الشهيد القائد عمرو أبو ستة
قائد كتائب أحمد أبو الريش ومؤسسها
ولد الشهيد أبو ستة عام 1972 في مخيم خان يونس وتربى في أزقة وشوارع المخيم ودرس في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، حيث انتمى إلى حركة "فتح" منذ نعومة أظفاره، وتزامن ذلك مع اندلاع الانتفاضة الكبرى (1987 - 1994) حيث شارك في فعالياتها بكل قوة وتمكن بعد عامين من اندلاعها من قتل أحد المستوطنين اليهود طعنا بالسكاكين في داخل مستوطنة نفيه دكاليم القريبة من مخيمه، وأصبح مطلوبا لقوات الاحتلال.
ومع هذه العملية النوعية لأبي ستة بدأ مشواره العسكري، حيث كانت قد تأسست في ذلك الوقت خلايا "صقور فتح" الذراع العسكري لحركة "فتح"، والتي شارك معها في تنفيذ العديد من العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال ، وكانت له صولات وجولات مع تلك القوات التي كانت لا تزال تحتل القطاع وجنودها منتشرون في شوارعه وأزقته.
ومع توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية بدأت بعض الشخصيات الفلسطينية تروج لإيجاد حل لقضية المطلوبين الفلسطينيين لاسيما أبناء حركة "فتح"، وذلك من خلال تسليم أسلحتهم مقابل تأمين الحماية لهم وعدم تعرض قوات الاحتلال لهم تحضيرا للمرحلة القادمة، وهي دخول السلطة الفلسطينية وإعادة انتشار قوات الاحتلال حول قطاع غزة.
وكان الشهيد أبو ستة ورفيقه أبو الريش ممن اقتنعوا بهذا الطرح ووافقوا على هذا الأمر، ولكن الدولة العبرية كانت ترفض مثل أبو ستة في الاتفاق لإنهاء مطاردة الفدائيين من أبناء فتح كون (يديه ملطخة بدماء إسرائيليين) حسب توصيف الدولة العبرية ، حيث ذهب أبو الريش وعدد من زملائه للقاء الحاكم العسكري الصهيوني في خان يونس من أجل إنهاء هذا الأمر، وقد تم ذلك وتم الاتفاق على عدم تعرض قوات الاحتلال لهم، وبعد عودة أبو الريش إلى منزله في مخيم خان يونس، كونه أصبح غير مطارد بعد أن أمّن لكلام الحاكم العسكري، دهمت المنزل قوة صهيونية خاصة، حيث كان أبو ستة وشاب ثالث معه وباغتتهم حيث استشهد أبو الريش، فيما تمكن أبو ستة آنذاك من الاشتباك مع تلك القوات والانسحاب من المكان.
هذه الحادثة تركت أثرا كبيرا في نفوس الخلايا العسكرية من أبناء "فتح"، حيث كانت هذه العملية ميلاداً لمجموعة عسكرية مسلحة أسسها أبو ستة وأطلق عليها اسم كتائب أحمد أبو الريش تخليدا لرفيقه وثأرا له.
وكان لهذه الكتائب العديد من العمليات الفدائية لاسيما في منطقة خان يونس، حيث رفض عناصرها إلقاء سلاحهم حتى بعد عودة السلطة الفلسطينية رغم انضمام بعضهم لأجهزتها الأمنية، ورأوا أن ذلك لا يتعارض مع مواصلة مقاومتهم للاحتلال حيث واصلوا عملياتهم دون توقف .
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول (سبتمبر) 2000 أعادت هذه الكتائب ترتيب صفوفها بشكل أكثر تنظيما وتكتيكا لاسيما بعد زيادة السلاح في أيدهم وتطور الوسائل القتالية من قذائف الهاون والعبوات الناسفة الموجهة وغيرها من الوسائل القتالية التي ساعدت المقاومين في تطور أدائهم القتالي ضد قوات الاحتلال، حيث ينسب لعمرو أبو ستة أنه قتل مستوطنا صهيونياً وخطفه وحرق سيارته في خان يونس.
وكانت الدولة العبرية دائما تضع أبو ستة سببا لوقف التفاوض مع السلطة نظرا لأنها تطالب السلطة باعتقاله، حيث رفعت زوجة المستوطن اليهودي دعوة على الدولة العبرية تطالبها بوقف المفاوضات مع الفلسطينيين ووقف تطبيق اتفاق أوسلو حتى اعتقال قاتل زوجها.
هذه الضغوط على السلطة دفعتها عام 1996 إلى اعتقال أبو ستة، ولكن هذا الاعتقال لم يطل، حيث قام عدد من زملائه باقتحام السجن الذي كان فيه، وهو مقر السرايا بغزة، والإفراج عنه ليصبح بعد ذلك مطاردا للسلطة الفلسطينية والدولة العبرية.
شارك أكثر من 50 ألف فلسطيني في تشييع جثمان أبو ستة ومساعده زكي أبو زرقة الذين استشهدا في عملية اغتيال استهدفت سيارتهما في رفح، وذلك في موكب جنائزي مهيب خرجت فيه خان يونس عن بكرة أبيها في وداع هذا المقاوم العنيد.
وقال "أبو أياد" أحد قادة كتائب أبو الريش ورفيق الشهيد أبو ستة في رثاء زميله "رحل عمرو لكنه لا يزال حيا، ولكن ستبقى بصماته إلى الأبد في هذا القطاع الصامد، هذا البطل بعد 15 عاما مطلوبا ومطاردا لقوات الاحتلال سيبقى علما شامخا".
وأضاف أنه "قائد ومؤسس كتائب الشهيد أحمد أبو الريش، هذه الكتائب قابضة على الزناد في زمن السلم والحرب حتى التحرير، وهذا القائد أبى أن يساوم أو يبيع وظل مقاوما حتى نال الشهادة كما كان يتمناها".
مريم محمد يوسف محيسن"المغني"ولدت في 24 ديسمبر 1949م لأسرة بسيطة من غزة، ولديها من الإخوة10 ومن الأخوات 5 .. وتعود اصول عائلتها عائلة "محيسن" الى عائلة " المغني" وهي عائلة كبيرة العدد في حي الشجاعية.. ومن أقدم العائلات الغزية.
تفوقت مريم في دراستها, وواصلت حتى تزوجت بفتحي فرحات(أبو نضال)، وكان ذلك في بداية الثانوية العامة, وقدمت الامتحانات الثانوية وهي حامل بمولودها الأول, وحصلت على 80% ودرست الثانوية في مدرسة الزهراء.
أرملة وأم لستة أبناء وأربع بنات، كل أبنائها في كتائب القسام، استُشهد منهم ثلاثة، نضال فرحات ومحمد فرحات ورواد فرحات، وأم لأسير منذ 11 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي والأم الروحية للشباب المجاهدين، قصف منزلها أربع مرات.
وقد اشتهر وصفها بـ"خنساء فلسطين" عندما ارسلت رسالة للقيادة في حماس ترجوهم للموافقة على العملية الأستشهادية ثم ظهرت في تسجيل فيديو تودع فيه ابنها الأصغر محمد وهو مقدم على تنفيذ عملية فدائية في مستوطنة عتصمونا قرب الحدود مع غزة عام 2002م.
تعد خنساء فلسطين أحد أعلام حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين وعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني حيث قدمت حماس مريم فرحات، كإحدى مرشحات الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية والتي شاركت بها عام 2006م، وفازت أم نضال فرحات بمقعد في المجلس التشريعي.
مما يذكر في سيرة النائبة مريم فرحات " أم نضال"، أن قائد كتائب القسام وأحد مؤسسي الكتائب عماد عقل قد استشهد في منزلها عام 1993، عندما كانت تؤيه منذ سنتين، وعندما عرفوا مكانه حاصر المئات من جنود الاحتلال المنزل و دارت اشتباكات بينه وبين قوات الاحتلال فإستشهد بتاريخ24/11/1993 .
إبنها نضال والذي أغتيل عام 2003م أثناء استلامه لطائرة صغيرة كان يحضرها لعملية عسكرية ضد الاحتلال، عرف أنه مهندس صواريخ " القسام" المحلية، وهو من اوائل من عمل على تصنيع تقنية الصواريخ المحلية في قطاع غزة، وعرف في أوساط حركة حماس بـ" مهندس الصواريخ".
رحم الله خنساء فلسطين
ولد شهيدنا القسامي المجاهد في معسكر خانيونس للاجئين في الحادي والثلاثين من شهر أغسطس للعام 1964 م. ونشأ في كنف عائلة فلسطينية لاجئة من قرية حمامة عائلة مجاهدة مؤمنة تربى على الدين وكان يرتاد المساجد منذ نعومة أظفاره حيث كان منذ طفولته هادئا ذكيا تعلق قلبه بالقرآن وبموائد القرآن بمسجديه أبو ذر الغفاري وحسن البنا.
تلقى شهيدنا تعليمه الابتدائي في مدرسة مصطفى حافظ الابتدائية وكان من المتفوقين في دراسته وتعلمه وكان ذو خلق حسن محبا لأصدقائه وزملائه وتربطه بهم جميعا علاقات طيبة فيها الكثير من المحبة والإخاء، ومن ثم واصل شهيدنا القسامي المجاهد مشواره التعليمي وانتقل من مدرسة مصطفى حافظ إلى مدرسة الحوراني الإعدادية وانهى دراسته للمرحلة الإعدادية ليكمل مشواره التعليمي في مدارس وكالة الغوث الصناعية وتعلم فيها مهنة النجارة واصبح ذو خبرة واسعة في هذا المجال مما أهله لفتح منجرة خاصة يعمل بها.
كان شهيدنا القسامي المجاهد خالد ذو خلق حسن محبا للجميع ويحبه الجميع فكان ابنا بارا بوالديه ترى الابتسامة على وجهه ويصفه أحد أصدقائه بأنه كثير الخجل وكان حنونا على إخوانه واخوته وكان عندما يطلب منه والديه شيئا ينفذه في الحال ولا يتردد، وتصفه عائلته بأنه تميز عن إخوانه بالذكاء وسرعة البديهة والقدرة على التصرف في المواقف الصعبة.
عمل شهيدنا القسامي المجاهد خالد ضمن صفوف حركة الإخوان المسلمين في فلسطين وكان محبا لجميع إخوانه في المسجد ومنطقته ومحبوبا من الجميع يبادر من تلقاء نفسه في الأعمال الخيرية وجميع نشاطات المسجد والفعاليات التي تقوم بها الحركة الإسلامية في منطقته وبشكل خاص في الأعمال الخيرية والمخيمات الصيفية وأعمال الجمعيات الإسلامية مسخرا في سبيل ذلك سيارته الخاصة التي كان يتنقل بها لإنجاز تلك المهام.
وكان شهيدنا المجاهد مشاركا فاعلا في جميع نشاطات الحركة يخرج في جميع المسيرات والنداءات التي تنادي بها الحركة غير متأخرا عن تلبية النداء مهما كانت الظروف صعبة.
يحتفل بأعراس الشهداء ويشارك تأبينهم بسلاحه مطلقا التحية لأرواح الشهداء ممن سبقوه. وكان يقوم بسيارته الخاصة بتوصيل المساعدات والاحتياجات العينية للمحتاجين من أبناء شعبنا الفلسطيني.
كان شهيدنا القسامي البطل كثيرا ما يوصي إخوانه وأصدقائه بتقوى الله والسير على درب المجاهدين الأبطال الذين قدموا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله متتبعا خطى الأنبياء الصالحين للوصول إلى جنة رب العالمين، وقد كان شهيدنا البطل رحمه الله من السباقين في المجال الدعوى والعسكري حيث برز نشاطه في الانتفاضة الأولى عام 87 حيث كان مساعدا لأبطال القسام فقد كانت جرأته عالية حيث كان ينقل السلاح والعتاد للمجاهدين القساميين الأوائل عبر المناطق بسيارته الخاصة متوكلا على الله بإيمانه القوي بقلب فولاذي لا يعرف الكلل ولا الملل ولا الخوف من الحواجز العسكرية.
مجاهدا في صفوف القسام
بعد انتهاء الانتفاضة الفلسطينية الأولى وجيء السلطة الفلسطينية برز نشاط شهيدنا البطل في منطقته حيث كان من ابرز الشبان الملتزمين بالمساجد المحافظين على الصلوات ومع بداية انتفاضة الأقصى المباركة كان شهيدنا رحمه الله من المبادرين الأوائل في حمل راية الجهاد والمقاومة فكان يعمل بصمت ودون تردد مجاهدا بنفسه وماله وكان مسخرا سيارته الخاصة لخدمة إخوانه وتسهيل مهماتهم الجهادية، حيث انه يتمتع بدرجة عالية من الخبرة والمهارة في قيادة السيارات مما كان له بالغ الأثر في سرعة إنجاز المهام الجهادية.
ومع اشتعال ذروة العمل الجهادي العسكري أبى شهيدنا إلا أن يجاهد بنفسه مع إخوانه فأصبح يشارك إخوانه في كتائب القسام ويساهم معهم في عمليات إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون تجاه المغتصبات الصهيونية.
تحلى شهيدنا البطل بجميع الأخلاق التي كان يتحلى بها أبناء الحركة الإسلامية المجاهدين فكان صبورا متواضعا خجولا عرف طريق الحياء فلازمه قدوة برسولنا الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم كان يخفض جناحه لإخوانه ويبادر في كل شيء رغم تقدم سنه عن إخوانه، فرغم تقدم سنه عن إخوانه إلا انه كان يرفض إلا أن يشاركهم الجهد والعناء ولا يترك فرصة يضرب بها الهاون أو صواريخ القسام إلا أن يضع بصماته عليها متأكدا بنفسه من صحة الاتجاه والتصويب الدقيق وكان كثيرا ما يضع نفسه درعا لإخوانه حماية لهم وسعيا في طلب الشهادة.
تميز شهيدنا القسامي البطل بروح المبادرة والجرأة في الحق فكان يقترب من الآليات العسكرية الصهيونية لمسافات قصيرة ليستطلع وجودها وتمركزها قبل ضربها مع إخوانه بقذائف الأربجي والعبوات الناسفة الموجهة وكان يتمتع بخبرة واسعة في عمليات صنع وصب قذائف الهاون وحشوها واصلاح أعطاب صواريخ البنا وفكها وتركيبها والتعامل مع جميع أنواع السلاح وتعامله مع الصواعق المتفجرة والحشوات المتفجرة في العبوات الموجهة والأرضية فكان قائدا ميدانيا فذا في جميع الطلعات مع إخوانه.
استشهاده
كانت آخر كلماته أنا خارج في مهمة جهادية وأرجو من الله أن يكرمني فيها ولقد أكرمه الله في تلك المهمة بالشهادة حيث فاحت من جسده الطاهر رائحة المسك فور استشهاده وكان وجهه منيرا كالقمر منذ اللحظات الأولى لاستشهاده وحتى دفنه حيث انتقل إلى جنات الخلد بإذن الله.
ففي صباح يوم الجمعة الموافق 31-12-2004 صلى شهيدنا القسامي المجاهد الفجر في شوارع حي الأمل بخانيونس مرتديا بزته العسكرية وذلك أثناء تصديه لقوات الاحتلال الصهيوني التي كانت تجتاح المنطقة ثم امتشق قاذف الأربجي ليقتنص الفرصة لضرب آليات العدو الصهيوني مع أخيه الشهيد القسامي المجاهد محمد خريس الذي كان يلازمه في تلك اللحظات حيث قامت طائرة استطلاع صهيونية بتوجيه صاروخ مباشر على المجاهدين ليرتقيا شهداء على الفور، رحم الله شهدائنا وأسكنهم فسيح جناته، وألحقنا بهم إن شاء الله.
ولد هذا البطل في غزه الشجاعيه سنة 1957م وحيدآ لوالدته فعاش في كنف والديه فتره بسيطه من الزمن ثم شاء القدر ان ينفصل والداه عن بعضهما البعض فكفلته والدته و جدته لأمه وقاموا بتربيته ورعايته .
انها دراسته الأبتدائيه فقط ثم تعلم ميكانيكا سيارات ثم سائق فأشتغل بهذه المهنه حتى أستشهاده فعمل كسائق سياره نصف نقل ركاب ثم سياره مرسيدس 7 ركاب ثم سائق باص (أتوبيس) وأخيرآ سائق سيارة أسعاف.
تزوج وأنجب أحدا عشرة فردآ وكان يعولهم هم ووالدته ،،،،،
عاش عصاميآ معتمدآ على نفسه يشقى في هذه الحياه لربما يحظا ولو ببيت يحتوي اولاده لأن هذه العائله مجتمعه تعيش في غرفه ونصف فقط أو في بيت مساحته أربعون مترآ .
انه ذلك البطل "بسام البلبيسي" بلباسه الأخضر، وهو يكتب لنا وللتاريخ قصة من قصص الكفاح والنضال والتضيحه كلآ بأسلوبه وبطريقته وحسب عمله ومكانته فهذا البطل والذي يعمل في خط الدفاع الأول بمواجهة العدو كان سلاحه لباسه الأخضر المتميز وسيارة الأسعاف الواضحة المعالم فيسطر لنا هذا البطل ملحمه بطوليه عن محاولته إنقاذ الشهيد "محمد الدرة"، وكيف أنه استشهد أثناء أدائه للواجب بكل بطوله وفداء وتضحيه.
فنرى في بسام صورة الأب والأخ ، والشهيد، فقد كان ينتظر توقف الرصاص ؛ حتى يتقدم لإنقاذ الدرة ، الذي يعتبره ابنه ، ولكن سيل الرصاص كان جارفا كثيفآ غذيرآ ، ولا ينفع معه انتظار .
عندما كان الطفل محمد الدره ووالده في طريقهم الى سوق السيارات مشيآ على الأقدام عند مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم في غزه صباح يوم 30/9/2000م وكان في هذه الأثناء بداية الأنتفاضه الثانيه انتفاضة الأقصى بسبب زيارة المجرم شارون للمسجد الأقصى بالقدس الشريف قصرآ وغصبآ .
فشهدت هذه المنطقه أعنف المواجهات بين المنتفضين الفلسطينيين والجنود الأسرائيليين وقامت القناصه الأسرائيليه بأطلاق النار وبكثافه على محمد الدره ووالده فأصابوهم بوابل من الرصاص وجرحوهم وأخذ والده يصرخ مات الولد مات الولد فأستدعوا سيارة الأسعاف .
حضرت سيارة الاسعاف التابعة للهلال الاحمر الفلسطيني والتي كان يقودها الشهيد البطل ضابط الأسعاف/ بسام البلبيسي ..
ووقف بالجهة المقابله للدره بجانب جمهور من الصحفيين والشرطه الفلسطينيه خلف أحد سواتر السلطه الفلسطينيه المتواجده هناك وفي هذه الأثناء وصلت العديد من سيارات الأسعاف وسيارات الدفاع المدني والكل ينتظر توقف القصف حتى يتسنا لأحدهم اسعاف هذان المصابان ، ولكن ازداد القصف وانهمرت زخات الرصاص كما رأينا بالتلفاز وعلت صرخات الأب ولم يتحرك أحد لمساعدتهم سواء كان مدنيآ أو عسكريآ وهنا تحركت مشاعر الأبوه والواجب والبطوله والفداء عند ضابط الأسعاف بسام البلبيسي فقرر حسب شهادة مساعده بالأسعاف وهو شاهد عيان لما حدث أن يتحرك بسيارته ويقف بين الدره والقناصه الأسرائيليه لتكون سيارة الأسعاف ساتر يصد رصاص العدو وكذلك قناعته بأنه ربما الصهاينه لن يطلقوا الرصاص على الأسعاف فقام زملائه بتحذيره من التوجه لهذا المكان ،،، ولكن قسوة وهول المشهد جعله لا يأبه لأي تحذير او خطر وتوجه بسيارته هو وزميله الى الموقع.
