كانت فلسطين جزءاً من الإمبراطورية العثمانية لمدة أربعمائة عام (1517-1917) وكانت القدس عاصمة سنجق القدس, وأما العائلات المشهورة في القدس فهي عائلة الحسيني، و الغوانمة, والعلمي، والأنصاري، والعسلي، والبديري، والدجاني، والإمام، وجار الله، وجودة، والخالدي، ومعتوق، والنمري، والنشاشيبي، ونسيبة، وقطينة، ويوزباشي.
ومن هذه العائلات المذكورة عائلة الحسيني, التي لعبت دوراً هاماً في تاريخ القدس وأصبحت مشهورة في كل فلسطين خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وهناك عائلات سميت بالحسيني عاشت في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، وبعض منها عاش في فلسطين وقد عيّن عدد منهم قضاة في القدس. ومعروف تاريخياً أن العائلات الإسلامية سواء الحسينية أم الحسنية أم العائلات الإسلامية الأخرى كانت تتبع أحد المذاهب الإسلامية الأربعة، وهو المذهب الحنفي أو الشافعي أو المالكي أو الحنبلي.
إن أفراد العائلة الحسينية الموجودين الآن في فلسطين يعتبرون أنفسهم أحفاد الحسين ابن الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وزوجته فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون إن جدهم هو محمد بن بدر الذي يرجع أصله إلى الحسين ابن الخليفة علي بن أبي طالب. وقد رحل ابن بدر إلى القدس في عام 1380م أو 82 هـ من وادي النسور (وادي غرب القدس)، وسكن أجداده في هذا الوادي منذ أكثر من 200 سنة بعد أن هاجروا من الحجاز, ولكن هناك بعض أعداء العائلة الحسينية لفّقوا قصة في بداية القرن العشرين مفادها أنّ العائلة الحسينية سكنت في قرية «دير سودان»، وسمّيت العائلة الحسينية بعائلة (أسود) إشارة إلى اسم القرية، وهذا الادّعاء لفقه أعداء العائلة الحسينية.
وتحتوي شجرة آل الحسيني على تسلسل أجداد العائلة حتى الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وتحتوي الشجرة أيضاً على بعض الفقرات التاريخية لعدد من أفراد الأسرة. ومن الملاحظ أنّ تاريخ أفراد الأسرة الحسينية منذ زمن محمد بن بدر الذي يعتبره الحاج أمين هو جدّ العائلة الحسينية المشهورة, حتى زمن عبد القادر بن كريم الدين الوفائي الحسيني لا نعرف عنهم إلا الشيء القليل.
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد الله عمر بن الخطاب أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أمانًاً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملّّتها أنّه: لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم، ولا ينتقص منها، ولا من خيرها، ولا من صلبانهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يُكرَهون على دينهم، ولا يُضارّ أحدٌ منهم، ولا يسكن بإيلياء أحدٌ من اليهود، وعلى أهل إيلياء أنْ يعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخْرِجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم…" (من العهدة العمرية).
وفي أرض فلسطين التي وُلِد وعاش وبشّر فيها السيد المسيح (عليه السلام) برسالته يوجد عددٌ كبير من المقدسات المسيحية، من مدن وأنهار وجبال وكنائس وبيوت. وسنعرض هنا لبعض الآثار المسيحية المهمة في القدس:
كنيسة القيامة استمر أمر المسيحيين ضعيفاً حتى اعتنق الإمبراطور "قسطنطين" المسيحية، وجعلها الدّين الرسمي للحكومة، ثم جاءت أمّه الملكة "هيلانة" إلى مدينة إيلياء (القدس) في سنة 326م، وأخذت تفتّش عن المكان الذي صُلِب فيه المسيح، والمكان الذي قُبِر فيه -حسب العقيدة المسيحية- فأمر ابنها ببناء كنيسته بعد أنْ هَدَم هيكل فينوس.
ولقد هدم الفرس الكنيستين عام (614م)، وعندما استرجع "هرقل" قيصر الروم مدينة إيلياء من الفرس، بعد عشر سنين، أعاد البناء، وحول هاتيْن الكنيستين نشأت معابد ومزارات أخرى، وأثناء الحروب الصليبية أعيدت كنيسة القبر المقدس إلى المسيحية، وضمّ الصليبيون كلّ الكنائس المتباعدة في كنيسة واحدة.
وقد عُهد إلى المعماري الفرنسي "جوردان" (1140-1149م) بتوحيد ذلك البناء على الأسلوب الرومانسي والطراز القوطي الشائعين في أوربا في ذلك الزمان.
وقد طالتها الزلازل والحرائق فغيّرت من معالمها، وكان أشهرها حريق 1808م، الذي أتى على جميع أبنية القيامة فسقطت القبة، وتحطّم هيكل القبر المقدس، وتهشمت الأعمدة ولم يسلَمْ إلا قسمٌ قليل من الجهة الشرقية، وقامت دول أوروبا النصرانية بإعادة البناء عام 1810م بإذن من السلطان العثماني.
زيارة الكنيسة تقع كنيسة القيامة في منتصف المدينة القديمة تقريبًا، ويؤدّي باب العمود إلى سوق "خان الزيت"، ومنه إلى ساحة الدباغة على اليمين يوجَد بابٌ صغير يؤدي إلى الساحة القديمة، فيها بقايا أعمدة كانت تحمل أروقة المساكن والقاعات المخصصة لفرقة فرسان "مار يوحنا"، التي كانت مهمتها في بادئ الأمر الاعتناء بالجرحى والمرضى من الصليبيين، والعمل على راحة الحجاج وصيانة الأماكن المقدسة.
وتغُصّ هذه الساحة عادةً بالجماهير المجتمعة من كلّ أنحاء العالم في يومي "خميس الغسل"، و"سبت النور" من "أسبوع الآلام" الذي ينتهي بعيد الفصح، ففي يوم الخميس يجتمع ألوف من الناس لمشاهدة بطريرك الروم الأرثوذكس وهو يغسل أرجل الأساقفة؛ اقتداءً بالسيد المسيح، الذي غسل أرجل تلامذته ليعلّمهم التواضع.
وعلى اليمين تقع كنيسة إبراهيم، ومصلّى الأرمن، وكنيسة القبط، وعلى اليسار كنائس: يعقوب، ومريم المجدلية، والأربعين شهيدًا.
أمامنا واجهة فيها بابان شامخان؛ الأيمن مسدود، والأيسر مفتوح، وعلى جوانبهما أعمدة متراصة، وينتهيان بأقواس مدببة بما يشبه حدوة الفرس، وفوق البابين نوافذ مدببة مغلقة، يعلوها برج الأجراس القوطي الطراز، وقد ظهر في هذه الواجهة تطعيم من الطراز العربي في الفن الغربي.
وأمام الباب بلاطة من الرخام عليها رسم ترس "نورماندي"، وضعت على قبر السيد "فيليب أبيوني" معلم الملك "هنري الثاني" ملك إنجلترا، الذي وقّّع مع أخيه الملك "جون" على وثيقة "المغناكرتا" 1215م، والتي تعتبر أصل الدستور البريطاني.
وعلى يسار الباب دكّة عالية، فُرِشت بالحصير والسجاد، ويجلس عليها متسلّم مفاتيح القيامة، وهو من أسرة "نسيبة" المسلمة التي نالت هذا الامتياز من أيام الفتح العمري، ولها مهّمتان: الأولى أن تكون حكمًا بين الطوائف المسيحية عند اختلافها، وكانت الثانية أنْ تجبي ضرائب الدخولية من كلّ الحجّاج، وتتولى توزيعها بين مختلف الطوائف حسب العُرف والعادة.
وبعد الباب توجَد غرفة مظلمة فيها قبر "غودفري" أول ملك صليبي في القدس، ثم قبر أخيه الملك "بولدوين".
ويؤدّي الدرج القائم فوق هذه الغرفة إلى "الجلجثة"؛ حيث صلب المسيح –كما تزعم العقيدة المسيحية- واللصان، وهناك وُضِع على رأسه تاج من الشوك وبقِيَ مصلوبًا حتى تُوفي.
ونرى هنا تمثالاً لـ"مريم العذراء" مرصّعًا بالجواهر الثمينة، التي قدّمها أغنياء المسيحيين نذورًا. وهذا المكان غنِيّ بكنوزه، وبما فيه من الفسيفساء والفن الرائع، وفي نهاية الدرج الشمالي حجر أحمر مستطيل يقابل باب الكنيسة، يُسمى بـ"حجر المغتسل" أو "حجر الزيت".
القبر المقدس
تخطو إلى اليسار بضع عشرة خطوة إلى فسحة مستديرة، في وسطها بناءٌ عال فوقه قبة قطرها 65 قدمًا، وهو يشبه (بانثيون) روما في شكله؛ لأنّه أقيم على ضريح شهيدٍ أو شهداء، وهو قائم على 18 عمودًا متصلة من أعلاها بأقواس غاية في الإتقان، وفي الشرق أدوات التكريم والتعظيم: كالقناديل، والمصابيح الذهبية والفضية، والشموع الضخمة، والرايات المقدسة، والصور المتقنة، وما عليها من الحلي الذهبية والفضية.
وفي أسفل الواجهة مدخل ذلك البناء إلى الضريح في غرفة طولها 26 قدمًا، وعرضها 17 قدمًا مثمّنة الشكل، تغطّي جدرانها صفائح الرخام، وتنتهي إلى حجرة تسمّى "مصلى الملائكة" طولها 11 قدمًا وعرضها 10 أقدام، وقد تغلفت في سقفها قناديل من ذهب، خمسة منها للروم وخمسة للاتين، وأربعة للأرمن، وواحدة للأقباط.
وفي وسط هذا المصلى حجرٌ يُعتَقد أنّه الحجر الذي دحرجه الملاك عن قبر المسيح يوم قيامته، ومن هنا جاءت تسمية الكنيسة كلها باسم "القيامة" وكنيسة "القبر المقدس".
من هذا المصلى يؤدي بابٌ ضيق إلى حجرة الضريح، وفيها القبر نفسه، وطوله ستة أقدام ونصف، وعرضه نحو أربعة أقدام، وقد تمّت تغطيته برخامٍ بديع، وسقفه قائم على أعمدة جميلة حيث يتدلّى 43 قنديلاً من الذهب: أربعة منها للأقباط، و13 للروم، ومثلها للاتين، ومثلها للأرمن.
وعلى جدران الحجرة نقوش تمثّل مناظر من حياة السيد المسيح، كلّ منها لطائفة من الطوائف التي تشرف بامتلاك هذا المكان المبارك، وفي الحجرات تُتلى الصلاة كل يوم.
دير السلطان
من المعروف أنّ كلمة السلطان تطلق على ملوك المسلمين، وأنّ العُرْف جرى على وجوب تسمية الأديرة بأسماء القديسين، ولو أنّ غير المسيحيين يفضّلون أحيانًا تسميتها باسم البلد أو المكان الذي توجَد به، ولعل دير السلطان هو الوحيد بين الأديرة النصرانية الذي له اسمٌ إسلاميّ الصبغة، ويرجع ذلك غالبًا إلى أحد أمرين: أحدهما أنّ هذا الدير وموضعه كان هِبةً من أحد السلاطين للأقباط منسوبة إليه إقراراً بفضله، أو أنّ السلطان اتخذه لإقامة عمّاله في القدس أو لإيواء رسله الذين كان يوفدهم إلى الأقطار التابعة له كالشام التي كان السبيل إليها من مصر عن طريق القدس؛ حيث كان يبدأ الطريق إلى الشام الذي عُبِّد في أيام عبد الملك بن مروان 684-705م.
وفي التاريخ أمثلة لرجال من القبط تولّوا مناصب رفيعة بالقدس، وكانت الأدْيِرة مثواهم، مثل "أبي اليُمْن قزمان بن مينا"، الذي يقول عنه "ساويرس بن المقفع" المؤرّخ المعاصر له: "إنّه كان ناظرًا لكافور الأخشيدي (965م) في كورة مصر، ولمّا تملّك المعزّ عيّنه في القدس؛ نظرًا لحسد يعقوب بن كلس اليهوديّ الأصل له…".. وفي رواية أخرى أنّ أبا اليمن كان يقيم في دير السلطان.
ويقول "ويليامز" الذي زار دير السلطان عام 1842م في كتابه "المدينة المقدسة": "إن قسيس الدير روى له أنّ أحد سلاطين المماليك عرض على كاتبه مكافأة سخية نظير إخلاصه في خدمته مدة طويلة فاعتذر عن قبولها، والتمسَ منه عوضًا عن ذلك أنْ يسمح له بتعمير الدير المخرّب بالقدس ليستطيع إخوته الانتفاع به، فأجاب السلطان التماسه عن طيب خاطر، وبقِيَت ذكرى هذا الصنيع ممثلةً لا في الاسم الذي يطلق على الدير فحسب، ولكن في سلسلة حديدية ثقيلة ثبتت في الحائط بجوار الباب كشهادة بأنّ الدير يحظى برعاية السلطان وحمايته، وهكذا أمكن المحافظة على حيازة القبط لهذا المكان".
ومع أنّ هذه الرواية تعوزها الدقة؛ لأنّ تسمية الدير باسم السلطان ترجِع إلى وقت إنشائه لا إلى وقت تجديده، فإنها مع ذلك تدلّ على أنّ الدير كان بين الأقباط قبل سقوط دولة المماليك عام 1517 بزمن طويل، بدليل أنّه كان في عهدهم خربًا، واقتضى الحال ترميمه.
ويقع دير السلطان بجوار كنيسة القيامة، وتبلغ مساحته (1800)م2 تقريبًا، وهو متّصل من الشمال بدير "مار أنطونيوس"، ومن الغرب بمباني كنيسة القيامة.
وفي الزاوية الجنوبية الغربية لساحة الدير كنيستان تاريخيتان على الطراز القبطي: إحداهما علوية وهي كنيسة الأربعة حيوانات غير المتجسدين، ومساحتها 42 م2، ولها هيكل، واحدٌ حجابه مطعّم بالعاج حسب النسق القبطي القديم، نُقِش في أعلاه تاريخ 1103 (للشهداء)، وعليه وعلى الحائط الجنوبي علقت ثماني أيقونات قبطية قديمة.
ويحيط بالكنيسة من ناحيتها الشمالية والغربية سياج حديدي يفصلها عن الممر الذي يسير محاذيًا إلى السلم المؤدّي إلى الكنيسة الثانية، وهي باسم الملاك ميخائيل، وتقع في الطابق الأرضي، ومساحتها 35م، ولها هيكل واحد في أعلاه تاريخ مدوّن برموز مشتقة من الحروف القبطية، وعلى الحجاب والحائط الجنوبي للكنيسة أيقونات قبطية قديمة، وحول الكنيسة من ناحيتها الشمالية والغربية سياج حديدي يفصلها عن الممر المؤدي إلى الباب الذي يفتح منها على ساحة القيامة.
دير مار أنطونيوس (الدير الكبير)
يقع دير مار أنطونيوس في شمال كنيسة القديسة هيلانة بالقيامة، وقد أُصلِح وأضيف إليه مبانٍ جديدة في سنة 1875 بتبرّعات من أغنياء القبط، وفي سنة 1907م عُمّر من جديد، وفي سنة 1912 صار لائقًا لجعله مقرًا رسميًا للبطريركية بعد تجديد كنيسته وأساساته القديمة.
وقد تحدّث عنه luke & roach عام 1922م، وelston عام 1929م، وhanauer عام 1926م، ونوّه بعضهم إلى أهميته التاريخية، وخاصة بالنظر إلى مستودع مياه القديسة هيلانة الذي يوجد بداخل كنيسة قبطية صغيرة باسمها في الدور الأرضي، ولهذا المستودع سلم دائري للهبوط إليه مكون من 51 درجة، وكانت هذه الكنيسة في حالة سيئة لتآكل جدرانها بسبب الرطوبة، وعدم نفاذ الضوء الكافي إليها فقام الأنبا باسيلبوس الرابع في الستينيات من القرن العشرين بترميم حوائطها وسقفها وتبييضهما وتبليط أرضيتها، ووضع فيها مذبحًا رخاميًا جديدًا وأيقونات حتى غدت في أجمل رونق.
ويوجد بالطابق الثاني من ذلك الدير كنيسة مار أنطونيوس، وهي ملاصقة للحائط الشمالي لكنيسة القيامة، وأمامها فناء واسع يقع على سطح الدور الأرضي يحدّه من الجنوب والشرق مساكن للرهبان ومقر رئاسة الدير والكلية الأنطونية.
ويرجع تاريخ بناء الكنيسة مار أنطونيوس التي تعتبر كنيسة الدير الكبرى إلى عهد الأنبا باسيلويس الثاني أو الكبير (1856-1899م)، وأكمل زينتها ودشّنها الأنبا تيموثاوس، كما يتضح من الكتابة المدونة فوق بابها.
ولها هيكل واحد وعلى حجابها أيقونات طرازها بيزنطي، في أعلاه أيقونات للإثنى عشر رسولاً، وعلى حوائطها وأعمدتها صور مختلفة.
وفي الطابق الثالث توجَد كنيسة أنشأها في إحدى غرف الدير المطراق الراحل الأنبا "باكوبسوس" تذكارًا لظهور السيدة العذراء في هذه الغرفة لبعض طلبة الكلية الأنطونية، ولها هيكل واحد، ويقام فيها القداس الإلهي في صباح يوم الإثنين من كلّ أسبوع تذكارًا لظهور السيدة العذراء، وفي الطابق الرابع يوجد مقر البطريركية ومسكن المطران، وبه ردهة كبيرة للاستقبال تطل نوافذها الجنوبية على فناء الدير ومساكن الرهبان والكلية الأنطونية.
دير مار جرجس
الراجح أنّ إنشاء هذا الدير يرجع إلى القرن السابع عشر، فلم ترِدْ إشارة إليه فيما كتبه المؤرخون قبل ذلك، على أنّه من المؤكّد أنّه في سنة 1720م كان في المكان نفسه الذي به الآن، ومن بين الوثائق الرسمية المتعلقة بأملاك القبط في القدس وثيقتان قديمتان أولاهما عبارة عن أمرٍ صادر من الشرع الشريف إلى معمارباشي مدينة القدس بتاريخ 21 ربيع الأول سنة 1236هـ الموافق 27 ديسمبر 1820م يتضمّن الإذن بترميم محلات "دير السلطان" والدار الملاصقة له و"دير الخضر" (مار جرجس).
وكانت القدس في العهد التركيّ مركزًا لقطاعٍ واسع يُسمّى سنجق القدس، مؤلفاً من خمسة أقضية هي: "قضاء القدس"، و"قضاء يافا"، و"قضاء الخليل"، و"قضاء غزة"، و"قضاء بئر سبع". وقد أشار "نيوقتيوس" إلى هذا الدير في سياق كلامه عن المنازل التي اشترتها طائفة الروم الكاثوليك بجوار "دير مار جرجس" المملوك للقبط، وقال "روبنسون" 1838م إنّه يقع في الجانب الشمالي لـ"بركة حزقيا"، وإنّ الأقباط كانوا قد فرغوا من إعادة بنائه عند زيارته للقدس.
ويقول "توبلر" 1853م إنّه يقع بجوار دير "القديس ديمتربوس" غرب بركة حمام البطريرك وأنّه يعتمد في نفقاته على عطاءات الحجاج التي تتراوح سنويًا بين 3، 5 آلاف قرشًا.
وقد جدّد الأنبا "باسيلوس" الكبير هذا الدير وكنيسته، وعمل لها حجابًا بيزنطي الطراز يحمِل تاريخ 1882، والحجاب مكتوب فوق بابه الأنبا باسيليوس 1597 ش 1881. أمّا الدير نفسه فمكتوب على بابه: الأنبا تيموثاوس 1617 ش 1910، ومعنى هذا أنّ كلاً منهما قام في السنين المذكورة بإصلاحات وتحديدات في الدير والكنيسة.
وللكنيسة هيكل واحد، وبها أيقونات جميلة، وتجري فيها خدمة القداس الإلهي في كلّ يوم خميسٍ ويقيم بها الأرمن قدّاسًا عندما يحتفلون بعيد مار جرجس في 7 أكتوبر سنويًا مقابل إقامة الأقباط قداس ليلة عيد الميلاد.
كنيسة الصعود
يقول نيوفيتوس بصدد هذه الكنيسة: "شيّدت القديسة هيلانة كنيسة فسيحة جميلة ذات قيمة دائرة كبيرة فوق جبل الزيتون، في المكان الذي صعد منه السيد المسيح إلى السماء، وبقيت هذه الكنيسة طوال مدة حكم الصليبيين إلى أنْ هُدِّمت أثناء فتح صلاح الدين الأيوبي للقدس أثناء موقعةٍ دارت بينه وبين الصليبيين هناك. ولم يبقَ منها سوى قبة صغيرة تحتها المكان الذي صعَد منه السيد المسيح إلى السماء، وتركها صلاح الدين لأنّ المسلمين يحترمون مكان الصعود لاعتقادهم بأنّه رُفِع إلى السماء، وربما كان هذا هو السبب في إقامة محراب لهم في الناحية الجنوبية للقبة.
وقد شُيّدت بقوائم وأعمدة على منسق رواق مُحاط بأعمدة مما يسمى Kouvoukliono، وبُنِيَ حولها حائطاًكسياج للكنيسة.
دليل المسجد الاقصى المبارك - دليل المسجد الاقصى المبارك - دليل المسجد الاقصى المبارك - دليل المسجد الاقصى المبارك - دليل المسجد الاقصى المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على من والاه ، وبعد .
لان الأقصى بؤبؤ عين بلاد بيت المقدس ، ولان بيت المقدس قلب الشام النابض ، ولان الشام من أغلى بقاع الله في أرضه ، الذي إلى سواحله وجه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المسلمين حين تكون الفتن في آخر الزمان .
لهذا وذاك ، أجد لزاما على أنفسي ان اكتب عن هذه الأرض المباركة ، بما فيها من معالم ، تنطق بالشهادة على إسلامية هذه البلاد والعباد ، الذين تركوا ظهرها ليستقروا في باطنها ، كانوا قد عمروها بأيديهم ، وعمروها بأجسادهم ، وحلقوا فيها بأرواحهم ، وعلى راس معالمنا الاسلامية قاطبة يقوم أولى القبلتين ، ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين .
ان كانت بيوت الله من شعائر الله فاني احمده تعالى على ان وفقني الى قضاء ردح من الزمان ، وبخاصة عنفوان شبابي ، في البحث والتنقيب عن بيوت الله المندثرة والقائمة ، ولا سيما زينتها الا وهو المسجد الأقصى المبارك ، متمنيا على الله تعالى ان يتقبلني بقوله تعالى :
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) 30 من سورة الحج
ولقد أوليت عناية فائقة لإصدار مثل هذا الكتاب ودعوته :
دليل : أولى القبلتين، ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين
هذا الدليل الذي بمتناول أيديكم ، ليس الدليل الأول للمسجد الأقصى المبارك ، وفكرته ليست مستحدثة ، فان الحب الذي يحمله المسلمين لدرة القدس يجعلهم في استدامة مستمرة للدوران في فلكها والبحث عن خصالة وشيمة وتوعية المسلمين باثاره وكانته المعزوزة .
ولرب سائل يتساءل بعجب: لما جاء هذا الدليل وهنامك غيره؟! أليس الأولى استحداث شيء جديد يتعلق بالأقصى المبارك؟!…
أقول –وبالله التوفيق- لقد سبق دليلي هذا دليلان على الأقل ، اولهما :صادر عن دائرة الأوقاف والشؤون الاسلامية في القدس الشريف ، في مطلع سنوات الثمانين من القرن الميلادي العشرين ، من وضع مدير الوعظ في الأقصى المبارك-آنذاك- : الشيخ عكرمة صبري وعصام عواد : المهندس المقيم لاعمار المسجد الأقصى ، ويوسف النتشة : رئيس قسم الآثار الاسلامية .
وثانيهما : صادر عن مركز التخطيط والدراسات ، وضعه عيسى محمود ضيضون ، يقع في 112 صفحة من القطاع المتوسطة ، توسطه ملحق من 32 صفحة ضمنت 64 صورة ملونة توضح المكتوب وتصور الواقع بالإضافة الى أربع خرائط تعين على معرفة الأماكن .
اما الذي ابتغيه من وراء هذا الدليل فهو ان اكتب شيئا عمليا أقدمه للناس، وكافة الناس ، وقد عهدت الي مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية ان اكتب دليلا للناس متوخيا إيفاء الموضوع حقه مع اظمئناني بانه لن يصل الى حد الكمال فالكمال وحده لله تعالى .
وقبل ان ألج في تدوين أبوابه وضعت له خطه استهلكت طاقة عظيمة وتجربة واسعة لبتداءا من عشرات الرحلات الى المقدسات الاسلامية في طول البلاد وعرضها وعشرات الرحلات الى المسجد الأقصى المبارك وما فيه ، مستعينا بخبرتي التعليمية ، والتي زادت على ثماني عشرة سنة واضعا نصب عيني المفارقات التعليمية بين قطاعات الناس في شمال البلاد وأواسطها وجنوبها ، والاختلاف الثقافي بين طبقات البشر .
وبد كل هذا رأيت ان اضمن بحثي الميزات الآتية :
الشمولية ، الموضوعية ، مخاطبة الناس على كافة مستوياتهم والعمل بنظام يسهل على المطلع تناوله .
1. اما الشمولية :
فلم اترك مبنى صغيرا كان او كبيرا ، مسجدا او قبة او مصطبة ، سبيلا او مدرسة او رواقا، سورا او خلوة ، او غيرها (موجودا اليوم) الا وتناولته بالبحث والتحليل.
لقد كان انطلاقي في ذلك ان هذه المعالم الأثرية كلها جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك ، لا فرق بين المصطبة وقبة الصخرة ، ولا بين السبيل المتروك والعامر ، ولا بين مبنى الأقصى والمدرسة المعطلة من حيث القدسية ، بل الفرق في البناء والشكل والاعمار والتاريخ الذي مر على هذا الجزء.
2. اما الموضوعية :
فقد توخيت في هذه الدراسة الأسلوب الموضوعي ، الذي يعتمد على الحقيقة التاريخية ، مركزا باقتضاب على وظيفة هذه الأماكن حاليا ، غير منحاز لأحد وغير مغتر بما قام به البعض.
3. مخاطبة الناس على كافة مستوياتهم :
لقد كان قصدي واضحا منذ ان نويت وضع هذا الدليل ، اذ اعتمدت اللغة والأسلوب والعبارة التي من شانها ان تسهل على من يتناول هذا الدليل بقصد الدراسة والإطلاع ، حيث يستفيد منه طالب الابتدائية كما يستفيد منه خريج الثانوية ، يدرك ما فيه طالب الجامعة كما يعيه المحاضر في الجامعة ، كما وان يفيد منه عامة الناس في مختلف قطاعاتهم .
