أحمد منصور
لا يمكن لأي حركة من حركات المقاومة أن تنجح دون ظهير شعبي قوي يحمي ظهرها ويقوي عزمها ويعينها على كفاحها وجهادها ضد أعدائها، وهذا ما نجحت فيه حركة المقاومة الأسلامية حماس وحركات المقاومة العاملة معها في قطاع غزة، فالقطاع المحاصر منذ ثماني سنوات بدا وكأنه على قلب رجل واحد في مواجهته غير المتكافئة مع الكيان الصهيوني ولعل ذلك هو سر صمود القطاع حتى الآن طيلة ما يقرب من ثلاثة أسابيع من القتال مع واحدة من أكبر دول العالم تقدما في السلاح والتكنولوجيا لكن ذلك كله انهار أمام صمود الشعب الفلسطيني وتماسكه في قطاع غزة .
لم يجد الصهاينة ما يقومون به أمام تماسك الشعب وقوة المقاومة ومفاجآتها وتدريبها واستعدادها العالي والمنقطع النظير سوى كثافة النيران وتدمير أحياء كاملة على رؤوس أهلها في حرب وحشية عبثية اعتقادا منهم أن هذا يمكن أن يؤلب الشعب على المقاومة ويؤدي إلى انقسام يجبر المقاومة على الرضوخ لمطالب إسرائيل بوقف القتال دون ثمن، لكن الشعب الذي علم العالم معنى الصمود والصبر طوال ثماني سنوات من الحصار يعلم العالم درسا جديدا في معنى التضحية والصبر وثمن الحرية، عشرات أو مئات ظهروا على شاشات التلفزة من رجال ونساء وأطفال وكبار وصغار وقد فقد كل منهم جزءاً من عائلته أو عائلته بأكملها وهو يحمد الله ويشكره على كل حال، حالة من الصبر والثبات والرضا والاحتساب عند الله في وقت الشدة وفقدان الأحبة وفلذات الأكباد لا تجدها إلا عند الذين صبروا على أذى الأعداء وعلى تواطؤ الإخوة والجيران، لم يقف كثير من الناس عند حالات الرضا والصبر هذه كثيرا لأنهم شاهدوها في مجمل الأحداث لكن لو قام أي من الزملاء وجمع هذه اللقطات إلى جوار بعضها البعض لأمهات فقدن فلذات أكبادهن أو رجال فقدوا كامل عائلاتهم أو تلك العجوز التي تحمد الله أن وجدت زوجها شهيدا تحت الأنقاض أو تلك الأم التي تحتضن رضيعها وتودعه بدموعها وهي صابرة محتسبة أو الذي يقول إن أبي في التسعين وقد قضى شهيدا وخالي جاوز المائة وقد قضى شهيدا، أو التي فقدت ولدها الوحيد أو التي تقول لا نريد منكم شيئا أيها العرب يا من خذلتمونا نحن لا نريد سوى من إخواننا في الضفة وأراضي فلسطين 48 أن يقفوا معنا، أو الجرحى الذين يرفضون الذهاب للعلاج في مصر بعدما ثبت أن أجهزة الاستخبارات المصرية التي تعمل مع العدو الصهيوني تعتقل بعض الجرحى أو تعذبهم بغية الحصول على معلومات عن الأنفاق وصواريخ المقاومة وأماكن انطلاقها، وأن الذين خرجوا هم بعض العجائز والمصابين المدنيين العاديين، أما بقية الجرحى فإنهم يرفضون الذهاب للعلاج مع نظام يدعم الصهاينة ويشدد عليهم الحصار. لم يظهر فلسطيني واحد ناقم حتى الآن على الأقل فيما شاهدنا على شاشات التلفزة، حالة الرضا والدعم للمقاومة والكراهية والدعاء على إسرائيل والخونة العرب هي السائدة، كما أن جرعة الإيمان والصبر والرضا عند الناس غير مسبوقة، لاسيما من الأمهات اللائي ينجبن هؤلاء الأبطال من شباب ورجال المقاومة الذين يهزون عروش الكيان الإسرائيلي وأنصاره من الغربيين والعرب، أرجو أن تتابعوا حالة هذا الشعب وأن تقفوا عند المعاني الإنسانية الجميلة التي هي السند الرئيسي للمقاومة والتي هي درس للشعوب التي تريد أن تتحرر من حصار الأنظمة الفاسدة وأن تخلص بلادها من هؤلاء المختطفين الذين ينهبون خيراتها ويسرقون حاضرها ومستقبلها، إن الظهير الشعبي هو السند الرئيسي للتحرر وحينما تصبح الشعوب العربية مثل شعب غزة فإن العرب سوف يعودون لقيادة العالم من جديد.
لا فتح.. لا حماس.. لا جهاد.. بل مقاومة وطنية فلسطينية واحدة
لا فتح.. لا حماس.. لا جهاد.. بل مقاومة وطنية فلسطينية واحدة - لا فتح.. لا حماس.. لا جهاد.. بل مقاومة وطنية فلسطينية واحدة - لا فتح.. لا حماس.. لا جهاد.. بل مقاومة وطنية فلسطينية واحدة - لا فتح.. لا حماس.. لا جهاد.. بل مقاومة وطنية فلسطينية واحدة - لا فتح.. لا حماس.. لا جهاد.. بل مقاومة وطنية فلسطينية واحدة
لا فتح.. لا حماس.. لا جهاد.. بل مقاومة وطنية فلسطينية واحدة
خالد عياصرة
كل شيء مستهدف في غزة، البشر والشجر والبحر، لكن، ثمة تكاتف أخوي ما بين كافة حركات المقاومة والناس، وهذا ما يشعل نيران الحقد في قلوب الأخرين، ممن ينظرون للمقاومة كخطر على مصائرهم
الصور والمشاهد القادمة تقول ذلك، صورة مجتمعية مفرحة، غاية في الروعة والرقي، فالتعاضد والتكاتف والترابط اظهرت سمات الجسد الواحد، والروح الواحدة لشعب يرفض الإنكسار. هؤلاء جميعاً شكلوا مقاومة فلسطينية وطنية حقيقية أذلت إسرائيل، وافشلت مخططاتها، ومن حالفها من الصهاينة العرب!
فالذي يحمل سلاحاً لا يقل أهمية عما سواه، الرجل في بيته، في مشفاه، في مخبزه، في الشارع، مقاوم ومرابط، والجميع شركاء في الفعل، ومن الاستحالة بمكان تجيير النتائج، وحصرها لصالح طرف واحد، دون الآخر.
مقابل هذه المشاهدت تصعق، وتصاب بالرعب من الخلافات التي تعصف بأتباع الحركات المقاومة على الفضائيات، إذ يقسمون المقاومة حسب الأجندة والمحاور، والمصالح، والمكاسب، وبما تهوى أنفسهم، وبدل العرب تصير أعراب، وبدل المقاومة تصير مقاومات، كلًا يريد أخذ النتائج له، ولتنظيمه وحصره به. هذا يقول إن حماس تابعة لسوريا، وأخر يعتبر الجهاد الإسلامي يد إيران في فلسطين، مع أن هؤلاء جميعاً يشكلون المقاومة الفلسطينية الوطنية الشعبية.
يسما وإن المقاومة ورجالاتها لا يتعتبرون تقديم لأي حركة من أي دولة، إعلان تبعية، وسيطرة لهذه الدولة على أفكار وتوجهاتها مع لحظات الواقع الحقيقية، فالمال وحده لا يصنع مقاومة، تواجه عدواً بهذه الغطرسة اللاخلاقية واللانسانية.
لنفترض جدلاً أن إيران طلبت من حركة الجهاد الإسلامي زمن المقاومة تسليم السلاح، هل يرضى رمضان شلح بذلك، لنفترض أن قطر التي تعتبر لدى البعض الداعم الرئيسي لحركة حماس اليوم، طلبت تسليم خرائط الأنفاق الجهادية، وتفكيك اسلحتها، هل يرضى خالد مشعل بذلك ؟
قبل أيام تابعت أحدى هذه المسخرات، ثلاثة ضيوف في برنامج الجزيرة الفضائية ما راء الخبر، ضيف من بيروت وآخر من عمان وثالث من تونس، لا يجمع بينهم رابط، مختلفون ( هذا حقهم ) في كل شيء، الجميع يخون بعضه البعض، فهذا يقول أن المقاومة تنحصر بحماس دون سواها، وهي صاحبة الفضل، والاخر يقول حماس ليست إلا منظمة أرهابية تابعة لإخوان المسلمين اهلكت الشعب، وثالث يعتبرها حركة مقاومة حققية اسهمت في الدفاع عن الأرض، على الرغم من شح الامكانيات.
بالمقابل، عندما تتابع الإعلام لاسرائيلي لا تجد هذه التقسيمات، مثلاً لا يمكن أن ترى أحد يقول: إن الجيش الإسرائيلي خاضع لإرادة الحركات الدينية اليهودية، او العلمانية، أو يتبع حزب الليكود، أو كاديما، أو العمل، فالجميع يعتبر جيش الدفاع – المشكل من العصابات أسست الكيان – وحدة واحدة، ذو هدف واحد، لا يخضع للإرادة الفردية، بل الإرادة الجماعية التشاركية.
البعض يرى أن حماس هي من تقود المقاومة الفلسطينية اليوم، والبعض الأخر يرى أبداع حركة الجهاد الإسلامي، وسواهم يرون ان كتائب مثل أحمد أبو الريش، وأبو علي مصطفى، لها دور كبير في بهدلة العدو الصهيوني.
بالمحصلة هؤلاء جميعاً يشكلون المقاومة الوطنية الفلسطينية، وهدفهم واحد، بعيداً عن خزعبلات نجوم الفضائيات ودعاتها !
البعض يرى بحماس شيطاناً رجيماً، فقط، لاعتبارات تتعلق بتبعيتها للتنظيم الإخواني الدولي، لهذا البعض حرية الرأي، لكن في حالات السلم، لا في حالات الحرب، والعدو متربص، ومتحفز للإنقضاض على الشعب الفلسطيني، حماس في الأيام العادية جزء لا يتجزاء من التنظيم العالمي للاخوان المسلمي،ن وهذا من حق لهم لا يمكن مصادرته، لكنهم في الأزمات ليسوا إلا فصيلاً مقاتلاً يتم تعبئة كوادره لرد العدوان، والوقوف بوجهه اهدافه.
لذا اقول هنا، عزيزي القارئ، عزيزي المستمع، عزيزي المشاهد، اكره حماس الإخوانية كيفما أتفق، وشيطنها أن أردت في الاوقات العادية، لكن لا تجعل منها عدواً لك، وغريم، إن كان الذي تواجهه دولة الاحتلال الإسرائيلي.
بعد نهاية العدوان يمكن الجلوس لحماس ومحاورتها ومحاسبتها على أفعالها، لكن من العار أن يطالب البعض بمحاسبتها يحاسبها زمن المقاومة، ما ينطبق على حماس بالضرورة ينطبق على باقي التنظيمات.
فإسرائيل لا تميز في قصفها أحد، ولا تستثني أحد، ولا تفرق بين أحد، الطائرة التي تحلق عالياً تقصف الجميع، فأبن حماس، وأبن الجهاد، وأبن فتح، وأبن الجبهة الشعبية، جميعهم أهداف مشروعة، يتوجب التخلص منها، هل من الممكن مثلا أن تجد جندياً صهونياً، يوجه بندقيته لصدر أبناء حماس، لكنه يمتنع عن توجيهها لصدر أبن الجهاد الإسلامي.
إسرائيل تنظر للجميع بإعتبارهم مكون واحد إسلامي عربي فلسطيني، يتوجب إنهاء حياته، وارضاخه، والسيطرة عليه، فلماذا ينظر بعض من يعتبرون أنفسهم قادة تيارات حزبية وشعبية ومفكرين، للمقاومة كفرقاء، لا شركاء، فرقاء يسيطر فيهم القوى على الضعيف.
الأصل في المقاومة الوحدة والعمل المشترك، ينضوي الجميع تحت سقفها، وقيادتها الموحدة. مثلاً هل كانت المقاومة الفرنسية للإحتلال الألمماني خلال الحرب العالمية الثانية، مقاومات، أم هي واحدة قادها ديغول، وفق نهج وهدف واحد تمثل في تحرير فرنسا، أكانت المقاومة البريطانية كذلك متعددة، ذات اهدف متعارضة، وقيادات متحاربة، أم واحدة تحت امرة تشرشل.
الضرورة التاريخية اليوم تتطلب تشكيل مجلس أعلى لحركات المقاومة، للتنسيق العمل الجمعي التشاركي فيما بينها، بحيث يمنع اخراج الأخبار والصور والفيديوهات العمليات الحربية، والتصريحات والبيانات، من التنظيمات المقاومة، كلاً على حدا، لاننا لسنا في مسابقة، يفوز فيها من يتصدر الإعلام أكثر، بل لابد أن يكون التنسيق موحداً، يعبر عن أفعال وأقول الحركات جميعها، دون استثناء.
ما نراه على الفضائيات من حروب اتباع الفصائل محزن ومؤسف، يدعونا للقلق، سيما وأن الولدنات هذه لا تخدم المقاومة الوطنية الفلسطينية، بقدر ما تخدم إسرائيل واجهزتها.
إن بقاء هذه الفئات متصدرة للمشهد الإعلامي العربي، وبهذه الصورة، بانتمائاتهم وبدفاعهم الساذجة، يجعلنا نقول أن خطر هؤلاء لا يقل عن خطر من يريد انهاء المقاومة من جذورها، لابل المضحك المبكي في هؤلاء أن اثاراهم أشد وأكثر خطر من اثار السافل توفيق عكاشة، والساذج وائل الأبراشي، ولميس الحديدي، وغيرهم غربان الاعلام المصري.
فهؤلاء اثرهم ساخر، ولا قيمة تذكر لدى المقاومة، لكن أثار هذه الفئات المجتمعية باق، وتهديمي لأنه يؤسس لمبدأ خطر يتمثل في تشريع الحرب فيما بعد بين الحركات.