اخترق بسام البلبيسي حصار الموت ووقف بين الطرفين بسيارته في مرمى النار غير مكترث فجن جنون الجنود الأسرائيليين وأخذوا يرشقون سيارة الأسعاف بالرصاص في كل صوب وأتجاه فلم يختبئ او يحتمي بسيارته؛؛ فنزل البطل بسام من سيارته وهو امام مرمى النار ويعرف ان من يطلق النار قناصه مهره وحمل الشهيد الطفل الى سيارة الأسعاف لكن رصاصات الغدر كانت أسرع ، وقبل ان يصل بسام حاملاً الشهيد الطفل الى سيارة الاسعاف القريبة من الموقع الذي كان الاب يرقد فيه جريحا وهو يضم ابنه ويحميه بجسده ، سقط سائق سيارة الاسعاف شهيدآ برصاص الجيش الاسرائيلي ..
تاركآ خلفه والدته المسنه وزوجته وأحدا عشرة أبنآ وبنتآ أصغرهم يبلغ من العمر شهران يتركهم في رعاية الله و يرحل .
ولم ينس العالم مشهد قتل الطفل محمد الدرة (12 سنة) بتاريخ 30/9/2000م وهو بين يدي والده يحميه بجسده الضعيف،، في ذلك الموقع بدم بارد ؛؛ وجميع وكالات الأنباء قد عرضت صورته في بث مباشر من مكان الحدث كشاهد على الجريمه وهم عزل يحتمون خلف برميل من الصفيح كان وصدفه موجود بالشارع ، ثم لم يتوانى هؤلاء الجنود الحاقدون القتله من قتل رجل الاسعاف بسام البلبيسي (45 سنة) في نفس الوقت عندما تقدّم ليساعد محمد الدرة وأباه
ولد الشهيد القسامي المجاهد رواد فتحي رباح فرحات "17 عاماً " في شهر ابريل من العام 1988م في مدينة غزة بحي الشجاعية ، وتربى في أحضان عائلة مجاهدة أرضعت أبناءها لبن الجهاد والاستشهاد منذ الصغر ، و ترعرع في أسرته التي آوت بمنزلها عشرات القادة والمجاهدين من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، فعاش حياة المجاهدين منذ الصغر . وتتكون عائلته المجاهدة من ستة أبناء " الشهيد القسامي القائد نضال ، و المجاهد حسام ، والأسير القسامي وسام ، والشهيد القسامي المقتحم محمد , والقائد القسامي المطلوب لقوات الاحتلال مؤمن ، بالإضافة إلى شهيدنا الفارس رواد " ؛ وأربعة بنات " إيمان ، انعام ، الهام ، ايناس " ، وتميز شهيدنا بالشخصية الهادئة المحبة للجهاد في سبيل الله.
ورفرفت راية الجهاد والمقاومة فوق منزل هذه عائلة فرحات ، منذ الانتفاضة الأولى عام 1987م ، حين استشهد على أرض منزلها الشهيد القسامي القائد عماد عقل عام 1993م ، الذي أمضى وقته في المطاردة بين أحضانها . أما في انتفاضة الأقصى المباركة التي اشتعلت عام 2000م استبقت أم نضال فرحات ، أم الشهيد رواد نساء وأمهات فلسطين في توديع أبنائهن للشهادة في سبيل الله ، وتجسدت هذه البداية من خلال شريط الفيديو الذي ودَعت فيه ابنها المجاهد محمد قبل تنفيذه للعملية الاستشهادية في ما كان يعرف بمغتصبة عتصمونا . وقدمت ابنها البكر نضال شهيداً ، وابنها وسام أسيراً في السجون الصهيونية . وكان لزاماً على الأسرة أن تدفع فاتورة الجهاد و المقاومة ، فتعرضت للتشرد أكثر من مرة حين قامت طائرات الأباتشي بقصفه خلال الاجتياحات الصهيونية المتكررة لمنطقة الشجاعية .
درس المرحلة الإبتدائية في مدرسة في مدرسة الشهيد معين بسيسو بغزة ، والإعدادية بمدرسة تونس بمدينة غزة أيضاً ، وتقف مشواره الدراسي لغاية الصف الثاني الإعدادي ، حيث ترك الدراسة ليتفرغ للعمل الجهادي ، بعد أن تأثر بحياة المجاهدين.
انضم شهيدنا رواد إلى صفوف الحركة الإسلامية في العام 2003م ، في العام الثالث لانتفاضة الأقصى المباركة ، فكان إلتزامه في مسجد الصديقين بحي الزيتون شرق مدينة غزة ، وبدأ يداوم على الجلسات الحركية ، و يستعد لمبايعة الإخوان المسلمين ، ولكن قدر الله أن يرتقي شهيداً قبل أن تتم بيعته
ولو أردنا أن نحدد العام الذي انخرط فيه الشهيد القسامي رواد في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام ، سنجد انه سبق شباب جيله ، وسنجده من أصغر المجاهدين الذين التحقوا بالعمل الجهادي في القسام ، لأنه منذ نعومة أظافره عاش معهم و سهر الليالي يساعدهم في نقل العتاد و السلاح ، وينظفه فكان المجاهد صغير السن كبير الأفعال . فهو الذي تكحلت عيونه بالسهر مع قادة ومؤسسي كتائب القسام ، وعلى رأسهم القائد عماد عقل أسطورة الجهاد والمقاومة ، الذي استشهد في منزلهم بعد أن حاصرت القوات الصهيونية الخاصة و جنود الاحتلال المنطقة .
من محطاته الجهادية
• تزينت حياة شهدنا رواد بالكثير من المواقف و المحطات الجهادية التي احتسبها عند الله سبحانه و تعالى ، حيث كان لا يتوقف عن إنفاق ماله في سبيل الله ، حتى غاب من تفكيره أن يدخر بعض المال ليبني مستقبله ، و يجهز لزواجه ليعيش حياته كأبناء جيله .
• لم يقف صغر سنه عقبة أمامه في قيادة مجموعة قسامية ، بل فاق على من هم أكبر منه سناً في القادة القساميين ، حين كان يتسابق مع مجموعته ليكون في الصفوف الأولى لصد الاجتياحات الصهيونية عن منطقة الشجاعية و حي الزيتون شرق مدينة غزة .
• أتقن استخدام جميع أنواع الأسلحة التي بحوزة الجناح العسكري لحركة حماس ، سواء كانت الأسلحة الرشاشة ، أو القذائف المضادة للدروع ، أو العبوات الناسفة .
• تتلمذ على يد العديد من قادة التصنيع في كتائب القسام من بينهم الشهيد القائد عدنان الغول ، و الشهيد القائد عماد عباس زوج أخته ، فأجاد صناعة المادة الدافعة لصواريخ القسام ، و المادة المستخدمة في العبوات الناسفة ، و القنابل اليدوية .
* وشارك الشهيد رواد في اقتحام أحد المواقع العسكرية الصهيونية مع إخوانه المجاهدين شرق مدينة غزة . عائلة المجاهدين
ورغم التضحيات الجسام التي قدمتها عائلة فرحات ، إلا أنها ما زالت شامخة ، و مستعدةً لتقديم جميع أبنائها الواحد تلو الآخر شهداء في سبيل الله ، وهذا ما أكدته الخنساء " أم نضال" حين قالت :" مهما قدمنا من الشهداء وودعنا أبناءنا لم نحزن ولن نبكي عليهم ، لأنهم ذاهبون إلى حياة أعظم من حياتنا .
الشهيد إبراهيم عبد الكريم بني عودة الطموني من قرية طمون ولد في عام 1965 في دولة الكويت ونشأ وترعرع هناك مصليا في مسجد ابن هجاج في مدينة خيطان وقد ولد لأبوين محافظين نشأ في كنفهما على الطاعة والإيمان وحب الدين والصلاة في المسجد وقد ظل في الكويت حتى أتم الدراسة الابتدائية والمتوسطة وجزءا من المرحلة الثانوية حيث انتقل مع أهله في العام 1983الى الأردن ليأخذ شهادة الدراسة الثانوية بتفوق من مدارسها وحصل على معدل عال يأهله لدخول أي كلية يرغبها إلا أنه اكمل الدراسة الجامعية في كلية الشريعة من الجامعة الأردنية متتلمذا على أيدي علماء أفاضل من أمثال الشيخ المجاهد الشهيد عبد الله عزام والدكتور فضل عباس والدكتور أحمد نوفل وغيرهم، وقد تخرج من الجامعة الأردنية بامتياز عام1987.
ثم دخل بعدها الى الخدمة العسكرية رغم استطاعته تأجيلها إلا أن حب الإعداد الذي أراده الشهيد والتدريب العسكري على مختلف الأسلحة وميادين القتال كان أكبر دافعا له من تأجيل الخدمة التى أمضى فيها عامين كاملين صقلت منه النواة الأولية للمجاهد ثم لبى النداء الذي وجهه له إخوانه المجاهدين في أفغانستان حيث انتقل هناك ليزيد من المهارة العسكرية وليلتقي بمعلمه الأول الدكتور عبد الله عزام هناك وليواجهه بما حصل عليه من تدريب عسكري قوة عظمى كجزء من التدريب العملي الذي يؤهل تفكيره المستقبلي لواجبه المنتظر وكان له صولات وجولات في المعارك هناك فتح الله على يديه بها انتصارات لإخوانه الأفغان.