4. يعمل بنظام سيهل على القارئ تناوله :
حيث قسمت مواده الى اربع جولات ، ولما كان عامة الناس –من خارج المدينة- يدخلون المسجد الأقصى المبارك ، عن طريق باب الأسباط ، جعلت هذا الباب نقطة الانطلاق منه ، ومبدأ الجولات فيه :
الجولة الأولى : وتبدأ من باب الأسباط ، مسننين العمل ، متخذين الجهة اليمنى وجهتنا ، متعرفين على جميع ما كان في الاورقة وأسوار المسجد في جهاته كلها، وتكون نهاية الجولة الأولى من حيث بدأنا .
الجولة الثانية : وتختص في ساحات المسجد الأقصى المبارك في كل الجهات عدا صحن الصخرة ، وتشمل جميع المباني المرتفعة والمنخفضة ، الكبيرة والصغيرة ، المسقوفة والسماوية ، وكذلك باتجاه اليمين الى الجهات الأربع وتنتهي في المكان الذي بدأنا منه ، وهو باب الأسباط .
الجولة الثالثة : وهي المخصصة لمحيط صحن الدائرة .
وتبدأ الجولة ، من الطريق المودية الى البائكة الشمالية الشرقية ، لأنها في اتجاه باب الأسباط الذي جعلناه مركزا ، متجهين صوت اليمين لطرف صحن الصخرة، عائدين الى نقطة الانطلاق الأولى .
الجولة الرابعة : وتبدأ من البائكة الشمالية الشرقية متجهين نحو اليمين ، متعرقين على ما في ساحات صحن الصخرة من مبان .
هذه قاعدتي العامة التب لم انس من خلالها التحدث عن أمور لا بد منها ، لا بد من الحديث عن المسجد الأقصى عامة ، وقبل ذلك ، لا بد من التعريف ببيت المقدس ومدى ارتباط المسلمين به ، واصل هذا الارتباط ..
اما مكوثي فكان بشكل خاص عند أضخم مبنيين : مبنى المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ، وذلك للأسباب الآتية :
1- استمرارية بقاء الأبنية من القدم حتى وقتنا الحاضر ، لذا توجب علينا السير مع هذا التسلسل التاريخي ، لكن باختصار غير معيب .
2- ان كل واحد من هذين المبنين عبارة عن مجمع ضخم ، لذا كان من الاوجب المكوث عند كل مقام من هذه المقامات.
3- اتصاف هذين المبنيين بالناحية العمرانية المميزة، ا لا بد من الإشارة إليها.
4- تحول الحالة السياسية في حقب زمنية ماضية ، كان له دور واثر تجاه هذين المبنيين .
وقبل الختام …
أجد فرصة سانحة للحديث عن ثلاث مخطوطات تنتظر الخروج للنور ، لما لها من أهمية بالغة في نشرها والاستفادة منها ، وبخاصة في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها الشام عامة ، وبلاد بيت المقدس خاصة ، ومقدساتها على اخص الخصوص . والمخطوطات المتحدث عنها هي :
1. الأطلس التاريخي لبلاد الشام :
يبحث هذا المخطوط في تاريخ وجغرافية بلاد الشام عامة ، ويت المقدس واكناف بيت المقدس خاصة ، توضح المعلومة خريطة او صورة او كلاهما .
يقع البحث في نحو مائة صفحة متوسط الحجم ، ملون الصفحات ، يلفه غلاف مقوى فني الصناعة .
المطلوب: طباعة هذا البحث .
2. معالم الرباط : (نسخة مزيدة ومنقحة )
يتحدث هذا البحث عن جميع المساجد العامرة ، والواقعة تحت الإنشاء في بلاد بيت المقدس داخل الخط الأخضر ، وهي عبارة عن نسخة مزيدة ومنقحة لنفس البحث ، الذي أخرجته في سنة 1986م ، ومن أهم أهداف البحث توثيق المساجد في البلاد ، ولا سيما ان المئذنة والمنبر والمحراب لم تعد تشفع لنا في الدفاع عن مقدساتنا . يقع الكتاب في نحو 480 صفحة ملونة ، متوسطة الحجم.
المطلوب : طباعة هذا البحث .
3. مساكن ومحاريب فلسطين من الفتح الاسلامي وحتى نهاية القرن الميلادي العشرين :
تبحث هذه الموسوعة في بلدانية فلسطين منذ الفتح الاسلامي ، تدرج في زواياها موجز تاريخ وجغرافية البلدة ، وتبحث في كل مسجد من المساجد ، والتي هي مهالمنا الاسلامية في كل بلدة ، وتتحدث عن تاريخه وما حل به ، كان ذلك في العهود السابقة ام في الزمن الحالي.
تقع هذه الموسوعة في نحو 700 صفحة كبيرة لحجم ، موزعة على أربعة عشر مجلدا ، تعمل الموسوعة وفق الحروف الابتثية العربية ، ستكون طباعتها بلون واحد ، عدا في نحو عشرة مجلدات ، اذ تضم ملاحق ملونة ، عبارة عن صور المساجد المتحدث عنها في المجلد نفسه .
المطلوب إتمام البحث الذي بدئ به منذ سنة 1986م.
وفي الختام…
هاكم حصيلة ما بذلت وما قدمته للمسجد الأقصى المبارك من جهد ووقت ، والذي اسأل المسؤول وحده ان يتقبله خالصا لوجهه الكريم ، وان ينفعني به وأمتي الاسلامية التي انتمي إليها في اداني الأرض وأقاصيها ، انه قريب سميع مجيب ، والله لا يضيع اجر من أحسن عملا ، وبالله التوفيق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
احمد فتحي خليفة
نهاية شوال 1421ه – الموافق نهاية كانون الثاني 2001م
ما بين حِرَاء والأَقصى، ما بين مكة والقدس علاقات روحانية حَمِيمَة وطيدة في بناء صرح الحضارة الإسلامية. ففي الأولى كان التَّعَبُّد وكان الوحي، وفي الثانية كان مهبط موكب الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. في الأقصى كانت محطة الانطلاق نحو "سدرة المنتهى" في العروج إلى السماوات العُلاَ. فالأقصى أُولى القبلتين وفيه كانت إمامة محمد صلى الله عليه وسلم لكل الأنبياء. ومكة أول الحرمين، وأول ما يُشد إليه الرحال، وفيها حراء أول مهابط الوحي. من هنا كان الربط عند المسلمين بين كل هذه الأماكن المقدَّسة والاهتمام بها كلها على حد سواء.
الفتح العثمانيّ
والقدس ظلَّتْ عَرَبِيَّة حتى إبان العهد العثماني الذي استمرّ منذ سنة 923هـ-1517م إلى انهيار الدولة العثمانية نهائياً في بدايات القرن العشرين. فقد كانت خاضعة للحكم المملوكي. ولما أنهى السلطان سليم الأول حكم المماليك في مصر سنة 923هـ-1517م دخلت القدس بدورها تحت إدارة العثمانيين. وما إنْ استقرت الأمور للسلطان سليم في كل من سوريا ومصر ومعهما الحرمين الشريفين والقدس الشريف حتى أصدر فرماناته وأوامره بألا تُبْنَى كنائس أو معابد جديدة في المدن والقَصَبات والقرى التابعة لهذه المناطق، بل يُحَافظ على القائم منها فعلاً، وتُمْنَح الرعاية والصيانة اللازمة لتأمين قيامها بالمهام المنوطة بها. وكان يُسمَح بهدم القديم القائم منها وإعادة البناء في المكان نفسه وبالطراز المعماري المستخدم نفسه. وقد تمثّل في ذلك بما فَعلَه سيدنا عمر الفاروق بن الخطاب في السنة الخامسة عشرة الهجرية حيث اعترف بكل الحقوق المَرْعِيَّة لكل الرعايا غير المسلمين بتعهد مكتوب. وما كان من السلطان العثماني إلاَّ أنْ فعل الشيء نفسه حيث أصدر فرماناً عقب ضمّ القدس يَحْفَظ لكل الرعايا من المسيحيين واليهود حقوقهم الدينية، وأَمَّن لهم بكلّ مذاهبهم وطوائفهم حق ممارسة الشعائر بدون أية عوائق. وقد حدد في هذا الفرمان الذي سَطَّره قاضي القدس بخطه كل حقوقهم وطُرُق حماية هذه الحقوق ومنع أي تجاوز عليها. وهذا الفرمان موجود في "خزينة أوراق" البطريركية الأرمنية في القدس الشريف. وقد قام سركيز قاراقو الأرمني بنسخه عن الأصل الموجود في مكتبة البطريركية الأرمنية في القدس. وفيما يلي نص الترجمة عن النص التركي حيث تعذر الحصول على نصِّه العربي:
فرمان القدس الشريف
"فليعمل بموجب النيشان الهمايوني... إن النيشان الشريف، عالي الشأن للسلطان السامي، حامل الطغراء الخاص بخاقان العالم، وبالعون الرباني والمنّ السبحاني، فالحكم بما يلي:
بعون الله تعالى ورسوله قد جئنا إلى القدس الشريف، وفُتح بابها في يوم 25 من شهر صفر الخير، وقد قَدِم الراهب المسمى سركيز الذي هو بطريرك الطائفة الأرمنية وفي مَعِيَّتِه سائر الرهبان والرعايا والبرايا. وقد سألنا العطايا وتمنى الإنعامات، وأنْ تظل تحت تصرفهم ورعايتهم كما هو سابق وسائد لبطارقة طائفة الأرمن الذين تولوا الضبط والإشراف من القديم لما هو تحت عُهْدَتهم من الكنائس والأَدْيِرَة وأماكن الزيارة وكذا الكنائس الأخرى الواقعة في الداخل والضواحي وكذا المعابد ومنذ العهد العمري رضي الله عنه. وكذا معاهدة حضرة السلطان المرحوم الملك صلاح الدين والأوامر الشريفة المعطاة تجعل الضبط والتصرف على كنيسة القيامة، ومغارة بيت لحم، وبابها الواقع في الجهة الشمالية، والكنائس الكبرى، ومار يعقوب ودير الزيتون، وحبس المسيح ونابلس بما فيهما من كنائس تخص سائر الأمم كالحبش والقبط والسريان للبطريرك الأرمني القائم والقاطن في كنائس مار يعقوب.
وينص النيشان الهمايوني على عدم تدخل أي فرد من الملل الأخرى، وقد مَنَحْتُ هذا النيشان الهمايوني مقروناً بالسعادة وأَمرت بما هو آت يعمل بموجبه: أن تكون السيطرة والتصرف في الكنائس الكبرى المذكورة، والكنائس الواقعة في ضواحي وداخل البطريركية الأرمنية الكائنة في مار يعقوب، وكذا المعابد وسائر أماكن الزيارة والأديرة التي تتبع طوائف أخرى كالحبش والقبط والسريان. فلهم ممارسة مراسمهم الدينية فيها، وضبطها ورعايتها بأنفسهم. ولا يحق لأي مَنْ كان أن يتدخل في تنصيب أو تعيين أو عزل من يقومون بالشؤون الدينية والإشراف على الرهبان والقساوسة، والميتروبوليد، والبيسكوبوس وسائر الأمور الدينية متروكة لهم ممثلة في البطريركية الأرمنية وما يتبعها من كنائس ومعابد وأديرة وسائر أماكن الزيارة عندهم، ولا يحق لأي فرد من غيرهم التدخل في أمورهم.
ويحق لسائر الأمم أنْ يدخلوا إلى كنيسة القيامة والتربة الواقعة وسطها، وإلى مقبرة السيدة العذراء الأم مريم الواقعة في ضواحي القدس الشريف، وإلى المغارة التي ولد فيها السيد المسيح عليه السلام في بيت لحم، وحفظ مفتاح بابها الشمالي، والشمعدانان الموجودان في داخل كنيسة القيامة والقناديل، وكذا القناديل الموجودة في داخل المقبرة وعلى بابها، والشموع التي توقد، والبخور. والحفاظ على المراسم والعبادات التي تتم داخل كنيسة القيامة وفقاً للعنعنات والمعتقدات حتى ظهور نار الشمع المقدَّس.
فيحق لجميع الأمم الدخول والدوران حولها، وزيارة الباب، ورؤية الذهب والأحجار الغالية على نافذتيها، ورؤية وزيارة المعبد الكائن بالداخل، وزيارة كل آبار الماء ومزارات مار يوحنا الكائنة في فناء كنيسة القيامة، وزيارة حبس المسيح الواقع بالقرب من مار يعقوب في الضواحي، وزيارة غرف يعقوب في الضواحي، وزيارة الغرف والمضيفات الواقعة بالقرب من مغارة بيت لحم وأضرحتها.
كما يحق للبطريركية المذكورة لطائفة الأرمن الإشراف ورعاية كافة الحدائق والبساتين ومزارع الزيتون، وبالجملة جميع الكنائس والمعابد والأديرة والمزارات التابعة لهم، وكل الأملاك والأوقاف الخاصة بهم، وكل توابعهم وما يتبعهم. ولا يتم التعرض لأي شخص من الطائفة الأرمنية قادماً لزيارة الكنيسة أو بئر المياه المسمى زمزم، ولا يتعرض أي أحد لمزارعهم أو معابدهم أو مزاراتهم ولا يمنعهم عن ذلك أي أحد.
ويعمل وفقاً لهذا النيشان السلطاني من بعد اليوم على الوجهة المشروحة، ولا يُسمَح لأي شخص من ملة أخرى التدخل في شأنهم. وعلى أولادي الأماجد أو وزرائي الأعاظم ومشايخي الكرام والقضاة والقادة وأمراء الإمارات وقادة السناجق وأمير الأمراء وضباط الانضباط والأمن ورجال بيت المال والقسَّام ومديري البلدية والزعماء وأرباب التيمار والمتصرفين وسائر حرس بابي وغيرهم، والخلاصة على الجميع كائناً من كان ألا يتعرض لأي فرد منهم كائناً من كان ومهما كانت الأسباب، ولا يتم التبديل أو التغيير في أي مما ذكر. وإذا ما قام أحد ما بالتدخل أو التعرض أو التبديل أو التغيير فإنه يُعَد عند الله من زمرة المجرمين والعصاة.
وليعلموا أن أوامري ونيشاني الحامل لطغرائي أنا فاتح العالم ستكون مصدَّقة، وليعمل بفحوى ما جاء بها، وليكن هذا علامة شريفة معتمدة. كتب في سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة".
العهد الذهبي سليمان القانوني
وما إن اعتلى السلطان سليمان القانوني (1520-1566م) عرش السلطنة العثمانية حتى أبدى تفوقاً ملحوظاً في ميادين البناء والتشييد بنفس القدر من المهارة في ميادين سن القوانين. فما هي إلاَّ خمس وخمسون سنة حتى كانت البلاد العربية كلها حتى تلمسان المغربية ضمن حدود الدولة العثمانية.
وقد أغدق من غنائمه على الحرمين الشريفين والقدس الشريف الشيء الكثير، فغطى الجدران الخارجية لجامع قُبَّة الصخرة من جديد بالبلاطات الخزفية الفاخرة بدلاً من الموزاييق الذي كان يحتاج إلى الترميم من حين لآخر، وكانت هذه التغطية الخزفية الزرقاء بدلاً من الخليط بين الأخضر والأصفر، مما أعطى الجامع رونقاً وبهاء ظل قروناً عديدة. وكسا القسم الأسفل من الجدران بالرخام بدلاً من الموزاييق أيضاً. وأحاط المبنى من أعلى بحزام من الخزف الأزرق الغامق الذي تتخلله كتابات بالحروف البيضاء. وأمر بتركيب زجاج ملوَّن على النوافذ التي استقرت داخل تجاويف من الجبس والجص الأبيض الناصع. كما أمر سليمان القانوني بترميم كل أسوار المدينة، وأعطاها الشكل الذي ما زال هو السائد حتى العهد القريب. وبهذا فقد ترك قسماً من التبة الغربية خارج الأسوار. ولقد كانت كنيسة مرقد عيسى عليه السلام تخلو من الأجراس حتى سنة 952هـ-1545م، فأمر السلطان سليمان بأنْ تُعلّق بها الأجراس. وفي سنة 963هـ-1555م كان هناك بناء صغير فوق الضريح في القسم الدائري من كنيسة القيامة، فأمر بإقامة مبنى آخر منتظم ويليق بالمقام بدلاً من القديم.
وكانت الكنيسة مقسّمة فيما بين المذاهب المسيحية التي لم تكنْ على اتفاق أو وفاق فيما بينها. وكانت هذه التقسيمات تحول دون إجراء الترميمات والدعامات اللازمة التي تمكّن من إقامة برج للأجراس فوق قبة المبنى، ولم يتم ذلك إلا سنة 1132هـ-1719م. وبأمرٍ من الحكومة تم الحفاظ على الرسوم والأشكال والطرز الموجودة على ما هي عليه أثناء أعمال بناء البرج والترميمات اللازمة. وخوفاً من التشويه تم صرف النظر عن التجديدات التي كانت ستجرى في كنيسة القيامة. وفي سنة 1223هـ-1808م اندلع حريق في الكنيسة الأرمنية مما أدى إلى تخريب القسم الغربي من الكنيسة بالكامل. وتمت الموافقة على أن يقوم الأرمن بأنفسهم بأعمال الترميم والتجديد اللازم. وقد أصدر السلطان محمود الثاني (1808–1839م) فرماناً للأرمن بهذا الصدد. وطبقاً لكتابات موجودة، فقد تم تجديد التذهيب الموجود في جامع قبة الصخرة، وأمر السلطان بترميم الجامع من الخارج. ولولا الخلافات المذهبية بين الطوائف المسيحية لتمّ تجديد كنيسة مرقـد عيسى، ولتم إزالة المباني العشوائية، ولجدّدت الزخارف التي على جدرانها منذ أمد بعيد، ولأمكن استخدام الأجزاء المتبقية وأعيدت الكنيسة إلى ما كانت عليه أثناء الحروب الصليبية.
لقد شهد القرن التاسع عشر أحداثاً وقلاقل أخرجت فلسطين عامة والقدس خاصة من الهدوء والسكون الذي كان يعمها. فإن نابليون بونابرت (1769-1281م) الذي ظل محاصراً في مصر، قام بالهجوم على فلسطين. وكما أنه حاصر عكا فقد زج ببعض من القوات الفرنسية لمهاجمة القدس، وتقاتلت القوات العثمانية والفرنسية أمام يزرائيل، أي أمام مرج بن عامر, واضطرت القوات الفرنسية إلى التراجع. ثم تعرضت فلسطين عامة والقدس خاصة إلى استيلاء جيوش محمد على باشا سنة 1831م. ودخلت هذه المدينة تحت الحكم المصري حتى تم حل المسألة المصرية. وعقب جلوس السلطان عبد الحميد الأول على العرش، مارست الدول العظمى آنذاك ضغوطاً. وفي النهاية انضمت فرنسا إلى هذه الدول، وتم عقد معاهدة سنة 1256هـ-1840م أجبرت مصر بموجبها على إخلاء فلسطين.
ومارست إنجلترا والنمسا ضغوطاً ملموسة لإعادة القدس تحت الحكم العثماني. واستمر الوضع على هذا المنوال حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. ولكن خلال المرحلة الأخيرة من هذه الحرب أي في الثامن من كانون الأول سنة 1333هـ-نهاية 1917م احتُلَّت القدس من قِبَل الإنجليز. وهكذا انتقلت هذه المدينة المقدسة التي كانت مركزاً لمتصرفية مستقلة خلال العصر العثماني إلى الإدارة الإنجليزية، وظلت هكذا حتى سنة 1368هـ-1948م.
1) المدينة
بيت المقدس ، هي أعظم مدن فلسطين خاصة ، والشام عامة ، وهي من أقدم مدن العالم قاطبة ، وان لم يعثر علماء الآثار تدل على ذلك ، او تعيد تاريخها لأكثر من ستة آلاف سنة خلت فقط .
والا ، ما معنى حديث رسول الله (ص) ، بما رواه عنه ابو ذر الغفاري ، رضي الله تعالى عنه ، وارضاه ، يسأله بقوله : ( قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال :" المسجد الحرام " ، قال : قلت ثم أي ؟ قال:" المسجد الأقصى" ، قلت : كم كانت بينهما ؟ قال :"أربعون سنة" ، ثم أينما أدركتك الصلاة فصل فان الفضل فيه). رواه البخاري ، رضي الله عنه .
ما معنى ان يكون مسجد بلا ناس ؟!..
او على الأقل ، ان يكون مسجد بلا استعمال عشرات آلاف السنين ، حتى بداية المدينة المضبوط في عهد الرومان ؟!…
لقد تعاقبت الأمم على هذه المدينة ، كلما عمرتها امة استولت عليها أخرى من بعدها فدمرتها الى سبع مرات ظاهرات .
وهكذا عندما بدا علماء الآثار بجس نبض باطن الأرض ، ومساءلة كنوزها ، أشارت الى حضارات احتضنتها مددا زمنية مختلفة ، لكن الكثير منها لم تحفظه ولم تبق له آثارا فيها ، لم يكن هذا بسبب الأرض نفسها ، بل بما كسبته أيديهم ، يقول الله تعالى :
(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم…) الشورى آية 30
اما التاريخ المقروء ، فان قراءته تتوجب انتباها خاصا وملاحظة ما فيه ، اذ ان اليبوسيين الذين يندحرون من بطون العرب الأوائل هم بناة مدينتنا هذه ، وكان ذلك نحو سنة 5000قبل الميلاد اذ دعوها باسم يبوس ، ثم غدت "مدينة داوود" ، وسادت بها اليهودية منذ سنة 1049قبل الميلاد ، الى ان أتاها الفرس فاخرجوا اليهود منها وذلك في سنة 586قبل الميلاد ، ثم رزحت تحت الحكم اليوناني في سنة 332قبل الميلاد ، فالروماني في سنة 63قبل الميلاد ، وقد دعاها "هدريان" بايلياء كابتولينا في القرن الثالث الميلادي ، ثم البيزنطي مدة ثلاثة قرون منذ سنة 320م.
ثم كان الفتح الاسلامي ، وذلك في سنة 636م الموافق 15هـ ، وكان ذلك على يد الخليفة عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وأرضاه ، وصك فيها عهدة تقسم الحقوق وتوزع الواجبات وتحفظ للنصارى عليهم دينهم ، وان لا يسكنها احد من اليهود .
بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما أعطى عبد الله : عمر أمير المؤمنين أهل ايلياء من الأمان : أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم ، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها . انه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ، ولا ينقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم ، ولا من شيء من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار احد منهم . ولا يسكن بايلياء معهم احد من اليهود . وعلى أهل ايلياء ان يعطوا الجزية كما يعطى اهل المدائن ، وعليهم ان يخرجوا منها الروم واللصوت ، فمن خرج منهم فانه امن على نفسه وماله حتى يبلغوا مامنهم ، ومن أقام منهم فهو امن . وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية . ومن أحب من أهل ايلياء ان يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان ، فمن شاء منهم قعدوا عليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية ، ومن شاء سار مع الروم . ومن شاء رجع الى أهله فانه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم . وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية .
شهد على ذلك خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، ومعاوية بن ابي سفيان . وكتب وحضر سنة خمس عشرة .
نص العهدة العمرية
وبقي بيت المقدس بأيدي المسلمين حتى مطلع القرن الميلادي العشرين وهم ينظمون شؤون حياتها ، ويجملون طرقاتها ومبانيها ، ويحصنون سورها ويقيمون ابراجها ، وتغدو مساجدها منارة وأقصاها علامة ، وفي حقبة سلبها الصليبيون من المسلمين فعاثوا فيها الفساد ، ولما استردها المسلمون بقيادة صلاح الدين الايوبي بقيت بايديهم ، وما من امة إسلامية حاكمة الا وكان لها اليد الطولي في رفع شان المدينة ، وعلى رأسها مسجدها الأقصى ترميما وتجديدا ، حتى وقعت تحت الانتداب البريطاني الغادر سنة 1336 هـ 1917م، ومن ثم عهدوا بالبلاد الى اليهود ، حيث عمل الإنكليز طيلة انتدابهم على تقوية مركز اليهود في البلاد ، سوى مدينة القدس داخل الأسوار ومجموعة من القرى ، بقيت نحو تسع عشرة سنة تحت الحكم الأردني ثم غدت تحت سيطرة اليهود منذ 1387هـ الموافق 1967م.
ولم تكن هذه الأمم الا صاحبة أثار مادية ومعنوية على المدينة :
فالمادية ما وجد العلماء بقاياها ، واستطاعوا استخلاص وفهم أمور غائبة عن أعين البشر .
ومعنوية ، من تغيير أسماء الكثير من مسميات في المدينة لأهواء في نفوسهم .
وان كانت ثمة ملاحظات تذكر حول التسميات فلا بد من الإشارة الى ان أسماء القدس وصلت نحو ثمانية وأربعين اسما ، مع ان جلها كان متذبذبا بين اثنين نختلفين في اللفظ :
أ- "أورو – سالم" ، وما حام حولها ، او اشتق منها وتعني السلام او مدينة السلام .
ب- وإسلامية "بيت المقدس" أو "القدس" ، وما حام حولها ، وما اشتق منها.
واذا كان الاسم الأول يضعها في خانة ضيقة فان الآخر يعطيها المكان اللائق بها ، تماما كما اراد الله تعالى لها ان تكون .
وللمسلمين في البلاد ارتباطات قوية لا يفصمهم عنها الا من فصم نفسه عن الاسلام والمسلمين .
فالارتباط الديني ، فهو اقدم من جذور الارتباط التاريخي ، ولم يكن بينه وبين الارتباط الديني بمكة المكرمة سوى اربعين سنة . وهذا ما ذكرناه من حديث ابي ذر الغفاري عن بناء المسجد الاقصى المبارك .
ان حادثتي الاسراء والمعراج قد رفعتا شان المدينة والمسجد معا ، فقد ذكر الله تعالى هذه الحادثة بقوله :
(سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الاقصى الذي باركنا حوله …) واما حادثة الاسراء فقد اشار الله تعالى اليها في مطلع سورة النجم بقوله تعالى :
(وهو بالافق الاعلى * ثم دنى فتدلى * فكان قاب قوسين او ادنى * فاوحى اليه ما اوحى ) النجم ، الايات من 7-10
واما الارتباط التاريخي ، وهو منذ ان حل بالبلاد المسلمون بقيادة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وارضاه ، ففتحها فتحا مبينا من الله تعالى ، وهكذا كان تاريخه وتاريخ عهدته العمرية ، تاج المسلمين وفوق كل الامم والحضارات ، عاليا مرفرفة خفاقا ، بحاجة الى ان يدرس من جديد ويتوج به كل عمل .