الحقيقية على أرض الواقع بعيده عما يطرحه هؤلاء، ونحمد الله أنهم جميعاً بعيدين عن غزة، فالمقاومة في غزة، مترابطة ومتماسكة، لا تنظر إلى نعيقهم أصواتهم وفلذكاتهم ونظراتهم العنصرية الفصائلية.
فهل رحمتونا من صراخكم ومن صفحات وجوهكم، ومن أفكاركم الهدامة.
رسالتان قد تغيران وجه المنطقة وتعجلان بالنصر في غزة..
رسالتان قد تغيران وجه المنطقة وتعجلان بالنصر في غزة.. - رسالتان قد تغيران وجه المنطقة وتعجلان بالنصر في غزة.. - رسالتان قد تغيران وجه المنطقة وتعجلان بالنصر في غزة.. - رسالتان قد تغيران وجه المنطقة وتعجلان بالنصر في غزة.. - رسالتان قد تغيران وجه المنطقة وتعجلان بالنصر في غزة..
رسالتان قد تغيران وجه المنطقة وتعجلان بالنصر في غزة.. الاولى لمحمد ضيف قائد القسام.. والثانية للواء سليماني القائد الايراني.. نحن امام هزيمة وشيكة لاسرائيل.. والا حرب اقليمية شاملة
عبد الباري عطوان
رسالتان مقتضبتان واضحتان في معانيهما يمكن ان تشكلا ليس نقطة تحول في مواجهة العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة فقط، وانما في منطقة الشرق الاوسط بأسرها من حيث تغيير معادلات القوة والضعف، واعادة رسم خريطة المنطقة سياسيا وجغرافيا وعسكريا.
*الاولى: وجهها المجاهد محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية “حماس″، مساء الثلاثاء وكانت الاولى من نوعها وتنطوي على درجة كبيرة من الاهمية رغم كلماتها القليلة والمعبرة جدا في الوقت نفسه، لما تعكسه من موقف صلب في وجه العدوان، والاستمرار في القتال حتى انتهاء الحصار.
*الثانية: وجهها اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس، والرجل القوي في ايران، التي اشاد فيها بسلاح المقاومة، معتبرا ان اي محاولة لنزعه “هرطقة باطلة” ووهم لن يتحقق، واوصى بتصويب “البندقية والسلاح والدم والكرامة دفاعا عن الانسانية والاسلام الذي تختصره فلسطين”، وهدد “القتلة والمرتزقة” قائلا “اننا لن نتوارى للحظة عن الدفاع عن المقاومة، ودعمها، ودعم الشعب الفلسطيني”، وتوعد الاسرائيليين قائلا “غضب عميق سينصب جامه على رأس الصهاينة المجرمين في الوقت المناسب”.
***
عندما يقول المجاهد ضيف الذي قاد ورجاله المعركة ضد العدوان بطريقة علمية هندسية تفوق فيها على كل الرتب العسكرية العليا الزائفة والمضللة المعلقة على اكتف الجنرالات والمارشالات جنبا الى جنب مع نياشين عريضة وهم لم يخوضوا اي حرب وان خاضوها لم ينتصروا في اي منها، طريقة مهنية وعملياتية اذهلت كل الجنرالات الاسرائيليين، وفاجأتهم بقوة حبكتها، ودقة تنفيذها، عندما يقول، لا تهدئة (ليس هدنة) الا مع رفع كامل للحصار، فهذا يعني انه هو صاحب القرار، وان كل الوفود السياسية ولقاءاتها في هذه العاصمة او تلك مجرد “عروض سياسية” للتلفزة فقط، وليس لها اي قيمة عمليا اكثر من ذلك، فالقادة الميدانيون الذين بنوا مدينتين واحدة فوق الارض واخرى تحتها، وواجهوا العدو برجولة وشجاعة هم الذين يقررون ووجبت لهم الطاعة والتنفيذ.
فعندما يتحدث المجاهد الضيف، وبصوت مموه، ودون ان يظهر وجهه على شاشات التلفزة، فانه يقدم نموذجا فريدا في تواضع القيادة، والبعد عن الاضواء والشهرة، لم تشهد الساحتان الفلسطينية والعربية مثله، فهكذا يكون الرجال الذين يحبون وطنهم، ويومنون بقيم العقيدة والشهامة والبطولة والكرامة، ويعملون كجنود مجهولين من اجل دحر الاحتلال واعلاء راية الحق، ونيل الشهادة عبر اقصر الطرق.
لم يكن من قبيل الصدفة ان تتزامن كلمة المجاهد الضيف مع بث شريط مصور عن العملية الشجاعة التي نفذتها وحدة من وحدات النخبة في كتائب عز الدين القسام في مستوطنة “ناحال عوز″ شمال غزة، عبر احد الانفاق، وتمكنوا فيها من قتل عشرة جنود اسرائيليين سمعنا صراخهم وانينهم في خلفية الشريط يهربون مثل الارانب المذعورة، في جيش يقول عنه قادته انه لن يقهر.
لم نشاهد كاميرا تهتز في يد مصور هذه العملية البطولية، بل شاهدنا رباطة جأش، وعزائم قوية، وتخطيط عملياتي محكم، مما يؤكد ان هناك حالة من الاستعداد لهذه الحرب جرى ترتيب كل مراحلها وعملياتها بحسابات وتخطيطات مدروسة بعناية، قبل اشهر وربما اعوام، واين في قطاع غزة المحاصر من كل الجهات لاكثر من ثماني سنوات متواصلة برا وبحرا وجوا.
رسالة اللواء سليماني التي تزامنت ايضا مع رسالة المجاهد الضيف، واكدت وقوف ايران الكامل مع المقاومة الفلسطينية، ورفض اي نزع لسلاحها رفعت دون ادنى شك معنويات المقاومين في القطاع، مثلما ارهبت في الوقت نفسه القيادة الاسرائيلية المرتبكة ايضا، واحرجت كل القيادات العربية الخانعة المتعجلة بلهفة للانتصار الاسرائيلي في الوقت نفسه.
ايران هي التي زودت المقاومة الفلسطينية بالخبرات الضرورية لصناعة الصواريخ، سواء تلك التي ضربت تل ابيب وحيفا ونتانيا وايلات وديمونا، ودفعت بأربعة ملايين مستوطن اسرائيلي الى الملاجيء، او الاخرى (كورنيت) المضادة للدروع التي اوقفت الدبابات الاسرائيلية الى عمق القطاع خوفا ورعبا.
سيخرج الآن بعض المتحذلقين العجزة وينتقدون هذا الموقف الايراني ويشككون فيه ونواياه من منطلق طائفي عنصري محض ويقولون ان هذا استغلال للقضية الفلسطينية ودماء شهداء غزة، ونقول لهم لماذا لا تستغلوا الشيء نفسه وانتم تنفقون المليارات على شراء صفقات الاسلحة؟ ولا نستغرب ذلك، فهذا دينهم، فالذين فشلوا في ايصال الاموال لدفع رواتب الجوعى والمحاصرين في قطاع غزة خوفا من اسرائيل وامريكا، ليس من حقهم الا الصمت والخجل من انفسهم.
فالايرانيون، مثلما علمتنا التجارب ليس مثل اهلنا العرب، ونقولها وفي الحلق مرارة العلقم، اذا قالوا فعلو، واذا تحالفوا، انتصروا لحلفائهم، ووقفوا الى جانبهم، ولم يخذلونهم مطلقا، خير مثال على ما نقول هو ما يجري حاليا في سورية، ولا نتردد لحظة في اعلان اختلافنا معهم في الكثير من سياساتهم ومواقفهم، ولكن الحقيقة يجب ان تقال، والعيب فينا لاننا خذلنا قضايانا وشعوبنا، ونأمل ان يكونوا كذلك في غزة وان لا ننتظر طويلا “الوقت المناسب”.
رسالة اللواء سليماني خاصة السطر المتعلق فيها “بصب جام الغضب على رأس الصهاينة المجرمين في الوقت المناسب” هي انذار يجب ان يؤخذ بكل الجدية، من قبل الاسرائيليين والقادة العرب معا، فالمنطقة العربية بأسرها، قد تكون على اعتاب حرب اقليمية شاملة، ربما تكون اسرائيل وحلفاؤها ابرز ضحاياها، وعلينا ان نتذكر ان “حزب الله” الذراع العسكري لايران جاهز للتحرك، تماما مثلما تدخل في سورية لصالح النظام عندما بدأ الاخير يفقد الكثير من المعارك والارضي في الحرب التي تخوضها المعارضة المسلحة، من اجل اسقاطه، فلولا الحليف الايراني ودعمه المالي والعسكري ربما لما صمد النظام وغير الموقف لصالحه بالشكل الذي نراه الآن.
***
بعد هاتين الرسالتين القويتين المعبرتين عن ارادات قوية، ارى هزيمة اسرائيل وشيكة جدا، واستطيع ان اتنبأ بوقف لاطلاق النار بعد الاستجابة لكل مطالب المقاومة في رفع الحصار وفتح جميع المعابر، والا فان اياما حالكة السواد والدم في انتظار اسرائيل في الاسابيع والاشهر والسنوات المقبلة.
المقاومة العربية الاسلامية الفلسطينية التي خذلها العرب وجيوشهم وجنرالاتهم واعلامهم، تقف على ابواب النصر بعد ان كسبت الحرب النفسية وفي طريقها لكسب الحرب العسكرية ومن يملك ادنى ذرة شك عليه قراءة نص الرسالتين المذكورتين، وقراءة الصحف الاسرائيلية ومقالات المحللين العسكريين والسياسيين فيها ايضا لكي يعي ما نقول.
النصر لم يعد صبر ساعة، لانه تحقق باذن الله بدماء الشهداء والجرحى، وعزيمة المشردين، وبطولات المقاومة ورجالها.. الرجال الرجال.
محمد الضيف .. جنرال حماس العصيّ - محمد الضيف .. جنرال حماس العصيّ - محمد الضيف .. جنرال حماس العصيّ - محمد الضيف .. جنرال حماس العصيّ - محمد الضيف .. جنرال حماس العصيّ
محمد الضيف .. جنرال حماس العصيّ
صورة قديمة للضيف تعتمدها موسوعة الإخوان المسلمين
خبرني – أثار خطاب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - محمد الضيف (أبو خالد) يوم الثلاثاء، تساؤلات كثيرين حول من يكون هذا الرجل الذي يقود أبرز فصائل المقاومة الفلسطينية.
وحسب مصادر متعددة أبرزها موسوعة جماعة الإخوان المسلمين، ووكالة أنباء الأناضول التركية المقربة من الإسلاميين، فإن الضيف يعتبر المطلوب الأول للاحتلال الإسرائيلي، ولطالما فشلت محاولات اغتياله.
لكن "جنرال حماس" و"الشبح"، حسبما يقلبه الفلسطينيون، و"رأس الأفعى" وفق لقب الاحتلال، أصيب في آخر محاولة لاغتياله عام 2006، مما أسفر عن فقدانه إحدى عينيه وإصابته في الأطراف، وفق تقرير الأناضول، لكنه لا زال عصيّاً يدير عمليات المقاومة دون الوصول إليه.
** من هو
" اسمه الحقيقي: محمد دياب إبراهيم المصري، وشهرته محمد الضيف، ومنصبه: القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس ... لقبه الفلسطيني: القائد البطل، ولقبه الإسرائيلي: رأس الأفعى"، تقول موسوعة الإخوان.
وتضيف "لم يطلق هذا اللقب الإسرائيلي من فراغ، فقد تمكنت أجهزة الأمن الإسرائيلية، منذ بداية تشكيل الجهاز العسكري لحماس نهاية الثمانينيات من القرن الماضي من تصفية واعتقال غالبية رجال حماس العسكريين، وظل "الضيف" عصيا على الانكسار.. كالشبح لا يعرف مكانه، بينما ترى أفعاله".
ولد "الضيف" عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة عايشت كما آلاف العائلات الفلسطينية، آلام اللجوء عام 1948 ؛ لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة .
وفي سن مبكرة عمل الضيف في أكثر من مهنة ليساعد أسرته الفقيرة، فكان يعمل مع والده في محل "التنجيد" الذي كان يعمل به.
درس "الضيف"، في كلية العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وخلال هذه الفترة برز كطالب نشيط في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح، وتشبع خلال فترة دراسته الجامعية، بالفكر الإسلامي.
** النشاط العسكري .. والمطلوب الأول
وبدأ "الضيف" نشاطه العسكري في أيام الانتفاضة الأولى، حيث انضم لصفوف "حماس" في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقله الاحتلال وقضى في سجونه سنة ونصف دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.
وانتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة "القسام" في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن، وأشرف على تأسيس كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس.
وتتهم إسرائيل الضيف بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلّح لكتائب القسام.
وتشير المصادر الإسرائيلية إليه، باعتباره المسئول المباشر عن تنفيذ وتخطيط سلسلة عمليات نفذها الجناح المسلّح لحماس أدت إلى مقتل وجرح مئات الإسرائيليين.
ويتبوأ "الضيف" الرقم الأول في قائمة الأشخاص الذين تريد إسرائيل تصفيتهم منذ ما يُقارب عقدين من الزمن لكنها تفشل في ذلك.
** "جنرال حماس"
ويفتخر الفلسطينيون بمن يصفونه بـ"جنرال حماس"، وبما حققه من أسطورة في التخفي، عن أعين إسرائيل، لعقود من الزمن، بالتزامن مع الأداء العسكري المتطور واللافت لكتائب القسام.
وما من وصف إلا وأطلقه الإسرائيليون على الضيف، ففي حين استطاعوا النيل من الكثير من قادة حماس العسكريين، ظلّ "الضيف" متخفيا عن الأنظار، عصيا على أن يكون هدفا سهلا لإسرائيل.
