يستعد المتظاهرون المطالبون برحيل الرئيس المصري حسني مبارك للخروج في مظاهرات حاشدة يوم غد, الذي أطلق عليه جمعة التحدي أو الزحف. في حين أعاد الجيش المصري انتشاره في القاهرة وكثف من وجوده حول عدد من المواقع الحساسة مثل القصر الجمهوري في شمال القاهرة.
وأعلن ائتلاف الثورة أن المظاهرات ستنطلق غدا من عدة مساجد بالقاهرة للمطالبة بتنحي مبارك عن السلطة. وسرت شائعات عن نية المعتصمين في ميدان التحرير محاصرة عدد من المواقع المهمة.
واستباقا لتلك الخطوة -فيما يبدو- انتشر الجيش قرب عدد من المواقع الحيوية مثل القصر الرئاسي ومبنى الإذاعة والتلفزيون على كورنيش النيل فضلا عن مباني عدة وزارات قرب ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية.
وكان الجيش قد انتشر في الشوارع يوم 28 يناير/كانون الثاني الماضي عندما فقدت الشرطة السيطرة عليها لصالح المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس مبارك.
وتأتي تلك التطورات في حين دخلت الثورة المصرية يومها الـ17 وسط انضمام قطاعات عمالية ومهنية عديدة للمشاركة في عمليات الاحتجاج.
وبالرغم من تساقط الأمطار الغزيرة على ميدان التحرير اليوم، واصل آلاف المحتجين تدفقهم على الميدان، لإرغام الرئيس مبارك -الذي يحكم البلاد وسط حالة طوارئ منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي- على ترك سدة الرئاسة.
الجيش المصري حرك قطعاته إلى عدد من المواقع الحيوية بالقاهرة (الفرنسية)أرقام قياسية وتجاوز عدد المتظاهرين اليوم وأمس داخل ميدان التحرير بالقاهرة حاجز المليون، وذلك للمرة الأولى خلال الأيام العادية التي لا يدعى فيها إلى مظاهرات مليونية.
وعند مدخل الميدان من جهة شارع طلعت حرب، انضم آلاف المحامين إلى عشرات آلاف المحتجين المحتشدين منذ أمس، وهم يرددون "الشعب يريد إسقاط النظام" وعشرات الشعارات الأخرى. وقبيل ذلك مر المحامون بباحات قصر عابدين الرئاسي وهم يرددون شعارات تدعو الرئيس مبارك للرحيل.
وعند مدخل الميدان الغربي، احتشد الآلاف من الأطباء الذين جاؤوا من مستشفى القصر العيني للانضمام إلى المتظاهرين في الميدان.
من جهة أخرى بدأ نحو خمسة آلاف من سائقي وعمال هيئة النقل العام في القاهرة اعتصاما مفتوحا للمطالبة بتحسين الأجور ورفع حوافزهم.
وفي أسيوط بصعيد مصر، استمرت الاعتصامات واحتجاجات تشمل الجامعة وشركات الأدوية والغاز والكهرباء
وقد انتقل عدوى المظاهرات إلى مطار القاهرة الدولي الذي شهد اليوم مظاهرات عديدة مطالبة بتحسين أوضاع العاملين وتثبيت العمالة المؤقتة.
كما تظاهر ألفان من موظفي مدينة الإنتاج الإعلامي مطالبين بإقالة وزير الإعلام وإسقاط مبارك.
كما توقفت الحركة السياحية في مدينة الأقصر المصرية وخلت المناطق الأثرية والسياحية في المدينة، تقريبا، من السياح.
وتظاهر آلاف العمال في السويس وبورسعيد وكفر الشيخ والغربية وأسيوط وسوهاج مطالبين برفع ما وصفوه بالظلم عنهم، وتنحي الرئيس المصري.