وهذان الرباطان ، لا يمكن ان يمر بهما الانسان مر الكرام من غير تدقيق ولا امعان ، فان كان الربط الاول بين مسجدين ارضيين : المسجد الحرام والمسجد الاقصى عامة ، فهما اول مسجدين للناس في العالم قاطبة ، وهما من اعتق بيوت الله تعالى في الارض كلها .
واما الربط الثاني : فهو الذي جعل بينه وبين سدرة المنتهى عروة وثقى لا انفصام لها ، وهي ميزة له على المسجد الحرام ، وهو مجمع الانبياء والمرسلين ، وهو طريق محمد صلى الله عليه وسلم لما حباه ربه تعالى ، فارسل اليه وناداه ، فغدا في الافق الاعلى ، وغدت طريقه المسجد الاقصى ، الكائن ببيت المقدس .
وهذا ما اشار اليه حديث محمد صلى الله عليه وسلم :
"لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد : الى المسجد الحرام ، والى المسجد الاقصى ، والى مسجدي ها" صححه ابن حبان ، وقد ورد بروايات مختلفة اللفظ متفقة المعنى .
وما تسلسل اعمال الخلفاء والولاة المسلمين الا دلالة عظيمة على الامتداد لهذا الارتباط الديني ، وان كان يضم التاريخي والسياسي كذلك ، لكونه المنهج الشامل .
ولعل هذا الامتداد ما يشير الى قدسية هذه المدينة لدى ابناء الاسلام ، والتي ارى قاعدتها الخليفة عمر بن الخطاب لما فتحها ، حيث ابقى النصارى فقط ، بالصورة والشكل .
ب) المسجد الاقصى المبارك
المقصود بالمسجد الاقصى المبارك ، هو الساحة المسورة الواقعة داخل اسوار القدس في زاويتها الشرقية الجنوبية ، فسوره الشرقي متحد مع سور القدس ، والجنوبي اكثر من نصفه من الجهة الشرقية متحد كذلك ، والباقي من الجهة الجنوبية الغربية والغربية بكاملها والشمالية بكاملها ، فهو سور خاص داخل المدينة المسورة نفسها .
شكل المسجد الاقصى مضلع ، ذو اضلاع اربعة غير منتظمة ، طول ضلعه الغربيى 491م ، والشرقي 462م ، واقصرها الحنوبي 281م ، والشمالى 930م.
يقع هذا المسجد على تلة من تلال بيت المقدس الاربعة الواقعة عليها المدينة المسورة ، وعلى منحدرها المتجه من الزاوية الشمالية الغربية للجنوبية الشرقية .
والمسجد الاقصى المبارك هو المسجد الوحيد في العالم قاطبة الذي يضم تفاصيل عديدة ومتنوعة بمثل هذا الزخم من : مبان ، حواكير ، قباب ، اسبلة مياه ، سبل مرور ، مصاطب ، مساجد ، مغاور ، اروقة ، مدارس ، برك مياه ، اشجار ، محاريب ، منابر ، مآذن ، ابواب ، ابار ، مكتبات ، مكاتب لدائرة الاوقاف وما انبثق عنها ، لجنة الزكاة ، لجنة التراث الاسلامي ، دور القران والحديث ، خلوات غرف لائمة مباني المسجدين الكبيرين ، وحراس المسجد الاقصى ، ومخفر الشرطة .
تبلغ مساحة المسجد نحو 142 دونما ، ومن سننه أنه من دخل فيه ، فعليه باداء تحية المسجد كبقية المساجد ، اينما اداها أجزأه ، سواء كان ذلك تحت شجرة ، او تحت قبة ، فوق مصطبة ، او عند رواق ، في مسجد قبة الصخرة ، او مبنى المسجد الاقصى المبارك ، ومن ادى ركعة في أي مكان فيه كان كمن ادى خمسمائة ركعة فيما سواه سوى المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف .
لذا ، فلا تفاوت في مقدار اداة الصلاة فيه ، في أي مكان شاء (على ان تحافظ الاناث على المكان المخصص لهن للصلاة).
ولما كان هذا هو المسجد الاقصى المبارك ، فان المبنى الذي تعارف عليه الناس في الجنوبية باسم المسجد الاقصى المبارك سنعرفه باسم مبنى المسجد الاقصى المبارك وذلك للتمييز .
وعن تسميته يقول الحق عز وعلا :
(سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله …) الاسراء اية1 .
ولقد اتخذ الله تبارك وتعالى اسما للمسجد ، اخذه من صفته وهي البعد عن المسجد الحرام ، والبعد مكانا عن انطلاقه الدعوة الى الله تعالى انذاك .
وقيل في تفسير الاقصى : عدم وجود اماكن عبادة من بعده ، وقيل بعده عن القذائر والخبائث .
وللمسجد الاقصى صفات مشهورة ، اختص بها دون غيره ، فبقي علما يفتخر به :
فهو اولى القبلتين بعد ان فرضت الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اتباع هذا الدين الى يوم الدين ، فمكثوا متجهين صوبه بصلواتهم نحو سبعة عشر شهرا .
وهو ثاني المسجدين بناء بعد المسجد الحرام الذي ارتبط به قرانا ، واستدللنا على ذلك بحديث ابي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه الذي ذكرناه سابقا .
وهو ثالث الحرمين ، بعد المسجد الحرام والنبوي ، تشد اليه الرحال اذ :
"لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد ، الى المسجد الحرام ، والى المسجد الاقصى ، والى مسجدي هذا " الحديث النبوي الشريف .
لكن المسجد الاقصى يختلف عن سابقيه بانهما حرم وهو بغير ذلك ، وهي من رحمة الله تعالى على عباده في اكناف بيت المقدس ، اما هما فقد حرم قتل حيوان فيهما ، او قطع شجر وغيرها من المحرمات ، اما المسجد الاقصى فيسمح فيه ما حظر فيهما ويحظر فيه ما يحظر في المساجد عامة من بيع وشراء ونشد الضالة .
اما تحديد مساحة المسجد فكانت قبل الفتح الاسلامي لا يتعداها الناس (مع العلم انها لم تكن مسورة حدوده من حيث مساكنهم في الجهتين الغربية والشمالية وقسم قليل من الجنوبية في غربها .
اما في الشرقية والجنوبية في شرقها ، فكانت اسوار المسجد هي اسوار المدينة ، ولا يمكن لشخص الانتفاع بها لانحدار الجبل (ولا زال) بشكل شديد …
نعم ، لقد حفظ الله تعالى حدود بيته فلم يتعداه احد ، وقام المسلمون : ايوبيون ومماليك على ترسيخ حدود المسجد ، فاقاموا الاسوار في الجهتين الشمالية والغربية ، وبنوا الاروقة العالية والمدارس الشامخة والمرافق العظيمة .
وخص الله مسجده برحلة الاسراء اليه ، فقد جاءه خير البشر وخاتم الانبياء والمرسلين من ذاك المسجد البعيد العتيق على دابة خاصة ، هي البراق ، وجمع فيه خير الانام ، وادوا صلاتهم لله الواحد الديان بامامة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ومن هذا المسجد الذي انتهت في رحلة الاسراء ، ابتدات رحلة اجل واعظم من هذه البقعة الطاهرة الى سدرة المنتهى في السماوات العلى هي رحلة المهراج ، حيث فرضت الصلاة على المسلمين ، ولم تنته رحلتنا الاسراء والمعرتج ، هذ ولم يبعث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الى مكة المكرمة ، الا بمروره بالمسجد الاقصى المبارك ، تماما كما بدات الرحلة .
ان تاريخنا الحالي لم يخل من مطبات صعبة نالت بيت المقدس عامة والمسجد الاقصى خاصة ، لا سيما ما تقوم به الحفريات الاسرائيلية في المكان ، للبحث عن اثار مزعومة لهيكل قديم مكان المسجد المبارك ، وفي المسالة موضوعان :
1-أ) هيكل سليمان عليه السلام ، المزعوم ، وقد صدرت تصريحات جديدة عبر الصحف اليومية الرسمية مفادها ان سليمان عليه السلام لم يبن هيكلا في حياته قط .
ب) الزعم الثاني ، ان الهيكل –باعتقاد اليهود- انه مكان المسجد الاقصى ، وهو اعتقاد لا اصل له لاعتبارات جمة : اولها من الناحية التاريخية ، وهو ان المسجد الاقصى المبارك ثاني مساجد الدنيا كلها عبادة ، وبناؤه يعود الى عهد ادم ، عليه السلام ، على اقل تعديل ، وهو زمن لا شك انه سحيق ، وبناء الهيكل –على حد زعمهم- يعود الى سليمان ، عليه السلام ، أي اقل من الفي سنة .
ثانيها ، ان مساحتها –وفق تقديرات مهندسيهم- تفوق موقع المسجد الاقصى المبارك .
ثالثهما ، ان لا اثر صغير او كبير للهيكل في مكان المسجد او بجواره ، وهو اعتراف مسؤولة عن الحفريات الاسرائيلية في المكان (ايلات مازار) في البحث عن مكان الهيكل بقولها : اننا لا نعرف عن مكان الهيكل شيئا ولم نصل الى ذلك بتاتا .
وسبب رابع ، ان الحفريات لم تقتصر في البحث عنه في حفرية واحدة او اثنتين ، بل تعدت اكثر من خمس وستين حفرية في المدينة منذ سنة 1387هـ الموافق 1967م وحتى هذه الايام ، وقد عرض معظمها دان باهظ في اطلسه عن القدس مع تواريخها ، ولم تنجم عن ربط بالتاريخ اليهودي القديم والهيكل المزعوم .
سبب خامس ، ان داود وسليمان عليهما السلام عبدا الله تعالى في بيت المقدس ، في مكان غير مضبوط ، وان صح انهما عبدا الله تعالى في هذا المكان ، فلأنه مسجد لله تعالى ، ونحن احق باتباعهما من غيرنا .
2- واما الموضوع الثاني فهو الحفريات ذاتها ، وهي نوعان : ظاهر للناس عامة وخفي عنها ، اشدهما واشملهما ، واما الظاهر فهو النفق الذي افتتح قبل سنة ، وهو الواقع تحت سور المسجد الاقصى الغربي وعلى امتداده ، بدايته من ساحة البراق ، وهو ما يدعوه اليهود بالحائط الغربي لهيكل سليمان ، الذي لا دلالة ظاهرة عليه ، وينتهي شمالي مئذنة الغوانمة ، في طريق المجاهدين "التي تسمى اليوم بطريق الآلام".
واما الحفريات الخفية –على ما يبدو- فهي اوسع رقعة ولا تقل عن الاولى بل تزيدها ، وهي من دون ساحات المسجد الاقصى المبارك من الغرب الى الشرق ، واحدها تجاه مبنى المسجد الاقصى المبارك ، والاخر تجاه مسجد الصخرة المشرفة.
ولهذه الحفريات مخاطر عظيمة مادية ومعنوية اهمها انها تمس بشكل مباشر صلب الحياة الروحانية لدى المسلمين .
والحفريات تشكل خطرا بالغا على مباني المسجد الاقصى المبارك وعلى راسها المسجدين العظيمين ، مبنى المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة ، وفيها اجزاء تعد من اقدم الاثار العمرانية العظيمة في العالم بل وقبة الصخرة التي هي اقدم الاثار الاسلامية الكاملة الباقية على الاطلاق .
ولقد قام الاخ الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الاخضر ورئيس مؤسسةالاقصى لاعمار الاوقاف الاسلامية في ايامنا ، وابو مالك –ناجح بكيرات – عن لجنة التراث المقدسية بزيارة تفقدية لمواطن عديدة في سراديب وحفريات تحت ارضية المسجد الاقصى المبارك وخاصة في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد ، وانفردت صحيفة صوت الحق والحرية ، الناطقة بلسان حال المسلمين في البلاد بتقرير مفصل عما رأياه هناك من حفريات وسراديب ، كان قد دخلها الاسرائليون وجعلوا لاكثرها مغالق حجرية ، حتى لا يتسنى لغيرهم من دخولها . هذه الحفريات سببت انهيارات في داخل الانفاق وهي تشكل على المدى مستقبلي ضعفا لاساسات مباني المسجد الاقصى المبارك ، وبالتالي تشكل خطر انهيار لهذه لمباني ، لا قدر الله
فيما يلي اجمال ما نقله الدكتور احمد العلمي عن الاستاذ روحي الخطيب حول مراحل الحفريات الاسرائيلية ، وقد وضحتها بالتخطيط :
نبدأ جولتنا الأولى من باب الأسباط متجهين غربا، معرفين على ما هو ملاصق لأسوار المسجد من مبان و هي الكائنة في جهاته الأربعة.
أنظر مخطط الجولة الأولى بالون
الأزرق.
باب الأسباط
وهو الواقع في زاوية المسجد الأقصى المبارك الشمالية من الشرق .
نقل عارف العارف تاريخ بناء الباب ، من كتابة في داخله ، لم اعثر عليها ، انه عائد الى سنة 1538م ، كما ورمم هذا الباب في سنة 1232هـ الموافق 1817م. ودعي الباب ياسم اخر ، وهو "ستّي مريم" على اسم الكنيسة الكائنة في جهتها ، خارج الأسوار .
والأغلب انه تاريخ تجديد للباب لا تاريخ بناء .
مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية
غلب عليها هذا الاسم ، اذ ان اول إنشائها كان ثانوية محضة ، وذلك في مطلع الثمانينات من القرن الميلادي العشرين ، واليوم عبارة عن مدرسة اعدادية وثانوية ، تعلم فيها العلوم الشرعية .
مئذنة باب الأسباط
تقع هذه المئذنة على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك ، غربي باب الأسباط المدعوة به .
أنشئت المئذنة سنة 769هـ 1367م ، ابان حكم السلطان الملك الاشرف شعبان بن حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ، استدل على ذلك من خلال النقش على المئذنة . صدعها زلزال سنة 1346هـ الموافق 1927م مما اضطر المجلس الاسلامي الأعلى الى هدم القسم العلوي وبنائه من جديد . وعند احتلال إسرائيل للمكان في سنة 1967م ، تضررت المئذنة اثر إصابتها بالقذائف ، وقد جرى ترميمها كاملا .
والمئذنة هذه أجمل مآذن المسجد مظهرا ، أمتنها بناء وأفخمها عمارة ، ولها من الأسماء : مئذنة الصلاحية لكونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية .
المدرسة الغادرية
تقع داخل المسجد الأقصى المبارك ، بنتها مصر خاتون ، في عهد الملك الارف برسباي ، وذلك سنة 836هـ الموافق 1432م .
دعيت بهذا الاسم نسبة الى موقفها وهو زوج التي بنتها ، الأمير ناصر الدين بن دلغادر .
وقد قام قسم الآثار في دائرة الأوقاف الاسلامية مشكورا بتجديدها وقامت حكومة إسرائيل بمنع تتمة السقف ، ولا زالت سقف حتى يومنا هذا .
مطهرة باب حطة
والحقيقة إنها ليست بمطهرة في أصلها ، وقد سمح الإمام الشنتميطي باستعمال المكان مطهرة منذ أواخر العهد العثماني ، واستعملت كذلك ، وأضيف لساحتها الجنوبية محراب في الثلاثيات من القرن الميلادي الحالي ، وهو متهم الآن .
ثم جددت المطهرة في أواخر سنوات السبعينات من هذا القرن الميلادي ، وأضيف اليها مساحة أحرى كذلك ، وجددت بعد هدمها على يد أعضاء مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية في سنة 1416هـ الموافق 1996م ، وذلك برعاية ومباركة دائرة الأوقاف الاسلامية ، وجعل السفلي للإناث والعلوي للذكور .
سبيل باب حطة
يقوم هذا السبيل البسيط جنوبي باب حطة ، على يسار الداخل منه ، يعود انشاء السبيل الى العهد العثماني .
وهو سبيل تعطل عن العمل ، رممه اعضاء مؤسسة الاقصى لاعمار المقدسات الاسلامية ، اثناء بناءها لوحدة المراحيض ، ثم الغي نهائيا بعد ذلك .
باب حطة
يقع في الحائط الشمالي من سور المسجد ، وهو الواقع بين مئذنة باب الأسباط وباب فيصل .
يقول عنه عارف العارف انه من أقدم الأبواب ، وجدد في سنة 617هـ الموافق 1220م ، أي في العهد الأيوبي .
مدارس ورياض الأقصى الاسلامية
تقع هذه الدارس داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك في الرواق الشمالي ، وهي التي كانت تدعى بالمدرسة الدوادارية التي بناها وأوقفها الأمير علم الدين سنجر الدوادار فدعيت باسمه ، وذلك سنة 695هـ الموافق 1295م.
وقد حولت إلى مدارس ورياض الأقصى الاسلامية في مطلع الثمانينات من القرن العشرين ، ومدارس الأقصى الاسلامية لها فروع عديدة .
المدرسة الباسطية
تقع هذه المدارس فوق الرواق الشمالي ، مقابل المدرسة الدوادرية ، أوقف المدرسة القاضي زيد الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي ، سنة 835هـ الموافق 1431م. والمدرسة عبارة عن قسمين : واحد ماهول ، والاخر تستغله المدرسة البكرية للبنين الواقعة خارج المسجد الأقصى ، والذي جزء منها واقع فوق الرواق الشمالي للمدرسة .
تستعمل المدرسة اليوم مقرا للمدرسة البكرية الأنفة الذكر ، ولها طابق فوق الرواق الشمالي للمسجد الأقصى.
باب الملك فيصل
وهو الواقع غربي باب حطة ، في السور الشمالي للمسجد الاقصى المبارك .
يعود تاريخ تجديده إلى سنة 610هـ الموافق 1213م ، دعي بهذا نسبة إلى فيصل ملك العراق حيث زار المكان فدعاه المجلس الاسلامي الأعلى تخليدا لذكرى تبرعه لعمارة المسجد الأقصى المبارك .
وله من الأسماء : باب شرف الأنبياء ، باب العتم وباب الدوادرية .
المدرسة الأمينية
تقع هذه المدرسة بباب فيصل في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك (انظر الصورة أعلاه) أوقفها أمين الدين عبد الله ، وهو منشئها سنة 730هـ الموافق 1329م فدعيت به ، إلا أنها مرت بمرحلة تعمير في العهد العثماني ، ولها باب وغرف فوق رواق المسجد الأقصى الشمالي .
وهي عبارة عن بناء ذي أربع طوابق ، وتقع شرقي المدرسة الفارسية ، وكانت تدعى بدار الإمام لسكنى الشيخ الإمام فيها .
المدرسة الفارسية
دعيت بهذا الاسم نسبة الى واقفها الامير فارسي البكي ابن امير قطلو ملك ابن عبد الله وكان وقفها سنة 755هـ الموافق 1353م .
والمدرستان الامينية والفارسية متداخلتان الغرف في الطابق العلوي .
المدرسة الملكية
تقع هذه المدرسة بين الفارسية والاسعردية ، مدخلها مشترك مع الاسعردية ، وهي عبارة عن طابقين ، أضافت عائلة آل الخطيب غرفا صغيرة في العلوي لتناسبها في السكن .
ومدرستنا هذه ، اشتملت على معظم العناصر المعمارية في العهد المملوكي ، وخاصة تبادل ألوان الحجارة التي بنيت بها ، الأحمر والأبيض .
أقيمت سنة 741هـ الموافق 1340م ، في عهد الملك الناصر محمد قلاوون ، أوقفها زوج بانيها ، وهو الحاج آل الملك الجوكندار ، وكان وقفها بعد ذلك بأربع سنوات ، ثم وقفية أخرى في سنة 1356م .
والمدرسة الآن مأهولة من قبل الدجاني ، إذ استأجروها من دائرة الأوقاف .
المدرسة الاسعردية
أوقفها الخواجا مجد الدين عبد الغني الاسعردي ، وبه سميت ، وكان وقفها سنة 770هـ الموافق 1368م . واليوم تستغل المدرسة كسكن لدار البيطار وهي واسعة ، يطل نتوء محراب مسجدها على ساحات المسجد الأقصى من الرواق الشمالي . ومسجدها هذا واسع وجميل المحراب ، وهي عبارة عن طابقين .
المدرسة البكرية
تقع على حد المسجد الاقصى المبارك من الخارج ، تستعمل الان كناد رياضي لبلدية القدس ، مبنى واسع ،ومبناهمن خلف المدرسة الاسعردية ويمتد الى غربها ، ويلاحظ من مبناه حداثته ، وهو ليس من المسجد الاقصى المبارك .
المدرسة الصبيبية
اوقفها علاء الدين علي بن ناصر الدين محمد نائب القلعة الصبيبية وكان ذلك سنة 809هـ الموافق 1406م ، واليوم تشكل جزءا من المدرسة الفخرية بالقدس .
وهي غير كائنة في المسجد الاقصى المبارك ، بل على حدوده .
المدرسة الجاولية
تقع خارج ساحات المسجد الاقصى المبارك ، بل على حدوده في الجهة الشمالية الغربية ، والمدرسة الجاولية هي وقف الامير علم الدين سنجر بن عبد الله الجاولي ، احد امراء الظاهر بيبرس ، رضي الله تعالى عنهما .
بنيت في الاعوام 715-720هـ الموافقة 1315-1320م ، وكانت قد ادت رسالتها نحو قرن واحد فقط .
وفي عهد مجير الدين استعملت سكنا لنواب القدس ، وفي القرن الماضي كانت دارا للحكم وقشلاقا يدعى بالسرايا القجديمة ، وفي عهد بريطانيا حولت الى مدرسة ابتدائية ، حولها المجلس الاسلامي الاعلى في سنة 1355هـ الموالفق 1936م الى مقر لكلية روضة المعارف الوطنية ، بعدها اتخذها الانجليز دارا للشرطة ، واليوم تعتبر جزءا من المدرسة العمرية .
الزاوية الرفاعية
تقع تحت مئذنة الغوانمة ، ويعود بناؤها الى العهد العثماني . وقد استخدم المكان حديثا كارشيف للمسجد الاقصى المبارك ، ومن قبل ذلك استخدمت كدار للحديث النبوي الشريف ، ومن قبل استخدمت كقاعة اجتماعات للائمة ، والان فتحت حديثا كمقر لمفتي الديار الفلسطينية .
مئذنة باب الغوانمة
تقع هذه المئذنة على الرواق الشمالي للمسجد الاقصى المبارك ، شمالي شرق باب الغوانمة المدعوة به ، اقيمت في عهد السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين 697-699هـ الموافق 1297-1299م ، وكما وتدعى بمئذنة قلاوون لتجديده لها ، وكان ذلك في سنة 730هـ الموافق 1329م ، كما جاء في نقش على حائطها ودعيت كذلك مئذنة السرايا ، لكونها بقربه ، جددها المجلس الاسلامي الاعلى سنة 1346هـ 1927م .
باب الغوانمة
يقع في شمال السور الغربي دعي بهذا نسبة الى حارة الغوانمة الواصل اليها ، والغوانمة عائلة يعتقد انهم وصلوا البلاد مع صلاح الدين الايوبي رضي الله تعالى عنه ، رمم الباب عام 707هـ الموافق 1307م ، اما بناؤه فهو اقدم من هذا . ويعرف الباب بالاسماء الاتية :
باب الخليل ، باب الغوارمة ، وباب درج الغوانمة .
تعدى عليه يهودي بالبالحرق في سنة 1998م ، وقامت دائرة الاوقاف بترميمه .
وهناك مجموعة بيوت من باب الغوانمة الى نحو باب الناظر ، وكلها خارج المسجد الاقصى المبارك ، منها ما له ابواب من داخل المسجد وهي تظل على ساحة المسجد .
المدرسة المنجكية
تقع هذه المدرسة بباب الناظر ، فوق الرواق الغربي ، انشاها الامير سيف الدين منجك سنة 763هـ الموافق 1361م ، وتستغل اليوم كمقر لدائرة الاوقاف الاسلامية العامة بالقدس ، وهي عبارة عن طابقين ، يصعد اليهما بدرجات .
باب الناظر
يقع في الحائط الغربي من المسجد الاقصى المبارك باتجاه الشمال . اما الباب ، فيصفه مجير الدين بانه قديم العهد ، وكذلك عند صاحب (اتحاف الاخصا بفضائل المسجد الاقصى) . جدد هذا الباب في عهد (الملك عيسى) ، في سنة 600هـ الموافق 1203م ، وتاريخه يدل على قدمه .
للباب اسماء اخرى عرف بها : باب الحبس دعي بهذا ، نسبة الى الحبس الكائن في غربه ، خارج المسجد الاقصى المبارك ، وهذا الحبس تركي العهد ، باب المجلس ، باب ميكائيل، باب علاء الدين البصيري ، وباب الرباط المنصوري .
الزاوية الوفائية
تقع هذه الزاوية جنوبي باب الناظر ، اقل انخفاضا من المدرسة المنجكية (دائرة الأوقاف الاسلامية اليوم) ، وأكثر ارتفاعا من الرواق في جنوبها .
كانت تعرف قديما بدار معاوية، ثم بدار بني أبي الوفا لسكناهم فيها، واليوم معروفة بدار البديري ، الذين يسكنون فيها .
يذكر الدكتور (كامب العسلي) إن تاريخ إنشاء هذه الزاوية ووقفها مجهولان ، ويرجح الأمر انه عائد للقرن الرابع عشر الميلادي . (انظر الصورة أعلاه) .
باب الحديد
يقع في السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك ، بين بابي القطانين والناظر .
ذكر عارف العارف انه بناء قديم ، وزاد مجير الدين بقوله باب لطيف محمك البناء).
عرف الباب باسم آخر هو : باب ارغون نسبة إلى مجدده ، وكان قد مات ارغون سنة 758هـ الموافق 1356م ، وارغون كلمة تركية تعني حديد .
باب القطانين
يقع في الجهة الغربية من المسجد الاقصى المبارك ، داخل سوره ، وهو بين بابي المطهرة والحديد .
دعي بهذا نسبة الى سوق القطانين المحاذي له من الجهة الغربية
لم يحصر صاحب كتاب (اتحاف الأخصا بفضائل المسجد الاقصى) سنة بناء الباب ، بل اكتفى بالاشارة الى قدمه ، اما كتاب :"الابنية الاثرية في القدس الاسلامية" ، فانه يذكر ان تاريخ تجديده من قبل محمد قلاوون وكان في سنة 737هـ الموافق 1336م ، مما يدل على قدم بنائه ، وباب القطانين من اجمل واشمخ ابواب المسجد الاقصى المبارك قاطبة ، وهو آية في الاتقان والجمال .
