قصة أمي والمفتول
أمي سيدة جبّارة
تصحو فجراً قبل الديك
تكنس حاكورة "خشّتنا"
تعجن تخبز دون شريك
إن كنت تفتّش عن خبر
بالخبر الصادق تأتيك
فكل نساء الحيّ مراسل
تغدو إليها
وتمسي إليها
هكذا دوماً ودواليك
أمي بيديها المنتفخة
كم صنعت يوماً مفتول!
كم نثرت في"السدر" البرغل
كم زرعت حباً وبقول
كم غرست في حقل أبينا
شجراتِ تشدو وتقول:
الأرض وريد يا ولدي
إن قطع صرت المقتول
وستحمل هماً يا ولدي
وقد كنت عليها المحمول
وتعود أمّي لصنعتها
مفتولُ في "السدر" يدور
حبات البرغل أطْرتها
وقد كانت يبساً كصخور
رشّتها طحيناً أعمتها
بيديها السمرا فتلتها
قلبتها
والكمّ الفلاحي يطيّب
حبات البرغل نكهتها
وتدور تلك الحبات
وتصير كرات وشتات
بين أصابعها الثقلات
وتوقد أمي شعلة نار
تعلنها ثورة ثوّار
تلسعها بلهيب هادئ
تبتدئ أمي المشوار
مشوار النقمة والثار
وتدور بأمي الأيام
وتعيش بماضي الأحلام
فتحيل "السدر" الممدود
أرض بل ساحة ألغام
ومولوتوفٌ تتقن حرفته
وتحطّم جور الأصنام
وتأتزر وشاحاً وردياً
رافضةً سلماً وسلام
فاعلم يا صهيون البائد
إنْ تملك مفتول الساعد
أمّي تحترف المفتول
شعب فيه مثل هؤلاء الأطفال ,, والله لينتصر ,, أمة فيها مثل هؤلاء الأطفال ,, لا بل هم رجال ستنتصر ,, لن يهدم الأقصى لطالما حرائر فلسطين تلد مثل هؤلاء الأطفال
الفيديو من تصميمي