عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ولد في بربره عام 1935 ودرس في غزة والقاهرة اشترك في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة عام 1956، وسجن حتى نهاية الاحتلال، عمل في السعودية وقطر في قطاع البترول. من أوائل المؤسسين لحركة فتح، واختير عضواً في أول مجلس وطني فلسطيني عام 1964، تفرغ للعمل الثوري في فتح اختارته القيادة الفلسطينية لتسلم مكتب الإعلام في منظمة التحرير واستطاع بجهده ودأبه أن يقيم جهازاً إعلامياً، له صحيفته وعلاقاته العربية الدولية.
واشترك في معارك أيلول ثم انتقل إلى جرش ودبين، ثم إلى دمشق وبيروت مواصلاً النضال بلا كلل أو ملل، انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح في كانون الأول/يناير عام 1971 وانتُخب كمال عدوان في اللجنة المركزية لحركة فتح التي كلفته بالإشراف على القطاع الغربي إلى جانب مهمته الإعلامية حتى استشهاده في منزله بشارع فردان في العملية الإجرامية.
من مواليد 1963، النجل الأكبر لخمسة أبناء لأمين عام الجبهة الشعبية – القيادة العامة . متزوج وله ولدان: أحمد وعلي. حصل على دورة بالكلية العسكرية في ليبيا عام 1981، وتخرج عام 1983 برتبة ضابط. وترقى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة إلى رتبة مقدم، وحصل على دورتي استطلاع ومظليين، وكان يدرس الحقوق في إحدى الجامعات اللبنانية. أصيب الشهيد في 1997 بجروح خطرة خلال تدريبات لدى انفجار قنبلة في سهل البقاع (شرق). ونجا أيضا من الموت قبل سنتين عندما أطلق مجهولون النار على سيارته بالقرب من قاعدة تدريب للجبهة الشعبية-القيادة العامة في الناعمة التي تبعد 20 كلم جنوب بيروت. مسؤول العمليات العسكرية، ونائب مسؤول القيادة الميدانية في لبنان. قال عنه والده : إن "جهاد شهيد مثل باقي أفراد شعبنا الفلسطيني الذين يستشهدون يوميا على أرض فلسطين، وهذه الشهادة ستستمر، والمقاومة ستستمر، وهذا طريقنا الذي نسير عليه، وسنتابع هذا الطريق ونتمنى الشهادة". وأكد: "ونحن سنتابع طريق الشهادة وشعبنا سيسير على هذا الدرب حتى تحقيق أهدافه دفاعا عن قضيته الفلسطينية وقضية العرب والمسلمين". وقال جبريل إنه : بينما كان يتلقى التعازي في دمشق بأنه قبل أشهر قمنا بالحج إلى مكة وقال لي جهاد إنه طلب من الله أن يموت شهيدا".
..الشهيد البطل رائد الكرمي حينما كان رائد الكرمي طفلا صغيرًا ابن 7 سنوات توفيت والدته، ولم يدرك أن دولاب الزمان الذي لا يتوقف عن الدوران سيقوده إلى زمان آخر، تصبح فيه شجاعته مدار حديث الكبار والصغار ليس فقط في أنحاء فلسطين بل وخارجها أيضًا.
وتقول زوجة رائد الكرمي لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الأحد 28-1-2002: "إن رائد كان إنسانًا بسيطًا متواضعًا، ولم يكن من أصحاب التعليم العالي؛ فهو لم يكمل تعليمه الإعدادي، وخرج من المدرسة وهو لا يزال في المرحلة الابتدائية، ليبدأ مسيرة حياة صعبة كان لها الأثر في صياغة شخصيته الوطنية فيما بعد".
وتؤكد الزوجة أن تاريخ زوجها القصير كان مليئا بقمع الاحتلال منذ سنوات حياته الأولى؛ فهو عاصر الانتفاضة الكبرى في عام 1987، وكان عمره آنذاك 14 عاما، مرورا بسنوات الاعتقال التي تعرض لها، ووصولا إلى انتفاضة الأقصى الحالية التي أثار خلالها الرعب في نفوس القيادات الأمنية الإسرائيلية؛ وهو ما دفعهم إلى وضعه في مقدمة قائمة للمطلوبين.
من "المقليعة" إلى الرشاش
أما "أم رائف" -زوجة والده التي تعهدت بتربيته منذ الصغر- فتقول: إن رائد كان يعشق لعبة "يهود وعرب" التي كان يلعبها صغار الحي الذي يعيش فيه؛ حيث كان رائد يقوم دوما بدور العربي الذي يضرب بسلاحه البسيط اليهودي الغادر الذي احتل الأرض واستوطنها.
وكانت تنظر بعينين دامعتين وهي تروي سنوات نضال ابنها الذي احتضنته منذ أن بدأ يصنع "المقليعة" -أو "الشعبة"- والمشاركة في رمي جنود الاحتلال ودورياته بالحجارة في الانتفاضة الأولى، وكان يقوم بإشعال إطارات السيارات، واستمر على ذلك سنوات حتى أصبح ابن 18 عاما، عندما أصيب برصاصات قاتلة في صدره ويديه، وحينها اعتبر الجميع "رائد" في عداد الأموات، وبدأ الجميع يعد لفتح بيت العزاء له، إلا أن يد الله تدخلت -كما تروي أم رائف- لتعود الحياة بشبه معجزة إلى رائد.
لكن الجيش الإسرائيلي -بحسب أم رائف- لم يمهل رائد طويلا؛ إذ سارع الجنود الإسرائيليون إلى اختطافه من المستشفى، بينما جروحه ما تزال تنزف، وحولوه إلى التحقيق في زنازين الاعتقال، واستمر في غرف التحقيق لمدة 21 يوما، تم شبحه (مده كالمصلوب) خلالها من يديه، وبقي معلقا بين الحياة والموت إلى أن حُكم عليه بالسجن 4 سنوات ونصفًا.
الإذلال صنع البطل
وتقول أخت -رائد المتزوجة في مدينة طولكرم لـ"إسلام أون لاين"- بأن أيام السجن صنعت شخصية أخيها؛ حيث تعمد المحققون إذلاله، وكان مسؤول السجن يأمر الجنود بوضع الطعام لكل المعتقلين إلا لرائد؛ وهو ما جعله يمقت الاحتلال، وزرع الإصرار والتصميم في داخله، بأنه لا راحة له ما دام الاحتلال جاثما على صدور الفلسطينيين.
وتضيف أخت رائد أنه بعد عامين من اعتقاله وقعت اتفاقيات أوسلو التي بموجبها اتُّفق على إخراج معتقلي حركة التحرير الفلسطينية "فتح" من المعتقلات وكان من بينهم رائد؛ ليبدأ في شق حياة جديدة؛ ظنا منه أن زمن السلام قادر على محو الآم الاحتلال، وقام بزيارة إلى الأردن، وهناك قابل رائد ابنة خاله "ليندا"، وارتبطا وعادا إلى أرض فلسطين؛ ليكتب لها القدر أن تكون الأقرب التي تشاركه ما هو آت.
وكان دخول "شارون" ساحات المسجد الأقصى في 28 سبتمبر 2000 نقطة تحول جذرية أعادت "رائد" إلى أحضان المقاومة؛ حيث لم يطق ما كان يراه بأم عنينه، وما كان يعايشه من أشكال العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني؛ فقرر من جديد أن يعود إلى المقاومة، خصوصا بعد اغتيال أقرب المقربين إليه، وهو أمين سر حركة فتح في طولكرم"د. ثابت ثابت"، و"معتز السروجي"، و"طارق القطو".
لكن "رائد" الذي شبّ ليصبح في السابعة والعشرين، وجد الحجر صغيرا في مقاومة الطائرة والدبابة؛ فانتفاضة الأقصى الحالية لم تعد كالانتفاضة السابقة؛ فالممارسات الإسرائيلية اشتدت وتضاعفت وتعددت أشكالها؛ وهو ما دفع رائد إلى اتخاذ قرار بحمل البندقية، وبدء مسيرة جديدة من المقاومة.
صقر الكتائب
بعد اغتيال مسؤول فتح الأول في مدينة طولكرم "د. ثابت ثابت"، كان لرائد السبق في تشكيل مجموعات "ثابت ثابت" التي قررت الانتقام لاغتياله.
وتطور الحال بعد عام.. حينما قررت حركة فتح المشاركة الميدانية في الانتفاضة المسلحة، بعد أن كانت مشاركتها على مستوى القاعدة فقط، وحينها قام رائد بتشكيل خلايا صغيرة أُطلق عليها اسم "كتائب شهداء الأقصى"، التي كان لعملياتها السريعة في الرد على عمليات الاغتيال أثر كبير في إسرائيل، وبدأت الحكومة الإسرائيلية إثر عملياتها المتلاحقة باتخاذ إستراتيجية جديدة باستهداف حركة "فتح" وقادة مجموعات كتائب شهداء الأقصى، وفي مقدمتهم" رائد الكرمي" الذي أُطلق عليه "صاحب الرد السريع" و"صقر الكتائب".