باب المطهرة
يقع في السور الغربي ، جنوبي باب القطانين ، قريبا منه ، وهو باب قديم ، جدد في العهد المملوكي ، على يد الأمير علاء الدين البصيري ، وذلك في سنة 666هـ الموافق 1267م . دعي بهذا الاسم نسبة الى مطهرة المسجد التي يفضي إليها هذا الباب .
المطهرة
تقع غربي باب المطهرة ، يتوصل إليها بطريق خاص ، وعلى بعد نحو خمسين مترا من الباب ، فهي خارج المسجد الأقصى المبارك .
وقد بنيت أول مطهرة في عهد الأيوبيين ، بناها السلطان العادل أبو بكر أيوب ، وأوقفها سنة 1193للميلاد ، ثم جددها علاء الدين البصيري في العهد المملوكي ، ثم عمدت إليها دائرة الأوقاف الاسلامية وأعادت بناءها من جديد في سنوات الثمانينات من هذا القرن الميلادي .
والمطهرة الآن خاصة بالرجال ، على أن تستخدم النساء مطهرة باب حطة .
المدرسة العثمانية
تقع هذه المدرسة فوق باب المطهرة وحتى المدرسة الاشرفية وهي طابقان ، جلهما خارج المسجد الاقصى المبارك ، وقفتها اصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية في سنة 840هـ في عهد الاشرف بربساي ، والمدرسة طابقان ، ومسجد المدرسة على مستوى ساحات المسجد الاقصى المبارك وقد استولى عليه اليهود واغلقوا شباكه بالحجارة ، وهو مطل على ساحات المسجد الاقصى المبارك .
المدرسة الاشرفية
تقع هذه المدرسة بالقرب من الرواق الغربي للحرم الشريف ، قريبا من باب السلسلة ، في شماله .
بدئ العمل بإنشائها مكان الاشرفية التي هدمها الملك الاشرف قايتباي بسبب عدم إعجابه بها ، وذلك في سنة 885هـ الموافق 1480م ، واستمر العمل فيها ثلاث سنوات ، والمدرسة قسمان : قسم داخل المسجد الأقصى المبارك ، والآخر خارجه ، والذي داخله عبارة عن طابقين : يستخدم الطابق الأرضي –الأول- كمقر لمكتبة المسجد الأقصى ، والثاني متهم السقف ، وهو مسجد المدرسة ، وانهدامه كان اثر زلزال سنة 1346هـ الموافق 1927م ، وهو جميل البناء ، واشتملت عناصره على صفوف الحجارة المشهرة (الملونة باللونين الأحمر والأبيض المتتالية ، وامتازت بغناها بالعناصر المعمارية والزخرفية ووصفت المدرسة بالجوهرة الثالثة في الحرم الثالث) بعد
قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك .
وأما الأول (المكتبة اليوم) فهي مصلى الحنابلة في المسجد الأقصى المبارك في أصله ، ثم جعلت مخزنا حتى سنة 1397هـ الموافق 1967م إلى حين نقل المكتبة إليه ، وفي القسم الجنوبي منها قبر الشيخ الخليلي .
مئذنة باب السلسلة
تقوم المئذنة فوق باب السكينة الكائن بمحاذاة باب السلسلة عن شماله ، وتقع على الحائط الغربي لسور المسجد الأقصى المبارك .
بناها الأمير سيف الدين تنكز بن عبد الله الناصري ، في سنة 730 هـ الموافق 1329م ، يقول كتاب "الأبنية الأثرية في القدس الاسلامية" :
"ان بناءها هذا بعد هدم للقديم" . رممت المئذنة في عهد المجلس الاسلامي الأعلى ، فهو سنة 1341هـ الموافق 1922م ، والى عهد قريب تميزت هذه المئذنة عن سائر مآذن المسجد برفع الأذان منها . باب السكينة
وهوالواق7ع بين بابي المطهرة والسلسلة ، وهو بمحاذاة باب السلسلة في شماله .
والباب مغلق منذ اجل طويل ، ويذكر عارف ان له من الأسماء : الباب المغلق ، وباب والأخير تسمية مملوكية .
يعود تاريخ بناء الباب الى سنة 597هـ الموافق 1200م ، والحقيقة ان هذا التاريخ تاريخ تجديد لا بناء ، اذ ذكره ابن الفقيه وابن عبد ربه في سنوات 291هـ و300هـ الموافقة 903م و 912م على التوالي .
باب السلسلة
وهو الكائن ، للمسجد الأقصى المبارك ، بمحاذاة باب السكينة في الجهة الجنوبي (انظر الصورة أعلاه) ، قديم عهد البناء ، اما كتاب :"الأبنية الأثرية في القدس الاسلامية" فانه يعيده الى سنة 600هـ الموافق 1200م ، والحقيقة انه اقدم من هذا ، فقد ذكر ابن الفقيه وابن عبد ربه في سنوات 291هـ و 300هـ الموافقة 903م و 912م ، على التوالي .
عرف الباب بالأسماء الآتية كذلك :
باب داوود وباب الملك داوود ، وداوود هنا في الحالتين واحد ، وهو نبي الله تعالى ، لم يعترف اليهود بذلك ، فأطلقوا عليه الملك .
المدرسة التنكزية
تقع خارج سور المسجد الأقصى المبارك الغربي ، عدا قسم من أروقتها الراكب لأروقته الغربية ، بوشر العمل بها في سنة 729هـ الموافق 1328م ، دعيت باسم واقفها وهو تنكز الناصريّ .
وهي من المدارس الجميلة ، الواقعة في داخل المسجد الأقصى –قسم منها- ، ولا تزال تتحلى برعة بنائها .
استعملت المدرسة سابقا كمحكمة ثم مقرا للمؤتمر الاسلامي ، ثم مقرا للمعهد الأقصى العلميّ .
قامت قوات الجيش الإسرائيلي بمصادرتها والمرابطة فيها منذ سنة 1969 للميلاد.
حائط البراق
وهو قسم من السور الغربي للمسجد ، الواقع بين باب المغاربة جنوبا ومئذنة باب السلسلة شمالا ، ويبلغ طوله نحو مائة متر وارتفاعه عشرين مترا . دعي بهذا نسبة الى البراق الذي ربطه به محمد صلى الله عليه وسلم ، يوم اسرائه الى المسجد الاقصى المبارك ، فهو من اجزاء المسجد الاقصى المبارك . والحائط من املاك وقف الملك وقف الملك الافضل ابن اخي صلاح الدين الايوبي ، رضي الله تعالى عنهما .
يدعي اليهود انه لهم ، وانه عبارة عن الحائط الغربي لهيكل سليمان الا انها لم تثبت ، بل زاد الشك في كون الهيكل بالمكان ، لان القواطع من الادلة ، وزيارة بعثات الاقار للمكان ، اسرائيلية كانت ام اجنبية ، حالية ام قديمة ، تشير الى نتيجة واحدة : ان لا آثار للهيكل هنا ، اما قول جل الاسرائليين ان مكان الهيكل هنا ، فما هو الا ظن باطل ، ولا يغني الظن من الحق شيئا .
ولا زال اليهود يصلون عنده ، ويبكون بمقربته من الناحية الغربية ، وذلك بعد ان دمروا كل اثر اسلامي في هذه الحارة التي عرفها التاريخ باسم حارة المغاربة ، لسكناهم اياها ، هدم اليهود بيوتها ، وهجروا اهلها ، وهدموا مساجدها ، وذلك بعد الاحتلال للمكان في سنة 1967م .
مسجد البراق
يقع بمحاذاة حائط البراق ، في شرقه ، أي داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك ، دعي بهذا ، نسبة الى المكان الذي ربط فيه محمد صلى الله عليه وسلم البراق ، وذلك في الحائط المجاور ، اما مسجدنا هذا فينزل إليه بدرجات من الرواق الغربي إذ أن مكان المسجد تحت ساحات المسجد ، وهو مفتوح لصلوات الجمع والأعياد ، كان للمسجد باب من خارج السور في منطقة ساحة البراق .
باب المغاربة
يقع في السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك في جنوبه ، ويعود تاريخ تجديد الباب الى سنة 713هـ الموافق 1313م ، أنشئ مكان باب أقدم منه كان يقوم في مكانه . دعي بهذا نسبة الى مسجد المغاربة بجواره ، وقيل لانه يفضي الى حيّ المغاربة . وقيل انه عرف قديما بباب النبي وباب حارة المغاربة وباب البراق .
الزاوية الفخرية
تقع غربي جامع المغاربة ، من المسجد الأقصى سوى مسجد النساء ، يدخل إليها عن طريق المتحف الاسلامي . عرفت بالتاريخ بأسماء عدة : الخانقاة الفخرية ، مدرسة الخانقاة الفخرية وزاوية آل السّعود
أوقفها القاضي فخر الدين ابو عبد الله محمد بن فضل الله ناظر الجيوش الاسلامية، قبطي الأصيل، اسلم وحن إسلامه. سكنت الزواية في نهاية العهد البريطاني ، وكانت مغلقة في العهد الأردني، وفي العهد الإسرائيلي ، هدمت سلطات الاحتلال القسم الأكبر منها، ولم يبق منها سوى القسم القليل ومسجد الزاوية ، الذي فيه الن قسم الآثار، والآخر لمعروضات المتحف.
مسجد المغاربة
يقع هذا المسجد جنوبي حائط البراق ، من الجهة الشرقية ، أي داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك .
للمسجد هذا بابان : مغلق في الشمالية ، ومفتوح في الشرقية ، ويستعمل اليوم ، كقاعة عرض لأغراض المتحف الاسلامي ، الذي نقل من الرباط المنصوري ، الى هذا المسجد ، وذلك في سنة 348هـ الموافق 1929م . قيل ان بانيه القائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي ، سنة 590هـ الموافق 1193م ، وكانت تقام صلاة المالكية في هذا المسجد . مسجد النساء
يقع هذا المسجد في القسم الجنوبي من المسجد الأقصى المبارك ، ولا شيء في جنوبه من المسجد الأقصى المبارك ، وهو غربي مبنى المسجد الأقصى المبارك وحتى السور الغربي منه.
مبنى كبير ، واسع ومرتفع ، مبناه في عشرة عقود باتجاه الغرب ، وعرضه عقدان. والبناء ايوبي الأصل وليس لمدعاة الصليبيين فيه شيء . واليوم عبارة عن نصفين : الغرب مع المتحف الاسلامي ، وفيه معروضات كبيرة وكثيرة ، والشرقي تعددت وظائفه في التاريخ ، واليوم عبارة عن مكتبة عامة ، كما ويستخدم المكان كمدرسة لتحفيظ القران الكريم ، بل وحين اعدادي لهذا الكتاب نقلت المكتبة الى الغرب ، لإعادة استعمال القسم الشرقي منه ، كمسجد للرجال ، مع المسجد الاقصى المبارك .
مئذنة باب المغاربة
تقع هذه المئذنة جنوبي شرق باب المغاربة ، وهي بلا اساس اقيمت فوق طرف مسجد النساء الشمالي ، دعيت بهذا الاسم نسبة الى الباب القريب منها ، كما ودعيت سابقا بالفخرية لكونها قائمة بقرب الزاوية الفخرية .
بنيت في عهد السلطان الملك السعيد ناصر الدين بركة خان سنة 676-679هـ الموافقة 1277-1280م .
هدم المجلس الاسلامي الاعلى نصفها العلوي سنة 1922م ، بسبب تصدعات اصابتها بسبب الزلزال واعاد بناءها على طراز جميل ، واستخدمت لها قبة فوق المربع العلوي ، لم تكن من قبل .
مبنى المسجد الاقصى المبارك
وما تسمية هذا الجزء الا من التسمية الكلية ، والذي لا زلنا نخشاه ان الناس فهموا بان هذا المبنى هو المسجد الأقصى ونسوا انه جزء منه ، وان المسجد الأقصى هو الأكبر والأرحب ، اذ ان المسجد يضم : القباب والمآذن ، السبل والمصاطب ، الطرقات والمساجد ، الأشجار والمواضئ ، المحاريب والمرافق ، الخلوات والبوائك ، الآبار والمدارس ، المكتبات والمكاتب ، الساحات والمشارب.
واما هذا المبنى ، فتعود إقامته الى العهد الأموي ، الى عهد عبد الملك بن مروان ، فبعد انتهائه من بناء قبة الصخرة ، قام بتأسيس المبنى ، اما الانتهاء منه كان على يد ابنه الوليد ، وقد ورد ذلك في وثائق وجدت في مقاطعة الفيوم المصرية ، كتبت على ورق البرديّ ، جاء فيها ان والي مصر حينها ، وهو (قرة بن شريك) ، أرسل بنائين وعمال مهرة لمدة 12 شهر للمساعدة في بناء المسجد الأقصى ، وكان ذلك في سنة 97هـ الموافق 715-716للميلاد ، اما التاريخ المدون لبداية البناء فكان في سنة 74 هـ الموافق 693م .
أما مسجدنا هذا ، فبداية بنائه كانت بأروقة خمسة عشر أوسطها أكبرها وأعلاها ، وفي زلزلة سنة 138هـ الموافق 754-755م أصيب المسجد بزلزال عظيم ، تلاه زلزال آخر بعد بضعة سنين ، وبزيارة الخليفة العباسي المهديّ له في سنة 163هـ الموافق 779م ، أمر بإعادة بنائه ، ولكن بخمسة أروقة بدلا من أروقته الخمسة عشر المهدمة .
وفي العهد الفاطمي أصيب بزلزال آخر فتهدمت أجزاء كثيرة منه وكان ذلك في سنة 406هـ الموافق 1016م ، في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله ، وقد تم الترميم في عهد ابنه الظاهر لإعزاز الله بعد ست سنوات من الزلزال ، الّا ان زلزالا آخر أصاب المسجد بسوء ، وكانت عودته بعد الترميم بأربع سنوات ، فأمر الخليفة الظاهر لإعزاز الله بترميم آخر ، فحدث ، وكان الانتهاء من الترميم في سنة 427هـ الموافق 1046م ، كما وأضيف اليه في نفس العهد الفاطمي رواقان فغدا بسبعة أروقة .
واما تاريخ المسجد فجليل . ونوائبه كثيرة ، وبواقي المسجد من أصله قليلة . ومسجدنا هذا ، مر بمراحل عمرانية ، وزخارف فنية ، وأعظم ترميم حصل للقبة على يدي محمد قلاوون ، في سنة 728هـ الموافق 1327م ، وقد ورد ذلك في شريط كتابي على محيط القبة.
اما رواق المسجد (في شماله ، خارج أبوابه ،) فقد زاده الملك عيسى في سنة 614هـ الموافق 1217م ، وقد ورد ذلك في نقش على واجهة الرواق الأوسط ، من الخارج .
ان محمد بن قلاوون جدد السور القبلي ، وفتح فيه شباكين ، وقد ورد نقشا في الخشب فوق كل واحد منهما ، لا زال موجودين .
وفي سنة 1346هـ الموافق 1927م ، كانت مأساة المسجد الكبرى ، فقد حصلت زلزلة عظيمة ، حيث اضطر المجلس الاسلامي الأعلى الى ترميم جذري ، اثر على تغيير معظم الآثار القديمة ، وتجديدها بحديث .
وخلاصة قولنا :
ان الأمويين بنوا المسجد الأقصى حافظ عليه العباسيون ، ففي عهدهم رممه ابو جعفر المنصور ، وما هي الا مدة قصيرة ، اذ هدم جراء هزة أرضية فبناه الخليفة المهدي في سنة 780م ، اما الفاطميون فقد أنقذوا المسجد من هزة سنة 425هـ الموافق 1033م ، فقام الخليفة الظاهر لاعزاز دين الله في سنة 1043بترميمه ، وفي العهد الصليبي سنة 493هـ الموافق 1099م ، أعيث بالمسجد الفساد ، وغيروا معالم هذا المبنى خاصة ، ومعالم المسجد عامة ، وقد حولوا قسما من هذا المبنى الى مساكن لفرسان الهيكل ، والقسم الآخر الى عنه كنيسة ، استرده المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي سنة 583هـ الموافق 1187م ، وطهر المسجد من كل خبث صليبي ، وهدم كل زيادة منهم ، وعمّر عمائر كثيرة في المسجد ، وأمر بإحضار منبر نور الدين فحضر ، وبقي الأيوبيون من بعده يسيرون على دربه ، ويقتدون بأفعاله الطيبة ، محافظين على المسجد مواصلين الترميم والتجديد .
وفي العهد المملوكي ، أبدعوا في إنشاءاتهم وترميماتهم وتجديداتهم ، وفي العهد العثماني استمرت مسيرة الترميمات الطيبة ، وكرس ثلة من خلفائهم جل همهم للمسجد الأقصى المبارك ، وأعمال الخير عامة .
اما المجلس الاسلامي الأعلى ، فناء بحمله الثقيل رغم إمكانياته المحدودة ، الا انه لم يتوان عن أعمال الترميم وشحذ همم المسلمين ، اقام تلك الإنجازات الهائلة ، والترميمات الجذرية ، التي لم يكن مثلها الا في عهد العباسيين ، رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
وفي العهد الأردني ، منذ مطلع الخمسينات وحتى سنة 1967م ، فقد وجهت عناية خاصة لهذا المسجد ، ولعل أكبرها وأكثرها وضوحا ذاك الترميم لقبة الصخرة المشرفة منذ سنة 1958م ، وقد اعيدت اليها نضارتها بلونها الأصفر ، والذي انقطع عنها ما يزيد على ألف سنة .
وللحق أقول ، ان العناية الأردنية لا زالت موجهة للمكان بشكل خاص .
وفي سنة 1389هـ الموافق 21/8/1969 م ، حرق المسجد الاقصى المبارك يفعل فاعل ، (بل قل من ورائه فاعلون) ، حيث التهمت النيران السقف الخشبي للجزء الجنوبي في شرقه ، واتت على المنبر التاريخي ، وكان له اضعاف سيئة ، تشكلت لجنة الاعمار وقامت بالترميم مشكورة ولا زالت على ذلك الى الآن ، وقد استبدل المنبر من يومها بمنبر حديدي بسيط الصناعة ، لا فن فيه ولا نضارة ، وهو منبر مؤقت حتى يتم انشاء اخر قد بدئ العمل به منذ سنوات .
دار الخطابة
تقع خارج المسجد الاقصى المبارك الوصول اليها عن طريق باب في الحائط الجنوبي لمبنى المسجد الاقصى المبارك ، في غرب المحاريب الثلاثة الكائنة فيه ، وقد استعملها خطباء المسجد قديما ، وهي عبارة عن غرفتين .
الزاوية الخنثنية
تقع جنوبي المسجد الاقصى المبارك ، وجنوبي مبنى المسجد الاقصى المبارك ، ومدخلها من داخل مبنى المسجد الأقصى المبارك ، عن يمين المحراب الواسع فيه ، غربي المنبر ، وهي خارج مبنى الاقصى المبارك .
اختلف في سنة بناء المبنى الواقعة فيه الزاوية نفسها ، أي المعروف بالبرج ، فمن قائل ان عهده روميّ ، ومن قئل هو ايوبيّ ، ولربما صليبيّ .
اما مبنى الزاوية داخل هذا البرج فهو جديد ، ايوبي العهد ، فقد أوقفها صلاح الدين الايوبي ، رضي الله تعالى وارضاه ، في سنة 587هـ 1191م .
دعيت بهذا الاسم نسبة الى شيخها منذ القرن الثامن عشر ، واليوم يظهر ان الزاوية متروكة ومستخدمة كمخزن للأغراض .
منبر مبنى المسجد الأقصى
وهو منبر حديدي بسيط ، استحدث مؤقتا بعد حريق المسجد الاقصى المبارك في يوم 1389هـ الموافق 21/8/1969م ، وجاء على منبره الاثري فدمرّه ، ولم يبق من اثاره شيئا ، والحق الحريق بالمنبر تدميرا ابداعيا من صنع يد الإنسان . اما منبره القديم المحروق ، فقد امر بانشائه نور الدين زنكي ، وكان بيت المقدس تحت سيطرة الصليبيين انذاك ، ولما حرر البلاد صلاح الدين ، رضي الله تعالى عنهما ، امر باحضاره وجعله في صدر المسجد الاقصى المبارك .
ويعتبر ذاك من روائع القطع الفنية الاسلامية ، فهو متين الصنع ، وافر الزخرفة البديعة .
قبة مبنى المسجد الأقصى المبارك
اما بناؤها فأموي ، أقيمت مع مبنى المسجد انذاك ، ولقد أشرت انه لم يبق من آثار الامويين في المسجد سوى الحائط القبلي وهذه القبّة .
والقبة مزخرفة جميلة عالية ، جاء في شريط كتابي على دائرها :
(بسم الله الرحمن الرحيم ، جددت هذه القبة المباركة في ايام مولانا السلطان الملك الناصر العادل المجاهد المرابط المثاغر المؤيد المنصور قاهر الخوارج والمتمردين محيي العدل في العالمين سلطان الاسلام والمسلمين ناصر الدنيا ودين محمد بن السلطان الشهيد الملك المنصور قلاوون الصالحيّ تغمده الله برحمته في شهور سنة ثمان وعشرين وسبعماية) ، (الموافق 1327م) .
دكة المؤذنين
والمقصود بها السدّة التي يجلس عليها المؤذن والردّد لتسميع جموع المصلين التكبيرات وقت الصلاة .
تقع هذه الدكة تحت زاوية القبة الشمالية الغربية ، تقوم على اربعة عشر عامودا ، ذوات تيجان جميلة وقواعد حسنة الصناعة ، وهي رخامية مزخرفة .
خزانة الذخائر
وفي داخل المسجد خزانة زجاجية ، تتكئ على الركبة الشمالية الشرقية للقبة ، تضم بقايا الذخيرة المطاطية والحية التي استعملتها القوات الاسرائيلية يوم مجزرة المسجد الاقصى المبارك بتاريخ 8/10/1990 م وقد استشهد جرّاءها سبعة عشر من المسلمين وجرح 364.
مسجد عمر
وهو المبنى المتطاول الكائن شرقي جنوب مبنى المسجد الاقصى المبارك ، شرق غرب ، له مدخلان : الاول من داخل مبنى المسجد الاقصى المبارك ، والثاني يدخل اليه الزائر من ساحات المسجد الاقصى المبارك ، والاخير لا يفتح الا ايام الجمع وفي المناسبات .
المسجد عبارة عن رواق واحد في عرضه ، واربعة اورقة متجاورة في طوله .
دعي بهذا نسبة الى المكان الذي اقام فيه عمر بن الخطاب ، رضي الله تعالى عنه ، مسجده يوم ان فتح بيت المقدس ، ولا زال ذاك المكان موضع خلاف بين العلماء ، أهو هنا ام الى الشرق اكثر .
يعود مبنى هذا البناء الى العهد العثماني الاول ، وهو مقطوع في ايامنا الى جزئين : الغربي للصلاة فيه والشرقي يستغل عيادة صحية تابعة للمسجد الاقصى المبارك وتستخدم في الحالات الطارئة فقط ، ثم وسّع حديثا على العيادة على حساب المسجد .
مقام الاربعين
وهي غرفة واسعة تقع بين مسجد عمر ومحراب زكريا الكائن في جنوبه ، له مدخلان : من داخل مبنى المسجد الاقصى المبارك ، وهي فتحة على طول حائطها الغربي ، ومدخل عن طريق مسجد عمر كذلك ، أي في جنوبها . اما تسميته بهذا ، فيقال ان فيه مدفنا لاربعين من الصالحين ، وقيل من الانبياء ولا دلالة قطعية عليه .
في حيطانها الثلاثة رقم قرآني قديم بحاجة لترميم .
محراب زكريا
يقع داخل غرفة شرقيّ مبنى المسجد الاقصى المبارك ، يدخل اليه عن طريق المسجد الاقصى المبارك ، فالحائط الغربيّ للغرفة عبارة عن بابها لها ، وفي الغرفة محراب يقال انه محراب زكريا عليه السلام ، الذي كان يدخل منه على مريم عليها السلام ، وقد ذكره القران الكريم بقوله :
(كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا …) سورة آل عمران 37
وليس هناك أدلة ثبوتية ، ولا قطع في الدلالة عليه ، على انه هو المعنيّ في القران الكريم .
والمحراب متوسط الحجم ، جميل ، عليه زنار خشبي ورقم كتابي ، آيات من كتاب الله تعالى ، وقد انتهى حديثا من عملية ترميم شاملة له .
مصلى الجنائز
يقع هذا المصلى في الرواق الشمالي من مبنى المسجد الأقصى المبارك ، بجوار الباب الشرقي من الأبواب السبعة الكائنة في الرواق الشمالي .
والمصلى عبارة عن مصطبة صغيرة مرتفعة عن الارض صغيرة الحجم ، توضع الجنازة في تابوتها عليها ، ثم يقف المصلون من وراء الامام لأداء صلاة الجنازة على الميت .
وعلى العامود الكائن خلف هذا المصلى ، كتبت كيفية صلاة الجناوة تذكرة للمصلين .
المسجد الأقصى القديم
يقع هذا المسجد تحت مبنى المسجد الاقصى المبارك ، يدخل اليه عبر درج حجري في شمال مبنى المسجد الاقصى المبارك ، مقابل موضع الجنازة ، وله باب مغلق ، اذ ان زيادة اعداد شادي الرحال الى المسجد الاقصى المبارك ، لم تعد تكفهم الاماكن المظللة ، وخاصة ايام الجمع ، لتقيهم حر الشمس الحارقة ، وامطار الشتاء ، فكان يفتح لهم لاستخدامه.
والمكان المحضر لاداء الصلاة في المكان صغير نسبيا ، لا يتسع لاكثر من خمسمائة مصل ، وفي جنوبه وغربه ترى السقف ، التي تقوم ارضية مبنى المسجد الاقصى المبارك واسعا تحمله اعمدة حجرية ضخمة ، وركب باطونية ، حديثة الانشاء ، يتالف من رواقين كبيرين مرتفعين اتجاههما من الجنوب للشمال .
قام اعضاء مؤسسة الاقصى لاعمار المقدسات الاسلامية بترميم جذري للمبنى ، وذلك برعاية ومباركة دائرة الاوقاف الاسلامية ، وعند الاانتهاء من هذه الاعمال افتتح المكان امام شادي الرحال الى المسجد الاقصى المبارك .
محراب داوود
لقد اختلف في كثير من المحاريب التي تحمل نفس الاسم ، والذي انا بصدد الحديث عنه ، هو الواقع في السور الجنوبي للمسجد الاقصى المبارك ، شرقي مبنى المسجد الاقصى المبارك ، وان لم يكن هناك اثبات بين علاقة الاسم بالمسمى .
يعود بناء المحراب الى سنوات 796-698هـ الموافقة 1296-1298م ، وذلك في عهد السلطان حسام الدين لاجين . والمحراب كبير مرتفع ، واسع وعميق ، يرى عن بعد ، وهو قليل الاستعمال عند الناس ، لوجود بدائل عنه ، ثم انه اشارة الى جهة القبلة ليس الا .
محراب السور الشرقي
يقع هذا المحراب بمحاذاة سور المدينة والمسبح (المشترك) من الداخل ، يصعد اليه بدرجات ، وفي شمال هذا المحراب الصغير ساحة صغيرة تتسع لمصل ، ولعل وجود المحراب والساحة للحارس المراقب لما يجول خارج اسوار المدينة من داخلها . والمحراب صغير الحجم ، عثماني العهد .
التسوية الشرقية
(وهي المعروفة اليوم بالمصلى المرواني)
اما تسميتها بالتسوية الشرقية فتدل على وظيفتها ومكانها تحت ساحات المسجد الاقصى المبارك في الزاوية الجنوبية الشرقية ، وحائطها التسوية الجنوبي والشرقي متحدان مع حائطي المسجد الاقصى المبارك في المكان ، وهما كذلك حائطا سور مدينة بيت المقدس .
لم نستطع تحديد اقامة البناء تاريخيا ، الا ان المهندسين يعيدون البناء الى العهد الاموي ، والى فترة سبقت بناء مبنى المسجد الاقصى المبارك ، لانهم بداوا بالتسوية ، ليستوي عليها البناء من فوقها ، كما وفي حائطها الجنوبي يقع الباب الثلاثي المغلق ، والذي استعمله الامويون في وصول دار الامارة التي كانت بمحاذاة المسجد في الجنوبية ، وكذلك الباب المنفرد الواقع غربي الباب الثلاثي .
واما تسميته بالمصلى المرواني ، فيعتقد البعض ان اقامته تعود الى عهد الامويون ، في عهد مروان بن عبد الملك ، حيث اتخذوه مصلى مؤقتا ، حتى اتمام الابنية من فوق سطح الارض .
والتسوية عبارة غير مستوية ، وذلك كلما اتجهنا للشرق كان ارتفاع سقفها اكبر وانخفاض ارضها اكثر ، ينتقل من قسم الى اخر عبر سلالم حجرية ، يحمل سقف هذا المبنى الواسع ، ركب حجرية ضخمة ، بنيت بحجارة بقطع كبيرة ، ومنها قطع هائل وقد بلغت مساحته نحو 3600مترا مربعا .
اغلق المصلى المرواني في وجه المصلين منذ عهد الصليبيين ، ويعود ذلك الى عدة عوامل ، اهمها اتساع المكان العلوي ، وقلة عدد شادي الرحال الى المسجد .
لقد ساهمت الانتفاضة المباركة وصعود التيار الاسلامي الى مضاعفة عدد المصلين وتعميق الوعي الاسلامي بمعاني شد الرحال ، وضرورة تحرير الاقصى المبارك الذي طال الاحتلال عليه ، حيث لم تعد الظروف داخل المسجد الاقصى تكفي لاستيعاب الكم الهائل من المصلين ؛ مما اوجب ضرورة فتح ابواب المصلى المرواني على مصراعيه .
ولعل السبب الأهم في افتتاح ابواب المسجد يعود الى اكتشاف أعضاء مؤسسة الاقصى لأمر يضمره اليهود في نفوسهم من تحويل المكان الى كنيس ؛ ولهذا بادر المسلمون في البلاد بافتتاحه ، فقد أعطت دائرة الاوقاف الاسلامية الاذن لاعضاء مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية بترميم المصلى وإنارته وتهويته وتبليط ارضيته حتى يكون صالحا لاستيعاب المصلين ففعلت ذلك ، وقد انكبت على مشروع تغيير سطح المصلى (ارض وساحات المسجد الاقصى) ، وترميم قنوات المياه وتغيير البلاط وذلك لمنع الرطوبة وتسرب المياه وقد تم المشروع بحمد الله تعالى ، بعد ان بدئ العمل به منذ سنة 1997م .
ولم يكن كل هذا الا بموافقة إدارة الاوقاف الاسلامية المشكورة على السماح بذلك
والجدير ذكره ان المؤسسة الإسرائيلية لم تتنازل عن تفكيرها ، فقد أقامت سلما حجريا عريضا مقابل الباب الثلاثي من الخارج ، وهو الموصل الى داخل التسوية الشرقية (مغلق الان) للانقضاض عليه ودخوله في فرصة سانحة وغفلة من المسلمين !
وفي الزاوية الجنوبية الشرقية في داخل هذه التسوية درجات توصلك الى سطح المصلى المرواني ، وعند منتصف الدرج المذكور تقوم قبة صغيرة ، وعلى الأغلب انها عثمانية العهد لطرازها ، تحمل القبة أعمدة اربعة ، من دونها حوض حجري الصناعة ، وامامه محراب حجري الصناعة كذلك .
اما تغيير سطح المصلى المرواني ، فقد نفذ على حساب دائرة الاوقاف الاسلامية ، وقد تبنى اعضاء مؤسسة الاقصى مسالةالايدي العاملة ، من المهنيين ومساعدين .
وفي شهر شعبان 1421هـ الموافق كانون الاول 1999م قام اعضاء مؤسسة الاقصى بحفر ارضية المسجد الاقصى المبارك الشرقية ، بمحاذاة مبنى المصلى المرواني في شماله ؛ لاعادة افتتاح ابوابه الشامخة ، وقد نجحت في افتتاح بوابتين من مجموع سبع بوابات ، ولا زال يعمل اعضاء الؤسسة حتى يومنا لاظهار نضارة المدخل بما يليق به وبالمسجد عامة .
وفي الزاوية الجنوبية الشرقية في داخل هذه التسوية درجات توصلك الى سطح المصلى المرواني ، وعند منتصف الدرج المذكور تقوم قبة صغيرة ، وعلى الاغلب انها عثمانية العهد لطرازها ، تحمل القبة أعمدة أربعة ، من دونها حوض حجري الصناعة ، وأمامه محراب حجري الصناعة كذلك .
الباب المنفرد
يقع هذا الباب في الحائط الجنوبي للمصلى المرواني ، غربي الباب الثلاثي ، غير ظاهرة آثاره للعيان .
والباب عبارة عن مدخل واحد كان يفضي الى دار الإمارة الأموية التي كانت جنوبي المسجد الأقصى المبارك .
أغلق صلاح الدين الأيوبي المدخل في عهده ، وذلك لعدم وجود كبير فائدة من إبقائه مفتوحا .
الباب الثلاثي
يقع هذا الباب في نحو منتصف الحائط الجنوبي للمصلى المرواني ، آثاره ظاهرة للعيان من الخارج .
الباب عبارة عن ثلاثة مداخل متجاورة ، كان يفضي الى دار الإمارة الأموية التي كانت جنوبي المسجد الأقصى المبارك ، ويسهل عملية الانتقال من داخل اسوار المدينة اليها عبر المسجد الأقصى المبارك .
اغلق صلاح الدين الأيوبي المدخل في عهده ، وذلك لعدم وجود كبير فائدة من إبقائه مفتوحا ، بل بقاؤه مفتوحا يزيد من طمع الطامعين بالسجد والمدينة .
والجدير ذكره ان المؤسسة الإسرائيلية لم تتنازل عن تفكيرها ، فقد أقامت سلما حجريا عريضا مقابل الباب الثلاثي من الخارج ، وذلك للانقضاض عليه ودخوله في فرصة سانحة وغفلة من المسلمين !
باب التوبة والرحمة
يقع هذان البابان في السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك ، ينزل اليهما بدرج طويل ، وهما داخل مبنى كبير ومرتفع ، وهذان البابان مغلقان حاليا ، وقد اختلف في فترة اغلاقهما ، والأرجح انه من عمل العثمانيين لأسباب أمنية ، ويؤيد هذا طريق إغلاق البابين ، بطراز عثماني واضح ، وقيل انه في عهد عمر بن الخطاب ، وجاء انه تم الإغلاق في عهد صلاح الدين الأيوبي ، اما التسمية الأولى ، فهي إسلامية الأصل ،دعاه الصليبيون الباب الذهبي .
يستعمل الآن من قبل لجنة التراث الاسلامي لنشاطاتها المختلفة في المسجد الأقصى المبارك .
دار الحديث الشريف
تقع على محيط المسجد الأقصى الشرقي اقرب للشمال . أما المبنى فهو عبارة عن مسجد تعلوه قبتان ومحرابه في الجنوبية ، وكانت تستعمل من قبل مدرسة لتدريس الفقه الشافعي، ومن بعد ذلك استعملت كمعتكف .
باب الجنائز
يقع هذا الباب المغلق في السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك ، من على مصطبة باب الأسباط ، تظهر آثاره من خلف الخزائن الحديدية التي يستعملها حراس باب الأسباط في المكان .
يعود إغلاق هذا الباب الى العهد الصلاحي ، صلاح الدين الأيوبي ، رضي الله عنه وارضاه .
دعي بهذا نسبة الى إخراج الجنائز من المسجد عن طريقه الى مقبرة الرحمة الكائنة في شرقه وبمحاذاته .
وتختص هذه الجولة بجميع ساحات المسجد الأقصى المبارك المنخفضة والتي هي من حول صحن الصخرة ، ونبدأها كسابقتها من باب الأسباط كذلك .
انظر مخطط الجولة الثانية باللون الأصفر .
بئر رقم (1)
تقع هذه البئر جنوبي مئذنة باب الاسباط وعلى بعد يسير .
بلغت اطوال هذه البئر سبعة امتار وعرضها اربعة وعمقها ستة ، وقد بنيت حيطانها بالحجر .
بئر رقم (2-3)
تقوم هاتان البئران امام المدرسة الغادرية ، مستطيلا الشكل ، لهما فتحتان علويتان ، يحمل سقفها اربع دعامات ضخمة ، اطوالها معا تسعة عشر مترا وعرضهما سبعة عشر مترا ، اما عمقهما فقد وصل الى اربعة عشر مترا .
بني السقف بشكل اقواس ، وقد وقع بعضهما في سنة 1874م ، ثم رمما بعد ذلك .
سبيل مئذنة باب الأسباط
يقع هذا السبيل غربي المئذنة ، وهو عبارة عن اربع حنفيات تقوم على مبنى باطوني ، على شكل كاس والسبيل معطل في أيامنا .
سبيل المدرسة الغادرية
يقع امام المدرسة الغادرية المهدمة ، جنوبي شرق مطهرة وميضأة باب حطة ، وهي عبارة عن كاس فيه اربع حنفيات كان ستغلها طلاب المدرسة الثانوية الشرعية ، ولمن احتاجها من زوار الاقصى وعابريه ، واليوم معطل الحال .
بئر رقم (4)
تقع هذه البئر جنوبي مطهرة باب حطة ، وعلى حدود المصطبة والبئر صغير الحجم . بئر رقم (5)
تقع تحت أقدام مدخل البائكة الشمالية الشرقية ، وهي عبارة عن غرفتين متطاولة مبناها الحجارة بلغ طولها اثنين وعشرين مترا .
مصطبة سبيل سليمان
تقع هذه المصطبة جنوبي شرق باب فيصل .
يعود إنشاء هذه المصطبة الى العهد العثماني ، فقد جدد المحراب ، ويظهر ان بناء المصطبة كذلك على يد السلطان سليمان القانوني الذي تميز عهده ببناء الاسبلة ، لذا دعيت باسمه ويقدر إنشاؤها في سنة 943هـ الموافق 1536م ، يقوم محراب مرئي في ضلعها الجنوبي يقابله في الجهة الأخرى سبيل سليمان .
سبيل سليمان
يقع شمالي ساحات المسجد الاقصى المبارك ، وعلى طرف مصطبة سليمان في جنوبها ، يعود انشاؤه الى عهد السلطان سليمان القانوني ، في سنة 943هـ الموافق 1536م ، وباسمه دعي .
دعاه صاحب كتاب (كنوز القدس) باسم سبيل السلسلة وسبيل العتم .
ميضأة سبيل سليمان
تقع بين سبيل سليمان وقبة العشاق .
أنشأتها لجنة التراث الاسلامي سنة 1997م ، بعد موافقة دائرة الأوقاف الاسلامية على ذلك وهي عبارة عن اربع وثلاثين حنفية .
قبة عشاق النبي ، أو إيوان العشاق وإيوان السلطان محمود الثاني
تقع هذه القبة ، جنوبي شرق باب فيصل ويعود إنشاؤها الى العهد العثماني ، في سنة 1223هـ الموافق 1808م ، على عهد السلطان محمود الثاني ، كما ويدعى باسمه .
المرجح حول سبب هذه التسمية ان هذا المكان شغله الزهاد والعباد فترة طويلة من الزمن وتحت هذه القبة كانوا يلتقون ، عرفهم اهل زمانهم بانهم عشاق النبي صلى الله عليه وسلم ، فغلب عليها هذا الاسم .
مصطبة قبة سليمان
تقع جنوبي غرب باب فيصل ، ويعود بناء القبة الى سنة 600هـ الموافق 1203م ؛ لذا فمن البدهيّ ان يكون بناء المصطبة سبق هذا التاريخ ان لم يكن جاراها فيه .
قبة سليمان
وهي الواقعة شمالي صحن الصخرة ، جنوبي غرب باب فيصل ، دعيت بهذا الاسم نسبة الى سليمان بن عبد الملك بن مروان الاموي لانشائها في عهده .
يعتقد ان بناءها ايوبي العهد ، لمطابقته لبناء قبة المعراج الايوبية العهد ، وقيل في عهد سليمان بن عبد الملك بن مروان ، فدعيت به .
يعود تاريخ انشائها الى سنة 600هـ الموافق 1203م .
بئر رقم (6)
تقع هذه البئر على حدود سور المسجد الاقصى المبارك ، غربي باب الملك فيصل ، تحت المدرسة الاسعردية ، وهي صغيرة الحجم ، محفورة في الصخر .
مصطبة المدرسة الاسعردية
تقع هذه المصطبة في جنوب غرب المدرسة الاسعردية وهي مصطبة حديثة العهد يعود إنشاؤها الى اخر العهد العثماني .!
مصطبة الظاهر
تقع هذه المصطبة شمالي غرب ساحات المسجد الاقصى المبارك ، وهي مصطبة واسعة ، دعيت بهذا نسبة الى مجدد بنائها ومعمر محرابها الامير (بلوي الظاهريّ) وذلك سنة 795هـ الموافق 1392م .
بئر رقم (7)
تقع هذه البئر شرقي مئذنة باب الغوانمة ، محاذية لسور المدارس في شمالها ، وهي مستديرة الشكل ، صغيرة الحجم .
سبيل البصيريّ
يقع هذا السبيل شمال شرق باب الناظر ، ويدعى كذلك بسبيل باب الناظر لقربه منه ، ويعود انشاء السبيل الى سنة 839هـ الموافق 1435م ، وقيل فيه انه تاريخ تجديد لا انشاء ، اذ ان الانشاء سبقه بكثير مجهول الزمان والجهة المنشئة .
والسبيل اليوم مر بعملية ترميم وتشغيل من قبل لجنة التراث الاسلامي يعمل على تبريد المياه عن طريق ثلاجة كهربائية وضعت في داخله ، واوصلت بها مجموعة من الصنابير (الحنفيات) لاستخراج المياه الباردة منها .
مصطبة علاء الدين البصيريّ
تقع شرقي باب الناظر ، بانحراف يسير الى الجنوب .
اقيمت هذه المصطبة سنة 800هـ الموافق 1397م ، اقامها سيف الدين جركس الناصريّ ، للمصطبة محراب ، يحيط عامودان رخاميان صغيران جميلان .
ولها من الأسماء مصطبة البصيريّ ومحراب جركس . بئر رقم (8)
تقع هذه البئر بالقرب من باب الناظر ، عند زاوية الرواق من دون المدرسة المنجكية (دائرة الاوقاف اليوم) الشمالية الشرقية ، وهي متوسطة الحجم مستديرة الشكل اطوالها : ثلاثة امتار ، عرضها متران وعمقها احد عشر مترا ونصف . بئر رقم (9) ، وهي بئر ابراهيم الروميّ
تقع هذه البئر شمالي باب الناظر ، وبمحاذاة الرواق الغربي ، وهي عبارة عن مجمع مياه كبير ، بلغ عمقها احد عشر مترا غير منتظمة الجوانب ، اشبه بقبة محفورة في الصخر ، يعود تاريخ انشائها الى سنة 1935-1936م . سبيل البديري
يقع هذا السبيل في طرف مصطبة بدير ، في طرفها الشمالي من الغرب ، وهما : المصطبة والسبيل ، جنوبي باب الحبس باتجاه الشرق .
بني السبيل في عهدالسلطان العثماني محمود الاول في سنة 1740م الموافق 1153هـ ، باشراف من مصطفى آغا قائمقام القدس ، وبامر من الوالي عثمان بيك ، نقش عليه ابيات شعرية مقروءة وجميلة ، في رخامه على حائطه الشرقي .
والسبيل اليوم معطل ، مر بترميم حديث على يد دائرة الأوقاف الاسلامية .
مصطبة سبيل بدير
تقع هذه المصطبة غربي القنطرة الشمالية الغربية الواقعة على محيط صحن الصخرة ، ودعيت بهذا الاسم نسبة الى بانيها وبانيه .
بئر رقم (10)
تقع هذه البئر في زاوية صحن الصخرة الشمالي في غربه ، بمحاذاة مصلى ، سبيل ومصطبة شعلان ، مستديرة الشكل ، بلغ قطرها ثلاثة امتار وعمقها احد عشر مترا .
سبيل شعلان
يقع هذا السبيل قرب زاوية صحن الصخرة ، الشمالية الغربية .
انشا هذا السبيل الملك عيسى ، وذلك سنة 613هـالموافق 1216م ، وقد عرف هذا من بلاطة في الواجهة الغربية من السبيل ، وعرف كذلك انه جدد على يد الملك الاشرف بربساي في سنة 833هـ الموافق 1429م ، ومرة اخرى سنة 1037هـ الموافق 1627م ، على يد بيرام باشا ، المحافظ في مصر ، في عهد محافظ القدس محمد باشا .
كان السبيل عامرا حتى اخر العهد البريطاني ، اما اليوم فانه معطل .
مصلى سبيل شعلان
يقع هذا المصلى قرب سبيل شعلان ، وهما كائنان شمالي زاوية الصخرة الشمالية الغربية .
انشأ المصلى السلطان العثماني محمد الرابع ، وذلك سنة 1062هـ الموافق 1651م ، ويستخدم اليوم المصلى غرفة للحرس ، ولا محراب فيه .
مصطبة سبيل شعلان
وهي الواقعة شمالي السبيل وبمحاذاته ، اغلب الظن ان تاريخ إنشاء المصطبة هو تاريخ إنشاء السبيل .
مصطبة قبة الخضر
تقع هذه المصطبة شمالي مقر لجنة الزكاة المحلية ، بمحاذاة صحن الصخرة من الغرب ، وهي متطاولة الشكل قليلة العرض . مصطبة باب الحديد
تقع شمالي باب الحديد بانحراف يسير للشمال ، عثمانية الإنشاء ، لا محراب عليها بل شكل محرابه بالحديد .
مصطبة علي باشا
تقع هذه المصطبة شرقي باب الناظر ، ولها من الأسماء محراب علي باشا .
دعيت بهذا نسبة الى منشئها ، وكان ذلك في سنة 1047هـ – 1637للميلاد ، عليها محراب حسن ، تخالف حجارته البيضاء والحمراء .
بئر رقم (11)
تقع هذه البئر في طرف المصطبة الكائنة بين البائكتين الغربيتين الشماليتين ، اقرب للوسطى ، وهي مستديرة الشكل ، صغيرة الحجم .
مصطبة جنوبي مقر لجنة الزكاة المحلية
تقع هذه المصطبة جنوبي لجنة الزكاة وبمحاذاتها وبمحاذاة ااسور الغربي لصحن الصخرة ، وهي متطاولة الشكل قليلة العرض . مصطبة باب القطانين
تقع غربي صحن الصخرة ، دعيت بهذا لانها اقرب المصاطب اليه ، لا محراب عليها بل شكل محراب حديدي .
بئر رقم (12)
تقع هذه البئر تحت سبيل قايتباي حتى تحت الرواق الغربي ، متطاولة وقليلة العرض وهي مقصورة الارض والحيطان ، بلغ طولها ثمانية وعشرين مترا ، عرضها ستة امتار وعمقها احد عشر مترا ونصف .
سبيل قايتباي
يقع هذا السبيل في طرف مصطبة قايتباي الشمالي ، وهما واقعان ما بين المطهرة وطرف صحن الصخرة .
انشأ السبيل ، الملك الاشرف قايتباي مكان سبيل متهدم ، في سنة 887هـ الموافق 1482م ، ودهي باسمه ، عليه شريط كتابي منقوش ، ويحمل اسم بانيه والسنه التي انشئ فيها ، وامتازت قبته بزخارف نباتية جميلة ، جدده العثمانيون سنة 1330هـ الموافق 1882م . والسبيل بناء عظيم ، مرتفع وجميل ، دخلت فيه فنون العمارة ، وزانته زخرفتها ، وجملته الحجارة الملونة لداخلة في بنائه ، فاتى بقدر عليّ واهمية بالغة ، حتى قيل انها الوحيدة من نوعها في فلسطين قاطبة.
والسبيل عامر في ايمنا ، يستفاد من مياهه المثلجة ، عن طريق ثلاجة وضعت داخله ، تعمل طيلة ساعات النهار في فصول السنة اللاثة عدا الشتاء .
مصطبة مكتب تذاكر الزيارة الشماليّ
تقع هذه المصطبة شمالي المكتب المذكور اعلاه ، وهي شبه مربعة ، صغيرة الحجم ومرتفعة .
مصطبة سبيل قايتباي
تقع جنوبي شرق باب المطهرة وباب القطانين ، وقد دعيت بهذا نسبة الى السبيل القائم في طرفها الشمالي ّ الغربيّ . أنشئت هذه المصطبة بين سنوات 857-865هـ الموافقة 1453-1461م في عهد الملك الاشرف سيف الدين اينال ، عليها محراب حجريّ .
مصطبة البائكتين الغربيتين
تقع هذه المصطبة غربي صحن الصخرة وبمحاذاته ، سمّيتها بهذا الاسم كونها واقعة بين البائكتين الغربيتين : الجنوبية والوسطى ، ينبت في المصطبة ثلاث شجرات زيتون .
بركة عنغج
وهي البركة الواقعة بين صحن الصخرة ، ومكتبة المسجد الاقصى المبارك ، بمحاذاة سبيل ومتوضأ قاسم باشا في شماله .
بركة مربعة الشكل ، اقامها المجلس الاسلامي الاعلى ، طول ضلعها سبعة امتار ، فرشت ارضها بالرخام ، وحيطانها كذلك ، وقيل انه كان مكانها بركة قديمة جددت مرتين ورممت مرات .
في وسطها صحن نافورة معطلة ، اذ استغني عن عملها من خزن لمياة للسبيل وللمتوضأ في جانبها ، قامت لجنة الاعمار بترميمها .
ميضأة بركة عنغج
تقع هذه الميضأة المستحدثة حول جدران البركة ، انشاتها لجنة الاعمار في نهاية سنة 1997م ، وهي عبارة عن اربع وعشرين حنفية موزعة على ثلاث جهات غير الجنوبية .
سبيل قاسم باشا
يقوم هذا السبيل بين مكتبة الاقصى وصحن الصخرة المشرفة ، دعي بهذا الاسم نسبة الى المشرف على بنائه ، وقد اقامه في سنة 932هـ الموافق 1525م ، ايام كونه قد تولى بيت المقدس .
سحبت مياه السبيل من برك سليمان ، خارج المدينة وحتى نهاية العهد البريطاني ، اما اليوم فمياهه من المشروع المياه القطريّ .
والسبيل مثمن الشكل ، تنزل اليه بدرجات ، من فوقه سقف خشبي ، يحجب اشعة الشمس عن مستعمليه ، ويقلل من ضغط الرياح القارسة ليلا والامطار النازلة شتاء ، وقد مر بعملية ترميم في سنة 1997م من قبل لجنة الاعمار ، التابعة لدائرة الاوقاف الاسلامية ، وهو عبارة عن ست عشرة حنفية ، ويسمى بسبيل باب المحكمة كذلك .
مصطبة الطين
تقع غربي القنطرة الغربية الجنوبية ، في شمالها سبيل قاسم باشا ، يعود تاريخ انشائها الى سنة 1174هـ الموافق 1760م ، فهي عثمانية العهد ، يقوم عليها محراب حجري حسن.
مصطبة قبة موسى
تقع شرقي باب السلسلة ، ودعيت بهذا نسبة إلى قبة موسى الواقعة عليها ، ويعود تاريخ إنشاء المصطبة إلى سنة 674هـ الموافق 1275م .
لها محراب من جدار مرتفع ، بني خصيصا لاظهار المحراب ، ومحراب اخر في الحائط الشمالي من بناء القبة ، ظاهر من الخارج ، ومحراب القبة ناتئ الى الخارج ، فهو ظاهر على صحن المصطبة هذه .
قبة موسى
تقع القبة على مصطبة موسى ، شرقي باب السلسلة ، جاء في رخامة جعلت على جدارها الشمالي نقشا ، ان الآمر ببناء هذه القبة السلطان الصالح نجم الدين ابن الملك الكامل ، وذلك في سنة 647هـ الموافق 1249م ، أي في العهد الايوبي .
اما عن سبب تسميتها بهذا ، فلم اعثر عليه في امهات الكتب ، وانما تسميتها السابقة كانت (قبة الشجرة) والقبة الواسعة ، تستعمل اليوم كدار للقرآن الكريم ، في داخلها محراب .
سبيل منبر برهان الدين
يقع هذا السبيل على زاوية درج البائكة الجنوبية الغربية وعلى ظهر منبر برهان الدين ، بلغ تعداد صنابيرها اربعة وعشرين ، وهي حسنة ومرتفعى استخدمها بعض الزائرين للوضوء .
أنشئت على يدي لجنة الاعمار المنبثقة عن دائرة الأوقاف الاسلامية في نهاية سنة 1998م .
ميضأة القبة النحوية
ميضأة حسنة وكبيرة بلغ تعداد صنابيرها خمسة وثلاثين ، مكشوفة السقف ، يستخدم روادها الكراسي الحجرية حين الوضوء .
يعود تاريخ إنشاء الميضأة الى نهاية سنة 1998م ، على يدي لجنة الاعمار المنبثقة عن دائرة الأوقاف الاسلامية .
مصطبة المدرسة التنكزية
تقع هذه المصطبة شرقي المدرسة ، وليست بعيدة عنها .
مصطبة حديثة العهد ، صغيرة الحجم ، منخفضة ، كانت تنمو فيها شجرة باسقة ، اجتثت حديثا .
مصطبة مسجد البراق
وهي مصطبة واسعة ، تقع شرقي المسجد المذكور ، يقوم عليها محراب حجري .
مصطبة الزاوية الفخرية
تقع هذه الزاوية بمحاذاة باب مسجد المغاربة الشماليّ المغلق ، وهي مصطبة صغيرة الحجم ، قسمت الى شطرين ، من بينهما يوصل الى باب المسجد ، والقسم الشرقي متجه بمصطبة جامع المغارة الشرقية .
بئر رقم (13)
تقع هذه البئر شرقي باب المغاربة مباشرة ، تعتبر مدخلا من الباب الى المسجد الاقصى المبارك ، وهي المقتطعة من مساحة مسجد المغاربة دون ساحات المسجد الاقصى المبارك .
بئر رقم (14)
تقع هذه البئر شرقي مسجد المغاربة ، مستطيلة الشكل وتعتبر تتمة للبئر السابقة.
سبيل باب المغاربة
يقع هذا السبيل ، شرقي باب المغاربة ، يعود تاريخ انشائه الى العهد العثماني ، وهو غير عامل .
مصطبة جامع المغاربة الشرقية
تقع هذه المصطبة شرقي جامع المغاربة ، المستخدم اليوم كمتحف اسلامي للمسجد الاقصى المبارك ، والمصطبة واسعة الارجاء ، كثيرة المعروضات لاعمدة وقواعدها وتيجانها ، قديمة العهد ، وهي ما اخذ من مباني المسجد الاقصى المبارك اثر التعميرات والتجديدات المتوالية لمبانيه ، وخاصة في نهاية الثلاثينات من القرن الميلادي العشرين .
مصطبة الصنوبر
تقع هذه المصطبة شمالي قبة يوسف آغا القبلية ، دعيت بهذا نسبة الى كثرة أشجار الصنوبر المحيطة بها ، والتي تظللها كذلك .
لها محراب بني داخل جدار خاص به ، وتعرف اليوم بمصطبة ابي بكر الصديق ، رضي الله تعالى عنه وأرضاه . قبة يوسف آغا
تقع هذه القبة غربي مبنى المسجد الأقصى المبارك ، دعيت بهذا على اسم منشئها ، حيث أقيمت في سنة 1092هـ الموافق 1681م ، ويوسف آغا هو الذي أنشأها وانشأ قبة يوسف في صحن الصخرة .
وهي اليوم عبارة عن مكتب لبيع التذاكر ، الخاصة بدخول المتحف الاسلامي ، وتستعمل كذلك كمكتب للاستعلامات . مصطبة الزهور
تقع هذه المصطبة شمالي الرواق الغربي لمبنى المسجد الأقصى المبارك ، دعيت بهذا نسبة لورود ازهار غرست بقربها ، لا محراب مبني للمصطبة ، بل لها شكل محراب حديدي . محراب الزهور
يقع هذا المحراب شرقي الأروقة الغربية للمسجد الأقصى المبارك ، في طرف مصطبة الزهور في طرفها الشرقي ز
دعيت بهذا الاسم نسبة الى الزهور النابتة قربه .
مصطبة سبيل المتوضأ
تقع هذه المصطبة شمالي الرواق الرئيس لمبنى المسجد الأقصى المبارك ، بانحراف يسير للغرب ، وهي مصطبة واسعة في وسطها ميضأة (في زواياها أشجار صنوبر وسروة ، تلقي بظلالها عليها ، وهناك زيتونة كذلك) ، لا محراب مبنيّ لها ، بل لها شكل محراب معدني الصناعة . ميضأة سبيل المتوضأ
تقع غربي الكاس ، في وسط مصطبة واسعة ، دعيت بهذا لاستعمالها كسبيل ومتوضأ ، وقلت أهمية الأول في أيامنا وزادت أهمية الثاني .
وهي عبارة عن ثماني عشرة من الحنفيات في صف واحد ، سهلة الاستعمال لقربها من مبنى المسجد الأقصى ، لمن أراد الوضوء .
بئر رقم (15)
تقع هذه البئر غربي الكاس وبمحاذاته ، وهي متوسطة الحجم ، مستطيلة الشكل .
سبيل الزيتونة
تسميتها بهذا تنسب الى شجرة الزيتون التي تحيطها حنفيات هذا السبيل ، وهي سبع حنفيات ، يعمل السبيل من خلال ثلاجة في عرق الزيتونة المعمرة هذه ذات الثلاث شعب، إقامته لجنة التراث الاسلامي برعاية ومباركة دائرة الأوقاف الاسلامية . بئر رقم (16)
تقع هذه البئر شمالي مدخل مبنى المسجد الأقصى القديم ، وهي صغيرة الحجم غير مستعملة .
ميضأة الكاس
تقع هذه الميضأة المشهورة شمالي مبنى المسجد الأقصى المبارك ، ودعيت بهذا لشكلها الشبيه بالكأس ، كما ولها من الأسماء :"بركة" .
أنشئت في العهد الأيوبي وجددها المماليك في سنة 728هـ الموافق 1327م ، وبدا استعمالها في السنة التالية ، والكأس جميلة المنظر ، عبارة عن بركة اسطوانية الشكل ، وفي وسطها كاس مرتفعة ، تتوسطها ماسورة مياه ، تتدفق المياه منها الى الحوض ، فتصب من الكاس للبركة ، بشكل جميل . يستعمل الناس مياه الكاس للوضوء خاصة ، حيث الكراسي الجميلة الألوان ، الحجرية البديعة الصنع ، من أمام كل واحدة ، حنفية مربوطة بالبركة من أمامه ، وهي عبارة عن ثماني عشرة حنفية عاملة واثنتين معطلتين .
مصطبة الكاس
تقع شرقي الكاس ، عليها شبه محراب حديدي يظهر القبلة ، ويكون حاجزا بين المصلين والمشاة ، تبنت في المصطبة سروتان عظيمتان ، تظلان مستعمليها من شدة الحرارة . بئر رقم (17)
تقع هذه البئر جنوبي البائكتين الجنوبيتين ، شرقي الكاس ، لها فم ظهر شرقي مصطبة الكاس وبمحاذاتها ، بلغت أطوالها عشرة أمتار وعرضها ستة ، اما عمقها فعشرون مترا .
انظر صورتها مع صورة ميضأة الكاس .
مصطبة الجنائز
تقع شمالي مصلى الجنائز ، الكائن في أروقة مبنى المسجد الأقصى في شماله .
مصطبة مكشوفة ، لا ظل عليها إلا بغياب الشمس عنها .
بئر رقم (18)
تقع حنوب البئر (17) غربي مدخل المصلى المرواني ، وتعد اكبر ابار المسجد ، بلغ طولها اربعين مترا وعرضها ثلاثين وعمقها أربعة عشر مترا ، محفورة بشكل المغر ، وتتسع لتسعة ملايين لتر من الماء .
بئر رقم (19) : وهي بئر الورقة
تقع هذه البئر شرقي رواق مبنى المسجد الاقصى المبارك ، ذكرت في بطون الكتب بقصص غريبة ، بلغ طولها ثمانية عشر مترا وعمقها ثلاثة عشر مترا أوصلت بها مواسير أقطارها 1,6م .
بئر رقم (20)
وهي جنوبي بئر الورقة ، صغير الحجم .
بئر رقم (21) تقع هذه البئر شرقي مسجد عمر رضي الله تعالى عنه ، لها فم ظاهر بقرب المخازن ، والبئر متطاولة ، تمتد الى خارج أسوار المسجد والمدينة ، بلغ طولها ثلاثة وثلاثين مترا ، عرضها تسعة أمتار وعمقها ستة عشر مترا .
بئر رقم (22)
تقع هذه البئر جنوبي مدخل التسوية الشرقية ، لها فمان ، وهي عبارة عن ثلاث غرف متصلة بينها بقناة بلغ عرضها أربعة أمتار ، وكل غرفة ثلاثة عشر مترا وعرضها ثمانية وعمقها عشرة أمتار .
مصطبة الطّومار
تقع شرقي البائكة الجنوبية الشرقية ، قلدتها هذا الاسم نسبة الى حاكورة الطومار التي كانت مكانها . مصطبة واسعة ، لا محراب مبني عليها ، بل شكل محراب حديدي ، تنبت في طرفها الشمالي الشرقي شجرة عظيمة ، ظلالها وافرة . مصطبة مدخل التسوية الشرقية
تقع شمالي مدخل التسوية الشرقية ، وبمحاذاته ، وهي عبارة عن قسمين متلاصقين : شمالية وجنوبية ، مبني على محيطها مقعد حجري ويستعمله كثير من الناس .
في كل قسم شجرة صنوبر كبيرة وفيرة الظلال . بئر رقم (23)
تقع هذه البئر شمالي مدخل التسوية الشرقية (المصلى المرواني) ، تدعى بالمستنقع لكبرها ، بلغ أكثر طول لها ستة وثلاثين مترا ، عرضها ستة أمتار ، وعمقها عشرون مترا .
المصطبة الجنوبية الشرقية
تقع قريبة من السور الشرقي ، وهي آخر مصطبة في اتجاه الجنوب ، يحيط المصطبة عشرات من أشجار الزيتون المعمرة ، لا محراب مبني لها .
المصطبة الكبرى الشرقية
تقع شرقي مصطبة صبرا وشاتيلا ، وفي جنوبها المصطبة الجنوبية الشرقية ، وفي شرقها سور المسجد الأقصى المبارك ، للمصطبة "درابزين" حديدي منخفض الارتفاع ، يلف الجهة الجنوبية ، ومتجه الى الشمال من الشرقية والغربية بمسافة قصيرة .
مصطبة صبرا وشاتيلا
تقع هذه المصطبة شرقي زاوية صحن الصخرة الجنوبية الشرقية .
المصطبة الحديثة العهد ،وفي نهاية سنة 1403 هـ الموافق 1982 م حولت كنصب تذكاري ،ذكرى لأرواح شهداء مذبحة صبرا وشاتيلا اللبنانيتين ،ةالتي كانت سنة 1403 هـ الموافق 17 –9 – 1982 م ،لا محراب للمصطبة بل شكل محراب حديدي . في زاويتها الجنوبية الغربية عامود رخامي اسطواني قصير يحمل آية : (ومن قتل مظلوما جعلنا لولية سلطانا )من سورة الإسراء (نقشا) ،وعلى حائطها الغربي نقش اسم المصطبة وتاريخ المذبحة .
مصطبة شرقي البائكة الشرقية
تقع المصطبة شرقي البائكة الشرقية ،تحت مستوى الطريق الواصلة إلى مبنى المسجد الأقصى المبارك ،حديثة العهد يعلوها محراب حجري .
بئر رقم (24)
تقع هذه البئر شمالي شرق البائكة الشرقية لها من الأشكال ،شكل معين ،بلغ رقمها أربعة عشر مترا ،ولها سقف برميلي الشكل .
بئر رقم (25)
تقع شمالي البئر السابقة وبمحاذاتها ،فشكلها منتظم ،بلغ عمقها عشرة أمتار .
مصطبة الغزالي
تقع هذه المصطبة جنوبي بابي التوبة والرحمة مباشرة .والمصطبة حديثة العهد لا محراب عليها ،بل شكل محراب معدني الصناعة .
سبيل الرحمة
يقع السبيل شرقي الخلوة الشرقية غربي بابي التوبة والرحمة ،حديث العهد ،انشئ في الشهر التاسع من سنة 1995 م وهو عبارة عن اثتي عشرة حنفية عامرة ومستعملة .
بئر رقم (26)
تقع شمال البائكة الشرقية ،شمالي غرفة المدرسين وتمتد بجزء يسير تحت صحن الصخرة ، بلغ طولها ثلاثة وعشرين مترا ، عرضها ثلاثة أمتار ، وعمقها ثمانية أمتار .
بئر رقم (27)
تقع هذه البئر شرقي البئر السابقة ، يشبه شكلها المغارة دائرية الجوانب عمقها عشرة امتار .
مصطبة شرقي الخلوة الشرقية
وهي مرتفعة ، عليها شكل محراب واسع ، يوضع عليها طعام للطيور ، لذا فهي متسخة . مصطبة جنوبي غرب بابي التوبة والرحمة
اسمها يدل على مكان وجودها ، حديثة العهد ، عليها نصف محراب باطوني، متوسطة الاتساع .
بئر رقم(28)
تقع هذه البئر غربي بابي التوبة والرحمة ، بانحراف يسير للشمال ، اسطوانية الشكل ، بلغ قطرها ستة امتار وعمقها احد عشر مترا .
مصطبة شمالي شرق الخلوات الشرقية
اسمها يدل على موقعها ، فهي على طرف صحن الصخرة الشرقي ، لها محراب واسع ، عبارة عن قوس كبير ، بلغ ارتفاعه عن الأرض مدماكا واحدا . المصطبة شبة الاسطوانية
تقع هذه المصطبة غربي كرسي سليمان (دار الحديث الشريف) ، باتجاه الجنوب ، وهي كذلك شرقي زاوية صحن الصخرة الشمالية الشرقية باتجاه الشمال .
مصطبة مرتفعة عن الأرض ، ضيقة المساحة ، حديثة الإنشاء .
مصطبة باب الأسباط
تقع هذه المصطبة في الزاوية الشمالية الشرقية للمسجد الأقصى ، وهي جنوبي شرق باب الأسباط . دعيت بهذا لمحاذاتها له . حديثة الإنشاء ، عامرة يوم الجمعة.
بدا هذه الجولة بنفس الاتجاه الذي بدأنا به جولتنا الأولى والثانية ، نسير من باب الأسباط باتجاه الجنوب الغربي مع الطريق الواسع هذا ، وعند أول مفترق للطرق نتجه غربا ، وعند أول مفترق بعده نسير إلى الجنوب مباشرة ، فندخل من تحت القنطرة ، وهي القنطرة الشمالية الشرقية ، هي أول ما نلتقي به . وتدعى القناطر بالبوائك والموازين كذلك . وقد أنشئت هذه القناطر لتضيف جمالا بارعا على ساحات صحن الصخرة شبه الفارغ ، فجاءت لتملأ فراغا .
انظر مخطط الجولة الثالثة باللون الزهري . البائكة الشمالية الشرقية
تقع في طرف الصخرة الشمالي في الجهة الشرقية .
يعود إنشاؤها إلى سنة 726هـ الموافق 1325م ، وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف ، وعامودين اسطوانيين في الوسط ، يقوم نقش على ثلاث بلاطات في حائطها الجنوبي يحمل سنة الإنشاء .
في شماله سلم حجري ، يقوم بمرحلتين ، يضم إحدى عشرة درجة .
مكتب مساعد مدير المسجد الأقصى
يقع هذا المكتب في غرفة كائنة على محيط صحن الصخرة الشمالي ، غربي البائكة الشمالية الشرقية وبمحاذاتها .
وكانت من قبل تدعى بخلوة محمد آغا ، وأقيمت في عام 1587م الموافق 996هـ ، استعملت من قبل لاغراض العبادة والتعليم ؛ ومن دونها غرفة صغيرة ، استخدمت كذلك سابقا كخلوة ، واليوم تستخدم كغرفة للمولد الكهربائي الاحتياطي لانارة المسجد الأقصى المبارك .
لجنة التوعية الاسلامية
يقع هذا المبنى بين البائكتين الشماليتين ، الكائنتين على المحيط الشمالي لصحن الصخرة ، عثماني البناء استخدم سابقا غرفة للعبادة ، والذي من دونه كذلك ، اما اليوم فقد خصصت الغرفة الشرقية من المبنى العلويّ لاستعلامات لجنة التوعية الاسلامية ، والغرفة الغربية لاستعلامات الأئمة في المسجد الأقصى المبارك ،
فهي مقرّ اجتماعاتهم ولقاءاتهم ، اما المبنى السفلي ففيه مولد كهربائي احتياطي .
البائكة الشمالية الغربية
تقع على طرف صحن الصخرة الشمالي في الغربية . يعود إنشاؤها إلى سنة 1331م الموافق 721/722هـ ، وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف ، وعامودين اسطوانيين في الوسط ، في حائطها الجنوبي ، تقوم رخامتان نقش عليها سنة الإنشاء .
في شمالها سلم حجري ، بمرحلة واحدة ، درجاته تسع . مكتب رئيس حرس المسجد الأقصى
وهو عبارة عن غرفة صغيرة ، تقع على محيط صحن الصخرة الشمالي ، غربي البائكة الشمالية الغربية .
عثمانية البناء ، كانت تستعمل من قبل خلوة ، واليوم تستغل كمكتب لرئيس حرس المسجد الأقصى . ومن دونها غرفة ، استخدمت قديما خلوة كذلك ، يقيم فيها اليوم احد حراس المسجد الاقصى المبارك .
مخفر الشرطة
وهو واقع في مبنيين عثمانيي العهد ، مكانهما على محيط صحن الصخرة الشمالي ، بين مكتب رئيس الحرس ومقر الحراس ، استخدم سابقا كخلوتين للعبادة ، واليوم عبارة عن نقطة للشرطة الإسرائيلية .
من تحت هذين المبنيين أربع غرف تستخدم كالتالي :
غرفة للدرويش الكالونيّ ، الثانية كمخزن للشرطة ، والثالثة لأحد الحراس ، واستعملت قديما لأغراض الخلوة ، والرابعة زاوية لرجل يدعى الشيخ احمد بن عليوة .
مقر حراس المسجد الأقصى وهو ما يسمى بالأحوال
يقوم هذا المقر في مبنى عثماني واسع ، على محيط صحن الصخرة الشمالي في غربه .
يستخدم اليوم كمقر لحراس المسجد الاقصى المبارك ، ومكتب رئيس لهم ، وكان من قبل عبارة عن مكان للعبادة ،من تحته ثلاث غرف استخدمت كخلوة سابقا ، وتستخدم اليوم احداها مخزنا لصيانة المياه ، والثانية : مقرا لعمال النظافة في المسجد ، والثالثة : يقيم فيها رجل منذ القدم .
البائكة الغربية الشمالية
يعود انشاؤها الى سنة 738هـ الموافق 1337م ، وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الاطراف ، وثلاثة اعمدة اسطوانية في الوسط ، منقوش على رخامة سنة التجديد . وفي غربها سلم حجري ، درجاته ثلاث وعشرون ، توصل الى صحن الصخرة من تحت هذه القنطرة .
قبة الخضر
تقع هذه القبة على محيط صحن الصخرة الغربي ، جنوبي البائكة الغربية الشمالية وبمحاذاتها .
تقوم القبة على اعمدة رخامية ، صغيرة الحجم محمكة البناء جميلة المنظر ، قديمة العهد ، كانت مهملة في عهد مجير الدين الحنبلي ، الا ان طرازها عثماني يرجح المؤرخون ان قيامها في اول عهدهم ، ومن تحتها غرفة كانت عبارة عن زاوية اغلقت لحاجتها للترميمات .
مكتب المحاسبة للجنة الاعمار
غرفة صغيرة ، عثمانية العهد ، تقع على المحيط الغربي لصحن الصخرة ، جنوبي البائكة الغربية الشمالية ، تستخدم اليوم كمكتب للمحاسبة ، خاص بلجنة الاعمار في المسجد الاقصى المبارك ، وكان استعمالها سابقا كخلوة للعبادة .
من تحت هذه الغرفة غرفة اخرى ، تستخدم اليوم كمقر للجنة الزكاة في مدينة بيت المقدس ، وكان استعمالها سابقا مشابه لاستعمال التي فوقها .
مركز الاطفائية
مبنى واسع يقوم على محيط صحن الصخرة الغربي بين البائكتين الغربيتين الشماليتين ، مبناه عثماني العهد ، يستخدم اليوم مركزا للاطفائية في المسجد الاقصى المبارك ، وكان من قبل عبارة عن خلوة للعبادة هي والتي من تحتها ، اما السفلى فهي اليوم عبارة عن غرفة خاصى بمهندس المسجد الاقصى المبارك .
غرفة السدنة
تقع على محيط صحن الصخرة الغربي ، شمالي البائكة الوسطى وبمحاذاتها ، عثمانية البناء ، استخدمت سابقا كخلوة للعبادة ، واليوم هي غرفة لرئيس السدنة في المسجد الاقصى المبارك .
ومن تحتها غرفة كان استعمالها خلوة كذلك ، امات اليوم فهي عبارة عن مكتب بيع تذاكر ثان للوافدين من سياح وزوار الى المسجد الاقصى المبارك .
البائكة الغربية الوسطى
يعود انشاؤها الى سنة 952م الموافق 340هـ ، وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الاطراف ، وثلاثة اعمدة اسطوانية في الوسط .
اربع وعشرون درجة ، توصل الصاعد الى صحن الصخرة من ساحة المسجد الغربية .
غرفة المؤذنين
تقع هذه الغرفة ، على محيط صحن الصخرة الغربي ، جنوبي البائكة الوسطى وبمحاذاتها ، استخدمت سابقا كغرفة للعبادة ، وهي عثمانية البناء ، منها اليوم يرفع آذان المسجد الاقصى .
ومن تحتها اخرى ، استخدمت سابقا للعبادة كذلك وتستعمل اليوم كعيادة طبية. صهريج الملك عيسى
دعي باسم بانيه ، وكان ذلك في سنة 607هـ الموافق 1210م ، والصهريج ذو ثلاثة اروقة ، فصلت بقواطع بنائية فيما بينها ، لكل مدخل في الجنوبية .
وفي عهد المماليك استغل احدها مخزنا لحاضرات المسجد الاقصى ، والاخر مصلى للحنابلة ، ثم اهمل فترة من الزمن ، وحول بعد امد الى مخزن لحدائق المسجد .
واستعماله اليوم كالغرف المجاورة ، فهي مكملة للعيادة الطبية .
غرفة صيانة للكهرباء
تقع هذه الغرفة على محيط صحن الصخرة الغربي ، شمالي البائكة الجنوبية وبمحاذاتها ، عثمانية العهد ، استخدمت سابقا كخلوة للعبادة ، واليوم تستعمل كغرفة صيانة للكهرباء في المسجد الاقصى المبارك . ومن تحتها غرفة اخرى ، ايضا كان استخدامها قديما للعبادة ، وهي تستعمل اليوم كمخزن للكهرباء .
البائكة الغربية الجنوبية
يعود إنشاؤها الى سنة 887هـ الموافق 1472م ، وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف ، وعامودي رخام في الوسط ، يوصل اليها سلم حجري في الغرب ، درجاته اربع وعشرون درجة .
رخامتان في الحائط ، الشرقي للبائكة ، جاء فيها نقشان يشيران الى سنة انشائهما .
محراب البائكة الغربية الجنوبية
يقع هذا المحراب في الحائط الشمالي للركبة الشمالية من البائكة المذكورة ، وهو صغير الحجم ، لعل تاريخ نقشه يعود الى العهد العثماني .
القبة النحوية
تقع في طرف صحن الصخرة ، في جنوبه الغربي ، وقد بنيت خصيصا لتكون مقرا لتعليم النحو والصرف واللغة كما يدل عليها اسمها .
انشاها الملك عيسى ، سنة 1207م الموافق 604هـ في العهد الايوبي ، انشاها الملك شرف الدين ابو المنصور ، على يد الامير حسام الدين ابي معد قمباز .
وقد اوقف عليها الملك وقوفات كثيرة لتصرف عليها .
كان لهذه القبة دور هام في التاريخ ، اذ دفعت الحركة العلمية في المسجد الاقصى الى الامام ، وخاصة انها المعهد المتخصص باللغة العربية ، واليوم تستعمل كمقر لسماحة رئيس محكمة الاستئناف الشرعية في بيت المقدس ، ومن تحتها ارشيف المحكمة .
قبة يوسف
تقع هذه القبة في صحن الصخرة ، بين منبر برهان الدين والقبة النحوية ، صغيرة الحجم ، مكشوفة الداخل ، لا جدران مبنية حولها سوى الجنوبي ، عثمانية العهد وقد جاء نقش في رخامة كبيرة نقلت من اسوار المدينة جعلت في صدر القبة ، وهي تحمل اسم يوسف بن ايوب ، رضي الله تعالى عنه وارضاه ، وهو صلاح الدين الايوبي .
ثم جددت في الفترة العثمانية وذلك استنادا الى الطابع المعماري الذي تتمتع به القبة الموجودة في واجهتها والمؤرخ سنة 1092هـ 1681م .
منبر برهان الدين
يقع في صحن الصخرة ، بين قبة يوسف والبائكة الجنوبية الغربية ، ولا يوجد في صحن الصخرة وساحات المسجد الأقصى منبر غيره ، دعي بهذا نسبة الى منشئه الذي شغل آنذاك منصب قاضي القضاة ، وذلك في سنة 790هـ الموافق 1388م فهو مملوكي العهد ، ورمم في العهد العثماني ، في سنة 1259هـ الموافق 1843م ، وقد استخدم هذا المنبر للخطابة والدعاء في الأعياد الاسلامية وكذلك في صلوات الاستسقاء .
منبر جميل ، هناك نقش عامودي الرخام عند مدخله ، بناؤه مجصص بالرخام ، عليه قبة جميلة ، وتحت مجلس الخطيب محراب صغير وجميل ، من امامه اعمدة رخامية صغيرة جميلة .
مر المنبر بترميم في أواخر سنة 2000م ، نفذ العمل مجموعة من الطلبة الايطاليين ، وذلك عن طريق دائرة الأوقاف الاسلامية .
البائكة الجنوبية الغربية
يعود انشائها الى القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي ، وهي عبارة عن ثلاثة اعمدة اسطوانية في الوسط ، يحفها عن اليمين ويسار ركبتان عظيمتان .
مرت البائكة بترميم لجنة الاعمار المنبثقة عن دائرة الاوقاف الاسلامية ، وذلك في سنة 1982م .
يصل ساحة المسجد بصحن الصخرة درج حجري درجاته عشرون .
المزولة الشمسية
تقع هذه المزولة في الجهة الجنوبية من القنطرة مزولة شمسية يستعين بها المصلون للتعرف على اوقات الصلوات ، وكانت الاستعانة بها سابقا اوسع مما هي عليه اليوم ، للاستعاضة عنها بساعات اليد ، وهي من صنع مهندس المجلس الاسلامي الاعلى ، رشدي الامام وذلك في سنة 1907م .
محراب صحن الصخرة
يقع هذا المحراب على محيط صحن الصخرة الجنوبي ، بين البائكتين الجنوبيتين ، ارتفاعه ارتفاع السور الحجري المنخفض لمحيط بصحن الصخرة ، وهو كائن داخل هذا السور .
والمحراب عبارة عن حجر منحوت كشكل محراب منخفض القامة جعل بهذا الشكل ، اشارة للقبلة في المكان ، مجهول سنة الانشاء ، وارجح بانه عثماني العهد ،منذ تبليط صحن الصخرة .
البائكة الجنوبية الشرقية
يعود تاريخ انشائها إلى سنة 412 هـ الموافق 1021 م ،وهي عبارة عن ركبيتين عظيمتين في الأطراف وعامودي رخام في الوسط ،اطوانيي الشكل ،في حائطها الجنوبي رخامتان منقوشتان ،نقش عليها سنة بناء هذه البائكة .
عدد درجات سلمها الحجري تسه عشرة ،وهو الواصل بين ساحة المسجد لصحن الصخرة كذلك .
مصطبة الكرك
تقع في زاوية صحن الصخرة الجنوبية الشرقية ،دعيت بهذا لرؤية مدينة الكرك عنها ،وما أراه بصحيح ، اذ يحجب جبل الطور الرؤيا عمن بعده ، فكيف برؤية مدينة الكرك ؟!.
يعود بناؤها الى عهد تبليط ساحة فناء الصخرة المشرفة ، وذلك في سنة 1845م . البائكة الشرقية
يعود تاريخ بنائها الى القرن العاشر الميلادي ، وهي اكبر البوائك حول صحن الصخرة ، وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين وأربع أعمدة اسطوانية رخامية الصناعة .
يوصل ساحة المسجد الشرقية بصحن الصخرة اثنتان وعشرون درجة ، وثلاث درجات أخريات . غرفة المدرسين
تقع هذه الغرفة على محيط صحن الصخر الشرقي ، ولا غرفة غيرها في هذا المحيط ، وهي عثمانية البناء ، استخدمت سابقا وما تحتها كخلوات للعبادة ، اما الغرفة العليا اليوم ، فانها استعلمت كغرفة لفقهاء ومدرسي المسجد الأقصى المبارك ، هذا ما أشارت اليه لافتة وضعت في مدخل الغرفة ، وما تحتها فانها غرفة للحارس في هذا المكان ، استخدمت سابقا غرفة للعبادة كذلك .
مصطبة شمالية شرقية
تقع هذه المصطبة الصغيرة ، على محيط صحن الصخرة الشمالي ، في زاوية صحن الصخرة ، وهي حديثة العهد .
مكتب الترجمة
تقع هذه الغرفة على محيط صحن الصخرة الشمالية ، في جهته الشرقية ، عثمانية البناء ، تستخدم الآن كمكتب للترجمة : ترجمة نصوص وترجمة إرشاد للزوار ، وكانت تستخدم سابقا كغرفة للعباد والتدريس .
وددت لو ان المكتب ادى دورا اوسع مما يقوم فيه ، وخاصة للوقوف امام التاريخ المزيف والمشوه من قبل اليهود الموجه لآلاف السواح الذين يامون المسجد الأقصى المبارك يوميا .
ومن تحتها غرفة اخرى استخدمت سابقا للعبادة ، واليوم هي عبارة عن غرفة للحارس في المكان.
جولتنا الأخيرة في المسجد الأقصى المبارك وباحاته ، تختص بما يدور في صحن الصخرة من مبان ، بعد ان كنا قد سرنا في الجولة الثالثة مع حدود الصحن وما قام عليه من مبان ، جلها من الخلوات ثم البوائك الجميلة .
انظر مخطط الجولة الرابعة باللون الأخضر .
بئر رقم(30)
تقع هذه البئر في صحن الصخرة بين البائكة الشمالية والغربية وقبة الصخرة ، وفوهتها ظاهرة .
والبئر مستطيلة الشكل ، بلغ طولها أربعين مترا وعرضها سبعة أمتار وعمقها خمسة أمتار ونصف ، بناؤها أقواس منخفضة الارتفاع .
والبئر مقصورة الحيطان ، وهي مغلقة .
قبة الأرواح
تقع شرقي البائكة الغربية الشمالية ،دعيت بهذا لقربها من المغارة المعروفة بمغارة الأرواح يعتقد أن تاريخ بنائها يعود إلى القرن العاشر الهجري ( السادس عشر الميلادي ) .
وهي ثمانية الشكل ،عليها قبة واسعة ،وعند قواعد أعمدتها مدماك حجري واحد يلفها .
تقع في صحن الصخرة ،جنوبي غرب قبة الأرواح ،بلغ طولها اثني عشر مترا وعرضها ثمانية أمتار ،وعمقها عشرة أمتار ،للبئر فتحتان علويتان .
بئر رقم (31)
تقع في صحن الصخرة، جنوبي غرب قبة الأرواح، بلغ طولها اثنى عشر مترا و عرضها ثمانية أمتار، و عمقها عشرة أمتار، للبئر فتحتان علويتان. محراب أرضي
يقع هذا المحراب جنوبي قبة الخضر ،على الأرض وهو عبارة عن بلاطة سوداء مستطيلة ذات رأس ذي قوس ،داخل إطار أبيض اللون بشكل محراب .
مكتب لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك
يقع في صحن الصخرة ،شمال غرب قبة المعراج ،وهو عثماني الإنشاء ،دعي بهذا نسبة إلى استعمالها اليوم ،وكان استعمالها من قبل كخلوة للشيخ الخليلي ،وهو كذلك بانيها ،وكان قد اتخذها لقراءة الأوراد والإعتكاف ،وتعرف كذلك بقبة بخ بخ ،ومصلى الخضر ،ومسجد النبي .
أنشأ المبنى حاكم القدس في سنة 1112 هـ الموافق 1700 للميلاد .
كهف الأرواح
وهو كهف صغير ،يقع تحت مكتب لجنة الإعمار ،ينزل إليه بدرجات من داخله ، ظهرت فتحة منه لتهوية داخله ،وهي بمحاذاة حائط المكتب الجنوبي في شرقه .
بئر رقم (32)، بئر الخليلي
تقع هذه البئر في صحن الصخرة شرقي مكتب لجنة الإعمار مباشرة ،هي صغيرة الحجم ،وهي أشبه ما تكون بمخزن ،غير منتظمة بلغ عمقها الشرقي مترين ونصف ،دعيت بهذا نسبة لوقوعها بجوار قبة الخليلي .
بئر رقم(33)
تقع هذه البئر في زاوية مكتب لجنة الاعمار في زاويتها الجنوبية الغربية من الخارج ، مستديرة الشكل ، صغيرة الحجم ، بلغ قطرها أربعة أمتار وعمقها عشرة أمتار.
قبة المعراج
تقع القبة في صحن الصخرة ، شمالي غرب مسجد قبة الصخرة ، دعيت بهذا لاعتقاد انه من هذا المكان الطاهر تم عروج الرسول الكريم ، صلوات الله تعالى عليه وسلامه ، من المسجد الأقصى المبارك ، ولعل دعوتنا بهذا تيمنا بالحديث الجلل اولى من تعيين مكان العروج .
بناها الأمير الاسفسهلار عز الدين مكان قبة أقدم اذ أننا اليوم أمام القبة التي أعيدت عمارتها في الفترة الأيوبية ، وذلك في سنة 597هـ الموافق 1200م ، وقد عرف ذلك من النحت المنقوش عليها إما زخرفة محرابها فكانت في سنة 1195هـ الموافق 1781م .
وهي قبة واسعة مثمنة الاضلاع تقوم على اعمدة رخامية ، شذت فب بناءها عن جميع قباب المسجد الاقصى فجعل في راس القبة من الخارج قبة رخامية صغيرة ، اخرى زادتها جمالا ، وتستعمل اليوم كمكتب لمهندسي الاطفاء والانذار .
قبة محراب النبي صلى الله عليه وسلم
تقع شمالي مسجد الصخرة في غربها ، في غربه قبة المعراج بقبة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو محراب عليه قبة ، وكانت هناك قبة اخرى في المكان ازيلت يوم تبليط ساحة صحن الصخرة ، وكان ذلك في سنة 1845م .
اقيم المحراب الاول سنة 945هـ الموافق 1538م ، والقبة انشئت عليه من بعد هذا التاريخ ، في سنة 1261هـ الموافق 1845م .
بئر رقم(34)
تقع هذه البئر شمالي طرف البائكة الغربية الوسطى ، لها فوهة ظاهرة ، وبقربها وعاء حجري كبير ، وكان يملا بالماء للشرب منها .
والبئر شبة اسطوانية . بلغ عمقها خمسة عشر مترا .
بئر رقم(35) ، او بئر الرمانة
تقع هذه البئر المتطاولة في زاوية صحن الصخرة الجنوبية الشرقية ، وهي طويلة تصل إلى ما تحت الساحة المنخفضة للمسجد الأقصى المبارك . يصل طولها إلى خمسة وثلاثون مترا، وهي قليلة العرض إذ لا يتعدى عرضها الأربعة أمتار ، اما عمقها فيصل الى ستة عشر مترا .
قبة السلسلة
تقوم هذه القبة شرقي مسجد قبة الصخرة تماما .
دعيت بهذا ، نسبة الى سلسلة كبيرة علقت في وسطها وكانت ظاهرة للعيان ، (امتلات الكتب بذكرها وان كانت غير مقبول عقلانيا) ، بناها عبد الملك بن مروان في سنة 66هـ الموافق 685م ، قبل بناء قبة الصخرة ، اما محرابها فاضيف في نحو سنة 579هـ الموافق 1200م ، وجددها الظاهر بيبرس في سنة 661هـ الموافق 1262م ، ثم جددت في عهد السلطان سليمان بن سليم في سنة 969هـ الموافق 1561م .
قيل فيها امران :
1. انها نموذج مصغر لقبة مسجد الصخرة قبل بناءها ، وهذا يعني انها بنيت قبل قبة مسجد الصخرة ، وهو المؤكد .
ويدحض هذا عدة فوارق ظاهرة بين بنائيهما من حيث عدد الاضلاع ، وعدد اروقتهما ، او كونها مفتوحة الجوانب والاخرى مغلقة لذا لا تكون كنموذج لتلك .
2. وقيل انها بنيت كبيت مال المسلمين ودحض هذا الرأي من ان فكرة انشاء بيت المال كانت من قبل الامويين ، بعد بناء قبة مسجد الصخرة في بيت المقدس ، مما يجعل الامر بعيدا ، بل ان بيت المال كان انشاؤه منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم كيف يكون بيتا للمال وهو مفتوح الجوانب .
والقبة آية بنائية جميلة ، فريدة من نوعها ، تقوم على اجد عشر عامودا رخاميا ، اختلفت الوانها ، في محراب في جنوبها ، ارضها مبلطة بالرخام ، اجزاء ملونة ، واحجام مختلفة ، شكلت فيما بينها اشكالا حسنة ومناظر جميلة وخاصة هذا اللمعان الذي يعكس فيه ما فوقه .
تستخدمها في غالب الوقت النساء للعبادة واستنشاق هواءها العليل .
بئر رقم(36)
تقع هذه البئر في صحن الصخرة ، غربي غرفة المدرسين ، غير منتظمة ، لها فوهة بلغ طولها ثمانية عشر مترا عرضها يصل الى ثمانية امتار وعمقها خمسة عشر مترا .
بئر رقم(37)
تقع هذه البئر شمالي غرب سابقتها وبجوارها ، بلغ طولها ثمانية عشر مترا ، عرضها خمسة عشر مترا ، وعمقها خمسة عشر مترا ونصف المتر .
مسجد قبة الصخرة
يعود انشاء هذه القبة العظيمة ، والمسجد الاجمل في العالم قاطبة ، والمبنى الاقوى ، الى عهد الامويين ، فقد بناه عبد الملك بن مروان ، وقد اوكل العمل الى المهندسين : المسلم : رجاء بن حيوة البيساني ، والنصراني : يزيد بن سلام المقدسي ،وبوشر العمل فيه في سنة 66 هـ الموافق 685 ميلادي ،واستمر العمل سبعة سنين ،انفق عليه خراج مصر كاملا طيلة هذه المدة .
ولما تبقى من الأموال الخاصة بالبناء مائة ألف دينار ،ورفض العاملام هذه الأموال كمكافأة لهما على صنيعها ،أمر عبد الملك بن مروان فسبكت ذهبا وأفرغت على القبة والأبواب ،فاصفرت القبة وتلالات أنوارها .
أما مبنى الصخرة ،فمثمن الشكل من الخارج ،طول ضلعه 20.44 م ،في داخلها تثمينه أخرى تقوم على دعامات ،وأعمدة اسطوانية ،في داخلها دائرة تتوسطها الصخرة ،وتقوم عليها القبة ،ذات القطر 20,44 م ،بلغ ارتفاعها عن الصخرة 34 م .
إن الزلال التي حلت بالبلاد قد تركت آثارها على معالم البلاد بما في ذلك على هذا المسجد ،لكن متانته حالت دون هدمه ،وكان بحاجة دائمة إلى ترميم وصيانه على مدى التاريخ الطويل والقرون الماضية ،وكان أول ترميم لها من قبل بانيها إثر الزلال الذي حدث في سنة 68 هجرة الموافق 705 م .
بناه الأمويون ،وحافظ عليه العباسيون ،واعتنى به الفاطميون وخاصة بعد سقوط أجزائها إثر زلزال 704 هـ الموافق 1016 م ،وذلك في عهد الحاكم بأمر الله ،وقد استمر العمل في عهد الظاهر لإعزاز الله كذلك .
ولما احتل الصليبيون بيت المقدس 492 هـ الموافق 1099 م عاثوا فيه فسادا واستخدموه لاغراضهم فقد جعلوه كنيسة ، دفو الصليب فوق القبة ونشروا التصاوير في زواياه، واقاموا فوق الصخرة مذبحا دعوه باسم "هيكل السيد العظيم" ، وقد اخذ قساوسة الصليبيين بقطع اجزاء من الصخرة حملوها الى بلادهم وباعوها بوزنها ذهبا ، لذا امر ملوكهم باحاطة الصخرة بسياج حديدي رفعه الايوبيون ولا زال معروضا في متحف المسجد .
وفي زمن الايوبيين ، منذ سنة 583هـ الموافق 1187م اعادوه الى سالف عهده ، بعد تنظيفه من الرجس الذي حل به من طريق الصليبيين ، وفي عهد الملك العزيز عثمان وضع الحاجز حول الصخرة ولا زال في مكانه . اما المماليك فقاموا على خدمته ، واقر محمد بن قلاوون تذهيب قبته من الداخل ، وذلك في سنة 718هـ الموافق 1318م . وفي سنة 753هـ الموافق 1448م حل بقبة الصخرة حريق هائل اثر صاعقة ، وقيل اثر حريق غير متعمد من طفل ، وكانت تكاليف تعميرها باهظة .
هذا ، وصنع محمد بن قلاوون أبوابها النحاسية ، وفي عهد الملك الظاهر جقمق ، انعم على ناظر الحرم القدي الشريف بالفين وخمسمائة دينار من الذهب ومائة وعشرين قنطار من الرصاص . عمر بهما القبة من الخارج ، اما السلطان الاشرف قيتباي فقد جدد الأبواب النحاسية للمداخل الرئيسية وذلك في سنة 872هـ الموافق 1467م . وفي عهد الدولة العثمانية استرعى حكامهم المسجد الأقصى ، فانتبهوا اليه ، وقاموا على خدمته ، وحسنوا من شكله فجعلوا القاشاني على حيطانه .
كان وضع القبة في نهاية عهد الانتداب سائرا الى الأسوأ ، لذا اتخذ المجلس الاسلامي الاعلى قرارا بترميمها ، الا ان الحرب الكونية الثانية كانت حائلا دون ذلك ،وبقيت على ما هي عليه ،حتى سنة 1378 هـ الموافق 1958 من إذ قامت الحكومة الأردنية بعمليات ترميم استغرقت 5 سنوات ،وأعيدت إلى القبة نضارتها وصفرها اللامع المذهب ،وذلك بعد أن حرمت منه ما يزيد على ألف ومائتي سنة .كانت سوداء شاحبة ،ويظهر أن عمليات الترميم هذه لم تكن كافية بالدرجة المطلوبة إذ أن بعد بضي أعوام عادت القبة إلى سالف عهدها ،وكان لا بد من القيام بترميم حديث ويحسنون الصنيعه مع القبة العليا ،ويحكمون إغلاق صفائحها ،ليمنعوا دخول الماء منها وهكذا كان ،إذ بدأ العمل بها في سنة 1995م ،واستمر نحو سنتين .
القبة قبتان :داخلية وخارجية ،سفلى وعليا ،بينها فراغ مقداره 1-1,5 م ،فهو غير متكافئ في كل الأماكن إذ أنه في قمتها تكون المسافة بين القبتين أكبر ،وجعل هذا الفراغ لأهداف عظيمة :لأجل سهولة التنقل إلى أي مكان فيها ،وصيانة كل منها في أي موقع كان ،ولكون الفراغ عازلا ويخفف من أشعة صيفا ،والبرد في الشتاء ( أنظر الفراغ المشار إليه باللون الأصفر في المخطط أدناه).
والقبة الخارجية ،عبارة عن معدن من الألومنيوم المحروق من نار ،عليه طبقة خفيفة من ماء الذهب ،ليس للجمال بدرجة أولى بل لإعطائها مدة بقاء أطول .
والمسجد قديم العهد ، عظيم الشان ، حسن السيرة ، فريد البناء ، زاره خالد بن عيسى البلوي في سنة 736هـ الموافق 1336م ، ومما جاء في وصف قبته :
(وفي وسط هذه القبة المثمنة المستوية السقف قبة اخرى قد بعد في السماء مرتقاها حتى تساوى ثراها مع ثرياها وجاوزت الجوزاء سمتا ، وعزلت السماك الاعزل سمكا ، وارتقبت في الهوى واسرت الى السماء النجوى ، وانتهت في الحسن الى الغاية القصوى فكانما صورت جنة الخلد واشربت حبة القلب ، واوسعت قرة العين ، ونقشت في عرض الارض ، وابرزت في الابريز الخالص المحض قد اتفق الذكر فيها وضرب المثل في مبانيها ، وبلغ الخاصة والعامة خبرها وبعد فيهم صيتها ، وارتفع ذكرها وعظيم خطرها وتواخى الناس اليها من البعد والقرب والشرق والغرب متاملين لها متعجبين من مونق مرعاها ورونق سناها …)
الصخرة
وهي صخرة عظيمة ، قيل فيها اقاويل كثيرة ، منهم من قال انها تقف في الهواء ، ومنهم من قال ان مياها وجداول عظيمة تجري من تحتها ، ومنهم من بالغ بقوله انها لحقت رسول الله عليه الصلاة والسلام عند معراجه ، وكل هذه الروايات من نسج الخيال ، ولم يفحص الامر علميا ، ولم يرد فيه دليل .
تقع صخرتنا هذه في وسط مسجد الصخرة ، الذي حمل اسمها ، يصل اعلى طول لها نحو ثمانية عشر مترا ، واكبر عرض ثلاثة عشر مترا ونصف المتر ، واعلى ارتفاع عن صحن الصخرة نحو مترين .
المغارة
وهي مغارة ينزل اليها بدرج في جنوبي مسجد قبة الصخرة ، الى تجويف واسع غير منتظم ، حيطانه من الصخرة ذاتها ، فيها محرابان صغيران على يمين الداخل وعلى يساره ، فالايمن يدعى مقام الخض ، والايسر يدعى مقام ابراهيم . تصل اعلى نقطة في سقفها الى ثلاثة امتار ، في اعلاه تجويف يعود الى عهد قديم ، جعل للتهوئة على من هم داخل المكان .
شعرات رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويعتقد انها داخل زجاجة ، في الخزانة القائمة على طرف الصخرة الغربي في جنوبها ، وهناك اعتقاد انه من تحتها حجر صغير محمول على ستة اعمدة صغار ، يحمل اثر قدم الرسول الشريفة ، عليه افضل الصلاة واتم التسليم .
سلم خشبي
يقع على الحائط الشرقي في طرفه الجنوبي من داخل المسجد ، وهو سلم خشبي ، له في اعلاه باب مغلق يوصلك الى سطح مسجد قبة الصخرة من الخارج ، ودرجاته سبعة عشر درجة. محراب فاطمة الزهراء
يقع هذا المحراب على طرف الصخرة الشمالي من الشرق ، محراب مسطح ، دعي بهذا تيمنا بابنة رسول الله تعالى صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله تعالى عنها.
قد جاء هذا الكتاب مختصرا نظرا لما امكن ان يحوي من معلومات كثيرة ، وذلك بما مر على مسجدنا الاقصى المبارك من ازمان وحقبات تاريخية ، وهذا عطاء الامة الاسلامية بقياداتها الاولى لاولى القبلتين ، وهذه هي صيانة وترميمات معالم ثاني المسجدين ، وكذا حفاظ الجناح العسكري على ثالث الحرمين ، والحقبة التاريخية التي مر على مسجدنا صعبة شرسة ، إذ ابى أبى مسلمو العالم ان يحذوا حذو أبي طالب موقفه من ابرهة الأشرم ، يوم ان جاء ثاني القبلتين بدباباته (الفيلة) لهدمها وتحويل الناس عتها ؟!
فأولى القبلتين يتجه اليه شعب كامل كله ابرهة وكله جيش ابرهة ، وكل كتيبة منه تجرب أرذل الطرق لهدمه وبناء هيكل مزعوم مكانه ، وبداوا بذلك منذ ما يزيد على مائة سنة ، إذ اخذوا يدنون من جوانب المسجد ، وأداء الصلاة بالقرب من حائط البراق ، ثم أخذت تتكشف الحقيقة بعد ان أخذت دائرة هيمنتها تسيطر على العالم ، أخذت تدنو منه رويدا رويدا ، إلا ان الأمر ظهر جليا لكل البشر ، تماما كما أبداه الله تعالى في معرض دستوره الكريم، واخذ السلب يوجه للمسجد الأقصى المبارك ، فقد أخذت الحفريات منه كل مأخذ ، وعملت الحوامض الكيماوية ، التي صبت على أساسات المسجد الأقصى المبارك منذ عشرات السنين على إضعافها ، وحاولوا فرادى وجماعات تدنيس المسجد الأقصى المبارك وتهديد امن أميه ، فهذا معتوه يحاول حرق المسجد ، وذاك آخر ، بل قل آخرين ، يدخلون كميات من المتفجرات لساحات المسجد لتدميره ، في محاولات متكررة ، وقام آخرون وعلى فترات متقطعة بدخول ساحات المسجد وإطلاق الرصاص الحي على المصلين وفي كل اتجاه ، واثار ذلك بادية على الجرحى ، ومواطن عدة من ساحات المسجد الأقصى المبارك ومبانيه .
ولما لم تقطف الثمار التي رسمت للأمر بعد ذلك ، أخذت المؤسسة الحاكمة زمام الأمر بيدها وقررت تجريد المسجد او بعضه من أيدي المسلمين ، وقامت بمجزرة رهيبة ، ارتفع من جرائها شهداء قربهم الله تعالى منه ، ثم كان دخول احد القيادات في المؤسسة الحاكمة لباحات المسجد الأقصى المبارك ، إهانة صارخة لمسلمي العالم ، الا ان النتيجة كانت غير محسوبة ، وان شئت قلت ان حساباتهم للموضوع لم تكن دقيقة ، فقد ثار كل مسلم غيور في جميع أقطار الأرض ، وأنحاء الدنيا للأقصى الوحيد ، الذي تشد إليه الرحال ، وأصبح موضوع الساعة في كل قطر من أقطار الدنيا ، ورفع الشهداء بالمئات ، وجرح المسلمون بالآلاف ، ولا زالت القلوب مطمئنة ، والنفوس تواقة ، والعيون مراقبة ، لإتمام وعد الله تعالى في كل لحظة وأصحاب هذه القلوب والنفوس والعيون لا يالون جهدا في التفتيش في كل مكان ، وفي كل برهة عن المشاركة في اتمام وعد الله تعالى على أيديهم ، وهم يرددون قول الله تعالى :
(يسألونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا)
انني وبهذا الجهد المتواضع ، أسأل الله تعالى ان يصل الى غايته المنشودة ، فان نقص فيه شيء فهو مني والا فذلك فضل من الله ، والله لا يضيع اجر من أحسن عملا ، وبالله التوفيق .
الأوقاف على القدس.. تاريخ من الإهمال وصحوةٌ متأخّرة تحتاج مساندة
تكاد البلدة القديمة في مدينة القدس وأكنافها المعروفة أنْ تكون كلّها وقفيات بمقدّساتها وبجميع مبانيها وعقاراتها، ولكنْ مشكلة هذه الوقفيات هي بعثرة الوثائق الدالة عليها بين إدارات المحفوظات وإدارات الوثائق في العديد من الأقطار العربية والإسلامية، وتمتدّ أوقاف القدس في دائرةٍ متداخلة في أقطابها الأقطار المصرية والسورية والأردنية والتركية إلى غير ذلك. وفي كتاب "الأوقاف على القدس" للصحافي والباحث المصري الدكتور مصطفى عبد الغني؛ محاولةٌ جادّة لرصد مصير هذه الأوقاف خصوصاً في ظلّ المحاولات الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" لتغيير واقع الأقصى والمقدسات الإسلامية بكل ما فيها من أوقاف تحمل رمز الهوية. لقد سعى الباحث طويلاً للوصول إلى أوقاف القدس وأكنافها في كثير من الأقطار العربية وواجه صعوبات -سجلها في مقدمته- وأخطر ما في هذه الصعوبات الجهل بقيمة الوثائق.