ويعزو جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" فشله في تصفية الضيف إلى شخصيته، وما يتمتع به من حذر، ودهاء، وحسن التفكير، والقدرة على التخفي عن الأنظار.
ونجا الضيف من 3 محاولات اغتيال آخرها كان في 2006، والتي تسببت وفق ما تقول مصادر إسرائيلية، من خسارته لإحدى عينيه، وإصابته في الأطراف.
وحاولت إسرائيل اغتياله للمرة الأولى في 2001، لكنه فرّ ونجا، وبعدّها بسنة تمت المحاولة الثانية والأشهر، والتي اعترفت إسرائيل فيها بأنه نجا بأعجوبة وذلك عندما أطلقت مروحية صاروخَين نحو سيارته في حي الشيخ رضوان بغزة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في السابع من الشهر الجاري، والتي أطلق عليها الاحتلال اسم "الجرف الصامد"، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن قائمة أسماء مطلوب تصفيتها في القطاع.
وتحت عنوان "بنك الأهداف المطلوب تصفيتها" تصدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورة يظهر فيها قائد كتائب القسام " محمد الضيف".
وتتهم إسرائيل، الضيف بتطوير الأداء العسكري، لكتائب القسام، وتوسيعها من دائرة ضرباتها الصاروخية، تجاه المدن والبلدات الإسرائيلية.
وطوّرت كتائب القسام صواريخها المحلية لتصبح أطول مدى، مثل صاروخ M75 وقد أطلقته في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2012، ثم تبعه في 2014 ظهور صاروخ R160 أطلقتّه على حيفا.
وفي تطور نوعي ولافت أعلنت كتائب القسام، يوم الاثنين 14يوليو/تموز2014 رسمياً عن تمكن مهندسيها من تصنيع طائرات بدون طيار، وإنتاج 3 نماذج منها، لتنفيذ مهام خاصة في إسرائيل.
وتحاول كتائب القسام محاكاة الجيوش النظامية، إذ أصبح لديها وحدات متخصصة، مثل وحدة الهندسة، ووحدة الدفاع الجوي، ووحدة المدفعية، ووحدة الاستشهاديين، ووحدة الإسناد، وغيرها.
وخلال العدوان الذي تشنه إسرائيل حاليا، على قطاع غزة، أعلنت عن أول عملية لوحدة الضفادع البشرية (الكوماندوز البحري)، قامت بتنفيذ عملية في قاعدة "زكيم" العسكرية الواقعة في مدينة عسقلان جنوب غربي إسرائيل.
وتميزت كتائب القسام بإدخالها لتقنيات ووسائل قتالية ورادعة لمواجهة الجيش الإسرائيلي وتؤكد القسام أنها أول من صنع الصواريخ المضادة للدروع مثل "البتار" و"الياسين" والعبوات الناسفة التي دمرت أسطورة دبابة الميركافاة الإسرائيلية الصنع، حسب قولها.
** "رجل الساعة"
وتتهم إسرائيل "الضيف" بأنه يقود، معركة الحرب ضد جيش الاحتلال الذي يشن عملية عسكرية جوية وبرية على قطاع غزة، منذ مساء يوم 7 تموز الجاري.
وتقول إنّه المسؤول عن المفاجآت العسكرية الكثيرة التي اعدتها الحركة، منها شبكة الانفاق الهجومية، وعمليات التسلل النوعية، وإدارة المعارك والمواجهات من تحت الأرض.
وقبل أيام عرضت القناة العاشرة في التلفاز الإسرائيلي، فليما تلفزيونيا، مدته 20 دقيقة بعنوان: متى يقرر الرجل الأول في غزة إنهاء هزيمة إسرائيل؟، حسب تقرير وكالة الأناضول الذي نشر الأحد الماضي.
وتصف إسرائيل الضيف، بأنه رجل الساعة، من يتحكم بقرار الحرب والسلم في غزة، ومتى يُقرر متى تبدأ القسام عملياتها ومتى تنهيها.
فهمي هويدي يرد على السيسي : مصر قدمت عشرين الف شهيد وليس مائة الف وقد استشهد المصريون دفاعا عن امنهم الوطني وليس دفاعا عن فلسطين
July 30 2014 11:41
عرب تايمز - خاص
تحت عنوان ( مصر وفلسطين..من يدافع عن من؟ ) رد الكاتب والمفكر المصري فهمي هويدي على صفحات جريدة الشروق المصرية على الرئيس المصري - بشكل غير مباشر - حين قال ان مصر قدمت منذ عام 1948 عشرين الف شهيد - وليس مائة الف شهيد وهو الرقم الذي ذكره السيسي في خطابه الاخير .. واضاف هويدي ان مصر قدمت هذا العدد من الشهداء دفاعا عن امنها الوطني وليس دفاعا عن فلسطين
واضاف هويدي : موقف مصر من الحاصل فى غزة الآن نكأ جراحا كثيرة، وأعاد فتح ملف علاقتها بالقضية الفلسطينية بصفحاته الملتبسة وأسئلته المسكوت عليها
(1)
يتحسرون الآن على زمن عبدالناصر الذى أوهمنا البعض أن حضوره لاح فى الأفق. عبر عن ذلك القيادى والمحامى الفلسطينى المعروف والوزير السابق فريح أبومدين. إذ كتب مقالة بهذا المعنى نشرتها له فى 23/7 الحالى الصحيفة الإلكترونية «رأى اليوم» ورد فيها ما نصه: لقد نسجت علاقة خاصة بين عبدالناصر وقطاع غزة. كان للقطاع مكانته فى قلبه، وهو الذى كان يتابع يوميا أحواله. وكانت له أولوية فى كل شىء. فى مجالات الحياة كالتعليم والصحة والاقتصاد...إلخ
وكان صارما حازما إزاء أية تجاوزات بحق أهالى القطاع من جانب رجال الإدارة. فغزة كانت بطلة التضحيات فى تلك الفترة.. ولعل مذبحة غزة فى 28/2/1955 هى نقطة التحول فى تفكير عبدالناصر الاستراتيجى، التى دعته إلى كسر احتكار السلاح والاتجاه نحو الكتلة الشرقية وتأميم قناة السويس، وما تلاها من عدوان على مصر وغزة، حيث حارب القطاع بكل بسالة وشجاعة. وكانت المذابح التى ارتكبت ضد شعب غزة فى كل مكان، خاصة مذبحة خان يونس، التى سقط فيها 1550 شهيدا.. وقد حفظ الرجل ذلك لغزة وأهلها. فحين انسحبت إسرائيل من سيناء ورفض بن جوريون الانسحاب من غزة، رفض عبدالناصر كل الحلول بعيدا عن غزة، وخرج إلى الشوارع شعب القطاع من 7 إلى 14 مارس عام 1957، حتى عادت غزة إلى مصر، ولم يتركها عبدالناصر خلفه، بعد ذلك دخلت غزة فى جولة جديدة أثناء حرب يونيو عام 1967، فحاربت مع الجيش المصرى ببطولة شهد بها الأعداء. ولم تسقط إلا بعد ان سقطت سيناء والجولان والضفة، ولكنها امتشقت سيف المقاومة فور احتلالها، وظل عبدالناصر يستشهد بتلك المقارنة كما ظل مسكونا بفلسطين وبغزة إلى ان انتقل لرحمته تعالى
تساءل فريح أبومدين بعد ذلك قائلا: يا ترى هل لو بقى عبد الناصر حيا كان سيترك غزة خلفه؟ وهل كان سيترك غزة تحاصر وتجوع وتذبح. ثم ختم بقوله: يا عبدالناصر لو أطللت علينا من قبرك لوجدت غزة فى خندقها تحارب يومها ودموعها وأطفالها ونساؤها ورجالها. فنم قرير العين ولا نامت أعين الجبناء
(2)
كأننا نتحدث عن زمن سحيق، وليس عن سنوات عاشها جيلنا، قبل أن تأتى أجيال تشوهت وتلوثت، حتى اختلطت عليها الأمور وصارت ضحية الحيرة والبلبلة. فأصبح العدو صديقا والشقيق عدوا. ودفعت فلسطين ثمن ذلك الانقلاب البائس.فى ظل الأوضاع المستجدة شاع بين كثيرين ان غزة وقضية فلسطين عبء على مصر. حملته طويلا، وضحت من أجله حتى خاضت حروبا عدة، وقدمت فى ذلك مائة ألف شهيد من ابنائها. وهى مقولة ينطلق منها بعض السياسيين والإعلاميين، الذين باتوا يتحدثون فى الموضوع بدرجات متفاوتة من التبرم والضجر، وهذه المقولة تحتاج إلى تفكيك يرد الأمور إلى نصابها ويضعها فى إطارها الصحيح
من المفارقات اللافتة للنظر انه فى حين يشيع فى مصر انها تدافع عن غزة وانها ضحية لها، فإن الشعور السائد فى غزة انها هى التى تدافع عن مصر وتضحى من أجلها، وسمعت من بعض المثقفين الفلسطينيين قولهم ان «لعنة الجغرافيا» كتبت على غزة ان تصبح حائط الصد الذى يمنع التمدد الإسرائيلى من الوصول إلى الحدود المصرية. وانه لولا ذلك الشريط الضيق المطل على البحر المتوسط الذى يتكدس فيه نحو 2 مليون شخص ويحتفظ بحدود مع مصر بطول 13 كيلومترا. لكانت إسرائيل واقفة على باب مصر الشرقى. وهى التى تتطلع إلى ذلك منذ عام النكبة (1948)، وقد احتلت إسرائيل القطاع حينذاك، وهو تحت الحكم المصرى، ولكن انذارا بريطانيا أخرجها منه. ثم عاودت احتلاله فى عام 1956 (أثناء العدوان الثلاثى) واستردته مصر بعد الانذار الروسى الشهير ليعود إلى الحكم المصرى فى عام 1957. واحتلته مرة ثالثة فى عام 1967 بعد الهزيمة التى استولت فيها إسرائىل على سيناء. وظل تحت الاحتلال العسكرى المباشر حتى عام 2005، الذى انسحبت فيه إسرائيل من القطاع بعدما عانت الكثير جراء وجودها فيه. وكان قد أصبح مشمولا، بالحكم الذاتى بموجب اتفاقية أوسلو التى وقعت عام 1993
خلال تلك المراحل، دفعت غزة الثمن نيابة عن مصر وبسببها، حين ذهب الجيش المصرى إلى فلسطين فى عام 1948 مع غيره من الجيوش العربية تنفيذا لقرار الجامعة العربية، وحين تعرضت مصر للعدوان الثلاثى فى عام 56 بسبب تآمر بريطانيا وفرنسا ضد الرئيس عبدالناصر الذى ضمت إليه إسرائيل. وبسبب حرب عام 67 التى وقعت بعد إغلاق الرئيس عبدالناصر مضيق تيران فى وجه السفن الإسرائيلية، ردا على تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلى ليفى اشكول بالزحف على دمشق. فى هذه الجولات الثلاث دفع قطاع غزة ثمن جيرته لمصر، فجرى احتلاله وسالت دماء ابنائه غزيرة، الأمر الذى يستعيده المثقفون الفلسطينيون كلما أثير أمامهم السؤال من دافع عن من: غزة أم مصر
(3)
ما سبق يثير التساؤل التالى: هل صحيح ان مصر خاضت حروبها دفاعا عن فلسطين؟ الشائع فى مصر أن السؤال مردود عليه بالايجاب. وهو رد تروج له وسائل الإعلام، فى حين أن التاريخ يقول بغير ذلك. ذلك انه منذ قررت الجامعة العربية فى 12 أبريل عام 1948 إرسال الجيوش العربية إلى فلسطين إثر انتهاء الانتداب البريطانى، فإن دولا عدة استجابت للقرار. وكانت مصر على رأس تلك الدول التى ضمت الأردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية. ومعروف أن الحكومة المصرية عارضت التدخل فى فلسطين فى البداية وكان رأى إسماعيل صدقى باشا ان مصر تستطيع أن تتعايش مع دولة يهودية على حدودها الشرقية وفقا لقرار التقسيم، ولكن الملك فاروق كان من مؤيدى المشاركة سواء لتنافسه مع الملك عبدالله ملك الأردن أو لتطلعه إلى زعامة العالم العربى، فأصدر أوامره إلى الجيش بالاستعداد للمشاركة فى الحرب. وفى يوم 15 مايو كانت طلائع القوات المصرية التى ضمت أكثر من تسعة آلاف ضابط وجندى قد بدأت العمليات على أرض فلسطين يقودها اللواء أحمد على المواوى
هذا الذى حدث فى عام 1948 كان المرة الوحيدة التى خرجت فيها القوات المسلحة المصرية للاشتباك مع العصابات الصهيونية فى فلسطين. ولأن القرار صدر عن الجامعة العربية فقد كان مفهوما ان مجلس الجامعة فعلها للتصدى لخطر بدا أنه يهدد الأمن القومى العربى. فيما عدا ذلك فلم يحدث ان خاضت الحكومة المصرية بجيشها أية حرب ضد إسرائيل استهدفت الدفاع عن فلسطين. وقد سبقت الإشارة إلى أن حرب 56 قادتها إنجلترا وفرنسا ومعهما إسرائيل بهدف إسقاط النظام المصرى بقيادة جمال عبدالناصر، وحرب 67 كانت بسبب وقوف عبدالناصر إلى جانب سوريا وإغلاقه مضيف تيران. وما عرف باسم حرب الاستنزاف التى وجهت ضد إسرائيل آنذاك تمت ضمن جهود إزالة آثار العدوان، وهو الشعار الذى رفعه عبدالناصر آنذاك والذى تجاوز به فكرة تحرير فلسطين. أما حرب 73 فإنها استهدفت إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لسيناء الذى ظل مستمرا منذ هزيمة عام 67