وتقول شقيقة رائد بأن أخاها تعرض لأربع عمليات اغتيال؛ كانت أولاها إطلاق عدة صواريخ من طائرات "أباتشي" عليه قرب مخيم طولكرم في شهر سبتمبر2001، ومن ثم محاولة قتله من قِبل قوة خاصة إسرائيلية، وفي المرة الثالثة كانت محاولة استهدافه عبر تسريب رصاصة ملغومة له انفجرت حينما وضعها في رشاش "الأم 16" الذي كان يحمله، وكان آخرها عملية الاغتيال التي أودت بحياته حينما انفجرت عبوة ناسفة كبيرة أمام باب منزله تحول بعدها إلى أشلاء.
انتقم لدموع طفلة
ويؤكد العديد من المقربين إلى رائد أن غيابه سيترك فراغا كبيرا ليس عند عائلته فحسب؛ بل عند الكثير من العائلات الفقيرة التي كان رائد يعطف على أولادها، ويثأر لها من الاحتلال.
وتروي شقيقته لـ"إسلام أون لاين.نت" بأنها لا تنسى أبدا مشهدا رأته؛ ففي أحد أيام الانتفاضة كانت العائلة تجلس أمام التليفزيون، وعرض آنذاك صورة لطفلة صغيرة عمرها 6 سنوات، كانت تبكي أباها الذي قتله الجنود الإسرائيليون في قرية "شويكة" المجاورة لطولكرم.
وتقول: إن رائد تأثر بمشهد الفتاة حتى البكاء، وأقسم لها وهي على شاشة التليفزيون بأن ينتقم لأبيها، ونفذ في ذات الليلة عملية قتل فيها مستوطنًا وجرح آخر بحالة خطيرة.
وفي ختام حديثهم تمنت والدته التي ربته ؟زوجة أبيه- وشقيقاته وزوجته أن يكون رائد قد استُشهد في معركة وجها لوجه مع الإسرائيليين على أن يؤخذ غدرا على أيديهم، لكنهم فخورون جدا بهذا الابن الذي حصل على وسام "البطولة" من رئيس السلطة الفلسطينية "ياسر عرفات" قبل شهرين من استشهاده، وعُين من قبله قائدًا لتنظيم "فتح" في شمال الضفة الغربية.
ويقول سكان المدينة والمقربون منه: إن رائد تمكن من أن يحول مدينة "السلام" -مدينة طولكرم، كما كان يطلق عليها- إلى مدينة التحدي والصمود في وجه الاحتلال، حتى أصبح اليهود يصفونها بأنها "مرتع للإرهابيين".
ويؤكد الجميع أن رائد الذي ولى شهيدا، ترك خلفه قطارا يسير؛ حيث لم تتوقف المقاومة من بعده بل زادت أضعافا، وربما سيواصل طفل رائد الصغير الذي لا يزال في أحشاء أمه مسيرة المقاومة.
- الاسم: مصطفى علي العلي الزبري، الشهير باسم "أبو علي مصطفى".
- مكان الولادة وتاريخها: عرابة "قضاء جنين" في فلسطين، عام 1938.
- والده مزارع في بلدة عرابة منذ عام 1948، وكان يعمل قبلها في سكة حديد حيفا.
- درس المرحلة الأولى في بلدته، ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد أسرته إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث أكمل دراسته وبدأ حياته العملية.
تاريخه السياسي
- انتسب إلى حركة القوميين العرب عام 1955 وتعرف إلى بعض أعضائها من خلال عضويته في النادي القومي العربي في عمان (ناد رياضي ثقافي اجتماعي).
- شارك وزملاؤه في الحركة والنادي في نضال الحركة الوطنية الأردنية ضد الأحلاف الغربية، ومن أجل إلغاء المعاهدة البريطانية - الأردنية وتعريب قيادة الجيش العربي (الأردني) وطرد الضباط الإنكليز من قيادته وعلى رأسهم "غلوب باشا".
- اعتقل في نيسان (أبريل) 1957 إثر إعلان الأحكام العرفية في الأردن وإقالة حكومة سليمان النابلسي ومنع الأحزاب السياسية من النشاط، كما اعتقل عدد من نشيطي الحركة آنذاك، واستمر اعتقالهم بضعة شهور، ثم أطلق سراحهم، قبل أن يُعاد اعتقالهم بعد أقل من شهر ويُقدموا لمحكمة عسكرية بتهمة مناوئة النظام والقيام بنشاطات ممنوعة والتحريض على السلطة وإصدار النشرات والدعوة إلى العصيان.
- صدر عليه حكم بالسجن خمسة أعوام أمضاها في معتقل الجفر الصحراوي.
- أُطلق سراحه في نهاية عام 1961، وعاد إلى ممارسة نشاطه في حركة القوميين العرب، فأصبح مسؤول شمال الضفة الغربية، حيث أنشأ منظمتين للحركة، الأولى للعمل الشعبي والثانية عسكرية سرية.
- في عام 1965 ذهب في دورة عسكرية سرية (لتخريج ضباط فدائيين) في مدرسة انشاصي الحربية في مصر، وعاد منها ليتولى تشكيل مجموعات فدائية، وأصبح عضواً في قيادة العمل الخاص في إقليم الحركة الفلسطيني.
- اعتُقل في حملة واسعة نفذها الأمن الأردني ضد نشيطي الأحزاب والحركات الوطنية والفدائية في عام 1966، وأُوقف إدارياً بضعة شهور في سجن الزرقاء العسكري، ثم في مقر مخابرات عمان، إلى أن أُطلق سراحه مع زملاء آخرين دون محاكمة.
- عقب حرب حزيران (يونيو) عام 1967 اتصل وعدد من رفاقه في الحركة مع الدكتور جورج حبش لاستئناف العمل والتأسيس لمرحلة الكفاح المسلح، وكان أحد مؤسسي هذه المرحلة حين انطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
- قاد الدوريات الأولى نحو فلسطين عبر نهر الأردن لإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية وتنسيق النشاطات بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
- لاحقته قوات الاحتلال ، واختفى بضعة شهور في الضفة الغربية في بدايات التأسيس.
- تولى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثم أصبح المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام 1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الاحتلال، كما كان قائدها في أحداث أيلول (سبتمبر) 1970 والأحداث التي وقعت في جرش وعجلون في الأردن في تموز (يوليو) 1971.
- غادر الأردن سراً إلى لبنان إثر القضاء على ظاهرة المقاومة الفلسطينية المسلحة في الأردن عقب أحداث تموز (يوليو) 1971.
مناصب تولاها
- انتُخب في المؤتمر الوطني الثالث للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1972 نائباً للأمين العام الدكتور جورج حبش.
- تولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000، وانتُخب في المؤتمر الوطني السادس أميناً عاماً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلفاً لحبش، وكان ذلك يوم 8 تموز (يوليو) 2000- كان قد عاد إلى فلسطين أثناء توليه منصب نائب الأمين العام بناء على طلب قدمته السلطة الفلسطينية إلى السلطات الصهيونية، ووصل إلى فلسطين يوم 30 أيلول (سبتمبر) 1999.
- عضو في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
- عضو في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1968.
- عضو المجلس المركزي الفلسطيني (الوسيط بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية في منظمة التحرير).
- عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بين عامي 1987 و1991.
- استُشهد يوم الاثنين 27 آب (أغسطس) 2001 في عملية اغتيال نفذها الاحتلال ، بقصف منزله في مدينة البيرة مباشرة من طائرة مروحية أمريكية الصنع تعمل في جيش الاحتلال.
ولد صلاح الدين مصطفي محمد علي شحادة في 24/2/ 1952 فيمخيم الشاطئ للاجئين من عائلة هاجرت من مدينة يافا بعد احتلالها عام 48 إلى قطاعغزة .
هو مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والذيعرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون"، ووجهت لهم تهم تشكيل خلايا عسكرية وتدريبأفرادها على استعمال السلاح، وإصدار أوامر بشن هجمات ضد أهداف عسكرية صهيونية .
في عام 1958 دخل صلاح المدرسة الابتدائية التابعة لوكالة الغوث وهو في سنالخامسة، درس في بيت حانون المرحلة الإعدادية، ونال شهادة الثانوية العامة بتفوق منمدرسة فلسطين في غزة .
التحق بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية فيالإسكندرية، وفي السنة الثالثة بدأ التزامه بالإسلام يأخذ طابعاً أوضح.
وحصل على المؤهل الجامعي بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جمهورية مصر العربية ، ولم تسمح له ظروفه المادية بالسفر إلى الخارج لإكمال دراسته العليا وكان حصل علىقبول لدراسة الطب والهندسة في جامعات تركيا وروسيا .
بدأ العمل في الدعوةإلى الإسلام فور عودته من مصر إلى قطاع غزة .
وعمل باحثاً اجتماعياً فيمدينة العريش في صحراء سيناء، وعيّن لاحقاً مفتشاً للشؤون الاجتماعية في العريش ،تزوج في العام 1976 من زوجته التي استشهدت معه وهو حالياً أب لستة بنات ولدتالأخيرة أثناء اعتقاله .
بعد أن استعادت مصر مدينة العريش من الاحتلالالصهيوني في العام 1979 انتقل شحادة للإقامة في بيت حانون واستلم في غزة منصب مفتشالشؤون الاجتماعية لقطاع غزة .
في بداية العام 1982 استقال من عمله فيالشؤون الاجتماعية وانتقل للعمل في دائرة شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية فيمدينة غزة .
اعتقلته سلطات الاحتلال في العام 1984 للاشتباه بنشاطه المعاديللاحتلال غير أنه لم يعترف بشيء ولم يستطع العدو الصهيوني إثبات أي تهمة ضده أصدرواضده لائحة اتهام حسب قانون الطوارئ لسنة 1949، وهكذا قضى في المعتقل عامين .
بعد خروجه من المعتقل في العام 1986 شغل منصب مدير شؤون الطلبة في الجامعةالإسلامية إلى أن قررت سلطات الاحتلال إغلاق الجامعة في محاولة لوقف الانتفاضةالفلسطينية التي اندلعت في العام 1987، غير أن الشيخ صلاح شحادة واصل العمل فيالجامعة حتى اعتقل في آب/ أغسطس 1988
في 18-8-1988م، استمر التحقيق حتى 26-6-1989 في سجن السرايا، ثم انتقل من زنازين التحقيق إلى غرف الأسرى، وفي 14-5-1989م أعيد إلى زنازين التحقيق بعد أن تم الاعتراف عليه بمسؤولية الجهازالعسكري لحركة حماس، واستمر التحقيق لمدة 200 يوم، وبذلك بلغ مجمل التحقيق معهحوالي عام كامل، وكانت التهم الموجهة إليه المسئولية عن الجهاز العسكري لحماس،وإصدار أوامر باختطاف الجنديين (سبورتس، وسعدون)، ومسئولية حماس، والجهاز الإعلاميفي شمال قطاع غزة ، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات على تهمة مسئولية حماس والجهازالإعلامي في المنطقة الشمالية، أضيفت إليها ستة أشهر بدل غرامة رفض الشيخ المجاهدأن يدفعها للاحتلال.
ظل محتجزا في العزل الانفرادي والتحقيق منذ بدايةاعتقاله وحتى آيار / مايو 1989 بعد أن فشل محققو جهاز الاستخبارات الصهيونية فيانتزاع أي معلومات منه قرروا إنهاء التحقيق معه ، غير انه أعيد التحقيق بعد فترةقصيرة إلى زنازين التحقيق بعد حملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة المقاومة الإسلاميةحماس جرت أيار / مايو 1989 استمرت جولة التحقيق الجديدة حتى تشرين ثاني / نوفمبر 1989 أي بعد ستة أشهر ومنع من استقبال الزيارات العائلية ، وبعد انتهاء المدة حولإلى الاعتقال الإداري لمدة 20 شهرًا ليتم الإفراج عنه بحمد الله تعالى في 14-5-2000.
أبو مصطفى متزوج، وعندما دخل السجن كان لديه ست بنات، عمر أكبرهنعشر سنوات، وخرج وله ستة أحفاد.
حاز على الحزام البني في المصارعةاليابانية أثناء دراسته في الإسكندرية، ومارس رياضة رفع الأثقال في فترة ما قبلالجامعة .
خرج من السجن يحمل تهديدا من ضباط المخابرات الصهيونية بضرورةاغتياله في حال قيامه بأية نشاطات ضد الاحتلال و بعد عدة شهور قدم استقالته من عملهو تفرغ لمقاومة الاحتلال رافضا كل المغريات حتى لقي ربه شهيدا كما أراد
عودة ميمونة لهذا الموضوع يا حنان .. وبارك الله فيك ...
موضوعان مخصصان و بطريقتين مختلفتين في ذكرى شهدائنا ...
وجهود كبيرة تستحق كل الشكر و التقدير ...
الله يبارك فيك يادياب ..بصراحة رأيت إعادة تفعيلة فمابه من مشاركات قيمه أجبرني على ذلك
بس ماشفت الموضوع القديم شو اسمه؟؟
إذا كانوا بنفس الفكرة يعني بيحكوا عن الشهداء أو قصصهم ممكن تدمجهم
الله يبارك فيك يادياب ..بصراحة رأيت إعادة تفعيلة فمابه من مشاركات قيمه أجبرني على ذلك
بس ماشفت الموضوع القديم شو اسمه؟؟
إذا كانوا بنفس الفكرة يعني بيحكوا عن الشهداء أو قصصهم ممكن تدمجهم
هو ليس قديم بل هو أحدث من موضوعك واقصد موضوع"زهر الحنون" للأخت أم يزن بنت فلسطين.
هو ليس قديم بل هو أحدث من موضوعك واقصد موضوع"زهر الحنون" للأخت أم يزن بنت فلسطين.
رأيت الموضوع أخي دياب الآن وكل الشكر لكل من شارك فيه
أتمنى دمج الموضوعان حتى يتم التركيز عليهما في آن واحد وليس لدي أي مانع بأن يدمج موضوعي بموضوع الأخت أم يزن المهم الهدف والفكرة أن لا تتجزأ فالموضوعان لنفس الهدف ونفس الفكرة
رحمك الله رحمة واسعة فقد كنت خير صديق في السراء والضراء...
فمهما كتبت عنك فلن أوفيك حقك...
عندما جاءني خبر مقتلك تذكرت مباشرةً قول أبي مصعب الزرقاوي عندما جاءه خبر مقتل الشيخ أبي أنس الشامي -رحمهما الله- وعرفت معنى ذلك الكلام، وكأنه يتكلم واصفاً حالي: "وصل خبر مقتله ولم أصدق بادئ ذي بدء.. وبقيت بين الرجاء والخوف، حتى جاء الخبر اليقين، ذكريات تلقي بظلالها..كلما تراءى أمامي شيء من أثر الجهاد والمجاهدين... شعرت وكأن جسمي انشق شقين.. وما كانت تستطيع العين إلا أن تنفِّس بدمعات بين حين وأخرى.. قد كان رفيق دربي في الأتراح والأفراح..".
لا أعرف من أين أبدأ الحديث، أأبدأ من برِّك بأمِّك؟ أمن من صفاء نفسك وسلامة صدرك؟ أم من كرمك وجودك؟ أم من حسن أخلاقك؟ أم من شجاعتك؟ رجل لا كالرجال نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
كان رحمه الله من أسرة محافظة، في مدينة (الرس) بالقصيم، وكانت حالته المادية ميسورة الحال، وقد كان بارًّا بوالدته، دائم الدعاء لها حتى قُتل رحمه الله، وكان رحمه الله لا يقدِّم على أمه أي شيء، إلا النفير إلى ساحات الجهاد، فقد كان يقول: [عرضتُ أمر أمي عليَّ بالقعود على أمر الله لي بالنفير، فقدمت أمر الله عز وجل على أمر أمي].
كان رحمه الله كغيره من الشباب يفكر بدراسته، وكيف يحصل على الشهادة ثم الوظيفة، وبعد ذلك يبني بيتاً ويتزوج، وهذا حال كثير من شباب الإسلام اليوم إلا من رحم الله، فأكمل دراسته وتخرج من كلية المعلمين، وتم تعيينه مدرساً في (الدوادمي)، ولكن شيئاً واحداً كان يحرضه على الخروج منذ طفولته، وهو مآسي المسلمين التي منذ أن وُلد وهو يسمع عنها في كل مكان، وقد ذكر ذلك في وصيته، وقد كان لأشرطة الجهاد في أفغانستان أيام حرب الروس الأثر الكبير على أبي جندل، ثم بعد ذلك بفترة وقع الغزو الصهيوصليبي على أفغانستان، وتلا ذلك غزو العراق؛ فتأثر بغزو العراق وأفغانستان أيما تأثر، وتبين له كيف أن الصليبيين من الأمريكان وغيرهم يدوسون كرامة المسلمين هناك؛ فذهب إلى الجوازات وأخرج جوازاً للسفر، وحاول الذهاب إلى العراق، ولم يتيسر له ذلك لحكمة يريدها الله، فما زال يبحث عن طريق للخروج إلى العراق، فبقي قرابة سنة كاملة أو أكثر وهو يبحث عن طريق، ثم كانت عمليات الإخوة في بلاد الحرمين؛ فبدأ بالبحث عن الحق، ولماذا قاتل أبو هاجر المقرن رحمه الله ومن معه الحكومة السعودية؟ ولماذا بذلوا دماءهم دون ذلك؟، حتى أرشده الله إلى كتب الشيخ أبي محمد المقدسي، فقرأ كثيراً من كتبه، فكان ينظر في أدلته وأدلة المخالفين له، فيتبصر أكثر، ومن ضمن هذه الكتب (ملة إبراهيم) و(الرسالة الثلاثينية في التحذير من الغلو في التكفير) و(الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية) و(حوار بين عساكر التوحيد وعساكر التنديد) وغيرها من الكتب؛ فتبين له الحق، وعرف حقيقة الطواغيت والمرتدين، وزالت عنه الشبه التي ألقاها على الناس إعلامهم الخبيث.
