الف تحيه للاخ والصديق الغالي ابو خليل ابو خليل كتلة اخلاق متنقله وما شاء الله انسان ملتزم بدينه ومبادئه ولا يغيرها وهو رمز من رموز الانتماء الوحداتي ويكفيه انه يكاد يكون اول من لعب بالشورت الطويل
لمن يرغب بالإستفاضة أكثر ،، هذا اللقاء أجريته شخصيا مع الكابتن ابراهيم سعدية قبل عامين في لجنة المقابلات ،،
خاص نت الفنان"إبراهيم سعدية"انتقالي للوحدات كان بأكبر صفقة محلية وهذه نصيحتي لرأفت عل
شكل بأخلاقه الرفيعة حالة كروية نادرة وجاء انتقاله للوحدات بضغط جماهيري كبير وبرقم قياسي وقتها ,، من اللاعبين الذين لعبوا كرة القدم بحرفنة عالية وبأخلاق يصعب ان تتكرر بالملاعب المحلية ,، لازال اسمه الفنان" إبراهيم سعديه" على كل لسان بالرغم من الاعتزال ،, لم يحصل بحياته الرياضية إلا على كرت اصفر واحد وكان من أبتكر السروال الرياضي الطويل ليشكل قدوة لكل اللاعبين ,، أثبت أن الرياضي حينما يترجل ويعتزل تبقى أخلاقه الرياضية هي من تتحدث عنه وتروي للأجيال القادمة قصة لاعب لن يمحي من ذاكرة عشاق الأخضر وعشاق الفن الكروي الأصيل ،, كان نجماً يلسع كالنحلة ويراوغ كالثعلب ويسدد كالصاروخ ,، شرب من منهل كرة القدم بمعلقة ذهبية جعلت كنوزه الكروية تتدفق كالشلال الهادر عندما كان يداعب المجنونة في المستطيل الأخضر,، وكان سر نجاح هذا اللاعب المواظبة والجدية في التدريب إضافة الى حسن السلوك الرياضي ،, كان الجمهور النظيف من مختلف ألوانه وقمصانه يصفق مراراً وتكراراً لذاك النجم فكان من أنصار اللعب الجميل المعتق بأصول الفن ودماثة الأخلاق بدأ مع الكرة البرتقالية وقتها في نادي عمان واستقطبته الكرة الخضراء بكل حفاوة وتقدير لموهبة خلقت لكي تلعب لجماهير تعشق هذا الفن الأصيل وتقدره قد نختلف على أفضل لاعب في تاريخ الأردن ولكن ما لا نختلف عليه هو أن سعدية من افضل ثلاث مواهب انجبتهم الكرة الأردنية
الوحدات نت " حلت ضيفاً على اللاعب الخلوق إبراهيم سعديه فكان هذا الحوار الشيق .
لاعبنا الفذ في سطور
إبراهيم خليل محمد سعدية الملقب"أبو خليل" من مواليد مدينة الزرقاء في 15/02/1959 متزوج ولديه خمس أبناء ثلاثة منهم ذكور وهم محمد , عبدا لرحمن ,عمر, وموظف في شركة العرب للتأمين كذالك مشرف رياضي في اكاديمية اسي ميلان للناشئين .
البداية والحكاية لطفل صغير يداعب الكرة
حين بدأ إبراهيم سعديه يداعب الكرة صغيراً كان يشعر كأنه فراشة ملونه فالركض وراء الكرة بحواري وأزقة مخيم الزرقاء ومدارسها في منطقة الغويرية يشعره بلذة وعندما تلمس الكرة قدماه تصعد في روحه نشوة عارمة وكأنه قد اصطاد القمر بسنارته ,لقد وهبه الله جسماً انسجم مع كل حركه وانحناءة واستدارة بالملعب وبذلك برز كطفل يصعب إيقافه, ومن ثم جاء الانتقال للكويت عام 1970 وعمره لم يتجاوز 11 عاما حيث بدأ مرحلة جديدة في حياته الكروية والتي يقول فيها بأن أي شيئ تحبه يجب أن تضحي من أجله وفي تلك الفترة كانت كرة القدم هي كل حياتي بحيث أستيقظ وأغفو على أنغام وشجون كرة القدم وأستذكر هنا الوالدة رحمها الله في حديثها المتكرر لي عن خوفها من إيذاء أحد إخواني بسبب تسديداتي للكرة داخل المنزل كذالك احلامي المتكررة عن كرة القدم،، حيث كنت أنام برفقة إخواني الاربعة في نفس الغرفة دون أن تفارقني الكرة والتي واظبت على حضنها كطفل صغير عند النوم فتقول ( والله يما خايف على خوانك تروح شايط واحد فيهم وإنت طول الليل تشوط في جريك وتصرخ في الحلم جول ،،إلعب ،،شوط ) .
الإنطلاق نحو الأندية الفلسطينية في الكويت
كانت الإنطلاقة الحقيقية في المرحلة الإعدادية بعدما قام زميلي في المدرسة والذي يكبرني سنا ويدعي إبراهيم بتقديمي لمدرس الرياضة والذي أشركني لاحقا في فريق الصف ومن ثم في منتخب المدرسة والذي بقيت أحد أهم ركائزه رغم صغر سني تزامن في تلك الفترة بروزي على مستوى الحارات الشعبية والتي كنا ننظم بها البطولات على شكل جوائز لزيادة المنافسة وكان ذكر إسم سعدية يعني إنزال قيمة الجوائز لعشر أضعاف هذا إن لم يتم إلغائها ،، ومع بداية المرحلة الثانوية علمنا بأن قوانين الإتحاد الكويتي لا تجيز اللعب في الأندية الكويتية لكل من لا يملك شهادة ميلاد كويتية فقمنا بتشكيل فريق كروي من أعضاء المدرسة للمشاركة في الدوري الفلسطيني الذي يديره إتحاد كرة خاص به ،، وقد أطلق المدرس على الفريق إسم خان يونس نسبة لبلدته الأصلية ،، حيث لعبت لموسم واحد قبل الإنتقال لنادي يافا والذي كنت اتمرن مع ناشئيه صباحا ومع الفريق الأول مساءا وعمري لم يتجاوز 15 عاما فكان الفارق الجسماني بيني وبين لاعبي الفريق الاول كبير جدا لكن الموهبة كانت حاضرة فكنت ( أزرق ) من بينهم وكثيرا ما أتسبب في إحراجهم بحركات رياضية يصعب تقبلها من لاعب صغير بالسن ،، وبعدها كانت محطة نادي العودة والذي شاهدت فيه نجمي الوحدات لاحقا غسان جمعة ومظفر جرار دون أن أعرفهما وقبل أن أنضم لنفس النادي لاحقا بعدما غادراه ،، حققت مع نادي العودة بطولة الإتحاد الفلسطيني 5 مرات كذالك حظيت بلقب هداف الدوري الفلسطيني لمدة 5 أعوام متتالية ،، قبل الإنتقال للأردن عام 1981 بعد رحلة إمتدت لقرابة 11عام في الكويت .
تطور ذاتي
كان للموهبه الأثر الأكبر بتطوير قدراتي الذاتية من خلال متابعتي للدوري الإنجليزي كنت معجب بالاعب جورج بيست وعند مشاهدته يراوغ 3 أو 4 لاعبين وفور إنتهاء المشاهدة أحمل الكرة وأبدأ بمحاولة تقليد حركاته ومهاراته بالمراوغة من خلال التطبيق العملي في المباريات ،، كذالك كنت معجب بلاعبي الكويت المهاجم جاسم يعقوب ولاعب الوسط فاروق إبراهيم فكنت أحاول الإستفادة من مهارة جاسم في الكرات الرأسية وأسلوب لعب فاروق للكرات العرضية ،، وعليه أعتبر نفسي من الاعبين الذين لم يتطور مستواهم بفضل المدربين بل كان للإجتهاد الشخصي والصقل الذاتي السبب الأبرز في ذالك ،، وقد حظيت لاحقا بمعاملة الاعب المدرب والذي يعلم واجباته دون تذكير أو إشارة من أحد ،، مع تذكري دائما قمة مستواي الكروي والذي لم تشاهدة الجماهير للاسف في الفترة بين أعوام 76 إلى 79 وعمري 17 عاما والتي شهدت قمة الأداء الخيالي والعنفوان الهائل .
مرحلة نادي عمان وتحوله إلى نادي بطولات
في بداية الثمانينات جاء عضو إداري من نادي العودة بالكويت الى عمان لإتمام إحدى المعاملات الشخصية واجتمع بالصدفة مع احد إداري نادي عمان ووعدهم بلاعب مميز مقابل مساعدته على إنهاء معاملته الخاصة وأضاف بأنه يملك مواصفات اللاعب الكويتي جاسم يعقوب وسيصبح من أفضل لاعبي الأردن والمنطقة فوافق نادي عمان والذي كان يعاني من تذبذب في الهبوط والصعود ويصارع من أجل البقاءفي الدرجة الأولى (الممتاز حاليا) ،، وعندما عاد هذا العضو للكويت أخبرني بتلك الحادثة والتي لم أتشجع كثيرا لخوضها لعدم سماعي أو معرفتي بالأندية الاردنية لا من قريب أو بعيد لإنعدام الإعلام المرئي أوالمسموع أو المقروء عن هذه الاندية ،، حتى اني لم أسمع بإسم أندية كالفيصلي أو الأهلي أو الوحدات حتى عام 79 بعد زيارة قصيرة لعمان .
في عام 1980 كان لي زيارة إضطرارية إلى عمان لإنهاء معاملة رسمية متمثلة في دفتر الخدمة كذالك لزيارة شقيقاتي المتزوجات في الأردن ،، وأثناء تلك الفترة كنت أنا وصديقي نتنزه في ملعب رقم 2 (ملعب البتراء) وكان هناك تمرين لفريق الفيصلي حيث ضم التمرين 7 لاعبين فقط من ضمنهم الاعبين باسم مراد وأبراهيم الفاعوري ،، فأخبرني صديقي بأن نادي الفيصلي من أعرق الأندية وانه سيعرض عليهم الإنضمام للتدرب معهم ،، وبعد موافقتي عرض الموضوع عليهم فأجابه الفاعوري بإستخفاف (خلي ييجي تنشوفه) لكني رفضت لعدم إرتياحي للأجواء العامة ولعدد المتدربين فكيف لنادي يقال عنه الأعرق والأفضل في الأردن يتدرب ب7 لاعبين فقط ،، بعد هذه الحادثة تقلصت رغبتي في البقاء في الأردن ومع ذالك ذهبت إلى نادي عمان لأخوض معه بعض مباريات مرحلة الذهاب من دوري 80/81 قبل العودة مرة أخرى للكويت وترك الفريق بوضع جيد على سلم الترتيب .
أثناء تواجدي في الكويت وصلتني أول صحيفة رياضية أردنية تتحدث عن الدوري الأردني وقد قرأت فيها تراجع نادي عمان للمركز الأخير بعد إنتهاء مرحلة الذهاب ،، وبعدها مباشرة أخبرني أخي بأن (فريقك) تلقى 7 أهداف في مستهل مباريات الإياب 4 أهداف من نادي الجزيرة و3 من نادي الحسين لتنهال بعدها إتصالات مكثفة من مجلس إداراة نادي عمان تطالبني بالعودة ،، تأمر مع هذا الطلب إداراكي بأن اللعب للأندية بالكويت لن يحقق حلمي بالتطور والظهور نظرا للقوانين والتشريعات المعمول بها لمعرفتي بأن على الاعب ان يزيد من تدريباته وان يطوع جسده ويكسبه مزيدا من المرونة وان يعزز قدراته الفنية ويستفيد كذلك من الاجهزه الفنية للفرق الأردنية وهذا الأمر لن يتحقق مع الأندية الفلسطينية بالكويت فكان لابد من المغامرة والاستقرار بعمان وتوالت الانجازات مع نادي عمان فنجحنا بداية في الثبات وتحقيق المركز السابع من منافسات دوري 81 قبل التحول من نادي يصارع على البقاء بين الكبار الى نادي بطولات فتحصلت معه على العديد من البطولات كان أغلاها الدوري الممتاز عام 1984 وكانت هناك مقولة يومها (نادي عمان ناقص سعدية يساوي صفر) لكني كنت ارد (نادي عمان 11 لاعب ضمنهم إبراهيم سعدية) ولا أبالغ أن قلت بأن جماهير الكرة الأردنية أصبحت تحضر مباريات نادي عمان لمشاهدة الاعب رقم 11 دون معرفة إسمي أحيانا .
أول مباراة في الدوري الأردني
أول ظهور على الساحة الكروية كان في مباراة نادي عمان ضد الأرثوذكسي ،، سمعت كثيرا وقتها عن لاعب كبير له وزنه وهو مدافع المنتخب الوطني فواز أبراهيم حتى أن رئيس نادي عمان حذرني منه قائلا (أنه صخرة الدفاع) فأجبته بأني (أعشق تفتيت الصخور) وفعلا دخلت المباراة بشعور التحدي لأصول وأجول في الملعب وأتمكن من تدشين مرمى النادي الأرثوذكسي بهدفين احدهما جاء بعد مراوغة هذا المدافع الصلب وحارس المرمى بإسلوب إستعراضي ليخرج نادي عمان فائزاً بنتيجة 2/1 .
أول ظهور أمام الوحدات
أولى المباريات التي لعبتها ضد الوحدات كانت موسم 1981 وليس لدي أي معرفة مسبقة بجماهيريه هذا النادي الذي شعرت عند مشاهدة جماهيره بنشوة كبيرة وكانت النتيجة تشير إلى تقدم نادي عمان 3-1حتى الدقيقة 90 فقام الحكم احمد يحيى بمنح 7 دقائق كوقت إضافي إستطاع خلالها اللاعب مظفر جرار أن يحقق هدفين لتنتهي نتيجة المباراة بالتعادل فما كان من احد لاعبي نادي عمان ان أشار باتجاه جمهور الوحدات بإشارة غير أخلاقية لننتظر بعدها ساعتين من أجل مغادرة الملعب من الجماهير الغاضبة فخاطبت إدارة النادي بأنه من غير المنطقي ان أبقى بعد كل مباراة ساعتين لكي أغادر الملعب فتم إخباري بأن هذا الجمهور يتمتع بخصوصية معينة ولن تشاهد هذه الأعداد في مباريات مقبلة وبعدها بدأت أفهم معادلة الكرة الأردنية وخصوصية كل فريق كالوحدات والرمثا والفيصلي .
دوري 1984
لهذا الدوري طعم خاص في ذاكرتي فقد كانت الجماهير تحضر لمشاهدة فنيات إبراهيم سعدية دون أن تدري بأنها وفي نفس الوقت تمد زملائي الاعبين بالعزيمة والروح العالية ومع ذالك كانت الأقاويل الرائجة بأن نادي عمان لن يحقق بطولة الدوري وبعد إنتهاء كل مباراة كنا نسمع كلمة(شنص) (مش مطولين) وكانت الفرق الاخرى تنظر للمنافسة دون الإلتفات لنادي عمان وكأنه سيسقط لوحده ،، وكانت المفاجئة بأننا أحرزنا اللقب بخساراة واحدة أمام الوحدات في مرحلة الإياب 0/1 وتنامت في تلك الفترة مقولة (نادي عمان هو سعدية) لكني كنت أصر على أن اللعب الجماعي هو السبب وكانت اخر مباراة لنا في الدوري أمام نادي الرمثا هي من تحدد بطل الدوري فتمكنا من الفوز بنتيجة مدوية بلغت 3/0 وقد كان للمدرب المصري أحمد حسن فضل كبير في تعزيز ثقة الاعبين بأنفسهم .
أحمد حسن مدرب قدير
تزامن مع خوضنا أخر مواجهات الدوري موسم 1981 أمام نادي الرمثا قدوم المدرب المصري أحمد حسن للأردن إستعدادا للإشراف على تدريبات نادي عمان في الموسم الاحق وقد قال بعد مشاهدة هذه المباراة ( أستطيع أن أحرز بطولة الدوري بعد سنتين من الأن بالاعب رقم 11) علما بأنه لم يكن قد شاهدني أو سمع بي فكان مثالا للمدرب القدير والمخلص في عمله وأستفدت كثيرا من أسلوبه الإنساني قبل الرياضي في معاملة الاعبين فكنت في نادي عمان بمثابة الأب والاخ الكبير للاعبين داخل وخارج الملعب ،، وقد واظب الكابتن أحمد على إصطحابي لمتابعة مباراة أي فريق نستعد للقائه فمثلا في حال كان لنا مباراة مع النادي الفيصلي كنا نحرص على متابعة مباراته الاخيرة وتدوين نقاط القوة والضعف ،، وقد كان يسألني بإستمرار عن مراكز الخلل ويطلب مني أن ألعب فيها حيث لعبت جوكرا في عدة مراكز .
الإنجازات مع نادي عمان
أما الانجازات التي تحصل عليها الكابتن مع نادي عمان درع الاتحاد لعامي 1985,1984 وبطولة الدوري الممتاز لعام 1984 والوصول لنهائي الدرع لعام 1982 وكذلك اللعب بمباراة كاس الكؤوس الأردنية , أما الانجاز الشخصي الذي حرم منه الكابتن فكان عندما تحصل على هداف الدوري عام 1983 ورشح لجائزة هداف العرب وقتها وحصل على المركز الثالث مكرر مع اللاعب السعودي حسام داود ولكن وقتها عدم وجود أرشيف لدى الاتحاد الأردني لكرة القدم حرم سعديه من الحصول على الحذاء البرونزي لأفضل هدافي العرب , وبعد هذا كله أدرك الكابتن ان سفينة إبراهيم سعدية بحاجة الى بحر كبير تبحر به بدل من الخلجان الصغيرة وانه بحاجه الى فريق كبير يستوعب قدرات هذا اللاعب فتحقق هذا الحلم وان هذا البحر هو نادي جماهيري كبير يدعى الوحدات .
الإنتقال للوحدات بصفقة قياسية وحلم يتحقق
بدأت القصة عندما لعبت بالأردن مع نادي عمان وقتها قال لي سليم حمدان انك أتيت بالخطأ لنادي عمان والمفروض أن تلعب للوحدات النادي الجماهيري ،, وساهمت العلاقة الجيدة التي تربطنا بلاعبي الوحدات المنضمون للمنتخب وكذلك الجمهور الكبير الذي يتمتع به نادي الوحدات والذي كان بعضه يحرص على متابعة بعض مباريات نادي عمان ليراقب عن كثب صاحب الرقم "11" بنادي عمان كل هذه الأمور عجلت من انتقالي لنادي الوحدات لتبدأ المفاوضات مع نهاية عام 1984 حيث دفع الوحدات وقتها خمسه وعشرون ألف دينار ولكن نادي عمان رفض الفكرة وتجددت هذه الدعوة في عام 1985 وفعلا عقدت اجتماعاً مع سليم حمدان بفندق المنار من اجل الانتقال لنادي الوحدات وبعد مفاوضات ماراثونية مع رئيس نادي عمان عبد الجميل عبد القادر إنتقلت للوحدات مقابل اكبر صفقة محلية وقتها بلغت سبعة عشرا ألفا بلغ نصيبي منها ثلاثة ألاف دينار ،، من الوحدات الفين ومن حصة نادي عمان ألف دينار وهذه الصفقة بقيت لردح من الزمن تسجل الرقم القياسي لانتقال لاعب محلي أردني وقد ساهمت جماهير الوحدات التي أكن لها كل محبة واحترام بهذه الصفقة من خلال جمع التبرعات كذالك كان لمدرب الوحدات وقتها الكابتن مظهر السعيد أيضا دور بانتقالي بدفعه 5 ألاف دينار من جيبه الخاص قبل إستردادهم لاحقا بسبب عدم وجود سيولة مع إداراة النادي وهو الذي يعرف قدراتي وإمكانياتي جيدا حيث سبق وأن أشرف على تدريبي في صفوف المنتخب ووقتها كان الكابتن مظهر السعيد يتحصل على لقب كأس الأردن مع الوحدات لعام 1985،، ولسوء حظي تعرضت في بداية مشواري مع الوحدات لإصابة قوية جعلت البعض يقول ان الصفقة لم تكن بمحلها ،, لأخدم الوحدات بعدها لعشر سنوات واعاصر ثلاثة أجيال بالنادي ,، وفي أول تدريب لي مع الفريق طلب وقتها الكابتن باسم تيم ان أتدرب وانا ارتدي القميص الأخضر فأخبرته ان يحضروا لي القميص وكان لذالك هيبة وشعور خاص عندي وعند بقية الاعبين .
موسم عاصف وأخر زاخر
ان تلعب لنادي جماهيري مسؤولية كبيره ملقاة على عاتق أي لاعب فأنت تريد ان ترضي جمهور يطمح دائماً للأفضل ،، بدأت الحكاية عام 1986 ولم يتحصل الوحدات على أي بطولة بسبب المشاكل التي كانت تعصف بالفريق سواء داخليا أو خارجيا فعلى الصعيد الداخلي كان الفريق يعاني من إنفصام عام بشخصيته الركوية بسبب التحالفات الإداراية وتداخل مصالح الاعبين مع بعض هذه التحالفات كذالك الصراع الكبير بين لاعبي الجيل السابق قبل صعود لاعبين جدد وعدم معرفتهم بدورهم الفعلي وعلى الصعيد الخارجي حصلت خلافات كبيرة مع الإتحاد الأردني لكرة القدم تسببت بتجميد نشاط الكرة لفترة من الزمن قبل العودة بإسم الضفتين لنبدأ الموسم بوقت متأخر جدا ودون إستعداد كاف وليتم جدولة مبارايات الفريق حتى وصلنا للصدارة بنفس رصيد فريق الفيصلي قبل خوض مباراة فاصلة معه إنتهت بالتعادل السلبي ومن ثم خسرنا في المباراة المعادة 0/2 ومن إيجابيات هذا الإخفاق تعزيز قدرات الكثير من الاعبين الصاعدين بأنفسهم ليأتي الموسم الذي بعده ويتحصل الوحدات على بطولة الدوري الغائبة عن خزائن النادي منذ الانجاز الأول عام 1980 .
موسم 1987 كان استثنائياً بكل شيء واستطاع الوحدات الحصول على لقب الدوري قبل نهاية البطولة بثلاث مراحل وبتشكيلة مثاليه مزجت بين الخبرة المتمثلة بالمايسترو خالد سليم ونادر زعتر ومجموعه من الشباب أمثال هشام وجهاد والعموري ورائد عساف والشدفان وجلال علي وناصر الحوراني وعصام نوفل وكان الوحدات يملك وقتها أقوى خط دافع ويملك حارس شاب هو الغندور وأذكر في مبارالة الذهاب أمام الرمثا كنت أعاني من إرتفاع شديد في الحرارة وطلب مني الراحة لكني أخذت عدة إبر وأصريت على المشاركة ،، ما ميز الفريق في تلك الفترة ظهور عدة مدافعين بمستوى عال جدا وأذكر هنا مقولة لميلاد عباس في تلك الفترة لو املك دفاع الوحدات لأنهيت الدوري دون دخول مرماي لأي هدف .