الخلاصة ان الحروب التى خاضتها مصر بعد عام 1948 كانت حروبا وطنية مصرية استهدفت الدفاع عن المصالح القطرية العليا بالدرجة الأولى. ولذلك يتعذر التعميم فيها والادعاء بأنها كانت من أجل فلسطين. وموقف عبدالناصر من إسرائيل آنذاك كان جزءا من موقفه الرافض للممارسات الاستعمارية الذى تجلى فى مساندته لحركات التحرر الوطنى سواء التى قاومت فرنسا فى المغرب العربى أو قاومت انجلترا فى أفريقيا
هذا التحليل ــ إذا صح ــ فإنه يقودنا إلى نتيجة أخرى تستحق تفصيلا أكثر
(4)
تتداول الأوساط السياسية والإعلامية معلومة مفادها ان مصر قدمت مائة ألف شهيد فى دفاعها عن القضية الفلسطينية، ولا يستطيع أى باحث منصف أن يتجاهل ما قدمته مصر لصالح القضية، لكن العطاء المصرى الحقيقى ظل سياسيا بالدرجة الأولى، وفى المرحلة الناصرية دون غيرها. سأشرح ذلك توا ولكن بعد تحرير مسألة المائة ألف شهيد
ذلك ان الذين استشهدوا على أرض فلسطين فى حرب عام 1948 لم يتجاوز عددهم 1161 شخصا بينهم مائة ضابط و861 جنديا و200 متطوع من خارج القوات المسلحة (الشهداء من رجال القوات المسلحة على الأقل اسماؤهم مسجلة ومحفوظة) وهذا الرقم أورده المؤرخ العسكرى المصرى اللواء إبراهيم شكيب فى كتابه «حرب فلسطين 1948 ــ رؤية مصرية»، وهو رقم لم يختلف كثيرا عن تقييمات المصادر الأمريكية، وإن بالغت فيه قليلا المصادر الإسرائيلية (موقع جويش فيرتال ليبرتى ذكر ان عددهم 2000 شهيد) للعلم: اللواء شكيب ذكر ان الجيوش العربية كلها قدمت فى تلك الحرب 15000 شهيد و25 ألف جريح وإسرائيل سقط منها 6 آلاف قتيل و15 ألف جريح
وإذا جاز لنا ان نستطرد ونتتبع أرقام شهداء القوات المسلحة فى الحروب اللاحقة، فإننا لا نستطيع ان نتجاهل المعلومات التى وردت على لسان الفريق محمد فوزى وزير الدفاع الأسبق، الذى ذكر ان شهداء عدوان 56 حوالى ثلاث آلاف شخص أما الذين استشهدوا فى عام 67 فعددهم عشرة آلاف، وشهداء حرب عام 73 وصل عددهم إلى خمسة آلاف، الأمر الذى يعنى أن العدد الإجمالى للشهداء منذ 1948 حتى الآن عددهم لايزيد على 20 ألف شخص. الأمر الذى يدحض رقم المائة ألف شهيد ويبين أنه لا أساس علميا أو تاريخيا له
أما لماذا قلت ان عطاء مصر للقضية الفلسطينية كان سياسيا بدرجة أكبر وفى المرحلة الناصرية دون غيرها فردى أوجزه فيما يلى: ان الأداء العسكرى للجيش المصرى وللجيوش العربية كلها فى عام 48 كان ضعيفا بشكل عام، رغم وقوع عدة بطولات استثنائية وفردية، يكفى أن جيوش الدول العربية الست دخلت الحرب والعرب يسيطرون على 73٪ من الأرض وحصة الإسرائيليين لا تتجاوز 27٪ وحين انتهت الحرب كان الطرفان قد تبادلا الحصص لصالح الإسرائيليين بطبيعة الحال وأطلس فلسطين الذى أصدره الدكتور سلمان أبوستة يشرح ذلك الجانب بالتفصيل ويرجعه إلى ضعف الجيوش العربية وقوة خبرتها فى حين أن العصابات الإسرائيلية تفوقت فى العدد وفى القدرة العسكرية والكفاءة القتالية ضباط تلك العصابات كانوا من المحاربين الذين خاضوا معارك الحرب العالمية الثانية
هذا عن الشق العسكرى، أما ما قلته بخصوص تميز الدور السياسى المصرى فى المرحلة الناصرية فلعله ليس بحاجة إلى شرح. ذلك ان عبدالناصر وقف إلى جانب الشعب الفلسطينى والمقاومة فى عهده، فى حين أن السادات انقلب عليهم وضرب القضية بمعاهدة السلام مع إسرائيل. أما مبارك فقد سار على دربه حتى وصف بأنه كنز إسرائيل الاستراتيجى. وقد ظل المؤشر ينحنى حتى وصلنا إلى ما نحن فيه وما لا استطيع أن أصفه، تاركا لك ذلك الوصف بعد ان تقرأ فى صحف الصباح أخبار إغلاق معبر رفح فى وجه الجرحى، وتتتبع ما جرى منذ إطلاق المبادرة وصولا إلى أطلال الشجاعية
السم في الدسم - السم في الدسم - السم في الدسم - السم في الدسم - السم في الدسم
السمّ في الدسم
أمجد ناصر
31 يوليو 2014
السم في الدسم
لحسن الحظ، أنَّ الذين يثيرون عاصفة من الانتقادات في وجه "بي بي سي" (المحلية خصوصاً)، بسبب تغطيتها المنحازة (غالباً) إلى إسرائيل، ليسوا عرباً. هذه المرة، الذين فعلوا ذلك، بالفم الملآن، وعلى رؤوس الأشهاد، أكاديميون مرموقون، سياسيون رفيعون، صحافيون لهم حيثيتهم، جمعيات خيرية بريطانية، مواطنون متبرمون... إلخ. هناك قائمة تجاوزت أربعين ألف توقيع، مرفقة برسالة حازمة، وجِّهت الى إدارة "بي بي سي"، تحضّها على التزام المعايير المهنية حيال "الطرفين" الإسرائيلي والفلسطيني، والتعامل معهما بالمسطرة ذاتها.
يكفي أن نذكر بضعة أسماء من الموقعين على الرسالة، لنعرف مدى الاهتمام الذي يوليه كثيرون لهذه القضية، البالغة الحساسية: تشومسكي، أليس ووكر، آفي شلايم، برايتن برايتنباخ، كين لوتش، جون بليجر، آلن بابيه، سير بيتر بوتملي، جيرمي كوربين، جلبير أشقر.
كم مرة تعالت شكاوانا من انحياز وسائل الإعلام البريطانية، عموماً، لصالح الخطاب الإسرائيلي؟ آلاف المرات. ولكن، لم يتغير أداء هذا الإعلام، في الموضوع الفلسطيني، كثيراً. السبب معروف. في الواقع، هناك أكثر من سبب، لكن الأبرز هو النفوذ اليهودي التاريخي في الحياة البريطانية، المنسجم، إلى حد كبير، مع مواقف الحكومات البريطانية المتعاقبة، عماليةً كانت أم محافظة، في خصوص القضية الفلسطينية. دعونا نتحلى بشيء من الحس التاريخي! دعونا نتذكر! "صُنع" إسرائيل وزرعها كياناً في قلب العالم العربي، لم يكونا ممكنين لولا بريطانيا. ولم يكن ممكناً لهذا السرطان أن ينشب في الجسم العربي، لولا الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس. إسرائيل، بهذا المعنى، صناعة بريطانية صرف.
في لندن، وليس في أي عاصمة أخرى، صدر "الوعد التاريخي" بقيام دولة إسرائيل. ثم انتقلت رعاية هذا الوعد المشؤوم من لندن إلى واشنطن. قد يبدو هذا الكلام مجرد استعادة لدرس تاريخي، إنه فعلاً كذلك. لكن، ليس المقصود منه العودة إلى صفحات التاريخ، بقدر ما هو محاولة لقول إن هذا "التاريخ" لم يتغير كثيراً، على مدار ما يقرب من قرن، فالتاريخ، بهذا المعنى، ليس كتباً انطوت صفحاتها، ولا هو أرشيف على رفوف مُغبرَّة. إنه فعل متواصل. نحن، فقط، من ينسى التواريخ، وكيف تواصل اشتغالها في الواقع.
نعرف أن "بي بي سي" تفخر بـ "حيادها" المهني. تلك أسطورتها. لكن فحص تلك الأسطورة مليّاً يظهر زيف ادعائها. لم تكن "بي بي سي" محايدة في موضوع فلسطين قط. هناك دراسة شهيرة أعدت في جامعة بريطانية، قبل أعوام، تظهر أن انحياز التغطية الإعلامية للموضوع الفلسطيني في "بي بي سي" لصالح اسرائيل يتجاوز ثمانين بالمئة من المادة المبثوثة. الانحياز، هنا، ليس على الطريقة العربية الزاعقة، بل إنه مثل دسّ السُمّ في الدسم. نعرف، نحن الذين نشتغل في الإعلام، أن البدء بخبر عن إطلاق صواريخ لحماس على مستوطنة إسرائيلية، يعقبه قصف إسرائيلي لغزة يصنع ترتيباً معيناً في ذهن المستمع (أو المشاهد)، بصرف النظر عن التسلسل التاريخي للأحداث، وعمّا أوقعته صواريخ "حماس" من قتلى أو جرحى في الجانب الإسرائيلي، وما أوقعه القصف الإسرائيلي في الجانب الفلسطيني.
الانطباع الذي يرسخ في ذهن من يتلقى هذا الخبر أن صواريخ "حماس" موجهة ضد مدنيين، فيما يطال القصف الإسرائيلي مطلقي الصواريخ. كما أن اقتران وصف "حماس" بالتنظيم الإسلامي المتشدّد، وعدم إلحاق كلمة إسرائيل بأي وصف أو نعت، يعني أن دولة ما عادية جداً اسمها إسرائيل تعاني من التشدد الإسلامي. وهذا يحيل في ذهن المستمع، أو المشاهد الغربي، اليوم، إلى "القاعدة"، بل أسوأ: داعش. لا تصف "بي بي سي" حركة "حماس" بالإرهاب. ولكن، عندما تقرنها، كل مرة تُذكر، بالتشدد، فهي تصفها به بطريقة غير مباشرة. هذا عمل، كما نعلم، يشتغل على زرع الموقف في اللاوعي. في البنية النفسية لمن يستمع إلى الخبر أو يقرأه.
مجرد المقارنة بين "طرفين" و"قوتين" و"صاروخين"، من دون إيضاح الفارق، هو انحياز للعدوان الإجرامي على غزة. هذه ليست حيدة، فليس هناك حياد في حاجة المدنيين إلى الدواء والغذاء والماء. ليس هناك حياد في حاجة الناس إلى فتح معابر لمرور مواد الإغاثة. ليس هناك حياد في حاجة المدنيين إلى أمكنة إيواء. ليس هناك حياد في إفناء عائلاتٍ بكل أفرادها.
لو قامت "بي بي سي" بإحصاء بسيط لعدد القتلى، في "الطرفين"، لوجدت أن نسبة القتلى الإسرائيليين، وكلهم جنود، هي، تقريباً، واحد إلى مئة: يعني إسرائيلي واحد مقابل مئة فلسطيني!
هل ينعكس ذلك، لغةً وخبراً وتحقيقاً وصورةً في المادة التي تقدمها "بي بي سي" إلى مشاهدها البريطاني؟
كلا.
وعلى هذا نحتجُّ.
هل قرار طرد السفير الإسرئيلي يمكن اتخاذه في عمان ؟
هل قرار طرد السفير الإسرئيلي يمكن اتخاذه في عمان ؟ - هل قرار طرد السفير الإسرئيلي يمكن اتخاذه في عمان ؟ - هل قرار طرد السفير الإسرئيلي يمكن اتخاذه في عمان ؟ - هل قرار طرد السفير الإسرئيلي يمكن اتخاذه في عمان ؟ - هل قرار طرد السفير الإسرئيلي يمكن اتخاذه في عمان ؟
AUG 1, 2014
هل قرار طرد السفير الإسرئيلي يمكن اتخاذه في عمان ؟
خالد عياصرة
يخرج المواطنون في تظاهرات، كلما رفع المحتل الإسرائيلي سلاحه قتلاً وتنكلاً، بوجه شعبنا الفلسطييني، وفي كل مرة، يطالب المواطنون باغلاق السفارة الاسرائيلية التي بات قلعة محصنة محاطة بالحرسات والقوى الامنية، أكثر مما من تلك التي تحيط بالديوان والقصور الملكية، إضافة لطرد السفير، واستدعاء السفير الأردني في تل ابيب، وقبل كل هذا إلغاء معاهدة وادي عربة، أو تجميدها، وذلك أقل الايمان.
الجواب في كل مره، ينحصر في أن بقاء السفير والسفارة، الهدف منه إنساني بحت يتعلق بإيصال المساعدات الانسانية والطبية ! الحجة أرحت تل أبيب وسفيرها في عمان.
هنا نسأل: من هو الأشد اثراً اليوم على القضية الفلسطينية وتطوراتها، النظرة الإنسانية الأردنية الفردية أم الدولية الجمعية التي باتت تتكاتف بوجه إسرائيل. لننظر غلى دول أمريكا الجنوبية مثلاً.
الموقف الرسمي ، ومنذ 1994م لم يتغير، ولا يخضع للنقاش، فهو دأئما على صواب، وما يقوله يحمل الصدق المطلق، حتى وإن كان الرأي صادراً عن أهم السلطات، وأقصد هنا مجلس النواب مثلاً بصفته التشريعية. منذ بداية العدوان على غزة، والرد الأردني مصاب بحالة من الخجل والتواضع، مقارنة مع مواقف سابقة مشابهة كانت فيها الحركة الأردنية ذات فاعلية كبرى، وفارقة، إلا أن اليوم الصورة اختلفت، أو لنقل تبدلت، فالفاعلية غائبة، والسرعة سلحفائية، والأثر تلاشى.
الحكومة الأردنية – صاحبة الولاية العامة – كما قلنا ترددت كثيراً في اعلان موقفها، وهذا ارتبط عضوياً، بغياب الملك لأيام خارج البلاد مع بداية العدوان، بصورة أشعرت الناس، وكأن الملك غير مكترث بما يحصل مع أن الحاصل، ذو آثر على الأمن الوطني الأردني، فتصريحاته، اتسمت بالتردد، والتواضع، والندرة، مقارنة مع تصريحات السابقة تعلقت بقضايا اقليمية، نحو القضية الفلسطينية، العراق، وسوريا، ومصر أبان فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
فراغ غريب لا يجد أحد سبباً لتفسيره، فراغ لا علاقة له بسياسة التحالفات التي تسيطر على المنطقة كما يعتقد البعض، بقدر ما يتعلق بعقول وأسماء من يمسكون بالملف السياسة الخارجية، رغم “ نطات ” وزير الخارجية ناصر جودة، هنا وهناك، و”شطحات” الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني وتصريحاته.
وعليه، يمكن القول: أليس من الممكن ايصال المساعدات الطبية والانسانية عن طريق الهلال الأحمر مثلاً، ألا يمكن اجبار إسرائيل حسب المعاهدات والمواثيق الدولية على فتح ابوبها، بل ألا تجبر على تأمين احتياجات الشعب المُحتل، سيما وأن إسرائيل حسب الأمم المتحدة دولة مُحتلة، ما يعني خضوعها للالتزامات المترتبة عليها، ألا تشكل هذه الطريقة اسلوباً لإحراجها دولياً إن لم ترضخ لرغبة المنظمات، إضافة إلى ذلك، كيف يا ترى كانت تصل المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني قبل توقيع المعاهدات الذل والعار.
في الحقيقية المعاهدات والمواثيق الدولية تجبر إسرائيل على تأمين احتياجات الشعب الفلسطيني، لا في غزة فقط، إنما في عموم الأراضي الفلسطينية، وتوزيعها على المدنيين، دون الحاجة إلى السفارات.
سمفونية الحكومة، مشروخة وممجوجة بل سخيفة جداً، تتكررت منذ توقيع معاهدة السلام - وادي عربة – عشرات المرات،. وفائض الخداع الذي تستلذ في استخدامه مع المواطنين، لا ينتج قابلية للانخداع والرضوخ، بحيث يسير الشعب خلف تصريحاتها أعمى البصر والبصيرة، سيما وأن الحاصل، يمس أمن الدولة واستقراراها، بل وبقاءها، وإسرائيل بتصرفاتها، وخداعها، لا يؤمن جانبها مطلقاً.
لنتحدث بصراحة أكثر، لقد مللنا مشاهدة جنودنا الأردنيين، وهم يحمون السفارة الإسرائيلية، وممللنا أكثر مظاهر التظاهر في منطقة الرابية التي تقبع بها سفارة، والتي تحيطها، ومللنا، رؤية علم إسرائيل مرفوعاً في سماء عمان، فهل تعفونا من هذا كله، هل تملكون الإرادة لذلك. أم أن العبرية الفصحى سحرتكم وسلبت البابكم؟ وكأن طبيعة الأنظمة العربية وتأريخها يمنحها الحق بالتؤطو مع المحتل وتشجيع اهدافه ومشاريعه !
الغطرسة الاسرائيلية اليوم، سواء أكانت في عدوانها على غزة، او في اخضاعها للضفة الغربية بمساعدة عصابات اوسلو ومن خلفهما قوات دايتون، إنما تشكل تهديداً حقيقياً للأمن الأردني كلفته كبيرة جداً.
لذا، نحن مع، اتخاذ الإجراءات الحقيقية من قبل الحكومة، بضرورة بطرد السفير الإسرائيلي، واغلاق السفارة، واستدعاء السفيرنا في تل ابيب، وتجميد العلاقة السياسية معها، حماية للأمن الوطني الأردني.
ولأجل هذا ندعو الحكومة الأردنية للنظر في اتفاقية جنيف الرابعة عام 1949م وبنودها، الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب، تحديدًا المواد التالية: (50، 55، 56، 59، 60، 61، 62، 63) والتي تجبر دولة الإحتلال الصهيوني على الايفاء بالتزاماتها اتجاه المدنيين، التزاماً منها بالاتفاقيات.
كاتب اردني kayasrh@ymail.com
ليس لغزّة ... لأجل العزّة - ليس لغزّة ... لأجل العزّة - ليس لغزّة ... لأجل العزّة - ليس لغزّة ... لأجل العزّة - ليس لغزّة ... لأجل العزّة
التاريخ : 2014-07-26
ليس لغزّة ... لأجل العزّة
علي أحمد الدباس
بقلم علي أحمد الدباس
لي يومين أحاول أن أكتب عن غزة هاشم الأبية ، و لم أستطع ، حرت هل أكتب عن صمود أهلها ؟ عن بطولتهم ؟ عن صبرهم ؟ أم أكتب عن بطش المحتل ؟ عن دناءته ؟ عن حقارته ؟ عن توحشه ؟ أم أكتب عن انتكاسة العرب في أخلاقهم و خذلانهم لغزة ؟ عن ضعفهم ؟ عن عجزهم ؟ عن شواربهم التي كتّت ؟
غزة هذا الرمضان كانت بطعم الدم ، طعم الصور المفزعة ، طعم الأطفال و النساء و الشيوخ الذين ذبحوا و شردوا ، لكنها بنفس الوقت كانت بطعم العز و الفخار و هي تصمد أمام جبروت المحتل ، و هي تتسلح بمعنويات عباد الله الجبار أمام هذا الجبروت و البطش ، و هي تنقل لنا صورة النصر القادم يوما ما ... إن نحن صبرنا و تمسكنا بالعروة الوثقى.
أبطال غزة ليسوا فقط المقاومين ، أبطال غزة هذه المرة كل أهلها ، نسائها اللاتي ولدن الأبطال ، أطفالها الذين ارتقوا الى أعلى مراتب الشهادة صائمين ، شبابها الذين ما خان فيهم واحد هذه المرة و لم يبلغ عن أي موقع لقصفه أو اغتيال قائد كما كل مرة ، حتى بحر غزة كان بطلا هذه المرة و هو يشهد للعالم كله على جريمة الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني الهمجي على شواطئه التي استحالت حمراء بلون الدم!
بطولة الغزيين في صمودهم تجعلنا نشعر بالخجل ، بطولة الغزيين في ما نشاهده من فيديوهات قصيرة يصرون فيها على الحياة ، و يبعثون لنا فيها برسائل الصمود ، يصرخون في المستشفيات بلوعة فراق الشهيد الذي ارتقى ثم تراهم يتحدون الاحتلال بالجلوس على الطرقات و في المقاهي .... يتجمعون معا على أسطح المنازل ليقولوا للطائرات اقصفينا فلا نخاف رصاصك ...
في غزة بعض من باقي كرامة أمتنا التي ضاعت ، هم القابضين على جمر الحب و الوطن و الوجع و البطولة ، هم الذين سطروا أروع المثل .... في الوقت الذي نرى المذابح ترتكب باسم الاسلام في العراق ... نرى الغزيين إسلامهم و مسيحييهم معا في الكنائس و المساجد ، يدافعون عن كرامة الأمة بشرف و عفة و قوة و صلابة .
أذهل المقاومون الاحتلال ، باغتوهم بفرق الكوماندوس و تشكيلات الاستطلاع و الطائرات بلا طيار ،قنصوهم كالعصافير في بر غزة الطاهر الشريف ... لكنهم بكل أسف حين فعلوا ذلك عرّوا صمتنا و كشفوا تخاذلنا و جعلونا نواجه أمام أنفسنا حقيقة تقاعصنا عن العمل و يأسنا من نصر سيأتي يوما ما.
و لأن غزّة هي رمز العزة ، و لأنها تدافع عن كرامتنا ، علينا أن نفعل شيئا هنا في الأردن ، يكفي أن غزة أعادتنا الى وعينا ، و ذكرتنا أننا شعب واحد ، بنفس الوجع ، و نفس الهم ، و نفس الحب الذي كان ... علينا أن نرد دين الكرامة لغزة أو بعضا منه اذا استطعنا ، و بما أن الغزيين يخوضون حرب الكرامة نيابة عن كل عربي ، فأقل ما على هذا العربي أن يفعل هو دعم صمود أهل غزة !
علينا واجب التبرع ... ليس فقط من أجل الصمود الآني ، علينا أن نتبرع ليس فزعة مؤقتة ، بل أن نؤسسها حملة دائمة لدعم الصمود في غزة و إعادة الإعمار بعد كل هذا الخراب ، تماما كما كانت تجربة الشعب الأردني في الانتفاضة الأولى واللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة التي شكلت عمودا فقريا لعمليات دعم الانتفاضة و دعم أسر شهدائها و مداواة مصابيها ....
جميلة مبادرات الناس العفوية هنا في الأردن بالتبرع بالدم ، و زيارة المصابين في المستشفيات ، لكنها غير كافية ، و إن حُرمنا من الجهاد بالنفس فأقل ما نفعله هو دعمهم بالمال ، و دعمهم النفسي و الأهم هو دعمهم الإعلامي ، و لا يكون هذا الدعم بالصراخ على الفيسبوك و التويتر بل باستغلالهما لتوثيق جرائم إسرائيل بكل اللغات ، علينا أن نستخدم موهبتنا الجديدة في صناعة أفلام اليوتيوب و نبدأ نخاطب العالم بلغاته كلها لتوثيق جرائم الحرب الاسرائيلية و تفنيد دعايتها الباطلة بأنها تدافع عن نفسها.
علينا أن نبدأ التفكير بملاحقة إسرائيل في كل مكان ، في كل محفل و في كل بلد و أمام كل سفارة و في كل شارع في العالم ، ليس لأجل غزة ، بل لأجل درس العزة الذي علمنا إياه أهلها ... هم يقاتلون و نحن نفضح عدوهم ، لأن المعركة واحدة و المصير مشترك!
تقدير موقف: غزة إلى أين ؟ - تقدير موقف: غزة إلى أين ؟ - تقدير موقف: غزة إلى أين ؟ - تقدير موقف: غزة إلى أين ؟ - تقدير موقف: غزة إلى أين ؟
تقدير موقف: غزة إلى أين ؟
بقلم: أ. د. وليد عبد الحي.
شكل العدوان الصهيوني على قطاع غزة خلال تموز/ يوليو 2014 علامة فارقة في المرحلة الراهنة من مراحل الصراع العربي الصهيوني. وبعيداً عن الأعذار التي طرحها نيتنياهو لتبرير الكم الهائل من الغارات على الأحياء المدنية في قطاع غزة، فإن لهذه العملية هدفين أحدهما استراتيجي والآخر تكتيكي:
أ- الهدف الاستراتيجي:
نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في غزة، وهو أمر طرحه رئيس الوزراء الصهيوني يوم 15 تموز/ يوليو بشكل دقيق قائلا "وافقنا على المقترحات المصرية لإيجاد فرصة لنزع سلاح(demilitarization) القطاع، من الصواريخ والقذائف والأنفاق بطرق دبلوماسية(1)" ، وأكد مندوب "إسرائيل" في الأمم المتحدة "رون بروسر" الهدف نفسه بقوله في 24 تموز/ يوليو "لا بد من نزع سلاح حماس للانتقال للخطوة التالية(2)" . ويبدو أن هذا الهدف الطموح نبت في بيئة عربية أنهكها التناحر الداخلي بعد "الربيع العربي" بغض النظر عن أي موقف من هذا "الربيع".
ب- الأهداف التكتيكية مثل:
1- تأزيم الوضع الداخلي الفلسطيني، بعد أن لاحت احتمالات تطور المصالحة الفلسطينية.
2- اختبار التوجهات الاستراتيجية للنظام المصري الجديد.
ويشكل مدى تحقيق الأهداف السياسية المعيار الرئيسي للحكم على نسبة النجاح العسكري، ويبدو من الحساب الأولي بأن "إسرائيل" حققت نتائج تكتيكية، لكنها خسرت استراتيجياً، وهو تقييم عبرت عنه تقارير ودراسات عديدة لاسيما في الولايات المتحدة(3) . و يمكن إجمال النتائج –حتى هذه اللحظة (26/7/2014)- بالنسبة للجانب الإسرائيلي في الآتي:
أ- المكاسب التكتيكية:
1- زيادة الأعباء المادية على حماس، بفعل القتل والتدمير الواسع في قطاع غزة.
2- تخفيض الخسائر البشرية بين المدنيين الإسرائيليين، بفعل النجاح النسبي للقبة الحديدية في اعتراض الصواريخ.
3- تعميق الخلافات العربية بخاصة بين المحاور المتنافسة في العالم العربي، حيث برزت مناكفات دبلوماسية في مشهد مساعي التسوية للوصول إلى هدنة لوقف القتال بين محور تركي قطري غير مرحب بمبادرة مصرية للتسوية، وبين محور مصري سعودي تسانده السلطة الفلسطينية يؤيد هذه المبادرة.
ب- الخسائر الاستراتيجية:
1- تعميق شعبية قوى المقاومة في الوسط الشعبي الفلسطيني على حساب شعبية النهج التفاوضي في السلطة الفلسطينية، ويمكن مقارنة آثار معركة غزة الحالية على المستوى الشعبي بالآثار التي كانت لمعركة الكرامة عام 1968 من هذه الناحية، بخاصة نتيجة الأداء العسكري الجيد لقوى المقاومة، والذي انعكس في تصاعد عدد القتلى من العسكريين الإسرائيليين لدولةٍ يُعدُّ العنصر البشري في استراتيجيتها هو أضعف حلقاتها، وإمكانية التفاوض على إطلاق مزيد من الأسرى مقابل الجندي الصهيوني الذي أسرته المقاومة، وهو تعزيز لمنطق المقاومة في التعامل مع "إسرائيل".
