ابو احمد بالفعل هذه المبادره تستحق عليها كل التقدير واعتقد ان الكل يجب ان يتفاعل مع الموضوع
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنابي
تاريخ الاعلان 23/9/1948 والرئيس احمد حلمي عبد الباقي
وأنت أخي نشأت تستحق الإشادة والشكر على اهتمامك ومتابعتك ،، وتستحق العلامة الكاملة على الإجابة الصحيحة .. وتوفيق ما بِطلعلو إشي !.
وحقيقة ، فإن هذا الموضوع من المواضيع - خلّيني أسمّيها - المرِنة ، والتي تُتيح لنا الحديث وإنعاش الذاكرة ، والتوسع في الطرح .. ومن ثمَّ الاستفادة وإثراء الجانب الوطني وإذكاء الحس الديني وإحياء الشعور القومي من خلال كل ما يتعلق بفلسطين في مختلف نواحي حياة الشعب الفلسطيني الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والفنّية ، الأمر الذي يُعمّق الشعور بالتصاقنا بالأرض ، ويزيد من قربنا وتواصلنا بالوطن ..
طبعًا ،، لا يفوتني أن أشكر الأخ دياب صاحب هذا الطرح " المرن " ، وأن أدعو الإخوة الأفاضل للتفاعل والمتابعة لهذا الموضوع ، ففيه - إضافة لما ذكرتُ - زيادة في القربى والألفة والمحبة الخالصة لوجه الله تعالى فيما بيننا جميعًا ، وفي حب فلسطين ..
تاريخ الاعلان 23/9/1948 والرئيس احمد حلمي عبد الباقي
كما ذكرتُ في مشاركة سابقة ، فلقد كنتُ أتصفح هذا الموضوع زائرًا صباح يوم الأربعاء
25 / 09 / 2013 ،، بعد أن كنتُ في زيارة للبنك العربي / الإدارة العامة بحكم عملي ومتابعاتي هناك ، ودار حديث جانبي مع أحد الأصدقاء العاملين في إحدى الإدارات في البنك ، توسعنا من خلاله للتطرق عن نشأة وتأسيس البنك العربي في فلسطين ، وكان محور حديث صديقي هذا وتركيزه في الحوار أن المؤسس الأوحد للبنك العربي هو الاقتصادي الكبير " عبد الحميد شومان " ، في حين كانت مداخلتي التي استغربها صديقي هي أن " أحمد حلمي عبد الباقي " كان من ضمن مؤسسي هذا الصرح الاقتصادي الفلسطيني الكبير ..
وأحمد حلمي عبد الباقي هو ذلك السياسي الفلسطيني والاقتصادي والتاجر الكبير الذي - وعلى ما أعتقد - ولد في لبنان من أب وأم فلسطينيّين يعيشان هناك بحكم عمل والده في الاقتصاد والتجارة والمعاملات المالية .. وتحديدًا كان مولده في مدينة صيدا في العقد الأخير من القرن التاسع عشر وكان دائم الترحال والتنقل إلى فلسطين في زيارات عمل وصفقات تجارية وعلاقات كان نتاجها التعرف على عائلة شومان وتأسيس البنك العربي ..
طيب ما شي ابو احمد ...
بطلعلي اسألك بس !!
سؤال 86
-سؤالي هو :احد الفدائيين المنضويين تحت لواء الثورة الفلسطينية لقب بابن اوى ..
فمن هو ..ولماذا لقب بذلك ؟؟
هذا من جماعة رئيس فنزويلا الراحل هوجو تشافيز ، يعني فنزويلي الجنسية واسمه كارلوس وتنظيمه : الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتم انضمامه لهذا التنظيم في موسكو أثناء دراسته هناك ،، وأكثر من هيك فأنا أترك باقي الإجابة للإخوة الأفاضل ، وأخونا نشأت " عنابي " أعتقد عنده معلومات عن سبب لقبه " ابن آوى " ..
وتحية إكبار لكل الثوار الأمميّين في كافة فصائل وتنظيمات الثورة الفلسطينية ،
وللشهداء منهم المجد والخلود في ضمير الشعوب .
طيب خليني اتدخل واصفر حاله تسلل
اعتقد جواب الموسوعه ابو احمد صحيح اما بالنسبه لتسميته بابن اوى فلها عده رويات منها انه وجد بين امتعته نسخة من كتاب فردريك فورسايت يوم الثعلب بالاضافه الىى قدرته على التخفى وتغيير شكله اما اسمه الحقيقي فهو إلييتش راميريز سانشيز
عند الحديث عن كارلوس يخطر في البال عظمه القائد الفلسطيني وديع حداد كيف انه استطاع تجنيد القوى الثوريه الامميه في خدمه فلسطين بالنقيض للبعض والدي جعل من المقاومه من اجل فلسطين خط احمر وفتح للمن يسمى بالمجاهدين ساحات العالم للجهاد
ولي عوده لتسليط الضوه على الاسطوره وديع حداد ليقيني بان الكثيرين غير ملمين بتاريخه وتاريخ قافله كبيره من المقاوميين الابطال سطروا اروع ايات النضال
اسمحلي اخي نشأت انت حكم (بغاوز)..لانه ابو احمد تركلك نصف لاجابة ..
وهيك بكون انا قد كسرت الفخ والمصيدة النشوانية ..
وما تفضلت به صحيح 100%..بالنسبة لكارلوس ..ورواية اخرى لتسميته بابن اوى..ليقظته الشديدة وحسه الامني العالي جدا فقدقيل انه كابن اوى يغمض عينا ويفتح الاخرى حين ينام ..
اسمحلي اخي نشأت انت حكم (بغاوز)..لانه ابو احمد تركلك نصف لاجابة ..
وهيك بكون انا قد كسرت الفخ والمصيدة النشوانية ..
وما تفضلت به صحيح 100%..بالنسبة لكارلوس ..ورواية اخرى لتسميته بابن اوى..ليقظته الشديدة وحسه الامني العالي جدا فقدقيل انه كابن اوى يغمض عينا ويفتح الاخرى حين ينام ..
يعني حكيت بجوز اذا بغاوز شويه بعيني الاتحاد عنده حكم دولي
قدم للقضية الفلسطينية أكثر مما قدمه لها أصحابها كارلوس. الذئب الجريح في سجون فرنسا المصدر: الأهرام العربى
بقلم: عزمى عبدالوهاب
التقط الفرنسيون أنفاسهم، بعد عشرين عاما من مطاردته، كان ذلك في منتصف أغسطس 1994، وكانت صفقة موقعة بالحبر السري بين المخابرات الفرنسية وجبهة الترابي في السودان، وبموجبها تم اقتياد الرجل مخدرا، عبر طائرة نقلته من الخرطوم إلي باريس، كان مقررا له في هذا اليوم أن يجري جراحة في أحد المستشفيات، فوجد نفسه في سجن فرنسي. كان ذكر اسمه كفيلا بإثارة الذعر في أوساط أجهزة المخابرات في العالم، وظهور شبحه في مكان ما، كان يدعوهم لرفع درجة الاستعداد القصوي في كل المطارات، التي يترك فيها بصماته الخاصة، دون أن يصلوا إليه، وعندما التقي القاضي الفرنسي، الذي يحقق معه، عرف نفسه قائلا: كارلوس المناضل الأممي فرد القاضي: مناضل أم إرهابي؟ كان الرد يحمل إجابتين، فالرجل الذي قدم للقضية الفلسطينية أضعاف أضعاف ما قدمه لها مدعو المقاومة كان عنوانا رئيسيا في كل صحف العالم بوصفه إرهابيا خطيرا.
في كل مكان يظهر فيه، كان يترك وراءه ألغازا عصية علي الحل، وبين كل الكتب الأجنبية والعربية التي كتبت عنه، يظل كتاب كارلوس لإسكندر شاهين الأهم والأدق.
يعيش كارلوس حبيسا ـ الآن ـ في أحد السجون الفرنسية، فالزمن ليس زمنه، بعد انتهاء الحرب الباردة، ومع انهيار حائط برلين، لم يعد لديه سوي أن يكتب الرسائل لرفاقه الغائبين، ففي نوفمبر 1998 دخل إضرابا عن الطعام، عازما علي ألا يتوقف عنه حتي الموت، لكنه عدل عن قراره بعد ثلاثة أسابيع، وبعد أن وصلته رسائل كثيرة من رفاقه السابقين تطلب منه التوقف عن الإضراب، وكان أبرزها من الراحل جورج حبش.
وكتب في وصيته: لست ناقما ضد فرنسا، أحب فرنسا، فرنسا الأبدية، وسأعتبر كخيانة لذاكرتي، التعرض باسمي لسلامة أي مواطن فرنسي وفي نهايتها كتب: فلسطين واحدة ولا تتجزأ، الله أكبر، التوقيع كارلوس.
وفي اليوم الثالث من الإضراب كتب رسالة إلي أستاذه وديع حداد قال فيها: أنت المسيحي البروتستانتي الذي كان يحب الاستماع بشغف إلي صوت الأذان ونداء الله أكبر في القاهرة، وأنا الذي اعتنقت الإسلام، كلانا كنا نتقاسم نفس التضامن من أجل القدس والبقاع المقدسة المباركة التي لا تتجزأ. واختتم الرسالة: الوفي لك في الثورة إلي الأبد، الله أكبر ووقع باسم سالم، أحد أسمائه الكثيرة التي كان يتنقل بها. لم تصل الرسالة إلي أبو هاني أو وديع حداد لأنه قد مات.
وكان كارلوس قد التقاه، لأول مرة في العام 1970 في الأردن أثناء انعقاد مؤتمر استثنائي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتقاه لآخر مرة في ديسمبر 1977، قبل موته في أحد مستشفيات ألمانيا مسموما في مارس 1978.
كان كارلوس يستخدم أسماء عديدة، مثل سالم وجوني، لكن الاسم الذي اشتهر به إعلاميا، أطلقته عليه إحدي اللبنانيات تيمنا باسم الرئيس الفنزويلي ـ آنذاك ـ وكانت بداية العد التنازلي لسطوته الأسطورية في أوائل التسعينيات. كان يقيم آنذاك في دمشق، وعندما ورد اسمه في قائمة أمريكية تصمه بالإرهاب، طلبت منه السلطات السورية المغادرة، ليدخل الأردن بعد ذلك بمعرفة الملك حسين في رحلة كان مقررا لها أن تكون قصيرة، لكنها امتدت إلي العام 1993 بعد زواجه من الفلسطينية لانا جرار.
ومن الأردن إلي السودان يستكمل كارلوس رحلته الأبدية في اللا مكان، فيدخل السودان بجواز سفر دبلوماسي باسم عبدالله بركات، وذلك بعلم السلطات السودانية، حتي إن الطائرة التي أقلته إلي الخرطوم كان علي متنها وزير الدولة السوداني للشئون الخارجية، فكيف تشكلت الأسطورة؟
يقول إسكندر شاهين: في عيادة د. وديع حداد تخرج كارلوس جراحا في العمليات الجراحية الدقيقة، وفنانا في التخفي وتغيير الملامح، وأستاذا محاضرا في علم النفس أمام الرهائن، كانت مطارات الغرب جميعها تمر عبر قبضته، وكان كأستاذه وديع حداد، يحفظ مواعيد إقلاع وهبوط الطائرات في معظم مطارات العالم، يختار معاركه ويضبطها علي بوصلته، ويوم سقط جدار برلين، استطاعوا العبور إليه، فقد وجد نفسه في اللا مكان، كما كان يقول في رده علي معظم رفاقه الذين كانوا يتصلون به في أيام تألقه: نحن في كل مكان وفي اللا مكان.
عازف الجيتار
إيليتش رامبريز سانشيز هذا هو الاسم الحقيقي لكارلوس المولود في مدينة كاراكاس بفنزويلا، بتاريخ 1949/10/12، أمه كانت تحلم بأن يصبح عازفا شهيرا علي آلة الجيتار التي تحبها، وأبوه كان يريد أن يدخل ابنه التاريخ. وتحقق حلم الاثنين، فقد دوخ الابن أجهزة المخابرات في العالم قبل انهيار الثنائية القطبية، وجعل الغرب يرقص منهكا علي إيقاع عنفه الثوري، إذ كان أشهر العازفين علي أوتار الثورة، فكلما لامست أصابعه وترا، اهتز الغرب راقصا في دمائه.
أخذ كارلوس الكثير عن والده المحامي الثري، وعاش طفولة هادئة، أتقن خلالها العزف علي الجيتار، والمشاركة في الحفلات الطلابية، وحين أنهي دراسته الثانوية كان يقود التظاهرات ضد الرئيس الفنزولي، ولما علم أبوه بأنه علي علاقة بثوار الجبال، الذين كانوا يقاتلون آنذاك لقلب نظام الحكم في فنزويلا، قرر إبعاده إلي لندن للدراسة في إحدي جامعاتها، ووصلها بالفعل في العام 1966.
وبعد عامين من الدراسة وإتقان ست لغات منها العربية تقدم كارلوس بطلب إلي السفارة السوفيتية في لندن، للالتحاق بجامعة باتريس لومومبا وهناك بدأ حياة صاخبة، ما أثار ريبة أساتذته، فهو طبقا لوجهة نظرهم، يصلح أن يكون أحد أحفاد القياصرة، وليس رفيقا مناضلا أمميا.
وازدادت الأمور تعقيدا مع تفجر الثورات الطلابية في العالم 1968 وصعود أسطورة جيفارا، ساعتها أطلق كارلوس مقولته: الثورة تبدأ أولا وأخيرا بحمل السلاح، وكان لذلك وقع الصاعقة علي أساتذته وإدارة الجامعة، التي وجهت له إنذارا، وحتي يثبت حسن نيته طلب منه العزف علي الجيتار في إحدي الحفلات الحزبية.
وفي القاعة كان رجل اسمه محمد أبو الضيا ينتظر صعود كارلوس إلي المسرح، الذي دخل بطريقة سرية ومفاجئة، مخالفا ما كان مرسوما من قبل إدارة المسرح، عندئذ قال أبو الضيا: إن هذا الفنزويلي يذكرني بشبابي. وتعارف الاثنان بعد الحفلة، وفتح أبو الضيا الطريق أمام كارلوس للدخول إلي عالم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
قاد كارلوس مظاهرة في موسكو غير عابئ بالنتائج، فصدر قرار بطرده من الجامعة، ليلتحق بالثورة الفلسطينية وهو في العشرين من عمره، كان أبو الضيا قد أوصل إليه رسالة قبل أن يغادر موسكو يقول فيها إنهم مشتاقون إليه في بيروت، وفي أوائل العام 1970 كان الحارس في مجلة الهدف التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يبلغ رئيس تحريرها الروائي غسان كنفاني بأن شابا أجنبيا قادما من موسكو يريد مقابلته، كانت مجلة الهدف آنذاك عنوانا يقصده الراغبون في التطوع للقتال في صفوف الجبهة ضد العدو الإسرائيلي، وكان كنفاني بعد هذا التاريخ هدفا للموساد، الذي نجح في تفجير سيارته، عندما أدارها فتحول إلي أشلاء.
بعد اللقاء انتقل كارلوس في 23 يوليو 1970 إلي الأردن حاملا رسالة من غسان كنفاني إلي بسام أبو شريف، الذي ألحقه بمعسكر للتدريب مع مجموعة من المتطوعين العرب والأجانب، وبعد بضعة أيام دعت الجبهة المتطوعين إلي الرحيل، حفاظا علي حياتهم بعد أن اشتعلت الصدامات بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني.
رفض كارلوس المغادرة قائلا: لقد جئت للقتال في صفوف الجبهة فامنحوني هذه الفرصة، وبعد اتصالات أجراها أبو شريف تم قبول كارلوس في أحد معسكرات القتال في جبال جرش، وقد جرح مع قائد المعسكر، لكنه كان قد أثبت قدراته القتالية.
في معسكر سري
بعد شهر التقي كارلوس جورج حبش، الذي قدمه إلي وديع حداد، فألحقه بأحد المعسكرات، ومع أواخر المقاتلين الذين غادروا الأردن في العام 1971، بعد انتهاء أحداث أيلول الأسود، ذهب كارلوس إلي مخيمات لبنان، لينتقل إلي قسم العمليات الخاصة الذي كان يشرف عليه وديع حداد.
في معسكر سري بدأ كارلوس التدريب علي استعمال جميع أنواع الأسلحة، وطرق التخفي، وفن التعامل مع الرهائن أثناء العمليات، وخصوصا خطف الطائرات، وكانت أحداث أيلول الأسود قد أفرزت تنظيمات سرية مثل أيلول الأسود، وذراع الثورة العربية التي أصبحت باختصار كارلوس، بعد عملية الأوبك في العام 1975.
كان حداد يثق في قدرات كارلوس بشكل لا حدود له، ولذلك جعله وسيطا بينه وبين معظم التنظيمات الثورية في العالم مثل الجيش الأحمر الياباني ومنظمة بادر ـ ماينهوف الألمانية والألوية الحمراء الإيطالية وغيرها، وكان الخلاف بين جورج حبش ووديع حداد قد وصل إلي أقصاه، حين أعلن حبش التزامه في العام 1972 بإيقاف عمليات خطف الطائرات، فغادر حداد بيروت إلي بغداد، ليوزع إقامته بينها وبين عدن عاصمة اليمن الجنوبي آنذاك.
في بداية العام 1971 انتقل كارلوس من بيروت إلي لندن، وكانت مهمته تأسيس خلايا للجبهة الشعبية، وإيجاد مخابئ للأسلحة وأماكن سكن بعيدة عن الأنظار، وذات مساء فوجئ بالشرطة البريطانية تداهم منزله، لكنها لم تعثر علي شيء، وهنا بدأت الشكوك تساور كارلوس في أن شخصا ما وشي به، لأنه كان آنذاك يخطط لاغتيال زيد الرفاعي السفير الأردني في لندن، وفي ذلك الوقت تلقي كارلوس التعليمات من وديع حداد بالتزام الهدوء، لأن الغلطة الأولي هي الأخيرة.
عاد كارلوس للقاء أبو الضيا في باريس، وبعدها تولد لديه شعور بأن الأوان قد آن ليخلع عباءة الأوامر دون أن يشعر حداد أو أبو الضيا، وبدأ يخطط لعمليات لا تشير إليه، ويترك تبني مسئوليتها لمجموعة التنظيمات السرية التي تولد فجر نجاح العملية وتتبخر مع طلوع الصباح.
وكانت العملية الأولي في 30 مايو 1972، حين قامت مجموعة كوماندوز مكونة من ثلاثة أشخاص تابعة للجيش الأحمر الياباني، بتنفيذ عملية انتحارية في مطار اللد، قدمت المجموعة علي متن طائرة فرنسية، ولدي وصولها إلي قاعة المسافرين بمطار اللد، بادرت بفتح نيران رشاشاتها، فقتلت 24 شخصا، وأصابت 176 آخرين، بصمات كارلوس كانت واضحة في مطار اللد، ولذلك ارتاب وديع حداد في الأمر، لأن أبو الضيا لم يبلغه بالعملية قبل تنفيذها، بعد هذا التاريخ، وفي 28 يونيو 1973 نجح عملاء الموساد في زرع قنبلة تحت مقعد السائق في عربة أبو الضيا، وعندما أدار المحرك تمزقت جثته.
عملية اغتيال أبو الضيا تمت بأمر مباشر من جولدا مائير، وكان أبو الضيا يعمل مديرا لمسرح تياتر دو لويست بباريس، وقد أثار مصرعه عاصفة بين فرنسا وإسرائيل كادت تؤدي إلي قطع العلاقات بين البلدين، لم يكن الفرنسيون يعرفون أن أبو الضيا يرأس أهم خلية سرية للجبهة الشعبية في أوروبا، سيخلفه في رئاستها كارلوس فيما بعد.
بدأ كارلوس في تنفيذ أولي مهامه الجديدة بمحاولة اغتيال فاشلة لصاحب محلات مارك أند سبانسر أحد أهم ممولي الحركة الصهيونية، وبعد تلك المحاولة ألقي قنبلة علي بنك هابو عليم الصهيوني أثارت ضجة إعلامية واسعة، واستطاع مغادرة المكان بأمان، كان ذلك في العام 1974.
وفي العام نفسه، وقعت إحدي ناشطات الجيش الأحمر الياباني، في قبضة البوليس الفرنسي، وكانت حلقة الوصل بين كارلوس وتنظيمها، فأعد خطة لتحريرها، بتفجير ثلاث سيارات أمام ثلاث صحف باريسية مؤيدة لإسرائيل، وبعدها اتصل بإحدي وكالات الأنباء، ليبلغها أن علي فرنسا إطلاق سراح عضوة الجيش الأحمر، حقنا للدماء، لأن الآتي أعظم.
وكان الآتي أن كارلوس احتل السفارة الفرنسية في لاهاي بهولندا، واحتجز السفير وعشرة موظفين وأربعة من مدراء شركات البترول الفرنسية، وماطل الفرنسيون في تلبية طلباته، فهدد بإلقاء قنبلة كل ساعة في أحد الأماكن، ومع انفجار القنبلة الأولي، تم إطلاق سراح ناشطة الجيش الأحمر مقابل الإفراج عن الرهائن.
رسالة عاجلة
في صيف العام 1975 ذهب كارلوس إلي بغداد، بناء علي رسالة عاجلة من وديع حداد، وكانت المفاوضات المصرية ـ الإسرائيلية قد وصلت إلي مرحلة متقدمة، علي نحو ينذر بإجهاض التضامن العربي الذي برز مع حرب أكتوبر 1973، وكان الهدف من لقاء حداد بكارلوس هو خطف وزراء الدول المصدرة للبترول أوبك أثناء اجتماعهم المقرر في العاصمة النمساوية فيينا.
وصل كارلوس ومجموعته إلي مبني اجتماع وزراء الأوبك وكانوا يحملون حقائب تدل علي أنهم مجموعة صحفيين، ولدي وصولهم إلي الطابق العاشر، حيث يعقد الاجتماع فتحت المجموعة حقائبها وأخرجت الأسلحة، وبدأت إطلاق النار علي الشرطة المكلفة بحراسة الاجتماع. اقتحم كارلوس ومجموعته قاعة الاجتماع فانبطح 12 وزيرا أرضا، وتم إخلاء المكان من الجرحي، وكانت الأوامر تقضي بقتل وزيري النفط السعودي والإيراني، لكن هذا لم يحدث كما أن تعليمات وديع حداد كانت واضحة بألا يعلن كارلوس عن نفسه، لكنه فعل، وبدأت المفاوضات بين كارلوس الذي كان يحمل اسم سالم والسلطات النمساوية، وكانت مطالب الخاطفين: تأمين حافلة لنقلهم مع الرهائن إلي المطار، وتجهيز طائرة لنقلهم إلي الجزائر، وطالبوا بإذاعة بيان يحمل توقيع منظمة ذراع الثورة العربية وكان البيان يتحدث عن المؤامرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية بهدف الاعتراف بشرعية الوجود الصهيوني، وتمكين دولته من تنفيذ مخططاتها التوسعية، كما طالب البيان بالتأكيد علي احترام اللاءات الثلاثة لمؤتمر القمة العربية في الخرطوم، لا مفاوضات، لا صلح، لا اعتراف بإسرائيل.
ومن مطار فيينا إلي الجزائر، إلي ليبيا، وأثناء هذه الرحلة كانت المفاوضات تجري بين الخاطفين والسعودية وإيران، بوساطة الرئيس الجزائري هواري بومدين ووزير خارجيته عبدالعزيز بوتفليقة الرئيس الآن، ووافقت الدولتان علي دفع فدية قدرها 50 مليون دولار، لكن كارلوس رفض، وأصر علي الإقلاع بالطائرة مع الرهائن إلي بغداد، لكن الأمر أفلت من يديه إذ كان خارج الطائرة مع مجموعته، فأوقفتهم السلطات الجزائرية وأنزلت الرهائن من الطائرة.
كان هدف وديع حداد هو الانتقال بالطائرة إلي القاهرة للضغط علي الرئيس السادات، حتي يوقف المفاوضات، ويلتزم بلاءات الخرطوم، وفي حال رفضه كان علي كارلوس الإجهاز علي عدد من وزراء أوبك، وإذا لم يستجب السادات يتم تفخيخ الطائرة وتفجيرها، بعد نزول كارلوس ومجموعته منها، وفي الوقت ذاته يقوم وديع حداد بتنظيم عملية خطف طائرة ركاب مصرية، بهدف الضغط علي السادات، ومقايضة كارلوس ومجموعته بالرهائن الجدد.
كل حسابات حداد اختلفت، وبقي أن يستدعي كارلوس، ليوبخه، ويتخذ قرارا بشأنه، وكان ذلك الاجتماع آخر لقاء بينهما، ليجد كارلوس نفسه معزولا، وحاولت المخابرات ـ العراقية التقاطه، لكنه لم يكن يؤمن بالخضوع للأجهزة، بهدف الحفاظ علي استقلاليته، وحرية العمل دون الرجوع إلي أحد، وقد تعززت لديه هذه القناعات بعد عملية أوبك، كان جنون العظمة هو الذي أدي إلي فشل عملية أوبك، وهو درس تعلمه كارلوس، فيما تلا من عمليات، حاول خلالها تحقيق هدف وديع حداد بعد موته، وكانت هناك دعوة في انتظار كارلوس لزيارة رومانيا من الرئيس تشاوشسكو شخصيا، وكان ذلك إيذانا بغروب شمس كارلوس، الذي أخذ يتنقل بين بلدان المعسكر الاشتراكي، التي بدأت رياح التغييرات تعصف بها، وباتت في نظره من الأمكنة الخطرة، واعتبر أن التخفي في عواصم الغرب أقل خطورة.