بدأ يجمع التبرعات لإخوانه المجاهدين، فمتى تيسر لها طريق لإرسالها سواءً إلى العراق أو أفغانستان أو أي جبهة أخرى يرسلها بعد أن يتأكد من سلامة طريقها، حتى يسر الله له الاتصال مع الإخوة في اليمن فأتى إلى اليمن لإيصال بعض المال بنفسه وللتنسيق له ولإخوانه للنفير، ثم رجع إلى بلاد الحرمين ينتظر رد المجاهدين عليه، حتى أعطاه الإخوة الضوء الأخضر للمجيء، فأرسل مجموعة من الإخوة الذين ضيّق عليهم طواغيت آل سعود عن طريق التهريب عبر الحدود، وكان قد حجز أقرب رحلة إلى اليمن ليلحق بإخوانه، وتم له ما أراد، ولحق بإخوانه في أرض العز، أرض الإيمان والحكمة، أرض قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: "(إِنِّي أَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ مِنْ هَهُنَا) قالها وهو وَهُوَ مُوَلٍّ ظَهْرَهُ إِلَى الْيَمَنِ "[1] نعم والله لقد كانت تنفيساً للإخوة بعد أن ضيق عليهم الطواغيت.
وقد كان -رحمه الله- من هواة الصيد ولكن ذلك لم يكن حجر عثرة في طريقه، بل كان يصطحب مع هواية الصيد نية الإعداد ويحتسب ذلك -نحسبه كذلك والله حسيبه-، وكان أيضاً يهوى الخيل وركوبها فاشترى فرساً وأخذ يُعدّ نفسه للجهاد، وكان أهله يعرضون عليه الزواج قبل خروجه، فكان يحاول أن يتعجل الطريق حتى يسر الله له الطريق ونفر إلى أرض العز بنفسه وماله، فقد كانت عنده أرض فباعها وسدد ما عليه من ديون وجهز نفسه، والباقي ضمه مع ما كان معه وأتى به إلى المجاهدين، وكان تواقاً إلى خوض المعارك والقتال في سبيل الله منذ أن كان في بلاد الحرمين، حتى يسّر الله له ذلك، ووجد ما كان يبحث عنه، وكان يحب أن يتعلم أي شيء يفيده في طريق الجهاد؛ أخذاً بقول الله عز وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} فحين وصل إلى أرض اليمن تعلم الكثير من الأسلحة، وأخذ دورات في حرب العصابات، والإلكترونيات، والإسعافات الأولية، وبعض العلوم في المتفجرات وبعض العلوم الشرعية، وكان ذا همة عالية، ومن أبرز ما زاد همته في تعلم العلوم المختلفة؛ أنه لما وصل إلى الإخوة قال له أحدهم نصيحة؛ فكان رحمه الله يعمل بها، ويبلغها من يلقاه من الإخوة، وهي: (إذا رأيت أحد الإخوة ومعه أي علم من العلوم فخذ منه ما تستطيع، ولا تنتظر وتقول أنتظره حتى يضع دورة أو أتعلم في المعسكرات، فمتى تيسر لك العلم فلا تفوّته).
أما عن صفاء النفس وسلامة الصدر فهذا الذي لا أستطيع أن أصفه بقلمي، فلا تكاد تراه يحمل على إخوانه أي شيء في صدره، بل إذا صدر منه أي خطأ على أحد إخوانه تجده يسارع ويبادر إلى إرضاء ذلك الأخ، ويتودد إليه، ويقوم بإهدائه هدية حتى تصفو النفوس.
أما عن كرمه رحمه الله فهو من أكرم من رأيت، فمنذ أن عرفته فما يملكه لا تكاد تقول أنه له، بل تقول إنه لإخوانه، ومن عاشره ومشى معه يعرف ذلك حق المعرفة، أما عن شجاعته فمن المواقف التي تشهد بذلك أنه كان في إحدى المناطق وجاء الطيران، فبدأ بصب حممه عليه وعلى إخوانه؛ فقال له أحد الإخوة: أبو جندل لننسحب من هذا المكان، فرفض وقال: [سأبقى في مكاني وأرمي على طائراتهم؛ لأنها تقترب منا جداً في هذا المكان، فيصل رصاصنا إليها] فشدَّ عليه ذلك الأخ حتى سحبه معه، ولم يُصب أحد من الإخوة في تلك الغارة بأي أذى ولله الحمد والمنة، فانظر إلى شجاعته وثباته في هذا الموقف العصيب، وانظر إلى حفظ الله لعباده المجاهدين، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولا يمنع ذلك من فعل الأسباب ثم التوكل على الله، ومن المواقف التي تشهد بذلك أيضاً موقفه الذي قُتل فيه وسأذكره في آخر هذه السطور إن شاء الله.
وقد كان رحمه الله سهل التعامل، بشوش الوجه، خادماً لإخوانه يعرف ذلك كل من عاشره، نصوح لإخوانه فلا يكاد يرى أي منكر على أحد الإخوة إلا ويبادر بالنصح والتوجيه، صديق صدوق، نصوح شفوق، وكان رحمه الله يحب لإخوانه الخير كما يحبه لنفسه -نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله-، فقد كان يقول لي: [والله ما خرجت في غزوة إلا وتذكرتك وتمنيت أن تكون معنا.] وكان دائماً يذكرني ويقول: [أعدّ نفسك، وأنا سأعدّ نفسي في المجالات التي نستطيع حتى ييسر الله لنا الدخول لبلاد الحرمين، فلا خير فينا إن جبنّا عن بلاد الحرمين.] وقد شارك في بعض المعارك في اليمن ومن ذلك معركة مآرب، وشارك أيضاً في بعض الغزوات، وقد كان من أفراد سرية عبدالله باتيس الذين قاموا بقتل ثلاثة ضباط وعدد من الجنود الذين ساموا إخواننا سوء العذاب في سجونهم في حضرموت، وقد كان مسعر حرب، محرضاً لإخوانه على قتال الطواغيت والمرتدين، حتى منَّ الله عليه واصطفاه في إحدى الغزوات باشتباك مع جنود الردة عملاء أمريكا، مقبلاً غير مدبر، فقد كان أمير تلك السرية، ولما أقبل عليهم قال لمجموعته: أقبلوا لتصفيتهم، وبدأ بالهجوم والتصفية، فكان أحد جنود الردة مصاباً لم يمت، فتقدم عليه أبو جندل رحمه الله وهجم عليه هجوم الأسد على فريسته، فأطلق ذلك الجندي المرتد ثلاث رصاصات على أبي جندل فأُصيب ثم أجهز على ذلك الجندي العميل، وبعد ذلك لفظ أبو جندل أنفاسه الأخيرة، وقُتل رحمه الله مبتسماً رافعاً سبابته توحيداً لله، يقول أحد الذين حفروا قبره: (حفرنا نصف القبر ثم وقفنا لنرتاح، ثم أتى أحد الإخوة ليكمل فشم رائحة المسك تفوح من القبر فقال لإخوانه أتشمون الرائحة؟ فشمها من كان حاضراً معهم)، فهنيئاً لك أبو جندل تلك الشهادة وتلك الخاتمة، فقد ورد في الحديث الصحيح قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " انْتَدَبَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، أَنْ أَرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَه الْجَنَّةَ"[2].
فو الله لئن سُئلنا لنصدقن، ولئن استشهدنا لنشهدن، أنك كنت فارساً من فرسان الإسلام حقاً، وأسداً من أسود التوحيد مجاهداً، فسلام على روحك في الخالدين، ورحمك الله رحمة واسعة، فقد خرجت بنفسك ومالك ولم ترجع من ذلك بشيء، وأسكنك الله فسيح جناته وأعلى منزلتك في أعلى عليين، وألحقنا بك غير خزايا ولا مفتونين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
الاستشهادي القسامي :رائد عبد الحميد مسك
عابد زاهد مجاهد أذاق الأعداء مر العلقم
خاص ـ القسام:
هيأت أمي فراشا وثيرا **** من رياش الحمائم حشت الوسادة
صبغت غرفتي بلون المرايا **** وتمنت علي عهد السعادة
ثم قالت هذه عروسك **** هيا إنها الدر نهجا ونجاده
فرفضت وقلت يا أم حيدي **** أن عرسي في الأرض يوم الشهادة
ودمي فوق صدري وسام كالقلادة **** يوم ألقى حور الجنان
حين تصبح الجراح صلاة **** وصلاة الجراح أحلي عباده
هذه الكلمات طالما تغنى بها الشهيد رائد مسك قبل استشهاده بيومين ولكن لم يدر بخلد أم مؤمن انه كان يرثي نفسه بها يودعها أخر وداع.
ميلاد قائد
ولد الشهيد رائد عبد الحميد عبد الرزاق مسك في مدينة الخليل بتاريخ 24\1\1974م ، وكان يعمل مدرسا في مدرسة رابطة الجامعيين ، و هو متزوج و له من الأبناء مؤمن وسما و يحيى .
وفي حديث خاص لمراسل موقع القسام مع أم مؤمن زوجة الشهيد رائد مسك قالت عن زوجها " لم أعهد أبا مؤمن رجلا عسكريا ولا يتحدث كثيرا في السياسة كان كل حديثه ينصب حول القرآن وإعجازه وأحكامه وأوامره ونواهيه, كان يتحدث كثيرا عن الأخلاق والعبادات والآداب العامة وكان يحب المطالعة وخصوصا قراءة القرآن الكريم وتدبر أحكامه.
وتضيف أم مؤمن كان زوجي واصلا لرحمه علما بأن له (11) شقيقه إلا انه كان يزورهن باستمرار واذكر انه كان يزورهن في الأعياد ويقدم لهن عيديه خاصة به وعيديه خاصة بوالده في اليوم الذي سبق العملية اشترى ابو مؤمن العديد من الأشرطة الإسلامية وقام بإهدائها لأشقائه وشقيقاته وآخر لقاء بيننا كان عندما ا طلب مني زيارة إحدى شقيقاته وطلب منها أن يكون الطعام على حسابه وبعد تناول الطعام همس في إذن شقيقته كي تصر علينا للمبيت عندها دون أن اعلم أنا، وربما كان هذا جزء من تكتيكه لنجاح العملية وقمنا فعلا بالمبيت عندها وتضيف أم مؤمن بأنه كان مثال الزوج الصالح وأقسمت انه لم يكن على وجه الأرض من هي اسعد مني معه وكان حريصا جدا على ربطنا بالقرآن وكان يساعد طفله مؤمن على قراءة القرآن والآن ابني يحفظ سورة تبارك والنبأ والعديد من السور القصيرة، وكان معروفا( بتفريج الكرب) واذكر انه كان لا يبيت ليلة إذا قصده ذا حاجه حتى يقضي له حاجته وكان كثيرا ما يعطي من يحتاج نقودا حتى لو كان بحاجة ماسة لها. وكان يحب الأطفال بشكل لا يوصف ويحب إطعامهم بنفسه وعندما كان الأطفال يتأخرون في تناول الطعام كان يقول لهم من يحضر وعاءه فارغا سأصطحبه معي إلى السوبر ماركت فكان الأطفال يتسابقون في تناول الطعام.
وكان مرتبطا ارتباطا وثيقا بأطفاله وزوجته وكان يضع في برنامجه دوما أن يأخذنا إلى المطاعم ومحلات الحلوى ويحرص أن يتزاور مع أقاربه وكنت اشعر بالحياء عندما كنا نسير سويا في الشارع لكثرة معارفه. يطرح التحية على هذا
ويصافح هذا ويتحدث مع هذا وكان ذو شعبيه كبيرة.
وتتذكر أم مؤمن انه احضر لها جهاز كمبيوتر كهدية في ذكرى زواجهم الأول
تعليمه
تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الجزائر أما المرحلتان الإعدادية والثانوية فقد تلقاهما في المدرسة الشرعية للبنيين حيث التحق ليكمل الدراسة بكلية المجتمع في الأردن وأكمل السنة الثانية ولم يستطع إكمال دراسته لظروف قاهرة وعاد إلى جامعة الخليل حيث التحق بكلية الشريعة وحصل على شهادة البكالوريوس . و انتسب لجامعة النجاح الوطنية من أجل الحصول على شهادة الماجستير.
اعتقاله وحبه لأسرته
اعتقل لدى الاحتلال في عام 1989 وكان عمره 15 عاما ومكث في السجن مدة عام وتوفيت والدته وهو في السجن حيث تألم لموتها حتى انه وكلما استحضر سيرتها كان يبكي .
كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بأطفاله وزوجته وكان يضع في برنامجه دوما أن يأخذنا الى المطاعم ومحلات الحلوى ويحرص أن يتزاور مع أقاربه وإذا مشى في الشارع يده لا تفارق جبينه لكثرة ما يطرح السلام على المارة من معارفه وأحبابه وتقول إنه أحضر لها جهاز كمبيوتر كهدية في ذكرى زواجهما الأول
معلم لأستاذه
في الحقيقة سمعنا الكثير الكثير عن الشهيد رائد وأروع القصص التي رويت عنه فقد سئل يوما وهو على مقاعد الدراسة من قبل أستاذ له كان الشهيد يقدره ويحترمه حيث سأله الأستاذ, ما هي أمنيتك يا رائد, فأجاب بتواضع أن أصبح مثلك يا أستاذ, وبعد سنوات عده قابل هذا الأستاذ تلميذه رائد فأنبهر منه وأعجب به وقال له لقد حقق الله أمنيتك وزيادة.
وتمضي سنون طويلة ويحدثنا أحد الأساتذة الذين درسوا رائد في المرحلة الثانية أنه علمه في المدرسة وبعد عدة سنوات فوجئ بأن الشخص الذي يشرف على مادة امتحان التجويد في المسجد علي البكاء ما هو إلا تلميذه رائد.
وتقول زوجته انه تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره (15) عاما وكان لا يتحدث في أي أمر إلا ويكون القرآن زينة حديثه وهمسه وكلامه, وكان يصف لي شغفه بالقرآن كلما تحدث معي بأي حديث فكان يقول أن كل حرف من القران يحتوي على كنز وكل كلمه تحوي على حكم كثيرة وكان الشهيد خطيبا مفوها فكثيرا ما كان يلقي خطبة في مسجد الحرس شمال مدينة الخليل ومسجد علي البكاء وسطها وكان فارس لمنابر الخليل لم يترك منبرا إلا اعتلاه وكان صواما قواما ولا يصلي الصلاة إلا في المسجد.
وتتذكر أم مؤمن قائله كان يحب الشيخان صلاح ألخالدي وعبد الفتاح أبو غدة ويحب مؤلفاتهما والتي تتحدث عن إعجاز القرآن الكريم.
وكان يحرص على اقتناء الكتب الإسلامية ويوجد لديه مكتبه في هذا الصدد. ويحب المطالعة حتى وان كان يمشي في الشارع
وكان دائم الترديد اللهم ارزقني الشهادة قبل الشهادة) ويقصد الشهادة في سبيل الله قبل نيله شهادة الدكتوراه التي كان يسعى إليها وكنت كلما سمعت هذا الدعاء أرد عليه قائلة (اللهم ارزقه الشهادة بعد طول عمر وطول عمل )وكان يغضب مني إذا سمع هذا الدعاء
بار بوالديه
وتقول أم مؤمن إن الشهيد اعتقل لدى الجانب الصهيوني قبل (14) عاما ومكث في السجن لمدة عام وشاء الله أن تتوفى والدته وهو في السجن حيث تألم لموتها بصوره لا توصف وكان طوال 14 عاما يبكي لوفاتها. وكلما استحضر سيرتها يبكي بحرارة وقد اعتاد في المناسبات أن يكرم شقيقاته مرتين مره عنه شخصيا ومره أخرى عن والده وتضيف أنها لم تلحظ أي تحول في حياة رائد في الآونة إلا خيره. سوى أنها سمعته في اليوم الذي سبق استشهاده ينشد (روحي تاقت للجنة وللشهادة استعجلنا)،
وردد أمامها هيئت لي أمي فراشا وثيرا ….. ريش الحمائم حشت الوسادة
والتي بدأنا تقريرنا هذا بها وطلب منها إن أنجبت مولودا ذكرا أن تسميه( يحيى )وقد استغربت من هذا الاختيار. وبالرغم من ذلك لو أنجبت ولدا سأسميه رائد
وتضيف أم مؤمن لو قدر لرائد أن يعود من جديد لفرحت كثيرا وعزائي الوحيد انه شهيد يعيش في حياة كريمه ولكنني سعيدة أكثر باستشهاده.
وجاء البشير
وتقول أم مؤمن أول من بشرها باستشهاد زوجها هو ابنها مؤمن حيث كنت منهمكة في العمل بعد عودتي من منزل شقيقه زوجها حيث جاء إليها مؤمن واخبرها بأنه شاهد صورة والده على التلفاز وهو يحمل باروده في يده اليسرى والقرآن الكريم في اليد اليمنى وتقول أن مؤمن قال حينها يا أمي لقد ذهب أبي إلى نابلس ومن هناك صعد للجنة؟؟ وتضيف عندما ذهبت الى التلفاز وجدت إن الخبر صحيحا وقد تلقيت الخبر بقوه وأراده بالرغم من أنني حزينة على فراقه.
وتصف أم مؤمن لحظاتها الأخيرة معه قائله إن الشهيد تعمد أن يصطحبني أنا والأطفال الى منزل شقيقته وقال بأنه سوف يعمل وليمه على حسابه وبعد المغرب طلب من أخته أن تلح عليه للمبيت عندها دون أن تعلم وقد نمنا تلك الليلة عندها وتقول شقيقته بأنها لاحظت بان رائد كان يقوم الليل ويتوجه إلى الله بالدعاء وكان منهمكا في قراءة القرآن وشاهدته وهو يتنقل بين الغرف وشعرت انه لم ينم للحظه واحده.وهو يراقب النوافذ والأبواب
وبعد أذان الفجر توضأ ثم خرج للصلاة وقال انه سوف يذهب إلى مدينة نابلس من اجل رسالة الماجستير وبعد أن خرج من المنزل عاد إليها وودعها قائلا ربما لن أراك وربما اعتقل أو استشهد وكان كلما خرج إلى نابلس يقول لي هذه العبارات وقد اعتدنا عليها سويا وهذا ما جعلني إلا ارتاب من الأمر وقال لي انه سوف يتصل بي عندما يصل إلى الجامعة فانتظرت باقي اليوم ولم يتصل بي وشعرت في ساعات المساء بالقلق علما بأنني لم أتوقع في يوم من الأيام أن يقوم بهذا العمل.
وتضيف أن الشهيد أعطاها 50 دينارا قبل خروجه وأعطى شقيقته 50 دينارا, وتضيف بالرغم من هدوء شخصيته رائد إلا انه كان يتأثر للمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
توفيق رباني
وتضيف أم المؤمن لا اذكر أن رائد دخل منطقة القدس الغربية ولو لمرة واحده في حياته … إنما حصل هو معجزه ربانيه وتوفيق من الله وحده وبحسب المعلومات الاستخباراتيه فإن رائد تخفى بزي مستوطنين يهود وصعد إلى الحافلة رقم 12 التي كانت قد خرجت للتو من ساحة البراق( حائط المبكى) وكانت الحافلة مزدوجة حيث صعد رائد من الباب الخلفي, وفي العادة كانت الاستخبارات الصهيونية تجمع معلومات عامه عن الشهيد للمساهمة في تشخيصه من قبل المارة وركاب الحافلة لكن هذه المرة لم تستطيع جمع المعلومات حيث لم يلاحظ احد أن الذي صعد إلى الحافلة سيفجر نفسه بعد لحظات.
وقالت المخابرات أيضا أن العبوه التي انفجرت في الحافلة تزيد عن 5 كغم وكانت محشوة بالقطع الحديدية والمسامير.مما أدى إلى مقتل ال20 مستوطنا وإصابة 150 آخرين بجروح
سيده الموقف
وفي اليوم التالي لسماع نبأ العملية توجهنا إلى منزل الإستشهادي رائد مسك وشاهدنا ما أدهشنا فقد شاهدنا زوجة الشهيد والقائد القسامي عبد الله القواسمة أم ايمن تخطب في جمهور غفير من النساء كن قد توجهن لتقديم التهاني باستشهاد رائد بالرغم من الحواجز الترابية والعسكرية وبالرغم من حالة التوتر الذي كانت تعيشها مدينة الخليل وبعد لحظات من اقتحام الجيش الصهيوني لحي وادي أبو كتيلة واعتقاله أكثر من 17 مواطنا من أقرباء الشهيد.
وتحدثت أم ايمن وأبكت الجمهور وقالت كيف ينام رائد وعبد الله القواسمة ومحمد سدر وكيف يعيشون بهناء وسعادة والأمة تقتل وفلسطين تنحر من الشمال إلى الجنوب ونقول بأن هناك من قال أن حركة حماس تضحك على الاستشهاديين و يعدونهم بالجنة والحور العين ثم يدفعونهم لتمزيق أجسادهم.
وردت على هذا الافتراء قائله والله لقد عشت أسعد أيام عمري مع أبو ايمن بالرغم من قصرها وبالرغم من انه لمضاها بين الإبعاد والسجون والمطاردة والله أنني لم أكن اعلم أن هناك أمراه على وجه الأرض أسعد مني وأهنأ عيشا مني ولكن كيف اشعر بالسعادة وأطفال فلسطين يذبحون وبيوتهم تهدم وأشجارهم تقطع وقالت أنا لا أتحدث هنا لأن رائد انتقم لزوجي والله إنني ما عرفت رائد إلا رجلا تقيا ورعا محبا لدينه وعرضه لقد كان رجلا يعيش بسعادة وهناء ولا ينقصه من دنياه شيء ومع ذلك يتدافع إلى الموت وهذا كفيل بأن يخرس كل الألسنة التي تحاول أن تنال من مجاهدينا وأبطالنا واستشهاديينا انه من الصعب على رائد أن يرى بيوت المسلمين تهدم وأشجارهم تقطع وأبنائهم يقتلون وهو نائم بسعادة وفي بيته.
الحافظ لكتاب الله
ويشتد إعجاب معلميه به أكثر حينما أصبح مشرفا على دورات تحفيظ القرآن في مساجد الخليل والمحافظة وكان من المفترض أن يشرف على عدة دورات خلال الأسبوع الذي استشهد فيه ومن الذين اشتد إعجابهم به أستاذ له حدثنا أنه درّس رائد في المرحلة الثانوية ثم انتقل للعمل كإمام مسجد وبالرغم من الدرجة العلمية التي حصل عليها الأستاذ إلا أنه فوجئ بأن الشخص الذي يشرف على مادة امتحان التجويد في المسجد علي البكاء ما هو إلا تلميذه رائد.
تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره (15) عاما وكان لا يتحدث في أي أمر إلا ويكون القرآن أول حديثه وآخره , وكان الشهيد خطيبا مفوها فكثيرا ما كان يلقي خطبة في مسجد الحرس شمال مدينة الخليل ومسجد علي البكاء وسطها وكان فارس لمنابر الخليل لم يترك منبرا إلا اعتلاه وكان صواما قواما ولا يصلي الصلاة إلا في المسجد.
ذكريات رائد
وبقدر الفرحة التي عمت قلوب الناس لنجاح العملية بقدر ما شعر الناس بالألم لفراقه وقد كان الناس يواسون أنفسهم بأن رائد من أهل الجنة وهو في رحاب الله الطاهرة،هناك قصص رائعة سمعناها عن رائد ولعل أغربها قصة حدثت بينه وبين أحد مدرسيه في المدرسة الشرعية فقد سئل يوما وهو على مقاعد الدراسة من قبل أستاذ له كان الشهيد يقدره ويحترمه حيث سأله الأستاذ, ما هي أمنيتك يا رائد, فأجاب بتواضع أن أصبح مثلك يا أستاذ, وبعد سنوات عده قابل هذا الأستاذ تلميذه رائد فانبهر منه وأعجب به وقال له لقد حقق الله أمنيتك وزيادة.
و كان يتألم كثيرا للمجازر التي تحدث ضد الفلسطينيين وكان يحرص على اقتناء الكتب الإسلامية ويوجد لديه مكتبه في هذا الصدد. ويحب المطالعة حتى وان كان يمشي في الشارع ، ودائم الترديد اللهم ارزقني الشهادة قبل الشهادة) ويقصد الشهادة في سبيل الله قبل نيله شهادة الدكتوراه التي كان يسعى إليها وكنت كلما سمعت هذا الدعاء أرد عليه قائلة (اللهم ارزقه الشهادة بعد طول عمر وطول عمل )وكان يغضب مني إذا سمع هذا الدعاء .
اشترى قبل استشهاده بيوم واحد عدد من الأشرطة الإسلامية ووزعها على جميع معارفه وأقاربه ، و نام في الليلة ما قبل العملية عند شقيقته ، ولم ينم تلك الليلة وكان يصلي ويقرأ القرآن ويراقب النوافذ والأبواب ويتنقل باستمرار بين الغرف .
بشرى الشهادة
بعد عودة زوجته أم مؤمن من بيت شقيقة زوجها كانت الساعة تشير إلى التاسعة تقريبا ، وتقول أم مؤمن أول من بشرها باستشهاد زوجها هو ابنها مؤمن حيث كنت منهمكة في العمل حينما جاء مؤمن وأخبرها بأنه شاهد صورة والده على التلفاز وهو يحمل سلاحا في يده اليسرى والقرآن الكريم في اليد اليمنى وتقول أن مؤمن قال حينها يا أمي لقد ذهب أبي الى نابلس ومن هناك صعد للجنة؟؟ ... و وجدت الخبر صحيحا وقد تلقيت الخبر بقوة وإرادة بالرغم من الحزن العميق على فراقه.
لحظة الشهادة
وبعد أذان الفجر توضأ ثم خرج للصلاة وقال إنه سوف يذهب الى مدينة نابلس من أجل رسالة الماجستير وبعد أن خرج من المنزل عاد إليها وودعها قائلا ربما لن أراك وربما أعتقل أو استشهد؟؟ وكان كلما خرج الى نابلس يقول لي هذه العبارات وقد اعتدنا عليها سويا وهذا ما لم يلفت انتباهي على الإطلاق وقال لي إنه سوف يتصل بي عندما يصل الى الجامعة فانتظرت باقي اليوم ولم يتصل بي وشعرت في ساعات المساء بالقلق علما بأنني لم أتوقع في يوم من الأيام أن يقوم بهذا العمل.
وبحسب المعلومات الاستخباراتية فإن رائد تخفى في زي مغتصبين يهود وصعد إلى الحافلة رقم 2 التي كانت قد خرجت للتو من ساحة البراق( حائط المبكى) وكانت الحافلة مزدوجة حيث صعد رائد من الباب الخلفي, وفي العادة كانت الاستخبارات الصهيونية تجمع معلومات عامة عن الشهيد للمساهمة في تشخيصه من قبل المارة وركاب الحافلة لكن هذه المرة لم تستطيع جمع المعلومات حيث لم يلاحظ أحد أن الذي صعد الى الباص سيفجر نفسه بعد لحظات. وقالت المخابرات أيضا إن العبوه التي انفجرت في الباص تزيد عن 5 كغم وكانت محشوة بالقطع الحديدية والمسامير مما أدى الى مقتل ال20 مغتصباً وإصابة 150 آخرين بجروح .
ردة فعل الصهاينة على العملية
المخابرات الصهيونية لم تفشل في تشخيص رائد قبل أو بعد دخوله للحافلة فحسب بل أظهرت مدى تخبطها في عملية الرد على العملية وهذا ما جعلها تثبت فشلها مرة تلو المرة فعلى الرغم من اقتحامها لحي واد أبو اكتيلة في الخليل واعتقال 17 فردا من عائلته وهدم منزله الذي لم يسدد الشهيد ثمنه حتى الآن بل لجأت إلى خطوات أكثر شراسة حيث أغلقت مسجد النور ومسجد الحرس ومسجد علي البكاء وهي المساجد التي كانت تشرف على دورات أحكام التجويد التي أشرف عليها الشهيد رائد مسك وهي المساجد التي تنطلق منها في العادة الفعاليات الخيرية والندوات والمحاضرات ويتم فيها الاستعداد للحفلات الدينية ومناسبات الأعياد وهذه تشكل في حد ذاتها ضربة ليس للحركة إلاسلامية بل تظهر مدى حالة التخبط التي تعيشها أجهزة الاستخبارات الصهيونية لأنها تعتقد ان الإسلام يتمثل بالأماكن أو الأشخاص أو الشعارات فقط.
وصية الشهيد رائد عبد الحميد مسك منفذ عملية القدس/شارع "حاييم بارليف" بتاريخ:19/8/2003.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين …الذي جعل للمجاهدين الأجر والتمكين وجعل للشهداء منازل الفردوس ومنازل عليين..والصلاة والسلام على شهيدنا وأمامنا وحبيبنا وقرة عين المجاهدين أمام المجاهدين وقائد الغر الميامين وعلى آله وأصحابه والتابعين…وعلى الشهداء والصالحين ومن سار على درب وطريقه وطريقهم إلى يوم الدين.. وبعد؛
فإنني أنا العبد الفقير الى الله.. أحوج العباد إلى مغفرته ومرضاته.
الشهيد الحي رائد عبد الحميد عبد الرزاق مسك "أبو مؤمن"
إنني سأكتب وصيتي هذه أملا من الله تعالى أن تكون خالصة لوجهه الكريم … وأن يجعلها شهادة خالصة في سبيل الله تراق فيها دمائي.. تتبعثر فيها أشلائي.. وتكون حجة لنا يوم اللقاء.. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. وإنني اكتب هذه الوصية في عجالة من أمري ولن أطيل.. لقد سمعت قول الله تعالى يحثني وينادني (من المؤمن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينظر وما بدلوا تبديلاً) وقوله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك وهو الفوز العظيم)، ولقد رغبتني أحاديث الشهادة كحديث (للشهيد عند الله ست خصال.. وحديث أن الشهيد يأتي يوم القيامة لونه لون الدم وريحه ريح المسك.. وبيان منزلة الشهداء عند الله إنني لما سمعت ذلك قررت أن أقدم روحي ونفسي ومالي وبيتي وما أملك في سبيل الله لعل الله يقبلني عنده في الشهداء ويكرمني بكرامة الأولياء … ويكفيني فخراً أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته فكيف بي إذا أقبلت على الله شهيداً مقراً لعيون المؤمنين وشافياً لصدورهم (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين) أسال الله بشهادتي هذه أن أشفي صدور قوم مؤمنين.
وإنني إذ أقدم وصيتي هذه على شكل رسائل اسأل الله القبول.
زوجتي الحبيبة.. "أم مؤمن".. أيتها الزوجة الغالية الصابرة المحتسبة والله لا أدري ماذا أقول وبأي حديث أتحدث؟ فقد عشت معك أجمل أيام حياتي، أنا أعلم أنك ستعاني وتتعبي من بعدي، حيث تربية الأطفال.. والتعب.. والنصب.. وفقد الزوج.. وهدم البيت.. وها إذ أرحل عنك إلى حياة أخرى.. وإنني هناك بانتظارك.. وعذري أنني تركت ورائي امرأة ـ هي أنت ـ تعدل أكثر من مئة ألف رجل.. أنت نعم الزوج الحنون.. كنت سيدة سيدات الدنيا وإن شاء الله ستكونين سيدة حوريات الجنة أكثري قول (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) ومرة أخرى لا ادري ماذا أقول؟ لكن سامحيني وأكثري من الدعاء لي.. وغداً نلقي الأحبة محمداً وصحبه، لقاؤنا في الجنة إن شاء الله.
أولادي الأحبة.. فلذات أكبادي.. مؤمن وسما ومن في بطن أمه.. من سيكون إن شاء الله على وجه الأرض بعد أربعة أشهر ـ والله أني كتبت كثيرا من الرسائل وألقيت كثيرا من الخطب ولكني لا أدري كيف أبثّكم شجوني، ماذا أقول؟ لقد تركتكم وذهبت عنكم.. واخترت طريقا أحببتها وعشقتها.. ما تركتكم وحدكم.. فكل الشعب معكم ـ وإن لم استشهد فسأموت (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)، ولقد تربى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ـ بأبي وأمي وروحي وعقلي هو فقد تربى ونشأ يتيماً لكنه قال (أدبني ربي فأحسن تأديبي) لقد استخلفتكم خيرا مني.. لقد تركت تربيتكم ليتوكلها عني رب العالمين، وهو نعم المولى ونعم النصير.. ستكبرون أيها الأولاد وستعيشون من غير أب ولكن الله سيكون معكم.. فهناك الملايين الذين يعيشون أيتاماً والقليل منهم أبناء الشهداء.