2- تهيئة البيئة الشعبية للبدء في انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، ناهيك عن إحياء الترابط بين أجزاء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وأراضي عام 1948.
3-إعادة القضية الفلسطينية على المستوى الإقليمي والمستوى الدولي للأضواء بعد أن توارت خلف دخان "الربيع العربي"، وهو ما يتضح في أنها تتصدر وسائل الأعلام الدولية من ناحية، وتحريكها للجهود الدبلوماسية من ناحية ثانية، وتحريك المظاهرات في عدد غير قليل من العواصم العالمية، بما فيها واشنطن ولندن وباريس من ناحية ثالثة، وهو ما تصاعد إلى حد سحب بعض الدول الأمريكية اللاتينية لسفرائها من "إسرائيل" (البرازيل والإكوادور). بل إن مجلس العموم البريطاني كشف عن مناقشات حادة ضد التوجهات الحكومية مع "إسرائيل"؛ وهو ما اتضح في مداخلات بعض ممثلي التيارات المختلفة في 21 تموز/ يوليو( بيتر هين، ريتشارد بيردن، ديفيد وينيك،(حزب العمال )، مينزيس كامبل(الليبراليون)، غريسبين بلنت(المحافظون)، هذا إلى جانب تصريحات وزير الخارجية الفرنسي فابيوس...الخ.
وتعززت هذه الصورة بقرار مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بإجراء تحقيق في وقوع جرائم حرب مع تزايد عدد القتلى المدنيين من الفلسطينيين، وهو القرار الذي عارضته الولايات المتحدة وامتنعت الدول الأوروبية عن تأييده.
4- إنهاء سيكولوجية الإحساس بالاستقرار في "إسرائيل" بعد توقف عمليات المقاومة في الضفة الغربية وفي فلسطين 1948. وقد تجسد ذلك بإحياء الهاجس الأمني لدى الفرد الإسرائيلي في "إسرائيل" كلها، وليس فقط في المستوطنات الجنوبية المحاذية لقطاع غزة، بخاصة بعد وصول صواريخ المقاومة على كل المدن الإسرائيلية، وتعمُّق ذلك بتوقف أغلب شركات الطيران عن السفر إلى فلسطين المحتلة، وتكدُّس المسافرين الإسرائيليين في عدد من مطارات العالم، ولا شك في أن هذا الجانب الأمني سينعكس بقدر ما على "إسرائيل" من خلال:
أ- التأثير على الهجرة اليهودية لفلسطين نظراً لحالة عدم الاستقرار.
ب-تعميق الخلاف داخل المجتمع الإسرائيلي، حول كيفية التعاطي مع مشروعات تسوية القضية الفلسطينية. يقول أودي سيغيل (محلل الشؤون السياسية في القناة الإسرائيلية الثانية) حرفياً " أن احتمالات تدمير حماس في غزة لا تزيد عن صفر"، وأن كل الاعتبارات التي وضعتها "إسرائيل" للقيام بعمليتها العسكرية قد "انهارت". أما ران إيديليست المعلق السياسي في معاريف فيقول" إن تقديرات يورام كوهين رئيس الشين بيت للوضع في غزة قام على أسس أيديولوجية أكثر منها تقديرات موضوعية، وأن نائبه "مستر آر" كما يطلقون عليه خضع لنفس المعايير الأيديولوجية غير الموضوعية، وقد استثمرا رغبة نتنياهو في تحسين وضعه الحكومي، لكنهما ورطاه". وبناء عليه طالب إيديليست بإجراء تحقيق في سبب هذا الفشل المعلوماتي الإسرائيلي(4) .
وعليه، فإن تداعيات المعركة يجب أن تُرصد في ضوء النتائج العسكرية من ناحية، وفي ضوء التطور المحتمل للجوانب السياسية من ناحية ثانية. فإما من الناحية العسكرية فمن الواضح أن زخم قدرات المقاومة الفلسطينية لم يتغير منذ بداية المعركة، لاسيما في نطاق معدل إطلاق الصواريخ، الأمر الذي يعكس فشلا في تحقيق الأهداف المعلنة من نتنياهو، ناهيك عن تصاعد الخسائر البشرية في الجيش الإسرائيلي مع كل محاولة للتوغل في غزة. غير أن البعد الأكثر أهمية هو البعد السياسي، والذي يشكل بُعداً مقلقاً لاسيما مع سمتين بارزتين في هذا الجانب:
1- أن الاتجاه العام للحراك الدبلوماسي العربي والدولي يتمحور حول المبادرة المصرية التي ترى المقاومة أنها تفتقد للتوازن في الشكل والمضمون؛ خاصة وأنها تساوي في صياغتها بين الطرفين من ناحية، وتجعل التفاوض حول موضوع رفع الحصار عن غزة موضوعاً لاحقاً لوقف لإطلاق النار من ناحية ثانية. وهو أمر ينطوي على تخليص "إسرائيل" من مأزقها الحالي، والدخول في مفاوضات لا تنتهي حول الموضوع الأهم وهو رفع الحصار.
ويبدو أن المبادرة المصرية وبحكم التأييد الأمريكي والروسي والأوروبي وبعض الدول العربية تمثل نقطة الضعف المركزية في موقف المقاومة، وهو أمر يضعف المكاسب السياسية للأداء العسكري للمقاومة.
ولعل الترويج الإعلامي بأن المبادرة المصرية الحالية هي ذات المبادرة التي تم على أساسها وقف إطلاق النار -التهدئة- عام 2012(أي في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي)، يستهدف إحراج المقاومة، وإبراز أنها ترفض المبادرة الحالية " لدوافع تنظيمية" لها صلة بالصراع السياسي في مصر.
2- وقوع الموقف الفلسطيني في مأزقين واضحين قد تتفاعل تداعياتهما إلى مستوى يمتص كافة النتائج الإيجابية للمعركة:
أ- محاولات تكييف الجهد الدبلوماسي العربي لتحقيق نقاط سياسية لصالح محاور إقليمية متنافسة بخاصة المحور القطري التركي من ناحية والمحور المصري السعودي من ناحية مقابلة. ويتضح ذلك في الهجوم المباشر لرئيس الوزراء التركي أردوغان على الرئيس المصري السيسي، والحملات الإعلامية المتلاحقة بين أطراف المحورين بشكل قد يُحِّول الموضوع الفلسطيني من كونه هدفاً إلى كونه أداة، وهو أمر في غاية الخطورة.
ب- ضبابية موقف الرئيس الفلسطيني من عدة جوانب: فهو مع المبادرة المصرية كما هي، ولم يساند المقاومة بأي شكل من الأشكال، ولو بالتهديد بوقف التنسيق الأمني أو الدعوة للانتفاضة في الضفة الغربية، أو حتى الانتقال لمراحل الانضمام للاتفاقيات الدولية، خاصة نظام روما الأساسي الذي انشأ المحكمة الجنائية الدولية.
3- استمرار أثار الخلاف بين أطراف في المقاومة –بخاصة حماس- مع دول عربية مثل مصر وسوريا والسعودية من موضوع "الربيع العربي" وتداعياته، وهو أمر يجعل مساحة الحركة للمناورة السياسية الفلسطينية أكثر ضيقاً.
وتشير مصفوفة التقاطع بين هذه المتغيرات المتضاربة إلى أن توصلاً لوقف إطلاق النار سيتم التوصل له خلال فترة ليست طويلة،. ويبدو أن الطرفين –"إسرائيل" والمقاومة- سيبديان نوعا من المرونة، إذ يبدو أن فكرة نزع سلاح المقاومة التي حددها نتنياهو في بداية المعركة تتوارى تدريجياً في مفردات الدبلوماسية الإسرائيلية والدولية.
كما أن التوفيق بين تلازم وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن القطاع (كما تريد المقاومة) أو انفصالهما (كما تريد إسرائيل) هو جوهر النشاط الدبلوماسي بشكل واضح، ولن تتحدد هذه المعادلة(التلازم أو الانفصال) إلا استنادا لنتائج المعركة العسكرية وقدرة الطرفين على تحمل أعبائها. ولعل اشتعال انتفاضة فلسطينية في الضفة الغربية هو أحد أدوات الضغط الفلسطينية التي يمكن أن تزيد احتمالات التراجع الإسرائيلي عن فكرة الفصل بين وقف إطلاق النار ورفع الحصار.
غير أن الضرورة تقتضي التنبيه إلى أن الطرف الأمريكي والصهيوني بشكل خاص، وأطراف إقليمية أخرى بشكل عام، قد يراهنون على أن طرح أفكار مختلفة للتهدئة قد يفتح مجالا للتباين بين قوى المقاومة في كيفية التعاطي مع هذه الأفكار. ومع أن الميدان العسكري يشير لتناغم كبير بين المقاتلين، فإن احتمالات التباين السياسي بين تنظيمات المقاومة قد يكون مجالا تراهن عليه القوى المعادية على أمل فتح شقوق في جدران المقاومة.
ويبدو أن ترويج "إسرائيل" لفكرة وقف إطلاق النار من جانب واحد لا يزيد عن كونه محاولة لتحقيق مكاسب دعائية، وإظهار المقاومة في موقف "المتعنت"؛ لكنها في الوقت نفسه تزيد من وتيرة القصف لاسيما على الأهداف المدنية للضغط على المقاومة للتجاوب مع تصوراتها وهو ما ترفضه المقاومة حتى اللحظة.
وتُحسِنُ المقاومة حتى الآن في تجنب أية تصريحات سياسية تمس دولاً عربية (خاصة الدولة المصرية) بالرغم من التحفظ على المواقف الرسمية لهذه الدولة، خاصة في استمرار إغلاق معبر رفح، كوسيلة ضغط على المقاومة للقبول بالمبادرة المصرية كما هي، وهو أمر ضاغط على المقاومة.
خلاصة القول يبدو أن الأمم المتحدة بالتعاون مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحاول طرح فكرة "وقف إطلاق نار إنساني" لساعات أو أيام قابلة للتمديد، على أمل أن تتواصل المفاوضات خلال مراحل التمديد المتلاحقة، ويتم خلال ذلك تراجع القوات الصهيونية عن تخوم قطاع غزة. وقد يتم العودة –عند الدخول في تفاصيل المفاوضات- لفكرة أن تكون المعابر تحت سلطة موظفين من السلطة الفلسطينية (يسري عليهم التنسيق الأمني) مع أفراد من الاتحاد الأوروبي وربما من تركيا، مع الإشارة في فقرات الاتفاق النهائي للمبادرة المصرية كمرجعية أو كجهد دبلوماسي أسهم في تحقيق الاتفاق.
ذلك يعني أننا أمام احتمالين هما أن يؤخذ بالمبادرة المصرية، أو أن يتم تعديلها من خلال الأمم المتحدة، لكي لا يبدو غير ذلك بأنه انتصار محور على آخر في المناكفات الإقليمية. وكل ذلك مرهون بمن "يصرخ أولا"، فلن تنفصل طاولة المفاوضات السياسية عن ميدان المعركة العسكرية، وهو ما يدفع للنداء للمجاهدين أن "يا سارية الجبل الجبل".
الهوامش:
1- BBC.24-july.2014
2- http://www.worldbulletin.net/haber/1...militarisation
3- Ariel Ilan Roth-How Hamas Won :Israel's Tactical Success and Strategic Failure,Foreign Affairs,july 20.2014.
4- Ariel Ilan Roth,Ibid.
من طليطلة إلى غزة ... لاعزاء لملوك الطوائف ! - من طليطلة إلى غزة ... لاعزاء لملوك الطوائف ! - من طليطلة إلى غزة ... لاعزاء لملوك الطوائف ! - من طليطلة إلى غزة ... لاعزاء لملوك الطوائف ! - من طليطلة إلى غزة ... لاعزاء لملوك الطوائف !
من طليطلة إلى غزة ... لاعزاء لملوك الطوائف !
(مقال قديم .. لكنه ما زال حاضراً)
في أواسط القرن الخامس الهجري كانت دولة الإسلام في الأندلس تعاني من مرحلة هي الأسوأ في تاريخها، حيث تحولت من عهد الدولة الواحدة القوية وهو عهد الخلافة الأموية إلي عهد ملوك الطوائف ‘ وفيه انقسمت دولة الإسلام إلي اثنين وعشرين دويلة ، علي رأس كل واحدة منهن مجموعة من الطامعين والمتغلبين بأسرة أو بثروة أو بعشيرة، وهم أبعد الناس عن الإحساس أو الاهتمام بقضايا دولة الإسلام في الأندلس،والتي كانت تعاني وقتها من تسلط القوى الإسبانية النصرانية في شمال الأندلس, ولا عزيمة لهم إلا في تحصيل الملذات والشهوات واكتناز الثروات من أي سبيل ، ولا يهمهم شيء سوي الحفاظ علي كراسيهم ومناصبهم،و لا يبالون بحلال ولا حرام ولا مبادئ ولا أخلاقيات في سبيل تحقيق مصالحهم الخاصة، قد وصفهم علاًمة الزمان الإمام ابن حزم بعبارات قوية وسديدة عندما قال في شأنهم [والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها،فنحن نراهم يستمدون النصارى، فيمكنونهم من حرم المسلمين و أبنائهم ورجالهم ،يحملونهم أساري إلي بلادهم، وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعاً، فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس،لعن الله جميعهم وسلط عليهم سيفا من سيوفهم ] ونحن لا نستطيع أن نتهم الإمام الكبير ابن حزم بالتحامل علي ملوك الطوائف ووصفهم زورا بهذه العبارات القاسية، فهو مفكر عصره وأكبر علماء الوقت وقد شاهد بعينه ما يرويه عن هؤلاء الملوك ،والعجيب أنه قد مات سنة 456 هجرية وملوك الطوائف وقتها في عنفوان قوتهم،و مقتبل أمرهم ، ولكنه كان يري بعين بصيرته ما سيجري بعد ذلك من سقوط مروع لا يأسف له أحد .