المحطة قبل الأخيرة
في دول المعسكر الاشتراكي أصبح كارلوس شخصا غير مرغوب فيه، ففي ألمانيا الشرقية، وضعه جهاز المخابرات تحت الإقامة الجبرية، إثر العمليات التي استهدفت القواعد الأمريكية في ألمانيا الغربية عام 1981، لكنه غادر البلاد سرا، فصدرت قرارات بمنعه من دخول ألمانيا الشرقية، وفي المجر تم ترحيله منها مرتين، ووضع هو ورفاقه علي لائحة الأشخاص غير المرغوب فيهم، كانت ضغوط أمريكا تتزايد علي بلدان الكتلة الشرقية، ووصل كارلوس إلي طريق مسدود حين طلب منه في تشيكو سلوفاكيا المغادرة.
توزعت مجموعته علي بلدان أوروبا واليمن ولبنان والأردن، أما هو فمنع من دخول اليمن، لكنهم سمحوا له بإجراء اتصالات مع بعض أصدقائه لتأمين مكان إقامة له، وكان الضامن هو أسامة بن لادن، وبعض القيادات السودانية، وبجواز سفر دبلوماسي مزور دخل كارلوس السودان باسم عبدالله بركات وسرعان ما أمنت له السلطات حراسة رسمية إضافة إلي حراسه الشخصيين.
كان كارلوس يقضي أوقاته في النادي الدبلوماسي، وهناك تعرف إلي أحد المصريين، وأصبحا صديقين حميمين، وفي إحدي الأمسيات وجه إليه هذا الصديق دعوة للعشاء في منزله، ولبي كارلوس الدعوة بعد تردد طويل، وكان الحفل قد تم تصويره، لكن متأخرا شعر كارلوس بالريبة في صديقه، وأدرك أنه مراقب، فتغيب عن لقاءات النادي الدبلوماسي، وقام الصديق بزيارة مفاجئة له، فطلب منه كارلوس مغادرة المنزل وألا يقصده ثانية دون موعد مسبق.
ووصلت المعلومات إلي المخابرات الفرنسية التي أرسلت بعض عملائها، الذين قصدوا النادي الدبلوماسي، حيث تمكنوا من الجلوس إلي مائدة قريبة من كارلوس وتأكدوا من شخصيته، ونجح الفرنسيون في الاقتراب من الترابي الذي درس في جامعة السوربون ولديه شهادة دكتوراه منها. كان السودان علي قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومن هنا صار سهلا أن يسلم الترابي رأس كارلوس إلي الفرنسيين الذين تفاوضوا معه، خصوصا بعد أن وعدوه بتسليمه صورا عن خطوط دفاع جارانج، والسماح للقوات السودانية بالمرور عبر أراضي إفريقيا الوسطي لتطويق قوات جارانج في الجنوب، إضافة إلي مساعدة الخرطوم في التنقيب عن البترول، وما كان علي السلطات السودانية إلا استصدار مذكرة قبض علي كارلوس.
شعر كارلوس بالحصار، وأخذ يفكر في مخرج، لكن مأزقه ازداد بعد أن داهمته آلام في البطن، استدعت دخوله المستشفي لإجراء جراحة فتق صغير، وعندما اجتمع بأصدقائه في المساء أخبرهم بأنه ينوي الخضوع لعملية بسيطة، وبعد ذلك لم يعد أحد يشاهد كارلوس، لأن عربة الإسعاف، بدلا من أن تنقله إلي المستشفي، سلكت الطريق المؤدية إلي المطار، ليظهر بعد ذلك في سجن لاسنتيه الفرنسي.
كان جورج حبش يقول إن كارلوس ولد ثائرا، وإذا انكفأ في بعض الأحيان فغالبا ما يترك أمثاله من الرجال بصمة قوية يولد في إثرها التغيير لكن أي تغيير؟! نحن لا نعرف!
اتمنى ان يتسع نطاق المشاركه في هذا الموضوع المميز ليشمل اكبر عدد ممكن من الاعضاء فانا على ثقه ان كثير من اسماء القامات والهامات المقاومه لا تزال وللاسف الشديد مجهوله عند البعض واقل واجب علينا هو نتدوال اسمائهم ونروي بطولاتهم حتى يبقو احياء في تضحياتهم