والوقف الذي هو حبس العين على حكم ملك الله –تعالى- والتصدق بالمنفعة حالاً أو مالاً، لا يجوز التصرف به، بالبيع والرهن، بالهبة أو التوريث. وهو في شكلٍ عام ينقسم إلى مسقوفات واستغلال، والمسقوفات هي الأراضي التي أنشئت عليها الأبنية أو التي خصصت للبناء الوقفي. كما يقسم الوقف من حيث شرعيته إلى قسمين صحيح وغير صحيح، والوقف الصحيح هو العقارات العائدة لشخص ما التي حصل عليها بالإرث أو الشراء ثم أوقفها وحكم القاضي بصحة الوقف ويمكن التمثيل على هذا الوقف من السجلات الشرعية. أمّا الوقف غير الصحيح فهي الأراضي المفروزة من الأراضي الأميرية التي أوقفها الأمراء -بإذنٍ من السلطان- بحيث تخصص منافعها مثل أعشارها ورسومها لجهة ما وقد كان من هذا النوع في القدس أمثلة كثيرة تذكر. والوقف نوعان، ذري وخيري، الذري هو ما حبسه الواقف على نفسه وأبنائه وأسباطه إلى أن ينقرضوا فيؤول إلى جهة خيرية بحسب شروط الواقف (مثل: فقراء المدينة المنورة ومكة المكرمة والصخرة المشرفة والمسجد الأقصى)، وهذا الوقف يسجل في محكمة شرعية وقد أطلق عليه «الوقفية» أو «حجة الوقف». والخيري هو ما أوقفه السلاطين والأمراء وأهل الخير وما يتحول من الوقف الذري نتيجة انقطاع نسل الواقف وعقبه بحسب شروط الوقف ويصرف ريعه في أوجه الخير المختلفة كالمساجد والمدارس والبيمارستانات والزوايا. وتتكون إدارة الوقف من جهاز إداري يتألف في شكل عام من كل من: ناظر الوقف ومتولي الوقف ثم الجابي.
وتوزعت معظم الأوقاف في القدس بين الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى في أعداد هائلة يليها بالنسبة لدرجات الإفادة والكم الحرم الإبراهيمي وبعدها مما يقع في دائرة القدس وأكنافها المدارس وبناءات ملكية وجوامع كثيرة كانت منتشرة بالقدس بوجه خاص. ويشير عبد الغني إلى أنه كما كانت للمسلمين أوقاف معروفة كذلك كانت لأهل الذمة أوقاف، ولكن شهوة الاستحواذ "الإسرائيلية" طاولت كل شيء. فقد كانت لأهل الذمة أوقاف منها وقف المسيحيين (الروم الكاثوليك): دار بمزرعة الزراعنة، مقبرة في بيت لحم، أرض زراعية بالقرب من دير مار إلياس، ووقف المسيحيين الأقباط: وقف المعلم يعقوب المصري ترجمان الإفرنج، وقف منصور الإفرنجي وحاكورة في بيت لحم، ووقف بعض اليهود العرب وإن كان قليلاً.
ويرصد الباحث تاريخ الأوقاف الإسلامية في القدس في العصور الأولى: الخلافة، الأموي، العباسي، وهكذا... إلى الدولة العثمانية، ويأسف لأنّ الدولة العثمانية لم تستطعْ أن تجعل من الوقف رسالة إسلامية تليق بالوعي والنص الإسلامي الحثيث إلى تبني القيم النبيلة التي تقوم بها مؤسسة الوقف في العالم الإسلامي، ويرجع ذلك لغياب الإدارة الواعية أكثر منه غياب الوازع الديني. وعلى هذا النحو كانت مؤسسات الأوقاف تمضي وكأنها قطاع خاص أو قطاع جماعي للنخب الدينية والسياسية وتتمتع بمكانة خاصة تراوح النظر إليها بحسب التطور التاريخي. ويُعتَرف بأن العثمانيين أضافوا إلى الأوقاف الكثيرة التي وجدوها بفلسطين قبل استيلائهم عليها أوقافاً جديدة وأنشأوا منشآت خيرية تستدعي ربطها بأوقاف تكفل استمرارها، غير أن أوسع الأوقاف هي التي كانت خاصة بالحرمين الشريفين وكانت منتشرة في مناطق كثيرة في فلسطين وفي شكل خاص في القدس واللد والرملة ونابلس.
كان القصور إذن عند الباحث أكثر من التقصير لتفسير موقف الدولة العثمانية من أوقاف القدس وهو ما يمكن أن يقال إدارياً في شكل ما بالنسبة للبريطانيين الذين جاؤوا بعد ذلك فلم يكونوا يمتلكون الوازع الحضاري فضلاً عن عدم وجود السجلات العلمية في ذلك الوقت مما أكّد أن الأوقاف على القدس وأكنافها لم تكن لتلقى عناية خاصة على الرغم من أن القانون العثماني كان يمنع جميع الأجانب من الحصول على ممتلكات غير منقولة من الإمبراطورية العثمانية. ولم يملك حاكم مصر محمد علي باشا عند الفترة التي هيمن فيها على القدس الأداة العلمية الصحيحة التي تدار بها أوقاف القدس وأكنافها. وتشير الوثائق على سبيل المثال إلى رفض محمد علي باشا السماح ليهودي أجنبي أن يمتلك قطعة أرض قرب القدس. وتزخر دور الوثائق خصوصاً المصرية بما يثبت المحاولات المستمرة من المحاولات اليهودية أو حتى المطامع الأميركية بالاستيلاء على الأرض المقدسة التي تنتشر حول القدس أو التي تقترب من الرصيف الذي يؤدي إلى حائط البراق (الموقع المرتقب للسفارة الأميركية في القدس هو وقف الخليلي صادرته "إسرائيل" عام 1948 ويعود أصله إلى الشيخ محمد بن الشيخ محمد الخليلي). وترينا الوثائق أن اليهود في عهد محمد علي لم يتوقفوا عن أخذ أراضي أوقاف إسلامية والعمل بها بـ«التبليط» و«التغيير» لئلا تصبح وقفاً إلا عليهم فقط فضلاً عن أنهم يتمسكون بعادة تتكرر دائماً حين يقفون عند الأوقاف الإسلامية ويرتلون إنشادهم بما يوحي لغيرهم -هكذا اعتقدوا- أن كل هذا ملك لهم وبخاصة في منطقة المغاربة في الحرم الشريف حيث لم يتوقفوا عن السعي لتبلّي (زقاق البراق) على حدّ شهادة وتسجيل أرباب مجلس القدس الشريف.
وتكررت الكتابات إلى الدولة العليا في ثلاثينات القرن التاسع عشر حيث كان محمد علي قد هيمن على الشام فإذا بنا نلاحظ توالي الكتابات إلى الوالي من شيخ المغاربة بخصوص تبليط اليهود (من طائفة السكناج الذين هم حماية الإفرنج) زقاق البراق الكائن بحارتهم بقرب دور ووقف سيدي أبي مدين الغوث الملاصق لسور الحرم الشريف... (و) وأنه ليس للمذكورين به حق. هؤلاء اليهود القادمون من الغرب مدفوعون بعرائض مناشدات القناصل الغربيين لولاة الأمر في بلاد المسلمين لم يتوقفوا عن فعل أي شيء للاستيلاء على أوقاف القدس ضمن الأراضي الإسلامية في فلسطين. وتشير أحداث العشرينات والثلاثينات في القرن العشرين إلى تواطؤ بريطاني ضدّ المقدسات الإسلامية وممثليهم، فهذه الفترة شهدت اعتداءات يهودية على الأماكن الإسلامية ليفرضوا وجودهم بعنف أمام الحائط مما أسهم في كثير من الاضطرابات بين اليهود القادمين من الخارج والذين يحملون الحماية البريطانية أو الغربية وبين المسلمين الذي يعيشون في القدس. وعلى الرغم من أي شيء، فإن نظام الوقف الإسلامي أو حتى المسيحي الشرقي شهد تطوراً وتضامناً محموداً ومركزية واضحة حققت أمام أصحاب الوقف أهدافهم من إقامة الوقف وأغراضه. بيد أن هذا النظام النوعي لم يعدْ كذلك مع اقتراب الأربعينات إلى نهايتها حين واجهت مناطق الوقف في القدس وجوارها أوضاعاً سيئة زادت سوءاً مع نهاية القرن.
وكان قرار التقسيم ثم إعلان "دولة إسرائيل" في 15 أيار (مايو) عام 1948 سبباً للتأثير الشديد في نظام الأوقاف القائم سواءً على مستوى المسؤولين أو الوعّاظ أو موظّفي المساجد، ومع نهاية عام 1948 أُغلِق الكثير من المساجد وهُجرت الأماكن الدينية وتعطلت الصلاة وغيرها من الشعائر الدينية كالجنائز، وحلّ بالقدس ضرر كبير وحدث اضطراب طاول الكثير من الأنشطة الدينية والعملية، منها تعطّل العمل في المناطق الإدارية مما نشأ عنه غياب غالبية الموظفين فتوقف نظام الأوقاف عن العمل، وأصيبت بعض مباني الأوقاف بأضرار. ومع الاضطراب الكبير الذي حلّ بفلسطين بخاصة وبالقدس على وجهٍ أخص بدأت "إسرائيل" رويداً رويداً تمارس إلى جانب العنف الشديد والمذابح طرقاً كثيرة عنيفة للسيطرة على موارد الأوقاف إمّا بأساليب إدارية بالية وإما بدمج إدارة الأوقاف أو استقطاب المسؤولين. ومنذ النكبة فإن أملاك الأوقاف الإسلامية في القدس تمت إدارتها بمعرفة الشؤون الإسلامية والدرزية داخل وزارة الشؤون "الإسرائيلية" استكمالاً لخريطة المخططات الصهيونية للسيطرة والهيمنة على مقدرات وتاريخ وتراث الحضارة العربية الإسلامية تمهيداً لتهويدها ومحو الذاكرة الثقافية للأمة وتذويبها في محيط الدولة العبرية. ولا توجد أرقام تتعلق بحجم الأملاك والأراضي الموقوفة على القدس نظراً لأن الكثير منها قد بيع وصودر إضافة إلى أنه لم يَجْرِ منذ عام 1948 إقامة أي أوقاف جديدة في القدس الغربية. وبعد نكسة 1967 سعت "إسرائيل" إلى فرض سلطتها على إدارة أملاك وأوقاف القدس خصوصاً في ظلّ غياب سلطة وطنية أو بلدية تمثّل مصالح السكان الفلسطينيين في المدينة وسعت الدولة "الإسرائيلية" إلى عدم السماح لإدارة أوقاف القدس بعدم توسيع دورها الاجتماعي والسياسي.
وكانت الخطوة الأولى إعلان الحكومة "الإسرائيلية" رفضها الاعتراف بسلطة إدارة الأوقاف والمحاكم الشرعية في القدس الشرقية. ولكن هذه الإدارة بالتحديد قاومت واتخذت مبادرات، وبإنشاء دائرة الآثار الإسلامية العام 1979 بوشر العمل ببرنامج أبحاث وترميم طموح يُعنى بالمباني الإسلامية الأثرية في المدينة القديمة، ولكن سلطة الاحتلال دأبت على عرقلة أعمال التجديد والترميم والصيانة، فيما اعترضت الدائرة على الكثير من أعمالٍ "إسرائيلية" لتغيير الطابع الإسلامي للمدينة، ومن ثم نشأت نزاعات عدة بين "الإسرائيليين" والدائرة، ثم كانت الخطوة التي وضعت "إسرائيل" بمقتضاها يدها على موارد الأوقاف في القدس الشرقية. وإذا كانت "إسرائيل" هدمت حارة المغاربة عقب الاحتلال مباشرة فإنها وسّعت الحي اليهودي في السبعينات، ولكن مع حقبة الثمانينات ظهر عدد من المجموعات المتطرفة بإيحاء من أعضاء في «جوش إيمونيم» وبدعمٍ زعماء سياسيين مثل ديفيد ليفي وأرييل شارون يريدون استبدال قبة الصخرة والمسجد الأقصى بهيكل يهودي، وهؤلاء هم الخطر الأعظم الذي تواجهه إدارة ونظام الأوقاف في القدس.
واعتباراً من منتصف التسعينات أصبحت سلطات الاحتلال مطلقة اليد في الآثار الإسلامية في القدس وبدأت سلسلة حفريات حول أساسات المسجد الأقصى، وشهدت مرحلة رئاسة شارون للحكومة (شباط / فبراير 2001) أخطر عمليات التهويد للمدينة المقدسة وكان أبرزها حفر نفق القدس وتوسيع بلدية القدس مع استكمال إقامة المستعمرات الاستيطانية الاستراتيجية وفي مقدمها مستعمرة أبو غنيم، وتوجت هذه المرحلة ببناء الجدار الفاصل.
ويشير الباحث إلى أنّه على الرغم من هذا الظلام الدامس إلا أنّ مؤسسة الأقصى بريادة مؤسسها الشيخ رائد صلاح التي ولدت بعد مخاضٍ صعب في عام 1991، بدأت بعمليات إعمار وترميم متواضعة اقتصرت على معسكرات عمل (وقفية) في المدن الساحلية الفلسطينية وبعض القرى المهجورة، والقيام بترميم ما يمكن ترميمه وتسييج المقابر المنتهكة. واتبع أعضاء المؤسسة في البداية نهج الطوارئ وذلك بالإسراع للموقع المنتهك ونصب خيام الاعتصام ومتابعة المسألة قانونياً. ثم تحوّل عملها إلى نظامٍ مؤسسي ونجحت في إيقاف الكثير من الاعتداءات على الأوقاف الإسلامية ومقدسات القدس، ونفذت مشروع الخريطة المفصلة للمقدسات في مسح شامل لكل المواقع الإسلامية في القرى المهجرة العام 1948 من "قيساريا" خط عرض حتى أقصى شمال فلسطين والتي يقدّر عددها بما يزيد على 1200 موقع ووضع الخطط المناسبة لصيانتها ومنع انتهاكها. وبالنسبة للمسجد الأقصى نفذت المؤسسة مشاريع عدة بالتعاون مع دائرة الأوقاف الإسلامية منها: إعمار المصلى المرواني، تبليط سطح المصلى المرواني، إعمار المسجد القديم، مصاطب العلم، صندوق المقدسات وطفل الأقصى، ومسيرة البيارق. ولدى مؤسسة الأقصى طموحات حالية ومستقبلية ولكن دائرة أراضي "إسرائيل" تقف عقبة في الطريق، حيث تضع أيديها على كثير من الأراضي الوقفية الإسلامية تحت ستار قانون أملاك الغائبين، كما تنتهك "إسرائيل" حرمة المساجد والمقابر بواسطة سلطة الآثار مع تخاذل الشرطة المتعمد عن القيام بدورها في منع الاعتداءات. الباحث يقول في النهاية إن الدراسات الوقفية في عالمنا الإسلامي تكاد تكون ضئيلة جداً قياساً مع قضايا مختلفة، وأهملت السنوات الخمسون الماضية معالم الوقف الإسلامي إلى حدٍّ كبير، وأنه بات من الضروري العمل من أجل أوقافنا ومقدساتنا في القدس وأكنافها والمهددة بالخطر.
كما هو واضح من هذا الحديث الصحيح أنّ بناء المسجد الأقصى تمّ بعد بناء المسجد الحرام بأربعين عاماً، فإذا حدّدنا زمن بناء المسجد الحرام فإنّنا نستطيع أنْ نحدّد زمن بناء المسجد الأقصى، فمن الذي بنى المسجد الحرام؟ ومتى بُنِي المسجد الحرام؟
هناك روايات تؤكّد أنّ أول من بنى المسجد الحرام هو آدم عليه السلام، وعليه، فإنّ أول بناءٍ كان للمسجد الأقصى على عهد آدم عليه السلام، أو في عهد أبنائه. قال ابن حجر: "فقد روينا أنّ أول من بنى الكعبة آدم ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أنْ يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس"، وقال ابن حجر: "وقد وجدت ما يشهد ويؤيّد قول من قال: إنّ آدم هو الذي أسّس كلاً من المسجدين، فذكر ابن هشام في كتاب "التيجان": أنّ آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأنْ يبنيه، فبناه ونسك فيه". وهذا يعني أنّ المسجد الأقصى بُنِي قبل إبراهيم وداود وسليمان عليهم السلام، وهذا يعني أنّ المسجد الأقصى كان أول بناءٍ بُنِي في كلّ أرض الشام بشكلٍ عام، وكان أول بناء بُنِي على أرض القدس الشريف بشكلٍ خاص، وهذا يعني أنّ المسجد الأقصى بُنِي في القدس الشريف قبل وجود أي كنيسٍ أو كنيسة أو مسجد فيها، وهذا يعني أنّ المسجد الأقصى كان قبل وجود تاريخ بني إسرائيل بشكلٍ عام، وكان قبل وجود قبيلة يهودا، وتاريخ اليهود بشكلٍ خاص، وهذا يعني أنّ المستحيل في تفكير كلّ عاقل أنْ يكون هناك بناء حجر أو بناء كان تحت المسجد الأقصى.
* * *
قد يظنّ ظانّ أنّ أول من بنى المسجد الحرام هو نبي الله إبراهيم عليه السلام، قد يفهم أنّ المسجد الأقصى بُنِي على عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام، نقف على بطلان هذا الظنّ، بل على العكس نجد أنّ الأدلة تؤكّد أنّ نبي الله إبراهيم عليه السلام، كان بعد بناء المسجد الحرام، أيْ بعد بناء المسجد الأقصى، وأنّ ما قام به نبي الله إبراهيم عليه السلام هو رفع قواعد المسجد الحرام التي كانت موجودة من قبْل، بمعنى أنّه لم يكنْ أوّل من بنى المسجد الحرام وبمعنى آخر أنّه لم يكنْ هو الذي بنى المسجد الأقصى.
* * *
فواضح أنّ الرواية تعود وتؤكّد على مصطلح "المسجد"، فجائز أنْ يكون هو "مسجد" آخر غير المسجد الأقصى، وجائز أنْ يكون هو المسجد الأقصى المبارك، ووفق الاحتمال الثاني فهذا يعني أنّ نبي الله سليمان عليه السلام قام ببناء وتوسعة للمسجد الأقصى الذي كان قائماً منذ آدم عليه السلام، ولم يقمْ نبي الله سليمان عليه السلام ببناء تأسيسيّ للمسجد الأقصى المبارك، فكما أنّ إبراهيم عليه السلام قام برفع قواعد المسجد الحرام بعد أنْ كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام، فإنّ سليمان عليه السلام قام بتجديد وتوسعة للمسجد الأقصى بعد أنْ كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام.
فهذه النقولات التي اقتبسناها من الحديث الصحيح، تدلّ على أنّ البيت الحرام كان أساسه موجوداً قبل إبراهيم عليه السلام، وأنّ الله أمر إبراهيم برفع أساسه وتهيئته للعبادة. فمن الذي وضع أساس البيت الحرام؟
هناك روايات كثيرة، تتعاضد على أنّ الذي وضع أساس البيت الحرام، آدم عليه السلام (الفتح 6/406 و409)
وعلى هذا فإنّ بناء المسجد الأقصى كان في عهد آدم عليه السلام، أو في عهد أولاده: قال ابن حجر: "فقد روينا أنّ أوّل من بنى الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أنْ يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس".
* * *
وقال ابن حجر: وقد وجدت ما يشهد ويؤيّد قول من قال: إن آدم هو الذي أسس كلاً من المسجدين، فذكر ابن هشام في كتاب "التيجان": "أنّ آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأن يبنيه، فبناه ونسك فيه".
قلت: وهذا تفسير ما جاء في حديث أبي ذر الذي رويناه في بداية الكلام "قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة".
وبهذا يتحدّد زمن بناء المسجد الأقصى، وأنّه بُنِي قبل داود وسليمان عليهما السلام بآلاف السنين.
وحلّ الإشكال الذي وُجِد من تعارض مفهوم الحديثيْن: حديث أبي ذر، الذي رواه البخاري ومسلم، وحديث النسائي الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص (إن صحّ متنه) أنّ الإشارة في حديث الصحيحين إلى أوّل البناء، ووضع أساس المسجد وليس إبراهيم أول من بنى الكعبة. وليس داود أو سليمان أول من بنيا بيتاً في الأقصى، فهناك بيت قبلهما فأول من بنى الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أنْ يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس بعد ذلك بأربعين سنة...
وأنّ سليمان بنى مسجداً للعبادة أي مسجد، وليس هو المسجد الأقصى، وإنْ كان له في الأقصى عمل ربما زاد فيه ووسّعه وهيّأه للعبادة، ويدلّ على ذلك الرواية الموقوفة على حذيفة بن اليمان التي رواها الحاكم، حيث قال في الخبر "إنّ داود أراد أنْ يزيد في البيت المقدس..".
وربما كان المقصود بما جاء في الحديث الذي رواه النسائي "لما بنى سليمان بيت المقدس" أنّه أعده وهيّأه للعبادة، ونظّفه وطهّره، ورمّم سقفه وجدرانه، فلعلّ سكان بيت المقدس قبل داود وسليمان كانوا من غير الموحّدين، فلم يعتنوا بالمسجد، وطال الزمان على بنائه السابق، وأثّرت فيه الأمطار وتراكمت فيه الأتربة والأوساخ، فكان محتاجاً إلى من يهيئه للعبادة، بإدخال الإصلاحات فيه. وملخّص ما يقال في قصة بناء المسجد الأقصى:
أنّ بقعة المسجد الأقصى، بقيت على مرّ العصور والدهور هي البقعة التي أوحى الله إلى الأنبياء باختيارها للعبادة منذ آدم عليه السلام، ومن جاء بعده من الأنبياء والأولياء والعباد، وأنّ أساس البناء الأول ثابت في هذه البقعة المباركة، وكلّ من تتابع على إعمارٍ، أو بناءٍ، أو إصلاحٍ، أو تطهيرٍ لهذه البقعة، إنّما يفعل ذلك على الأساس القديم.
وقداسة هذه البقعة (المسجد الأقصى) لم تكنْ لنبيّ من الأنبياء، ولا أمة من الأمم، فقد اختارها الله منذ خلق الخلق لعبادته، أنْ تكون معبداً للمؤمنين الموحّدين. ويدلّ على قِدَم التقديس ما جاء في حديث أبي ذر، أنّها ثاني موضعٍ اختاره الله للعبادة. وقول الله تعالى في قصة إبراهيم وهجرته إلى فلسطين "ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" ومعنى هذا أنّ البركة كانت فيها قبل إبراهيم عليه السلام. كما أنّ قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" .. يدلّ على أنّ الله باركه منذ الأزل، وأنّ الله تعالى أسرى بعبده إليه ليجدد تذكير الناس ببركته وتقديسه.
مقدمة: الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه منذ بدء الخليقة إلى يوم الدين، كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء. ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، والصلاة والسلام على نبي الهدى والسلام محمد رسول الله إمام المتقين، المبعوث رحمة للعالمين. ربّ أوزعني أنْ أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأنْ أعمل عملاً صالحاً ترضاه، وأدخلني في عبادك الصالحين. ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، أما بعد،
أولاً: أهمية فلسطين تتمتع فلسطين بأهمية متعددة الأشكال في مختلف المجالات على النحو التالي: 1- الأهمية الدينية: تشكّل فلسطين مهد الأديان السماوية الثلاث: اليهودية والنصرانية والإسلام. فتعتبرها هذه الأديان الأرض المقدسة أو المباركة، وبالتالي تجذب الاهتمام الروحي العالمي من أتباع الديانات الثلاث. فقد احتضنت هذه البلاد في قلبها عدد من الأنبياء، مثل: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ولوط، ويعقوب ويوسف وداود وسليمان، وعيسى ومحمد (في معجزة الإسراء والمعراج) عليهم السلام جميعاً وغيرهم. وتضمّ فلسطين مقابر الأنبياء: قبر إبراهيم عليه السلام في الخليل وزوجته سارة، وقبر شعيب عليه السلام في حطين، وقبر يونس عليه السلام في حلحول، وقبريْ زكريا ويحيى في سبسطية قرب نابلس، وقبر راحيل أم يوسف عليه السلام في بيت لحم. وفي فلسطين الكنائس النصرانية الثلاث: البشارة في الناصرة والمهد في بيت لحم، والقيامة بالقدس التي يحجّ إليها النصارى من جميع أنحاء العالم. كما أنّها تشكّل أهمية كبرى للمسلمين، فبيت المقدس أولى القبلتين وفيها المسجد الأقصى المبارك ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين وارتبطت بها معجزة الإسراء والمعراج بالرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات العلى وفرض الصلوات الخمس على الأمة الإسلامية فهي بوابة الأرض إلى السماء. كما أنّ اليهود يتطلّعون لها في العالم كونها احتضنت مملكتيْ داود وسليمان ورفاتهما عليهما السلام.
2- الأهمية التاريخية: لفلسطين أهمية تاريخية مميزة حيث اهتمّ بالسيطرة عليها مختلف الشعوب والأمم عبر التاريخ القديم والحديث والمعاصر، بدءاً من الشعوب المهاجرة إليها سلماً وانتهاءً بالدول العظمى التي احتلتها عنوةً عبر العصور والأزمان منذ بداية التاريخ، من العرب الكنعانيين والفلسطينيين والعبرانيين والبابليين والكلدانيين والآشوريين والرومان والفرس والمسلمين والمصريين والبريطانيين والصهاينة مع بقاء أهلها الأصليين في جميع الحقب الزمنية المذكورة. وفي فلسطين أقدم المدن العالمية كأريحا ويبوس (بيت المقدس).
3- الأهمية الجغرافية الاستراتيجية: تتمتع فلسطين بموقع استراتيجي هام بين مختلف قارات العالم القديم والحديث. ففلسطين هي قلب الوطن العربي، والوطن العربي يشكّل قلب العالم. وبهذا فإنّ فلسطين ملتقى القارات بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.
4- الأهمية الاقتصادية: كون فلسطين تشكّل ملتقى قارات العالم، فإنها تتمتع بمكانة اقتصادية تجارية، فهي محور التجارة البرية بين البحر الأبيض المتوسط غرباً والخليج العربي شرقاً. كما أنها سوقٌ استهلاكيّة للسلع الأجنبية عبر التجارة البرية الأوروبية والأمريكية لتصل إلى الهند والمناطق المجاورة لها خاصة في العصور القديمة والحديثة. والبحر الميت بفلسطين غنيّ بالبوتاس والأملاح الأخرى والنفط بعد اكتشافه حديثاً، وساحل غزة غني بالغاز الطبيعي.
5- الأهمية المناخية: فلسطين منطقة معتدلة المناخ صيفاً وشتاءً يتراوح متوسط درجات الحرارة فيها ما بين 5-30 درجة مئوية في تعاقب فصول السنة الأربعة.
6- الأهمية العسكرية: تتمتع فلسطين بموقعٍ عسكري هام في العالم، فموقعها الجغرافي يتيح لها توسّط منطقة كبيرة وهامة. وكل دولةٍ تسيطر عليها أو تحتفظ بقواعد عسكرية أو بوجودٍ عسكري فيها تتمتع بنفوذ قوي في المنطقة والعالم، وهذا ما ثبت عبر التاريخ البشري القديم والحديث والمعاصر.