لله درك
أسمعت يوماً بذاك الطفل الضرير الذي ضاقت به الدنيا فلم يجد في مخيلته سوى أمه الرؤوم ليفصح لها مكنون صدره فيخاطبها وهو يئن ويعتصره الألم قائلاً
يا أم مـا شكل السماء ومـا الضياء وما القمر؟
بجمـالهـا تتحـدثون و لا أرى منهــا الأثر
هل هـذه الدنيـا ظـلام في ظـلام مستمر ؟؟
يا أمي مـدي لي يديـك عسى يزايلـني الضجر
أمشي أخـاف تعـثرا وسط النهـار أو السحر
لا أهتـدي في السير إن طـال الطريق وإن قصر
فالنور عنـدي كالظـلام والإستطـالة كالقصر
أمشي أحـاذر أن يصـادفني إذا أخطـو خـطر
والأرض عنـدي يستوي منهـا البسائط و الحفر
عكازتي هي نـاظري هـل في جمـاد من بصر؟؟
يجري الصغـار و يلعبـون ويرتعـون ولا ضرر
يتمتعـون بمـا يـرون مـن الجمـال المفتـخر
وأنـا ضـرير قاعـد في ركـن بيـتي مستقـر
ويـلاه هل أقضي الحيـاة بغـير عـين أو نظر
ماذا جنيت من الذنـوب بهـا يعاكسني القدر؟؟
يا أم ضاق بي الفضـاء ومن العمى قـلبي أنكسر
يا أم ضميـني إليـك فليـس غـيرك من يـبر
يا أم لا تبـكي عـليَّ رعـاكِ مَن خـلق البشر
الله يلطف بي ويصرف ما نقاسي من كدر لا ضرر
سأرسم في حضرة أمي لوحة أبدية أطل عليها كل يوم بتقبيل جبينها وكفيها ,,, فتمنحني الرضا
أماه هذه رسالة " ابن عاق " نعم دعوني أعترف الآن بعقوقي لأمي أماه عندما علمت أن الجنة تحت أقدامك أشغلتني الدنيا بملاهيها ,,, فسحقا لشفاهي التي برحت تلك الكفين الطاهرتين
سحقا لكل دقائق العمل وثوانيها ,, تلك التي حرمتني سيمفونية الرضا أسمعها كل حين ,,,
أماه عندما تعلمت أبجديات ( الجلي , والشطف , والغسيل ,والكوي , وحتى الطهي ) أقسم بمن رفع السماء بغير عمد تعلمتها لئلا يكتوي القلب بإرهاقك ,,,
أماه ,,, عذرا لكل عبرة أسلتها من لؤلؤتيك ,, عذرا لكل دمعة أسلتها على وجنتيك ,,, عذرا لكل لحظة ما حنيت فيها رأسي وأنا أخاطبك ,,,
عذرا نساء العالمين ,,, فأنا لن أعشق سوى التي حملتني في أحشائها من الشهور تسعا ,,, وحملتني على أكف راحتها الدهر
أيا وطنا أعلنته حالة وله أزلية ,,, فليغفر لي ربي كل ثانية لم أطلب فيها رضاك
أنت أخي الحبيب تجيد الرسم فعلا
ترسم بريشة الأديب
وتلون بريشة الأديب
لقد رسمت لنا الأم على نحو جعلنا نستذكر عطاءها وحبها اللامحدود وعطفها الكبير.
حفظ الله لنا جميعا أمهاتنا.