جلت عزائمك الفتح المبينا **** فقد قرت عيون المسلمينا
رددت أخيذة الإسلام لما **** غدا صرف القضاء بها ضمينا .
يقاتل كل ذي ملك رياء **** وأنت تقاتل الأعداء دينا
وما طبرية إلا هدي **** ترفع عن أكف اللامسينا
حصان الذيل لم تقذف بسوء **** وسل عنها الليالي والسنينا
قست حتى رأت كفؤا فلانت **** وغاية كل قاس آن يلينا
جعلت صباح أهلها ظلاما **** وأبدلت الزئير بها أنينا
قضيت فريضة الإسلام منها **** وصدقت الأماني والظنونا
تهز معاطف القدس انتهاجا **** وترضي عنك مكة والحجونا
فقلب القدس مسرور ولولا **** سطاك لكان مكتئبا حزينا
فلو أن الجهاد يطيق نطقا **** لنادتك ادخلوها آمنينا
تضاربت الأقوال عن تسمية رام الله إذ عرفت في التوراة باسم أرتا يم صوفيم وذكرها المؤرخ يوسيفوش باسم فكولا، وقيل جلبات ايلوهم. وقد أثبت الأثريون عدم صحة هذه الأسماء لأن أمكنة الملوك التي نسبت إليهم مثل الملك صموئيل وشاؤول مختلفة عن المدينة الحالية. إلا أن هناك تفسيرات أقرب إلى الصحة حيث تعني كلمة رام المنطقة المرتفعة، وهي كلمة كنعانية منتشرة في أماكن مختلفة في فلسطين، وأضافت إليها العرب كلمة الله فأصبحت رام الله، وقد عرفها الصليبيون بهذا الاسم، ولكن الثابت تاريخيا أن قبيلة عربية جاءت في أواخر القرن السادس عشر وسكنت في قرية أو غابه حرجية اسمها رام الله
نظرا لأن رام الله والبيرة تمتدان عمرانيا بشكل متصل، إذ لا يمكن فصل تاريخ المدينتين عن بعضها الآخر، فمن الطبيعي أن يتم دراسة تاريخهما بشكل متكامل. وتشير الدراسات التاريخية والأثرية إلى أن قصة النبي يوسف قد حدثت في منطقة رام الله والبيرة، ولقد اختلف المؤرخون في تحديد البئر الذي ألقي فيه ألنبي يوسف، وعلى الرغم من هذا الاختلاف فإن موقع البيرة الحالي لا يبتعد كثيرا عن هذه التوقعات بسبب وقوعه على طريق القوافل المتجهة من الجنوب إلى الشمال أو بالعكس، وكان هذا الموقع التي كانت تحط بها الرحال طلباً للراحة والاستجمام، وسعياً وراء الطعام والماء، وكان يوجد في البيرة نبع ماء قديم كان معروفا لتلك القوافل ما حفز الأهالي في ذلك الوقت إلى إقامة أكثر من بناء لتزويد المسافرين بحاجاتهم من الطعام لقاء مال أو مبادلة تجارية وقد ذكر الانجيل أن السيد المسيح كان يمر بالبيرة في طريقه إلى الناصرة ومنها إلى القدس (تخلف مع فتيان البيرة الذين كانوا يلهون ويلعبون على نبع الماء وهكذا ضل عن أمه وعن يوسف النجار، مما اضطرها إلى العودة إلى القدس لكي تبحث عنه).
عند الفتح الإسلامي لبلاد الشام في القرن السابع الميلادي دخلت البيرة في حوزة المسلمين، وبنى المسلمون في الفترة الإسلامية المبكرة مسجدين بالقرب من الخان ما زالا مستخدمين حتى اليوم، يعرف الأول منهما باسم "الجامع العمري"، وهو الجامع الملاصق لكنيسة العائلة المقدسة وسط البلدة القديمة، "وجامع العين" الواقع على عين شارع القدس- نابلس بالقرب من مبنى البلدية الحالي. وتغير مركز مدينة البيرة من عصر إلى آخر، ويبدو أن أقدم موقع استوطنه أهل البيرة هو منطقة الإرسال، ثم تل النصبة، ثم عين أم الشرايط، ثم موقع البلدة القديمة الحالي، أما الآن فقد توسعت حدود المدينة فشملت كل هذه المناطق. وفي سنة 1099 وقعت في أيدي الغزاة الفرنجة قبل احتلالهم لمدينة القدس، وأقاموا فيها فترة من الزمن وكانت مركزاً ممتازاً. في عام 1187 عبر جنود المسلمين بقيادة صلاح الدين البيرة ومن ثم استطاع صلاح الدين انتزاع القدس من أيدي الصليبين.
