أم يحيى.. ذكريهن بآيات من القرآن في هذا الجانب
وبالأحاديث النبوية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم والتي ببدايتها" لا يؤمن أحدكم.."
فالأخوة ركيزة أساسية بعد الإيمان وأساسها الإيمان الحقيقي النابع من القلب والذي يؤثر بتصرفات الفرد وجوارحه
والأيمان يكون بتقوى الله ومخافته وبالعمل وحب الأخرين
فلذلك كان للأخوة أساس الإيمان والعقيدة التي جمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عليها
يقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم في كتابه "حرمة أهل العلم" :
و من مخاطر الطعن في
العلماء :
التسبب إلى تعطيل الانتفاع بعلمهم ...
و قد نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن سب الديك لأنه يدعو إلى الصلاة ...
فكيف يستبيح قوم إطلاق ألسنتهم في ورثة الأنبياء الداعين إلى الله عز و جل ؟!
قال عز و جل : "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين"
قال أبو الدرداء - رضي الله عنه- : "ما نحن لولا كلمات الفقهاء"
و كان الحسن البصري رحمه الله يقول : " الدنيا كلها ظلمة إلا مجالس العلماء"
و قال الإمام السخاوي رحمه الله : " إنما الناس بشيوخهم فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش ؟؟"
لا ريب أن احترام العلماء وتقديرهم من الأمور الواجبة شرعاً وإن خالفناهم الرأي
فالعلماء ورثة الأنبياء ، والأنبياء قد ورثوا العلم وأهل العلم لهم حرمة .
وقد وردت نصوص كثيرة في تقدير العلماء واحترامهم ،
قال الإمام النووي : [ باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار مرتبتهم ].
ثم ذكر قول الله تعالى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) سورة الزمر الآية 9 ،
ثم ساق الإمام النووي طائفة من الأحاديث في إكرام العلماء والكبار وأحيل القارئ إلى كتاب
رياض الصالحين للإمام النووي ص 187-192 .
وأتساءل لمصلحة من يهاجم علماء الأمة ؟ ولمصلحة من يشتم العلماء ؟
لماذا يوصف العلماء بالخيانة أو السذاجة والبلاهة ؟
هل يصح أن يقال في علماء الأمة : " ومن الملمَّعين المنافقين " ؟
كيف عرفتم أنهم منافقون ؟ هل شققتم على قلوبهم ؟
ألم تسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه
لما قتل رجلاً بعد أن قال لا إله إلا الله أفلا شققت على قلبه ؟ ) رواه مسلم .
ألم تسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم ) رواه البخاري ومسلم .
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
( لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من علمائهم وكبرائهم وذوي أسنانهم فإذا أتاهم العلم عن صغارهم وسفهائهم فقد هلكوا ) .
وورد في رواية أخرى عند الخطيب في تاريخه بلفظ ( فإذا أتاهم العلم عن صغارهم وسفلتهم فقد هلكوا ) . إتحاف الجماعة 2/ 105
قال الإمام الذهبي يرحمه الله :[ ما زال الأئمة يخالف بعضهم بعضاً ويرد هذا على هذا ولسنا ممن يذم العالم بالهوى والجهل ] سير أعلام النبلاء 19/342
قال الحافظ ابن عساكر يرحمه الله مخاطباً رجلاً تجرأ على العلماء :[ إنما نحترمك ما احترمت الأئمة ]
وأخيراً أختم بكلمة نيرة مضيئة قالها الحافظ ابن عساكر يرحمه الله :[ اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة
وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب
قال تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )