أعد قراءة الآية على مهل , انظر ماذا قال ! لقد قال سبحانه ”مُصْلِحُونَ” و لم يقل ”صالحون” فالسلبية سبب لحلول الهلاك , و الإيجابية سبب لدفعه , الله وصف أهل القرية الذين لا يهلكهم أنهم مصلحون و ليس صالحون فقط , تحدث النجاة حين يكون إصلاح الـ ( نحن ) بدلا من إصلاح الـ ( أنا ) , حين نخرج من بوتقة الفرد إلى فضاء المجتمع , حين يكون صلاحك ممتد إلى المجتمع الذي تعيش فيه , حين تكون وظيفتك الإصلاح , لا فائدة من الصلاح إذا كان خاصا بك وحدك و كأن عيناك تعمى عن المنكرات التي يعجّ بها مجتمعك , كل الفائدة منك بكونك ” مصلح ” تترجم صلاحك إلى عمل , الإسلام لا يريدك كتلة جامدة لا حراك فيها بل يريدك كتلة تتفاعل مع ما حولها , لا يحب أن تقف موقف المشاهد و المتفرج , بل يحب أن تتحرك نحو التغيير , نحو الإصلاح =) *
لما امر الله سبحانه وتعالى جبريل بإهلاك قرية قال يارب فيها رجل (صالح) وليس مصلح قال فبه ابدأ قال لما قال لم يتمعر وجه لله اي لم يغضب لانتهاك حرمات الله .. اذا ما دام هناك مصلحون تكون الامة فيها خير ويعم عليهم الخير
لما امر الله سبحانه وتعالى جبريل بإهلاك قرية قال يارب فيها رجل (صالح) وليس مصلح قال فبه ابدأ قال لما قال لم يتمعر وجه لله اي لم يغضب لانتهاك حرمات الله .. اذا ما دام هناك مصلحون تكون الامة فيها خير ويعم عليهم الخير
نملة هنا نكرة، لم يقل (النملة)!
فهي نملة نكرة حملت هم أمة فأنقذتها،
أليس الخطر الذي يهدد أمتنا أعظم من الخطر الذي هدد نمل سليمان؟
كم منا من يحسّ بإحساس النملة، ويسعى منقذًا لأمته؟
ما فائدة تكرار قوله تعالى عن قوم عاد:
{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}.[القمر:18-21]
في ابتداء القصة وفي آخرها؟
الجواب: أن الأولى تخبر عن عذابهم في الدنيا، والثانية عن عذابهم في الآخرة؛ وذلك أن الله اختص عادا بذكر عذابين لها في قوله تعالى:
{لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ}.[فصلت:16].
ويصح أن تكون الأولى قبل وقوع العذاب، والثانية بعد وقوعه؛ توبيخا لهم.
{ ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم، ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم }
[محمد:4].
ما أعظم ما تسكبه هذه الآية في قلب المتدبر لها من طمأنينة، ويقين بحكمة الله وعلمه،
وأنه سبحانه لا يعجل لعجلة عباده، وأن من وراء ما يحصل حكما بالغة، تتقاصر
({وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون}
(مريم:39)
يوم حسرتهم وندمهم على ما فرطوا في جنب الله، وحسرتهم يوم أورثت مساكنهم من الجنة
أهل الإيمان بالله والطاعة له، وحسرتهم يوم أدخلوا من النار، وأيقن الفريقان بالخلود الدائم،
والحياة التي لا موت بعدها، فيا لها حسرة وندامة!
قام ابن المنكدر يصلي من الليل ، فكثر بكاؤه في صلاته ، ففزع أهله ،
فأرسلوا إلى صديقه أبي حازم ، فسأله : مالذي أبكاك ؟
فقال : مر بي قوله تعالى :
( وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون ) الزمر 47
فبكى أبو حازم معه واشتد بكاؤهما ،
فقال أهل ابن المنكدر :
جئنا بك لتفرج عنه فزدته !
فأخبرهم مالذي أبكاهما .
الأولى : قوله تعالى : أمن يجيب المضطر إذا دعاه قال ابن عباس : هو ذو الضرورة المجهود . وقال السدي : الذي لا حول له ولا قوة . وقال ذو النون : هو الذي قطع العلائق عما دون الله . وقال أبو جعفر وأبو عثمان النيسابوري : هو المفلس . وقال سهل بن عبد الله : هو الذي إذا رفع يديه إلى الله داعيا لم يكن له وسيلة من طاعة قدمها . وجاء رجل إلى مالك بن دينار فقال : أنا أسألك بالله أن تدعو لي فأنا مضطر ; قال : إذا فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه . قال الشاعر :
وإني لأدعو الله والأمر ضيق ** علي فما ينفك أن يتفرجا
ورب أخ سدت عليه وجوهه ** أصاب لها لما دعا الله
الثانية : وفي مسند أبي داود الطيالسي عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء المضطر : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت .
الثالثة : ضمن الله تعالى إجابة المضطر إذا دعاه ، وأخبر بذلك عن نفسه ; والسبب في ذلك أن الضرورة إليه باللجاء ينشأ عن الإخلاص وقطع القلب عما سواه ; وللإخلاص عنده سبحانه موقع وذمة ، وجد من مؤمن أو كافر ، طائع أو فاجر ; كما قال تعالى : [ ص: 207 ] حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين وقوله : فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون فأجابهم عند ضرورتهم ووقوع إخلاصهم ، مع علمه أنهم يعودون إلى شركهم وكفرهم . وقال تعالى : فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فيجيب المضطر لموضع اضطراره وإخلاصه .
وفي الحديث : ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده ذكره صاحب الشهاب ; وهو حديث صحيح .
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاذ لما وجهه إلى أرض اليمن واتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب
وفي كتاب الشهاب : اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام فيقول الله تبارك وتعالى وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين وهو صحيح أيضا
في سورة الكهف قال الخضر في خرق السفينة: { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } وفي قتل الغلام: { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا } وفي بناء الجدار: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا }
فلماذا غير في نسبة الأفعال في كل واحدة؟
في قصة الخضر لما كان المقصود عيب السفينة قال: { فَأَرَدتُّ } فأضاف العيب لنفسه لا إلى الله تأدبا معه، ولأن نفس العيب مفسدة، ولما قتل الغلام قال: { فَأَرَدْنَا } بلفظ الجمع، تنبيها على أن القتل كان منه بأمر الله، وله حكمة مستقبلية، ولأنه مصلحة مشوبة بمفسدة، ولما ذكر السعي في مصلحة اليتيمين قال: { فَأَرَادَ رَبُّكَ } فنسب النعمة لله لأنها منه، ولأنها مصلحة خالصة.
قام ابن المنكدر يصلي من الليل ، فكثر بكاؤه في صلاته ، ففزع أهله ،
فأرسلوا إلى صديقه أبي حازم ، فسأله : مالذي أبكاك ؟
فقال : مر بي قوله تعالى :
( وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون ) الزمر 47
فبكى أبو حازم معه واشتد بكاؤهما ،
فقال أهل ابن المنكدر :
جئنا بك لتفرج عنه فزدته !
فأخبرهم مالذي أبكاهما .
" وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن "
يقول الشيخ السعدي : وهذا امر بكل كلام يقرب إلى الله " قراءه، ذكر ، كلام حسن مع الخلق ...." والقول الحسن داااع لكل خلق جميل وعمل صالح
" فإن من ملَكَ لسانه ، ملَكَ جميع أمره "