فلم تمضي سوي سنوات معدودة حتى حاصر الصليبيون الإسبان مدينة طليطلة العريقة حاضرة الإسلام وقلبه النابض في وسط الأندلس، وضرب الإسبان بقيادة ألفونسو السادس حصاراً خانقاً علي المدينة العريقة والتي أخذ أهلها في الاستغاثة بالمسلمين في أنحاء الأندلس ، والأقوات تنقد من عندهم يوماً من بعد يوم ، وملوك الطوائف لا يحركون ساكناً خوفا من سطوة نصارى إسبانيا ، حتى المعتمد ابن عباد ملك إشبيلية وقرطبة وهو أقوى ملوك الطوائف وأكثرهم قدرة وجهوزية علي إنقاذ المدينة المحاصرة، لأنه يشترك معها علي الحدود ، ومملكته أقرب الممالك من طليطلة ،ويملك جيشاً كبيراً قادراً علي مواجهة العدوان الإسرائيلي أقصد الإسباني، لم يحرك ساكناً،ولم يبعث حتى برسائل تهديد ووعيد للصليبيين،بل هوى لأحط درجات الإنسانية وتجرد من معاني الكرامة والعزة الإسلامية , و تآمر مع النصارى وألفونسو السادس من أجل أن يسمح له النصارى بتوسيع مملكته, وأخذ قطعة من غنيمة طليطلة الكبيرة، ومع اشتداد الحصار علي غزة معذرة أقصد طليطلة ونفاد المؤن والأقوات وحتى الحيوانات الميتة التي كان يأكلها أهل طليطلة، ومع استمرار التجاهل من ملوك الدول العربية معذرة أقصد ملوك الطوائف ، أخيراً سقطت طليطلة وذلك في 1 صفر سنة 476هجرية، فما الذي جري بعد ذلك؟
حسب ملوك الطوائف أن نصارى إسبانيا سيقنعون بغنيمة طليطلة وأن ألفونسو السادس سيكتفي باحتلال مملكة طليطلة فقط، وظن ملوك الطوائف بأنهم إذا قدموا غزة أقصد طليطلة ضحية لإرضاء النهم الإسرائيلي أقصد الإسباني ستنتهي المشكلة ، ولكن الواقع أن سقوط طليطلة كان مجرد البداية لحملة الإستراد الصليبية الإسبانية المعروفة تاريخيا باسم الريكولاكونستا ،وأن ملوك الطوائف سيدفعون ثمن خذلانهم لطليطلة غاليا وأن سنن السقوط ستبدأ في العمل في تلك العروش والكراسي التي من أجلها تخلي معتلوها عن أبسط معاني الإسلام والشهامة والنخوة العربية،ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى جاء المرابطون من عدوة المغرب بقيادة البطل الجسور يوسف بن تاشفين وأسقطوا حكم ملوك الطوائف وانتصروا علي الصليبيين ، وأعادوا لدولة الإسلام في الأندلس بريقها ومجدها الزائل أيام الحقبة المشئومة لملوك الطوائف.
وأن ما يجري الأن وفي هذه اللحظات تحديداً علي أرض غزة الصابرة المحتسبة من عدوان إسرائيلي غاشم بعد فترة حصار طويلة ومرهقة و تحت أنظار العالم بأسره بهيئاته ومؤسساته الحقوقية و الإنسانية والتي تتدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، ووسط إعراض وتجاهل مريب ومرير ومن الدول العربية والإسلامية، واتهام بالعمالة والتخوين بين الأطراف الفلسطينية, وسط ذلك كله توشك غزة علي السقوط، والحقيقة التاريخية الثابتة بعيداً عن المرثيات والبكائيات علي الأطلال والماضي المجيد أن السقوط لن يكون من نصيب غزة وحدها بل سيكون حتماً ولابد معه الكثير والكثير من دويلات الطوائف التي وقفت موقف المتفرج الصامت وأحياناً المسرور بما يجري علي أرض غزة .
وأخيراً همسة في أذن مسلمي العالم عموماً وملوك الطوائف خصوصاً، هل وصلت رسالة طليطلة إلي غزة ووعيتم مرادها أم أنه السقوط الحتمي ؟
المبادرة المصرية في غرفة الانعاش وتوني بلير سيقود مصر وحلفاءها الخليجيين الى هزائم وفوضى على غرار ليبيا والعراق وافغانست
المبادرة المصرية في غرفة الانعاش وتوني بلير سيقود مصر وحلفاءها الخليجيين الى هزائم وفوضى على غرار ليبيا والعراق وافغانست - المبادرة المصرية في غرفة الانعاش وتوني بلير سيقود مصر وحلفاءها الخليجيين الى هزائم وفوضى على غرار ليبيا والعراق وافغانست - المبادرة المصرية في غرفة الانعاش وتوني بلير سيقود مصر وحلفاءها الخليجيين الى هزائم وفوضى على غرار ليبيا والعراق وافغانست - المبادرة المصرية في غرفة الانعاش وتوني بلير سيقود مصر وحلفاءها الخليجيين الى هزائم وفوضى على غرار ليبيا والعراق وافغانست - المبادرة المصرية في غرفة الانعاش وتوني بلير سيقود مصر وحلفاءها الخليجيين الى هزائم وفوضى على غرار ليبيا والعراق وافغانست
المبادرة المصرية في غرفة الانعاش وتوني بلير سيقود مصر وحلفاءها الخليجيين الى هزائم وفوضى على غرار ليبيا والعراق وافغانستان
عبد الباري عطوان
ان يهبط توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق واحد ابرز المسؤولين عن قتل مليون عراقي في مطار القاهرة مساء الاحد للانضمام الى المباحثات الجارية حاليا حول كيفية التعاطي مع الاوضاع في قطاع غزة فهذا نذير شؤم، وعنوان تآمر، ومشروع انقاذ لاسرائيل وتوريط مصر اكثر في مستنقعها العدواني.
اذا صحت الانباء بأن بلير هو احد مستشاري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وانه وضع خطوط مبادرته لوقف الحرب في قطاع غزة التي دمرت سمعة مصر في الوطن العربي والعالم الاسلامي، واظهرتها بمظهر المتواطيء مع العدوان الاسرائيلي، فان هذا يمكن اعتباره اكبر جريمة في حق مصر وشعبها وتاريخها العريق في الوقوف في خندق الشعوب المظلومة، او التي تقاتل من اجل الحرية والاستقلال.
المبادرة المصرية فشلت بطريقة مأساوية لان الرئيس السيسي وحكومته ارادا فرضها بالقوة على فصائل المقاومة، ودون اي تشاور معها وبطريقة استعلائية، وتطورات الامس اجهزت عليها كليا، وخاصة القرار الاسرائيلي بالانسحاب من جانب واحد من القطاع، ورفض نتنياهو ارسال وفد الى القاهرة للتفاوض.
***
هذه المبادرة تقوم على جناحين لا يمكن ان تحلق من دونهما:
الاول هو وقف اطلاق نار متفق عليه في قطاع غزة، والثاني الانخراط في مفاوضات لوضع آليات لهدنة طويلة، يتوقف خلالها اطلاق الصواريخ مقابل استقرار وامن للمستوطنين الاسرائيليين شمال قطاع غزة، واقدام نتنياهو على انسحاب احادي الجانب كسر الجناح الاول، ومقاطعته للمفاوضات كسر الجناح الثاني للمبادرة.
سحب القوات الاسرائيلية من الشريط الحدودي الذي رابطت فيه في عمق ثلاثة كيلومترات شرقا، هو اعتراف بالهزيمة، وعدم القدرة في الاستمرار في الحرب، واعادة احتلال القطاع بالتالي، وتحقيق الاهداف التي حددها نتنياهو لتسويق العدوان للاسرائيليين والعالم، وابرزها وقف الصواريخ، وتدمير الانفاق ونزع سلاح المقاومة، وهي الاهداف التي دفعته لاستدعاء اكثر من مئة الف من جنود الاحتياط وكأنه يعلن الحرب على امريكا او روسيا القوتين الاعظمين.
لم يتخذ زعيما اسرائيليا قرارا بوقف الحرب من جانب واحد الا وسقط وخسر مستقبله السياسي، واولهم ايهود باراك الذي اتخذ قرار الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000، ومن المؤكد ان نتنياهو سيكون الثاني، بعد ان يهدأ غبار هذا العدوان، ويظهر الحجم الحقيقي لخسائر الجيش الاسرائيلي البشرية، والتكاليف الاقتصادية والمعنوية.
قطاع غزة سيتحول الى جنوب لبنان آخر، اي قاعدة للمقاومة، ومثلما استعد ابناؤه من اشقاء ضحايا حرب عام 2008 لهذه الحرب جيدا وطوروا قدراتهم الدفاعية وصواريخهم وحرب الانفاق، سيبدأ اشقاء ضحايا هذه الحرب وشهداؤها في الاستعداد لحرب قادمة باستعدادات اكبر وانفاق اطول، وصواريخ اكثر دقة واكثر تدميرا.
حركة “حماس″ وفصائل المقاومة الاخرى التي تتزعمها، ستكون اكثر شراسة في الحرب المقبلة، وستخترق التنسيق الامني الذي تطبقه السلطة في الضفة كشريك لاسرائيل واجهزتها الامنية، وستنقل تكنولوجيا الصواريخ ومدافع الهاون الى مدن كالخليل ونابلس وجنين، ومعها تكنولوجيا الانفاق، وبما يلغي فاعلية الحائط العنصري، فحماس باتت في حل من السيطرة على الفصائل الاخرى وكبح جماح صواريخها وعملياتها العسكرية الفدائية.
الحكومة المصرية ارتكبت خطأ استراتيجيا بدورها عندما حشرت حركة حماس والفصائل الاخرى في الزاوية، وشددت الحصار الخانق عليها، ورفضت كل رسائل التودد والمصالحة من طرفها، وافشلت حكمها في غزة بتدمير الانفاق واغلاق معبر رفح لاشهر متواصلة، ومنع وصول الاموال اليها من الخارج، واذا استمرت المعاملة نفسها فلا نستغرب ان يتم شق انفاق اخرى الى سيناء لتهريب الاسلحة والخبرات القتالية لمن ينتظرها بلهفة، فليس لدى حركة حماس والفصائل الاخرى ما يمكن ان تخسره.
نتيناهو في خطاب الامس اكد ان اسرائيل باتت تملك اصدقاء وحلفاء عرب، في اشارة الى بعض الدول التي صمتت على العدوان او تواطأت معه مثل السعودية ومصر والامارات والاردن، حسب تفسيرات الصحافة الاسرائيلية، وما ذكره نتنياهو وكرره قبله شمعون بيريس رئيس اسرائيل، وافيغدور ليبرمان وزير الخارجية، يشير الى ان هذه الدول ربما تكون مرشحة لازمات امنية وسياسية خطيرة في المستقبل القريب.
فاذا كان خطر الجماعات الاسلامية المتشددة يهدد هذه الدول وامنها واستقرارها، فان التحالف مع نتنياهو يوفر لها الذخيرة التي تتطلع اليها وتنتظرها، واللافت ان هذه الدول لم تتعلم من اخفاقات سياساتها في العراق وسورية وليبيا وتحاول تكرارها حاليا بالتقرب من الاسرائيليين والصمت على مجازرهم في قطاع غزة.
***
في العدوانين الاخيرين على قطاع غزة كانت الخسائر البشرية الاسرائيلية معدومة تقريبا، في الحرب الحالية اعترفت القيادة الاسرائيلية رسميا بمقتل 55 جنديا وثلاثة مدنيين وجنديين اسيريين، وفوجئت بادارة متفوقة للمواجهات، ومدينة كاملة تحت الارض عجزت كل اجهزتها الاستخبارية عن معرفة دهاليزها، وهذا التطور العملياتي ينبيء بان الحرب المقبلة ستكون مختلفة ايضا.
بلير الذي ورط بلاده في حربين خاسرتين في العراق وافغانستان، وثالثة في ليبيا باستشاراته وفبركاته، سيورط مصر واصدقائها في الخليج العربي في حروب مضمونة الخسارة ايضا، ولا نستبعد ان يكون هو عراب الحلف الاسرائيلي الخليجي الجديد الذي اشار اليه نتنياهو وبيريس وليبرمان.
شعب قطاع غزة الذي ضرب اروع الامثلة في التصدي للعدوان، سيتجاوز آثار الحرب الحالية، مثلما تجاوز كل الحروب السابقة، وسيخرج شامخا من وسط الدمار، ولكن الخسارة الاكبر ستلحق باسرائيل والمتواطئين معها، وستصل النار الى ثوبهم، وليس طرفه فقط، لان بلير لم يدعم دولة وانتصرت بما فيها بلده بريطانيا، وهذا لا يعني انه سيخرج رابحا لانه يكره العرب اولا، وانما لانه سيخرج بمبلغ مالي محترم مقابل استشاراته التدميرية، فحبه للمال لا يحتاج الى اثبات.
صناعة الخوف في نفوس الصهاينة
بقلم / أحمد منصور
شاهدت وقرأت شهادات بعض الجنود الصهاينة الذين جرحوا ونجوا من الموت خلال الحرب الدامية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة المحاصر منذ ثماني سنوات، وقد فوجئت بحالة الذهول والخوف التي سيطرت على الجنود خلال وبعد المعركة، فقد اشادوا بطريقة مباشرة او غير مباشرة ببسالة وقوة رجال المقاومة الذين اشتبكوا معهم في نقاط تماس مباشرة بل ان كثيرا من العمليات تمت من نقطة الصفر أي وجها لوجه.
فقد فوجئوا بأن رجال المقاومة من الشجاعة والبسالة والتدريب والكفاءة التي ألقت الرعب في قلوبهم، حتى ان موقع واللا العبري نقل عن احد الجنود قوله «ان مقاتلي حماس اطوالهم تزيد على ثلاثة امتار وحينما نطلق عليهم النار لا يموتون» ولا ادري هل هذا الوصف من حجم الرعب الذي سيطر على الجندي الذي كان جريحا في احد المستشفيات ام من خياله ام حقيقة؟.
وجندي آخر في احدى المقابلات التي بثتها قناة الجزيرة عن الاعلام الاسرائيلي اشاد بالتدريب العالي لقوات حماس وقال انه لم يكن يتخيل ان تدريبهم على مستوى تدريب الجيوش وانهم مقاتلون اشداء.
ومع الحظر المفروض على وسائل الاعلام الاسرائيلية في التغطية لاسيما ما يتعلق بالخسائر البشرية والمادية في صفوف الجيش فإن التسريبات تشير الى ان عدد الجنود والضباط الذين قتلوا حتى الآن يفوق المائة اما حركة حماس وحركات المقاومة فلها تقديرات اخرى من خلال الاشتباكات المباشرة تقدر فيها عدد القتلى بضعف هذا العدد.
وحتى لو اعتمدنا الاعداد وفق التقديرات الصهيونية فإن النسبة تعتبر كبيرة للغاية في خسائر الجيش الاسرائيلي وهي خسائر لم يتعرض لها في مواجهات كبرى مع جيوش عربية، بل ان هذه الحرب ستدون في التاريخ العسكري الصهيوني على انها واحدة من اقسى المعارك واكثرها ايلاما ليس للجيش الصهيوني وحده وانما للمجتمع الصهيوني بشكل عام ، فقوات النخبة لم تعد نخبة بعدما اثخنتها المقاومة بالجراح والقتل ، ولواء جولاني سقطت هيبته بعد الخسائر الهائلة في صفوفه واصابة قائده في ايام المواجهة الاولى حتى الفيلم الاستعراضي الذي قام به الاعلام الصهيوني له وهو عائد لأرض المعركة لم يغير شيئا من المعادلة.
ومن الواضح ان التوابيت التي تعود من الجبهة كل يوم إلى تل ابيب تملأ المجتمع الصهيوني بالرعب، ومع تقارير كثيرة تقول ان اغلاق مطار بن جوريون لم يكن بسبب صواريخ المقاومة فحسب وانما كان بسبب موجة الهجرة المعاكسة الهائلة من الصهاينة الذين يملكون جنسيات مزدوجة عائدين الى بلادهم الاصلية طلبا للأمان الذي افتقدوه في ارض الميعاد فإن حالة الرعب وزراعة الخوف التي نجحت المقاومة في صناعتها في اركان وارجاء المجتمع الصهيوني هي اكبر نجاحات هذه المعركة.
صناعة الخوف في نفوس الصهاينة
بقلم / أحمد منصور
شاهدت وقرأت شهادات بعض الجنود الصهاينة الذين جرحوا ونجوا من الموت خلال الحرب الدامية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة المحاصر منذ ثماني سنوات، وقد فوجئت بحالة الذهول والخوف التي سيطرت على الجنود خلال وبعد المعركة، فقد اشادوا بطريقة مباشرة او غير مباشرة ببسالة وقوة رجال المقاومة الذين اشتبكوا معهم في نقاط تماس مباشرة بل ان كثيرا من العمليات تمت من نقطة الصفر أي وجها لوجه.
فقد فوجئوا بأن رجال المقاومة من الشجاعة والبسالة والتدريب والكفاءة التي ألقت الرعب في قلوبهم، حتى ان موقع واللا العبري نقل عن احد الجنود قوله «ان مقاتلي حماس اطوالهم تزيد على ثلاثة امتار وحينما نطلق عليهم النار لا يموتون» ولا ادري هل هذا الوصف من حجم الرعب الذي سيطر على الجندي الذي كان جريحا في احد المستشفيات ام من خياله ام حقيقة؟.
وجندي آخر في احدى المقابلات التي بثتها قناة الجزيرة عن الاعلام الاسرائيلي اشاد بالتدريب العالي لقوات حماس وقال انه لم يكن يتخيل ان تدريبهم على مستوى تدريب الجيوش وانهم مقاتلون اشداء.
ومع الحظر المفروض على وسائل الاعلام الاسرائيلية في التغطية لاسيما ما يتعلق بالخسائر البشرية والمادية في صفوف الجيش فإن التسريبات تشير الى ان عدد الجنود والضباط الذين قتلوا حتى الآن يفوق المائة اما حركة حماس وحركات المقاومة فلها تقديرات اخرى من خلال الاشتباكات المباشرة تقدر فيها عدد القتلى بضعف هذا العدد.
وحتى لو اعتمدنا الاعداد وفق التقديرات الصهيونية فإن النسبة تعتبر كبيرة للغاية في خسائر الجيش الاسرائيلي وهي خسائر لم يتعرض لها في مواجهات كبرى مع جيوش عربية، بل ان هذه الحرب ستدون في التاريخ العسكري الصهيوني على انها واحدة من اقسى المعارك واكثرها ايلاما ليس للجيش الصهيوني وحده وانما للمجتمع الصهيوني بشكل عام ، فقوات النخبة لم تعد نخبة بعدما اثخنتها المقاومة بالجراح والقتل ، ولواء جولاني سقطت هيبته بعد الخسائر الهائلة في صفوفه واصابة قائده في ايام المواجهة الاولى حتى الفيلم الاستعراضي الذي قام به الاعلام الصهيوني له وهو عائد لأرض المعركة لم يغير شيئا من المعادلة.
ومن الواضح ان التوابيت التي تعود من الجبهة كل يوم إلى تل ابيب تملأ المجتمع الصهيوني بالرعب، ومع تقارير كثيرة تقول ان اغلاق مطار بن جوريون لم يكن بسبب صواريخ المقاومة فحسب وانما كان بسبب موجة الهجرة المعاكسة الهائلة من الصهاينة الذين يملكون جنسيات مزدوجة عائدين الى بلادهم الاصلية طلبا للأمان الذي افتقدوه في ارض الميعاد فإن حالة الرعب وزراعة الخوف التي نجحت المقاومة في صناعتها في اركان وارجاء المجتمع الصهيوني هي اكبر نجاحات هذه المعركة.
«ان مقاتلي حماس اطوالهم تزيد على ثلاثة امتار وحينما نطلق عليهم النار لا يموتون»
كفة المقاومة راجحة في ميزان الخسائر والارباح… - كفة المقاومة راجحة في ميزان الخسائر والارباح… - كفة المقاومة راجحة في ميزان الخسائر والارباح… - كفة المقاومة راجحة في ميزان الخسائر والارباح… - كفة المقاومة راجحة في ميزان الخسائر والارباح…
AUG 4, 2014
كفة المقاومة راجحة في ميزان الخسائر والارباح…
د. عصام نعمان
وافقت فصائل المقاومة الفلسطينية على هدنة إنسانية غير مشروطة لمدة 72 ساعة كانت دعت اليها الامم المتحدة. المقاومة وافقت على الهدنة لأنها غير مشروطة ولأن مرجعيتها الامم المتحدة. لا إلتزام ، اذاً ، من المقاومة تجاه “اسرائيل” بوقفٍ مشروط لإطلاق النار ، ولا تنازل عن ايٍّ من مطالبها وفي مقدمها رفع الحصار . لذا ، المقاومة مستمرة بالمواجهة رداً على اي فعل عدواني اسرائيلي.
حكومة بنيامين نتنياهو وافقت ، ظاهراً ، على الهدنة الإنسانية بدافعين: محاولة لجم السخط العالمي المتزايد عليها نتيجةَ مجازرها الهمجيـة في قطاع غزة ، والتركيز على منطقة رفح كمحور جهد عسكري لتحقيق هدفها المعلن بإنهاء شبكة الأنفاق.
حكومة مصر امتعضت لصدور الهدنة الإنسانية عن الامم المتحدة . عبّرت عن امتعاضها بالإعتذار عن إستقبال الوفود الفلسطينية والإسرائيلية والاميركية التي كانت في طريقها الى القاهرة لمباشرة مفاوضاتٍ حول مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار. قيل إن سببين وقفا وراء امتعاض القاهرة : الاول ، تمسّكها بمبادرتها ورفضها اي مبادرة اخرى سواء من الامم المتحدة او من تركيا وقطر . الثاني ، مراعاة “اسرائيل” التـي احتجت لديها على قيام المقاومة بأسر احد ضباطها حياً في منطقـة كرم ابو سالم .
كِلا السببين اقبح من ذنب . فالمبادرة المصرية ليست قرآناً منزلاً يستحيل تعديله او تأجيل “اعتناق” مُثُله العليا ، وأسر ضابط اسرائيلي ليس كارثة إنسانية يقتضي مواجهة تداعياتها قبل التوقف عن اراقة دماء الفلسطينيين وهدم منازلهم على رؤوسهم . ثم ، ألا تدري القاهرة ان إعاقة وقف اطلاق النار تعني الترخيص السافر لـِ “اسرائيل” بمتابعة ارتكاب المجازر والتدمير والتشريد وقصف المشافي ومدارس الاونروا وغيرها من مآوي المدنيين الابرياء ؟
الاغرب من موقف مصر مسارعة الولايات المتحدة الى مطالبة المقاومة بالإفراج عن ضابطٍ اسير لم تتبنَ كتائب القسام اصلاً عملية أسره ، وكأنه كان ضحية عملية اختطاف عادية مقابل فدية مالية !
من الواضح ان نظام السيسي ، بالجهل او التجاهل او التواطوء ، بات بسلوكيته المشبوهة جزءاً من مخطط غربي – عربي يرمي الى تجريد المقاومة الفلسطينية ، كما قوى المقاومة العربية ، من السلاح حمايةً لأمن “اسرائيل” ولمصالح الدول الأطلسية في المشرق العربي.
من الواضح ايضاً ان “اسرائيل” فشلت في تحقيق هدفها المعلن وهو إنهاء شبكة الأنفاق التي تغطي قطاع غزة وتمتدّ منه الى داخل الأراضي المحتلة في النقب الامر الذي يهدد المستعمرات الصهيونية الكائنة في غلاف القطاع من الشمال الى الشرق . صحيح ان الجيش الإسرائيلي زعم انه تمكّن من “معالجة ” بعض تلك الانفاق الكائنة على الخط الاخضر ، لكن “المعالجة” تناولت ، على ما يبدو ، الأجزاء الحدودية من الأنفاق وليس امتداداتها داخل القطاع . ذلك أن توغّل القوات والمدرعات الإسرائيلية في الداخل يقرّبها من مناطق الكثافة السكانية الفلسطينية ويجعلها تالياً في مرمى مدفعية المقاومة وصواريخها الفتاكة.
لتفادي مزيد من الخسائر البشرية والمادية ، لجأت “اسرائيل” الى “عقيدة الضاحية” التي تقضي بتدمير العدو ، بشراً وشجراً وحجراً ، وتحويله الى ارض محروقة بغية جعل قيامته مستحيلة او صعبة ، وفي مطلق الاحوال تتطلب زمناً مديداً . غير ان المقاومة ظلّت صامدة ، صلبة وذات نَفَس طويل .
الى ذلك ، ليس في الافق ما يشير الى ان قيادة المقاومة في غزة بصدد الموافقة على تهدئة لا تكون مقرونة بتحقيق مكاسب محسوسة بعد الثمن البشري والمادي الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني في القطاع . مع ذلك ، ورغم موافقتها على هدنة انسانية غير مشروطة (قد تكون مقدمة لتهدئة او لهدنة طويلة ) فإن المقاومة تبقى ، في حال وقفٍ غير مشروط لإطلاف النار ، الطرف الرابح عند التدقيق في ميزان الخسائر والارباح على النحو الآتي:
اولاً ، إحتفظت بقيادتها العسكرية والسياسية الموجودة في القطاع سليمة وفاعلة .
ثانياً ، احتفظت ببنيتها العسكرية ، ولاسيما تلك الكائنة تحت الارض من أنفاق وتجهيزات ومصانع تجميع وتصنيع وترميم للأسلحة والصواريخ ، سليمة وعاملة .
ثالثاً ، اكتسبت خبرة قتالية ثمينة في وجه العدو الإسرائيلي من خلال استخدام اسلحة ومناهج قتالية نوعية مكّنتها من نقل الحرب الى عمقه وعلى مدى فلسطين المحتلة كلها ، كما مكّنتها من كشف ثغرات خططه العسكرية وتفشيل اسلحته المتقدمة ولا سيما “القبة الحديد” ، وشلّ مرافقه الحيوية وارعاب سكان مستعمراته اياماً واسابيع.
رابعاً ، حرّكت الشعب الفلسطيني في الضفة والاراضي المحتلة العام 1948 والاردن والشتات ، وحققت وحدته الوطنية على الارض وفي وجه العدو ، واطلقت تعبئة شعبية لافتة أسهمت بدورها في تعزيز تقارب الاوساط القيادية الفلسطينية ، وتطوير مواقف قيادتي السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية في الحاضر والمستقبل لمصلحة المقاومة.
خامساً ، أعادت قضية فلسطين الى صدارة القضايا الاقليمية والدولية الامر الذي يرشحها للإرتقاء الى مستويات عالية من الاهتمام الاقليمي والدولي وربما الى إسقاط اتفاق اوسلو وملاحقه ، والى توفير مصادر التمويل اللازم لإعادة الإعمار الإقتصادي و الإجتماعي .
الى اين من هنا ؟
“اسرائيل” تبدو مرتبكة . بعض قادتها يميل الى توسيع دائرة العدوان لفصل جنوب القطاع عن وسطه وشماله . بعضهم الآخر ينصح بالمزيد من الضغط العسكري املاً بحمل المقاومة على الرضوخ .
في المقابل ، تبدو المقاومة مصممة على المواجهة ، في حين تبقى الهدنة متعثرة بألاعيب اللاعبين الكبار ومصالحهم من جهة ، ومحكومة من جهة اخرى بتصميم المقاومة ، شعباً وفصائل ، على الصمود والمواجهة لضمان دحر العدو.