والأن نتكلم عن العادات والتقليد في فلسطيــــن الحبيبه
رمضان
رمضان هو أهم شهر من شهور السنة بالنسبة لجميع المسلمين . وهو يعني الإمتناع من تناول المآكل والمشارب من طلوع الشمس حتى مغيبها ولكنه لايعني فقط عدم الأكل ولكنه صيام روحي وتطهير للنفس من الذنوب والانغماس في الملذات . وهو صيام أخلاقي بحيث يمتنع جميع الصائمون عن القيام بأي أذى أوضرر مادي أو أخلاقي لأي كان وهوسؤال للنفس وتقرب من المولى عز وجل ورمضان أيضاَهو احساس بالفقراء والمساكين حيث أنه لزام على كل رب أسرة أن يعطي أسرة أو عدة أسر فقيرة" فطرة "رمضان عن كل فرد من أفراد عائلته كما تقوم المؤسسات الدينية والاجتماعية توزيع ماهو ضروري من المواد الغذائية للفقراء والمحتاجين
وفي رمضان ترىالأسواق غارقة بشت أنواع المأكل وتسارع الناس قبل قدوم هذا الشهر لتخزين مايلزم من مواد غذائية لذيذة ومفيدة بحيث تساعدهم على الحفاظ على حيويتهم . وأكثر ما يثير اهتمام الناس في رمضان هي الحلويات التي يتلقفها الأطفال بسعادة بالغة وكأنما مكافئتهم لصبرهم ونجاحهم في صيام رمضان اليوم وتساعد الحلويات الكبار أيضا في الحفاظ على حيويتهم بما فيه من سكر بالرغم من أن الصيام في حد ذاته هو حمية غذائية مفيدة وغير عسيرة خصوصاَ اذا صادف قدومه في أيام الشتاء القصيرة . وفانوس رمضان له معزة خاصة في قلوب الأطفال الذين يسارعون لشرائه ليجوبوا الطرقات مرددين أغنيات رمضان .
في رمضان النهار للعمل والليل للعبادة من صلاة وقراءة قرآن وجلسات ذكر وتسبيح ويتسابق المتسابقون في ضم القرآن ، ويذهب الناس للنوم ليستيقظوا قبل أذان الفجر بقليل على صوت المسحر ليتناولوا السحور ، يصلون الفجر حاضرَا ويقرأون القرآن ومن ثم يبدأ يوم جديد من أيام رمضان الجميلة
العيد
- بالطبع بعد صوم رمضان هناك العيد ليحتفل الناس ويفرحوا بفطرهم . وتجهيزات العيد تبدأ من الأسبوع الأول في رمضان حيث يشتري الآباء والأمهات الملابس والأحذية والألعاب الجديدة للأطفال ويشترون لأنفسهم أيضاَ ملابس جديدة اذا كان الأمر يسيراَ.
ويحضر الملبس والشوكولا للعيد ولكن أهم ما يحضر للعيد هو كعك العيد ذو المزاق الخاص .
واذا كان لزاماَ على الوالد تأمين المال لشراء الملابس والمآكل فهو لزام على الأم لتجهيز المنزل لإستقبال الزوار في العيد فالمنزل يجب أن يكون بأبهى حله من النظافة والترتيب
وتجتمع الأخوات والجارات والصديقات في سهرات رمضان لتخبز كعك العيد حيث تساعد كل واحدة الأخرى وكل في دو وفي آخر ليلة من ليالي رمضان يبدأ التهاليل لإستقبال العيد . ومنذ الصباح الباكر يسارع الناس إلى المقبرة لزيارة موتاهم وتذكرهم حيث يوزعون المال والحلوى والكعك ويقرأون القرآن لأرواحهم
والعيد الآخر هو عيد الأضحى الذي لا تختلف مراسيمه عن عيد الفطر كثيرَا الا ان عيد الأضحى يستمر لأربعة أيام حيث يستمر عيد الفطر لثلاثة وفي عيد الأضحى يقدم الحجاج الأضاحي ويقدم الناس أيضاَ الأضاحي ويفرقونها على الفقراء والأصحاب والجيران
الخطوبة
نادرا ما كان العريس ينتقي عروسه فقد كانت تتولى هذه العملية آلام والأخوات أو القريبات أحيانا وقد جرت العادة أن يوجه أهل العريس وفد ( جاهه) لأهل العروس وهذا يؤكد المكانة الرفيقة والمقام العالي الأهل العروس حتى ولو كانوا من العامة
وكانت الجاهة تتألف من أعيان البلد المشهود لهم بالمواقف النبيله والمرورءة والإقدام ويتولون مهمة طلب يد العروس وتحديد المهر (المعجل والمؤجل)ويحددون موعد الخطبة الرسمي
وعندما يحين وقت الخطبة يأتي الشيخ ليكتب الكتاب بحضور الآهل والمعارف والمعازيم وتتم الخطبة ويوزع الحلو وتلبس العروس مصاغها المقدم من العريس ويغني آهل العريس بهذه المناسبة وبعد كتب الكتاب يخلف عليكو وكتر الله خيرك ولا عجبنا من النسايب غيرك
العرس
وهو الحلقة الأقوى في مجال الإحتفالات , حيث يشتمل على حشودات كثيرة وتهيء له برامج طويلة تمتد 7 أيام مثل
ليلة الحناء
وهي عملية صبغ الشعر واليدين والرجلين للعروس و صديقاتها
التجلاية وهي حفلة خاصة بالعروس وصديقاتها وجاراتها يرقصن ويغنين وتقوم النساء من أهل العريس بزيارة العروس في هذه الليلة لمشاركتها فرحتها. و ترقص العروس بحركات مغناج على إيقاعات جميلة تقليدية
حلاقة العريس
وهي فقرة من فقرات العرس الرائعة حيث تجتمع الصبايا والشباب للدبكة والرقص بثياب العريس خلال فترة الحلق
الحمام
وبعدها يغتسل العريس عند أحد أقربائه أو أصدقاؤه فقد كان الناس يتسابقون في عزم العريس ليكون لهم نصيب المشاركة في إحدى فقرات العرس وبعد انتهاءه يخرج العريس بلباس عرسه الأنيق
فترة الغذاء
ويبدأ الطبخ عند أهل العريس منذ الفجر ويتألف غذاء العرس من الطبق الرئيسي ألا وهو المنسف بالإضافة إالفاصوليا والفقاعية و الكبة النية.... وتجتمع نساء الحي لدى أهل العريس باكرا َحاملات معهن القدور الكيرة والمغارف والأطباق لأجل المنسف وذلك لمساعدة أم العريس ومشاركتها فرحتها بولدها حاملين معهم أيضا َمساعدة تموين مثل الأرزوالبرغل والسمنة والزيت واللحم
وبعد الأكل مباشرة تساعد النساء في الجلي والتنظيف لتبدأ فترة الزفة وفيها يكون الموعد الرئيسي المحدد للعرس، حيث تبدأ الوفود الغريبة بالوصول من القرىالمجاورة والأماكن البعيدة وتفرح الصبايا ويفرح أكثر الشباب... ثعم دائرة الغناء والسحجة والدبكات والسير بين البيوت في أزقة البلد ويستقر العريس على كرسيه المخصص المزين فوقه وتحته فتعمر الرقصات والدبكات على أنواعها
وعندما يحين موعد الذهاب الى بيت العروس تشتد العزايم للمباراه
الزغاريد
الأمثال الشعبية الفلسطينية
،، إبطي و لا تخطي
،، ابعت العاقل ولا توصي
،، إبليس بيعرف ربه لكن بيتخابث
،، ابن غيرك ما بينفعك و كلب غيرك ما يتبعك
،، ابنك على ما ربتيه و جوزيك على ما عودتيه
،، أبو بالين كذاب
،، اتغدي وتمدي وتعشي و تمشى
،، اتقن شغلتك و لو كانت سخرة
،، اجر لورا و اجر لقدام
،، الأخ اللي ما بينفع أخو متل قلتور
،، الأدب فضلوه على العلم
،، إذا كان جاري بخيرو انا بخير
،، اذا كثرت الطباخين بتشوه الطبخة
،، المال السايب بعلم الناس السرقة
،، الأسى ما بينتسى
،، اسأل مجرب و لا تسأل حكيم
،، أصابعك مش متل بعض
،، أطول من ليالي الشتا
،، أعطى خبزك للخباز لو أكل نصفه
،، اللي بيتو من قزاز ما بيرمي الناس حجارة
،، اللي ماله حظ لا يروح و لا ييجي اللي ماله كبير ماله تدبير
،، الأيد البطالة نجسة
،، بحبك يا اسوارة بس مش قد زندي
،، البخيل عدو ربه
،، بصلة المحب خروف
،، بيت الضيق بيسع ألف صديق
،، بيموت الغني من التخمة و الفقير من قلة اللقمة
،، البيوت أسرار
،، تلتين الولد للخال
،، ثوب العيرة ما بيدفي
،، الجاجة بتاكل و بتطلع لربها ر
،، الجار قبل الدار
،، جبل ع جبل ما بيلتقو بس بني أدم لبني آدم بيلتقي
،، جلده متمسح
،، الجواب الحلو بيطير الغضب
،، الحب أعمى \ مراية الحب عمية
،، حب حبيبك لو كان عبد اسود
،، حبل الكذب قصير
،، حتى المصارين بالبطن بتخانق
،، ما حدا بيشتري سمك بالبحر
،، الحذر ما بيمنع قدر
،، خلي العسل بجرارو حتى تيجي اسعارو
حق الجار واجب
الموسيقى
ليس غريبا إذا قلنا بأن أجمل الموسيقى
بكل التي تأتي من الحرمان الملموس مثل النظر والسمع ، فقد كان بيتهوفن أصم ومع ذلك عزف وأدمى القلوب وكذلك كان سيد مكاوي اعمى فعزف و حرك مشاعر الكثيرين، وكانت هيلين ليلى " صماء عمياء وبكماء وعزفت وأبكت وأثارت احاسيس الكثيرين.
