الفكر الأسطوري الكنعاني وكاريكاتور ناجي العلي في الملتقى الإبداعي الأردني الفلسطيني
الفكر الأسطوري الكنعاني وكاريكاتور ناجي العلي في الملتقى الإبداعي الأردني الفلسطيني - الفكر الأسطوري الكنعاني وكاريكاتور ناجي العلي في الملتقى الإبداعي الأردني الفلسطيني - الفكر الأسطوري الكنعاني وكاريكاتور ناجي العلي في الملتقى الإبداعي الأردني الفلسطيني - الفكر الأسطوري الكنعاني وكاريكاتور ناجي العلي في الملتقى الإبداعي الأردني الفلسطيني - الفكر الأسطوري الكنعاني وكاريكاتور ناجي العلي في الملتقى الإبداعي الأردني الفلسطيني
الفكر الأسطوري الكنعاني وكاريكاتور ناجي العلي في الملتقى الإبداعي الأردني الفلسطيني
الرأي - نظمت في رابطة الكتاب الاردنيين اول امس السبت ندوة ندوة الفكر الاسطوري الكنعاني واثره في التراث الفلسطيني المعاصر للدكتور الفنان عبد الرحمن المزين، وذلك ضمن فعاليات الملتقى الثاني للابداع الاردني والفلسطيني الذي اقامته دار فضاءات للنشر والتوزيع على هامش معرض عمان للكتاب.
قال المزين في الندوة أن معظم الآلهة الكنعانية تشترك في الأسطورة الأوغاريتية الكنعانية وأهمها: أيل، عشيرة، عنات، عليان بعل، مت، يم، عشتار.
واضاف دائما بعل وعنات معا في معظم الأحداث والمواقف، تطلب عنات لبعل يد المساعدة وتقاتل من أجله وتساعده حتى ينتصر على موت، وقد جرت حول الأساطير والملاحم الكنعانية الأوغارتية عدة آراء، منها ما قدمه دلبورت، ثم جوردن، وجاريه. ولكن ما قدمه فراس سواح في كتابه مغامرة العقل الأولى يعتبر هاما.
وتوقف في رمز النخلة الذي يظهر على سطوح الفنون التطبيقية، التطريز، السجاد، الفخار، الزجاج، الصدفيات، المعدنيات، والتطعيم على سطح الخشب بالعظم والعاج والفضة، والخوص والحصير والسلال. ومنها مثلا على الثياب الفلسطينية المطرزة النخلة يرمز لها بوحدات زخرفية تمثل النخلة وسعف جريد النخل، وتعرف هذه الزخرفة باسمها الشعبي عروق التطريز- ومنها عرق سعف النخل – عرق سعف النخل والقوارير- عرق النخل العالي.
ووصف عنات بانها العذراء، إلهة الحب، إلهة الجمال، إلهة الحرب، إلهة الخير عنيفة قوية منتصرة دائما حسب نص الأسطورة الكنعانية، سيدة السماء، وتحارب القوى الشريرة،
ويرمز لها بفتاة جميلة تمسك بكلتا يديها صدرها لتعطي الخصب والحياة لأرض كنعان، مزينة بتاج من ورق نبات الصبار البري )البصل البري(، وفي لوحات أخرى شعرها مسرح من منتصف رأسها، ويكون مسترسلا على كتفيها، وأحيانا يكون بجديلتين أو جديلة واحدة، وتمسك بكل يد زهرة برية تظهر في فصل الربيع وتعرف باسم زهرة نبات الخرفيش، ورسغاها مزينان بزوج، أو زوجين، أو أربعة أزواج من الأساور بشكل الأفعى، وشبكة العروس الفلسطينية حاليا هي نفس زينة عنات زوج ، زوجان او اربعة ازواج من المباريم الافاعي .
واشار الى أثر عنات في التراث الفلسطيني المعاصر في تسريحة شعرها في اللوحات الطينية هي تسريحة الفلاحة الفلسطينية وخاصة تسريحة الشعر من منتصف الرأس والجديلتين والجديلة.
من ناحيتها اشارت ورقة الزميل الاعلامي محمود منير في تقديمه للمحاضر المزين التي قرأها الناشر جهاد ابو حشيش وجاءت تحت عنوان أسطورة لن تموت: «الفكر الأسطوري الكنعاني»
ان كتاب «الفكر الأسطوري الكنعاني وأثره في التراث الفسلطيني المعاصر» للباحث والتشكيلي د. عبد الرحمن المزين يعيد القاريء إلى مسألتين متلازمتين؛ الأولى: عدم وجود قطيعة معرفية مع الحضارات العربية القديمة والثانية: أن هذا الوصل لا يعني إنغلاقاً على تراث أو هوية بعينيهما.
واضاف ان تراكم طبقات وحضارات تدل دراستها إلى فهم طبيعة الشخصية التي تسكن هذه المنطقة، وطقوسه الاجتماعية وتطورها، وربما يشكل البحث التطبيقي، الذي قام به المزين، مدخلاً معقولاً لمزيد من التعمق والدرس.
وينقل الكتاب- الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان - قراءه إلى مواسم الأعياد والأغاني الشعبية والرقصات وأسماء المدن والقرى، وتسمية الأرقام التي تدل على أثر الحضارة الكنعانية في الموروث الشعبي، إضافة إلى ملحقاً لستين صورة تجسد نقوشاً على جدران الكهوف، وعدداً من التماثيل والأواني الفخارية، ومزارات ومعابد حجرية، وقلادات وأنواطا عسكرية وأزياء وتطاريز زخارف كنعانية.
يُذكر أن المزين يشغل حاليا موقع الأمين العام للاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وله العديد من المنشورات في مجالات الآثار والتاريخ والتراث والفن التشكيلي، وهو حائز على عدة جوائز دولية وعربية، وصدر له كتب عدة في التاريخ والتراث والفن التشكيلي الفلسطيني والافريقي.
من ناحية ثانية قدم الفنان محمد العامري ورقة نقدية حول إصدار كتاب ناجي العلي الجديد الصادر عن دار فضاءات للنشر لمؤلفه خالد الفقيه، مبينا ان التاريخ الفلسطيني منذ الأساطير الكنعانية زاخر بالإبداعات الإنسانية التي شكلت إضافة نوعية في تاريخ البشرية ، ولم تزل حراكات تلك الأساطير تتحرك في السياق الاجتماعي الفلسطيني كامتداد طبيعي لتلك الحقبة .
وأشار إلى أن ناجي العلي احد امتدادات تلك الأساطير من خلال ما تركه من إبداعات أثارت مجموعة من الأسئلة الإنسانية والثقافية المهمة ، إضافة إلى نبوءاته فيما يحدث الآن في الربيع العربي ، فقد كان ناجي العلي احد الذين أسهموا في حركة الوعي لدى الشعوب العربية.
ورأى العامري ان ناجي العلي قد افاد من تقنية المخطوط العربي عبر مجاورة الكلام للصورة الى جانب استفادته من التراث الشفاهي الفلسطيني وتضمينه في رسوماته لتكون اقرب الى فهم العامة من الناس، وانه لا يقل اهمية عن الاسباني غويا الذي قدم مجموعة من الغرافيكيات التي تكسف عورة الطبقات الاجتماعية والمؤسسات المستحكمة بمصائر الناس البسطاء .
وقال الشاعر العراقي عبود الجابري إن كتاب ناجي العلي يتناول موضوعاً مهماً له تأثيراته وتفاعلاته المختلفة في المجتمع الفلسطيني والمجتمعات الأخرى، ويتمثل هذا في الدور الذي اضطلعت به فنون الكاريكاتير الخاصة بالفنان ناجي العلي، وكيف أسهمت هذه النتاجات الكاريكاتيرية في تحفيز القرّاء وتحريضهم باتجاه خلق وعي خاص بهم نحو مختلف القضايا. وربط الجابري الإصدار أثر كاريكاتيرات العلي بمفهوم التنمية السياسية بشكل أساس، عدا عن مفاهيم الديمقراطية والفقر والوحدة القومية.
وبين ان الكاتب افرد صفحات من الكتاب وهي تتناول حياة الفنان ناجي العلي الخاصة منذ ولادته وحتى اغتياله في لندن عام 1987 للتعرف على المحطات البارزة، والهامة التي أثرت عليه، وخلقت منه فناناً متميزاً بشكل خاص بنكهة فريدة. عدا عن تأثير هذه المحطات على نتاجاته التي تفاعل معها متلقيه، لاسيّما قضية حرمانه من وطنه، وتحوله إلى لاجئ مشرد، ومعايشته للحرب الأهلية في لبنان، وتأثره بالفكر القومي في خمسينات وستينات القرن الماضي، إضافةً إلى معايشته لمختلف التطورات التي طرأت على القضية الفلسطينية في المراحل الزمنية المختلفة إلى أن واجه مصيره بشجاعة.