المسيرة والإنجاز مع الوحدات
عندما أتيت للوحدات عام 1986 كان يصعب لأي لاعب ان يبرز بالوحدات نظرا للصراع الكبير والأجواء التي تسيطر على اللاعبين ولكن علاقتي الطيبة مع معظم اللاعبين وكذلك لعبي معهم بالمنتخب ساهم بالتأقلم السريع معهم ،، وحاولت إدارة الوحدات أن تمنحني شارة الكابتن في عام 1988 على الرغم من تواجد أكثر من لاعب له حق القيادة بحكم الأسبقية ومنهم العموري وطه ذيب وناصر الحوراني فرفضت الفكرة لقناعتي بأن مضار هذه القماشة أكثر من منافعها ما دامت ستجلب إستياء البعض ومع ذالك كنت قائدا دون شارة من خلال التوجيه الدائم للاعبين ومتابعة شؤونهم داخل الملعب لكني كنت أحرص دائما على لحمة الفريق خوفاً من تفاقم أي مشكلة مع أي لاعب ونظراً لأحقية بعض اللاعبين بحمل الشارة بحكم الاقدمية ،، وتخلل تلك الفترة رواج مقولة مفادها بأن سعدية لن يستطيع خدمة الوحدات لأكثر من موسمين نظرا للإصابة التي لحقت بي ،، فعلقت في إحدى الصحف بأن سعدية باق في الوحدات حتى مرور أجيال من الاعبين وفعلا بقيت مع الفريق حتى بداية موسم 1995 .
يعتبر فريق الوحدات موسم 87/88 فريق الأحلام ،، حيث لم يكن أحد بإستطاعته إيقافنا سواء على الصعيد المحلي أو الصعيد الخارجي ،، وأعتبر مستوى الفريق في التصفيات الأسيوية للأندية أبطال الدوري هو الأروع حتى يومنا هذ فحققنا نتائج غاية في الروعة وأستطعنا إنتزاع بطاقة التأهل بعد الفوز على الرشيد العراقي 2/1 والسد القطري 3/0 وتعادل مع الأنصار اللبناني 1/1 لكن ظروف الفريق المالية كما قيل لنا حالت دون تكملة المشوار في كوالالمبور .
كنت أحرص على ممارسة كرة القدم وخدمة الوحدات دون الإلتفات لإسم أي شخص أو مركزه في النادي ولا أبالغ إن قلت بأني لم أكن أعرف أسماء بعض أعضاء مجلس الإداراة ومع بداية عام 1990 حدثت المشكلة الشهيرة بين مجلس إداراة النادي ومعظم عناصر الفريق الأول والذي رفضت أن أنضم فيه لأي تحالف يذكر ،، غير أن مجلس الإداراة إتصل بي مستغيثا ( حرد الفريق يا كابتن شو نسوي ) فأجبتهم ( جيبولي الصغار وما عليكم ) وفعلا تم إحضار سفيان عبدالله وفيصل ابراهيم وعبدالله ابو زمع وعلي جمعة وسامر بحلوز وكان معي من الفريق الأول كل من ناصر غندور وطلال ربايعة فقط ،، وحاولنا جهدنا قدر الإمكان في ذالك الموسم للحفاظ على الفريق من الإنهيار وإستطعنا تحقيق المركز الخامس في ظروف شبه تعجيزية نظرا لصغر سن الكثير من الاعبين وعدم نضوجهم بعد ليعود الفريق الأساسي في الموسم المقبل عام 1991 ونحرز بطولة الدوري .
مع قرب إنتهاء مشواري الكروي في عام 1994 جاء للنادي مدرب يوغسلافي اسمه "يوفا"واخبره بعض المغرضين وأعداء النجاح بأن هنالك لاعب بالفريق يرتدي الرقم "8" ختيار لا يقوى على الركض ونتمنى منك تهميشه ،، ليكتشف لاحقاً هذا المدرب ان هذا الكهل من أميز لاعبي الفريق وكنت وقتها أتمرن ساعة إضافية عن الاعبين الشباب للحفاظ على المنسوب البدني والقدرة على مجاراتهم وخصوصا إني كنت بسن 36 عاما ،، وقد بقيت طوال تواجدي مع الوحدات بمثابة الأخ الكبير لجميع الاعبين من حيث التوجيه وتقديم النصائح ولم أبخل في حياتي على أي لاعب وخاصة الجيل الجديد وقتها مثل سفيان وفيصل وابو زمع .
كثير هي الألقاب التي تحصل عليها الكابتن إبراهيم سعدية بحياته الرياضية ومنها النجم الخلوق لما يتمتع به اللاعب من خلق رياضي قويم وأيضا الجوكر وكذلك حصل على لقب أفضل لاعب بالدوري الأردني أعوام 1982,1987.1991وفي عام 1991اختارت اللجنة الفنية في الاتحاد الأردني اللاعب إبراهيم سعدية لاعباً مثاليا في الدوري الأردني لعام 1990-1991 وتشرف يومها بالتكريم من المرحوم بإذن الله تعالى جلالة الملك الحسين المعظم ونال وسام اللاعب المثالي .
بالإضافة لتحقيق بطولة الدوري موسم 87 فقد شارك الفريق بالحصول على لقب كأس الأردن عام 1988وكذلك درع الاتحاد للعام نفسه وكأس الكؤوس لعام 1989 وأيضا الدوري الممتاز لعام 1991 قبل الختام بدوري الممتاز عام 1994 .
هذه حكايتي مع رأفت علي وهذه نصيحتي له
بدأت حكايتي مع رأفت علي وانا أعمل ضمن الجهاز الفني للفريق الأول مع المدرب محمد مصطفى وكان الفريق يخوض مباراة اعتزال حارس نادي الحسين إربد راتب الضامن بإربد ويومها كان رأفت يجلس على دكه البدلاء ويكاد ان يبكي وهو يطالب المدير الفني ان تمنح له فرصة المشاركة خاصة بأن زملائه بنفس الفئة العمرية كانوا قد شاركوا في هذه المباراة وفعلاً قبل إقناع الكابتن محمد بضرورة إشراك رأفت أخبرته بأن المستقبل أمامه وعليه بالصبر وإثبات نفسه في حال دخوله فأجابني بإنه إن لم يلعب هذه المباراة الودية فمتى سيلعب ؟ فذهبت للكابتن محمد وأقنعته بضرورة إعطاء رأفت الفرصة وفعلا بعد نزوله مباشرة سدد كرة بالقائم وبعد إنتهاء المباراة تحدثت إليه (ستكون من أفضل لاعبي الأردن ولكن الموضوع يحتاج الى الصبر) وبعد ذالك بفترة نصحته بالإبتعاد عن المراوغة في منتصف الملعب لأن هذه المراوغة غير مجدية وتقتل جهد الفريق قبل أن تتسبب بإصابتك لأن الاعب المنافس لا يخشى من إيقافك ما دامت الإعاقة تتم في منتصف الملعب ونصحته بالمراوغة في منطقة الجزاء أو على الاقل من على حدود منطقة 18 كذالك الإبتعاد عن المراوغة العرضية والتركيز على المراوغة الطولية ،،على اللاعب ممارسة هوايته بالترقيص والمراوغة على حدود منطقة جزاء الخصم لأن المدافع يخشى من ارتكاب الأخطاء خوفاً من تحصله على إنذار أو تحصل الفريق الآخر على ركلة جزاء أو ضربة مباشرة على مشارف منطقة الجزاء ،، وبعد ذالك حصل المحظور وأصيب رأفت أمام البقعة بمنتصف الملعب ليتعلم بنفسه خطورة الموضوع .
رأفت لاعب ظاهره من الصعب تكراره بالملاعب الأردنية ،، تابعت رأفت علي مؤخراً وهو يعزف أشجى الألحان ونصيحتي له بالاعتزال فورا بعد هذا المشوار الحافل وبعد تحقيق الإنجاز التاريخي لهذا الموسم فالخروج بالقمة هو نصيحتي لأي لاعب .
مسيرتي مع المنتخب الوطني وهدف اليابان لا ينسى
تألق سعديه بنادي عمان في عام1981مما دفع المدير الفني للمنتخب الوطني آنذاك الكابتن مظهر السعيد للاعتماد عليه ليكون اللاعب الوحيد من نادي عمان الذي يمثل المنتخب حيث أدرك الكابتن مظهر أن سعديه كنز لا يعوض وطاقة كروية هائلة يجب ان تستثمر بأقصى درجاتها وكان تواجد الكابتن في صفوف المنتخب الوطني نتيجة المجهود الوافر الذي يقوم به في منتصف الملعب ناهيك عن القدرة على التحكم بانفعالات اللاعبين ،، وهكذا مثل المنتخب الوطني لفترة طويلة إمتدت حتى عام 1989 بشكل متواصل يستثنى منه بطولة كأس العرب عام 88 لإجرائه عملية الغضروف كذالك كان لدوره القيادي في صهر الاعبين في بوتقة واحدة وإزالة حالة التشنج فيما بينهم سببا في منحه شارة الكابتن لفترة من الزمن إعتمادا على صفات القيادة التي يتمتع بها قبل سحبها منه لأسباب تتعلق بالأقدمية ،، وليس أدل على تأثير الكابتن بمسيرة المنتخب إلى الإستثناء الذي حصل عليه عام 86 برفقة الحارس ميلاد عباس بعد صدور قرار يمنع أي لاعب تجاوز 26 عام من تمثيل المنتخب بسبب إعتماد المنتخب على العمر كمقياس ومع ذالك كان لسعدية وضع خاص حيث كان الاعب الوحيد الذي يتم إستثنائه من هذا القرار برفقة الحارس ميلاد عباس ،، ومن أهم مشاركاته الدولية كانت المشاركة في تصفيات دورة لوس انجلوس الاولمبية عام 1983 وخاص مبارياته الدولية الأولى أمام منتخب سوريا في ملعب العباسين في دمشق والتي انتهت بفوز سوريا بثلاث أهداف مقابل هدفين كان نصيب سعديه منها هدفين ومثل المنتخب أمام قطر بنفس التصفيات وأيضا من أفضل المباريات الدولية التي لعبها كانت أمام الكويت وانتهت بالتعادل دون أهداف وأيضا من المباريات التي لا تنسى والتي لاتمحي من ذاكرة الكابتن سعدية مباراة المنتخب الوطني ضد اليابان ضمن تصفيات كأس أسيا عام 1989وانتهت تلك المباراة بالتعادل الايجابي بهدف واحد لكلا الفريقين وأحرز" أبو خليل" هدف التعادل للمنتخب الوطني ويتحدث الكابتن عن قصة هذا الهدف الذي استمر لفترة طويلة وهو يعرض على المجلة الرياضية أن الهدف جاء من تمريرة ما بين لاعب المنتخب هيثم عبد الهادي وخالد العقوري الذي صلح الكره برأسه للكابتن على خط ال18 والذي سددها بيساره على الطاير هدف لا يرد بمرمى المنتخب الياباني ،, وأيضاً من المباريات والأهداف التي لازالت عالقة بذهن الكابتن مباراة المنتخب ضد المنتخب القبرصي وانتهت لمصلحة المنتخب بهدفين مقابل هدف واحد سجل الكابتن الهدف الثاني والذي يعتبره من أجمل أهدافه الدولية ،، وأيضا من مبارياته الدولية كانت ضد منتخب قطر بتصفيات كأس العالم عام 1990 وفاز المنتخب وقتها بهدف عصام التلي وأيضا بنفس التصفيات خاض مباراة أخرى رائعة ضد المنتخب العراقي ،، وفي كأس العرب التي أقيمت منافسته عام 1988 بعمان غاب عن المنتخب لتعرضه لإصابة بالغضروف وكان يستعين بالعكازين للمشي وكانت إدارة المنتخب تحرص على حضوره في كل مباراة للتحدث مع الاعبين والشد من أزرهم لما له من تأثير عليهم كذالك للإحترام الكبير الذي يحظى به .
مباريات من الذاكرة المحلية
مباريات كثيرة لعبها الكابتن لازالت بالذاكرة ومنها
نهائي الدرع لعام 1982 ضد الوحدات ,، وكان نادي عمان يتقدم على الوحدات بهدف مقابل لاشي حتى الدقيقة 88 لكن الوحدات إستطاع تحقيق التعادل بعد عرضية درويش المنسي والتي سجل من خلالها مدافع عمان بالخطأ بمرمى فريقه ليحتكم الفريقان لركلات الجزاء ولمعرفتي المسبقة بالكابتن باسم تيم وبعد حديث جانبي أخبرت جميع لاعبي الفريق بالتسديد على يسار باسم تيم لأنه يقفز على الجهة اليمنى فقط ،، وفعلا نجح الجميع بالتسجيل إلا أن جاء دور الاعب شوكت عقل الذي أبى إلا ان يسدد على اليمين كنوع من التغيير فتصدى الكابتن باسم لهذه الركلة وفاز الوحدات بنهائي الدرع لعام 1982.
ومن المباريات التي لا تنسى في عام 1987 ضد الرمثا بالملعب البلدي بإربد ويكفي الوحدات التعادل أوالفوز لكي يحصل على لقب بطولة الدوري حيث سجل الرمثا هدف التقدم بواسطة فايز بديوي وبعد (السنترة) مباشرة وما زال جمهور الرمثا يصفق حصلنا على خطأ من منتصف ملعبهم فأخبرت الاعب خالد سليم بإرسال الكرة لي في المكان الذي سأقف به بعد تلقي إشارة ،، وفعلا أرسل لي كرة عالية بمراقبة مدافع الرمثا زيد الشرع لإرتقي فوقه وفوق الحارس الجراح وأضع كرة رأسية خلفية لتزف جماهير الفريق الاعبين من إربد لعمان في مباراة كانت رائعة وكنت أخوضها في وقت قد أعلنت فيه خطوبتي وكانت تحظى بمتابعة أهل خطيبتي فبذلت كل مجهودي لكي ينتصر الأخضر
مواجهة الأهلي في مستهل منافسات بطولة الدوري عام 1987 حيث إنتهت المباراة بنتيجة 2/1 وأستطعت أن أسجل هدفي الوحدات بطريقة جميلة وكان أحد هذين الهدفين من أجمل أهدافي الكروية .
الإنجاز الأخير للوحدات مدعاة للفخر
تابعت الانجاز الأخير للوحدات بحصوله على جميع بطولات الاتحاد للموسم الماضي ومن المباريات الاخيره للفريق التي تابعتها بأعصاب متوترة مباراة شباب الأردن ضمن الدوري وخرجت بعد تقدم شباب الأردن بهدفين بأعصاب متوترة لأتلقى اتصال من أصدقائي الذين كنت احضر المباراة برفقتهم يبلغوني إنتهاء المباراة بالتعادل الايجابي فكانت فرحتي كبيرة بهذه النتيجة التي آلت إليها المباراة وأيضا تابعت نهائي الكأس أمام شباب الأردن يوم جمع الوحدات المجد من جميع أطرافه .
الاعتزال ,,, والتدريب
كانت مراقبة الكابتن سعديه وهو يلعب كرة القدم شيء غاية بالروعة وخصوصا للمهارة والذكاء الميداني الذي كان يتمتع بها ولأن الاعب مهما أمتد عمره الكروي بالمستطيل الأخضر فسيأتي اليوم الذي يترجل به الفارس ويعلن الاعتزال والابتعاد عن معشوقته وهذا ما حصل للكابتن بنهاية موسم 1994 والذي توج فيه الوحدات كبطل للدوري ،، حيث إعتزل الكابتن وهو بسن 36 عاما تاركاً إرثاً كروياً وتاريخ كروي حافل صبغ بالأخلاق الرياضية العالية ،، وأقيم له مهرجان إعتزال أمام الرمثا عام 1997 لا يلبي الطموح لنجم قدم الكثير للكرة الأردنية عامة والكرة الوحداتية خاصة وكان هذا التأخير خارج عن إرادة الكابتن لظروف مختلفة ،، وخلال مسيرته كلاعب بالوحدات خاض مهمة مساعدة المدرب بل سجل سابقه وهو يخوض مهنة التدريب وهو لايزال لاعباً بصفوف الأخضر, كما كان لفترة ضمن الكادر الفني لنادي شباب الحسين برفقة المدير الفني محمد مصطفى بعد زيارتهم له وإحراجه للقيام بمهمة لا يرغب بها .
موقف طريف
حدث ذلك بعد إحدى التمارين وخلال تواجدي بمنطقة جبل الحسين وكان ذلك بعد انتقالي للوحدات وإذ بمجموعة من الفتيات يمشين في نفس الطريق وإحدى هذه الفتيات تقول لصديقاتها بصوت عال ومسموع هذا سعدية ؟ وكان السؤال هل إسم سعدية نسبة لاسم والدة الكابتن ،، فرد الكابتن بكل روح رياضية اسم سعدية هو أسم العائلة وكان من المواقف المضحكة
عند عودة المنتخب الأردني من سوريا بعد خوض مباراة على ملعب العباسية إنتهت نتيجتها سورية ب3/2 وكنت قد سجلت هدفي الأردن عاتبني موظف الجوازات السوري مازحا (كيف يا كابتن بتجيب فينا جولين) فأجبته ( أنا ما جبتهم الكرة أجت على رجلي) فما كان من موظفي القسم إلى الإنهمار بالضحك وقد أصر ذالك الموظف على مساعدتي وأخذ رقمه في حال إحتجته لاحقا نظرا لكثرة سفر المنتخب إلى سوريا في ذالك الوقت ،، وهذه الموقف بمثابة درس لأي لاعب الكرة أن يكون دبلوماسي وذكي خارج الملعب .
بســـــــ مع الكابتن إبراهيم سعدية ــــــــــــــرعة ##
يعتبر الكابتن نجله عمر"أخر العنقود" الابن الوحيد من أبناؤه الذي يحمل صفاته الجينية ومن الممكن ان يصبح لاعباً مميزا وهو يملك قدم يسرى جميلة ويتمنى ان يصبح لاعب كرة قدم كوالده بالرغم من الإصابات الكثيرة التي يعاني منها لاعب كرة القدم لذلك كان يبعد أولاده عن ممارسة كرة القدم والتوجه للألعاب الأخرى
يقول الكابتن ان أفضل من حمل الرقم 8 بعد اعتزال سعدية هو المقاتل عامر ذيب ويعتبره من أميز لاعبي الفريق حاليا .
عاشر الكابتن بالنادي أجيال كثيرة حيث لعب مع نهاية جيل خالد سليم وباسم تيم ونادر زعتر ووليد خاص ثم رافق جيل العموري والشدفان ورائد عساف وجلال علي والأخوين منعم ولاحقا جيل طلال الربابعه والحسنات وعماد الزغل والشمري وناصر الحوراني وأخير لعب في بداية جيل ابوزمع وفيصل وسفيان وبحلوز .
من أجمل أيامه الكروية تلك المباريات التي لعبها ضمن التصفيات الأسيوية للأندية أبطال الدوري وكانت هذه المباريات ضد أندية الرشيد العراقي والسد القطري والأنصار اللبناني .
في بداية الثمانينات كنت أشترك مع الاعبين خالد عوض وتوفيق الصاحب برغبة إرتداء الرقم 11 في صفوف المنتخب الوطني وقد اقنعتهم بأني الاحق به بطريقة المزاح وحظيت به،، قبل العودة لإرتداء الرقم 8 بعدما مثلت الوحدات .
بعد زواج الكابتن إختار أن يكون شهر العسل بتأدية العمرة بالديار المقدسة ،، علما بانه قد إختار وقت إصابته بالغضروف موسم 88 موعدا للزفاف .
حصل الكابتن سعدية طوال مسيرته الكروية مع الوحدات على كرت أصفر واحد وجاء بظلم واضح وكان الحكم يتباهى انه من منح الكابتن إبراهيم سعدية هذا الكرت الأصفر.
اللاعب الكويتي الشهير جاسم يعقوب وأثناء إحدى المباريات التي أقيمت أثناء تواجده بالكويت على ملعب القادسية استغرب ان لاعب يملك هذه المقومات ولا يلعب لنادي مشهور بالكويت بعدما لعب سعديه برفقته وسجلت هدف رأسي جميا أثار إعجابه ولكن عدم حصوله على شهادة ميلاد كويتيه حالت دون اللعب لأشهر الأندية الكويتية.
كان لسعدية دور مؤثر في إقناع النجم خالد سليم بالإعتزال بعدما عرض عليه الفكرة وها هو يجدد الدعوة للكابتن رأفت علي بالإعتزال .
غنت جماهير الوحدات مطولاً لنجمها المحبوب سعدية وغنت له "سعدية سعدي " على أنغام أغنية وعديه وعدي
عرض على الكابتن في أكثر من مناسبة الظهور على شاشة التفاز الأردني أو شاشة art لكنه رفض لقناعته بأن التحليل له أهله ومن يظهر بالغالب يقوم بالتعليق وليس بالتحليل .
شكل ستايل السروال الطويل الذي ابتكره الكابتن قدوة لكل لاعب ملتزم حيث التصق هذا السروال بمسيرة الكابتن بالمستطيل الأخضر وأصبح تذكار لهذا اللاعب الخلوق .
ارتدى الكابتن إبراهيم سعدية بنادي عمان رقم "11" وهو النادي المشهور بالزي البرتقالي بينما ارتدى مع الوحدات الرقم "8" .
ساهمت جماهير الوحدات بدفع جزء كبير من صفقة انتقالي للوحدات وهذا ولد لدي حب كبير لهذا الجمهور الوفي .
- ما هي المباراة التي ما زالت عالقة في ذاكرتك لغاية الآن وما هو الهدف الأجمل الذي أحرزته.
كانت مع الوحدات ضد الرمثا، خضناها ونحن بحاجة الى التعادل لحسم بطولة الدوري قبل ثلاث اسابيع .. أحرز الرمثا هدف التقدم وبعدها مباشرة أحرزت هدف التعادل الذي منحنا الفوز ببطولة الدوري قبل نهايته بثلاثة أسابيع.
هذه المباراة شاهدتها يا اخوان وكانت في اربد على الملعب البلدي ...
وفعلا الرمثا احرز هدفا وغضبت جماهير والوحدات واخذت تلقي ببعض قناني المياه الفارغة على ارضية الملعب ...
فمسك سعدية الطابه بيده واخرج القنية الفارغة من ارضية الملعب واشاره بيده للجماهير بس شوي ...
وفعلا سنتر الوحدات في نصف الملعب بعد الهدف ودخل فورا ابراهيم سعديه عند خط 18 ولا اعرف من اللاعب الذي رفعها له بشكل طولي ولعبها برأسه خلفية حيث كان ظهره للمرمى وكان فعلا من اجمل الاهداف ....
يعني لم تمضي دقيقة بعد هدف الرمثا .. سنتر وقول .
سعدية اخواني من افضل من مروا على الوحدات والكرة الاردنية وهناك الكثيرن من الاجيال الان لا يعرفون سعيدة بل يعرفون رأفت ..
رأفت مماز ولكني بنظري سعدية افضل فلقد كانت رجله مغناطيس وعندما يحتفظ بالكرة لا تضيع منه ....
اخ على الزمن الجميل ...