحياة الجامعية .......الخ .وكذابون لأن أوروبا التي يأتمون بها ويهتدون بهديها ، ولا يعرفون الحق الا بدمغتها عليه ، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل ولكن الحق ما جاء من هناك : من باريس ولندن وبرلبين ونيويورك ، ولو كان الرقص والخلاعة والاختلاط في الجامعة والتكشف في الملعب والعري على الساحل ، والباطل ما جاء من هنا : من الازهر والاموي والمدارس الشرقية والمساجد .
يقولون ان الاختلاط يكسر شره الشهوة، و يهذب الخلق و ينزع من النفس هذا الجنون الجنسي و أنا أحيل في الجواب على من جرب الاختلاط في المدارس ، فيا ابنتي لا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينون لكن حياة الأختلاط باسم الحرية و المدنية و التقدمية......الخ ، فأكثر هؤلاء لا زوجة له و لا ولد ، و لا يهمه منكن جميعا إلا اللذة العارضة أما أنا فإني أبو بنات فأنا حين أدافع عنكن أدافع عن بناتي ، أنا أريد لكن من الخير ما أريده لهن ....
ما فتئ الإعلام المغربي-كعادته- يتفنن في إنتاج ما يدمر البيوت ويخربها، وآخر ما تفتقت به عبقرية القائمين على القناة الثانية برنامج أسموه: "مدام مسافرة" وقد زعم أصحاب البرنامج أن الغرض منه تمرين الآباء والأبناء على تحمل المسؤولية وإحساسهم بأهمية وجود المرأة في البيت؛ فابتدعوا لذلك وسيلتهم الماكرة ونصيحتهم الخادعة للمرأة فاقترحوا عليها أن تغادر البيت وتسافر وتترك فيه الزوج والأولاد، ليتحملوا المسؤولية ويدركوا قيمتها في البيت، وكأن كل الوسائل استنفذت ولم يبق من وسيلة سوى إخراج المرأة من البيت، وهم لا يريدون إعداد الأبناء ولا تربيتهم بقدر ما يريدون هدم أسرهم.
والمتأمل في وصلة إشهار البرنامج يلاحظ من أول وهلة أن البرنامج وسيلة ساقطة ترخص مكانة المرأة وتدوسها ومؤامرة تستهدفها في قالب الشفقة عليها-كعادة غيرها من المؤامرات-، ووسيلة ساقطة لهتك أعراض المسلمات، هدفها إشاعة الفاحشة والربح المادي الذي لا يقيم للدين ولا للعرض وزنا.
وفي هذا المقام يجدر التنبيه إلى أن دعاة الإباحية، لهم وسائل خفية وتبدو بسيطة، وهي في حقيقتها تحمل مكايد عظيمة، وكثير من الناس يستسهلون تلك الدعوات والبدايات؛ ثم ما يلبثون يفاجؤون بعواقيها الوخيمة ونهايتها المخزية.
ولنا مع البرنامج وقفتان:
الأولى: ما يتعلق بسفر الزوجة، حيث يظهر في الوصلة الإٍشهارية للبرنامج عينات من النسوة الله أعلم هل هن مستأجرات أم بريئات أو مغفلات، لحث الزوجات على السفر ومغادرة البيت، وترك المسؤولية في عنق الأب والأولاد، وهي لاشك دعوة صريحة لكل زوجة لمغادرة البيت والسفر لوحدها، وإذا تركت الزوجة الزوج في البيت والأولاد معه؛ فمن سيرافقها في السفر؟ لاشك أنها وفي الغالب ستسافر وحدها وفي ذلك من المحظورات والمخاطر والشرور والآثام ما الله به عليم؛ وفضلا عن عدم جواز سفر المرأة لوحدها؛ فهناك مخاطر أخرى يمكن أن تتعرض لها الزوجة التي سافرت بدون محرم-اللهم إلا إن صحبها أحد من المحارم من غير الأبناء- سيما وأن السفر تقضي فيه الزوجة ليالي وأياما بعيدة عن البيت في أماكن ومنتجعات فيها من المنكر والمفاسد ما لا يخفى؛ ويراد للمرأة من ذلك أن تخرج من البيت لترى وتشاهد ومن بعد يمكن أن تشارك، وإذا تبين أن هذا السفر-بدون محرم-من الناحية الشرعية غير جائز؛ فعلى المسلمة أن تكف عن ذلك اتقاء الوقوع في هذا الإثم، فقد أوجب الشارع الحكيم العليم بمصالح العباد على المرأة القرار في البيت {وَقرْنَ في بيُوتِكنَّ} [الأحزاب:33] «والأمر بالقرار في البيوت حجاب لهن بالجدر والخدور عن البروز أمام الأجانب، وعن الاختلاط، فإذا برزن أمام الأجانب، وجب عليهن الحجاب باشتمال اللباس الساتر لجميع البدن، والزينة المكتسبة... ومن نظر في آيات القرآن الكريم، وجد أن البيوت مضافة إلى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى، مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن، وإنما حصلت هذه الإضافة -والله أعلم- مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت، فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به، لا إضافة تمليك. قال الله تعالى : {وَقرْنَ في بيُوتِكنَّ} [الأحزاب: 33]، وقال سبحانه: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34]، وقال عز شأنه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} [الطلاق: 1].
ومما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه في حجته: «هذه ثم ظهور الحصر» . (يعني: ثم الزمن ظهور الحصر ولا تخرجن من البيوت). فإذا كان هذا في النهي عن الحج بعد حجة الفريضة -على أن الحج من أعلى القربات عند الله- فما بالك بما يصنع النساء المنتسبات للإسلام في هذا العصر من التنقل في البلاد، حتى ليخرجن سافرات عاصيات ماجنات، وحدهن دون محرم، أو مع زوج أو محرم كأنه لا وجود له، فأين الرجال؟! أين الرجال؟!!».
ودعاة الإباحية لاشك أنهم يعتبرون مثل هذا الخطاب قديم وقيود وأغلال؛ لكنها ضوابط جعلها الشارع الحنيف لصيانة المرأة وحفظها من الذئاب المتربصة بها.
وقد كان بإمكان القائمين على البرنامج اللجوء إلى وسائل أخرى مباحة في أصلها تحقق نفس الهدف الذي زعموه؛ كأن تبقى المرأة في البيت مع أهلها وذويها؛ دون القيام بأي من الأعمال التي اعتادت القيام بها...، وغيرها من الوسائل الأخرى التي لو علمنا أن أصحاب البرنامج صادقين في الهدف غير ماكرين لقدمناها لهم؛ لكنها الحقيقة الثابتة -من خلال ما يظهر من البرنامج وما شاكله من البرامج السابقة التي تنبئ بحقيقة القوم-، وتدل على رغبتهم في إشاعة الفاحشة بين المسلمين والمسلمات.
الوقفة الثانية: زعمهم أن غياب المرأة عن البيت وسيلة لمعرفة قيمتها وأهمية وجودها، ومعرفة قيمة الزوجة بالنسبة للزوج لا تتم بتلك الطريقة وكذا معرفة مكانة الأم بالنسبة للأولاد، وقد جاء الشارع الحكيم يما يكفل لها المكانة ويعلي لها الكرامة من نصوص متضافرة تدل على حسن تبعل الزوج لزوجته، ووجوب طاعة الأم وتقديرها بالنسبة للأبناء، وتلك النصوص كفيلة لو وعاها الآباء والأبناء بإدراك القيمة والقدر الذي زعم القائمون على البرنامج أنهم يهدفون إليه، وليت دعاة الفتنة يخصصون البرنامج للتعريف بمثل تلك النصوص والتوعية بمثل تلك الحقوق لكنهم لا يريدون إصلاح البيوت بل لا يريدون إلا التخريب.
والمسلة ليست بحاجة إلى خروج أو سفر حتى يعرف قدرها وتعلم مكانتها؛ فقد رفع الإسلام قدرها في كل الظروف والأحوال؛ «فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها. وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة. وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها. وإذا كانت أما كان برها مقرونا بحق الله_تعالى_وعقوقها والإساءة إليها مقرونا بالشرك بالله، والفساد في الأرض. وإذا كانت أختا فهي التي أمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها. وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة. وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يسفه لها رأي. وإذا كانت بعيدة عن الإنسان لا يدنيها قرابة أو جوار كان له حق الإسلام العام من كف الأذى، وغض البصر ونحو ذلك».
ما فتئ الإعلام المغربي-كعادته- يتفنن في إنتاج ما يدمر البيوت ويخربها، وآخر ما تفتقت به عبقرية القائمين على القناة الثانية برنامج أسموه: "مدام مسافرة" وقد زعم أصحاب البرنامج أن الغرض منه تمرين الآباء والأبناء على تحمل المسؤولية وإحساسهم بأهمية وجود المرأة في البيت؛ فابتدعوا لذلك وسيلتهم الماكرة ونصيحتهم الخادعة للمرأة فاقترحوا عليها أن تغادر البيت وتسافر وتترك فيه الزوج والأولاد، ليتحملوا المسؤولية ويدركوا قيمتها في البيت، وكأن كل الوسائل استنفذت ولم يبق من وسيلة سوى إخراج المرأة من البيت، وهم لا يريدون إعداد الأبناء ولا تربيتهم بقدر ما يريدون هدم أسرهم.
والمتأمل في وصلة إشهار البرنامج يلاحظ من أول وهلة أن البرنامج وسيلة ساقطة ترخص مكانة المرأة وتدوسها ومؤامرة تستهدفها في قالب الشفقة عليها-كعادة غيرها من المؤامرات-، ووسيلة ساقطة لهتك أعراض المسلمات، هدفها إشاعة الفاحشة والربح المادي الذي لا يقيم للدين ولا للعرض وزنا.
وفي هذا المقام يجدر التنبيه إلى أن دعاة الإباحية، لهم وسائل خفية وتبدو بسيطة، وهي في حقيقتها تحمل مكايد عظيمة، وكثير من الناس يستسهلون تلك الدعوات والبدايات؛ ثم ما يلبثون يفاجؤون بعواقيها الوخيمة ونهايتها المخزية.
ولنا مع البرنامج وقفتان:
الأولى: ما يتعلق بسفر الزوجة، حيث يظهر في الوصلة الإٍشهارية للبرنامج عينات من النسوة الله أعلم هل هن مستأجرات أم بريئات أو مغفلات، لحث الزوجات على السفر ومغادرة البيت، وترك المسؤولية في عنق الأب والأولاد، وهي لاشك دعوة صريحة لكل زوجة لمغادرة البيت والسفر لوحدها، وإذا تركت الزوجة الزوج في البيت والأولاد معه؛ فمن سيرافقها في السفر؟ لاشك أنها وفي الغالب ستسافر وحدها وفي ذلك من المحظورات والمخاطر والشرور والآثام ما الله به عليم؛ وفضلا عن عدم جواز سفر المرأة لوحدها؛ فهناك مخاطر أخرى يمكن أن تتعرض لها الزوجة التي سافرت بدون محرم-اللهم إلا إن صحبها أحد من المحارم من غير الأبناء- سيما وأن السفر تقضي فيه الزوجة ليالي وأياما بعيدة عن البيت في أماكن ومنتجعات فيها من المنكر والمفاسد ما لا يخفى؛ ويراد للمرأة من ذلك أن تخرج من البيت لترى وتشاهد ومن بعد يمكن أن تشارك، وإذا تبين أن هذا السفر-بدون محرم-من الناحية الشرعية غير جائز؛ فعلى المسلمة أن تكف عن ذلك اتقاء الوقوع في هذا الإثم، فقد أوجب الشارع الحكيم العليم بمصالح العباد على المرأة القرار في البيت {وَقرْنَ في بيُوتِكنَّ} [الأحزاب:33] «والأمر بالقرار في البيوت حجاب لهن بالجدر والخدور عن البروز أمام الأجانب، وعن الاختلاط، فإذا برزن أمام الأجانب، وجب عليهن الحجاب باشتمال اللباس الساتر لجميع البدن، والزينة المكتسبة... ومن نظر في آيات القرآن الكريم، وجد أن البيوت مضافة إلى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى، مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن، وإنما حصلت هذه الإضافة -والله أعلم- مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت، فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به، لا إضافة تمليك. قال الله تعالى : {وَقرْنَ في بيُوتِكنَّ} [الأحزاب: 33]، وقال سبحانه: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34]، وقال عز شأنه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} [الطلاق: 1].