كانت رام رالله في فترة الحروب الصليبية مستعمرة زراعية إلى جوار البيرة، أطلق الصليبيون عليها اسم " Ramallie " أو " Ramalie " حيث توجد بقايا برج صليبي في البلدة القديمة لرام الله، ويقال أن رام الله وبعض البلدان الأخرى قد أوقف الملك قلاوون عُشر منتوجات أراضيها على حرم الخليل. إلا أنها لم تكن معروفة حتى القرن السادس عشر بسبب صغر مساحتها وقلة عدد سكانها بالمقارنة بالقرى المحيطة بها.
تأسست مدينة رام الله على يد شيخ إحدى عشائر الكرك المسيحية يدعى الشيخ راشد الحدادين، قرر الجلو عن موطنه بسبب خلافات عشائرية في القرن السادس عشر. ويحكى أنه جلى من الكرك ليلا وبعد أيام دخل على أهل البيرة فرحبوا به. وأشارو عليه بخربة اسمها رام الله لتكون موطنه. اشترى الشيخ راشد خربة رام الله من عائلات البيرة القدامى، دون أن يعلم أنه كان يؤسس لمدينة سيكون لها دور هام في تاريخ الفلسطينين.
وتجسد تماثيل الأسود الخمسة الواقعة في ساحة المنارة وسط مدينة رام الله تاريخ المدينة، حيث أقام هذا المهاجر من الكرك هذه الأسود الخمسة رمزا لأبناءه، وتعطي صورة لأصول العائلات. وتعتزم بلدية رام الله تشييد نصب تذكاري لمؤسس المدينة بهدف تكريمه ولتعريف الأجيال القادمة بفضله في تأسيس مدينة الحكايات والكفاح.
وقد بدأ في رام الله مع نهاية القرن التاسع عشر تأسيس مدارس كانت من أول المدارس النظامية في فلسطين، اسمها "الفرندز" وتعني (الاصدقاء)، وهي من المدارس التبشيرية التي بادرت إلى ايجادها جماعة الكويكرز وهي منظمة دينية مسيحية اميركية. وتضم مدرستين في رام الله والبيرة، الأولى للبنات وتعود للعام 1889 والأخرى للصبيان تعود للعام 1901. وكلتاهما تتبعان لمجلس امناء واحد ويزيد عدد طلابهما الآن عن الألف
في عام 1917، سقطت رام الله بيد الجيش الإنجليزي، ودخلت المدينة مع باقي مدن فلسطين مظلة الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920، وأصبحت رام الله مركزا لقضاء رام الله في تلك الفترة حتى وقوع النكبة. كانت المدنية قد ازدادت أهمية في هذه الفترة نتيجة ثلاثة تطورات مهمة: أولها إنشاء أعمدة الإرسال الشاهقة لـ "محطة الإذاعة الفلسطينية" من قبل حكومة الانتداب البريطانية عام 1936 على أراضي قرية البيرة التي يقع مدخلها على الشارع الرئيسي المتجه إلى قرية بيرزيت وقرى بني زيد. وهو الشارع الذي أصبح اسمه منذ ذلك الحين "شارع الإذاعة" أو "شارع الإرسال". وللشارع أهمية كبيرة في ذلك الوقت نظرا لوجود عدد من الفنادق "كفندق الحمراء" و"فندق حرب" وكان يجذب أهالي مدينة رام الله والقدس أيام الآحاد للاستمتاع بالجلوس في أحضان الطبيعة.
أما التطور الثاني فقد جاء نتيجة الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939، حيث أقامت حكومة الانتداب على غرار ما جرى في بقية المدن الفلسطينية، المبنى الضخم المعروف حاليا بمبنى المقاطعة (مبنى تجاري على اسم المهندس البريطاني الذي صمم هذه المباني لتستوعب الدوائر الحكومية والسجون …الخ). وبالتالي فقد أصبحت معنية بتوسيع شبكة الطرق القريبة لتستوعب الضغط الناجم عن إنشاء هذا المبنى ومحطة الإذاعة. أما التطور الثالث فكان له علاقة بالهجرة إلى الأميركيتين من قبل سكان رام الله والبيرة وتعاظم ثروة أهل المدينتين مما أدى إلى توسع عمراني كبير على امتداد الشوارع الجديدة وخارج إطار المسطحات القديمة والمتراصة نسبيا.