أولادي.. لقد كنت حريصاً على تحفيظكم القرآن قبل أن توجدوا.. وأنتم في بطن أمكم.. وأنتم ترضعون كنت اقرأ لكم على أمل أن تحفظوا ـ فقرت عيني بحبيبي مؤمن عندما حفظ سورة تبارك وسوراً كثيرة غيرها ـ أمنية الأمنيات عندي كانت حفظ القرآن وأنتم دون السادسة.. هكذا نشأ الإمام الشافعي فقد نشأ يتيما لكن خلفه أم تعدل مئات الآلاف من الرجال.. وأمكم هي كذلك تعدل المئات من الملايين الرجال.. أولادي الأحبة.. تركت لكم رسالة تقرؤونها عندما تكبرون.. حفظكم الله ورعاكم
الأهل والأحباء.. إخواني وأخواتي.. أبناء عمومتي.. في فلسطين والأردن وغيرها أرجو منكم مسامحتي.. فقد قصرت في حقكم كثيراً.. ولقد أتعبتكم كثيراً.. لقد كنت في الفترة الأخيرة أحاول أن أقضي أكثر وقتي معكم.. ولكن أمور الدعوة والجهاد حالت دون ذلك.. لقد كنت حريصاً على جمع شمل العائلة وعلى أن تكون هذه التجمعات بالنسبة لي دعوة إلى الله وكشفاً لنفسيان الشباب أوصيكم من بعدي أن تتوحدوا وكونوا على قلب رجل واحد ولا تختلفوا.
إخواني وأخواتي أوصيكم جميعا بتقوى الله وطاعته.. والمحافظة على الصلوات وخاصة في جماعة وأخص صلاة الفجر ـ أريد منكم أن تربوا أبنائكم وبناتكم على عشق الشهادة وأن تكونوا بناة الأمة أن شاء الله.. لقد كنت حريصاً دائما على تذكيركم بالصلاة وغيرها ـ أما الآن فأسترك دمي يخاطبكم ويوصيكم ـ وإن كلام الدماء غير كلام الشفاه.. أظن أنكم الآن تستيقظون.. لقد أعطيت كل واحدة منكن أشرطة لتسمعها فهذه حتى تكون بادرة خير وانتقال من حياة الروتين ـ الأكل والشرب والنوم ـ إلى حياة الدعوة والجهاد.. أنا بريء من لطم الخدود وتشقيق الجيوب ودعوى الجاهلية.. أكثروا من الدعاء لي ولوالدي وسأوصلهما بإذن الله تحياتكم وأشواقكم.. كلما دعوتكم كنت أتذكرهم، وها أنتم تتذكروني معهم.. فأكثروا الدعاء.. وسامحوني ولكم مني التحية.
أحبتني الغوالي.. عشاق الشهادة.. شباب المساجد في فلسطين والأردن وفي كل مكان في العالم.. الحديث معكم دائما ذو شجون ـ وهو مشوق.. بأي وصية.
أوصيكم.. فأنتم تعلموني.. وكنت بينكم أعيش بجواركم وأحس أن حياتي تتغير ببعدي عنكم.. ولكن ذهبت قبلكم وأنا مع الشهداء بانتظاركم
فلا تقولوا خسرنا من الغياب بالأمس عنا
إن كان في الخلد خسر فالخير أن تخسروني
لقد عرفت فيكم رجالاً أبطالاً.. ولكن قدر الرجال أن يعيش أكثركم في السجون.. لقد حفظنا أنا والشهداء طارق دوفش ورفعت الجعبة وعماد الرزام لقد حفظنا القرآن معاً وسوياً واعتقل أكثر الشباب.. نسأل الله أن يطلق سراحهم.. أوصيكم على الوحدة فيما بينكم وعلى حفظ كتاب الله أما مكتبتي الغالية الحبيبة إلى نفسي ـ الكتب والأشرطة ـ فلزوجتي الحبيبة أن تختار منها ما تشاء وأوصي بالمكتبة من الكتب والأشرطة ـ لمكتبة مسجد الأنصار على أن يطلق عليها اسم مكتبة الشهداء: طارق دوفش رفعت الجعبة، عماد الرزام، والعبد الفقير إلى ربّه رائد عبد الحميد مسك، راجياً من كل من قرأ حرفا أن يخلص لي في الدعوات.. وإنني أرغب منكم أن تكثروا من قراءة الكتب وسماع الأشرطة، أخص بالذكر بعض الكتب منها: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، الجهد والقتال في السياسة الشرعية، كتب شيخنا وأستاذنا الدكتور صلاح الخالدي، وكتب د.عبد الله عزام.
ومن الأشرطة، أشرطة الداعية أبو القعقاع، محمود قول انماسي، فهي تلهب الحماس وتجعل مستمعها يعيش في حياة أخرى، والمشتاقون إلى الجنة لمحمد العريفي وفي رحاب الجنة لنبيل العويضي، وكيف تقوى إيمانك.. والنشيد الإسلامي وخاصة نشيد الحبيب أبو راتب مثل مسيرة الخلود، لحن وجرح، ماض، وغيرها.
إلى دعاة الإسلام.. إلى طلاب العلم.. إلى حفظة القرآن..
أيها الدعاة الربانيون.. أيها العلماء العالمون.. يا كوكبة الدنيا ومنارتها وزينتها ألا بكم تحيا الأمم.. فلا تخيبوا أمال الأمة فيكم، لا تخشوا في الله لومة لائم.. اجعلوا أرواحكم على راحاتكم.. تواضعوا للشباب وقدموا لهم النصائح.. وعيشوا بآمالهم وآلامهم.. كما يفعل فضيلة د. يوسف القرضاوي وإبراهيم الدويش وعلي وعائض القرني والحوالي والزنداني والعريفي العرضي وعمرو خالد وخالد الجندي وغيرهم الكثير.. أنتم أمل الأمة.. أنتم بلسم حياتنا.. أنتم بهجة الدنيا وروضتها.. لا أوصيكم إلا أن تقرؤوا وتحفظوا وصية الشهيد عبد الله عزام بطل القمة في عصر الانحدار.. وفي هذه المناسبة أوصي الجميع بالإخوة الأحبة المطاردين.. فكم يؤلم أن نسمع أنهم ذهبوا لبيوت دعاة أو علماء أو طلاب العلم فردوهم ولم يفتحوا لهم البيت وإنني في هذا المقام لأبيّن حكماً شرعياً واحداً ذكره ابن القيم في أعلام الموقعين "إن إيواء من لا يجد مأوى ومسكن فرض عين" وأنا أقول إيواء المطاردين فرض عين على كل من طرق بابه.. إنني عشت آلام المطاردين فأخبروني العجب العجائب من عدم استقبال بعض الناس لهم.. لا تغتروا بنوافل أو قيام ليل أو كتب تقرؤونها وأنتم تردّون المجاهدين.. أيها الراشدون كونوا كالراشد محمد أحمد (عبد المنعم) واقرؤوا كتب المجاهدين ورسائل المطاردين، بكسر الراء ولا أقول المطاردين المضطهدين..فوا الله لقد تمنيت أن يطيل الله في عمري حتى آويهم في بيتي إلا أن قدر لي الشهادة قبل أن أنال هذا الشرف العظيم وأرجو الله أن يسامحني على هذا التقصير.. اللهم آمين..
أنتم أيها العلماء يا ملح البلد.. من يصلح الأرض إذا الملح فسد
رسالة إلى الإخوة والأحبة الأسود الرابضة خلف القضبان.. انتم في ضمائرنا.. أنتم في كياننا وذواتنا.. لا يمكن المساومة عليكم ولا أن نقبل أي حل يستثني واحد منكم.. كم حاولنا بأن نقدم لكم وما زلنا ولكن نسأل الله أن يجعل لكم فرجاً ومخرجاً.. وأقول لكل أخ
صبراً أخي لا تبتئس فالسجن ليس له اعتبار
والأسر من أجل الإله بشرعنا لهو الفخار
والسجن جنات ونار وأنا المغامر والغمار
أحبتنا.. إخواننا، ما نسيناكم ولن ننساكم فرغم الزنازين والتعذيب الشديد رغم ما يفعلون فإنكم أكبر منهم، والله معكم ولن يترككم وأعمالكم.
إلى المجاهدين في كل مكان، في فلسطين والشيشان..وفي الأردن والأفغان … وفي العراق وكشمير والهند وفي كل مكان …هذا هو أوان وزمن التمحيص.. فلا تتوانوا ولا تضعفوا، وسينقسم الناس فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه.
نسأل الله أن يلمّ شمل المجاهدين ويجمع بينهم وأن يوحد صفوفهم، لقد كانت لي أمنية أن أكون أميراً للركب الذي سيفتح روما مع جموع المجاهدين ليس حبا في الأمارة الا لطلبها كما طلبها الفاروق عندما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأعطين الراية رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، وهذه الأمنية إنما نبعت من كياني لأنني أحس أن نصر الإسلام قادم وقريب (ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا) اسأل الله أن يحفظكم ويسدد خطاكم، وأن يرعاكم، وأن يحفظكم من عيون المتربصين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم الفقير الى الله تعالى
الشهيد الحي إن شاء الله
رائد عبد الحميد مسك "أبو مؤمن"
الاثنين 19/ جمادى الآخرة 1424هـ 18/8/2003م