أنباء متضاربة عن الجهة التي ستتولى إدارة شؤون مصر
ساعات لخروج مبارك من السلطة والسعودية تلمح لرغبتها باستقباله أعلن رئيس الوزراءالمصري احمد شفيق مساء اليوم الخميس ان الرئيس المصري حسني مبارك قد يتنحىمن منصبه، مضيفا بان الوضع في البلاد سينجلي قريبا.
من جهتها أعلنت وكالة "سي ان ان" الإخبارية انمبارك سيسلم السلطة إلى الجيش المصري وجاءت تلك التصريحات متزامنة مع إعلانالأمين العام للحزب الوطني الحاكم في مصر حسام بدراوي ان الرئيس المصري سيستجيب لمطالب المحتجينقبل صباح غد.
وكان ضابط كبير في الجيش المصري أعلن للمحتجين في ميدانالتحرير انه ستتم الاستجابة لكافة مطالبهم قريبا.
فيما قالت قناة "الحرة" انالرئيس المصري نقل سلطاته العسكرية إلى الجيش المصري.
ومن جهته أعلنالمجلس الأعلى للقوات المسلحة في البيان رقم "1" انه قرر الاستمرار في الانعقادبشكل متواصل لدراسة الوضع في البلاد واتخاذ التدابير الضرورية لحماية مصر وشعبها.
وعقد المجلس الاجتماع برئاسة المشير محمد طنطاوي وزير الدفاع المصري. كما غاب الرئيس المصري ونائبه عمر سليمان عن هذا الاجتماع.
وذكر البيان رقم "1" "انطلاقا من مسئولية القوات المسلحة والتزاما بحماية الشعب ورعاية مصالحهوأمنه وحرصا على سلامة الوطن والمواطنين ومكتسبات شعب مصر العظيم وممتلكاته وتأكيداوتأييدا لمطالب الشعب المشروعة..انعقد يوم الخميس الموافق العاشر من فبراير 2011المجلس الأعلى للقوات المسلحة لبحث تطورات الموقف حتى تاريخه. وقرر المجلسالاستمرار في الانعقاد بشكل متواصل لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير للحفاظعلى الوطن ومكتسبات وطموحات شعب مصر العظيم".
من جانبه قالالمتحدث باسم رئيس الوزراء المصري ان القرار بتنحي مبارك أو بقائه سيتخذ خلال ساعات، كما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ان الرئيس المصري سيتنحى الليلة منمنصبه.
وقال قائد المنطقة المركزية بالجيش المصري حسنالرويني للمحتجين في ميدان التحرير يوم الخميسان "كل ما تريدونه سيتحقق". .
وخاطب الرويني المحتجين من على منصة فيالميدان مطالبا المحتجين بإنشاد السلام الوطني والحفاظ على أمن مصر
.
وفورسماع كلماته ردد المحتجون "الشعب يريد إسقاط النظام" و "النظام سقط".
من جهته رجح رئيس وكالة المخابرات الأمريكية ان هناك احتمالقوي بتنحي الرئيس مبارك.
ورغم كافة التصريحات التي تصدر عن الجهات الرسمية إلا انه لم يتم بعد الإعلان الرسمي عن تسليم مبارك السلطة لنائبة او تسلم الجيش السلطة.
الأنباء الواردة من العاصمة المصرية باتت متناقضة بشكل لافت ففي الوقت الذي تشير فيه بعض وسائل إعلام عالمية عن مغادرة الرئيس مبارك وقائد الجيش إلى شرم الشيخ إلى ألمانيا آو إحدى الدول العربية تزامنا عن تسريبات سعودية تشير إلى رغبتها الرياض استقبال مبارك إلى جانب الرئيس لتونسي المخلوع زين العابدين بن على ،أشارت مصادر رسمية مصرية إلى ان مبارك ما يزال يتولى سلطاته الدستورية
.
الساعات القليلة القادمة ستتضح خلالها الرؤية التي طغت عليها ضبابية كبيرة .