ويأتي الدور الأول والواجب الذي كان يفكر فيه الشهيد منذ القدم فمعركته الأولى هناك في أرض المقدسات الاسلاميه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أرض فلسطين حيث جال الفكر مليا عن الطريقة التي من خلالها يصل إلي فلسطين إلى أن يسر الله له الزواج بقريبة له هناك عملت على تقديم معاملة لم الشمل له.
وعلى غير العادة وبتوفيق من الله سبحانه صدر له التصريح خلال ستة أشهر انتقل بعدها إلى الأرض المباركة ليبدأ مشواره الجهادى الذي حلم به منذ الصغر والذي أعد له العدة الكاملة متوكلا على الله وحده وتاركا خلفه الأهل والإخوان والأعمال التجارية التي يعمل بها أهله.
وقد حدثتنا والدته عن فترة الإعداد هذه التي انتظر فيها خروج التصريح فقالت:
كان إبراهيم الله يرضى عليه قوي البنية تدرب أنواعا كثيرة من القتال حتى انه كان يتحدى جميع رفقائه في القتال ولم يفلح أحد منهم على أن يوقعه أرضا ولو لمرة واحدة يحب التحدي ولا يعرف اليأس يعمل في أي شئ وينجح فيه بل يبرع في أكثر الامور كان يركض كل يوم تقريبا بعد الفجر بعد أن يعود من الصلاة من المسجد والتي كان يحافظ عليها اكثر شئ حتى أنها فاتته مرة جماعة فوجدته يبكي بكاء شديدا نعم من طلب العلا سهر الليالي وعلى هذا الدرب سار الشهيد إلي أن انتقل إلي العمل العسكري في فلسطين وكان من أهم ما يميزه السرية والكتمان والتي أبعدت الأنظار عنه بتوفيق الله من قبل الجميع حتى ظنوه شخصا أقل من العادي مع إخفائه حقيقة بهرت الناس جميعهم بعد استشهاده متمثلا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان"
بعض الأعمال التي عرفت عنه
كثيرة هي الأعمال التي كان يقوم بها الشهيد حتى كأنك تظنه قد وضع هم الجميع على رأسه فتارة يعمل في تدريب الخلايا وتارة في إعداد المتفجرات الجديدة والكيماوية وتارة في تنفيذ الهجمات أو التفجيرات وتارة في التخطيط لها وغيرها من الأمور التي لم يكن أحد ليعلم منها شيئا لولا كلام الشهيد نفسه قبل ثلاثة أيام من استشهاده فقط للشيخ الشهيد جمال منصور والذي رافقه في الاعتقال عند السلطة الفلسطينية لمدة تزيد عن السنتين ونصف لم يستطع خلالها أحد التعرف عن هذا الشخص المجهول الذي كان مسؤولا عنهم في المعتقل والذي كان يؤمهم في الصلاة لحفظه لكتاب الله سبحانه وتعالى.
حيث أرادت السلطة إخراج المعتقلين من السجن خوفا من أن يسقط اليهود على السجن أية متفجرات أبان بداية انتفاضة الأقصى فدار حديث بينه وبين الشيخ جمال منصور فقال له أنا أعلم أن اليهود لن يتركوا من جهدهم بدا لاغتيالي ولولا أنني لا أريد شق الصف بيننا لخرجت من السجن الى مكان لا يطالني اليهود فيه فلما أصر الشيخ جمال منصور تقبله الله على معرفة السبب قال له الشهيد إن اليهود الآن يعرفون من أنا حيث أن السلطة اعتقلتني بعد أن وردهم اعترافات من خلايا كنت أدربها عن وجود مواد كيماوية بسيطة إذا وضعت في أماكن معينة و أجريت لها بعض التفاعلات فان اليهود سيدفنون موتاهم لشهور وصار جليا عندهم أنني المسؤول عن عبوات المغفلين التي كنت أزرعها لليهود حيث كنت أفخخ لهم أشرطة الفيديو وعلب المكياج وغيرها من المواد مما أدى الي مقتل العشرات منهم والله أعلم بغيرها من أمور حيث الله وحده سبحانه الذي يعلم ماذا قدم هذا الشهيد من خدمات للعمل الجهادي في فلسطين لشدة تكتمه ولطبيعة عمله السري الذي كان ينفرد في العمل به لوحده فقط من دون مساعدة أحد.
فلقد شاء قدر الله سبحانه أن يقع بيد اليهود أحد الخلايا التي تعامل معها الشهيد ليعطي أحد الاخوة أوصاف الشهيد لهم بعد التعذيب الشديد الذي تعرض له من اليهود حيث شاهد الأخ الشهيد قدرا من خلال العمل معه دون قصد لأن الشهيد كان يتعامل مع إخوانه في العمل من خلال النقاط الميتة فلا أحد يرى الآخر إطلاقا وهذا ما ساعد في تأريق اليهود أيضا في معرفة الشخص الذي يكون الخلايا ويمدهم بكل ما يحتاجونه من أموال ومواد وخطط ويدعى رائد وهو الاسم الذي تكنى به الشهيد نعم فلقد كان رائدا في كل المجالات التي عمل بها حتى استحق هذا الاسم عن جدارة . ثم تم التعاون بعدها مع أجهزة السلطة في الكشف عن هذا الشخص ليتم اعتقاله في شهر 8 من عام 1998 بعد البحث المتواصل عن شخصيته ومطابقة الأوصاف من مكتبه في مدينة نابلس ليوضع الشهيد بعدها تحت التعذيب الشديد من أجهزة السلطة الفلسطينية والتي تركت آثارا على جسم الشهيد رأتها أمه عندما زارته في السجن بعد قرابة السنتين كشاهد أمام الله سبحانه لما تعرض له هذا الشهيد من ضرب وتعذيب استمر نحو الخمسة أشهر باء الجلادون بعدها بالفشل في أخذ ولو اعتراف واحد من الشهيد ليسطر أسطورة في التحمل والمسؤولية والفداء.
وحيث أن الشهيد كان في الأردن مع أهله وحيث أنه لا يوجد عنده أي أحد من اخوته أو أبويه أو شقيقاته ولانتقال الشهيد للعيش في نابلس جبل النار ليتسنى له أن يكون قريبا من خطوط المواجهة مع اليهود وليؤكد من خلال العمل الذي اختاره لنفسه الساتر الذي يتخفى من خلاله عن شخصيته حيث عمل الشهيد في حقل أدوات السمع والبصر والأدوات الطبية نافيا عن نفسه أي تفكير ولو من أقرب الناس علاقته بحماس أو طريق المقاومة وكل ذلك أثر على مجريات الأمور بعد اعتقال الشهيد حيث أن السلطة كانت تعتقل كل من يزوره في السجن وتعذبه مما ساعد على انقطاع الناس عن الشهيد ناهيك عن قلة المعارف والأقرباء وعن جهل الناس بإبراهيم بني عودة الذي قاد كتائب الشهيد عز الدين القسام وكان يعد المهندس رقم 3 فيها بعد الشهيد يحيى عياش والشهيد محيى الدين الشريف تقبلهم الله جميعا .
وفي هذا الظرف ظهر شخص يدعى علان وهو قريب للشهيد من الجد الخامس هذا الشخص كان يزور الشهيد في سجنه باستمرار ويعرض على الشهيد تقديم الخدمات بشكل مستمر مما أشعر الشهيد بأن لهذا الشخص حكاية في العمالة كيف لا وقد كان الشهيد مسؤولا عن الجهاز الأمني في الكتائب لفترة ليست بالبسيطة وكان يضرب لإخوانه الأمثال في التحركات خارج السجن حيث كانت السلطة تعطيهم ما يسمى بالإجازة كل شهر بأن يخرجوا بكفالة يوما أو يومين فكان الشهيد يعقد لهم الدورات الأمنية المختلفة في فن التنقل والتنكر وكشف التعقب حتى لا يقعوا في يد اليهود أو العملاء جاعلين من السجن مدرسة للجميع تعينهم على أمور الدنيا والآخرة فمن دروس فقهية الى ألعاب رياضية الى حفظ للقرآن الى تسلية وترفيه وغيرها من الأمور وليس فترة تمر من العمر من دون فائدة أو عمل.
وقد نظم الشهيد أيضا بعض الخلايا وفي السجن فلا مكان للكسل أو القعود حتى في السجن.
استغل الشهيد علان هذا في كل الأمور موهما إياه بعدم شكه فيه واعطائه كل الأمان كقريب ومساعد له وانه لا يوجد غيره من الناس يساعده وهذا ما كان يبحث عنه هذا العميل الذي لم يأل جهدا في التعرف ولو على معلومة واحدة من الشهيد دون جدوى.
وعندما زارت أم الشهيد ابنها في السجن قبل استشهاده ب4 أشهر فقط بعد غياب من الاهل زاد أكثر من سنتين حيث كان الشهيد يرفض أن يسافر اليه أحد من أهله خاصة أمه وأبوه حتى لا يستغل اليهود وجودهم في الضغط عليه لاستخراج أية معلومة ولو بسيطة الا أن اصرار والدته المجيء سمحت لها الاطلاع عليه عن قرب ودارت بينهما علاقة لم تعهدها الام من قبل ولمدة شهر كامل من زيارتها له في السجن حيث تعرفت على كثير من الامور التي كانت تجهلها عن ابنها والتي لم يجد الشهيد في معرفتها لها من بأس أو خطر وشاهدت العلاقة التي كانت بينه وبين هذا الشخص والذي حذرته لما لبعض أفراد عائلته من عمالة مع اليهود فما كان من الشهيد إلا أن قال لها أنا أعرف يا أمي من هو علان ولكن في نفسي شيئا له ظهر فيما بعد حيث كان الشهيد رحمه الله يخطط لاختراق الشاباك والشين بيت من خلال العمل لبعض العمليات النوعية من خلال هذا الطعم الذي وصل إليه فلا بد من استغلال كافة الفرص المتاحة مهما كانت صغيرة لكن قدر الله لم يسنح له بذلك فعسى أن يؤتيه الله الأجر بالنية إن شاء الله .
وقد كانت أم الشهيد لا تعرف الكثير عن ابنها كما ذكرنا لشدة تكتمه عن طبيعة عمله وسريته التي اشتهر بها الشهيد فمن شدة الإصرار عليه أخبرها بقصة شاء الله سبحاته أن يخبرها إياها لتكون دليلا على كرامة أهداها الله سبحانه وتعالى للشهيد قبل اعتقاله حيث كان الشهيد يتعامل مع قذيفة هاون أكلها الصدأ لفكها والاستفادة من المواد الموجودة فيها في صناعة العبوات إلا أنها ومع استخدام العنف قليلا معها سقطت بين يدي الشهيد وانفجرت القذيفة والتي تحدث أثرا مدمرا وقاتلا لدائرة تقدر قطرها ب15 مترا وتحدث دويا مرعبا خاصة انه يتعامل معها في حي محاط بالمارين وبالعمارات فتوقع الشهيد بأن الأجل انتهى وقام وهو يدور حول نفسه يرى ما حل به أو في المكان وينظر إلي الخارج من نوافذ الغرفة التي كانت في الدور السابع فإذا عناية الله تتدخل ولا يحدث أي مكروه للشهيد سوى غبار تطاير على ملابسه أخذ بنفضه وكأن الصوت الذي حدث كان في بلد آخر فلم يسمع به حتى جيرانه فعلم أنها عناية الله وأن الله قد كتب له عمرا جديدا ليكمل المشوار الذي قد بدأه بقوة وعزيمة وإصرار وإيمان بأن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك .
وتمر الايام وتبدأ انتفاضة الأقصى المبارك لتعطي لشهيدنا دفعة جديدة في الجهاد حيث خرج من السجن احترازيا لعدم القاء اليهود متفجرات على السجن الذي كان يعتقل فيه أناس من خيرة المجاهدين وبعد الخروج بيوم تقريبا ليجهز مباشرة عملية تفخيخ سيارة في مدينة الخضيرة المحتلة قبل 4 أيام من استشهاده ليقتل بها وحسب الرواية اليهودية الكاذبة اثنان ويجرح 55 ويحرق ما لا يقل عن 16 محلا تجاريا حيث قال شهود عيان بأنه قتل فيها مالا يقل عن 22 شخص وجرح أكثر من 100 ودمر قريب من 35 محلا تجاريا لشدة الانفجار والمواد الموضوعة فيه .
وتظهر بصمات الشهيد على العملية ليقرر اليهود بعدها ضرورة التخلص من الشهيد ناشرين صوره على أجهزة التلفزة والإعلان عن ضرورة إلقاء القبض عليه حيا أو ميتا كواحد من أخطر خمسة مطلوبين في الضفة وإذا كانت النفوس عظاما تعبت من مرادها الأجسام فها هو الشهيد يعد لعملية ثانية بعد يومين فقط من الأولى مع اخوته في كتائب العز والفخار ليتم التخطيط والتجهيز وبدء التنفيذ.
في يوم 23/11/2000 حيث كان الشهيد يبحث عن سيارة لنقل المواد إلي إخوانه المعنيين لينطلقوا باسم الله إلى هدفهم فيأتي علان هذا العميل والذي اتخذ اليهود منه ومن أمثاله حذاء يلبسونه يدوسون به شوك المجاهدين الأبطال إن استطاعوا حتى إذا ما انهوا مهمتهم خلعوه وقذفوا به ليدخل إلى مزبلة التاريخ من أوسع أبوابها وليظل عارا عليه وعلى أمثاله يأتى علان عارضا سيارته للشهيد كأمانة يضعها عنده لأنه سيتوجه الى رام الله لمدة 3 أيام وأنه لم يجد أحدا غير الشهيد يعطيها له فيأتي قدر الله سبحانه ويسيطر على فكر الشهيد الهم الأكبر وهو تأمين المواد للمجاهدين ناسيا الأمنيات في هذا الموضوع حيث أن الشهيد ما كان يركب في سيارة العميل ولو لمرة واحدة أو كان يؤمن منه أي غرض يعطيه إياه إلا أنه قدر الله سبحانه وحكمته فيركب الشهيد السيارة وينطلق العميل بالاتصال بسادته اليهود أنه فيها وقد أخذوا السيارة من العميل قبلها بيومين وفخخوا مسند الرأس بعبوة شديدة الانفجار موجهة الى الرأس تنفجر لاسلكيا من طائرة كانت تحلق في سماء نابلس ليقع الأسد الهصور شهيداً ... اللهم أحينا سعداء وأمتنا في سبيلك شهداء بعد طول عمل وحسن بلاء يا رب العالمين
ولد الشيخ الشهيد نزار ريان في مخيم جباليا عام 1958 م، وكانت عائلة الشيخ تقطن بلدة نعليا القريبة من عسقلان إلى أن هجرهم الاحتلال الصهيوني في 1948م.
وتلقى الدكتور نزار ريان تعليمه الأكاديمي في السعودية والأردن والسودان، فقد حصل ريان على شهادة البكالوريوس في أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1982، وتلقى العلم الشرعي على علماء الحجاز ونجد، ثم حصل الشهيد على شهادة الماجستير من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية بعمّان عام 1990 بتقدير ممتاز، ومن بعد نال درجة الدكتوراة من جامعة القرآن الكريم بالسودان عام 1994م.
وعمل الشهيد إماماً وخطيباً متطوعاً لمسجد الخلفاء بمخيم جباليا منذ 1985وحنى 1996 واعتقل عدة مرات ، ثم عمل الشهيد أستاذاً للحديث النبوي الشريف بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة.
له العديد من المؤلفات العلمية أبرزها كتاب "دراسات في السيرة" والتي تناولها بصورة جلية ليسهل تأسي واقتداء الأمة بها والاعتبار من مجاهده النبي صلي الله علية وسلم ودفع الأعداء.
والشهيد ريان متزوج من أربع سيدات، له ست أولاد ذكور، وست بنات، وكان ينذر أبناءه للدفاع عن فلسطين فقد استشهد اثنان منهما في عمليات ضد الاحتلال الصهيوني، وكان ابنه الشهيد إبراهيم (17عاما) أحد الكوادر الذين اقتحموا مستعمرة " إيلي سيناي" في 2 أكتوبر2001م، وفي العملية قتل وأصيب حوالي تسعة عشر صهيوني.
عرس الشهادة في بيت الشهيد
عندما جاء نبأ استشهاد إبراهيم وقفت والدته بباب البيت ورفضت تلقي العزاء في نجلها وطالبت بإقامة عرس للشهيد افتتح بالزغاريد .
وقال الشهيد نزار في لقاء أثناء تلقي التهاني في استشهاد نجله " إن اليوم عرس إبراهيم؛ فهو أول المجموعة المجاهدة من أسرتي، وأنا فخور به وبعمله؛ لأن الوطن ما زال يحتاج منا لمزيد، وسنبذل أرواحنا حتى نعود إلى قرانا ومدننا التي هُجّرنا منها"، وتابع "أن إبراهيم برغم صغر سنه فإنه رجل، وكنت أتوقع من شاب مثله أن يقدم مثل هذا وأكثر للوطن؛ فهو نشأ على حب الجهاد والاستشهاد".
وقد كان نجله الأصغر وهو لم يتعدي السنوات الست يدخر من مصروفة الشخصي في حملة تجهيز جهادي لكي بنال الأجر فقد كان بيت الشيخ الشهيد قبلة لكتائب القسام وشهدائها.
ويكمل الشهيد ريان أنه جلس يستمع لنشرة الأخبار وتفاصيل العملية الجهادية وجرأة المجاهدين على اقتحام المستوطنة وأنا لا أدري أن ولدي من بينهما، فقمت وتوضأت وأخذت أصلي لله عز وجل وأدعو ربي أن يثبّت رميتهم حتى جاءني المبشّرون يزفون لي خبر استشهاد ولدي؛ فحمدت الله أن رزقه الشهادة، ورجوته أن يحتسبه عنده شهيدا".
قيادة الشيخ للعمليات الجهادية ضد الاحتلال الصهيوني في جباليا
ويعد الشهيد ريان من أبزر القيادات السياسية والميدانية التي تتولى بنفسها القتال المباشر مع العدو الصهيوني فهو قائد المعارك في جباليا العصية على الاحتلال الصهيوني وهو الذي حاول مراراً أن يقتحم المخيم وتتصدي له عناصر المقاومة تحت قيادة الشهيد وفي لقاءه مع جريدة السبيل في عام 2004 م، بعد وصفه العمليات الجهادية قال الشهيد "إن الشهداء ليسوا خسارة، الخسارة أن يدخل عدونا المعسكر، ولذلك أقسمنا نحن المجاهدين أن نصد عدونا عن المعسكر مهما كلفنا ذلك، لهذا كثرت فينا الجراحات، وتحديثا بنعمة ربي سبحانه، فإن أُسر الشهداء معنوياتهم عالية، ونفسية أهليهم عالية، والحمد لله تعالى، لا نرى الدموع، وإنما نرى الصبر والصابرين، الخسارة أن يقتحم المخيم لا قدر الله، ولن يكون بإذن الله، لأن تفقدي للمجاهدين أعطاني ثقة كبيرة بأن قدرتنا على صدهم ممكنة بحمد المولى سبحانه.. جمعنا الله وإياكم في خنادق العز والكرامة.
يوم الشهادة
رفض الشهيد في تحدي صارخ أن يخلي منزله أو أن يتركه على إثر إنذار جاءه من جيش الاحتلال الصهيوني، فقد قامت المقاتلات الصهيونية الـ "اف 16" باستهداف بيت الشهيد بثلاثة صواريخ مع عائلته وعلى إثرها استشهد القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس نزار ريان مع تسعة آخرين من أفراد أسرته بينهم زوجاته الأربع وأبناءه
ولد الشيخ الشهيد نزار ريان في مخيم جباليا عام 1958 م، وكانت عائلة الشيخ تقطن بلدة نعليا القريبة من عسقلان إلى أن هجرهم الاحتلال الصهيوني في 1948م.
وتلقى الدكتور نزار ريان تعليمه الأكاديمي في السعودية والأردن والسودان، فقد حصل ريان على شهادة البكالوريوس في أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1982، وتلقى العلم الشرعي على علماء الحجاز ونجد، ثم حصل الشهيد على شهادة الماجستير من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية بعمّان عام 1990 بتقدير ممتاز، ومن بعد نال درجة الدكتوراة من جامعة القرآن الكريم بالسودان عام 1994م.
وعمل الشهيد إماماً وخطيباً متطوعاً لمسجد الخلفاء بمخيم جباليا منذ 1985وحنى 1996 واعتقل عدة مرات ، ثم عمل الشهيد أستاذاً للحديث النبوي الشريف بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة.
له العديد من المؤلفات العلمية أبرزها كتاب "دراسات في السيرة" والتي تناولها بصورة جلية ليسهل تأسي واقتداء الأمة بها والاعتبار من مجاهده النبي صلي الله علية وسلم ودفع الأعداء.
والشهيد ريان متزوج من أربع سيدات، له ست أولاد ذكور، وست بنات، وكان ينذر أبناءه للدفاع عن فلسطين فقد استشهد اثنان منهما في عمليات ضد الاحتلال الصهيوني، وكان ابنه الشهيد إبراهيم (17عاما) أحد الكوادر الذين اقتحموا مستعمرة " إيلي سيناي" في 2 أكتوبر2001م، وفي العملية قتل وأصيب حوالي تسعة عشر صهيوني.
عرس الشهادة في بيت الشهيد
عندما جاء نبأ استشهاد إبراهيم وقفت والدته بباب البيت ورفضت تلقي العزاء في نجلها وطالبت بإقامة عرس للشهيد افتتح بالزغاريد .
وقال الشهيد نزار في لقاء أثناء تلقي التهاني في استشهاد نجله " إن اليوم عرس إبراهيم؛ فهو أول المجموعة المجاهدة من أسرتي، وأنا فخور به وبعمله؛ لأن الوطن ما زال يحتاج منا لمزيد، وسنبذل أرواحنا حتى نعود إلى قرانا ومدننا التي هُجّرنا منها"، وتابع "أن إبراهيم برغم صغر سنه فإنه رجل، وكنت أتوقع من شاب مثله أن يقدم مثل هذا وأكثر للوطن؛ فهو نشأ على حب الجهاد والاستشهاد".
وقد كان نجله الأصغر وهو لم يتعدي السنوات الست يدخر من مصروفة الشخصي في حملة تجهيز جهادي لكي بنال الأجر فقد كان بيت الشيخ الشهيد قبلة لكتائب القسام وشهدائها.
ويكمل الشهيد ريان أنه جلس يستمع لنشرة الأخبار وتفاصيل العملية الجهادية وجرأة المجاهدين على اقتحام المستوطنة وأنا لا أدري أن ولدي من بينهما، فقمت وتوضأت وأخذت أصلي لله عز وجل وأدعو ربي أن يثبّت رميتهم حتى جاءني المبشّرون يزفون لي خبر استشهاد ولدي؛ فحمدت الله أن رزقه الشهادة، ورجوته أن يحتسبه عنده شهيدا".
قيادة الشيخ للعمليات الجهادية ضد الاحتلال الصهيوني في جباليا
ويعد الشهيد ريان من أبزر القيادات السياسية والميدانية التي تتولى بنفسها القتال المباشر مع العدو الصهيوني فهو قائد المعارك في جباليا العصية على الاحتلال الصهيوني وهو الذي حاول مراراً أن يقتحم المخيم وتتصدي له عناصر المقاومة تحت قيادة الشهيد وفي لقاءه مع جريدة السبيل في عام 2004 م، بعد وصفه العمليات الجهادية قال الشهيد "إن الشهداء ليسوا خسارة، الخسارة أن يدخل عدونا المعسكر، ولذلك أقسمنا نحن المجاهدين أن نصد عدونا عن المعسكر مهما كلفنا ذلك، لهذا كثرت فينا الجراحات، وتحديثا بنعمة ربي سبحانه، فإن أُسر الشهداء معنوياتهم عالية، ونفسية أهليهم عالية، والحمد لله تعالى، لا نرى الدموع، وإنما نرى الصبر والصابرين، الخسارة أن يقتحم المخيم لا قدر الله، ولن يكون بإذن الله، لأن تفقدي للمجاهدين أعطاني ثقة كبيرة بأن قدرتنا على صدهم ممكنة بحمد المولى سبحانه.. جمعنا الله وإياكم في خنادق العز والكرامة.
يوم الشهادة
رفض الشهيد في تحدي صارخ أن يخلي منزله أو أن يتركه على إثر إنذار جاءه من جيش الاحتلال الصهيوني، فقد قامت المقاتلات الصهيونية الـ "اف 16" باستهداف بيت الشهيد بثلاثة صواريخ مع عائلته وعلى إثرها استشهد القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس نزار ريان مع تسعة آخرين من أفراد أسرته بينهم زوجاته الأربع وأبناءه
رحم الله البطل نزار ريان و تقبله من الشهداء ...
بارك الله بك اخت ام يزن واشكرك على عودتك لتفعيل الموضوع من جديد ...
ولد الشهيد حامد فالح أبو حجلة في مدينة نابلس بتاريخ 24/7/1977 لأسرة معروفة بالتدين والغنى، تعود جذورها إلى بلدة دير استيا جنوب نابلس، وكان والده نقيبا للصيادلة في نابلس ونائبا لنقيب الصيادلة في الضفة الغربية.
نشأ حامد بين إخوته الخمسة نشأة إيمانية إسلامية، وترعرع في جنبات المساجد، يؤدي الصلوات الجماعية في أوقاتها… ويتلقى دروس العلم والدين على يد الشيوخ وعلماء الدين الحنيف، ويشارك إخوانه وأقرانه من شباب المساجد نشاطاتهم وفعالياتهم المختلفة.
تلقى شهيدنا علومه الابتدائية في مدارس نابلس وأنهى الثانوية العامة-الفرع العلمي-بالمدرسة الإسلامية في المدينة، ليلتحق خلالها بصفوف الحركة الطلابية الإسلامية ، ويصبح أميرا لها في مدرسته .
وما إن أنهى شهيدنا دراسته الثانوية حتى التحق بكلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية عام 1996 وينضم إلى صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس في مدينة نابلس والكتلة الإسلامية داخل أسوار الجامعة، ليرتقي بعدها في صفوف الكتلة الإسلامية بشكل متسارع لما كان يتمتع به حامد من همة ونشاط عاليين أهّلاه ليكون أميرا لأبناء الكتلة الإسلامية في كليته، ومن ثم انتخبه طلاب قسم الهندسة المعمارية لعضوية نادي القسم لعامين متتاليين 97-99 .
ولما كان شهيدنا على علاقة طيبة وحسنة مع كافة شرائح الطلبة في الجامعة فقد فاز بعضوية مجلس الطلبة لعام 1999-2000 والذي قادته الكتلة الإسلامية بكل جدارة واقتدار وبرئاسة الشهيد القسامي "قيس عدوان"، وضم فيمن ضم الشهيد القسامي كريم مفارجه، ليزداد قربا من إخوانه الطلبة الذين شهدوا له بالتضحية والتفاني في خدمتهم وتقديم العون والمساعدة لهم.
تعرض شهيدنا للاعتقال على يد الاحتلال الصهيوني، وخاض تجارب قاسية في التحقيق لدى المخابرات الصهيونية التي حاولت عبثا الحصول على اعتراف واحد يدينه او يدين احد إخوانه المجاهدين، لكنها كانت تواجه في كل مرة بشاب صلب المراس، لا يعرف الوهن إلى جسده النحيل والرقيق طريقا، وكان لما تعرض له على يد الصهاينة أثر بالغ في نفسه ، أحب أن يجسده واقعا، فقد برع في أداء اللقطات المسرحية والتمثيلية التي تقلد جنود الاحتلال الذين يعتدون على المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون وفي أقبية التحقيق، وقد ساعده في ذلك طوله الفارع وشعره الأشقر حيث كان مظهره يشبه الأوروبيين.
توالت الأحداث تباعا بعد مرور ثلاثة أشهر على انطلاقة انتفاضة الأقصى، ومع كل يوم كان يمر، كانت جرائم الصهاينة تزداد شراسة وهمجية، وكانت أعداد الشهداء في تصاعد مستمر، وكانت اعتداءات الصهاينة من البشاعة والفظاعة ما دفعت بالشاب الرقيق الهادئ، صاحب الابتسامة الدائمة لان يخرج عن صمته، ويفجر الألم والحزن الكامن في صدره بكلمات ليست كالكلمات، فمن طبيعة الرجال العظام ألا يتكلموا بأفواههم، بل يصنعون الأحداث ويتركوها لتتحدث عنهم باللغة التي يفهمها كل بني البشر على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم.
لغة الدما لغتي وليس سوى الدما أنا عن فنون القول أغلقت الفما
وتركت للرشاش أن يتكلم ليحيل أوكار العدو جهنما
قضى شهيدنا الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك عام 2000 طائعا لله تعالى، يصوم نهاره ويقوم ليله الطويل داعيا لله، متضرعا، خاشعا وليس على شفتيه إلا جملة واحدة… اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك.
