الحمد لله الذي جَلّ في علاه ورضي الإسلام لنا دين ...
الحمد لله الذي اصطفى لنا محمد ليكون رسولا للناس أجمعين
ثم الحمد لله الذي جعل صحابة رسوله منارات هدىً ،، يسير
السائرون بآثارهم بثبات ويقين الى يوم الدين وبعد :-
يقول الله تعالى في محكم التنزيل "{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما }
من خلال هذه الاية الكريمة وغيرها من الايات الكثيرة التي بيّن
الله سبحانه وتعالى فضل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن حوله من المناصرين لدينه ولسنّته الشريفة ، فقد أثنى عليهم ربّهم جل جلاله ، ونعتهم بأجمل عبارات الثناء ،، فيكفيهم رضوان الله عليهم أجمعين أن نعتهم الله تعالى
بالمؤمنين ، الذين شهد لهم الله بالمغفرة والرحمة والجزاء الحسن ..
فلنتوقف قليلا حتى نعيش أجواء الاية الكريمة وتفسيرها مع أحد علماء السلف الكبار العلامة ابن كثير رحمه الله ، فيقول:
يخبر تعالى عن محمد صلوات الله عليه ، أنه رسوله حقا بلا شك ولا ريب ، فقال : ( محمد رسول الله ) ، وهذا مبتدأ وخبر ، وهو مشتمل على كل وصف جميل ، ثم ثنى بالثناء على أصحابه فقال : ( والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) ،
وهذه من صفات المؤمنين أن يكون عابسا شديدا في وجه أعداء الله في الحرب ، وأن يكون برّا لطيفا متوادا مع المؤمنين من بني ديانته
كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة )
وهذه من صفات المؤمنين أن يكون عابسا شديدا في وجه أعداء الله في الحرب ، وأن يكون برّا لطيفا متوادا مع المؤمنين من بني ديانته
ثم نكمل تفسير الاية الكريمة من قوله تعالى ( تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا )
وهنا نقول هنيئا لكم يا أصحاب رسول الله عليه صلوات الله ،، فما أجمل أن يصفكم الله تعالى بتلك الصفات
نعم ، تراهم ركّعا سجّدا وهذه صفات المؤمنين الحق ، وجلّ هدفهم هي طاعة الله عز وجل فقال الله فيهم
يبتغون فضلا من الله ورضوانا ...
وقوله : ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود )
فقد ذهب علماء هذه الأمة على أن معنى " سيماهم " أي الخضوع والخشوع لله عز وجل ..
وقال مالك ، رحمه الله : بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام يقولون : " والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا " . وصدقوا في ذلك ، فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة ، وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد نوه الله بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة ; ولهذا قال هاهنا : ( ذلك مثلهم في التوراة ) ، ثم قال : ( ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ) ( أخرج شطأه ) أي : فراخه ، ( فآزره ) أي : شده ( فاستغلظ ) أي : شب وطال ، ( فاستوى على سوقه يعجب الزراع ) أي : فكذلك أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم آزروه وأيدوه ونصروه فهم معه كالشطء مع الزرع ( ليغيظ بهم الكفار ) .
اللهم احشرنا مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
معلوم لدى كل المسلمين فضل الصحابه رضوان الله عليهم اجمعين فى نصرة هذا الدين والدفاع عن العقيده وكذلك نشرهم للاسلام وبذلهم فى سبيل ذلك الغالي والنفيس بذلوا الانفس والاموال وباعوا الدنيا واشتروا الاخره فهم رجال كما سماهم الله وابطال ولايتنقصهم الا زنديق ضال مضل.. ولايجحد فضلهم الا من اعمى الله بصيرته وطمس على بصره
فأعطوني قلوبكم إخواني لنعيش معا بعض الايات في فضل
أصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ...
فالقرآن الكريم فيه من الايات الكثيرة التي تمدح وتكرّم الصحابة
فكيف لا ، وقد اصطفاهم الله سبحانه لأن يكونوا مع رسوله
الكريم لنصرة هذا الدين ، وتبليغ الدين لسائر الاقطار من دون
تدليس ولا كذب ومن غير زيادة ولا نقصان ...
فهنيئا لكم يا أصحاب رسول الله ، فما ضرّكم بعد أن قال الله
فضل الصحابة رضوان الله عليهم في السنّة الشريفة ...
1-
عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبّوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه )
سبحان الله ، من كان يسبّ الصحابة في عهدك يا رسول الله ؟؟
أكيد لا أحد ،، ولكنه الذي لا ينطق عن الهوى ،، الان يشتم
أصحابك يا نبيّ الله من على المنابر من الروافض " رفضهم الله " !!..
2-
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون )
وهذا إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض عصر الصحابة من طمس السنن وظهور البدع وفشو الفجور في أقطار الأرض
3-
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه )
4-
ابن مسعود _رضي الله عنه_ عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )
همســـة ...
أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم ليكون للعالمين شاهدا
ومبشرا ونذيرا ، فهيّأ له سبحانه أصحاباً بايعوه على النصرة
فكانوا خير ناصرا للدين ، وخير حملة لسنّة النبي صلوات الله عليه
لذلك قال النبي صلوات الله عليه خير القرون قرني ثم الذين يلونه ، وقد منّ الله سبحانه وتعالى على هؤلاء المنارات بالفتوحات الاسلامية عبر تاريخ مشرف من العدل والرحمة والزهد ، فكانوا أتقى الناس وأزهدهم فجزاهم الله بأن وعدهم بجنّات تجري من تحتها الانهار ...