فما بال الناس بعازف ليس له وطن أي فقد كل اتصالاته بأهله وعالمه وأرضه وحرم صفة المواطن
.له أوتارا حنونة
.تعزف ثورة مجنونة
.يدمي قلوبا مكنونة
فلعل أجمل الأغاني التي عزفتها أنامل الموسيقيين الفلسطينيين هي ككل المعزوفة التي يرددها بكل مكان
هدهدة فوق رأس طفل ليغفو يحلم بوطنه يتدلى وترويدة أم مفارقة لأحبائها في العالم ليس بعيد واهزوجة أطفال في أزقات المنفى المترامي واناشيد الصباح الأولى في باصات المدرسة وتنهيد الرجال الحارهة في معمعة الضياع والتشرد الهادفة إلى تحقيق المأول … ولعل الصبغة الفلسطينية البحتة واللتي طفت على اللحن في الأغنية الفلسطينية جعلتها تتربع عرش الأغني الشامية والتي شملت ( فلسطين - سوريا ولبنان ) وقسم من شرق الأردن
وهو وان كل على شيء انما يدل على العمق الملموس لغنى هذه المناطق باللون المتعارف عليه في في بلاد الشام والذي استخوذ على نفس اللحن على نفس اللحن وتداول في جميع البلدان وانما مصدرة . والأساسي هو منطقة الجليل الفلسطينية والتي عرفت كنبع الصالة العربية من حيث العادات والتقاليد - الأغاني والأناشيد - واللباس
:اللحن المتعارف عليه مثل
يا زيف الطول - الدلعونا - جفرا - سكابا - العتابا والميجنا - يا غزيل - يا علا
كل هذه اللحان مستقاة من النغم الفلسطيني المشدود بحبل وثيق بالأرض.
قد لمع بالغربة وداخل فلسطين موسيقيون لهم وزنهم وذاع صيتهم في أرجاء البلاد العربية. فكما اسعمرت فلسطين فقد استعمرت الموهبة واحتكر الحسن الفلسطيني واذيبت في انامله المحزوفة الحالمه
أغاني
اذا كان لكل شعب خصائصه المؤكدة التي تتجسد حتمًا في ثقافته فلابد من التأكيد أيضًا على أن الظروف التاريخية تضع بصماتها دائمًا على مزاج شعب ما في مرحلة تاريخية معينة، فإذا عاش شعب ما مثلاً مرحلة تهديد خارجي فترة من الزمن فإنه من الطبيعي أن ينطبع مزاجه العام بحوافز البقاء والدفاع عن النفس كعنصر أول في هذا المزاج.
وإذا كانت المحنة التي مَرَّ بها شعب فلسطين منذ بدايات هذا القرن وحتى يومنا هذا قد أثرت تأثيرًا واضحًا في ثقافته وفي أغانيه كجزء من هذه الثقافة، إلا أن هذا لم يمنع الشعب الفلسطيني أن يصرِّح بأغنيات تعبر عن أحواله المختلفة في الأفراح والأعياد وحتى أثناء العمل والتجارة.
مناسبات الغناء الشعبي
تتعدد أغراض الغناء الشعبي في فلسطين بين الأعياد والاحتفالات الدينية والأفراح والحماسة، والعمل وكذلك أغاني الروايات والأقاصيص والسير الشعبية.
أغاني الأعراس
أول التقاليد المتبعة في الأعراس الخِطْبَة، فيجتمع الرجال من أهل العريس والعروس لإعلان القبول، وعندها يتجه إلى بيت العروس موكب كبير من قريبات العروسين والجارات ونساء القرية ويحمل القريبات أطباق القشِّ التي تحمِل عليها السكر والقهوة والكعك.
ويأتي الرجال والنساء من القرى المجاورة للمشاركة، يرحب بهم أهل القرية المضيفة:
ومرحبا يا ضيوف
ميت أهلاً وسهلاً
والغدا خروف
والعشاء علينا
ومرحبا يا أحباب
ميت أهلاً وسهلاً
والغدا كباب
والعشاء علينا
مناسبات الغناء الشعبي
تتعدد أغراض الغناء الشعبي في فلسطين بين الأعياد والاحتفالات الدينية والأفراح والحماسة، والعمل وكذلك أغاني الروايات والأقاصيص والسير الشعبية.
أغاني الاحتفالات الدينية لا تخلو الاحتفالات الدينية المختلفة من ألوان الغناء الشعبي كالاحتفالات بالعيدين وشهر رمضان الذي يغنون فيه:
لولا فلان ما جينا
حلوا الكيس واعطونا
واعطونا حلا وأنّا
صحنين بقلاوة
أغاني العمل
تُعَدُّ أغاني العمل مثل أغاني الأعراس والاحتفالات الدينية مجالاً يشير إلى شمول التعبير الغنائي كل مجالات النشاط الإنساني للشعب الفلسطيني أو معظمها، فتكاد لا توجد مهنة إلا يعبر عنها بالغناء.
أغاني الأرض
كأغنية استسقاء المطر
بنطلب منك مطر يا رب ما هو بطر
بنطلب منك مَيَّه يا رب ما هو غيًّة
تنسقي حلق القطة يا رب نقطة نقطة
حتى نسقي هالبقر يا رب مطر مطر
حتى نسقي هالجحاش يا رب رشاش رشاش
أغاني البنَّائين
عندما تضرب الضربة الأولى في حفر أُسُسِ البيت في المناطق الريفية يندفع الجميع إلى العمل والغناء:
صلي عَ الزِّين الهادي ومعانا مدوا الأيادي
تتنوع الأغاني الشعبية الفلسطينية في مضامينها ومناسباتها وأغراضها، وكذلك في أشكالها الفنية، ولعل أبرز الأغاني الشعبية تنحصر في الأشكال الآتية
الموال بقِسْمَيه: العتابا، والميجانا.
القصائد الشعبية أو الشروقيات.
أغاني الدَّبكة.
الحداء.
أغاني الزفة ومنها ما هو خاص بالرجال، ومنها ما هو خاص بالنساء.
الزَّجل بأنواعه.
أولاً: الموَّال
: وهو لون من ألوان الغناء الشعبي واسع الانتشار في فلسطين وفي بلاد الشام وينتشر في الأرياف، حيث يتغنى به الرعاة والحرَّاثون والحصَّادون.
وينقسم الموال من حيث أشكاله إلى قسمين:
أ- العتابا: كلمة مشتقة من العتاب الذي يكثر في هذا النوع من الغناء، ويشكل بيت العتابا وحدة معنوية كاملة، ويعتمد على فن بديعي جميل هو الجناس، وهو أخف لغة وتراكيب من الميجانا، ويقال: إنه نشأ زمن العباسيين حيث أطلق على بعض الأشعار التي غنتها جارية البرامكة عندما نكل بهم هارون الرشيد، بينما يُرْجِع البعض هذا الاسم إلى أن العتاب كان في يوم ما أبرز موضوعات هذه الأغنية. ويتركب بيت العتابا من بيتين أو من أربعة أشطر على أن تكون أعاريض، الأشطر الأول والثاني والثالث قائمة على جناس واحد وتلاعب لفظي، ولعل هذا الأمر من أهم القواعد التي يسير عليها هذا اللون من الغناء، بينما يلتزم الشطر الرابع قافية أخرى مغايرة، ويمهد الموال العتابا بكلمة (أوف)، ويتفنن المغني في تمديد وتمويج صوته حسب قدراته الفنية.
نماذج للعتابا:
وعد بلفور هالْمشؤوم جاير
على الرهبان والإسلام جاير
ملوك الغرب ما فيهم حساب
تناسى العدل وأضحى الظلم جاير
* * *
وفي عتابا أخرى:
ولا عيشة الاستعباد ما أحلى الموت والجهاد
نموت وتحيا فلسطين جاوبه رجاله الأمجاد
* * *
وفي عتابا ثالثة:
على روح شهدا الأوطان اقروا الفاتحة يا إخوان
كل واحد منا عز الدين* وسجل عندك يا زمان
ب - الميجانا:
وهي الشكل الثاني من أشكال الموال وهو لازمة (للعتابا) ويعني في اجتماع أو سهرة كإجراء يهدف إلى تشجيع مغنٍّ خجول ومساعدته في التغلب على خجله فيندفع بعد ذلك للعتابا، وينتشر هذا اللون من الأغاني الشعبية في الريف انتشارًا واسعًا، بحيث نجد أن الرجال والفتيان يحسنون تأدية هذا اللون، وقد يتنافس اثنان أو أكثر في الهجاء أو المحاورة، ويكون دور الجمهور في التصفيق وإظهار الاستحسان للجيد منهما، ويتألف الميجانا من بيت شعر واحد، شطره الأول "يا ميجانا" مكررة ثلاث مرات، بينما يكون شطره الثاني من أية كلمات بشرط أن تتفق مع الشطر الأول في الوزن والقافية.
الله معاهم وين ماراحوا حبايبنا يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا
ويكثر في حروف الميجانا التسكين، بينما يكثر في حروف العتابا، المد والتموج وما عدا ذلك، فالميجانا كالعتابا له قواعد خاصة من حيث التزام فنِّ الجناس، كما نرى في هذا الموال من الميجانا:
قلبي من الأعماق والله حبك يا شجرة الزيتون ما أحلا حَبِّك
لاحظي لجبالك يا شجرة بلادنا مدي غصوني على جسمي وحَبِّك
ثانيًا: القصائد الشعبية (الشروقي)
الشروقي أو القصيد البدوي نوع من القصائد الشعبية الطويلة يلتزم وزنًا شعريًّا واحدًا من أول القصيدة حتى آخرها، ويمتاز هذا اللون بانتشاره الواسع في فلسطين، وتحتوي قصيدة الشروقي على أبيات كثيرة تصل إلى المائة، ولها موضوع واحد يمهِّد له المغني بلفت انتباه السامعين بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك من المقدمات:
الهاشمي ولد سيد عدنان أول كلامي في مديح محمدا
نهار الإثنين وكنت أنا فرحان ليلة الثاني من ربيع الأمجدا
ثالثًا: الحُداء
والحداء أو الحدو يعني سَوْق الإبل وزجرها للمشي، فمن عادة أهل البادية في رحلاتهم حدو الإبل بالغناء ويعني في مناسبات مختلفة وخاصة الأعراس، ويقترب من الزجل والموشح وترافقه (سَحْجَة) - أي تصفيق على إيقاع معين، فيجتمع الرجال والنساء وينقسمون إلى صفين متقابلين في ساحة القرية والنار في الوسط، فيتحاور حدَّاءان حول موضوع معين ويصفق الجمهور في المضافة أو في ساحة أخرى، ويردد لازمة (يا حلالي يا مالي).
رابعًا: أغاني الدَّبْكة
وينافس هذا اللون من الغناء الأنواع السابقة من حيث شعبيته وشيوعه على أَلْسنة الناس وخاصة (الدلعونا).
والدلعونا عبارة عن لفظة صارت تدل على هذا اللون من الغناء، وربما اشتقت الكلمة من الدلع الذي يلازمها ترافقها الدبكة، ولعل سهولتها وقلة مقاطعها وارتباطها بالأعراس ومناسبات الفرح جعلت الجمهور يتقنها ويؤديها بمهارة.
خامسًا: أغاني الزَّفَّة
وهذه الألوان قديمة العهد، وهي أهازيج جماعية بعضها يؤديه النساء وبعضها الآخر يؤديها الرجال، ويمتاز بالإثارة وتحريك المشاعر
. زين الشباب عريسنا عريسنا زين الشباب
فعندما يخرج العريس في ثيابه الجميلة يحمله رفاقه وينشدون بحماسة هذه الأغاني.
سادسًا: الزَّجل
والزجل أنواع عديدة منها المعنَّى والقرازة والموشح، ولكن هذه الأنواع غزيرة ومتنوعة في لبنان ويصل انتشارها في فلسطين، ولكنها تنتشر في شماله، والزجل ليس معقدًا فكل قول فيه يتكون من أربعة أشطر يتجانس الشطر الأول والثاني والرابع في كلماته الأخيرة، بينما تختلف الأخيرة في الشطر الثالث كما نرى في هذا المثال:
ما بدنا حكي طبول بدنا نحكي وبدنا نقول
وهذا الكلام المعقول بدنا نحرر بلدنا
(((عاشت فلسطين))) رغم مرارة الفراق رغم الم وحسرة الاشتياق رغم القتل والتدمير عاشت فلسطين رغم الضرب والاعتقال رغم الحصار الذي طال رغم قطع شجرة الزيتون عاشت فلسطين رغم احتلال الاراضي رغم الاصرار على قتل الماضي رغم كل المصائب والتغاضي عاشت فلسطين رغم كثرة المعتقلات رغم حبس المناظلات رغم مرارة الحرمانات عاشت فلسطين رغم الاصرار على التهجير رغم مواصلة التدمير رغم حصار الجوع بدون تفكير عاشت فلسطين رغم قسوة السجون رغم الم السجان رغم تعذيب بشتى الالوان عاشت فلسطين رغم كثرة الطائرات رغم ازدياد الدبابات رغم زرع المعوقات عاشت فلسطين رغم دعم امريكي رغم دعم بريطاني ورغم الدعم اللاانساني عاشت فلسطين رغم الفيتو الامريكي رغم النووي الاتوماتيكي رغم الفقر الافريقي عاشت فلسطين رغم تشتت الاهالي رغم تقطع الاوصال رغم تخويف الاطفال عاشت فلسطين رغم تشتيت الاخوة رغم فراق الاحبة رغم تزييف التاريخ عاشت فلسطين رغم تفوق الاعلام رغم تدمير الاحلام رغم مرارة الايام عاشت فلسطين رغم النفط العربي يصدر للشعب الغربي ليقتل حلمي بالعودة عاشت فلسطين رغم الغربة المؤلمة رغم العتمة المظلمة رغم الهجمة الغاشمة عاشت فلسطين رغم كثرة المجازر رغم الخائن المتأمر على وجهه القناع والستائر عاشت فلسطين رغم الغربة الطويلة رغم الفراق ولا باليد حيلة رغم العالم قرية صغيرة عاشت فلسطين رغم كثرة المخيمات رغم بناء المستوطنات رغم بكاء الامهات عاشت فلسطين رغم وجود المقدسات رغم تعدد الديانات رغم توطين الغربي بدون احقيات عاشت فلسطين رغم احتلال التاريخ الاقصى يا مسلمين وقتل فينا الهوية عاشت فلسطين ستبقى فلسطين ستبقى فلسطين ستبقى فلسطين عاشت فلسطين
الأرض تمتلك المنطقة أرض متنوّعة جدا، تقسم عموما إلى أربعة مناطق وهي من الغرب الي الشرق السهل الساحلي، التلال وجبال الخليل، وادي الأردن، و الهضبة الشرقية. في أقصى الجنوب هناك صحراء النقب. تتراوح الإرتفاعات من 395 قدم تحت مستوى البحر على شواطئ البحر الميت، وهي أخفض نقطة على سطح الأرض، إلى 1020 قدم في أعلى قمم جبال الخليل.
تمتلك المنطقة عدّة مناطق خصبة. إمدادات المياه للمنطقة ليست وفيرة. نهر الأردن هو النهر الوحيد في المنطقة، يتدفق جنوبا خلال بحيرة طبريا (بحيرة الماء العذبة الوحيدة في المنطقة) إلى البحر الميت الشديد الملوحة.
التاريخ العرب الكنعانيون كانوا أول السكان المعروفين لفلسطين. خلال الألف الثالثة قبل الميلاد وقد أصبحوا مدنيين يعيشون في دول ومدن منها أريحا. طوّروا أبجدية ومنها إشتقّت أنظمة كتابة آخرى. موقع فلسطين في مركز الطرق التي تربط الثلاث قارات جعل لها موقع للإجتماع الديني و التأثير الثقافي على مصر، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وآسيا الصغرى. وكانت أيضا ساحة للحروب بين القوى العظمى في المنطقة و خاضعة لهيمنة الإمبراطوريات المجاورة، بدأ بمصر في ألفية الثالثة قبل الميلاد. الهيمنة المصرية والحكم الذاتي للكنعانيين كانا بشكل دائم في تحدّ خلال ألفية الثانية قبل الميلاد من قبل غزاة متنوّعين عرقيا كالعموريون، هيتيتيس، وهورريانس. على أية حال، هزم الغزاة من قبل المصريين والكنعانيون.
بدأت السلطة المصرية بالضعف بعد القرن الرابع عشر قبل الميلاد، المحتلون الجدّد ومنهم العبرانيين وهم مجموعة من القبائل السامية من بلاد ما بين النهرين، و الفلستينيين (بعد ذلك سميت البلاد الحكم الفارسي
اليهود المنفون سمح لهم بالمحافظة على هويتهم ودينهم، بعض من أفضل الكتب اللاهوتية والعديد من الكتب التاريخية و منها العهد القديم كتب خلال فترة النفي أو ما عرف بالسبى البابلي. عندما حكم سيروس العظميم بلاد فارس قهر بلاد بابل في 539 قبل الميلاد أجاز لليهود العودة إلى يهودا وهي منطقة في فلسطين. تحت الحكم الفارسي سمح لليهود بالحكم الذاتي. جدّدوا جدران القدس وصنّفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الإجتماعية والدينية.
الحكم الروماني
الحكم الفارسي لفلسطين إستبدلت بالحكم اليوناني عندما أحتل الأكسندر الأكبر المقدوني المنطقة في 333 قبل الميلاد. ورثة الأكسندر، بتوليميس وسيليوسدس، واصلوا حكم البلاد. سيليوسدس حاول أن يفرض الثقافة والديانة الهيلانية (اليونانية) على السكان. في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّد اليهود تحت ماكابيس وبدأ دولة مستقلة (141 - 63 قبل الميلاد) حتى قهرهم بومبي العظيم من روما وجعلها مقاطعة حكمت من قبل الملوك اليهود.
خلال حكم الملك هيرود العظيم (37-4 قبل الميلاد) ولد سيدنا عيسى علية السلام. كان هناك ثورتان لليهود وقمعتا في 66-73 و 132-35. بعد الثانية، قتل عدد كبير من اليهود، والعديد بيع كعبيد، أما البقية فلم يسمح لهم بزيارة القدس. بدل أسم يهودا إلى إسم سوريا فلستينيا.
لاقت فلسطين إهتمام خاصّ عندما زارت القدس الإمبراطورة هيلينا أم الإمبراطور الروماني قسطنتين الأول الذي شرع المسيحية وأعلنها ديانة للدولة في 313 ميلادي. أصبحت القدس بؤرة للحجّ المسيحي. وكان لها عصرا ذهبيا من الإزدهار، الأمن، والثقافة. أغلب السكان أصبحوا مسيحيين.
قطع الحكم البيزنطي (الروماني) خلال فترات قصيرة بغزوات فارسية وأنهى تماما عندما فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين والقدس في العام 638.
الخلافة الإسلامية
الغزو اإسلامي بدأ حكم أسلامي لفلسطين لمدت 1300 سنة. كانت فلسطين مقدّسة للمسلمين لأن الله أمر سيدنا محمد بأن تكون القدس القبلة الأول للمسلمين ( الإتجاه الذي يواجهة المسلم عندما يصلّي) ولأنة صلي الله علية وسلم صعد في ليلة الإسراء و المعراج في رحلة إلى السماء من المدينة القديمة للقدس (المسجد الأقصى اليوم)، حيث بني المسجد الإقصى و مسجد قبة الصخرة بعد ذلك.