ومما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه في حجته: «هذه ثم ظهور الحصر» . (يعني: ثم الزمن ظهور الحصر ولا تخرجن من البيوت). فإذا كان هذا في النهي عن الحج بعد حجة الفريضة -على أن الحج من أعلى القربات عند الله- فما بالك بما يصنع النساء المنتسبات للإسلام في هذا العصر من التنقل في البلاد، حتى ليخرجن سافرات عاصيات ماجنات، وحدهن دون محرم، أو مع زوج أو محرم كأنه لا وجود له، فأين الرجال؟! أين الرجال؟!!».
ودعاة الإباحية لاشك أنهم يعتبرون مثل هذا الخطاب قديم وقيود وأغلال؛ لكنها ضوابط جعلها الشارع الحنيف لصيانة المرأة وحفظها من الذئاب المتربصة بها.
وقد كان بإمكان القائمين على البرنامج اللجوء إلى وسائل أخرى مباحة في أصلها تحقق نفس الهدف الذي زعموه؛ كأن تبقى المرأة في البيت مع أهلها وذويها؛ دون القيام بأي من الأعمال التي اعتادت القيام بها...، وغيرها من الوسائل الأخرى التي لو علمنا أن أصحاب البرنامج صادقين في الهدف غير ماكرين لقدمناها لهم؛ لكنها الحقيقة الثابتة -من خلال ما يظهر من البرنامج وما شاكله من البرامج السابقة التي تنبئ بحقيقة القوم-، وتدل على رغبتهم في إشاعة الفاحشة بين المسلمين والمسلمات.
الوقفة الثانية: زعمهم أن غياب المرأة عن البيت وسيلة لمعرفة قيمتها وأهمية وجودها، ومعرفة قيمة الزوجة بالنسبة للزوج لا تتم بتلك الطريقة وكذا معرفة مكانة الأم بالنسبة للأولاد، وقد جاء الشارع الحكيم يما يكفل لها المكانة ويعلي لها الكرامة من نصوص متضافرة تدل على حسن تبعل الزوج لزوجته، ووجوب طاعة الأم وتقديرها بالنسبة للأبناء، وتلك النصوص كفيلة لو وعاها الآباء والأبناء بإدراك القيمة والقدر الذي زعم القائمون على البرنامج أنهم يهدفون إليه، وليت دعاة الفتنة يخصصون البرنامج للتعريف بمثل تلك النصوص والتوعية بمثل تلك الحقوق لكنهم لا يريدون إصلاح البيوت بل لا يريدون إلا التخريب.
والمسلة ليست بحاجة إلى خروج أو سفر حتى يعرف قدرها وتعلم مكانتها؛ فقد رفع الإسلام قدرها في كل الظروف والأحوال؛ «فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها. وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة. وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها. وإذا كانت أما كان برها مقرونا بحق الله_تعالى_وعقوقها والإساءة إليها مقرونا بالشرك بالله، والفساد في الأرض. وإذا كانت أختا فهي التي أمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها. وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة. وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يسفه لها رأي. وإذا كانت بعيدة عن الإنسان لا يدنيها قرابة أو جوار كان له حق الإسلام العام من كف الأذى، وغض البصر ونحو ذلك».
مشكور ع المرور
ولو أراد القائمين على هذا البرنامج خروج المرأة من بيتها يوجد طرق منها أن تخرج ولكن الى بيت أهلها مثلاً أو اقاربها لكن لا ان تسافر وحدها