وقد أدت هذه التطورات إلى توسيع شبكة الطرق في المدينتين، وخصوصا توسيع وتعبيد طريق الإذاعة وإنجاز خريطة التنظيم الهيكلية لرام الله عام 1940. وهكذا أخذت شبكة الطرق المتفرعة عن الميدان شكلها النهائي رغم أن المنطقة المحيطة بالميدان ظلت في معظمها خالية أساسا من العمران. إذ لم تجر خلال الحرب العالمية الثانية تطورات عمرانية تذكر فظروف الحرب قد حالت دون الحصول على مواد البناء وخصوصا الاسمنت والحديد حيث احتفظت بهما حكومة الانتداب للأغراض الحربية.
رام الله مدينة جبلية، مبنية على جبال مطلة إلى الغرب على الساحل الفلسطيني، أما من جهة الشرق والجنوب فهي محاطة بالجبال. تبعد رام الله حوالي عشرة 15 كم إلى الشمال من القدس وتبعد المدينة عن البحر المتوسط الذي يرى من تلالها حوالي 45 كيلومترا هوائيا وكثيرا ما تشاهد منها أثناء النهار السفن الراسي، كما تبعد عن نهر الأردن قرابة 33 كم إلى الغرب. ونظرا لقرب البحر منها فإن الهواء الذي يهب عليها من الغرب يحمل معه بعض الرطوبة ولكن ارتفاع البلدة عن سطح البحر الذي يتراوح بين 830-880 مترا يلطف من هذه الرطوبة. وتبلغ مساحة مدينة رام الله 19اّلف دونم، واتخذت مجالس بلدية سابقة قرارا بتوسيع حدود المدينة إلى ألفي دونم أخرى.
ويتوسط موقع رام الله فلسطين التاريخية تقريبا، حيث تبعد عن نابلس 36 كم إلى الجنوب، وجنين 63 كم إلى الجنوب، والخليل 82 كم إلى الشمال، وغزة 82 كم إلى الشمال الشرقي، ويافا 45 كم إلى الشرق، وحيفا 105 كم إلى الجنوب الشرقي.
السكان
يبلغ عدد سكان رام الله اليوم قرابة 30 ألف نسمة. وبالرغم من أن رام الله كانت مدينة صغيرة، إلا أن اللاجئين الفلسطينيين بعد النكبة عام 1948 شكلوا جزءا رئيسيا من التوزيع السكاني الجديد، كما أن الهجرة الداخلية وانتقال فلسطينيين للعمل في رام الله بعد قدوم سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية جراء تحولها إلى مركز إداري للسلطة زاد من عدد السكان المستقرين القادمين من مدن أخرى.
وقد بلغ عدد سكان رام الله عام 1922م حوالي 3067 نسمة، وفي عام 1945م 5080 نسمة، وفي عام 1967م بلغ عدد سكانها حسب الإحصاء الإسرائيلي 12134 نسمة، ارتفع هذا العدد ليصل عام 1987م حوالي 24772 نسمة.
تتمتع رام الله عن باقي المدن الفلسطينية باستمرارية وتعددية بالنشاطات الثقافية بين المهرجانات والندوات والمؤتمرات والمعارض، ويعود ذلك إلى عدة إسباب، أحدها تمركز عدد كبير من المؤسسات الناشطة في هذا المجال في مدينة رام الله إضافة إلى نشاط بلدية رام الله في هذا المجال ووجود وزارة الثقافة التابعة لسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني في المدينة. وكذلك تنوع النسيج الثقافي الاجتماعي في المدينة وإتساع هامش الحرية مما جذب العديد من الشخصيات الثقافية إلى مدينة رام الله من مخرجين وكتّاب وشعراء.
من المؤسسات العاملة في مجال الثقافة في المدينة مركز الفن الشعبي ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى ومسرح وسينماتك القصبة ومؤسسة سرية رام الله الأولى والقصر الثقافي التابع لبلدية المدينة ومركز بلدنا الثقافي ورواق وشاشات ومسرح عشتار ومركز خليل السكاكيني الثقافي ومؤسسة الكمنجاتي وجالاري المحطة ومؤسسة تامر ومنتدى الفنانين الصغار والمركز الثقافي البريطاني ومؤسسة عبد المحسن القطّان والمركز الثقافي اليوناني والمؤسسة الفلسطينية للفن المعاصر والمركز الثقافي الفرنسي الألماني.
تعكس رام الله صورة مدينة مزدهرة تشهد حركة اعمال محمومة وفورة عقارية كست تلالها بالمباني، غير ان هذه المدينة التي تحتضن مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تبقى استثناء في مشهد اقتصادي عام هش.
ولقد مارس سكان مدينة رام الله والبيرة العديد من الحرف منذ القدم، منها الزراعة وتربية المواشي حيث زرعوا العنب والتين والزيتون، واشتغل السكان في التجارة حيث تنقل التجار بين المدن والقرى المجاورة، كما اشتغل السكان في الصناعة مثل صناعة الأحذية والملابس والمواد الغذائية والفخار واستمر الحال حتى أوائل القرن العشرين، حيث اتجه السكان إلى الهجرة إلى أمريكا خصوصا الشباب منهم، فأخذت الأموال تتدفق على المدينة ليستثمرها السكان في شراء الأراضي وبناء العقارات لاستغلالها في السياحة، وازدادت حركة التعليم وما أن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى وقعت حرب 1948 فكان معظم سكان المدينة قد هاجروا إلى أمريكا باستثناء 12% منهم بقوا في المدينة.
توجد حاليا العديد من الصناعات مثل صناعة الورق الصحي والكرتون والأثاث والمواد الغذائية وعصر الزيتون والصابون والألمنيوم والأدوية والكثير من الحرف اليدوية والتقليدية.
أما بالنسبة للزراعة فقد اضمحلت بسبب هجرة السكان للأراضي الزراعية وتحويلها بنايات لتأخذ مكان البيوت القديمة وأصبحت المدينة تعج بمئات المحال التجارية الممتدة.
ومن الملاحظ أن تكلفة المعيشة في مدينة رام الله هو أعلى مستوى من نظيراتها في المحافظات الأخرى، ويمكن إرجاع السبب إلى عدة عوامل أهمها وجود شريحة واسعة في رام الله يفوق مستوى دخلها معدل الدخل لباقي سكان رام الله وباقي سكان المحافظات الأخرى نظرا لعمل هذه الشريحة مع المؤسسات الأجنبية والدولية قادرة على تحمّل هذه النفقات وثانيا وجود عدد كبير من الأجانب العاملين في رام الله ذوي الدخل المرتفع جدا بالمقارنة مع المواطن العادي مما تسبب في زيادة الأسعار على كافة المستويات وبالذات العقار والمنافع الخدماتية كالمطاعم والقاعات، بالإضافة إلى وجود تحويلات شبه دائمة من المغتربين من سكان قراها الشرقية والتي معظم أفرادها مغتربين في الولايات المتحدة الأمريكية، وهنالك أمثلة صارخة للقرى الشرقية للمدينة التي حققت أعلى النسب في اغتراب أفرادها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكن اليوم أن يُقارن مستوى المعيشة في المدينة بنظرائه في مدن عالمية أخرى. يشار إلى أنه يُقام كل عام معرضا للصناعات الفلسطينية في مدينة رام الله.
الثقافة والسياحة
إن ما يميز مدينة رام الله هو هذا التناغم والتنوع والاختلاف في إطار الوحدة، ولكثرة من رغب بالسكن في رام الله بسبب هذا الميل العام نحو قبول الآخر، جعل منها مكان جذب للكثيرين من مختلف المناطق والبيئات والأديان ممن بحثوا عن الأمن والأمان. وقد خلق هذا الأمر أيضاً تنوعاً ثقافياً وحضارياً فريداً، ووجد الجميع فيه ما يصبون إليه فتشكلت هذه المدينة المنوعة في ثقافتها وتوجهاتها في إطار من التواصل الغريب.
تعتبر رام الله مركز للحياه الثقافية والأكثر انفتاحا وليبرالية في الضفة الغربية، ما دفع البعض إلى تسميتها "روح الثقافة" فهي تضم العديد من المكتبات مثل : مكتبة دار الإذاعة ومكتبة رام الله العامة بالإضافة إلى العديد من المراكز الثقافية على تنوعها، فهناك العاملة في إطار الفنون البصرية، أو السينما أو المسرح، أو الرقص الشعبي والمعاصر، أو الشعر والأدب والنشر، أو المؤسسات الموسيقية. وتعتبر رام الله مركزا للعديد من المراكز الثقافية الأجنبية كالمركز الثقافي الألماني الفرنسي، والمركز الثقافي البريطاني، والمركز الثقافي اليوناني.
ولتطريز الأثواب في رام الله نكهة خاصة فهي لغة للتعبير وحالة نادرة ومميزة عن بقية المناطق الأخرى، بحيث يدمج بين الأشكال الهندسية والمجردة المستطيلة (كالمربعات، والنجوم) وبين الصور الرمزية، ما يعكس الحياة اليومية لأهل رام الله وسكانها. ومن أهم المهرجانات التي تقام خصيصا من أجل الحفاظ على هذا التراث، مهرجان الوفاء للتراث وارث الأجداد السنوي الذي ينظمه نادي شباب رام الله، حيث يتم تنظيم عرضاً للأزياء التراثية الفلسطينية.
كما وتضم عددا من المراكز الرياضية، والأندية الشبابية الفاعلة، والتي يعود تأسيس بعضها إلى بدايات القرن الماضي، في حين تضم بعض هذه الأندية فرقا كشفية عريقة كان لها حضورها على مدار التاريخ الفلسطيني. من المؤسسات العاملة في مجال الثقافة في المدينة مركز الفن الشعبي ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى ومسرح وسينماتك القصبة ومؤسسة سرية رام الله الأولى والقصر الثقافي التابع لبلدية المدينة ومركز بلدنا الثقافي ورواق وشاشات ومسرح عشتار ومركز خليل السكاكيني الثقافي ومؤسسة الكمنجاتي وجالاري المحطة ومؤسسة تامر ومنتدى الفنانين الصغار والمركز الثقافي البريطاني ومؤسسة عبد المحسن القطّان، والتي تعمل على تفعيل الحياة الثقافية في فلسطين من خلال إنتاج أعمال مسرحية واستضافة عروض فنية في مجالات المسرح والموسيقى والرقص بالإضافة إلى عرض الأفلام السينمائية اليومية وتنظيم الأسابيع والمهرجانات السينمائية المتخصصة.
وتضم رام الله كذلك، عددا من الجمعيات الخيرية، النسوية في مجملها، ويعود تأسيس بعضها إلى أربعينيات القرن الماضي، وتهدف هذه الجمعيات التي تضاعفت أعدادها مرارا في العقدين الأخيرين، إلى توفير الدعم للعديد من فئات المجتمع، ومن بينها المرأة، الطفل، كبار السن، ذوي الاحتياجات الخاصة، الأيتام، وغيرهم.
تعتبر مدينة رام الله واحدة من المدن الفلسطينية التي يؤمها السياح، وتشكل وجهة رئيسية لهم في جولاتهم السياحية، ولا بد للسائح أن يزور مواقعها الأثرية التي تقسم إلى : أنقاض بناء أثري فيه بقايا برج من حقبة الصليبيين يقع في وسط المدينة، وآثار كنيسة بيزنطية في المدينة.
وبالرغم من أن المدينة ليست من المدن القديمة جدا إلا أنها تعد أكثر المناطق الفلسطينية جذبا للزائرين على المستوى العالمي والعربي بشكل عام والفلسطينين بشكل خاص، آخذين بعين الاعتبار أن هذه المدينة مركزا اقتصاديا مهما، وخاصة بعد أن أصبحت مقرا للمصارف الفلسطينية والعربية، ومركزا للمؤسسات الأجنبية، والممثليات الدبلوماسية، كما ومقرا لمؤسسات ووزارات السلطة الوطنية الفلسطينية...الخ، مما ساهم بشكل فعال في تطور هذه المدينة من كافة النواحي وخاصة سياحيا، فازدحام المدينة يعني بناء المرافق السياحية الكبيرة والحديثة القادرة على تلبية احتياجات ساكنيها، وهذا من شأنه أن يزيد الدخل القومي بشكل كبير. ويوجد في المدينة مركزا معني بالسياحة هو مركز رام الله للمعلومات السياحية الذي تأسس بدعم سويدي وبالتعاون مع وزارة السياحة الفلطسينية ومركز رواق للمعمار الشعبي. وهناك الكثير من الآثار الواقعة في قرى وبلدات قضاء رام الله، فمثلا توجد قلعة حصينة لا تزال آثارها ظاهرة حتى الآن في بيرزيت، مبنى عثماني ضخم في قرية رأس كركر، وآثار كنيسة وقطع معمارية تعود إلى الفترات البيزنطية في قرية جفنا، كما يوجد في قرية عابود الكثير من الأديرة والكنائس المندثرة منذ عهد هيلانة وإبنها قسطنطين، وفيها أيضا مسجد قديم وكنيسة للروم الأرثوذكس. ويزور رام الله سنويا 300,000 سائح.يشار إلى أن السياحة في المدينة كغيرها من مدن فلسطين، تواجه العديد من المشاكل والعقبات، ولعل أول تلك العقبات هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يؤثر سلبا بدعاياته المغرضة على السياح الأجانب، ويسعى إلى ضرب قطاع السياحة في المدينة. كذلك ينافس الإسرائيليون السياحة الفلسطينية نظرا لخبرتهم في التسويق.