أصبحت القدس المدينة الأقدس الثالثة للإسلام. الحكام المسلمون لم يجبروا دينهم على الفلسطينيين، وخلال أكثر من قرن تحول الأغلبية إلى الإسلام. المسيحيون واليهود الباقون إعتبروا أهل الكتاب. وسمح لهم السيطرة المستقلة ذاتيا في مجتمعاتهم وضمن لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. مثل هذا التسامح كان نادر في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين.
أكثر الفلسطينيين تبنّوا العربية والثقافة الإسلامية. فلسطين إستفادت من التجارة مع الإمبراطوريات المجاورة ومن أهميتها الدينية خلال الحكم الأموي الإسلامي في دمشق. عندما إنتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750، أصبحت فلسطين مهملة. عانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية. شاركت فلسطين، على أية حال، في مجد الحضارة الإسلامية، عندما تمتّع العالم الإسلامي بعصر ذهبي من علم، فنّ، فلسفة، وأدب. حيث بدأ المسلمون تعلّم العلوم اليونانية وبدأوا طريقا جديدا في عدّة حقول، بعد سنين كان لكلّ ذلك مساهمة كبيرة في عصر النهضة في أوروبا.
الحكم العثماني
الأتراك العثمانيون من آسيا الصغرى هزموا المملوكيين في 1517، وحكموا فلسطين حتى شتاء 1917. البلد كان قد قسّم إلى عدّة مناطق (سناجق) منها القدس. إدارة المناطق وضعت بشكل كبير في أيادي العرب الفلسطينيون. المسيحييون و اليهود، على أية حال، سمح لهم بكل الحريات الدينية والمدنية. إشتركت فلسطين في مجد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشرة، لكن ضعف ذلك المجد ثانية للإمبراطورية في القرن السابعة عشرة.
ضعف فلسطين في التجارة، الزراعة، والسكان إستمرّ حتى القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت في بحث الأوروبيين عن الخام والمواد والأسواق، بالإضافة إلى مصالحهم الأستراتيجية، جلبهم إلى الشرق الأوسط. بين 1831 و1840، محمد علي، الوالى العثماني على مصر، حاول توسيع حكمة إلى فلسطين. سياساته حسنت الحال الأقتصادية حيث زادت الزراعة، وتحسن التعليم. عادت السلطة للإمبراطورية العثمانية ثانية في 1840، وفرضت إصلاحاتها الخاصة.
تصاعد القومية الأوروبية في القرن التاسعة عشرة، وخصوصا مع أنتشار اللاسامية، شجّع اليهود الأوروبيين لطلب اللجوء الى "أرض الميعاد" في فلسطين. ثيودور هيرزل، مؤلف كتاب الدولة اليهودية (1896)، أسّس المنظمة الصهيونية العالمية في 1897 لحملّ أوروبا على حل "المشكلة اليهودية". كنتيجة لتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشّدة في 1880، العرب الفلسطينيون وهم حوالي 95 بالمائة من السكان بدأوا يشعرون بالتخوف من هجرة اليهود وشراء الأرض ومن ثمّ تحولت الى معارضة للصهيونية.
الإنتداب البريطاني
بمساعد من قبل العرب، أحتل البريطانية فلسطين من الأتراك العثمانيين في 1917 - 1918. العرب تمرّدوا ضدّ الأتراك لأن البريطانيين وعدوهم، في 1915-1916 من خلال المراسلات مع الشريف حسين إبن علي والى مكة المكرمة، بإستقلال بلدانهم بعد الحرب. بريطانيا، على أية حال، قدمت إلتزامات متعارضة أخرى في السرّ من خلال إتفاقية سيكيس بيكوت مع فرنسا وروسيا 1916، بالتعهد بتقسيم وحكم المناطق العربية مع حلفائها. في إتفاقية ثالثة، في وعد بلفور 1917، وعدت بريطانيا اليهود بالمساعدة على تاسيس "وطن قومي" في فلسطين.
هذا الوعد دمج بعد ذلك في صك الإنتداب الممنوح لبريطانيا من عصبة الأمم في 1922. خلال إنتدابهم من 1922 الى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق. تصوّر الصهاينة بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل كلّ فلسطين. الفلسطينيون، على أية حال، رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها، حدثت الهجمات المضادة للصهيونية في القدس في 1920 ويافا في 1921.
في 1922 في بيان سياسي للحكومة البريطانية تم أنكار طلبات الصهيونية بالحصول على كلّ فلسطين وحدّدت الهجرة اليهودية، لكن تم أعادت التأكيد على دعم بريطانيا للوطن القومي لليهود. و قدم أقتراح بتأسّيس مجلس تشريعي، رفض الفلسطينيون هذا المجلس لكون التمثيل فية عدم عدالة.
في 1928، عندما زادت الهجرة اليهودية بعض الشّيء، السياسة البريطانية تجاه الهجرة تأرجح تحت تضارب الضغوط العربية واليهودية. الهجرة تزايدة بحدّة بعد أضهاد النظام النازي في ألمانيا لليهود سنة 1933. في 1935 تقريبا حوالى 62,000 يهودي دخلوا فلسطين.
الخوف من الهيمنة اليهودية كان السبب الرئيسي للثورة العربية التي إندلعت في 1936 وإستمرّت بشكل متقطّع حتى 1939. في ذلك الوقت حدّدت بريطانيا الهجرة اليهودية ثانية ومنعت بيع الأرض لليهود.
فترة مابعد الحرب العالمية الثانية
الكفاح الفلسطين، الذي توقف خلال الحرب العالمية الثانية، إستأنف في 1945. الرعب من المحرقة النازية المزعومة أنتج عطفا عالميا و أوروبي لليهود وللصهيونية، وبالرغم من أن بريطانيا ما زالت ترفض هجرة 100,000 يهودي إلى فلسطين، العديد من اليهودي وجد طريقهم الى هناك بشكل غير قانوني.
الخطط المختلفة لحلّ مشكلة فلسطين رفضت من طرف أو آخر. أعلنت بريطانيا أن الإنتداب فاشل وحولت المشكلة إلى الأمم المتّحدة في أبريل/نيسان 1947. اليهود والفلسطينيون أستعدوا للمواجهة. بالرغم من أن الفلسطينيون فاقوا عدد اليهود (1300000 إلى 600000)، اليهود كانوا مستعدّين أفضل. إمتلكوا حكومة شبة مستقلة، تحت قيادة ديفيد بن جوريون، وجيشهم، الهاجانا، كان مدرّب بشكل جيد. الفلسطينيون لم يكن لهم الفرصة للتجهز منذ الثورة العربية، وأغلب زعماء الثورة كانوا في المنفى أو سجون الإنتداب البريطاني.
مفتي القدس، والناطق الرئيسي للفلسطينيين، رفض القبول بالدولة اليهودية. عندما قررت الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين في نوفمبر/تشرين الثّاني 1947، رفض العرب الخطة بينما قبلها اليهود. في الحرب العسكري التي بدأت بعد أنهاء بريطانيا للإنتداب هزم العرب والفلسطينيون.
قامت إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، جائت خمس جيوش عربية لمساعدة الفلسطينيين، وقامت بالهجوم فورا. عدم التنسيق وأسباب آخرى كانت السبب في هزيمة الجيوش العربية. إسرائيل أحتلت أكثر مما كان مقررا لها في قرار التقسيم. في حين أخذت الأردن الضفة الغربية من نهر الأردن، ومصر أخذت قطاع غزة. (إحتلّت إسرائيل هذه الأراضي بعد حرب الأيام الستّة 1967.) نتج عن الحرب 780,000 لاجىء فلسطيني. جزء منهم تركوا بيوتهم من الخوف والرعب، بينما البقية أجبرت على الخروج. الفلسطينيون مع إنتشارهم خلال البلدان المجاورة، أبقوا على هويتهم الوطنية الفلسطينية والرغبة في العودة إلى وطنهم. باسمهم)، وإيجي وهم شعوب من أصل هندي أوروبي.
مذبحة دير ياسين 9 أبريل/نيسان 1948
في ليلة 9 أبريل/نيسان 1948، الإرجون حاصروا قرية دير ياسين، الواقعة على أطراف القدس. هاجم إرهابيو مناحيم بيغن القرية التي سكانها حوالى 700 شخص، قتل منهم 254 أغلبهم من العجائز والنساء والأطفال وجرح 300 آخرون. ترك الإرهابيون العديد من الجثث في القرية، وإستعرضوا بما يزيد عن 150 إمرأة وطفل مأسورين في القطاع اليهودي من القدس.
الهاجانا والوكالة اليهودية، الذي شجبا بشكل عامّ هذا العمل الوحشي بعد كشف التفاصيل بعد بضع أيام، عملا على منع الصليب الأحمر من التحقيق في الهجوم. سمح بعد ثلاثة أيام من الهجوم من قبل جيش الصهاينة للسيد جاك رينير، الممثل الرئيسي للجنة الصليب الأحمر الدولية في القدس، بزيارة القرية المحاصرة بجيش الصهاينة.
وقّع القرويّين من دير ياسين معاهدة عدم إعتداء مع زعماء الجوار اليهود، ووافقوا على منع أفراد جيش المجاهين العرب من إستعمال القرية كقاعدة لعملياتهم.
بيان جاك رينير الممثل الرئيسي للجنة الدولية للصليب الأحمر
" يوم السبت، 10 أبريل/نيسان، بعد الظهر، أستقبلت مكالمة هاتفية من العرب يستجدونني للذهاب حالا إلى دير ياسين حيث ذبح السكان المدنيين العرب في القرية بالكاملة.
علّمت بأنّ متطرّفين من عصابة الإرجون يحمون هذا القطاع، الواقع قرب القدس. الوكالة اليهودية ومقر عام الهاجانا العامّ قالوا بأنّهم لا يعرفون شيئ حول هذه المسألة وعلاوة على ذلك بإنّه يستحيل لأي احد إختراق منطقة الإرجون.
وقد طلبوا من بأنّ لا أشترك في هذه المسألة للخطر الممكن التعرض لة إذا ذهبت الى هناك. ليس فقط أنهم لن يساعدونني لكنّهم يرفضون تحمل أى مسؤولية لما سيحدث بالتأكيد لي. أجبت بأنّني سوف أذهب الى هناك حالا، تلك الوكالة اليهودية سيئة السمعة تمارس سلطتها على الإقاليم التي تحت أيادي اليهودي والوكالة مسؤولة عن حريتي في العمل ضمن تلك الحدود.
في الحقيقة، أنا لا أعرف ما يمكن أن أعمل. بدون دعم اليهود يستحيل الوصول لتلك القرية. بعد تفكير، فجأة تذكّر بأنّ ممرضة يهودية من أحد المستشفيات طلبت مني أن آخذها الى هناك و أعطتني رقم الهاتف الخاص بها، وقالت بأنةّ يمكنني الإتصال بها عند الضرورة. أتصلت بها في وقت متأخر من المساء وأخبرتها بالحالة. أخبرتني بأنني يجب أن أكون في موقع أتفقنا علية في اليوم التالي في السّاعة السّابعة صباحا وللأخذ في سيارتي الشخص الذي سيكون هناك.
في اليوم التالي في تمام الساعة المحددة وفي الموقع المتفق علية، كان هناك شخص بالملابس المدنية، لكن بمسدّس في جيبة، قفز إلى سيارتي وطلب مني السياقة بإستمرار. بناء علي طلبي، وافق على تعريفي بالطريق إلى دير ياسين، لكنّه أعترف لي بأنى لن يقدر على عمل أكثر من ذلك لي و تركني لوحدي. خرجت من حدود القدس، تركت الطريق الرئيسي والموقع العسكري الأخير ومشيت في طريق متقاطع مع الطريق الرئيسي. قريبا جدا أوقفني جنديان مسلحان.
فهمت منهم أنه يجب أن أترك السيارة للتفتيش الجسماني. ثمّ أفهمني أحدهم بأنّي سجين لدية. و لكن الآخر أخذ بيدّي، كان لا يفهم الإنجليزية ولا الفرنسية، لكن بالألمانية فهمته تماما. أخبرني أنه سعيد برؤية مندوب من الصليب الأحمر، لكونة سجينا سابقا في معسكر لليهود في ألمانيا وهو يدين بحياته إلى بعثة الصليب الأحمر التي تدخّلت لأنقاذ حياته. قال بأنّي أكثر من أخّ له وبأنّه سوف يعمل أي شئ أطلبة. لنذهب إلى دير ياسين.
وصلنا لمسافة 500 متر من القرية، يجب أن ننتظر وقت طويل للحصول على رخصة للأقتراب. كان هناك أحتمال إطلاق النار من الجانب العربي في كلّ مرّة يحاول شخص ما عبور الطريق للقطاع اليهودي و كان رجال الإرجون لا يبدون راغبين في تيسير الأمر. أخيرا وصل أحد الإرجون عيونه ذات نظرة باردة قاسية غريبة. قلت لة أنا في بعثة أنسانية و لست قادم للتحقيق. أريد أن أساعد الجرحى وأعيد الموتى.
علاوة على ذلك، لقد وقع اليهود أتفاقية جنيف ولذا فأنا في بعثة رسمية. تلك العبارة الأخيرة أثارت غضب هذا الضابط الذي طلب مني أن أدرك بشكل نهائي أن الإرجون هم وحدهم من له السيطرة هنا ولا أحد غيرهم، ولا حتى الوكالة اليهودية.
الدليل سمع الأصوات المرتفعة فتدخّل... بعد ذلك أخبرني الضابط أنة يمكنني فعل كل ما أعتقد أنة مناسب ولكن على مسؤوليتي الخاصة. روي لى قصّة هذه القرية التي يسكنها حوالي 400 عربي، كانوا دائما غير مسلحين ويعيشون بتفاهم جيدة مع اليهود الذين حولهم. طبقا لروايتة، الإرجون وصلوا قبل 24 ساعة وأمروا بمكبرات الصوت كافة السكان للإخلاء كلّ المباني والإستسلام. بعد 15 دقيقة من الأنتظار قبل تنفيذ الأوامر. بعض من الناس الحزينين أستسلموا و تم أخذهم للأسر وبعد ذلك أطلقوا نحو الخطوط العربية. البقية التي لم تطع الأوامر عانوا من المصير الذي إستحقّوا. لكن لا أحد يجب أن يبالغ فهناك فقط عدد قليل من القتلى الذين سيدفنون حالما يتم تطهّير القرية. فإذا وجدت جثث، فأنة يمكن أن آخذها معي، لكن ليس هناك بالتأكيد مصابين.
هذه الحكاية أصابتني بقشعريرة. قررت أن أعود إلى القدس لإيجاد سيارة إسعاف وشاحنة. وبعدها وصلت بقافلتي الى القرية وقد توقف أطلاق النار من الجهة العربية. قوّات اليهود في لباس عسكري موحّدة الكلّ بما فيهم الصغار وحتى المراهقون من رجال ونساء، مسلّحين بشكل كثيف بالمسدّسات، الرشاشات، القنابل، والسكاكين الكبير أيضا وهي ما زالت دامية وهم يحملونها في أياديهم. شابة صغيرة لها عيون أجرامية، رأيت سلاحها وهو ما زال يقطّر بالدم وهى تحمل السكين كوسام بطولة. هذا هو فريق التطهّير الذي بالتأكيد أنجز المهمة بشكل مرضي جدا.
حاولت دخول أحد المباني. كان هناك حوالي 10 جنود يحيطون بي موجهين لي أسلحتهم. الضابط منعني من دخول المكان. قال أنهم سوف يجلبون الجثث إلى هنا. لقد توترت أعصابي و عبرت لهؤلاء المجرمين عن مدى السوء الذي أشعر به من جراء تصرفاتهم و أنني لم أعد أحتمل و دفعت الذين يحيطون بي ودخلت البناية.
كانت الغرفة الأولى مظلمة بالكامل والفوضى تعم المكان وكانت فارغة. في الثانّية وجدت بين الأغطية والأثاث المحطّم وباقي أنواع الحطام، بعض الجثث الباردة. كان قد تم رشهم بدفعات من الرشاشات و القنابل اليدوية و أجهز عليهم بالسكاكين.
كان نفس الشيء في الغرفة التالية، لكن عندما كنت أترك الغرفة، سمعت شيء مثل التنهد. بحثت في كل مكان، بين الجثث الباردة كان هناك قدم صغيرة ما زالت دافئة. هي طفلة عمرها 10 سنوات، مصابة أصابة بالغة بقنبلة، لكن ما زالت حيّة. أردت أخذها معي لكن الضابط منعني و أغلق الباب. دفعتة جانبا وأخذت غنيمتي الثمينة تحت حماية الدليل.
سيارات الإسعاف المحمّلة تركت المكان مع الطلب لها بالعودة في أقرب ما يمكن. ولأن هذه القوّات لم تتجاسر على مهاجمتي بشكل مباشرة، قررت أنة يجب الإستمرار.
أعطيت الأوامر لتحميل الجثث من هذا البيت الى الشاحنة. ثمّ ذهبت إلى البيت المجاور وهكذا واصلت العمل. في كل مكان كان ذلك المشهد الفظيع يتكرر. وجدت شخصين فقط ما زالا أحيّاء، إمرأتان، واحد منهما جدة كبيرة السن، أختفت بدون حركة لمدة 24 ساعة على الأقل.
كان هناك 400 شخص في القرية. حوالي 50 هربوا، ثلاثة ما زالوا أحياء، لكن البقية ذبحت بناء على الأوامر، من الملاحظ أن هذه القوّة مطيعة على نحو جدير بالإعجاب في تنفيذ الأوامر. "
رينير عاد إلى القدس حيث واجه الوكالة اليهودية ووبّخهم لعدم أستطاعتهم السيطرة على 150 رجل وإمرأة مسلّحين مسؤولون عن هذة المذبحة.
" ذهبت لرؤية العرب. لم أقول شيئ حول ما رأيت، لكن أخبرتم فقط أنة بعد زيارة سريعة أولية إلى القرية أن هناك عدد من الموتى وسألت ما يمكن أن أعمل أو أين أدفنهم. طلبوا مني أن أدفنهم في مكان مناسب يسهل تمييزة لاحقا. وعدت بعمل ذلك وعند عودتي إلى دير ياسين، كان الإرجون في مزاج سيئ جدا. وحاولوا منعي من الإقتراب من القرية وفهمت لماذا هذا الأصرار بعد أن رأيت عدد القتلى وقبل كل شيء حالة الأجسام التي وضعت على الشارع الرئيسي. طلبت بحزم بأنّ أستمر بعملية دفن القتلى وأصريتّ على مساعدهم لي. بعد بعض المناقشة، بدأوا بحفر قبر كبير في حديقة صغيرة. كان من المستحيل التحقيق في هوية الموتى، ليس لهم أوراق ثبوتية، لكنّي كتبت بدقّة أوصافهم والعمر التقريبي.
يومان بعد ذلك، الإرجون إختفوا من الموقع و أخذت الهاجانا مكانهم. إكتشفنا أماكن مختلفة حيث كومت الأجسام بدون حشمة أو إحترام في الهواء الطلق.
ظهر في مكتبي رجلان محترمين في الملابس المدنية. هم قائد الإرجون ومساعده. كان معهم نصّ يطلبون مني التوقيع علية. هو بيان ينص على أني حصلت على كلّ المساعدة المطلوب لإنجاز مهمتي وأنا أشكرهم للمساعد التي أعطيت لي.
لم أتردّد بمناقشة البيان، وقد أخبروني بأني إذا كنت أهتمّ بحياتي يجب على أن أوقّع فورا. "
حيث أن البيان مناقض للحقيقة، رينير رفض التوقيع. بعد بضع أيام في تل أبيب، قال رينير أنّة إقترب منه نفس الرجلان وطلبا مساعدة الصليب الأحمر لبعض من جنود الإرجون.
شهود عيان
الضابط السابق في الهاجانا، العقيد مير بعيل، بعد تقاعده من الجيش الإسرائيلي في 1972، أعلن بيانا حول دير ياسين نشر في يديعوت أحرونوت ( 4 أبريل/نيسان 1972) :
" بعد المعركة التي قتل فيها أربعة من الإرجون وجرح عدد آخر... توقّفت المعركة بحلول الظهر وإنتهى إطلاق النار. بالرغم من أنه كان هناك هدوئ، لكن القرية لم تستسلم الى حد الآن. رجال الإرجون خرجوا من مخبئهم وبدأوا بعملية تطهير للبيوت. ضربوا كل من رأوا، بما في ذلك النساء والأطفال، ولم يحاول القادة إيقاف المذبحة... تذرّعت للقائد بأن يأمر رجاله لإيقاف اطلاق النار، لكن بلا جدوى. في أثناء ذلك حمل 25 عربي على شاحنة وأخذوا أسرى . في نهاية الرحلة، أخذوا إلى مقلع للحجارة بين دير ياسين وجيفعات شول، وقتلوا عمدا... القادة رفضوا أيضا أن يساعد رجالهم في دفن 254 جثة للقتلى العرب. هذا المهمة الغير سارة أدّيت بوحدتان جلبت إلى القرية من القدس. "
زفي أنكوري، الذي أمر وحدة الهاجانا التي إحتلّت دير ياسين بعد المذبحة، قدّم هذا البيان في 1982 حول المذبحة، نشر في دافار في 9 نيسان/أبريل 1982 :
" دخلت من 6 إلى 7 بيوت. رأيت أعضاء تناسلية مقطوعة وأمعاء نساء مسحوقة. طبقا للإشارات على الأجسام، لقد كان هذا قتلا مباشرا. "
دوف جوزيف، حاكم للقطاع الإسرائيلي للقدس و وزير العدل لاحقا، صرح بأن مذبحة دير ياسين " متعمّدة وهجوم غير مبرر. "
آرنولد توينبي وصف المذبحة بأنها مشابه للجرائم التي إرتكبها النازيون ضدّ اليهود.
مناحيم بيجين قال " المذبحة ليسة مبرّرة فقط، لكن لم يكن من الممكن أن توجد دولة إسرائيل بدون النصر في دير ياسين. "
بلا حياء من عملهم وغير متأثّرين بالإدانة العالمية، القوات الصهيونية، مستعملة مكبرات الصوت، جابت شوارع المدن العربية مطلقة تحذيرات بأن " طريق أريحا ما زال مفتوح " وقد أخبروا عرب القدس بأنة " أخروجوا من القدس قبل أن تقتلوا، مثل ما حدث في دير ياسين."
مذبحة كفر قاسم 29 أكتوبر/تشرين الأول 1956
إنّ تصاعد هذه الوحشية يتضح في مذبحة كفر قاسم، القرية العربية في إسرائيل. في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1956، 52 من القرويّون من الرجال والنساء والأطفال، قتلوا بشكل منفرد في نفس المكان عند عودتهم في نهاية اليوم إلى القرية من حقولهم. كل جرمهم أن حظر التجول كان قد فرض على قريتهم قبل ساعة، ولم يصل لهم الخبر. في وقت إطلاق النار عرف الشرطة القتلة هذه الحقيقة بالكامل. كان هذا مثال واحد في السلسلة المستمرة من المذابح الإسرائيلية ضد العرب.
اللاجئون الفلسطينيون - 1948
في الفترة من 1917 إلى 1949، إحتلت إسرائيل 78% من أرض فلسطين وطردت أو تسبّبت بهروب أكثر من 750,000 فلسطيني إلى قطاع غزة، الضفة الغربية وبلدان عربية آخر مثل سوريا، لبنان، الأردن وغيرها. أزمة اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعدّون 3.4 مليون الآن، بقيت أكثر المشاكل الملحّة في قضية الشرق الأوسط.
فيما يلي الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة...
1. الإنتداب البريطاني
قانون حكومة الإنتداب صرّح بأن “ حكومة الإنتداب البريطانية يجب أن تشجّع بالتعاون مع الوكالة اليهودية، على هجرة اليهود الى فلسطين و السعى لإمتلاكهم الأراضي في فلسطين ”. وفقا لذلك، قام المندوب السامي البريطاني في فلسطين، السّيد هيربيرت ساموئيل، بأصدار قانون نقل الملكية مع عدد من الملاحق. بهذا القانون، أصدر المندوب السامي مرسوما في 1 تموز/يوليو 1920 بمصادرة 3390 دونم مربّع في منطقة كارم آبو حسين في القدس. في أغسطس/آب 1924، حكومة الإنتداب البريطانية صادرت مناطق كبيرة من أرض فلسطين، وأعطيت للوكالة اليهودية. تبرّعت حكومة الإنتداب البريطانية إلى شركة بوتاتش اليهودية بمساحة 75,000 دونم ، وإلى شركة الكهرباء اليهودية بمساحة 18.000 دونم مجّانية لتشجيع المشاريع اليهودية. المندوب السامي البريطاني صادر أراضي فلسطينية أكثر لإنشاء الطرق الجديدة للمستوطنات اليهودية. القرى الفلسطينية أهملت بالكامل.
2. خطة التقسيم
قرار تقسيم فلسطين في 1947 جاء ليكمل القوانين الظالمة والأوامر العسكرية التي أصدرها البريطانيين وحكومة الإنتداب. تقسيم فلسطين كان غير عادل وغير قانوني لأنة أخفق في إستشارة أغلبية الفلسطينيين المقدر عددهم في ذلك الوقت بأكثر من 90% من سكان فلسطين. إفتقر القرار إلى العدالة والمساواة لأنة أعطي اليهود و هم أقلية حولي 56% من الأرض، وأغلبها مناطق ساحلية خصبة و43% من الأرض إلى الأغلبية الفلسطينية،وهي أرض في مناطق جبلية وعرة.
إبتداء من 19 نوفمبر/تشرين الثّاني 1947، زادت حالة التوتّر بين العرب واليهود في فلسطين. أعلنت الحكومة البريطانية خطتها للإنسحاب من فلسطين في 15 أيار/مايو 1948.
أعلن قيام دولة إسرائيل في 15 أيار/مايو 1948، برئاسة حاييم وايزمان أول رئيس وزراء لإسرائيل.
3. الحالة الأقتصادية
منذ 1920، وضعت حكومة الإنتداب البريطانية فلسطين في وضع إداري و إقتصادي صعب، وحالة سياسية غير مستقرة، لتسهيل أنشاء الدولة اليهودية ولإجبار الفلسطينيين لطلب فرص العمل في الدول العربية المجاورة.
4. المذابح الصهيونية
لكي يدفع العرب الفلسطينيين العزّل الغير مسلّحين لترك بيوتهم. المجموعات الإرهابية اليهودية مثل الإرجون و الهاجانا و السترنج جانج لجأت للأرهاب بعد فشل طرق أخرى كثيرة. في 9 أبريل/نيسان 1948، عصابة الإرجون تحت قيادة مناحيم بيجين، (أصبح لاحقا رئيس وزراء لإسرائيل و زعيم معارضة في البرلمان الإسرائيلي)، هاجمت العصابة قرية دير ياسين العربية الصغيرة قرب القدس. القتلي وفق شاهد عيان و هو السيد جاك رينير، المندوب الرئيسي للصليب الأحمر الدولي، الذي وصل إلى القرية وشهد أثار المذبحة، قدر بثلاثمائة شخص وقد ذبحوا بدون أيّ سبب عسكري أو إستفزاز من أيّ نوع. رجال، نساء، عجائز، أطفال، مواليد جدد قتلوا بشكل وحشي بالقنابل والسكاكين من قبل القوّات اليهودية لعصابة الأرجون.
الهدف وراء مذبحة دير ياسين و مئات غيرها كان إفزاع السكان العرب المدنيين، وإجبارهم للهروب. الخطة أفلحت وهرب عدد كبير من الفلسطينيين من الإرهاب، لإنقاذ حياتهم. قبل 15 أيار/مايو 1948، بينما الحكومة البريطانية ما زالت مسؤولة، إحتلّ اليهود العديد من المدن العربية مثل يافا وحيفا وأعداد كبيرة من القرى التي كانت في دّاخل الإقاليم التي خصّصت بقرار الأمم المتحدة للدولة العربية و طرد أكثر من 300,000 فلسطيني من بيوتهم. في محاولة لوقف هذا المدّ، أرسلت الدول العربية المجاورة جيوشهم في 15 أيار/مايو 1948 إلى فلسطين. في 15 تموز/يوليو 1948 فرضت الأمم المتّحدة الهدنة النهائية بين إسرائيل والعرب، وفي ذلك الوقت كانت إسرائيل تحتلّ جزء أكبر من الإقليم المخصص لها وفق قرار التقسيم.
5. الجيش الإسرائيلي
نظرا لعدوان الجيش الإسرائيلي الذي إستمرّ بعد حرب 1948 على الفلسطينيون، أجبر عدد كبير منهم للإنتقال إلى قطاع غزة و الضفة الغربية.
قضية لاجىء في الأمم المتّحدة
وسيط الأمم المتّحدة في فلسطين، الكونت بيرنادوت، في تقريره الذي قدّمه إلى الجمعيّة العموميّة في 16 سبتمبر/أيلول 1948، أعلن "أنة على أية حال، يستحيل أنكار أنه لن يكون هناك تسوية يمكن أن تكون كاملة و نهائية الا إذا تم الإعتراف بحقوق اللاجئين العرب بالعودة إلى بيوتهم التي طردوا منها خلال النزاع المسلّح بين العرب واليهود في فلسطين. وغير ذلك سيكون مخالفة لمبدأ العدالة إذا أن هؤلاء الضحايا الأبرياء للصراع أنكر حقهم بالعودة إلى بيوتهم، بينما المهاجرون اليهود يصلون الى فلسطين." هذا البيان كلف بيرنادوت كثيرا. في اليوم التالي أغتيل هو ومساعده الفرنسي كانت في القطاع الإسرائيلي للقدس من قبل الإرهابيين اليهود.
في 11 ديسمبر/كانون الأول 1948 الجمعيّة العموميّة ناقشت تقرير بيرنادوت وقرروا "حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين يرغبون بالعودة إلى بيوتهم والعيش بسلام مع جيرانهم و على إسرائيل تسهيل ذلك." منذ ذلك الوقت و إسرائيل تواصل تحدّي الأمم المتّحدة وتمنع عودة اللاجئين إلى بيوتهم.
المسؤولية الصهيونية
من المثير للإهتمام ملاحظة أن الدعاية الصهيونية بدأت في محاولة لتجنب مسؤوليتها نحو اللاجئين، بالبدأ بحملة إعلامية تتدعي أنّ اللاجئين تركوا بيوتهم بإرادتهم ودون تدخل من قبل اليهود و أنهم تحركوا بناء على أوامر صدرت لهم من قبل زعمائهم العرب.
إرسكين تشيلدرس، صحفي ومؤلف آيرلندي وفي الوقت الحاضر هو رئيس جمهورية إيرلندا، كرّس شهور من حياتة للنظر في هذا الأدعاء و تأكد من أن ليس له أساّس من الصحة. حيث فحص سجلات المراقبة الأمريكية والبريطانية في كلّ الشرق الأوسط خلال 1948 وقرر أنة "ما كان هناك طلب أو نداء أو إقتراح واحد حول إخلاء العرب لمساكنهم من قبل أيّ محطة أذاعة عربية داخل أو خارج فلسطين في 1948. بل هناك تكرّار لتسجيلاتّ من الإذاعات العربية، تطالب المدنيين في فلسطين بالبقاء."
ناثان تشوفشي، كاتب يهودي هاجر من روسيا إلى فلسطين. صرّح بأنة "إذا أراد أحد معرفة حقيقة ما حدث، وأنا أحد المستوطنون كبار السن في فلسطين من الذين شهدوا حرب الطيران، يمكن أن أخبركم أنة بإسلوب ما منا نحن اليهود، أجبرنا العرب لترك مدنهم وقراهم. هنا كان هناك شعب عاش في بيوتهم و علي أرضهم لأكثر من 1300 سنة. جئنا وحوّلنا العرب المحليون إلى لاجئين. ونحن ما زلنا نتجاسر للإفتراء عليهم والطعن بهم لتلويث سمعتهم. بدلا من أن نخجل مما عملنا ونحاول تصحيح بعض من الشرّ الذي قمنا بة عن طريق مساعدة اللاجئين على حل هذة القضية، نبرّر أفعالنا الفظيعة ونمجدها."
قانون إستملاك الأراضي
عمل الإسرائيليين على رفض السماح لعودة اللاجئين إلى بيوتهم، وأكملوا المأساة بالإستيلاء على كلّ الممتلكات الخاصة بهم في واحدة من أعظم أعمال النهب في التاريخ الحديث. مصادرة الأرض العربية لم تحصر في أملاك اللاجئون لكن أمتدت إلى الفلسطينيين البالغ عددهم 200,000 الذين بقوا في بيوتهم في 1948، وذلك بسلسلة من القوانين والتعليمات الإستثنائية في عملية سرقة مشرّعة. من تلك القوانين قانون إستملاك الأراضي ونظام المناطق المتروكة في 1949 وقانون الملكية الغائبة في 1948 وغيرها. الظلم الذي وقع على العرب في إسرائيل ذهب بعيدا إلى ما بعد نزع ملكية مزارعهم و بيوتهم بإنتهاك صارخ لحقوقهم والحريات المدنية الممنوحة لهم.
اللاجئون الفلسطينيون - 1967
في حرب 1967، بدأت إسرائيل الضربات الجويّة ضدّ المدن الفلسطينية والبلدات في قطاع غزة والضفة الغربية، الغارات الجوية دفعت آلاف الفلسطينيين للهروب من قراهم وبلداتهم لطلب الملجأ بعيدا عن قصف المدفعية الإسرائيلي. الحرب أدّت إلى نزوح أكثر من 350.000 من الفلسطينيين. عدد من المعسكرات الجديدة تم تأسيسة لإمتصاص هذا العدد الكبير من اللاجئين.
الإحتلال وقضية اللاجئين في الأمم المتّحدة
مجلس الأمن والجمعيّة العموميّة دعوا إسرائيل في 14 يونيو/حزيران 1967 و14 تموز/يوليو 1967 لتمكين عودة اللاجئون. تظاهرة إسرائيل بالإمتثال. الفلسطينيون، إنتظروا لعشرين سنة في المعسكرات البائسة متمنّين تحرك الضمير العالمي والأمم المتّحدة للسماح لهم بالعودة إلى بيوتهم وأعادة حقوقهم الشرعية في موطنهم، وكان كلّ ذلك بدون جدوى. صادقت الأمم المتّحدة على القرارات لكن لم تفرضها، عندما تعارضت مع رغبات إسرائيل و الرأي العام العالمي والأمريكي كان أصمّ و لم يسمتع الى صيحات الفلسطينيين بينما كانت الدعاية الصهيونية تطالب بإستيراد 3,000,000 يهودي روسي. إسرائيل جادلت بأن حق العودة للفلسطينيين سيخلقون مشاكل أمنية لإسرائيل. الموقف الإسرائيلي طبّق أيضا إلى كلّ الفلسطينيون الذين تركوا البلاد لطلب العمل في الدول الخليجية، الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا.
الفلسطينيون، وجدوا كلّ بلادهم تحت الإحتلال الإسرائيلي والشعب بالكامل أما لاجئين أو تحت الأحتلال الأجنبي، لقد فقدوا الثقة في المجتمع الدولي وأدركوا في عصر الحضارة والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، أن الحقوق المأخوذة بالقوة لا يمكن أن يستعاد لا بالقوة. لذلك، مقاوموا بهجمات فدائية ضدّ أفراد الجيش والأهداف الإسرائيلية. الإسرائيليون إنتقموا بإستعمال القصف القاسي بطائرات والنابالم ضدّ الرجال العزّل والنساء والأطفال في المعسكرات في الأردن، لبنان وسوريا.
اللاجئون الفلسطينيون - اليوم
مجموع الفلسطينيين تقريبا 4.7 مليون نسمة، منهم 3.4 مليون مسجّلون في سجلات وكالة إغاثة وتشغيل للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأنوروا). إنّ التركيز الأكبر للاجئي فلسطين في الأردن، يمثلون أكثر من 40% من المجموع، واللاجئون في الإقاليم الفلسطينية المحتلّة، يمثّلون 38% من المجموع، لبنان وسوريا كلّ يضيّف حول 10% من اللاجئين المسجّلين والبقيّة يعيشون في البلدان المجاورة بما في ذلك مصر، بينما آخرون هاجروا إلى أوروبا، الولايات المتحدة، كندا وأمريكا الجنوبية.
منذ قيام دولة إسرائيل في فلسطين، أصبح الشرق الأوسط نقطة ساخنة من الصراعات مع عدد من الحروب الشاملة التي تهدّد السلام العالمي. لهذا السبب مع الحرص على تحقيق مبادئ المساواة والعدالة، وجب على كلّ الدول المعنية بالنزاع للألتزام بتسوية هذا النزاع وهذا يتطلّب إعادة الإقاليم المحتلة للشعب الفلسطيني مع أعادة حقوقهم الشرعية والوطنية. أنكار إسرائيل لهذه الحقوق يشكّل السبب الأساسي لأستمرار هذا النزاع.
بيرتراند روسل، في كلمته الأخيرة قبل أن يموت، تكلّم عن هذه الحقوق في رسالته للمؤتمر الدولي الى أعضاء مجلس النواب في فبراير/شباط 1970: "مأساة شعب فلسطين أنّ بلدهم أعطى بقوة أجنبية إلى شعب آخر لخلق دولة جديدة. النتيجة كانت مئات الآلاف من الأبرياء جعلوا مشرّدين بشكل دائم. مع كلّ نزاع جديد أعدادهم تزاداد. الى متى يحتمل العالم هذا المنظر شديد القسوة؟ من الواضح جدا أن اللاجئون يمتلكون كلّ الحق في الوطن الذي منه طردوا، ونكران هذا الحق هو جوهر النزاع المستمر."
الأنوروا
بعد الحرب العربية الإسرائيلية في 1948، بدأت الأمم المتّحدة و وكالة غوث و تشغيل اللاجئي الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأنوروا)، التي أسّست بقرار الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة رقم 302 في 8 ديسمبر/كانون الأول 1949، بتنفيذ برامج الإغاثة والتشغيل المباشرة للاجئون فلسطين.
بدأت الوكالة العمليات في 1 أيار/مايو 1950. وفي غياب حلّ لمشكلة لاجىء فلسطين، جدّدت الجمعية العمومية مرارا وتكرارا صلاحيات الوكالة. مؤخرا تم التمديد لها حتى 30 يونيو/حزيران 2002.
منذ تأسيسها، قامت الوكالة بتقديم خدماتها في أوقات الهدوء النسبي في الشرق الأوسط، وفي أوقات الحروب. من تغذية، أسكان وكساء لعشرات آلاف من اللاجئين وفي نفس الوقت تقديم خدمات التعلّيم وأعطاء الرعاية الصحية لمئات الآلاف من اللاجئين.
الأنوروا إلتزام فريد لمجموعة واحدة من لاجئين وقد ساهمت في الرفاهية والتطوّر الإنساني لأربعة أجيال من لاجئي فلسطين. تأسست أصلا كالمنظمة مؤقتة، تم تعديل شكل الوكالة تدريجيا تلبية للحاجات المتغيرة للاجئين. اليوم، الأنوروا مجهز بشكل رئيسي لتقديم الخدمات الأساسية من تعليم، صحة و خدمات إجتماعية لعدد لا يقل عن 3.6 مليون لاجىء فلسطيني مسجّلون لها في خمس حقول عمليات و هي : الأردن، لبنان، الجمهورية العربية السورية، الضفة الغربية وقطاع غزة. حوالي 1.1 مليون لاجىء يعيشون في 59 معسكر رسمي، وخدمات الأنوروا واقعة في أو قرب هذه المعسكرات حيث هناك أعداد كبيرة من اللاجئين.
على خلاف منظمات الأمم المتّحدة الأخرى التي تعمل خلال السلطات المحلية ، الأنوروا تزوّد خدماتها مباشرة للاجئي فلسطين. تخطّط وتنفّذ النشاطات والمشاريع وتدير الوسائل مثل المدارس والعيادات. الوكالة تشغّل حاليا أو تتبنّى ما يقارب 900 منشاة مع 22,000 موظّف خلال مناطق عملياتها. لأن خدمات الأنوروا مثل التعليم والرعاية الصحية من نوع الخدمات التي يزوّدها عادة القطاع العام، الوكالة تتعاون عن قرب مع السلطات الحكومية في مناطق العمليات.
اللاجئون الفلسطينيون - معسكرات الضفة الغربية
اللاجئون الفلسطينيون - معسكرات قطاع غزة
اللاجئون الفلسطينيون - معسكرات الدول العربية
اماكن مقدسفي فلسطين
الحائط الغربي - اليهود يدعون قدسية هذا الموقع في القدس
كنيسة القيامة - موقع مسيحي في القدس
مسجد الحرم الإبراهيمي - موقع إسلامي في الخليل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ قمت بتجميع الموضوع من عدة مواقع لذلك اقتضى التنويه
ابتسم أنت في فلسطين - ابتسم أنت في فلسطين - ابتسم أنت في فلسطين - ابتسم أنت في فلسطين - ابتسم أنت في فلسطين
((الفئة السادسة))
ابتسم أنت في فلسطين
خرج ليأخذ جولته الأخيرة في دول الاتحاد الأوروبي قبل أن يعود الى الوطن الذي غادره قبل خمسة وثلاثين عاما ــ لم يزره خلالها سوى مرتين كانت الأولى ليودع رفات والده والاخرى ليبكى على قبر امه التي استقرت الى جوار زوجها في الارض الصغيرة التى كانوا يمتلكونها ــ , الوطن الذي هو مسقط رأسه . كان يسكن في بريطانيا وها قد قرر الآن العودة الى بلده الام . وفي أثناء هذه الجولة كان ابو خالد يتثاقل من حمل أوراقه الشخصية : كجواز السفر وبطاقته الشخصية وغيرهما , فلم يكن بحاجة لاستخدامها . وفي غضون اسبوعين كان قد انتهى من رحلته .
" حان موعد العودة للوطن , جاء دور الاقامة الأبدية على أرضك يا وطن " ـ كما قال لنفسه ـ , وصل الحدود الفاصلة بين الأردن وفلسطين وكله لهفة لأن يضع قدمه على ارض وطنه الذي أحرقه الشوق لأجله , وبل وقرر السفر براً ليخطو عليه ويلامس أرضه فور دخوله .
وصل أخيراً إلى فلسطين , سجد على ترابها الطاهر وقبله كمن يقبل يد أجداده الذين لم يراهم إطلاقا , كمن يقبل يد أمه التي لم يراها منذ خمسة وعشرين عاما , عانق التراب الخصب بشفتيه الرطبتين , ثم ركب السيارة ليتوجه الى مدينة رام الله ليقيم ليلته الأولى في احد فنادقها . في الطرق وكلما كان يقف على حاجز ليبرز بطاقة هويته متبعه بجواز سفره يشك أنه قطع الحدود الأردنية . تسآل " كم من الحدود هناك ! أتصل إلى خمسة ! أأنا بحاجة الى ابراز أوراقي على الحدود خمس مرات ؟ لماذا طالت هكذا المسافة بين البلدين ؟ ام انني أشعر بالوقت يطول ! " .
كان في كل مرة ينزل فيها من السيارة ليبرز هويته وجواز سفره يسجد ليقبل الأرض معتقدا انه وصل تواً إلى فلسطين , بقي على هذه الحالة , كررها أربع مرات , وفي المرة الخامسة كان قد أيقن أنه بات موضع سخرية للآخرين الذين جاؤا معه , شعر بذلك من ابتساماتهم الصفراء التى رآها تطل من عيونهم , سأل فتاة تجلس بجواره : مطولين لا نوصل لفلسطين ؟
أخذت الفتاة تتلوى من الضحك على سؤاله , نظر اليها باستغراب وسألها عن سبب ضحكها , فقالت له : زمان دخلنا فلسطين , دخلناها في أول مرة انت سجدت فيها .
_ إذن ليش بنضل نطول الهويات وجوازات السفر وبفتشونا ؟
_ إحنا بنطول الهويات بس انت ليش بتعطيهم الجواز ؟ بعدين هاد بسموه اليهود احتياط أمني , هيك عندهم , يعني كل شوي حاجز .
_ بس أنا زرت معظم دول اوروبا وما حد حكالي هات هويتك ولا جواز السفر !
_ بس انت هون بفلسطين مش في أوروبا عمو .
فابتسم ابتسامة ألم تلتها دمعة يتيمة نامت على خده المغطى بالشعر الابيض , أما الفتاة فأشفقت عليه وأردت ان تخفف من همه وحزنه , فلم تجد كلمة تقولها سوى : ابتسم أنت في فلسطين , هيا ابتسم فأنت فلسطيني .
وبدؤوا يفرغون مشاعر قهرهم بالضحك .
واصلوا طريقهم نحو رام الله , وبعد ساعتين وضع قدمه على أرضها وأخذ ينظر الى العالم من حوله والى عربات الباعة المصطفة على الأرصفة , تمنى لو أنه استطاع التنزه لكن تعبه وحقائبه منعته من ذلك فآثر التوجه إلى الفندق الذي كان قد حجز فيه غرفة قبل قدومه . قضى ليلته الأولى وما أن انتهت هذه الليلة وأخذ الصباح يلقي بخيوط الشمس الصغيرة ليشقق فيها السماء معلنة مغادرة ابو خالد للفندق , استقل حافلة متوجه نحو مدينة طولكرم , وبعد عشرين دقيقة تقريبا واذا بحاجز يدعى حاجز عطارة يطل في وجوههم فتذكر فعلته البارحة وأخذ يضحك على نفسه , لكن هذا الحاجز لم يأخذ من وقتهم طويلا فتابعت الحافلة مسيرها مرة أخرى لتصل إلى حاجز زعترة الذي اجتازته بسرعة هو الآخر ـ فلم يكن يشدد على الحافلات القادمة إلى مدينة طولكرم كما أن الصباح كان لا يزال في أوله ـ فتابعوا مسيرهم حتى تفاجأ أبو خالد لدى رؤيته لجدار إسمنتي ممتد على طول الطريق ليقطع الجبل المجاور لهم حتى عجز عن متابعته حتى نهايته وتلتف من امامه وفوقه سلاسل من الاسلاك الشائكة التي لم يرى مثلها في حياته ولا في الافلام أيضا , فوصلوا إلى الحاجز الثالث الذي يعترض طريقهم وهو حاجز جبارة , فأشار الي الجدار الإسمنتي وسأل الشاب الذي كان يجلس في المقعد المجاور له : ايش هاد ؟ فرد عليه الشاب بلا مبالاة : شكلك مش من هون ؟ هاد جدار الفصل العنصري , ايش ما سمعت عنه ؟ ــ سأل باستهزاء ــ
فأجابه أبو خالد : لأ سمعت عنه بس ما كنت أتوقع يكون هيك .
فقطع الشاب الحوار بمكالمة هاتفية أجراها , فصمت وأخذ يتأمل الجدار اللعين . عبرت الحافلة الحاجز وتوجهت نحو طولكرم , وصلت إلى الموقف فاستقل أبو خالد سيارة أجرة إلى قريته مباشرة . وعند وصوله إليها قابله إخوته بدموع الفرح والعناقات الحارة , وقبل أن يدخل أخبرهم أنه يود الذهاب لزيارة قبر والديه , فضحك أحد إخوته وأمسك بيده جاراً اياه إلى المنزل ليصعد معه السلم إلى السطح وقال له : شوف , واشار له باتجاه أرضهم , كان جدار الفصل العنصري ممتدا على طول الجبل المقابل لهم , مبتلعاً معه أرضهم وقبر والديه , فسأله أبو خالد إن كان هناك وسيلة لزيارتهم وزيارة أرضهم , فرفع أخاه حاجبيه وحرك رأسه ببطئ نافيا قدرته على الوصول إلى هناك , فبدأت أطرافه بالارتعاش وغاص في موجة من الدوع المشوبة بالضحك الأخرس لم يدرك أنه خرج منها إلا عندما استيقظ على سريره في مستشفى الشهيد الدكتور ثابت ثابت في مدينة طولكرم إثر صدمة طعنت نفسه , لتأخد معها بصره إلى الأبد , ليكمل ما تبقى له من سنوات في وطن لا يستطيع رؤيته .