وما إن انقضى شهر رمضان حتى بدأ شهيدنا بالاستعداد ليوم الرحيل، ذلك اليوم الذي تكتحل فيه العيون برؤية سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، وصحبه المجاهدون الأطهار.
ويأتي اليوم الأول من عام 2001 وكأن شهيدنا أراد أن يوصل رسالة إلى الصهاينة يقول لهم فيها: إن كتائب القسام قد بدأت العام الجديد بعملية استشهادية، وعليكم أن تتوقعوا في كل يوم من هذا العام عمليات استشهادية تزلزل كيانكم المسخ.
قاد شهيدنا سيارة الموت القسامية ليدخل بها في احد أسواق الصهاينة في مدينة نتانيا، وما إن وصل شهيدنا إلى هدفه المحدد حتى أطلق العنان لقنابله لتفعل فعلها ببني صهيون، وكان الانفجار ضخما ومروعا ليوقع قتيلين ويصيب 79 آخرين في صفوف الصهاينة بالإضافة إلى تدمير 34 محلا تجاريا حسب اعترافاتهم.
أما شهيدنا حامد فقد تعرض لابتلاء من الله عز وجل، إذ لم يستشهد في لحظة وقوع العملية كما كان متوقعا، بل أصيب بإصابات بالغة وحروق من الدرجة الثالثة في مختلف أنحاء جسده الطاهر لينقل إلى المستشفى ويمكث فيه ثمانية أيام في حالة بالغة الخطورة.
ويشاء الله عز وجل أن يكرمه بأمنيته ، ويجيب له دعواه، وتفيض روحه الطاهرة إلى بارئها يوم الاثنين 8/1/2001 بعد ثمانية أيام من المحنة والابتلاء العظيم.
حماس تكشف عن هوية أسد الكتائب
مرت الأيام الثمانية التي تلت العملية طويلة جدا على أبناء شعبنا المجاهد والذي كان ينتظر بفارغ الصبر أن تكشف حماس عن أسدها المغوار الذي نفذ عملية نتانيا البطولية، وما إن تحقق نبأ استشهاد حامد، حتى سارعت حماس للإعلان عن هويته واصفة إياه بأسد كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وسرى نبأ استشهاد حامد في مدينة نابلس كالنار في الهشيم، فكل من عرفه قبل استشهاده أحبه ونال إعجابه وتقديره، فكانت عيون الشباب والأطفال والشيوخ تذرف الدموع بغزارة، ليس حزنا عليه، ولكن لوعة الفراق وقعها شديد.
وفي صباح اليوم التالي كانت جامعة النجاح على موعد مع مسيرة حاشدة جابت كل أبنيتها، وسار بها الطلبة بالآلاف يرفعون صور حامد والرايات والبيارق الخضراء مرددين عبارات التحية لحامد ولكتائب القسام ومطالبين بالمزيد من عمليات الكتائب.
وأقامت حركة حماس والكتلة الإسلامية حفل تأبين مهيب للشهيد في حرم الجامعة، ووقف ممثل الكتلة يومها يودع الشهيد حامد قائلا:"يا حامد: سلم على الصحابة… سلم على الشهداء… سلم على رسول الله وقل له:إننا على العهد… قل له نحن أحفادك …أنت القائد ونحن الجنود…قل له سنبقى الأوفياء لشعبنا وأمتنا، نحن رأس الحربة وجدار الأمة الأول، وسنبقى المدافعين عن أرضنا وقدسنا وشعبنا وأمتنا إن شاء الله."
كانت هذه الكلمات المؤثرة وغيرها كافية لتسيل دموع طلبة الجامعة بغزارة على فراق حامد حتى أن بعضهم لم يستطيعوا إكمال الحفل بسبب هذا الجو المؤثر.
وبعد عام على استشهاد حامد سلمت قوات الاحتلال عائلة الشهيد جثمانه الطاهر، وقد بدت عليها آثار الحروق، وكانت رائحة المسك تفوح منه، وقد خرجت نابلس في تشييع جثمانه، وهتف المشيعون بالهتافات الإسلامية داعين كتائب القسام لإشعال النيران تحت أقدام الصهاينة الغاصبين.
هذا هو الشهيد حامد ، عرف بحبه للأقصى ، قام العشر الأواخر من رمضان وكان لا يرى إلا باكيا، ها هو اليوم يبكيه الجميع حبا ووفاء له، وربما بكت السماء دموعها غيثا عليه، حتى تبتسم الأرض بالزهر والياسمين والورود الحمراء المخضبة بدماء حامد وكل الشهداء.
ولد الشهيد القسامي المجاهد خليل جمال خليل عز الدين في مخيم الشاطئ عام 8-8-1987م لأسرة ملتزمة بتعاليم دينها والمحافظة على سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكان فكاهي أهالي المنطقة وبديهي جداً ويتكلم في الأمور كلها، وطرد الاحتلال الصهيوني عائلته من قرية حمامة عام1948م، كباقي الأسر الفلسطينية التي طردها العدو الصهيوني من الأراضي الفلسطينية .
درس شهيدنا القسامي المجاهد خليل عز الدين في مدارس مخيم الشاطئ، حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الشاطئ الابتدائية للاجئين"أ" لينتقل إلى المرحلة الإعدادية في مدرسة الرمال، والثانوية في مدرسة الشارقة، وفي المرحلة الثانوية أصبح يشارك إخوانه في الكتلة الإسلامية في مدرسة الشارقة، ويشاركهم في الجلسات الدعوية وفي الاجتماعات والإفطارات التي تقيمها الكتلة، ويقوم بتوزيع النشرات والبيانات على جميع الطلبة.
وأصبح بعدها يعمل في مجال البلاط مع عمه وعمل لمدة ثلاث سنوات، يقول عمه: كان خليل نشيطاً في العمل لا يتغيب ولا يطلب الأذونات الكثيرة، حيث أمتاز بين العاملين في المصنع، بحسن معاملته مع العمال واللسان الطيب.
بعدها ترك مجال البلاط ليعمل في "صالون الحلاقة" وأبدع فيها، حيث كان يحلق لجميع أشقائه في البيت، بالإضافة إلى جيرانه وأحبابه الذين يسكنون بجواره دون أن يأخذ منهم مقابل، ساعد والده في عيالة أسرتهم التي تتكون ستة من الذكور، ويقع ترتيبه الثاني من بينهم. وبقي يعمل في مهنة الحلاقة إلا أن التحق في صفوف الشرطة الفلسطينية، وكان دائماً يطلب دائماً التحاقه إلى هذه الصفوف وتم قبوله من بين أثنى عشر شخص، وكان دائماً على أهبة الاستعداد جاهزاً في كل الميادين.
قبل استشهاد شهيدنا المجاهد بثلاث أيام ذهب شهيدنا القسامي في زيارة إلى خاله، ويقول خاله: لم أتحمل النظر في وجه الشهيد سألناه لماذا: قال لا أعرف هذا الموقف أثر علي، وكنت أحس لدى خليل موقف معين".
أما في البيت فكانت العلاقة أكثر حباً، وأكثر مساعدة، وعرف عن الشهيد المقدام بحبه لشراء الملابس الجديدة، ومساعدته لأشقائه، وكان دائماً يوصي أشقائه في البيت بالمحافظة على الصلاة وتلاوة القران الكريم.
والتزم الشهيد القسامي"أبو عبيدة" في مسجد بغداد القريب من بيته في مخيم الشاطئ، وكان له الدور البارز في الجانب الرياضي، ويعد أحد الأوائل من فريق المسجد، وكان محفظاً لكتاب الله، ومتميزاً في المسجد يشارك في جميع أعمال وأنشطة المسجد، وخاصة تنظيف المسجد، ويوضح احد إخوانه أنه في شهر رمضان ختم القران الكريم ثلاثة مرات، وكان في الأيام غير رمضان ما بين صلاة المغرب والعشاء وقته كله في قراءة القران، وعرف عنه بميزته بهدوء الأعصاب والصدر الواسع، وكان أخر عشر أيام رمضان أعتكف الشهيد هذه الأيام في المسجد، ويشير إخوانه في المسجد أنه كان في فترة الراحة يستغلها بقراءة القران
وبعد إلحاحه الشديد على إخوانه المجاهدين وقيادة القسام في منطقته، انضم الشهيد المقدام خليل عزالدين "أبو عبيدة" إلى صفوف كتائب القسام، وبدأ عمله في جهاز الإسناد الذي يعمل إلى تهيئة الشهيد للجهاز العسكري كتائب القسام، وحصل على دورتين في صفوف القسام : دورة مبتدئة ودورة تنشيطية" والتحق رسمياً في صفوف القسام عام 2007م وعرف عنه بحبه للتقدم في الصفوف الأولى التابعة لكتائب القسام.
وتدرب في وحدة الدفاع الجوي، وكانت تميزه قدرته العسكرية ونشاطه، إلى أن لحق في وحدة الدروع لتحمله للمصاعب وإيجادته في ضرب قذائف "RPG" ، وليلة استشهاده لم تكن ليلة رباطه فألح على إخوانه إلحاحا شديداً للمشاركة في الرباط ومواجهة العدو الصهيوني لحبه للرباط في سبيل الله.
ويصف احد إخوانه المقربين منه في العمل الجهادي كان يتميز من بيننا لدرجه أنه كان محافظاً على جميع عتاده العسكري، معاملاته مع إخوانه خلوقاً مع إخوانه المجاهدين، قائلاً: كنت احسده على معاملته وحسن خلقه وكنا ندفع للصندوق في مجموعتنا العسكرية وكان يأتي أول الناس ليقوم بسداد الرسوم.
رؤى والده
يقول والد الشهيد خليل عز الدين: كنت مهيأ لاستشهاد خليل لمدة ثلاث شهور، عندما تخيل لي ثلاثة رؤيات ، وأول رؤيا رآها أنه كان اجتياح لليهود فيقول والد: شردنا من الاجتياح والقصف، وبعدها بحثنا على خليل ولم نراه أبداً، وبعدها خرجنا من القصف، ورأينا"تابوت" وحامل فيه الشهيد.
أما الرؤية الثانية ففي ليلة استشهاد الشهيد قال والده: قبل ما أنام قلت إن لله وإن إليه راجعون" سألناه لماذا كنت تردد هذه العبارة فقال: والله لا أدري وكأني أعلم بأن مصيبة سوف تأتي"
أما الرؤية الثالثة فيكمل قوله : قبل استشهاد شهيدنا المجاهد بثلاث أيام ذهبت على مكان ما وكان جميل فأخذ صاحب المحل يرش علي الريحة الكثيرة، وكانت جميلة جداً وتبين لي أن خليل قد استشهد.
برفقتهم في الجنان
يقول أحد أخوان الشهيد القسامي خليل عز الدين: قبل استشهاده بأربع ساعات كنت مع الشهيد فحدثني عن الشهيد "تامر وشاح" من ألوية الناصر صلاح الدين وقال لي: أنه سبقني وربح بالجنة" وكانت علاقة الشهيد خليل بالشهيد تامر علاقة قوية جداً حيث أحبه في الله.
وتأثر أيضا بالشهيد القسامي "محمد الأسود" الذي قتلته قوات عباس ودحلان قبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وفرضها الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني.
أربعة أعراس
وفتح للشهيد أربع أعراس في يوم استشهاده منها: عرس له في النصيرات، وفي الإمارات وفي السعودية وفي قطاع غزة"مخيم الشاطئ" حيث يتواجد في هذه المكان محبيه وأقربائه.
يقول والده: أنا الآن عرفت خليل كنت لا أعرف عنه شيء السرية والكتمان تميز فيها لدرجة كبيرة، لدرجة أنه كنت أسئلة دائماًَ عن أعماله، ويرد علي: يا أبي لا تقلق أنا موجود في الحارة.
استشهاده
كان في ليلة الرباط غير رباطه المعتاد أو الرسمي، وكان وقتها في اجتياح لشمال القطاع "محرقة غزة" وأثناء نقله للعبوات للمجاهدين من كتائب القسام سمع صوت انفجار ضخم فأسرع على مكان المرابطين، فلما وصل إلى المكان رصدتهم أحدى الطائرات الصهيونية الغادرة غرب مدينة غزة وأطلقت عليهم صاروخاً ارتقى خلالها خليل شهيداً الى ربه يشكو اليه ظلم اليهود ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً
رحمك الله يا أبو عبيدة تمنيت الشهادة قبل استشهادك بساعات صدقت الله فصدقك الله، مقداماً في كل الميادين لا تعرف الذل والخضوع إلا لله سبحانه وتعالى.
ولد جمال عطايا زايد أبو سمهدانة عام 1963م في معسكر المغازي للاجئين وسط قطاع غزة حيث قضى طفولته في المخيم الفقير مع عائلته التي اشتهرت في النضال الفلسطيني واعتقل الجيش الصهيوني والده وأخيه عام 1970 على خلفية مقاومة الاحتلال حيث قضى والده في المعتقل الصهيوني خمس سنوات.
وانتقلت عائلته بعد ذلك إلى مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، حيث ما يزال يعيش جمال وعائلته في المخيم الفقير ذو الكثافة السكانية العالية.
ولعل أبرز الدوافع التي جعلت جمال ذو البشرة السمراء في مواجهة يومية مع قوات الاحتلال هو انضمام أخيه صقر في صفوف الثورة الفلسطينية مع قوات التحرير الشعبي حيث أصبح مطلوباً للجيش الصهيوني، وانتقل صقر بعدها إلى لبنان وانخرط في صفوف الثورة وظل يقاتل في صفوفها حتى استشهد عام 1975.
وأنهى أبو عطايا دراسته الثانوية في رفح والتحق بعدها بصفوف حركة فتح، حيث كلف من قبل الحركة التي انطلقت عام 1965 بإعداد مجموعات عسكرية، كما استشهد أخيه طارق في الانتفاضة المباركة الأولى عام 1987م حيث كان أحد النشطاء الفاعلين في حركة فتح.
وشارك في الهبة الشعبية عام 1981 التي انطلقت في قطاع غزة كما بدأ الجيش الصهيوني في مطاردة أبو سمهدانة عام 1982 قبل أن يتمكن من المغادرة إلى جمهورية مصر العربية ومن هناك إلى دمشق ثم المغرب ثم تونس حيث مكث سنتين.
وسافر أبو سمهدانة الأب لأربعة أولاد وبنت بعد ذلك إلى ألمانيا حيث التحق بالكلية العسكرية هناك وتخرج منها ضابطا عام 1989 قبل أن ينتقل بعدها إلى الجزائر ثم إلى بغداد حيث شهد في العاصمة العراقية الغزو الأمريكي وقوات التحالف لها عام 1991م.
وعقب انتهاء حرب الخليج رجع أبو عطايا إلى الجزائر وكانت المحطة الأخيرة في تنقلاته الخارجية قبل أن يعود إلى قطاع غزة في صفوف القوات الفلسطينية العائدة ضمن اتفاق أوسلو عام 1993 م على الرغم من معارضته للاتفاق الذي وقعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وفور عودته إلى قطاع غزة عمل جمال في الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية كما نجح في انتخابات حركة فتح في رفح وفاز بعضوية إقليم رفح.
وقد عرف عن جمال في عهد السلطة الفلسطينية معارضته لسياسة السلطة الفلسطينية وخاصة التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والصهيونية، واعتقال قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
اعتقاله
وفي تحول خطير في علاقته مع السلطة قامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقاله عام 1997 على يد جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني لمدة سنة وسبعة أشهر بسبب مساعدته حركة الجهاد الإسلامي في نشاطات عسكرية وعمليات نفذتها ضد أهداف صهيونية.
وقامت حركة فتح بعد ذلك بطرد أبو سمهدانة من صفوفها عقب مشاركته في مظاهرة تحت شعار مناهضة فساد السلطة والغلاء الفاحش الناتج عن السمسرة والاستغلال السيىء للمنصب من قبل بعض رموز السلطة.
ولعل هذه الأجواء التي مر بها جمال أبو سمهدانة دفعته لاستثمار انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 م وأن يمارس موهبته العسكرية المحبوبة حيث شكل مع بداية الانتفاضة مع عدد من القيادات العسكرية ومعظمها من المحسوبين على الأجهزة الأمنية المنتمين لحركة فتح تشكيلا عسكريا حمل اسم لجان المقاومة الشعبية.
وجمعت لجان المقاومة الشعبية التي أسسها جمال والتي شكلت جناحا عسكريا أطلقت عليه ألوية الناصر صلاح الدين عناصر نشطاء من فصائل مختلفة جلهم كان من فتح وبعضهم من حماس والجهاد الإسلامي ممن يؤمنون بالعمل المقاوم حلاً للقضية الفلسطينية بعيدا عن الحلول السياسية.
ومثل العامان الأولان للانتفاضة الفلسطينية ذروة عمل لجان المقاومة الشعبية عبر أربع عمليات متتالية لتفجير الدبابة الصهيونية الشهيرة "الميركافاه"، حيث قتل خلالها عدد كبير من الجنود الصهاينة الأمر الذي وضع أبو سمهدانة وقادة اللجان في دائرة الاستهداف الصهيوني المتواصل.
وحملت دولة الاحتلال أبو عطايا مسئولية عمليات "الميركفاه" وتطوير المقاومة الشعبية لصواريخ تطلقها باتجاه المغتصبات الصهيونية ووضعته في دائرة الاستهداف المتواصل حيث حاولت أكثر من أربع مرات لاغتياله على فترات مختلفة خلال الانتفاضة الفلسطينية لكن جميعها باءت بالفشل.
التزامه الديني القوي
ويعرف عن جمال أبو سمهدانة الملتحي التزامه الديني القوي وقربه الشديد من قادة الحركات الإسلامية، حيث كان أعز أصدقائه محمد الشيخ خليل قائد سرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الإسلامي الذي اغتالته دولة الاحتلال الصهيوني قبل عدة أشهر في قصف لسيارته بعد أسابيع قليلة من انسحاب الكيان الصهيوني أحادي الجانب من قطاع غزة.
جريمة الاغتيال:
وأفاد أبو مجاهد، الناطق باسم للجان المقاومة أن طائرات الاستطلاع الصهيونية استهدفت الموقع بأربعة صواريخ، ما أدى لإصابة عدد من عناصر الألوية المرابطين بجوار الموقع. وأكد الناطق باسم اللجان أن الموقع كان خالياً لحظة استهدافه.
ويقع الموقع المستهدف على أراضي ما كان يعرف بمستوطنة "رفيح يام"، غرب محافظة رفح، واستهدفته طائرات الاحتلال قبل حوالي الشهرين، ما أدى لاستشهاد خمسة من عناصر ألوية الناصر صلاح الدين من بينهم القيادي إياد أبو العنين، واستهدفت طائرات الاحتلال قبل يومين موقع تدريب تابع للجان أيضاً في حي الصبرة بمدينة غزة.
وخرجت الجماهير المحتشدة تحمل جثمان الشهيد أبو سمهدانة (أبو عطايا) وتجوب به شوارع رفح، وتنادي بالثأر لدماء الشهداء الأربعة.
وكان أبو سمهدانة قد تولى في العشرين من شهر أبريل/نيسان الماضي منصب المراقب العام لوزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس، حيث اعتبر في حينه أول قائد لفصيل عسكري فلسطيني يتولى منصبا هاما.
وقد تصدر اسم جمال أبو سمهدانة دوما الترتيب الثاني في قوائم الاغتيال الصهيونية بعد محمد الضيف القائد العام كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس.